📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
(مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ ، أمْسَكَتِ الماءَ ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا ، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى ، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً ، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا ، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ).
#الراوي : أبو موسى الأشعري
# المصدر : صحيح البخاري
📄 #شـرح_الـحـديـث 🖊
النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يضرِبُ لنا دائمًا أفضلَ وأسمى الأمثلة ، وأبدَعَها ، وأبلَغَها ، وأوجزَها ، الَّتي بها تصِلُ المعلومة ، وترسَخُ في الأذهانِ.. فهنا يشبِّهُ لنا صلَّى الله عليه وسلَّم العِلمَ الشَّرعيَّ المستمدَّ مِن كتابِ الله تعالى وسنَّةِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم بالمطرِ الغزيرِ ، الَّذي ينزِلُ على أنواعٍ مختلفةٍ من الأرض :
#أولها : الأرضُ الخِصبةُ النَّقيَّةُ ، أي النقيَّةُ مِن الحشراتِ والدِّيدان الَّتي تفتِكُ بالزَّرع ، فهذه تقبَلُ الماءَ ، أي : تشرَب مياهَ الأمطارِ ، فتُنبِت النَّباتَ الكثيرَ رطبًا ويابسًا ، ومَثَلُها مَثَلُ العالِمِ المُتفقِّهِ في دِين الله ، العاملِ بعِلمه ، المُعلِّم لغيرِه.
#وثانيها : الأرضُ المُجدِبة ، المُمسِكةُ للماء ، أي : الأرضُ الصُّلبةُ المُجدِبةُ ، الَّتي لا تُنبِت زرعًا ، فكانت بمثابةِ خزَّاناتٍ ضخمةً ، تحفَظ الماءَ ، وتمدُّ به غيرَها ، فينتفِعُ بها النَّاس ، فيشرَبون ويسقُون مواشيَهم ، ويزرَعون الأراضيَ الخِصبةَ بمائها ، فهي وإنْ لم تنتفِعْ بالغيثِ في نفسِها ، فإنَّها نفعَتْ غيرَها ، مِن الإنسانِ ، والحيوانِ ، والأراضي الأخرى ، ومَثَلُها مَثَلُ العالم الَّذي يعلِّمُ غيرَه ، ولا يعمَلُ بعلمِه ؛ فهو كالشَّمعةِ تُضيء لغيرِها ، وتُحرِقُ نفسَها.
#وثالثها : الأرضُ السِّباخُ ، الَّتي لا تُنبِت زرعًا ، ولا تُمسِكُ ماءً ، فهي لم تنتفِعْ بذلك المطرِ في نفسِها ، ولم تنفَعْ غيرَها به ؛ لاستواءِ سطحِها وعدمِ إنباتها ؛ فهي شرُّ أقسامِ الأرضِ وأخبثُها ، ومَثَلُها مَثَلُ المسلمِ الجاهل ، أو المسلم العالم الَّذي لم يعمَلْ بعلمِه ، ولم يعلِّمْه غيرَه ، وهو المقصودُ بقولِه : "مَن لم يرفَعْ بذلك رأسًا" ، أو الكافر الَّذي لم يدخُلْ في الدِّينِ أصلًا ، وهو المقصودُ بقوله : "ولم يقبَلْ هدَى اللهِ".
#في_الحديث :
¤ أنَّ النَّاسَ إزاءَ هذا العلمِ الشَّرعيِّ والاستفادةِ منه على أربعةِ أقسامٍ : عالمٌ عاملٌ معلِّمٌ لغيره ، وهو أشرفُ الأقسامِ ، ومِن ورَثةِ الأنبياء ، وعالمٌ يعلِّمُ غيرَه ولا يعمَلُ بعلمِه ، فهذا ينفَعُ النَّاسَ ولا ينفَعُ نفسَه ، ويكونُ علمُه حجَّةً عليه ، ومسلمٌ جاهلٌ أو عالمٌ لا يعلِّمُ غيره ، ولا يعمَلُ بعلمِه ، هذا شرٌّ ممَّن سبق ، وكافرٌ لم يدخُلْ في هذا الدِّين أصلًا ، فهذا هو أخبَثُ الأقسامِ وشرُّها وأشقاها.
¤ وفيه : فضلُ مَن علِم وعمِل وعلَّم ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم شبَّهه بخيرِ أجزاءِ الأرض وأشرفِها وأزكاها ، وهي "الأرضُ النَّقيَّة".
¤ وفيه : ضربُ الأمثال.
¤ وفيه : ذمُّ الإعراضِ عن العِلم.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/147
(مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ ، أمْسَكَتِ الماءَ ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا ، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى ، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً ، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا ، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ).
#الراوي : أبو موسى الأشعري
# المصدر : صحيح البخاري
📄 #شـرح_الـحـديـث 🖊
النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يضرِبُ لنا دائمًا أفضلَ وأسمى الأمثلة ، وأبدَعَها ، وأبلَغَها ، وأوجزَها ، الَّتي بها تصِلُ المعلومة ، وترسَخُ في الأذهانِ.. فهنا يشبِّهُ لنا صلَّى الله عليه وسلَّم العِلمَ الشَّرعيَّ المستمدَّ مِن كتابِ الله تعالى وسنَّةِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم بالمطرِ الغزيرِ ، الَّذي ينزِلُ على أنواعٍ مختلفةٍ من الأرض :
#أولها : الأرضُ الخِصبةُ النَّقيَّةُ ، أي النقيَّةُ مِن الحشراتِ والدِّيدان الَّتي تفتِكُ بالزَّرع ، فهذه تقبَلُ الماءَ ، أي : تشرَب مياهَ الأمطارِ ، فتُنبِت النَّباتَ الكثيرَ رطبًا ويابسًا ، ومَثَلُها مَثَلُ العالِمِ المُتفقِّهِ في دِين الله ، العاملِ بعِلمه ، المُعلِّم لغيرِه.
#وثانيها : الأرضُ المُجدِبة ، المُمسِكةُ للماء ، أي : الأرضُ الصُّلبةُ المُجدِبةُ ، الَّتي لا تُنبِت زرعًا ، فكانت بمثابةِ خزَّاناتٍ ضخمةً ، تحفَظ الماءَ ، وتمدُّ به غيرَها ، فينتفِعُ بها النَّاس ، فيشرَبون ويسقُون مواشيَهم ، ويزرَعون الأراضيَ الخِصبةَ بمائها ، فهي وإنْ لم تنتفِعْ بالغيثِ في نفسِها ، فإنَّها نفعَتْ غيرَها ، مِن الإنسانِ ، والحيوانِ ، والأراضي الأخرى ، ومَثَلُها مَثَلُ العالم الَّذي يعلِّمُ غيرَه ، ولا يعمَلُ بعلمِه ؛ فهو كالشَّمعةِ تُضيء لغيرِها ، وتُحرِقُ نفسَها.
#وثالثها : الأرضُ السِّباخُ ، الَّتي لا تُنبِت زرعًا ، ولا تُمسِكُ ماءً ، فهي لم تنتفِعْ بذلك المطرِ في نفسِها ، ولم تنفَعْ غيرَها به ؛ لاستواءِ سطحِها وعدمِ إنباتها ؛ فهي شرُّ أقسامِ الأرضِ وأخبثُها ، ومَثَلُها مَثَلُ المسلمِ الجاهل ، أو المسلم العالم الَّذي لم يعمَلْ بعلمِه ، ولم يعلِّمْه غيرَه ، وهو المقصودُ بقولِه : "مَن لم يرفَعْ بذلك رأسًا" ، أو الكافر الَّذي لم يدخُلْ في الدِّينِ أصلًا ، وهو المقصودُ بقوله : "ولم يقبَلْ هدَى اللهِ".
#في_الحديث :
¤ أنَّ النَّاسَ إزاءَ هذا العلمِ الشَّرعيِّ والاستفادةِ منه على أربعةِ أقسامٍ : عالمٌ عاملٌ معلِّمٌ لغيره ، وهو أشرفُ الأقسامِ ، ومِن ورَثةِ الأنبياء ، وعالمٌ يعلِّمُ غيرَه ولا يعمَلُ بعلمِه ، فهذا ينفَعُ النَّاسَ ولا ينفَعُ نفسَه ، ويكونُ علمُه حجَّةً عليه ، ومسلمٌ جاهلٌ أو عالمٌ لا يعلِّمُ غيره ، ولا يعمَلُ بعلمِه ، هذا شرٌّ ممَّن سبق ، وكافرٌ لم يدخُلْ في هذا الدِّين أصلًا ، فهذا هو أخبَثُ الأقسامِ وشرُّها وأشقاها.
¤ وفيه : فضلُ مَن علِم وعمِل وعلَّم ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم شبَّهه بخيرِ أجزاءِ الأرض وأشرفِها وأزكاها ، وهي "الأرضُ النَّقيَّة".
¤ وفيه : ضربُ الأمثال.
¤ وفيه : ذمُّ الإعراضِ عن العِلم.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/147
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
(مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ ، أمْسَكَتِ الماءَ ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا ، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى ، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً ، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا ، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ).
#الراوي : أبو موسى الأشعري
# المصدر : صحيح البخاري
📄 #شـرح_الـحـديـث 🖊
النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يضرِبُ لنا دائمًا أفضلَ وأسمى الأمثلة ، وأبدَعَها ، وأبلَغَها ، وأوجزَها ، الَّتي بها تصِلُ المعلومة ، وترسَخُ في الأذهانِ.. فهنا يشبِّهُ لنا صلَّى الله عليه وسلَّم العِلمَ الشَّرعيَّ المستمدَّ مِن كتابِ الله تعالى وسنَّةِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم بالمطرِ الغزيرِ ، الَّذي ينزِلُ على أنواعٍ مختلفةٍ من الأرض :
#أولها : الأرضُ الخِصبةُ النَّقيَّةُ ، أي النقيَّةُ مِن الحشراتِ والدِّيدان الَّتي تفتِكُ بالزَّرع ، فهذه تقبَلُ الماءَ ، أي : تشرَب مياهَ الأمطارِ ، فتُنبِت النَّباتَ الكثيرَ رطبًا ويابسًا ، ومَثَلُها مَثَلُ العالِمِ المُتفقِّهِ في دِين الله ، العاملِ بعِلمه ، المُعلِّم لغيرِه.
#وثانيها : الأرضُ المُجدِبة ، المُمسِكةُ للماء ، أي : الأرضُ الصُّلبةُ المُجدِبةُ ، الَّتي لا تُنبِت زرعًا ، فكانت بمثابةِ خزَّاناتٍ ضخمةً ، تحفَظ الماءَ ، وتمدُّ به غيرَها ، فينتفِعُ بها النَّاس ، فيشرَبون ويسقُون مواشيَهم ، ويزرَعون الأراضيَ الخِصبةَ بمائها ، فهي وإنْ لم تنتفِعْ بالغيثِ في نفسِها ، فإنَّها نفعَتْ غيرَها ، مِن الإنسانِ ، والحيوانِ ، والأراضي الأخرى ، ومَثَلُها مَثَلُ العالم الَّذي يعلِّمُ غيرَه ، ولا يعمَلُ بعلمِه ؛ فهو كالشَّمعةِ تُضيء لغيرِها ، وتُحرِقُ نفسَها.
#وثالثها : الأرضُ السِّباخُ ، الَّتي لا تُنبِت زرعًا ، ولا تُمسِكُ ماءً ، فهي لم تنتفِعْ بذلك المطرِ في نفسِها ، ولم تنفَعْ غيرَها به ؛ لاستواءِ سطحِها وعدمِ إنباتها ؛ فهي شرُّ أقسامِ الأرضِ وأخبثُها ، ومَثَلُها مَثَلُ المسلمِ الجاهل ، أو المسلم العالم الَّذي لم يعمَلْ بعلمِه ، ولم يعلِّمْه غيرَه ، وهو المقصودُ بقولِه : "مَن لم يرفَعْ بذلك رأسًا" ، أو الكافر الَّذي لم يدخُلْ في الدِّينِ أصلًا ، وهو المقصودُ بقوله : "ولم يقبَلْ هدَى اللهِ".
#في_الحديث :
¤ أنَّ النَّاسَ إزاءَ هذا العلمِ الشَّرعيِّ والاستفادةِ منه على أربعةِ أقسامٍ : عالمٌ عاملٌ معلِّمٌ لغيره ، وهو أشرفُ الأقسامِ ، ومِن ورَثةِ الأنبياء ، وعالمٌ يعلِّمُ غيرَه ولا يعمَلُ بعلمِه ، فهذا ينفَعُ النَّاسَ ولا ينفَعُ نفسَه ، ويكونُ علمُه حجَّةً عليه ، ومسلمٌ جاهلٌ أو عالمٌ لا يعلِّمُ غيره ، ولا يعمَلُ بعلمِه ، هذا شرٌّ ممَّن سبق ، وكافرٌ لم يدخُلْ في هذا الدِّين أصلًا ، فهذا هو أخبَثُ الأقسامِ وشرُّها وأشقاها.
¤ وفيه : فضلُ مَن علِم وعمِل وعلَّم ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم شبَّهه بخيرِ أجزاءِ الأرض وأشرفِها وأزكاها ، وهي "الأرضُ النَّقيَّة".
¤ وفيه : ضربُ الأمثال.
¤ وفيه : ذمُّ الإعراضِ عن العِلم.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/147
(مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ ، أمْسَكَتِ الماءَ ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا ، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى ، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً ، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا ، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ).
#الراوي : أبو موسى الأشعري
# المصدر : صحيح البخاري
📄 #شـرح_الـحـديـث 🖊
النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يضرِبُ لنا دائمًا أفضلَ وأسمى الأمثلة ، وأبدَعَها ، وأبلَغَها ، وأوجزَها ، الَّتي بها تصِلُ المعلومة ، وترسَخُ في الأذهانِ.. فهنا يشبِّهُ لنا صلَّى الله عليه وسلَّم العِلمَ الشَّرعيَّ المستمدَّ مِن كتابِ الله تعالى وسنَّةِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم بالمطرِ الغزيرِ ، الَّذي ينزِلُ على أنواعٍ مختلفةٍ من الأرض :
#أولها : الأرضُ الخِصبةُ النَّقيَّةُ ، أي النقيَّةُ مِن الحشراتِ والدِّيدان الَّتي تفتِكُ بالزَّرع ، فهذه تقبَلُ الماءَ ، أي : تشرَب مياهَ الأمطارِ ، فتُنبِت النَّباتَ الكثيرَ رطبًا ويابسًا ، ومَثَلُها مَثَلُ العالِمِ المُتفقِّهِ في دِين الله ، العاملِ بعِلمه ، المُعلِّم لغيرِه.
#وثانيها : الأرضُ المُجدِبة ، المُمسِكةُ للماء ، أي : الأرضُ الصُّلبةُ المُجدِبةُ ، الَّتي لا تُنبِت زرعًا ، فكانت بمثابةِ خزَّاناتٍ ضخمةً ، تحفَظ الماءَ ، وتمدُّ به غيرَها ، فينتفِعُ بها النَّاس ، فيشرَبون ويسقُون مواشيَهم ، ويزرَعون الأراضيَ الخِصبةَ بمائها ، فهي وإنْ لم تنتفِعْ بالغيثِ في نفسِها ، فإنَّها نفعَتْ غيرَها ، مِن الإنسانِ ، والحيوانِ ، والأراضي الأخرى ، ومَثَلُها مَثَلُ العالم الَّذي يعلِّمُ غيرَه ، ولا يعمَلُ بعلمِه ؛ فهو كالشَّمعةِ تُضيء لغيرِها ، وتُحرِقُ نفسَها.
#وثالثها : الأرضُ السِّباخُ ، الَّتي لا تُنبِت زرعًا ، ولا تُمسِكُ ماءً ، فهي لم تنتفِعْ بذلك المطرِ في نفسِها ، ولم تنفَعْ غيرَها به ؛ لاستواءِ سطحِها وعدمِ إنباتها ؛ فهي شرُّ أقسامِ الأرضِ وأخبثُها ، ومَثَلُها مَثَلُ المسلمِ الجاهل ، أو المسلم العالم الَّذي لم يعمَلْ بعلمِه ، ولم يعلِّمْه غيرَه ، وهو المقصودُ بقولِه : "مَن لم يرفَعْ بذلك رأسًا" ، أو الكافر الَّذي لم يدخُلْ في الدِّينِ أصلًا ، وهو المقصودُ بقوله : "ولم يقبَلْ هدَى اللهِ".
#في_الحديث :
¤ أنَّ النَّاسَ إزاءَ هذا العلمِ الشَّرعيِّ والاستفادةِ منه على أربعةِ أقسامٍ : عالمٌ عاملٌ معلِّمٌ لغيره ، وهو أشرفُ الأقسامِ ، ومِن ورَثةِ الأنبياء ، وعالمٌ يعلِّمُ غيرَه ولا يعمَلُ بعلمِه ، فهذا ينفَعُ النَّاسَ ولا ينفَعُ نفسَه ، ويكونُ علمُه حجَّةً عليه ، ومسلمٌ جاهلٌ أو عالمٌ لا يعلِّمُ غيره ، ولا يعمَلُ بعلمِه ، هذا شرٌّ ممَّن سبق ، وكافرٌ لم يدخُلْ في هذا الدِّين أصلًا ، فهذا هو أخبَثُ الأقسامِ وشرُّها وأشقاها.
¤ وفيه : فضلُ مَن علِم وعمِل وعلَّم ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم شبَّهه بخيرِ أجزاءِ الأرض وأشرفِها وأزكاها ، وهي "الأرضُ النَّقيَّة".
¤ وفيه : ضربُ الأمثال.
¤ وفيه : ذمُّ الإعراضِ عن العِلم.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/147