( لا تترك الدعـاءَ لوالديك )
عـن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رَسُولُ الله ﷺ :
إنَّ الرجلَ لترفعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ : أنَّىٰ ليَ هذا ؟ فيقالُ : باستغفارِ ولدكِ لَكَ
صحـحه الألباني
صحيـح الجامع الصغير (1617)
عـن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رَسُولُ الله ﷺ :
إنَّ الرجلَ لترفعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ : أنَّىٰ ليَ هذا ؟ فيقالُ : باستغفارِ ولدكِ لَكَ
صحـحه الألباني
صحيـح الجامع الصغير (1617)
قال محمد بن سيرين -رحمه الله :
نُهيتم عن الأماني، ودُلِلْتُمْ على ماهو
خير منه: (واسألُوا اللّهَ مِنْ فضلِهِ).
تفسير الطبري (8/264)
نُهيتم عن الأماني، ودُلِلْتُمْ على ماهو
خير منه: (واسألُوا اللّهَ مِنْ فضلِهِ).
تفسير الطبري (8/264)
Forwarded from فلسفات شرقية
▫️
#عودة_الباطنية
#قاعات_التدريب_إلى_أين؟!!
□ تميزت الحركات الباطنية بأساليبها في التلون والخداع وظهورها بألقاب مختلفة
[ لهم دعوة في كل زمان ومقالة جديدة بكل لسان] كما ذكر الشهرستاني في كتاب الملل والنحل (192/1)
□ بمنهجيه ثابته و أسلوب معتمد على التدرج بخطوات مدروسة حتى يصل لمرحلة الإنسلاخ من الدين والعياذ بالله بدون تأنيب ضمير بل على العكس بقناعة تامة أنه اقترب من معرفة الله بمراحل تسعة هي :
1/ تسمى الزرق أو التفرس :
معرفة حال المدعو ومدى قابليته لمنهجهم فيسقطونهم في أوكارهم ؛ فمن وصاياهم :
•( لاتضعوا بذرتكم في أرض سبخة ) أي لا تضيع وقتك بمن لا يقبل فكرك ومعتقدك
• (لا تتكلموا في بيت فيه سراج ) أي عالم
2/ مرحلة التأنيس :
الإحتواء وتقديم الخطاب المناسب بما يروق للمدعو بما يناسبه قولا وفعلا
3/ التشكيك : يبدأون بطرح أسئلة يعلمون عجز المدعو عن الرد عليها غايته أن يزلزل عقيدته ويشككه بالثوابت
4/ التعليق : قال الغزالي في كتاب فضائح الباطنية (26)
[ أما حيلة التعليق فبأن يطوى عنه جوانب هذه الشكوك إذا هو استكشفه عنها ولا ينفِّس عنه أصلا بل يتركه معلقا ويهوِّل الأمر عليه ويعظمه في نفسه ويقول له : لا تعجل فإن الدين أجل من أن يبعث به أو أن يوضع في غير موضعه ويكشف لغير اهله ] فيبقى المدعو متشوقا إلى سماع جوابه فلا يجيبه
5/ الربط : فسرها البغدادي بكتاب الفرق بين الفرق( 286) [الربط عندهم تعليق النفس بطلب تأويل أركان الشريعة فإما أن تقبل منهم تأويلها على وجه يؤول إلى رفعها وإما أن يبقى على الشك والحيرة فيها ]
6/ التدليس : يراعوا ضعف المدعو في النظر والإستدلال فيؤولون له النصوص ويحرفونها الى غير معانيها المرادة منها وتقديم أدلة في غير مواضعها يلون أعناق النصوص بما يوافق مذهبهم ويؤيد عقيدتهم
7/ التلبيس : قال الغزالي في فضائح الباطنية ( 32) [أما حيلة التلبيس فهو أن يواطئه على مقدمات يتسلمها منه مقبولة الظاهر ومشهورة عند الناس ذائعه ويرسخ ذلك في نفسه مدة ثم يستدرجه منها بنتائج باطلة ]
8/ العهود والمواثيق : اخذ عهود ومواثيق وأيمان مغلظة بكتمان حقيقة المذهب لا ينشر أمره ولا يكشف سره محاولة لحصر المدعو من مناقشة أحد فيرده ويبطل مزاعمهم
9/ الخلع والسلخ : آخر مرحلة فالخلع يختص بالعمل والسلخ يتعلق بالإعتقاد بخلعه من الدين بترك حدود الشرع وتكاليفه فينغمس في ضلالهم فلا يستطيع العودة والتوبه الإ أن يتغمده الله برحمته
□ وهذه المنهجية على قدمها فلا تزال معتمدة إلى الآن فنرى الماسترات والأكاديميات تسير على هذه الخطوات بدقة ...
▪︎متخذين قاعات التدريب منابر لنشر هذا الإنحراف متدرجين مع الطلبة بتقديم دورات بسيطة يغلب عليها مبدائيا طابع التحفيز بإخراج العملاق الذي بداخلك فأنت تستطيع تحقيق المعجزات فقط اطلب والكون يستجيب
▪︎ثم الإنتقال لمرحلة التأنيس بأسلمة محتوى تلك العلوم الزائفه لإعطائها مشروعية وتقبل لدى الجميع على اعتبار أنها علوم جديدة من أصل عقيدتنا حاشاها أن تخالفه
▪︎لتبدأ بعد ذلك مرحلة التشكيك والدعوى للخروج عن القطيع وذلك لرفع الوعي في سبيل تحقيق ما تريد مرددين عبارات هم رجال ونحن رجال الدين للجميع
▪︎وهنا تصدرت ظاهرة تأويل النصوص وهذه المرحلة أبلغ أن تفسر تميز بها غالبية الماسترات إنحرافات احمد عمارة مثلا
▪︎فكان تطويع النصوص بما يناسب الفكرة وتفسيرها تبعا للأهواء بعيدا عن المنهجية العلمية الصحيحة واتباع الشرع والعلماء الأكابر ضاربين بهذا عرض الحائط متناسين محدودية العقل كيف لا وهم يرون عقلك الباطن هو المعجزة فقط ركز آمن ادأطلب إستقبل
▪︎وعن العهود والمواثيق يجيب عليها كل من التزم بمقاعد الدورات ذات المستويات المتعددة ليخبرنا عن التحذير والنذير لكل من تسول له نفسه بإخراج تلك المعلومات حتى لأقرب المقربين الزوج أو الأبناء أو الأخوة وحتى الأباء والأمهات الدورة لك وحدك فقط من يرغب ينتسب وإلا .. لا تلومن إلا نفسك مقدمين نماذج لمن خالف تلك العهود وما حدث له من عقوبات جسدية مادية وغيرها
▪︎بعد أن سلم الطالب للماستر فهو الأب الروحي بطاعة عمياء وتشبع بتلك التطبيقات والتمرينات فاستغنى عن الدعاء والرجاء والبكاء خضوعا لله واكتفى بالتأمل واليوغا للطمئنية والسلام المزعوم ورفع إستحقاقه وامتن لكل ما يحيط به كان الإنسلاخ من الدين بكل طواعيه
كما قال كبيرهم أنت لست بحاجة لدين ولا نبي مرسل .. قنوات التواصل مع الإله مفتوحه بدون واسطة وعظيم تكاليف وعبادات شعارهم حدثني قلبي عن ربي
□ وقد اجاد د. محمد كامل حسين وهو الخبير بمذهب الباطنية مبين حقيقتها اذا قال :
[إستفادوا من كل الآراء التي قال بها الفلاسفة القدماء ومن كل الديانات والعقائد القديمة ومزجوا ذاك كله بالدين الإسلامي فاستنبطوا بذلك عقيدة هي مزيح عجيب من كل الفلسفات وكل الديانات] .
.........
http://t.me/Easternphilosophies
▫️
#عودة_الباطنية
#قاعات_التدريب_إلى_أين؟!!
□ تميزت الحركات الباطنية بأساليبها في التلون والخداع وظهورها بألقاب مختلفة
[ لهم دعوة في كل زمان ومقالة جديدة بكل لسان] كما ذكر الشهرستاني في كتاب الملل والنحل (192/1)
□ بمنهجيه ثابته و أسلوب معتمد على التدرج بخطوات مدروسة حتى يصل لمرحلة الإنسلاخ من الدين والعياذ بالله بدون تأنيب ضمير بل على العكس بقناعة تامة أنه اقترب من معرفة الله بمراحل تسعة هي :
1/ تسمى الزرق أو التفرس :
معرفة حال المدعو ومدى قابليته لمنهجهم فيسقطونهم في أوكارهم ؛ فمن وصاياهم :
•( لاتضعوا بذرتكم في أرض سبخة ) أي لا تضيع وقتك بمن لا يقبل فكرك ومعتقدك
• (لا تتكلموا في بيت فيه سراج ) أي عالم
2/ مرحلة التأنيس :
الإحتواء وتقديم الخطاب المناسب بما يروق للمدعو بما يناسبه قولا وفعلا
3/ التشكيك : يبدأون بطرح أسئلة يعلمون عجز المدعو عن الرد عليها غايته أن يزلزل عقيدته ويشككه بالثوابت
4/ التعليق : قال الغزالي في كتاب فضائح الباطنية (26)
[ أما حيلة التعليق فبأن يطوى عنه جوانب هذه الشكوك إذا هو استكشفه عنها ولا ينفِّس عنه أصلا بل يتركه معلقا ويهوِّل الأمر عليه ويعظمه في نفسه ويقول له : لا تعجل فإن الدين أجل من أن يبعث به أو أن يوضع في غير موضعه ويكشف لغير اهله ] فيبقى المدعو متشوقا إلى سماع جوابه فلا يجيبه
5/ الربط : فسرها البغدادي بكتاب الفرق بين الفرق( 286) [الربط عندهم تعليق النفس بطلب تأويل أركان الشريعة فإما أن تقبل منهم تأويلها على وجه يؤول إلى رفعها وإما أن يبقى على الشك والحيرة فيها ]
6/ التدليس : يراعوا ضعف المدعو في النظر والإستدلال فيؤولون له النصوص ويحرفونها الى غير معانيها المرادة منها وتقديم أدلة في غير مواضعها يلون أعناق النصوص بما يوافق مذهبهم ويؤيد عقيدتهم
7/ التلبيس : قال الغزالي في فضائح الباطنية ( 32) [أما حيلة التلبيس فهو أن يواطئه على مقدمات يتسلمها منه مقبولة الظاهر ومشهورة عند الناس ذائعه ويرسخ ذلك في نفسه مدة ثم يستدرجه منها بنتائج باطلة ]
8/ العهود والمواثيق : اخذ عهود ومواثيق وأيمان مغلظة بكتمان حقيقة المذهب لا ينشر أمره ولا يكشف سره محاولة لحصر المدعو من مناقشة أحد فيرده ويبطل مزاعمهم
9/ الخلع والسلخ : آخر مرحلة فالخلع يختص بالعمل والسلخ يتعلق بالإعتقاد بخلعه من الدين بترك حدود الشرع وتكاليفه فينغمس في ضلالهم فلا يستطيع العودة والتوبه الإ أن يتغمده الله برحمته
□ وهذه المنهجية على قدمها فلا تزال معتمدة إلى الآن فنرى الماسترات والأكاديميات تسير على هذه الخطوات بدقة ...
▪︎متخذين قاعات التدريب منابر لنشر هذا الإنحراف متدرجين مع الطلبة بتقديم دورات بسيطة يغلب عليها مبدائيا طابع التحفيز بإخراج العملاق الذي بداخلك فأنت تستطيع تحقيق المعجزات فقط اطلب والكون يستجيب
▪︎ثم الإنتقال لمرحلة التأنيس بأسلمة محتوى تلك العلوم الزائفه لإعطائها مشروعية وتقبل لدى الجميع على اعتبار أنها علوم جديدة من أصل عقيدتنا حاشاها أن تخالفه
▪︎لتبدأ بعد ذلك مرحلة التشكيك والدعوى للخروج عن القطيع وذلك لرفع الوعي في سبيل تحقيق ما تريد مرددين عبارات هم رجال ونحن رجال الدين للجميع
▪︎وهنا تصدرت ظاهرة تأويل النصوص وهذه المرحلة أبلغ أن تفسر تميز بها غالبية الماسترات إنحرافات احمد عمارة مثلا
▪︎فكان تطويع النصوص بما يناسب الفكرة وتفسيرها تبعا للأهواء بعيدا عن المنهجية العلمية الصحيحة واتباع الشرع والعلماء الأكابر ضاربين بهذا عرض الحائط متناسين محدودية العقل كيف لا وهم يرون عقلك الباطن هو المعجزة فقط ركز آمن ادأطلب إستقبل
▪︎وعن العهود والمواثيق يجيب عليها كل من التزم بمقاعد الدورات ذات المستويات المتعددة ليخبرنا عن التحذير والنذير لكل من تسول له نفسه بإخراج تلك المعلومات حتى لأقرب المقربين الزوج أو الأبناء أو الأخوة وحتى الأباء والأمهات الدورة لك وحدك فقط من يرغب ينتسب وإلا .. لا تلومن إلا نفسك مقدمين نماذج لمن خالف تلك العهود وما حدث له من عقوبات جسدية مادية وغيرها
▪︎بعد أن سلم الطالب للماستر فهو الأب الروحي بطاعة عمياء وتشبع بتلك التطبيقات والتمرينات فاستغنى عن الدعاء والرجاء والبكاء خضوعا لله واكتفى بالتأمل واليوغا للطمئنية والسلام المزعوم ورفع إستحقاقه وامتن لكل ما يحيط به كان الإنسلاخ من الدين بكل طواعيه
كما قال كبيرهم أنت لست بحاجة لدين ولا نبي مرسل .. قنوات التواصل مع الإله مفتوحه بدون واسطة وعظيم تكاليف وعبادات شعارهم حدثني قلبي عن ربي
□ وقد اجاد د. محمد كامل حسين وهو الخبير بمذهب الباطنية مبين حقيقتها اذا قال :
[إستفادوا من كل الآراء التي قال بها الفلاسفة القدماء ومن كل الديانات والعقائد القديمة ومزجوا ذاك كله بالدين الإسلامي فاستنبطوا بذلك عقيدة هي مزيح عجيب من كل الفلسفات وكل الديانات] .
.........
http://t.me/Easternphilosophies
▫️
خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود:
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى
🌙 الّليلةُ الَّليلةُ الخامِسة عشَـر
- المَلـِك الـدَّيـّان ..
جلسَ الشيخُ حاسـِرَ الرأسِ، حافيَ الصَوت، مسكوناً بـِهيبةِ الاسم..
فلمـّا تكَـلّمَ؛ كَـان صوتـه مراثي.. فقَـال:
أناديكَ يا ربـّي لهَفًـا للتوبة؛ وما كنتُ ناسِيـًا!
أُناديكَ..
عفوَك قبل أنْ تغدو الآخرة لنا منافِي!
أنت الملك الديـّان..
نَجِّنا؛ قبل أن نَـرى العيون كُلّها بَـاكية!
واحسرتاه..
إذا سألَ الدَيـّان يوم الدين؛ عَـن الوَهن في دُروب السَعي..
عَـن جراح الحسنات..
عـَن تَـذبـذُب النِيـّات..
عَـن خطـوةٍ واقفة؛ وكـان ينبغي أنْ تكون هِـجـرَة!
واحسرتَـاه..
إذا سأل الديـَّان، وصارتْ الآخرة سُجوناً؛ فلا نملكُ يومها أنْ نفـدي أغلالنَـا..
ذاهليـن؛ إذ أرخـى الديـَّان ستُورنـا!
يَمـّمَ الشيـخُ بصوته شَطـْر الآخـرة؛ فكأنَّنـا نَرى أحوالَنا..
أطْـرقَ الشيخ هيبةً وهو يقول:
ومَـن يُجيبُ..
إذا سـأل الديـَّان عن أرضِ الشَامِ كيفَ تَولّى رَبيعها؟
وعَـمَّـن كتبَ المَـوت لأحلامِ الأسـرى في سجون الاحتلال؟
وعَـن طَعـم الصَّمت في أفـواه المُعتَقلين ظُلمـاً!
مَـن يُجيبُ الديَـّان..
إذا سَـأل عـن أطفـال اليَمن؛ صاروا في ضَمير الغَيب..
ومـا غَـدا لهم أمَـلاً!
وإذا سَـأل عَـن العـِراق؛ يَغصُّ بالمَـوت..
(والمَوت فيه أسهَل مَا يُنـال)!
وعَـمَّـن خَـذلوا الأقصـَى..
واشتَـروا صَـوت الرِّجـال!
عَـمَّـن شيـَّعوا الأُمَّـة في أكفانها، وجعلـوا الأوطَـان لها قَـبراً!
ذاكَ يَـومٌ..
يُعيد الديـَّان فيه ما شَـاخ مـِن الدُهـور؛ كأنّهـا ثَـوانٍ..
فتَـرى البشريـة تُلملم مَـا فَرط منها؛ ومَـا ثَقُلـت به سُـطور الصَحـائف!
وتَـرى الحُقـوق؛ وقـد اكتمَلتْ حطَبـاً تَنتظـر وَقُـودهـا!
فإذا تنفَّس الجَـحيم، ويـَبِس الناس من الهلَـع، وصَـار زفيرُ النـار ألمًا على أَلم ، وتأجـّج الخَـوف في الأكبـاد، وغلي الحَشـرُ بِصُـراخِ النَـاس إذا عايَنوا مَقاعـد آثامهـم فـي النَـار، وتَغامَـس النَـاس فـي جَـحيم ذُنوبهـم!
ذاكَ يَـومٌ؛ للمَلـِك الديـَّان وحـدَه..
والمَوعد؛ مَـع المَلـِك الديـَّان..
فإذا سمعتَ صوت الهـواء حولك يتـَأوّه.. ورأيتَ الناسَ تغرق في لُجـّة الـذنُوب من شدّة الَعـرق..
وَوُضعت المَوازين القِسط ليوم القيامة؛ حتى يُـوزَن إيمـان الكلمة، ويُـوزن صوابها وخَطؤهـا، ويُوزَن خـيلاء مـا فيها!
ذاكَ زمَـنٌ..
يَصـِحّ أنْ يُقـال فيه: (مَحكمةُ السّيئة والحسَنة)!
تَـرى القيامة مَـأهولة بروائح الـحَسنات أو السيئات..
وما الدَار الآخـرة حينها؛ إلا صُـورة الحَقيقة!
كـادتْ دُمـوع التـلاميذ تفـِرُّ مـن ذُعرهـا..
وتحجـّرت المآقي؛ فلا تسمعُ إلا زفَـرات القُلـوب تجيـش!
فقَـال تلميذ:
يَـا سيـّدي..
كأنّي هناك ألـوح عاريـاً!
فتنهـّد الشيخُ؛ وقَـال:
يـا بُنيّ..
فتفقـَدْ صحيفتك، ولا تلقَ الله بآثامٍ مركبة؛ فلا تخلـص مِـن حسـاب إلا لتلج في حسـاب آخَر.. حتى كأن يوم الحسـاب نصبٌ لكَ دونُ سـِواك!
هو الديَـّان..
فلا يمتَـدّ بك ظلامُ المَخبوء مـِن الذنُـوب؛ حتى يفجَـأك نهـار الحـِساب!
هو الديَـّان..
لا يُغـادر صغيرةً ولا كبيرة، والعذابُ يتعَـدّد علـى تعَـدُد الآثـام..
فليته كَـان مَوتاً واحداً..
بَـل هو مَـوتٌ كثيـر؛ بعـَدد معاني الذنُـوب..
فتَـنبَّه!
يَـا ولَـدي..
بعضُ الناس يوم الدين؛ صارت النِّعم لهم مَهالك.. حتى كأنّها تتساقط لهم ذنوبـاً في صحائفهم، وتبعثُ لهم يوم القيامـة عذابَـاً!
كُل نعمةٍ لا تبلِّغكَ الله؛ نَقمَة ..
وكُل ذنبٍ يُزرَع في القـلب؛ يحتاج سقيـا..
الذنُوب تَطلُب ماءها، وتَستدعي أخواتهَـا؛ حتى تتداعى الذنُـوب علينا.. فإذا بها يوم القيامة؛ إصْرنـَا والأغـلال..
وليس لنا إلا عَـفوُ الله!
قال تلميذٌ من أقصَى المَجلس:
دُلّنا على سبَيـل النَّجـاة!
قال الشيخ:
النَـفْس إنْ لم تجتهـد في الحسنَـات؛ أهلكَتها الحسَرَات..
والدَفـع يـا ولـدي؛ أسهَـل مـِن الرَفـع..
وكُـل هَدمٍ إنّمـا يَبدأ؛ بِثُقـب!
احـذَروا الَمعاصـي..
فإنّها تَحـرِمُ المَغفـرة في مواسـم الرحمـَة!
وإيـّاكم والتَذبذب فـي الهِجرة إلى الله..
فإنَّ المُتَذبذب أخو المنقطع..
كلاهما لا يَصـِل!
والمُتّصـِل..
مَـن أدرك أنّ الغياب عن الله طـرفة عين؛ خسارةٌ وانقِطاع..
ورابطَ على فَرضَـي الباطـن والظاهـِر مادامت أنفاسُ الحَياة!
إنَ فَـرْضَ الظاهـِر؛ مُحافظةُ الحُـدود..
وفَـرض الباطِن؛ صلاحُ النِيّات..
والديـَّان سائلـُكَ عن الباطـن والظاهـر؛ سَـواء بِسـَواء!
واحذَر النوايـا الفاسدة..
فإنّ النَوايـا العجفَـاء؛ لا تَلـدُ الخَصـْب!
وليحافـِظ قلبك على الوضوء..
فإنَّ الوضـوء لا يحافظُ عليه إلا مُـؤمـِن!
ويَـوم القيامة..
تجـِد السرور؛ في طهـَارة الصُحُـف، وخِفـّة الرَقبَـة مـِن حُقوق العبـاد!
فَقُـل:
الَّلهُـمَّ هَبْنـا صحائـفَ بيضـاء؛ على أرضٍ عَفْـراء!
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى
🌙 الّليلةُ الَّليلةُ الخامِسة عشَـر
- المَلـِك الـدَّيـّان ..
جلسَ الشيخُ حاسـِرَ الرأسِ، حافيَ الصَوت، مسكوناً بـِهيبةِ الاسم..
فلمـّا تكَـلّمَ؛ كَـان صوتـه مراثي.. فقَـال:
أناديكَ يا ربـّي لهَفًـا للتوبة؛ وما كنتُ ناسِيـًا!
أُناديكَ..
عفوَك قبل أنْ تغدو الآخرة لنا منافِي!
أنت الملك الديـّان..
نَجِّنا؛ قبل أن نَـرى العيون كُلّها بَـاكية!
واحسرتاه..
إذا سألَ الدَيـّان يوم الدين؛ عَـن الوَهن في دُروب السَعي..
عَـن جراح الحسنات..
عـَن تَـذبـذُب النِيـّات..
عَـن خطـوةٍ واقفة؛ وكـان ينبغي أنْ تكون هِـجـرَة!
واحسرتَـاه..
إذا سأل الديـَّان، وصارتْ الآخرة سُجوناً؛ فلا نملكُ يومها أنْ نفـدي أغلالنَـا..
ذاهليـن؛ إذ أرخـى الديـَّان ستُورنـا!
يَمـّمَ الشيـخُ بصوته شَطـْر الآخـرة؛ فكأنَّنـا نَرى أحوالَنا..
أطْـرقَ الشيخ هيبةً وهو يقول:
ومَـن يُجيبُ..
إذا سـأل الديـَّان عن أرضِ الشَامِ كيفَ تَولّى رَبيعها؟
وعَـمَّـن كتبَ المَـوت لأحلامِ الأسـرى في سجون الاحتلال؟
وعَـن طَعـم الصَّمت في أفـواه المُعتَقلين ظُلمـاً!
مَـن يُجيبُ الديَـّان..
إذا سَـأل عـن أطفـال اليَمن؛ صاروا في ضَمير الغَيب..
ومـا غَـدا لهم أمَـلاً!
وإذا سَـأل عَـن العـِراق؛ يَغصُّ بالمَـوت..
(والمَوت فيه أسهَل مَا يُنـال)!
وعَـمَّـن خَـذلوا الأقصـَى..
واشتَـروا صَـوت الرِّجـال!
عَـمَّـن شيـَّعوا الأُمَّـة في أكفانها، وجعلـوا الأوطَـان لها قَـبراً!
ذاكَ يَـومٌ..
يُعيد الديـَّان فيه ما شَـاخ مـِن الدُهـور؛ كأنّهـا ثَـوانٍ..
فتَـرى البشريـة تُلملم مَـا فَرط منها؛ ومَـا ثَقُلـت به سُـطور الصَحـائف!
وتَـرى الحُقـوق؛ وقـد اكتمَلتْ حطَبـاً تَنتظـر وَقُـودهـا!
فإذا تنفَّس الجَـحيم، ويـَبِس الناس من الهلَـع، وصَـار زفيرُ النـار ألمًا على أَلم ، وتأجـّج الخَـوف في الأكبـاد، وغلي الحَشـرُ بِصُـراخِ النَـاس إذا عايَنوا مَقاعـد آثامهـم فـي النَـار، وتَغامَـس النَـاس فـي جَـحيم ذُنوبهـم!
ذاكَ يَـومٌ؛ للمَلـِك الديـَّان وحـدَه..
والمَوعد؛ مَـع المَلـِك الديـَّان..
فإذا سمعتَ صوت الهـواء حولك يتـَأوّه.. ورأيتَ الناسَ تغرق في لُجـّة الـذنُوب من شدّة الَعـرق..
وَوُضعت المَوازين القِسط ليوم القيامة؛ حتى يُـوزَن إيمـان الكلمة، ويُـوزن صوابها وخَطؤهـا، ويُوزَن خـيلاء مـا فيها!
ذاكَ زمَـنٌ..
يَصـِحّ أنْ يُقـال فيه: (مَحكمةُ السّيئة والحسَنة)!
تَـرى القيامة مَـأهولة بروائح الـحَسنات أو السيئات..
وما الدَار الآخـرة حينها؛ إلا صُـورة الحَقيقة!
كـادتْ دُمـوع التـلاميذ تفـِرُّ مـن ذُعرهـا..
وتحجـّرت المآقي؛ فلا تسمعُ إلا زفَـرات القُلـوب تجيـش!
فقَـال تلميذ:
يَـا سيـّدي..
كأنّي هناك ألـوح عاريـاً!
فتنهـّد الشيخُ؛ وقَـال:
يـا بُنيّ..
فتفقـَدْ صحيفتك، ولا تلقَ الله بآثامٍ مركبة؛ فلا تخلـص مِـن حسـاب إلا لتلج في حسـاب آخَر.. حتى كأن يوم الحسـاب نصبٌ لكَ دونُ سـِواك!
هو الديَـّان..
فلا يمتَـدّ بك ظلامُ المَخبوء مـِن الذنُـوب؛ حتى يفجَـأك نهـار الحـِساب!
هو الديَـّان..
لا يُغـادر صغيرةً ولا كبيرة، والعذابُ يتعَـدّد علـى تعَـدُد الآثـام..
فليته كَـان مَوتاً واحداً..
بَـل هو مَـوتٌ كثيـر؛ بعـَدد معاني الذنُـوب..
فتَـنبَّه!
يَـا ولَـدي..
بعضُ الناس يوم الدين؛ صارت النِّعم لهم مَهالك.. حتى كأنّها تتساقط لهم ذنوبـاً في صحائفهم، وتبعثُ لهم يوم القيامـة عذابَـاً!
كُل نعمةٍ لا تبلِّغكَ الله؛ نَقمَة ..
وكُل ذنبٍ يُزرَع في القـلب؛ يحتاج سقيـا..
الذنُوب تَطلُب ماءها، وتَستدعي أخواتهَـا؛ حتى تتداعى الذنُـوب علينا.. فإذا بها يوم القيامة؛ إصْرنـَا والأغـلال..
وليس لنا إلا عَـفوُ الله!
قال تلميذٌ من أقصَى المَجلس:
دُلّنا على سبَيـل النَّجـاة!
قال الشيخ:
النَـفْس إنْ لم تجتهـد في الحسنَـات؛ أهلكَتها الحسَرَات..
والدَفـع يـا ولـدي؛ أسهَـل مـِن الرَفـع..
وكُـل هَدمٍ إنّمـا يَبدأ؛ بِثُقـب!
احـذَروا الَمعاصـي..
فإنّها تَحـرِمُ المَغفـرة في مواسـم الرحمـَة!
وإيـّاكم والتَذبذب فـي الهِجرة إلى الله..
فإنَّ المُتَذبذب أخو المنقطع..
كلاهما لا يَصـِل!
والمُتّصـِل..
مَـن أدرك أنّ الغياب عن الله طـرفة عين؛ خسارةٌ وانقِطاع..
ورابطَ على فَرضَـي الباطـن والظاهـِر مادامت أنفاسُ الحَياة!
إنَ فَـرْضَ الظاهـِر؛ مُحافظةُ الحُـدود..
وفَـرض الباطِن؛ صلاحُ النِيّات..
والديـَّان سائلـُكَ عن الباطـن والظاهـر؛ سَـواء بِسـَواء!
واحذَر النوايـا الفاسدة..
فإنّ النَوايـا العجفَـاء؛ لا تَلـدُ الخَصـْب!
وليحافـِظ قلبك على الوضوء..
فإنَّ الوضـوء لا يحافظُ عليه إلا مُـؤمـِن!
ويَـوم القيامة..
تجـِد السرور؛ في طهـَارة الصُحُـف، وخِفـّة الرَقبَـة مـِن حُقوق العبـاد!
فَقُـل:
الَّلهُـمَّ هَبْنـا صحائـفَ بيضـاء؛ على أرضٍ عَفْـراء!
قال تلميذ:
الَلهُـمَّ عَونَـك!
قال الشيخ:
استعن بالله ولا تصحَـب مَـن لا يُنهضكَ حاله، ولا يَدلـُّك على الله مَقامُـه!
يا ولدي.. صحبة أهل العزيمة نجاة!
قال التلميذ:
قَـد استطَـال شَـوك الذُنـوب؛ حتى عَـاث فـي قلبي فسـَادًا..
وعُمـري مُذنـِبٌ؛ تغويه نِداءاتُ الهَـوى!
قال الشيخ:
مَـا شغلك عَـن اللحـِاق بالله إلا قَيـْدك..
فتَحَـرّر!
قال تلميذ:
والله إنـّا لَنُحـاول؛ ونَستغفـِر!
فَـرَدَّ الشيخ:
لا ينتشلُ الحـزنُ من عـاقِبَتـك استغفـارٌ بالذنُـوب مَثقوب..
اعزِم على التَـرك؛ وقُـل:
عفوكَ يا مَـولاي..
لـَكَم رَعـتْ الجـوارح حَـول الحِمـى..
وأوشكتْ أن تقَع فيه!
و(طُـوبَـى لمَـن تـرَك شَهوةً حاضرةً؛ لـِمَوعـِدٍ خَفـِيّ)!
إنّ َالمؤمن بلقاء الديان؛ مُتَفرّد وسط الزّحام.. لَـحوحٌ في الدُعاء.. خَفـِيٌّ في العَـطاء..
قـد أهَمـّته نفسُه؛ عَـن عُـيوب النَـاس..
والبـِرُّ؛ خير حقيـبَة العَـبد يوم الدين!
قال التلميذ:
أعـوذ بك مِن مَوطئِ قَـدم ٍهو عندك زلَـل..
(نعُـوذ بك مـن عُمْـرٍ نتاجـه؛ فُتـَات)!
يَـا ولـَدي..
إنّ يومَـاً للمؤمن هو عُمـْر..
فكيفَ إن كَـان يومـاً مـِن رمَـضـَان!
ولقد سمـّى العُلمـاء الدُعـاء:
بـاب التَوفيـق الأعظَـم!
مَـا لَـزِمَ أَحدٌ الدُعـاء فَخُـذِل..
مَـا لَـزِمَ أَحدٌ الدُعـاء فَحُـرِم..
مَـا لـزِمَ أَحدٌ الدُعـاء فشَقـِي!
فَقُـل:
يَـا مالـِك يوم الديـن..
إيـّاك نعبُـد وإيَّـاك نَستعـينُ: على آخـِرَتـنا، وصَـلاحِنا، وثَباتـنا.. حتَـى نلقَـاكَ وأنتَ راضٍ عنَـّا!
أنت الملك الديان ..
ارزقنا صلاحاً قبل يوم الحساب !
🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
@MAISON88
الَلهُـمَّ عَونَـك!
قال الشيخ:
استعن بالله ولا تصحَـب مَـن لا يُنهضكَ حاله، ولا يَدلـُّك على الله مَقامُـه!
يا ولدي.. صحبة أهل العزيمة نجاة!
قال التلميذ:
قَـد استطَـال شَـوك الذُنـوب؛ حتى عَـاث فـي قلبي فسـَادًا..
وعُمـري مُذنـِبٌ؛ تغويه نِداءاتُ الهَـوى!
قال الشيخ:
مَـا شغلك عَـن اللحـِاق بالله إلا قَيـْدك..
فتَحَـرّر!
قال تلميذ:
والله إنـّا لَنُحـاول؛ ونَستغفـِر!
فَـرَدَّ الشيخ:
لا ينتشلُ الحـزنُ من عـاقِبَتـك استغفـارٌ بالذنُـوب مَثقوب..
اعزِم على التَـرك؛ وقُـل:
عفوكَ يا مَـولاي..
لـَكَم رَعـتْ الجـوارح حَـول الحِمـى..
وأوشكتْ أن تقَع فيه!
و(طُـوبَـى لمَـن تـرَك شَهوةً حاضرةً؛ لـِمَوعـِدٍ خَفـِيّ)!
إنّ َالمؤمن بلقاء الديان؛ مُتَفرّد وسط الزّحام.. لَـحوحٌ في الدُعاء.. خَفـِيٌّ في العَـطاء..
قـد أهَمـّته نفسُه؛ عَـن عُـيوب النَـاس..
والبـِرُّ؛ خير حقيـبَة العَـبد يوم الدين!
قال التلميذ:
أعـوذ بك مِن مَوطئِ قَـدم ٍهو عندك زلَـل..
(نعُـوذ بك مـن عُمْـرٍ نتاجـه؛ فُتـَات)!
يَـا ولـَدي..
إنّ يومَـاً للمؤمن هو عُمـْر..
فكيفَ إن كَـان يومـاً مـِن رمَـضـَان!
ولقد سمـّى العُلمـاء الدُعـاء:
بـاب التَوفيـق الأعظَـم!
مَـا لَـزِمَ أَحدٌ الدُعـاء فَخُـذِل..
مَـا لَـزِمَ أَحدٌ الدُعـاء فَحُـرِم..
مَـا لـزِمَ أَحدٌ الدُعـاء فشَقـِي!
فَقُـل:
يَـا مالـِك يوم الديـن..
إيـّاك نعبُـد وإيَّـاك نَستعـينُ: على آخـِرَتـنا، وصَـلاحِنا، وثَباتـنا.. حتَـى نلقَـاكَ وأنتَ راضٍ عنَـّا!
أنت الملك الديان ..
ارزقنا صلاحاً قبل يوم الحساب !
🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
@MAISON88
خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود:
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى
🌙 الَّليلةُ السَادِسَة عَشـر
- السَّميع البَصيـر..
سُبحـان مَن يُبصر خبيئاتِ النفـوس.. ويسمَع الصوت وهو مخنوق!
سبُحانـه..
يسمع حَـرّ الآهِ؛ من قلبٍ يخشى بُعـد المسافة بين الكـافِ والنُـونِ.
قال تلميذ:
يا رب.. شَاخ الحَنينُ ولا أمَـل يُواسيني!
قال الشيخ:
الَلهُم أنتَ السَميع البَصيـر.. أذِقْنا معنى: {ولقَد منَّنا عليكَ مَـرةً أُخرى).. بقولك الحَـقّ: {وإنْ من شَيٍ إلا عندنا خَزائنه}..
أنـزِل حوائجنا من خَزائنك مَقضية!
اللهُ هو السَميع..
لمن شَـدّ الدُعـاء بالأسماء الحُسنى..
فَشـِدّ صَوتك بحبالِ اليقين؛ فإنّ الشَـكّ يجعل حِبالك أشـلاءَ!
هُـو البَصيـر..
بكلّ هَـمٍّ فوق هُمومك يُضاف!
هُـو البَصيـر..
بكلّ ألَمٍ بلغَ بـك حَـدَ الجَفاف!
قُـل:
يا مُحسناً إليّ قبلَ أن أطلُـب؛ لا تُخيـب أمَلي فيكَ وأنا أطلُـب!
قال تلميذ:
ندعو؛ وشَـوك الواقع فـي أفواهنا..
يـا عافيةَ العليل يـا الله!
قال الشيخ:
ناداه أيُّوب؛ فقـال سبحانه:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ}.
وناداه يونُـس؛ فقال سبحانه:
{فاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ}.
وناداه زكريا؛ فقال سبحانه:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى}.
الَلهُم فاستجـِب لنا..
واكشِف ضُرَنا..
ونَجِّنـا من غمومنا.. وهَـب لنا ما تُحيـي به أُمنياتنـا!
إنّي مُخبركم بأَمـر:
حينَ تَدعو؛ اذكُـر لله سَعيـَك..
اذكُـر كَـم مَرة.. غَبقت الحَليب لوالديك؛ وأطفالـك ينـَتظرون!
ارفَع همسَك بحديث الِعفّـة يوم تَجافَيتَ عن الشَهوة؛ وقد كانت قابَ جسـَدك أو أدنـَى!
قُـل لـه:
كيفَ الخطيئة غَلّقت أبوابها؛ فما مدَدَتَ لها يداً، ولا أصابَت منك قَلباً!
قُـل لَـه:
أنـا لكَ؛ فلا تَخذلنـي فـي حاجتـي!
اسأله بما أبصَـر منك وسمع من نبضك..
وقُل: يا الله اجعَل لدعائـي؛ مشهـدَ الفَلَـقِ!
يَـا ولَـدي..
{إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}..
تظَـلّ الأمنيات في ظَمئها؛ حتى تشفعَ لها حَسناتهـا..
ومَـن أرادَ الله لَـه سَميعاً؛ اتبَعَ مَراضيـه!
هُو السَميع البَصيـر..
والله لَـو كان العبد يعيش في سيئاته أو حسناته في غَيـبٍ مكنون؛ لبلَـغه السَميع البصير!
قال التلميذ:
الَلهُـم عَلِّـمنا أدَبَ الدُعـاء!
قال الشيخ:
إنّما تُـوجَد روائح الإجابة؛ حيث توجَـد روائح اليَـقين..
(مَـن عامَـل الله باليقيـن؛ عاملـَه الله بتحقيقٍ وتَمكين)!
يهتَـزّ العُمر جِـنانـاً لو فاضتْ عليه الأسماء الحسنى..
تلك أسماءٌ؛ هُـزّ بها جـذع الأمانـي..
ثمَ اقطُف ما ذُلِّـل مِن قطُوفها تَذليلا!
سبحانه بِيَـده روح الإجابة..
يُرسلهـا متَـى يَشـاء!
قال تلميذ:
(اللهٌمّ آمين.. لكلّ مَـا في قلبي مـِن خَفـِيّ الأمَـانـي).. ثُـم صمَتْ!
فقال الشيخ:
ما أفصَح الصمت في لحظَـة الاتصال!
قد قالها ابنُ تيمية:
(الأدعيةُ الصالحة؛ هي العَسكر الذي لا يُغْلَـب) !
يَـا ولَـدي..
إنّ خيارنَـا الدُعـاء..
حتى وإنْ بدَت السماءُ بلا غَيم!
قال تلميذ:
والله يا سيدي.. لا شيء أثقَـل على المنتظرين؛ مـن الصباحَـات الفارغة!
قال الشيخ:
تُؤخـَّر الإجابة؛ حتى تَستبـين مقاديـر الإيمَـان.
أَرِهُ الصَبـر الجَميـل؛ تَـرَ عَـن قُـربٍ مَـا يَـسُرّ!
ومتَـى نظّفت طُرُق الإجابة مـن أدرانهـا؛ جَـرى لـك العطـَاء بأهـونِ أسبابها!
يَـا ولَـدي..
قُـل يَـا سميع؛ بـإيمانٍ مُكتُملٍ لا بـِنصف إيمـان!
يَـا ولَـدي..
بالله لا بالنـّاس؛ تُقضَـى المَطالـب!
قال التلميذ:
لكن الحَـال لازالَ يشتَـدّ على أُمَّتـِنا ظُلمـاً!
قال الشيخ:
هُـو السَميع البَصيـر..
بمن ألْقَى السَمع للأعـداء، وثقَـب لنا السّفـُن!
هو السَميع البصيـر..
بالمَطارق المَرفوعة على مَن كتبوا المَجـد في غَــزّة!
بصيـرٌ..
بِوعـّاظ السَلاطين؛ الذين حوّلوا للأُمَـة القِبلَـة!
يَـا ولَـدي..
إنّ الذي فوق السَماءِ قريبُ..
فارفع يديكَ إلى الإلهِ مُناجيًا.. إنّ الجُـروح مَع الدعـاءِ تطيبُ!
وكلّما رأيتَ المؤامرات تُحاك..
قُـل: {قَـد سَمـِع الله}..
غَـداً القُدور عَليهم تنكفئ!
(إنْ هاجمَك اليأسُ مِن الهَمّ؛ فاسجُـد.. ولا تَبـرح حتَـى تُجبَـر)..
والله إنّ لليأسِ سكراتٌ؛ تبلُـغ باليقيـن حافـَّة الشَـكّ..
وما ابتَـلاكَ بالتأخيـر؛ إلا لِيَبلوَ أسـرارَك..
فإيـّاكَ أنْ تنسى أنـه؛ السَميع البَصيـر!
رابِط عليَها..
عسـاك تبلُغ طُمأنينة {فإنـَّكَ بـِأعْـيننَـا } !
يَـا ولَـدي..
تمامُ الغِنى؛ أن يَبقى لكَ الله!
اجعَـل الأسحـار صوتـك..
ودَع للنـاس لَـغْو الثَرثَـرة!
في السَحـَر..
تُقتـَنص الـفـُرَص!
ادْعُ للأُمَةـ ولـِكربك؛ وَقُـل:
الَلهُمَ هبنـا أعواماً؛ فيها يُغاثُ النَـاس وفيها يُعصَـرون.
وَأْذَنْ لكَـلام دُموعـك أنْ يَبلُغـه..
إنَّ الدمُـوع لُغـة المُناجـَاة..
(هَـل تُزهر الأرضُ؛ إلا إنْ بكَـى المطَـر)!
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى
🌙 الَّليلةُ السَادِسَة عَشـر
- السَّميع البَصيـر..
سُبحـان مَن يُبصر خبيئاتِ النفـوس.. ويسمَع الصوت وهو مخنوق!
سبُحانـه..
يسمع حَـرّ الآهِ؛ من قلبٍ يخشى بُعـد المسافة بين الكـافِ والنُـونِ.
قال تلميذ:
يا رب.. شَاخ الحَنينُ ولا أمَـل يُواسيني!
قال الشيخ:
الَلهُم أنتَ السَميع البَصيـر.. أذِقْنا معنى: {ولقَد منَّنا عليكَ مَـرةً أُخرى).. بقولك الحَـقّ: {وإنْ من شَيٍ إلا عندنا خَزائنه}..
أنـزِل حوائجنا من خَزائنك مَقضية!
اللهُ هو السَميع..
لمن شَـدّ الدُعـاء بالأسماء الحُسنى..
فَشـِدّ صَوتك بحبالِ اليقين؛ فإنّ الشَـكّ يجعل حِبالك أشـلاءَ!
هُـو البَصيـر..
بكلّ هَـمٍّ فوق هُمومك يُضاف!
هُـو البَصيـر..
بكلّ ألَمٍ بلغَ بـك حَـدَ الجَفاف!
قُـل:
يا مُحسناً إليّ قبلَ أن أطلُـب؛ لا تُخيـب أمَلي فيكَ وأنا أطلُـب!
قال تلميذ:
ندعو؛ وشَـوك الواقع فـي أفواهنا..
يـا عافيةَ العليل يـا الله!
قال الشيخ:
ناداه أيُّوب؛ فقـال سبحانه:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ}.
وناداه يونُـس؛ فقال سبحانه:
{فاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ}.
وناداه زكريا؛ فقال سبحانه:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى}.
الَلهُم فاستجـِب لنا..
واكشِف ضُرَنا..
ونَجِّنـا من غمومنا.. وهَـب لنا ما تُحيـي به أُمنياتنـا!
إنّي مُخبركم بأَمـر:
حينَ تَدعو؛ اذكُـر لله سَعيـَك..
اذكُـر كَـم مَرة.. غَبقت الحَليب لوالديك؛ وأطفالـك ينـَتظرون!
ارفَع همسَك بحديث الِعفّـة يوم تَجافَيتَ عن الشَهوة؛ وقد كانت قابَ جسـَدك أو أدنـَى!
قُـل لـه:
كيفَ الخطيئة غَلّقت أبوابها؛ فما مدَدَتَ لها يداً، ولا أصابَت منك قَلباً!
قُـل لَـه:
أنـا لكَ؛ فلا تَخذلنـي فـي حاجتـي!
اسأله بما أبصَـر منك وسمع من نبضك..
وقُل: يا الله اجعَل لدعائـي؛ مشهـدَ الفَلَـقِ!
يَـا ولَـدي..
{إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}..
تظَـلّ الأمنيات في ظَمئها؛ حتى تشفعَ لها حَسناتهـا..
ومَـن أرادَ الله لَـه سَميعاً؛ اتبَعَ مَراضيـه!
هُو السَميع البَصيـر..
والله لَـو كان العبد يعيش في سيئاته أو حسناته في غَيـبٍ مكنون؛ لبلَـغه السَميع البصير!
قال التلميذ:
الَلهُـم عَلِّـمنا أدَبَ الدُعـاء!
قال الشيخ:
إنّما تُـوجَد روائح الإجابة؛ حيث توجَـد روائح اليَـقين..
(مَـن عامَـل الله باليقيـن؛ عاملـَه الله بتحقيقٍ وتَمكين)!
يهتَـزّ العُمر جِـنانـاً لو فاضتْ عليه الأسماء الحسنى..
تلك أسماءٌ؛ هُـزّ بها جـذع الأمانـي..
ثمَ اقطُف ما ذُلِّـل مِن قطُوفها تَذليلا!
سبحانه بِيَـده روح الإجابة..
يُرسلهـا متَـى يَشـاء!
قال تلميذ:
(اللهٌمّ آمين.. لكلّ مَـا في قلبي مـِن خَفـِيّ الأمَـانـي).. ثُـم صمَتْ!
فقال الشيخ:
ما أفصَح الصمت في لحظَـة الاتصال!
قد قالها ابنُ تيمية:
(الأدعيةُ الصالحة؛ هي العَسكر الذي لا يُغْلَـب) !
يَـا ولَـدي..
إنّ خيارنَـا الدُعـاء..
حتى وإنْ بدَت السماءُ بلا غَيم!
قال تلميذ:
والله يا سيدي.. لا شيء أثقَـل على المنتظرين؛ مـن الصباحَـات الفارغة!
قال الشيخ:
تُؤخـَّر الإجابة؛ حتى تَستبـين مقاديـر الإيمَـان.
أَرِهُ الصَبـر الجَميـل؛ تَـرَ عَـن قُـربٍ مَـا يَـسُرّ!
ومتَـى نظّفت طُرُق الإجابة مـن أدرانهـا؛ جَـرى لـك العطـَاء بأهـونِ أسبابها!
يَـا ولَـدي..
قُـل يَـا سميع؛ بـإيمانٍ مُكتُملٍ لا بـِنصف إيمـان!
يَـا ولَـدي..
بالله لا بالنـّاس؛ تُقضَـى المَطالـب!
قال التلميذ:
لكن الحَـال لازالَ يشتَـدّ على أُمَّتـِنا ظُلمـاً!
قال الشيخ:
هُـو السَميع البَصيـر..
بمن ألْقَى السَمع للأعـداء، وثقَـب لنا السّفـُن!
هو السَميع البصيـر..
بالمَطارق المَرفوعة على مَن كتبوا المَجـد في غَــزّة!
بصيـرٌ..
بِوعـّاظ السَلاطين؛ الذين حوّلوا للأُمَـة القِبلَـة!
يَـا ولَـدي..
إنّ الذي فوق السَماءِ قريبُ..
فارفع يديكَ إلى الإلهِ مُناجيًا.. إنّ الجُـروح مَع الدعـاءِ تطيبُ!
وكلّما رأيتَ المؤامرات تُحاك..
قُـل: {قَـد سَمـِع الله}..
غَـداً القُدور عَليهم تنكفئ!
(إنْ هاجمَك اليأسُ مِن الهَمّ؛ فاسجُـد.. ولا تَبـرح حتَـى تُجبَـر)..
والله إنّ لليأسِ سكراتٌ؛ تبلُـغ باليقيـن حافـَّة الشَـكّ..
وما ابتَـلاكَ بالتأخيـر؛ إلا لِيَبلوَ أسـرارَك..
فإيـّاكَ أنْ تنسى أنـه؛ السَميع البَصيـر!
رابِط عليَها..
عسـاك تبلُغ طُمأنينة {فإنـَّكَ بـِأعْـيننَـا } !
يَـا ولَـدي..
تمامُ الغِنى؛ أن يَبقى لكَ الله!
اجعَـل الأسحـار صوتـك..
ودَع للنـاس لَـغْو الثَرثَـرة!
في السَحـَر..
تُقتـَنص الـفـُرَص!
ادْعُ للأُمَةـ ولـِكربك؛ وَقُـل:
الَلهُمَ هبنـا أعواماً؛ فيها يُغاثُ النَـاس وفيها يُعصَـرون.
وَأْذَنْ لكَـلام دُموعـك أنْ يَبلُغـه..
إنَّ الدمُـوع لُغـة المُناجـَاة..
(هَـل تُزهر الأرضُ؛ إلا إنْ بكَـى المطَـر)!
اختلـطَ حَلـْق تلميذٌ بـالـدَمْـع؛ حتى انتحَـب!
فقـال الشيخ: رُويَ القَلـب!
طَـهورٌ يَـا ولَـدي طَـهور..
نحنُ بالبكاء؛ نقول ما تَعجَـز الكلمات عنه..
فاسمَـع بكاءَنا يَـا سَميع..
اللهم إنَّ الصَبـر عِبادتنـا التي نَـنزِف فيها وجَعـاً!
قال أحَـد السلَـف:
(سألتُ ربّـي حاجـةً عشـرين سنة؛ فما انقضَت لي ولا يَئستُ منها)..
إنَ الله يؤخِرها؛ حتى يُباركها!
رَوى الإمـام مالـك عَـن شَيخـه يحيـى:
كُنتُ بأرض المَغرب، فطلبتُ حاجةً مـن حوائـج الدنيا؛ فأهمّتني، وأكثرتُ الدعاء فيها، ثم ندمتُ؛ وقلتُ: لو كان دُعائي هذا في حاجةٍ مـن حَوائـج آخرتـي.. فذكرتُ ذلك لشيخ كُنت أُجالسه، فقال: لا تَكـره ذلك؛ فإنَ الله قد باركَ لعبدٍ في حاجةٍ أَذِنَ له فيها بالدُعـاء)!
يَـا ولَـدي..
(ذاك الحُلم الذي استوطَـن رُوحـك؛ اسقـِه بالـدعـاء حتّى يرتَـوي.. حتّى يَكـون).
ولا تسأل اللهَ فُضـول العَيش؛ وأنت على شَفا جُرُفٍ هَـار..
اسأله صَـلاح آخِرتـك؛ تستقمْ لـكَ دُنيـاك!
🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
@MAISON88
فقـال الشيخ: رُويَ القَلـب!
طَـهورٌ يَـا ولَـدي طَـهور..
نحنُ بالبكاء؛ نقول ما تَعجَـز الكلمات عنه..
فاسمَـع بكاءَنا يَـا سَميع..
اللهم إنَّ الصَبـر عِبادتنـا التي نَـنزِف فيها وجَعـاً!
قال أحَـد السلَـف:
(سألتُ ربّـي حاجـةً عشـرين سنة؛ فما انقضَت لي ولا يَئستُ منها)..
إنَ الله يؤخِرها؛ حتى يُباركها!
رَوى الإمـام مالـك عَـن شَيخـه يحيـى:
كُنتُ بأرض المَغرب، فطلبتُ حاجةً مـن حوائـج الدنيا؛ فأهمّتني، وأكثرتُ الدعاء فيها، ثم ندمتُ؛ وقلتُ: لو كان دُعائي هذا في حاجةٍ مـن حَوائـج آخرتـي.. فذكرتُ ذلك لشيخ كُنت أُجالسه، فقال: لا تَكـره ذلك؛ فإنَ الله قد باركَ لعبدٍ في حاجةٍ أَذِنَ له فيها بالدُعـاء)!
يَـا ولَـدي..
(ذاك الحُلم الذي استوطَـن رُوحـك؛ اسقـِه بالـدعـاء حتّى يرتَـوي.. حتّى يَكـون).
ولا تسأل اللهَ فُضـول العَيش؛ وأنت على شَفا جُرُفٍ هَـار..
اسأله صَـلاح آخِرتـك؛ تستقمْ لـكَ دُنيـاك!
🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
@MAISON88