الشَّهيد مَهدي رَعد
Photo
*#الجزء_السّابع*
*☆#عشر_ليال_في_عالم_البرزخ☆*
_ مَضتْ ليالٍ أربع على لِقائنا ذاكَ وما رأيتُ خِلالها السيّد (مُحمّد شوشترى) وفي اللّيلة الرّابعة دعوتُ الله وتبتلتُ إليهِ كثيرًا، وأمسيتُ حاضرَ القلب ومتوجهًا واجهدتُ نفسي كثيرًا حتّى ألقيتُ نفسي على السرير من شدّة الإرهاق. وبينما كنتُ على هذا الحال وإذا بسقفِ الغرفة قد اْنشقّ وكأني بشخص يُناديني من السّطح،
فاْنسلخت روحي عن جسدي بأرادتي وصعدتُ على السطح فرأيتُ (مُحمّد شوشترى) يقفُ هُناك باْنتظاري لأجل أن نذهب معاً ونتجوّل في عالمِ البرزخ ثانيةً..
قال: أُريد أن اُريك اللّيلة مكانًا، ولرُبما يجلبُ لكَ الخوف والفَزَع إلّا أنهُ ضروريٌّ لكَ لكي تطلّع على عالم البرزخ، أي لابُدّ
لكَ أن تراه وتصفهُ للآخرين ليحترزواْ مِن عذاب الله..
وأخيرًا طرنا صوبَ مقابر مهجورة في البُلدان الكافرة، رأينا هذهِ المقابر كأنها أخاديد في البُعد البرزخي، والنّيران تشتعل فيها مُنذ سنين، ويبدو على جوانبها رماد وشرار يتطاير، وحينما أمعنتُ النّظر فيها رأيتُ شخصًا من الكُفّار داخل أخدود وهوَ مُنكَب على وجههِ والنّار تشتعل في بدنه وهوَ يصرخُ ويستغيث، فأصابنا ذعرٌ شديد من هَوَل المنظر ولَم نُطِق الوقوف هُناكَ لحظة واحدة واْتجهنا مِن هُناك صوبَ الجِبال الواقِعة بينَ مكّة والمدينة وكانت سوادء اللّون ومُخيفة جدًّا وحينما نظرنا إليها من ذلك المكان البعيد بالبُعد البرزخي رأيناها جحيمًا مُستعرًا وكانَ فيها فريقُ يُعذّب بصنوف العذاب.
قالَ السيّد مُحمّد: إنّ هؤلاء هُم قتلة سيّد الشُهداء الحُسين بنَ علي (عليهما السّلام) وهُم الآن يذوقون أشدّ العذاب ففرحتُ بذلكَ لأنّي أعلم عظمة ما اْقترفوه، بيدِ أنّي أوشكتُ أن اتقيأ واْفقط وعيي.
فاْنتبهت ممّا أنا فيه من شدّة الروع والرّعب، ورأيتُ نفسي في غُرفتي ثانيةً.
وردَ في #كتاب (كامل الزيارات) أنّ عبد الله بنَ بكر الأرجاني قال: صحبتُ أبا عبد الله (عليهِ السّلام) في طريق مكّة من المدينة فنزلنا منزلًا يُقالُ لهُ: عسفان. ثمّ مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحشُ فقُلت لهُ:
يااْبنَ رسول الله ما أوحشَ هذا الجبل ! ما رأيتُ في الطّريق مثل هذا.
فقالَ لي: يااْبنَ بكر أتدري ايّ جبلٍ هذا؟
قُلت: لا. قال: هذا جبلٌ يُقالُ لهُ: الكمد وهوَ على وادٍ من أودية جهنم وفيهِ قتلة أبي عبد الله الحُسين (عليه السّلام) اللهُ استودعهم فيهِ تجري من تحتهم مياهُ جهنّم...
*_🔅__🔅_🔅_*
*☆#عشر_ليال_في_عالم_البرزخ☆*
_ مَضتْ ليالٍ أربع على لِقائنا ذاكَ وما رأيتُ خِلالها السيّد (مُحمّد شوشترى) وفي اللّيلة الرّابعة دعوتُ الله وتبتلتُ إليهِ كثيرًا، وأمسيتُ حاضرَ القلب ومتوجهًا واجهدتُ نفسي كثيرًا حتّى ألقيتُ نفسي على السرير من شدّة الإرهاق. وبينما كنتُ على هذا الحال وإذا بسقفِ الغرفة قد اْنشقّ وكأني بشخص يُناديني من السّطح،
فاْنسلخت روحي عن جسدي بأرادتي وصعدتُ على السطح فرأيتُ (مُحمّد شوشترى) يقفُ هُناك باْنتظاري لأجل أن نذهب معاً ونتجوّل في عالمِ البرزخ ثانيةً..
قال: أُريد أن اُريك اللّيلة مكانًا، ولرُبما يجلبُ لكَ الخوف والفَزَع إلّا أنهُ ضروريٌّ لكَ لكي تطلّع على عالم البرزخ، أي لابُدّ
لكَ أن تراه وتصفهُ للآخرين ليحترزواْ مِن عذاب الله..
وأخيرًا طرنا صوبَ مقابر مهجورة في البُلدان الكافرة، رأينا هذهِ المقابر كأنها أخاديد في البُعد البرزخي، والنّيران تشتعل فيها مُنذ سنين، ويبدو على جوانبها رماد وشرار يتطاير، وحينما أمعنتُ النّظر فيها رأيتُ شخصًا من الكُفّار داخل أخدود وهوَ مُنكَب على وجههِ والنّار تشتعل في بدنه وهوَ يصرخُ ويستغيث، فأصابنا ذعرٌ شديد من هَوَل المنظر ولَم نُطِق الوقوف هُناكَ لحظة واحدة واْتجهنا مِن هُناك صوبَ الجِبال الواقِعة بينَ مكّة والمدينة وكانت سوادء اللّون ومُخيفة جدًّا وحينما نظرنا إليها من ذلك المكان البعيد بالبُعد البرزخي رأيناها جحيمًا مُستعرًا وكانَ فيها فريقُ يُعذّب بصنوف العذاب.
قالَ السيّد مُحمّد: إنّ هؤلاء هُم قتلة سيّد الشُهداء الحُسين بنَ علي (عليهما السّلام) وهُم الآن يذوقون أشدّ العذاب ففرحتُ بذلكَ لأنّي أعلم عظمة ما اْقترفوه، بيدِ أنّي أوشكتُ أن اتقيأ واْفقط وعيي.
فاْنتبهت ممّا أنا فيه من شدّة الروع والرّعب، ورأيتُ نفسي في غُرفتي ثانيةً.
وردَ في #كتاب (كامل الزيارات) أنّ عبد الله بنَ بكر الأرجاني قال: صحبتُ أبا عبد الله (عليهِ السّلام) في طريق مكّة من المدينة فنزلنا منزلًا يُقالُ لهُ: عسفان. ثمّ مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحشُ فقُلت لهُ:
يااْبنَ رسول الله ما أوحشَ هذا الجبل ! ما رأيتُ في الطّريق مثل هذا.
فقالَ لي: يااْبنَ بكر أتدري ايّ جبلٍ هذا؟
قُلت: لا. قال: هذا جبلٌ يُقالُ لهُ: الكمد وهوَ على وادٍ من أودية جهنم وفيهِ قتلة أبي عبد الله الحُسين (عليه السّلام) اللهُ استودعهم فيهِ تجري من تحتهم مياهُ جهنّم...
*_🔅__🔅_🔅_*
الشَّهيد مَهدي رَعد
Photo
🔅الشهيد مهدي محسن رعد 🔅
🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅
يازهراء اغيثيني:
*#الجزء_العاشر_والأخير*
*☆#عشر_ليال_في_عالم_البرزخ☆*
_ وفي اللّيلة العاشِرة بكيتُ بُكاءًا مُرًّا للبُعد والهجران حتّى أصابَ الغشيانُ عيني واْعتراني الأرق.
وحينما كنتُ على هذا الحال إذا ببابِ الغُرفة يُفتَح! ، ويدخُل السيّد (مُحمّد شوشترى) الغرفة. قال:
- أترغبُ الآن عن الدُنيا، وتصدف عن جميعِ لذّاتها، وتتبعني أنّى أذهب؟
قُلت: بل أرجواْ منكَ أن تدعواْ اللهَ لكي يُميتني ويُخلّصني من هذا السّجن!
قال: إنّي دعوتُ اللهَ تعالى لكَ البارِحة، إلّا أنهُ يبدو أن الله لَم يمتحنكَ بعدُ اْمتحانًا نهائيًّا، فينبغي عليكَ أن تمكُثَ في هذهِ الدُنيا الأمد. وسوفَ لا آتيكَ أبدًا، فاْنتهِز هذهِ الفُرصة اللّيلة وسلني عما بدا لَك.
بادرتهُ بالسُّؤال: ماذا تعمل إلى قيامِ السّاعة في عالمِ البرزخ؟ وكيفَ تقضي وقتكَ؟
أجابني: إنّ عامل الزّمان لا أهميّة لهُ بالنّسبة إلينا لأنّ الإنسان - كما رأيت - لو قامَ مليارات السّنين في تلكَ الرّوضة وهوَ يرفلُ بتلكَ النّشوة واللّذة التي احسستَ بها اللّيلة الماضيّة، فلا يحسبُ تلكَ المُدّة إلّا لحظة واحدة، ولِذا قِيل:
سِنةُ الفراق سَنه وسِنةُ الوصالِ سِنة
كلمةُ سِنة المذكورة في أوّل العبارة وآخرها تعني بُرهة أو لحظة، أمّا الثانية فهيَ المُدّة الزمنيّة المعروفة.
قلتُ له: هل يتمتّعُ الإنسانُ بلذّةِ الوصل إذا لَم يصل إلى الكمال الرّوحي؟
قال: إنّ كان سالمُ العقيدة في الدُنيا ويُحبُّ اللهَ وأولياءهُ فتُزكّى نفسهُ خلالَ مُدّة قصيرة، ثُمّ يُقرّبُ الى رِحابِ القدس، لكي يَنعمَ بلذّةِ الوَصل.
سألتهُ: هل تُزكّى روحُ مَن أحبَّ الدُنيا واْبتغى الجاه والسُلطة، أو يتصف ببعضِ الصِفات الحيوانيّة والشيطانيّة؟
قال: إنّ شخصًا كهذا لا يُفارغُ الدُنيا بيسرٍ وسهولة، فإن لَم يُخرج حبّ الدُنيا مِن جوفِه فسيصرم حبل الوَصل بينهُ وبينَ حبيبه، ويُحرَمُ من لذّات عالم البرزخ.
قلت: ماهوَ برأيكَ العمل الأنجح في الدُنيا للفوزِ بلذّات عالمِ البرزخ والظفر بوصلِ الحبيب؟
قال: حبّ الله وحبّ أوليائهِ ويكمنُ حبّهم ومودتهم طبعًا في طاعتهم وهيَ الطّريقة المُثلى.
وهُنا اْختفى السيّد (مُحمّد شوشتري) فجأة وتوارى عن نظري وما رأيتهُ إلى هذهِ السّاعة قط.
*#كتاب: عالم الأرواح العجيب.*
*السيد حسن الأبطحي.*
🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅
🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅
يازهراء اغيثيني:
*#الجزء_العاشر_والأخير*
*☆#عشر_ليال_في_عالم_البرزخ☆*
_ وفي اللّيلة العاشِرة بكيتُ بُكاءًا مُرًّا للبُعد والهجران حتّى أصابَ الغشيانُ عيني واْعتراني الأرق.
وحينما كنتُ على هذا الحال إذا ببابِ الغُرفة يُفتَح! ، ويدخُل السيّد (مُحمّد شوشترى) الغرفة. قال:
- أترغبُ الآن عن الدُنيا، وتصدف عن جميعِ لذّاتها، وتتبعني أنّى أذهب؟
قُلت: بل أرجواْ منكَ أن تدعواْ اللهَ لكي يُميتني ويُخلّصني من هذا السّجن!
قال: إنّي دعوتُ اللهَ تعالى لكَ البارِحة، إلّا أنهُ يبدو أن الله لَم يمتحنكَ بعدُ اْمتحانًا نهائيًّا، فينبغي عليكَ أن تمكُثَ في هذهِ الدُنيا الأمد. وسوفَ لا آتيكَ أبدًا، فاْنتهِز هذهِ الفُرصة اللّيلة وسلني عما بدا لَك.
بادرتهُ بالسُّؤال: ماذا تعمل إلى قيامِ السّاعة في عالمِ البرزخ؟ وكيفَ تقضي وقتكَ؟
أجابني: إنّ عامل الزّمان لا أهميّة لهُ بالنّسبة إلينا لأنّ الإنسان - كما رأيت - لو قامَ مليارات السّنين في تلكَ الرّوضة وهوَ يرفلُ بتلكَ النّشوة واللّذة التي احسستَ بها اللّيلة الماضيّة، فلا يحسبُ تلكَ المُدّة إلّا لحظة واحدة، ولِذا قِيل:
سِنةُ الفراق سَنه وسِنةُ الوصالِ سِنة
كلمةُ سِنة المذكورة في أوّل العبارة وآخرها تعني بُرهة أو لحظة، أمّا الثانية فهيَ المُدّة الزمنيّة المعروفة.
قلتُ له: هل يتمتّعُ الإنسانُ بلذّةِ الوصل إذا لَم يصل إلى الكمال الرّوحي؟
قال: إنّ كان سالمُ العقيدة في الدُنيا ويُحبُّ اللهَ وأولياءهُ فتُزكّى نفسهُ خلالَ مُدّة قصيرة، ثُمّ يُقرّبُ الى رِحابِ القدس، لكي يَنعمَ بلذّةِ الوَصل.
سألتهُ: هل تُزكّى روحُ مَن أحبَّ الدُنيا واْبتغى الجاه والسُلطة، أو يتصف ببعضِ الصِفات الحيوانيّة والشيطانيّة؟
قال: إنّ شخصًا كهذا لا يُفارغُ الدُنيا بيسرٍ وسهولة، فإن لَم يُخرج حبّ الدُنيا مِن جوفِه فسيصرم حبل الوَصل بينهُ وبينَ حبيبه، ويُحرَمُ من لذّات عالم البرزخ.
قلت: ماهوَ برأيكَ العمل الأنجح في الدُنيا للفوزِ بلذّات عالمِ البرزخ والظفر بوصلِ الحبيب؟
قال: حبّ الله وحبّ أوليائهِ ويكمنُ حبّهم ومودتهم طبعًا في طاعتهم وهيَ الطّريقة المُثلى.
وهُنا اْختفى السيّد (مُحمّد شوشتري) فجأة وتوارى عن نظري وما رأيتهُ إلى هذهِ السّاعة قط.
*#كتاب: عالم الأرواح العجيب.*
*السيد حسن الأبطحي.*
🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅🔅