دروب الخير 🕋
1.78K subscribers
37.7K photos
13.7K videos
6.54K files
43.8K links
إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي
Download Telegram
#الذكر_على_السبحة

- تعريف السبحة في اللغة: قال الإمام محي الدين النووي في تهذيب الأسماء واللغات (سبحة بضم السين وإسكان الباء الموحدة خرزات منظومة يسبح بها معروفة يعتادها أهل الخير مأخوذة من التسبيح ).

· مشروعية اتخاذ السبحة :

- روى أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد : عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال " أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل فقال: قولى سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك.......الحديث ". فنجد انه صلى الله عليه وآله وسلم لم ينهها عن ذلك وانما أرشدها الى ما هو ايسر من ذلك ولو كان مكروها اوغير مشروع لبين لها ذلك .

- وعن صفية قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال : ما هذا يا بنت حيي؟ فقلت أسبح بهن ، فقال: قد سبحت منذ قمت على راسك أكثر من هذا قلت: علمني يا رسول الله قال قولي سبحان الله عدد خلقه ..... أبو داود والترمذى والحاكم .

- وأخرج أبو داود : في باب (ما يكره من ذكر الرجل ما يكون من إصابة أهله) من كتاب النكاح عن أبي نضرة حدثني شيخ من طفاوة (المنذر بن مالك تابعي جليل) قال تثويت ( تضيفت ونزلت عنده ضيفا ) أبا هريرة بالمدينة فلم أر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه ، فبينما أنا عنده يوما وهو على سرير له معه كيس فيه حصى أو نوى - وأسفل منه جارية له سوداء - وهو يسبح بها حتى إذا أنفد ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته فأعادته في الكيس فرفعته إليه فقال: ألا أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...............الحديث

- وأخرج الإمام أحمد في الزهد : عن يونس بن عبيد عن امه قالت: رأيت أبا صفية رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان جارنا قالت فكان يسبح بالحصى.

- وأخرج الإمام أحمد في الزهد : عن عبدالرحمن قال: كان لأبي الدرداء رضي الله عنه نوى العجوة في كيس فكان إذا صلى الغداة أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذن.

- وأخرج ابن سعد : عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجزع : أي ما فيه سواد وبياض .

- وكذلك أخرج ابن أبي شيبة : عن أبي سعيد الخدري أنه كان يسبح بالحصى وكذلك صح أنه كان لأبي هريرة أيضا خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به.

- وأخرج ابن أبي شيبة : في المصنف عن مولاة لسعد أن سعدا كان يسبح بالحصى أو النوى .

- وأخرج ايضا : عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب أنها كانت تسبح بخيط معقود فيها.

- وورد في الأثر: نعم المذكر السبحة.
· أقوال العلماء في اتخاذ السبحة:

- ورد في حديث مسلسل أن الحسن البصري كان يستعمل السبحة وكان هو في عصر الصحابة.

- وقال عمر المكي: رأيت أستاذي الحسن البصري وفي يده سبحة فقلت له: يا أستأذ مع عظم شأنك وحسن عبادتك أنت إلى الآن مع السبحة؟ فقال لي: هذا شيء كنا استعملناه في البدايات ما كنا نتركه في النهايات إني احب أن أذكر الله بقلبي ويدي ولساني.

- وقال ابن الجوزي: إن السبحة مستحبة لما في حديث صفية أنها كانت تسبح بنوى أو حصى وقد أقرها صلى الله عليه وآله وسلم على فعلها والسبحة في معناها إذ لا يختلف الغرض عن كونها منظومة أو منثورة.

- وقال الإمام السيوطي: وقد أخذ السبحة سادات يشار اليهم ويؤخذ عنهم ويعتمد عليهم فلو لم يكن في اتخاذها غير موافقة هؤلاء السادة والدخول في مسلكهم لكفى.

- وذكر القاضي أبو العباس أحمد بن خلكان في وفيات الأعيان أنه رؤي في يد أبي القاسم الجنيد بن محمد يوما سبحة فقيل له: أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة؟ قال: طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه . (الحاوي ج2/ص37 -40 ).

- وقد قال العلامة ابن عابدين في حاشيته المشهورة: لا بأس باتخاذ السبحة ودليل الجواز ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد عن سعد بن أبي وقاص (الحديث المذكور سابقا ) ، فلم ينهها عن ذلك وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر وأفضل ولو كان مكروها لبين ذلك ولا تزيد السبحة على مضمون هذا الحديث إلا بضم النوى في خيط ومثل ذلك لا يظهر تأثير المنع فلا جرم أنه نقل اتخاذها والعمل بها عن جماعة من الصوفية الأخيار وغيرهم( من حاشية ابن عابدين ).

- وقال علي القاري في المرقاة في شرح حديث سعد المذكور: هذا أصل صحيح لتجويز السبحة بتقريره صلى الله عليه وآله وسلم تلك المرأة إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة ولا يعتد بقول من عدها بدعة وقد قال المشايخ إنها سوط الشيطان( أي: السوط الذي يزجر به ويطرد ) .

· أقوال المنكرين على اتخاذ السبحة:

- قولهم: لو كان فيها حسن لاتخذها النبي صلى
ايام التشريق يجتمع فيها للمومنين نعيم أبدانهم بالاكل والشرب ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر وبذلك تكتمل النعم.
‏.
‏.
‏.
‏⁧ #اكسبلور ⁩ ⁧ #الحج  ⁩ ⁧ #التشريق ⁩ ⁧ #العيد ⁩ ⁧ #الاضحى ⁩ ⁧ #الذكر ⁩ ⁧ #النعيم ⁩ ⁧ #الاكل ⁩ ⁧ #الشرب
#الذكر

لا خير في الدنيا والآخرة إلا ذكر الله .
فاحذر أن تذكره وأنت غافل عنه، جاهل بذكره، فإن ذلك لا يسمى ذكراً، فلا تذكره ناسياً،

واعلم أن العُجْب شر الشر وبلاء البلاء ، فإنه يصرفك عن الله في هذه الدار ويحجبك عن النظر إلى وجه الله الكريم الغفار،

وإذا أردت أن تتعلم الذكر فجالس العلماء بالله , ولا تجالس العالم المغتاب ولا المتكبر، واشغل نفسك بربك، وإذا كنت في أمر ما فاذكره بقلبك،

ولا تقرأ العلم بغير ربك، ولا يشغلك جمع الكلام عنه، فإن ذلك بلاء عليك يوم القيامة، وما من كلمة تتكلمها في مجلس إلا سُئلت عنها
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ "

الذكر ثمرة لك في الدنيا وراحة لك في القبر ، ووقاية لك يوم القيامة، ودرجات في الجنة، وصلة بينك وبين ربك.

#سيدي_الشيخ_أحمد_رضوان رضي الله عنه
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#الذكر مع الغفلة خير من غفلة عن الذكر
📃باب فضل حِلَقِ الذكر، والندب إِلَى ملازمتها، والنهي عن مفارقتها لغير عذر:

🌸َالَ اللهُ تَعَالَى: {واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُريدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تريد زينة الحياة الدنيا} [الكهف: 28].
أي: اجلس مع الذين يذكرون الله ويسألونه بكرةً وعشيًا من عباد الله، سواء كانوا فقراء أو أغنياء.
يقال: إنها نزلت في أشراف قريش حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يجلس معهم وحده، ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه، فنهاه الله عن ذلك.

🌸#وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ للهِ تَعَالَى مَلائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فإذا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ- عز وجل، تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِم إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْألُهُمْ رَبُّهُمْ- وَهُوَ أعْلَم: مَا يقولُ عِبَادي؟ قَالَ: يقولون: يُسَبِّحُونَكَ، ويُكبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، ويُمَجِّدُونَكَ، فيقول: هَلْ رَأَوْنِي؟ فيقولونَ: لا واللهِ مَا رَأَوْكَ. فيقولُ: كَيْفَ لَوْ رَأوْني؟! قَالَ: يقُولُونَ: لَوْ رَأوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا، وأكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا. فَيقُولُ: فماذا يَسْألونَ؟ قَالَ: يقُولُونَ: يَسْألُونَكَ الجَنَّةَ. قَالَ: يقولُ: وَهل رَأَوْها؟ قَالَ: يقولون: لا واللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا. قَالَ: يقول: فَكيفَ لَوْ رَأوْهَا؟ قَالَ: يقولون: لَوْ أنَّهُمْ رَأوْهَا كَانُوا أشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وأشدَّ لَهَا طَلَبًا، وأعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً. قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يقولون: يَتَعَوَّذُونَ مِنَ النَّارِ؛ قَالَ: فيقولُ: وَهَلْ رَأوْهَا؟ قَالَ: يقولون: لا واللهِ مَا رَأوْهَا. فيقولُ: كَيْفَ لَوْ رَأوْهَا؟! قَالَ: يقولون: لَوْ رَأوْهَا كانوا أشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وأشَدَّ لَهَا مَخَافَةً. قَالَ: فيقولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم، قَالَ: يقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ: فِيهم فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)). متفق عَلَيْهِ.

🌸#وفي رواية لمسلمٍ عن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إن للهِ مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبُّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَؤُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّماءِ الدُّنْيَا، فإذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعدُوا إِلَى السَّمَاءِ، فَيَسْأَلُهُمْ اللهُ- عز وجل-- وَهُوَ أعْلَمُ: مِنْ أيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبادٍ لَكَ في الأرْضِ: يُسَبِّحُونَكَ، ويُكبِّرُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْألُونَكَ. قَالَ: وَمَاذا يَسْألُونِي؟ قالوا: يَسْألُونَكَ جَنَّتَكَ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: لا، أَيْ رَبِّ. قَالَ: فكيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتي؟! قالوا: ويستجيرونكَ. قَالَ: ومِمَّ يَسْتَجِيرُونِي؟ قالوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَالَ: وَهَلْ رَأوْا نَاري؟ قالوا: لا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟! قالوا: وَيَسْتَغفِرُونكَ؟ فيقولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَألُوا، وَأجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَالَ: فيقولون: ربِّ فيهمْ فُلانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إنَّمَا مَرَّ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ. فيقُولُ: ولهُ غَفَرْتُ، هُمُ القَومُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)).

🌸#الذكر يتناول الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، وتلاوة الحديث، ودراسة العلم الديني.
قوله: ((فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم)). قيل: من حكم السؤال إقرار الملائكة أنَّ في بني آدم المسبحين والمقدسين، فيكون كالاستدراك لما سبق من قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا} [البقرة: 30]
قوله: ((فضلًا)) منضبط بوجوه: أشهرها ضم أَوَّلَيه، وبضم، ففتح، أخره ألف ممدودة جمع فاضل. ومعناه على جميع الروايات أنهم زائدون على الحفظة، وغيرهم من المرتبين مع الخلائق.
قال الحافظ: وفي الحديث: فضل الذكر والذاكرين، وفضل الاجتماع على ذلك، وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل عليهم إكرامًا لهم، وإنْ لم يشاركهم في أصل الذكر.
وفيه: محبة الملائكة لبني آدم، واعتناؤهم بهم.

🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🎥 مقطع

*ماهي #غنيمة #مجالس_الذكر كما وردت عن #النبي_صلى_الله_عليه_وسلم ؟ | #الشيخ_عبد_العزيز_الخطيب_الحسني حفظه الله*

https://youtu.be/uoErKXXO73c

📃باب فضل حِلَقِ الذكر، والندب إِلَى ملازمتها، والنهي عن مفارقتها لغير عذر:

🌸َالَ اللهُ تَعَالَى: {واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُريدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تريد زينة الحياة الدنيا} [الكهف: 28].
أي: اجلس مع الذين يذكرون الله ويسألونه بكرةً وعشيًا من عباد الله، سواء كانوا فقراء أو أغنياء.
يقال: إنها نزلت في أشراف قريش حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يجلس معهم وحده، ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه، فنهاه الله عن ذلك.

🌸#وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ للهِ تَعَالَى مَلائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فإذا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ- عز وجل، تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِم إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْألُهُمْ رَبُّهُمْ- وَهُوَ أعْلَم: مَا يقولُ عِبَادي؟ قَالَ: يقولون: يُسَبِّحُونَكَ، ويُكبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، ويُمَجِّدُونَكَ، فيقول: هَلْ رَأَوْنِي؟ فيقولونَ: لا واللهِ مَا رَأَوْكَ. فيقولُ: كَيْفَ لَوْ رَأوْني؟! قَالَ: يقُولُونَ: لَوْ رَأوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا، وأكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا. فَيقُولُ: فماذا يَسْألونَ؟ قَالَ: يقُولُونَ: يَسْألُونَكَ الجَنَّةَ. قَالَ: يقولُ: وَهل رَأَوْها؟ قَالَ: يقولون: لا واللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا. قَالَ: يقول: فَكيفَ لَوْ رَأوْهَا؟ قَالَ: يقولون: لَوْ أنَّهُمْ رَأوْهَا كَانُوا أشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وأشدَّ لَهَا طَلَبًا، وأعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً. قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يقولون: يَتَعَوَّذُونَ مِنَ النَّارِ؛ قَالَ: فيقولُ: وَهَلْ رَأوْهَا؟ قَالَ: يقولون: لا واللهِ مَا رَأوْهَا. فيقولُ: كَيْفَ لَوْ رَأوْهَا؟! قَالَ: يقولون: لَوْ رَأوْهَا كانوا أشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وأشَدَّ لَهَا مَخَافَةً. قَالَ: فيقولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم، قَالَ: يقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ: فِيهم فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)). متفق عَلَيْهِ.

🌸#وفي رواية لمسلمٍ عن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إن للهِ مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبُّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَؤُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّماءِ الدُّنْيَا، فإذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعدُوا إِلَى السَّمَاءِ، فَيَسْأَلُهُمْ اللهُ- عز وجل-- وَهُوَ أعْلَمُ: مِنْ أيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبادٍ لَكَ في الأرْضِ: يُسَبِّحُونَكَ، ويُكبِّرُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْألُونَكَ. قَالَ: وَمَاذا يَسْألُونِي؟ قالوا: يَسْألُونَكَ جَنَّتَكَ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: لا، أَيْ رَبِّ. قَالَ: فكيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتي؟! قالوا: ويستجيرونكَ. قَالَ: ومِمَّ يَسْتَجِيرُونِي؟ قالوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَالَ: وَهَلْ رَأوْا نَاري؟ قالوا: لا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟! قالوا: وَيَسْتَغفِرُونكَ؟ فيقولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَألُوا، وَأجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَالَ: فيقولون: ربِّ فيهمْ فُلانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إنَّمَا مَرَّ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ. فيقُولُ: ولهُ غَفَرْتُ، هُمُ القَومُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)).

🌸#الذكر يتناول الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، وتلاوة الحديث، ودراسة العلم الديني.
قوله: ((فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم)). قيل: من حكم السؤال إقرار الملائكة أنَّ في بني آدم المسبحين والمقدسين، فيكون كالاستدراك لما سبق من قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا} [البقرة: 30]
قوله: ((فضلًا)) منضبط بوجوه: أشهرها ضم أَوَّلَيه، وبضم، ففتح، أخره ألف ممدودة جمع فاضل. ومعناه على جميع الروايات أنهم زائدون على الحفظة، وغيرهم من المرتبين مع الخلائق.
قال الحافظ: وفي الحديث: فضل الذكر والذاكرين، وفضل الاجتماع على ذلك، وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل عليهم إكرامًا لهم، وإنْ لم يشاركهم في أصل الذكر.
وفيه: محبة الملائكة لبني آدم، واعتناؤهم بهم.

🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱