Hamza Salim
1.07K subscribers
103 photos
11 videos
2 files
87 links
إذا عظُمَ المطلوب، قلَّ المُساعدُ
Download Telegram
Hamza Salim
Photo
بُليتُ بصاحب لا يفقه الفصيح ولا يتطّعمه، يراني في قاعة المحاضرات وحيدًا، فيقول ماذا تصنع؟! أُجيبه:

أحبُّ المكان القفرَ من أجلِ أنّني
بهِ أتغنَّى باسمها غيرَ مُعجمِ

فيقطب حاجبيه ولا يعرف البيت وقائله، نتمشَّى معًا، فيأتي ذكرُ حادثة من حوادث الدنيا، فأربطُ الصدرَ بالعجز وأقول: ومانقموا من أبي الحسن؟! نقموا والله منه نكير سيفه، وشدِّة وطأته، ونكالَ وقعته!

فيكمل موضوعه من دونِ إشادة ببراعة الاقتباس، وحسن التضمين والتخلُّص!

أما وقد فارقته على كراهة اليوم حين نهرني عن اكمال شرح بيت "دِيارُ اللَواتي دارُهُنَّ عَزيزَةٌ… بِطولِ القَنا يُحفَظنَ لا بِالتَمائِمِ" سأمًا ومللًا.

أومثلي يُنهر؟
أوتكفُّ سمعكَ عن دارٍ لو عرفتها لما نمتَ ليلك؟!
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ

الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ

رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ

رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ

فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
سبحانك، من تعالى على شرعِك صَغُر ونكِد، ومن تذلَّل له عزَّ وعلا.
كنتُ آلفُ السلامَ على موظَّف في الكليِّة، لا أدريَ أهو من حُرّاسها أم إداريها، ولا أعرفُ اسمه، سوى أنّنا نتسالم، ونلتقي في المسجد قُريب الكلِّية، فتترسَّخ الأواصر، وتزداد الإلفة.

أما وقد رآني أمس، بشوشًا برفقة فتاة، أماشيها وأصيرُ معها إلى الحُسنى، فمرّ بقربي، مُكشِّرًا، مُبديًا ملامحَ الامتعاض، إذ ما تعهَّدها منِّي.

كيف سأقولُ له أنّها زوجي؟ أسررتها في نفسي، حتّى مررتُ بقربه اليوم، وسلَّمت عليه وبالغتُ في رفع يدي وإشهار الخاتم: إنما هي صفيِّة! إنما هي صفيِّة!
يُصاحبني دائما شعور متبلِّد مع ما يُفرح الناس كلّهم، تراني أُتمتم: "وإذا؟ عادي."

يوم غد مثلًا، لدينا حفلة تخرُّج من كلية الطب، يوم الصورة، فتراني لا تُحرِّكني هذه المُدامُ، ولا هذه الأغاريدُ.

لستُ كئيبا أو عدميًا، لكنِّي صدقًا لا تُفرحني المباهج، لا أعرف كيف أحتفلُ فيها أصلًا!

للأمر محاسن، فلا يرفعك حدث عنان السماء ويحطُّك غيره إلى وطئ الثرى، تبقى مُستقرًا عاطفيًا.

لكنّه بنفس الوقت مكروه! عندما تألف النِعم، فتعود في عينيك عادية! سأتخرَّج غدًا، صحيحًا معافى في بدني وديني، محاطًا بمن أحب، من كلِّية الطب الأولى على العراق!

وعلى هذا، ربما علمتُ الطريقة المناسبة للاحتفال من دون بلادة، أن أشكر ربِّي وأتمثَّل بقول سليمان النبي: "فلمّا رآه مستقرًا عنده، قال هذا من فضل ربّي، ليبلوني أأشكرُ أم أكفر، ومن شكر فإنما يشكرُ لنفسه، ومن كفر فإنَّ ربي غنيٌ كريم"
الي شفته بتجربتي، أي دقيقة تعمل أو تدرس بيها بعدما تسمع الأذان، هي دقيقة خالية من البركة والتوفيق.

لمّا يكون مأذِّن ومكسِّل أصلِّي بلحظتها، فعندي خيارين:

يأمّا أحاول أدرس هلكم دقيقة كأن أختم الموضوع، وسبحان الله، ادخل بمتاهات بالمادّة، ابحث عن نقطة مو مفيدة، أدقّق بشي يستهلك الوقت، تجيني فكرة احمّل مصدر وألكى عوائق بتحميله، فحتّى الملزمة الي كانت تحتاج دقيقتين لتنتهي ما أخلّصها.

الخيار الثاني، هو أن أتهرَّب من أي شي مفيد، أقلّب بالفيديوات أو أتشتت بمواقع التواصل. وهذا ياكل من وقتك.

يكلك أكو حطّاب جان يكسر بفأسه الخشب، ومجان باقي له إلّا حطبات معدودات وأذَّن للصلاة وهو رافع أيده حتّى يضرب الضربة، فترك الضربة، وكان بامكانه يكمّلها، وكال: لا خيرَ في ضربةٍ سمعت الله أكبر.

لا خير فيها والله، وعن تجربة!
Hamza Salim
Photo
اليوم الخامس عشر من صيام الشعر، ولعمري إنّه أصعب من صيام القهوة والشاي!

بدأت أفطرُ شعرًا من غير وعي، فأعزو حكمها كحكم فاطر الطعام الناسي، الذي يُقال أنَّه رزقٌ تسوقه الملائكة.

وحينما أعي أنِّي أردّدُ بيتًا، أكسر آخره وفي نفسي منه شيء. ولقد كنتُ أرددُ اليوم بعد خروجي من المستشفى: أكُليبُ إنَّ النارَ بعدكَ أُخمدت… ونسيتُ بعدك طيبات …

فانتبهتُ وكسرتُ الوزن عمدًا وقلت: المجلسُ 🥲
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ومن مَسّ الخَبلِ الذي فيَّ أنِّي ليلة امتحاني، أُعلي قصائدُ الوتر والثأر، وأصيِّر من نفسي المنكوبة في امتحان سابق، قتيلًا يستحقُّ أن أثأرَ له غدًا.

فلينتظرني فرع النسائية غدًا إذ أثار لكليب المقتول يومَ امتحان الأطفال! 🙂
يُخبرني صاحب المحل الذيِّ أتبضَّع منه عادة، أنَّك كنت تأتي لشراء قهوة أو كرواسونة محشيِّة، ويُكمل جملته ضاحكًا متنمّرًا: أما اليوم حين تزوَّجت، فاسفنجة، وأكياس نفايات، ومساحيق التنظيف.

أمّا والد صديقي، فيُخبره أنَّ حمزة أجرأكم على العذاب، وأوَّل المتورِّطين منكم!

وقريبي الذي زارنا مُباركًا: لا عليك، هذا شرٌّ لا بُدَّ منه.

وسجِّلات بحث حسابي، بعد أن كانت لفضول البحث، ورؤية الحسابات، أصبحت لاختيار أفضل نوع ورق يُغلِّف القلاية الهوائية من الداخل: هناك ورق زبدة، وورق عادي، خذوا الزبدة فلا تلتصق به الأشياء.

وقد يبدو أن أمر هذا الزواج مشقة وظاهره من قِبله العذاب، لكنِّي أشهدُ أنَّ باطنه من دُونه الرحمة. وأبثّكم منه أمرًا لا أخشى البوح به، إنّ المرء منّا خُلِق ليحمِل المسؤوليات، فمنه أن يحمل منها كيسًا، أو يحمل طنًا، وكلَّما حمل أكثر، وجد في نفسه لُطفًا جميًلا، ما عهده من قبل.

لم أكن أعلم ما الممتع في أن يتسوَّق الرجال لبيوتهم، وعلى رأسهم حرُّ الصيف ومشقة المسير، إلّا بعد أن رأيتُ نفسي أترنم فرحًا حين جلبت كارتونة ماء، أو وجدتُ أخيرًا "أكياس الطعام ذات التلابيس" التي بحثتُ عنها طويلًا!
Hamza Salim
يُخبرني صاحب المحل الذيِّ أتبضَّع منه عادة، أنَّك كنت تأتي لشراء قهوة أو كرواسونة محشيِّة، ويُكمل جملته ضاحكًا متنمّرًا: أما اليوم حين تزوَّجت، فاسفنجة، وأكياس نفايات، ومساحيق التنظيف. أمّا والد صديقي، فيُخبره أنَّ حمزة أجرأكم على العذاب، وأوَّل المتورِّطين…
تعليقًا على المسؤوليات، أخبركم أنّها تشدُّ عودَ المرء، كانت كبيرة أو صغيرة.

أعلم أنّ الكبيرة منها تجعلك أفضل، أنا مُكلَّف، وهذا واجبي، وهذا ما يجب أن أفعله كطبيب الخ الخ…

لكنِّي وجدتُ الصغيرة منها فعَّالة أيضًا! فقد وجدتني أتشتّت بكثرة في آخر فترة، فأصبحتُ أقرأ الفاتحة وأهديها لأمّ البنين قبل بداية الملزمة، لكنِّي استحيي من فاطمة، فأهدي الأولى لفاطمة، والثانية لأمّ البنين بنيِّة تسهيل أمري وشحذ تركيزي لهذه المهمّة.

وبعد ذلك أشعر بالمسؤولية، هل نشدتُ أهل بيت النبوِّة وموضع الرسالة على ملزمة وأتشتّت بسهولة أثناء دراستها؟ فأراها تلينُ لي وتتذلّل.
أكو طريقة بالدراسة لا يُتحدَّث عنها كثيرًا، وهي أن تسرق الوقت من شيء لشيء.

لمّا كان عندي شهرين بالنسائية، كنت أسرق الوقت أقرا وأحضّر لكورس أسجّله بموضوع مختلف تمامًا بالبولية.

كنت أحس أنِّي أسرق الوقت من المادة الأساسية، وأضعها بالمادة الثانوية.

هذا الشي جان يخلِّيني بشعور ذنب مستمر بالنسائية، سارق منها وقت لازم أعوِّضها، ويخلِّيني اتحفّز لمّا اقرا مادّة البولية: سارقلها وقت، لازم أستغلّه!

بالنهاية يمكن هاي الفترة كانت الأحسن بمسيرتي الدراسية بالمرحلة السادسة، جبت سعي 19.4/20 بالنسائية، وطلّعت كورس بولية مرتّب وي أكثر من ميتين طالب درسوا عليه!

جرِّبها، اسرق نصف ساعة من الواجب الي عليك هسه بشيء آخر غيره، واستمتع بحياة المجرمين الحلال! 😎
أُفكِّر في خُطبة الحسن بن علي، بعد استشهاد أمير المؤمنين، وأتخيَّل أنِّي لو كنتُ هناك ليلتها، سأكون مذعورًا لا أستوعب ما جرى، ثمَّ أصغي لهذا السيِّد الذي يرتقي المنبر، ويخطبُ في الناس، فيُبكيني على الأمير، وبعد ذلك يُسكِّن روعاتي.

إنما قرأتُ خُطبته فقط، وشعرتُ بالطُهر يغسل جوارحي، فكيف لو يسمعها الناس بصوته ووقاره؟ كيف سيرضى من تتشرّب اذنه بهذا اليقين، أن يسمَّع للّصيق الطليق خطيب السوء من بعده؟