فريق العلم والعمل (علم نافع وعمل رافع)
11.3K subscribers
484 photos
64 videos
31 files
470 links
#فريق_العلم_والعمل_للجامعات_المصرية 😍
فريق لخدمة طلاب الجامعة،
ودعم التعليم الجامعي
هدفنا👌
إننا ندعمك في كل مجالات حياتك الجامعية، والثقافية، والاجتماعية، وتنمية مهاراتك الفكرية، والمنهاجية، والسلوكية في المجالات المختلفة.
Download Telegram
« سورة التكوير »

﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونࣲ (٢٢) وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِینِ (٢٣) وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَیۡبِ بِضَنِینࣲ (٢٤) وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَیۡطَـٰنࣲ رَّجِیمࣲ (٢٥)﴾ [التكوير ٢٢-٢٥]

وما محمد الذي تعرفونه بمجنون، ولقد رأى محمدٌ ﷺ جبريلَ الذي يأتيه بالرسالة على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها في الأفق العظيم من ناحية المشرق ﺑ«مكة»، وهي الرؤية الأولى الواقعةُ ﺑ«غار حراء». وما محمد ﷺ ببخيل في تبليغ الوحي. وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم، مطرود من رحمة الله، ولكنه كلام الله ووحيه.


﴿فَأَیۡنَ تَذۡهَبُونَ (٢٦) إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ لِّلۡعَـٰلَمِینَ (٢٧) لِمَن شَاۤءَ مِنكُمۡ أَن یَسۡتَقِیمَ (٢٨) وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢٩)﴾ [التكوير ٢٦-٢٩]

فأين تَذْهَب بكم عقولُكم في التكذيب بالقرآن بعد هذه الحُجَج القاطعة؟ ما هو إلا موعظة من الله لجميع الناس، لمن شاء منكم أن يستقيم على الحق والإيمان، وما تشاؤون الاستقامة، ولا تقدرون على ذلك، إلا بمشيئة الله رب الخلائق أجمعين.

(الميسر — مجمع الملك فهد)
2
«سورة التكوير »

﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونࣲ﴾ [التكوير ٢٢]

ولما ذكر فضل الرسول الملكي الذي جاء بالقرآن، ذكر فضل الرسول البشري الذي نزل عليه القرآن، ودعا إليه الناس فقال: ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ﴾ وهو محمد ﷺ ﴿بِمَجْنُونٍ﴾ كما يقوله أعداؤه المكذبون برسالته، المتقولون عليه من الأقوال، التي يريدون أن يطفئوا بها ما جاء به ما شاءوا وقدروا عليه، بل هو أكمل الناس عقلا، وأجزلهم رأيا، وأصدقهم لهجة.

﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِینِ﴾ [التكوير ٢٣]

﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ أي: رأى محمد ﷺ جبريل عليه السلام بالأفق البين، الذي هو أعلى ما يلوح للبصر.

﴿وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَیۡبِ بِضَنِینࣲ﴾ [التكوير ٢٤]

﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ أي: وما هو على ما أوحاه الله إليه بمتهم يزيد فيه أو ينقص أو يكتم بعضه، بل هو ﷺ أمين أهل السماء وأهل الأرض، الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين، فلم يشح بشيء منه، عن غني ولا فقير، ولا رئيس ولا مرءوس، ولا ذكر ولا أنثى، ولا حضري ولا بدوي، ولذلك بعثه الله في أمة أمية، جاهلة جهلاء، فلم يمت ﷺ حتى كانوا علماء ربانيين، وأحبارا متفرسين، إليهم الغاية في العلوم، وإليهم المنتهى في استخراج الدقائق والفهوم، وهم الأساتذة، وغيرهم قصاراه أن يكون من تلاميذهم.

﴿وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَیۡطَـٰنࣲ رَّجِیمࣲ﴾ [التكوير ٢٥]

﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾ لما ذكر جلالة كتابه وفضله بذكر الرسولين الكريمين، اللذين وصل إلى الناس على أيديهما، وأثنى الله عليهما بما أثنى، دفع عنه كل آفة ونقص مما يقدح في صدقه، فقال: ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾ أي: في غاية البعد عن الله وعن قربه،

﴿فَأَیۡنَ تَذۡهَبُونَ﴾ [التكوير ٢٦]

﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ أي: كيف يخطر هذا ببالكم، وأين عزبت عنكم أذهانكم؟ حتى جعلتم الحق الذي هو في أعلى درجات الصدق بمنزلة الكذب، الذي هو أنزل ما يكون [وأرذل] وأسفل الباطل؟ هل هذا إلا من انقلاب الحقائق.

﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ لِّلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [التكوير ٢٧]

﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ يتذكرون به ربهم، وما له من صفات الكمال، وما ينزه عنه من النقائص والرذائل [والأمثال]، ويتذكرون به الأوامر والنواهي وحكمها، ويتذكرون به الأحكام القدرية والشرعية والجزائية، وبالجملة، يتذكرون به مصالح الدارين، وينالون بالعمل به السعادتين.


﴿لِمَن شَاۤءَ مِنكُمۡ أَن یَسۡتَقِیمَ﴾ [التكوير ٢٨]

﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ بعدما تبين الرشد من الغي، والهدى من الضلال.


﴿وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [التكوير ٢٩]

﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ أي: فمشيئته نافذة، لا يمكن أن تعارض أو تمانع. وفي هذه الآية وأمثالها رد على فرقتي القدرية النفاة، والقدرية المجبرة كما تقدم مثلها [والله أعلم والحمد لله].

(تفسير السعدي — السعدي (١٣٧٦ هـ))
11👍1
تشرفنا بحضور حضراتكم معنا في اللقاء المميز من لقاءات أسعد الناس بالطب،

🎙 مع 《د. محمد مدحت》

انتظروا الاعلان عن اللقاء القادم إن شاء الله

#فاعليات_لقاء_مجلس_أسعد_الناس_بالطب 👇👇👇
8
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2

﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ (١) أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ (٢)﴾ [عبس ١-٢]

* تسمية السورة• سميت عبس؛ لافتتاحها بهذا الوصف البشري – وهو التغيُّر والعبوس- معاتَبةً للنبي الكريم ﷺ على عبوسه في وجه عبدالله بن أم مكتوم الأعمى.
* من مقاصد السورة• تعليمُ اللهِ رسولَه ﷺ الطريقَ الأصوب في التقديم بين مراتب المصالح، من خلال قصة عبدالله بن أمِّ مكتوم عندما جاء إلى الرسول ﷺ يسأله وهو يدعو بعضَ زعماء قريش، وفي ضمنه التذكيرُ بإكرام المؤمنين، والإشارةُ إلى اختلاف الحال بين المشركين المعرضين عن هدي الإسلام، وبين المسلمين المقبلين المتتبعين له.• الإشارة إلى جحود الإنسان مع كثرة نعم الله تعالى عليه، وذكر دلائل القدرة في هذا الكون؛ من تيسير الله للإنسان سبلَ العيش فوق سطح هذه المعمورة.• الاستدلال على إمكان البعث بخلق الإنسان، وإخراجِ النبات والأشجارِ من أرضٍ ميتةٍ، والإنذارُ بحلول الساعة، وذكرُ بعض أهوال القيامة، وبيانُ حال المؤمنين والكافرين في ذلك اليوم.* [التفسير]
ظهر التغير والعبوس في وجه الرسول ﷺ، وأعرض لأجل أن الأعمى عبدالله بن أم مكتوم جاءه مسترشدًا، وكان الرسول ﷺ منشغلًا بدعوة كبار قريش إلى الإسلام.

﴿وَمَا یُدۡرِیكَ لَعَلَّهُۥ یَزَّكَّىٰۤ (٣) أَوۡ یَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰۤ (٤)﴾ [عبس ٣-٤]

وأيُّ شيء يجعلك عالمًا بحقيقة أمره؟ لعله بسؤاله تزكو نفسه وتطهر، أو يحصل له المزيد من الاعتبار والازدجار.

﴿أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ (٥) فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ (٦) وَمَا عَلَیۡكَ أَلَّا یَزَّكَّىٰ (٧)﴾ [عبس ٥-٧]

أما مَن استغنى عن هديك، فأنت تتعرض له وتصغي إلى كلامه، وأيُّ شيء عليك ألا يتطهر من كفره؟

﴿وَأَمَّا مَن جَاۤءَكَ یَسۡعَىٰ (٨) وَهُوَ یَخۡشَىٰ (٩) فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ (١٠) كَلَّاۤ إِنَّهَا تَذۡكِرَةࣱ (١١) فَمَن شَاۤءَ ذَكَرَهُۥ (١٢) فِی صُحُفࣲ مُّكَرَّمَةࣲ (١٣) مَّرۡفُوعَةࣲ مُّطَهَّرَةِۭ (١٤) بِأَیۡدِی سَفَرَةࣲ (١٥) كِرَامِۭ بَرَرَةࣲ (١٦)﴾ [عبس ٨-١٦]

وأمّا من كان حريصًا على لقائك، وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد، فأنت عنه تتشاغل. ليس الأمر كما فعلت -أيها الرسول-، إنَّ هذه السورة بما اشتملت عليه من الهداية موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ. فمن شاء ذكر الله وَأْتَمَّ بوحيه، هذا الوحي، وهو القرآن في صحف معظمة، موقرة، عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص، بأيدي ملائكة كتبة، سفراء بين الله وخلقه، كرام الخلق، أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة.

﴿فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦۤ (٢٤) أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَاۤءَ صَبࣰّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقࣰّا (٢٦) فَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا حَبࣰّا (٢٧) وَعِنَبࣰا وَقَضۡبࣰا (٢٨) وَزَیۡتُونࣰا وَنَخۡلࣰا (٢٩) وَحَدَاۤىِٕقَ غُلۡبࣰا (٣٠) وَفَـٰكِهَةࣰ وَأَبࣰّا (٣١) مَّتَـٰعࣰا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَـٰمِكُمۡ (٣٢)﴾ [عبس ٢٤-٣٢]

فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قِوام حياته؟ بأنّا صببنا الماء على الأرض صبًّا، ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى، فأنبتنا فيها حبًّا، وعنبًا وعلفًا للدواب، وزيتونًا ونخلًا، وحدائق عظيمة الأشجار، وثمارًا وكـلأً، تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.

﴿فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلصَّاۤخَّةُ (٣٣) یَوۡمَ یَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِیهِ (٣٤) وَأُمِّهِۦ وَأَبِیهِ (٣٥) وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِیهِ (٣٦) لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ شَأۡنࣱ یُغۡنِیهِ (٣٧)﴾ [عبس ٣٣-٣٧]

فإذا جاءت صيحة البعث يوم القيامة التي تَصَمُّ مِن هولها الأسماع، يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه، وأمه وأبيه، وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يمنعه من الانشغال بغيره.

﴿وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ مُّسۡفِرَةࣱ (٣٨) ضَاحِكَةࣱ مُّسۡتَبۡشِرَةࣱ (٣٩) وَوُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذٍ عَلَیۡهَا غَبَرَةࣱ (٤٠)﴾ [عبس ٣٨-٤٠]

وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة، مسرورة فرحة، ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودَّة.

﴿تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ (٤١) أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ (٤٢)﴾ [عبس ٤١-٤٢]

تغشاها ذلَّة، أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذَّبوا بآياته، وتجرؤوا على محارمه بالفجور والطغيان.

(الميسر — مجمع الملك فهد)
2

﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ﴾ [عبس ١]

وسبب نزول هذه الآيات الكريمات، أنه جاء رجل من المؤمنين أعمى يسأل النبي صلى الله عليه ويتعلم منه.وجاءه رجل من الأغنياء، وكان ﷺ حريصا على هداية الخلق، فمال ﷺ [وأصغى] إلى الغني، وصد عن الأعمى الفقير، رجاء لهداية ذلك الغني، وطمعا في تزكيته، فعاتبه الله بهذا العتاب اللطيف، فقال: ﴿عَبَسَ﴾ [أي:] في وجهه ﴿وَتَوَلَّى﴾ في بدنه،

﴿أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ﴾ [عبس ٢]

لأجل مجيء الأعمى له،
﴿وَمَا یُدۡرِیكَ لَعَلَّهُۥ یَزَّكَّىٰۤ﴾ [عبس ٣]

ثم ذكر الفائدة في الإقبال عليه، فقال: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ﴾ أي: الأعمى ﴿يَزَّكَّى﴾ أي: يتطهر عن الأخلاق الرذيلة، ويتصف بالأخلاق الجميلة؟

﴿أَوۡ یَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰۤ﴾ [عبس ٤]

﴿أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى﴾ أي: يتذكر ما ينفعه، فيعمل بتلك الذكرى.

﴿أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ (٥) فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ (٦) وَمَا عَلَیۡكَ أَلَّا یَزَّكَّىٰ (٧) وَأَمَّا مَن جَاۤءَكَ یَسۡعَىٰ (٨) وَهُوَ یَخۡشَىٰ (٩) فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ (١٠)﴾ [عبس ٥-١٠]

وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.

﴿كَلَّاۤ إِنَّهَا تَذۡكِرَةࣱ﴾ [عبس ١١]

يقول تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ﴾ أي: حقا إن هذه الموعظة تذكرة من الله، يذكر بها عباده، ويبين لهم في كتابه ما يحتاجون إليه، ويبين الرشد من الغي،

﴿فَمَن شَاۤءَ ذَكَرَهُۥ﴾ [عبس ١٢]

فإذا تبين ذلك ﴿فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ أي: عمل به، كقوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾

﴿فِی صُحُفࣲ مُّكَرَّمَةࣲ﴾ [عبس ١٣]

ثم ذكر محل هذه التذكرة وعظمها ورفع قدرها، فقال: ﴿فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ﴾

﴿مَّرۡفُوعَةࣲ مُّطَهَّرَةِۭ﴾ [عبس ١٤]

[ مَرْفُوعَةٍ } القدر والرتبة ﴿مُطَهَّرَةٌ﴾ [من الآفاق و] عن أن تنالها أيدي الشياطين أو يسترقوها

﴿بِأَیۡدِی سَفَرَةࣲ﴾ [عبس ١٥]

﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ﴾ وهم الملائكة [الذين هم] السفراء بين الله وبين عباده،

﴿كِرَامِۭ بَرَرَةࣲ﴾ [عبس ١٦]

﴿كِرَامٍ﴾ أي: كثيري الخير والبركة، ﴿بَرَرَةٍ﴾ قلوبهم وأعمالهم.وذلك كله حفظ من الله لكتابه، أن جعل السفراء فيه إلى الرسل الملائكة الكرام الأقوياء الأتقياء، ولم يجعل للشياطين عليه سبيلا، وهذا مما يوجب الإيمان به وتلقيه بالقبول، ولكن مع هذا أبى الإنسان إلا كفورا.

﴿قُتِلَ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَاۤ أَكۡفَرَهُۥ﴾ [عبس ١٧]

﴿قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾ لنعمة الله وما أشد معاندته للحق بعدما تبين، وهو ما هو؟

﴿مِنۡ أَیِّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥ﴾ [عبس ١٨]

هو من أضعف الأشياء،

﴿مِن نُّطۡفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ﴾ [عبس ١٩]

خلقه الله من ماء مهين، ثم قدر خلقه، وسواه بشرا سويا، وأتقن قواه الظاهرة والباطنة.

﴿ثُمَّ ٱلسَّبِیلَ یَسَّرَهُۥ﴾ [عبس ٢٠]

﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ أي: يسر له الأسباب الدينية والدنيوية، وهداه السبيل، [وبينه] وامتحنه بالأمر والنهي،

﴿ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ﴾ [عبس ٢١]

﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾ أي: أكرمه بالدفن، ولم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض،

﴿ثُمَّ إِذَا شَاۤءَ أَنشَرَهُۥ﴾ [عبس ٢٢]

﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ﴾ أي: بعثه بعد موته للجزاء، فالله هو المنفرد بتدبير الإنسان وتصريفه بهذه التصاريف، لم يشاركه فيه مشارك،

﴿كَلَّا لَمَّا یَقۡضِ مَاۤ أَمَرَهُۥ﴾ [عبس ٢٣]

وهو -مع هذا- لا يقوم بما أمره الله، ولم يقض ما فرضه عليه، بل لا يزال مقصرا تحت الطلب.

﴿فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦۤ﴾ [عبس ٢٤]

ثم أرشده تعالى إلى النظر والتفكر في طعامه، وكيف وصل إليه بعدما تكررت عليه طبقات عديدة، ويسره له فقال: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾

﴿أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَاۤءَ صَبࣰّا﴾ [عبس ٢٥]

[ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا } أي: أنزلنا المطر على الأرض بكثرة.

﴿ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقࣰّا﴾ [عبس ٢٦]

﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ﴾ للنبات ﴿شَقًّا﴾

﴿فَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا حَبࣰّا﴾ [عبس ٢٧]

[ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا } أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة، والأقوات الشهية ﴿حبًّا﴾ وهذا شامل لسائر الحبوب على اختلاف أصنافها،

(تفسير السعدي — السعدي (١٣٧٦ هـ))
1👍1