الحبيب عمر بن حفيظ - Habib Omar
34.8K subscribers
11.1K photos
986 videos
662 files
16.5K links
قناة تلجرام الرسمية للحبيب عمر بن حفيظ
The official Telegram Channel of Habib Omar Bin Hafidh
T.me/HabibOmar
Download Telegram
📜 #اقرأ:
🖌 ابتهال عرفة 1439هـ مكتوب، *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ*


🤲🏼 دعوات مباركة وابتهال وتضرع إلى الله عشية يوم عرفة، في صعيد عرفات الطاهر، 9 ذو الحجة 1439هـ
https://omr.to/arafah39

📜 إنك ربنا، وإنك مولانا، وإنك سيدنا، وإنك خالقنا، وإنك رازقنا، وإنك مولانا، وإنك تعلم ظواهرنا وخفايانا، وإنك محيطٌ بنا، وإنك رحيمٌ بنا، وإنك عليمٌ بنا، وإنك رؤوفٌ بنا، وإنك إلهَنا الذي لا إله لنا غيرك، وإنك ربُنا الذي لا ربّ لنا سواك. لا إله إلا أنت، قذفت في قلوبنا من نور الإيمان بك ما جمعتنا به في رحاب اقترابك، وأهل اقترابك والوجهة إليك، متبعين لسيد أحبابك، فيا جامعنا على هذا الخير حقق جمع قلوبنا عليك في كل حال.. حقق جمع قلوبنا عليك في كل حال حقق جمع قلوبنا عليك في كل حال.. يا مقلب القلوب لا تعلِّق قلوبنا بغيرك، يا مقلب القلوب لا تولّع قلوبنا بسواك، يا مقلب القلوب احفظ قلوبنا من الالتفات إلى من عداك.

يا الله، يا الله، يا الله، تعرَّف إلى هذه القلوب فتعرفك، فتحبك، فتعشقك، فتعكف على بابك، فتواصَل من جنابك وجناب حبيبك بما لا يخطر على بال ولا يتخيل بخيال، ونعوذ بك يا مقلب القلوب أن تقلب قلبًا منا إلى معصيتك أو ترده إلى مخالفتك.

يا سيدنا جددنا معك عهودنا في موقفنا هذا وعشيتنا هذه، أنك ربنا لا رب لنا سواك، وما كان من كل ما خالف ذلك من قلوبنا وجوارحنا فيما مضى من أعمارنا، فبجهلنا، وبعجزنا، وبضعفنا، فعلنا كل ذلك، وإنا نبرأ إليك، ونرجع إليك، ونتوب إليك، ونندم على ما كان منا، فجدد عهدنا معك يا برّ يا ودود، وأثبتنا عندك في أهل الوفاء بالعهود، فقد أيقنا أن لنا ربًّا يؤاخذ على الذنب أو يغفره إذا شاء، وأن من آخذه بذنبه هلك ذلك المؤاخذ، ومن عفا عنه نجا وفاز.

اللهم وقد وردنا إلى رحابك نقول لك: يا ربنا اغفر جميع ذنوبنا، ولا تؤاخذنا بشيء من سيئاتنا، ولا قبائح أفعالنا، ولا قبائح أقوالنا، ولا قبائح أحوالنا.

يا الله، يا الله، يا الله، إذا باهيت ملائكتك بأهل الموقف، فاجعلنا اللهم من أهل الخصوصية في تلك المباراة، بجود منك يا الله، وفضل منك يا الله، وأسمِع أرواحنا نداءك: "اشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم، ولو كانت ذنوبهم عدد الرمال والأحجار ومياه البحار غفرتها لهم، انصرفوا مغفورًا لكم ولمن شفعتم له". فإذا سمعت أرواحنا ذلك طربت وحنّت إلى قربك وإلى لقائك وإلى رضاك، ولم يكن لها هم إلا أنت، يا حي، يا قيوم، ولم تلتفت إلى ما سواك، فيا حنان، تحنن على أرواحنا بسماع هذا النداء، وأدخلنا مع أهل ذلك الهدى، وكن بنا رؤوفًا حفيًّا فيما خفي وفيما بدا في حياتنا هذه وغدًا، يا عالمًا ما ظهر وما خفي، يا حي، يا قيوم، يا لطيفًا، يا من هو بنا حفي.

يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، بلغنا أنه إذا قال عبدك: "يا أرحم الراحمين" ثلاثًا ناداه مُنادٍ من قبلك: "إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك، فسل". فنسألك يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، أن لا تدع قلبًا من قلوبنا هذه، وقلوب من والانا فيك إلا نظرته، وصفّيته، وانتخبته، واخترته، وقربته إليك زلفى، وحشوته بأنوار اليقين التام، وأنوار الصدق الكامل، وأنوار المعرفة الخاصة، وأنوار المحبة الخالصة.

يا معطي، يا جواد، يا منعم، يا متفضل، على أبوابك، لذنا بأعتابك، توسلنا بكتابك، وسيد أحبابك، وأهل حضرة اقترابك، فاقبل يا كريم، وارحم يا رحيم، وافتح الأبواب، يا ربّ الأرباب، يا مسبب الأسباب، يا منزل الكتاب، يا مجري السحاب، يا سريع الحساب، اهزم الأحزاب وزلزلهم، اهزم الأحزاب وزلزلهم، اهزم الأحزاب وزلزلهم، ورُدّ كيد من عاداك وعادى رسولك وعادى أولياءك في شرق الأرض وغربها، رُدّ كيدهم في نحورهم، وادفع عن المسلمين جميع شرورهم.

يا الله، نستفتح أبوابكَ فافتح يا فتاح، وامنن بالعطايا والمنح الجزال يا منّاح، يا الله، يا الله، وعزّتك ما لنا غيرك، وعزتك ما لنا سواك، ربنا.. إلهنا.. سيدنا.. رب كل شيء، يا من بيده ملكوت كل شيء، إلى من تكلنا؟ إلى من تكلنا؟ بحقك عليك تولّنا، بحقك عليك خذ بأيدينا، بحبيبك عندك خُذ بقلوبنا ونواصينا وأيدينا إليك.. إليك.. إليك.. إليك يا ربنا أخذ أهل الفضل والكرم عليك، قوِّمنا إذا اعوججنا، وأعِنّا إذا استقمنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا، ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين، ولا تكلنا إلى أنفسنا، ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين.

يا ربّ البرايا، يا عالم الظواهر والخفايا، يا واهب المزايا، يا حي، يا قيوم، نحن بين يديك، والحالُ لا يَخفى عليك، وقد وقفنا لائذين بك، متوجهين إليك، متذللين بين يديك، موقنين أنك الله الذي بيده ملكوت كل شيء، إلهنا فافتح الأبواب لنا، إلهنا ساعات وساحات العطايا، فأجزل لنا منك القسم والهدايا، وكن لنا بما أنت أهله يا رب البرايا، يا الله.

⬇️ لقراءة الدعاء كاملاً:
https://omr.to/arafah39
__
https://t.me/HabibOmar
Facebook.com/HabibOmarCom/
📜 #اقرأ:

🖌 خطبة مكتوبة:
*خطبة عيد الأضحى المبارك 1440هـ*

🎙 *للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ*

🕌 في جامع الروضة بعيديد تريم

📃 لقراءة الخطبة:
https://omr.to/eidaladha3

الخطبة الأولى:

اللهُ أكبر، الله أكبر، الله أكبر

اللهُ أكبر، الله أكبر، الله أكبر

اللهُ أكبر، الله أكبر الله أكبر، لا إلهَ إلا الله، والله أكبرُ، ولله الحمد.

الحمدُ للهِ مَلِكِ السماواتِ والأرض، وجامعِ الخلائقِ ليَومِ العَرض، والذي أنزل كُتُباً وأرسَلَ رُسَلاً ليَستبينَ للناسِ مِنهاجُهم، وليعلمُوا حقائقَ خَلقِهم وإيجادِهم بحكمةِ خالقِهم ومُوجِدِهم، وليُحسِنُوا الاستعدادَ لمَرجِعِهم ومَعادِهم. وأشهد أن لَّا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، بيدِه الأمرُ كلُّه وإليه يرجعُ الأمرُ كلُّه، حقيقةٌ ينتهي إليها الجميعُ بعد أوهامٍ وخيالاتٍ تُنَازِلُ عقولَ الناس مِن الغافلين والكافرين ومَن لم يستجِب لدعوةِ اللهِ العليمِ السَّميعِ على لسانِ رُسلِه وأنبيائه الذين خُتِمُوا بالمصطفَى الشفيع، ولم يكن بِصَادِقٍ مع الحقِّ في الاقبالِ ولا بمُطِيع.

وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا وقرةَ أعيُننا ونورَ قلوبنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، خَيْرُ مَن بَيَّنَ عن اللهِ طريقَ السَّيرِ إلى الله وأوصَلَ عنِ الله تعالى في عُلاه منهجَه وهُداه وخطابَه لمَن كلَّفهُ مِن براياه، عَمَّت رسالتُه الجِنَّ والإنسَ، ووصلَ مَن استجَابَ له إلى حضائرِ القدس، وأُنعِمُوا بالقُربِ والمحبةِ والشفاعةِ والرضوانِ والأنس.

اللهم صَلِّ وسَلِّم وبارِك وكَرِّم على عبدِك المُبَيِّنِ عنكَ بأمرِك أحسنَ البيان، محمدِ بن عبدِ الله مَن أنزلتَ عليهِ القرآن، وعلى آلهِ المطهَّرين عنِ الأدران، وعلى أصحابِه الغُرِّ الأعيان، الذين سَمِعَت قلوبُهم نداءَك وأسرارَ خطابِك على أكرمِ لسان، فكانت منهم الاستجابةُ البديعةُ الوسيعةُ التي يُضرَبُ بها المثلُ على مَمَرِّ الأزمان، وعلى مَن تبعَهم بالصِّدقِ والإيقانِ والمحبةِ والإحسان، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين مَن أَعْلَيْتَ لهم القدرَ والمنزلةَ والشأن، وعلى آلِهم وصحبِهم والملائكةِ المقربين وجميعِ عبادك الصالحينَ ذوي العرفان، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا رحيمُ يا رحمن.

أما بعد عباد الله: فإني أوصيكم وإيايَ بتقوى الله، تقوى الله التي لا يقبلُ غيرَها، ولا يرحمُ إلا أهلَها، ولا يثيبُ إلا عليها.

أيُّها المؤمنونَ المجتمعونَ في عيدِ الأضحى المباركِ، مُتوجِّهين إلى اللهِ الكريمِ المَالِك، مُستَجِيرين مُستعِيذين بهِ مِن جَميعِ الزَّيغِ والشَّرِّ والمهالِك، راجينَ عطاياهُ الواسعة، ومِنَنَهُ العظيمةَ المُتتابِعَة؛ إنكم في مَسْلَكٍ مُتَّصِلٍ بالإدراكِ الصحيحِ واليقينِ الصَّادِقِ في أَصْلِ الخَلْقِ وإيجادِه، والإنعامِ عليهِ وإمدادِه، والحكمةِ مِن خَلْقِهِ في هذا الوجود، وشأن رجوعِه والحُكمِ في اليومِ الموعود، والمتَّصلُ بهذه الحقيقةِ هم خِيَارُ الخليقة، الذين وعَوا وأدركوا سِرَّ الوجود وخَلقَ هذه الحياة تحت مُلْكِ مَلِكٍ تعالى في عُلاه، إليه مرجعُ الكُلِّ أقصَاهُ وأدنَاهُ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

ألا يا أيُّها المؤمنُ بهذا الإله: لقد أدركتَ المَدْرَكَ الذي به النجاةُ، وبالعملِ بمقتضاه الرُّقِيُّ في مراتبِ الفوزِ الأكبر، والاعتلاءِ مع أهلِ السعادةِ العظمى في خَير مُستقَر.

أيها المؤمن بالله: مَن حُرِمَ هذا الإيمانَ ينقَضِي عُمرُه بأيِّ وَصْفٍ كان، ومشتغلاً بأي شُغلٍ في السِّرِّ والإعلان، وغايتُه الخسران، والدخولُ إلى النيران؛ فبئسَ المسعَى مَسعاه، وبئسَ المصيرُ مصيرُه، وبئسَ الحالُ حالُه!. وهذا لكلِّ مَن دُعِيَ إلى اللهِ فاستكبَر، وكلِّ مَن وصلَ إليه خطابُ ربِّه فولَّى وأدبرَ وأعرضَ ونفَر {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ}.

يا مَن حُزْتَ نعمةَ الإيمانِ فصارَ مَسلكُكَ في الحياة مَسْلَكَ المُدرِكِ مِن ذوي العرفان: مَن عَلِمَ عظمةَ الخالِقِ المنَّان فصارت أفراحُه قائمةً على أساسٍ مِن الوعيِ الصحيحِ والمَسْلَكِ المَلِيحِ يَتَرَقَّى به مراقي أهلَ الميزانِ الرَّجيح.

📜 لمواصلة القراءة:
https://omr.to/eidaladha3

__
T.me/HabibOmar
Facebook.com/HabibOmarCom/
📜 #اقرأ:

🖌 خطبة مكتوبة:
*مجال تقوى الرحمن في الأفراح، ونموذج دروس عيد الأضحى*

🎙 *للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ*
🕌  في جامع الإيمان، عيديد – تريم، 10 ذو الحجة 1441هـ

📃 لقراءة الخطبة:
https://omr.to/K101241

الحمد لله له المنَّةُ والفضلُ، والله أكبر.. وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له العَلِيُّ العليمُ القادرُ الأجلُّ الأكبر، استوى علمُه بما بَطَنَ وبما ظهَر، فهو الذي {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} {وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدً}. وأشهدُ أن لَّا إلهَ إلا هو وأنَّ سيدَنا محمداً عبده ورسوله، أَحْسَنَ البيانَ عن اللهِ وتركَنا على محجَّةٍ بيضاءَ فالسَّعِيدُ مَن اهتدى بِهُدَاه.

اللهم صَلِّ وسلِّم وبارِك وكَرِّم على مؤتمنِك لتبليغِ الرسالةِ، مَن دَلَّنا عليك فأحسنَ الدلالة، ختمتَ به النبوَّةَ وجعلتَه سيِّدَ المرسلين وسيدَ أهلِ الصدقِ والفُتُوَّة، فأدمِ اللهمَّ منك الصلواتِ على النبيِّ المصطفى سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار وأصحابهِ الأخيارِ ومَن سار في منهجِهم الأرشَد، وعلى آبائه وإخوانِه من الأنبياءِ والمرسلين أهلِ المراتب العُلَا والمقامِ الأسعَد، وعلى آلهِم وصحبِهم وتابعيهم وملائكتِكَ المقرَّبين وجميعِ عبادِك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.

أما بعد، عبادَ الله: فإني أوصيكُم وإيايَ بتقوى الله، تقوى اللهِ التي لا يقبلُ غيرَها، ولا يرحمُ إلا أهلَها، ولا يثيبُ إلا عليها.

وهي السَّبِيلُ الأقوَمُ الأرشَدُ الأتَمُّ الأصلَحُ الأنجَحُ الأفلَحُ الأقوَمُ، سبيلُ الحذرِ مِمَّا يُغضِبُ الجَبَّارَ في السُّرورِ والفَرح، وفي الغَمِّ والتَّرَحِ، وفي الأقوالِ والأفعالِ، وفي المقاصِدِ والنِّيَّاتِ، وفي صُنُوفِ المعاملات؛ تقوم تقوى الله لِتُسَلِّمَ العبدَ في سِرِّه ونجواه من القُرْبِ مِن سخطِ الله تعالى في علاه.

إنَّ هذه التقوى التي هي الخصلةُ الكبرى التي يَهَبُهَا اللهُ المحبوبين تتَّصلُ بكُلِّ شؤونِ المؤمنين بهذا الإله، في أفراحِهم وأحزانِهم، وإسرارِهم وإعلانِهم، وأخذِهم وعطائهم، ومحبَّتهم وبُغضِهم. فلتكونوا على قَدَمِ التقوى وأنتم في يومٍ كان الأتقَى فيه صَلَّى الله عليه وسلم يُعَظِّمُ شأنَ التقوى في الشؤونِ والأحوال، ويُذَكِّرُ الأمةَ بالواجباتِ العَوَال، والمُهِمَّاتِ في التَّعامُلات والأقوالِ والأفعال. وسمَّاه "يومَ الحجِّ الأكبر" في حَجَّةِ وداعِه؛ إذ جاء إلى عند الجمرةِ والتفتَ يقول لِمَن حوله: أيُّ يوم هذا؟ قالوا: يومُ النَّحر. قال: (إنه يومُ الحجِّ الأكبر).

إنه يومُ الحجِّ الأكبرِ فيه يَقضِي الحجيجُ تفثَهم، وفيه يَطَّوَّفون بالبيتِ العتيق، وفيه يذبَحون دماءَهم ونُسكَهم وهداياهم، كما يذبحُ المؤمنون الأضاحي في مشارقِ الأرض ومغاربِها لكُلِّ مَن استجابَ لدعوة الله؛ فامتدَّ حبلُ التقوى إلى أحوالِه وشؤونِه في ظهورِه وبطونِه.. فهم في أيِّ بقعةٍ مِن بقاعِ الأرض يُعَظِّمونَ شعائرَ الله ويُصَلُّون عيدَهم وينحرُون أضاحيهم؛ تَقَرُّبَاً إلى الله في يومٍ ما مِن عملٍ أحب إلى الله فيه مِن إراقة الدِّمَاء، تقرُّبَاً إلى الحقِّ، وتعظيماً للشعائر، وتطهيراً للنفسِ مِن الشُّحِّ والبخل، وتقويماً للتوحيدِ في الذبحِ بــ "اسم الله"، ومواساةً للفقراءِ والمساكين، وصِلَةً للأرحام، وإحساناً إلى الأهل والجيران؛ لذلك قامت هذه الشعائرُ العظيمة. فإنَّ ما يُضَحَّى به لوجهِ الله وما يُهدَى لحرمِ الله عَدَّها الرحمنُ مِن شعائرِه في كتابِه {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}.

ولقد نحرَ صلى الله عليه وسلم في يومِ النَّحرِ بيدِه الكريمةِ ثلاثا وستين بَدَنَةً مِن الجِمال، ثم ناول الـمُديَةَ سيدَنا علي ليُكمِلَ باقي المائة عنه، كما جاء أنه نحرَ أيضا في ذلك اليوم بعضَ الشِّيَاهِ والأغنامِ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم، ووزَّعَ وقَسَّم. وكان يعتَني بالأضحيةِ في حجَّتِه وفي عيدِه في المدينةِ المنوَّرةِ صلوات الله وسلامه عليه.

تقول السيدةُ عائشةُ رضي الله عنها: إنه دخل ﷺ عليَّ في يوم النَّحر وقال: ناوليني الشَّفرة. فقامَت فقال: فسنَّتها بالحجر، فتناولها منها، ثم عَمِدَ إلى كبشٍ له يطأُ في سواد ويمشي في سواد -إمَّا سَوَادٌ في آثار جوانبه وفي رجله وهو أبيض، وإمَّا أنَّ ذلك كنايةً عن كِبَرِه وسِمَنِهِ وضخامةِ جَسدِه يُظَلِّلُ ما حوالَيه ويمشي في السَّواد- قالت: فأضجعَه ووضع قدمَه على صفحتِه ثم ذبحه بيدِه الشريفة صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم تقبَّل مني ومن أهل بيتي، اللهم تقبل مني ومن أهل بيتي).

📜 لمواصلة القراءة:
https://omr.to/K101241

__
T.me/HabibOmar
Facebook.com/HabibOmarCom/
🤲 *اللهم لا تدع بقعة من بقاع الأرض إلا أشرقت فيها النور، وإلا بثثت فيها نور عبدك الهادي إليك في البطون والظهور، اللهم واجعلنا أسبابًا لنشر الهدى، وادفع عنَّا جميع الزيغ والرَّدَى..*

*🔖 #اقرأ:*

📝 محاضرة مكتوبة *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ* بعنوان:
*💡 أقوى علامات الصدق في الإيمان ولاء الرحمن ومحبوبيه وتعظيم شعائره ومتابعة صفوته الأمين*
🎙 ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك بدار المصطفى بتريم، ليلة الجمعة 17 شوال 1445هـ

📜 للقراءة، أو الاستماع والمشاهدة:
https://omr.to/M171045

📜 نص المحاضرة:

الحمد لله رب العالمين، مَن بفِضْله جَمَعكم ليُضاعف لكم فضله، وبطَولِه أحضَركم ليُضاعف لكم طَوْله، وبجُوده أوفدكم ليُضاعف لكم جوده، إنه الله، إنه الله، إنه الله.

تعرَّف إليكم بمحمد بن عبدالله ﷺ، وبما أوحاه إليهِ وبعثه به إليكم، وخَتم به النبوّة والرسالة، وجعلَكم به خير أمة، فلله الحمد شكرا، وله المنّ فضلًا وطولا. لا إله إلا هو، منه المبتدأ وإليه المصير، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

خصَّصنا بهذا البشير النذير، والسراج المنير.. صلوات ربي وسلامه عليه، صاحب القدر الكبير لدى الإله الكبير، فلا يدري قدره عند مولاه الكبير إلا مولاه الكبير، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله. وهو الشافع الأعظم في يوم الرجوع والمصير، وفي يوم الهول الكبير، وهو صاحب مقام "أنا لها"، فاسمع لها، وعِهَا عن الصادق المصدوق، أكرم مخلوق على الإله الخالق -سبحانه وتعالى-

صلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه، و جعلنا وإياكم منهم، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى الملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين.

أولئك الأقوام هم مرادي ** ومطلبي من جملة العبادِ
وحبهم قد حل في فؤادي ** أهل المعارف والصفا والآداب

لم يُرِد ربي غيرهم، فعيبٌ عليّ أن أريد غيرهم، لم يرتضِ ربي سواهم، فحرامٌ عليّ أن أرتضي سواهم. جعل ولاءهم من ولائه، وجعل ولاءهم قربة إليه، وجعل ولاءهم علامة الإيمان به، وجعل ولاءهم ثمن الدخول إلى دائرة قُربه وحِزبه، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.

أي: مَن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا يكن من حزب الله {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، فتكونُ من حزبه إذا واليت أهل قربه، إذا واليت أهل حُبه، ولاؤك لله ولرسوله وللذين آمنوا فَيْصَل؛ فَيْصَل بين الصدق والكذب، بين الإيمان والنفاق. والكاذبون والمنافقون تميل قلوبهم إلى الفجار، إلى الأشرار، إلى البعيدين عن الله -تبارك وتعالى- وقد قال صاحب الرسالة ﷺ: "لا تقولوا للمنافق سيدنا" لا تقولوا يا سيدنا، لا تقولوا يا سيدي للمنافق، "فإنه إن يكُ سيدكم فقد أسخطتم ربكم"، غَضِب عليكم جبار السماوات والأرض، سيدكم منافق؟ المُقَدّم بينكم منافق؟َ -والعياذ بالله تبارك وتعالى- أو أحد من هؤلاء الغافلين!

لكن: "إنَّ من إجلال الله توقير ذا الشيبة المسلم"، مَن شاب شيبة في الإسلام توقيره من إجلال الله، وهذا إذا قلتَ له سيدنا سَخَط عليك الجبَّار! فأقِم شان الولاء، واصدُق مع المولى -جل جلاله- ولا تُوَالِي إلا أولياءه، ولا تُحِب إلا محبوبيه، ولا ترتضي إلا مَن اِرْتَضَاهم.. إن كنت عبده حقًا، إن عرفتَ عبوديتك لهذا الإله!

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ..} وفي القراءة الأخرى: {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}.

كُلُّ ما يُفعل في معصية الله ورسوله ﷺ -بأي صورة وتحت أي مسمى- ضلالٌ مبين، حقيقة من حقائق القرآن، حقيقة من حقائق البيان. إن سمّوه هيئة، وإن سمّوه جماعة، وإن سمّوه تقدُّم، وإن سمُّوه تطوّر.. وإن سموه ما يسمونه؛ ما كان مُتضمّنًا معصية الله ورسوله ﷺ فهو الضلال المبين، وهو الجهل، وهو الخِزي المُوجِب لظهور الخِزي في يوم يُخزَى كل مَن كفر، ويُخزَى كل مَن استكبر، ويُخزى كل مَن اغترّ، ويُخزَى كل مَن انقطع عن خير البشر؛ {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

📜 لمتابعة القراءة:
https://omr.to/M171045
__
https://t.me/HabibOmar
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
📜 #اقرأ:
خطبة بعنوان: *عاشوراء والذكريات والواجبات*


📝 للاستماع والمشاهدة، أو قراءة الخطبة مكتوبة:
https://omr.to/K100145
🔗 لتحميل الخطبة (نسخة إلكترونية pdf):
https://omr.to/ashura-pdf

▪️ خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ في يوم عاشوراء، وفيها:
- يوم عاشوراء يوم تذكر التوبة
- تذكرة عظيمة من حملنا في سفينة نوح
- تذكر غرق فرعون ومظهر الطغيان
- سبب صيام يوم عاشوراء
- علاقتنا بالأنبياء
- من آثار التوسعة على العيال في يوم عاشوراء
- القيام بشأن حصن الأسرة
- عمارة البيوت بذكر الله والعلاقة الحسنة
- القيام بحق الأولاد
- حادثة قتل الحسين في يوم عاشوراء، والعبر منها
___
T.me/HabibOmar
🔸 *(ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟..) هو مولاك، وعلى درجة إيمانك كلما ارتقَت تولَّاك بولايته العَلِيَّة الربَّانية الرحمانيَّة أقوى وأكثر وأعظم، (أَنتَ وَلِیِّ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسۡلِمࣰا وَأَلۡحِقۡنِی بِٱلصَّـٰلِحِینَ) وهكذا تكرر على ألسن الأنبياء وورثتهم..*

*🔖
#اقرأ:*

📝 محاضرة مكتوبة *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ* بعنوان:
*💡 تجلي الرحمن بخلق الأكوان وإرسال الرسل وإنزال الكتب وعجائب ما يترتب على ذلك في السر والإعلان*

🎙 ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك بدار المصطفى بتريم، ليلة الجمعة 29 ذي الحجة 1445هـ

📜 للقراءة، أو الاستماع والمشاهدة:
https://omr.to/M291245

📜 نص المحاضرة:

الحمد لله، الحيّ القيوم الباقي، الواحد الأحد، ملك الملوك، من بيده ملكوت كل شيء، وإليه يرجع كل شيء، الذي تجلِّى فخلق نور النبي محمد ﷺ، وتجلَّى به فخلَق العرش والكرسي والقلم، وخلق السماوات والأرض وما بينهما؛ فكُلها له، ومرجعها كلها إليه، وتصريفها وتقديرها وبدايتها ونهايتها؛ منه وإليه.. لا إله إلا هو.

وسَرَت سِرَايَة إرادته -التي لا رادَّ لها- أن يَخلُقَ هذا الخلق بهذه الأصناف، ويجعل العُقلاء من الملائكة والإنس والجن روح هذه الكائنات التي خلقها وأعظمهم، ثم يوجّه الخطاب؛ بما آتى من عقول وأسماع وأبصار خاصة، وأرواح للمكلفين من الإنس والجن، وتكرَّم وتفضَّل بإرسال الرسل، وإنزال الكتب عليهم، وبلَّغوا أممهم حتى جاء المُبَلِّغ العام المُرسَل للخلق على التمام ﷺ، وجعله الله الختام لجميع الأنبياء والرسل الكرام ﷺ

وكانت أمته خير أُمَّة، وتعدَّدت وتنوعت وتميَّزت اصطفاءات الحق -تبارك وتعالى- لهذه الأمة.

وكما سمعتم دخولهم في دائرة الاصطفاء بقول الحق: (ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَـٰبَ ٱلَّذِینَ ٱصۡطَفَیۡنَا مِنۡ عِبَادِنَا فَمِنۡهُمۡ ظَالِمࣱ لِّنَفۡسِهِ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدࣱ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ).

إنَّا يا ربنا نحب هؤلاء السابقين فلا تُخلِّفنا عنهم، ونحب هؤلاء المقتصدين ونرجوك أن تزيدهم من فضلك.

ونستغفرك لنا وللظالمين أنفسهم من هذه الأمة.. فيَا خير الغافرين غفرانك، يا خير الغافرين غفرانك، يا خير الغافرين غفرانك (غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَیۡكَ ٱلۡمَصِیرُ * لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَیۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَاۤ إِن نَّسِینَاۤ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَیۡنَاۤ إِصۡرࣰا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۤ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ)، يا أكرم الأكرمين.

وهو القائل لنا في بيان حكمة هذا الوجود والخلق: (إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ لِیَصُدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ فَسَیُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَیۡهِمۡ حَسۡرَةࣰ ثُمَّ یُغۡلَبُونَ).

أفراد وجماعات وأسَر ودولاً من عهد النبي ﷺ أنفقوا؛ ليُخفوا هذا النور، أنفقوا ليُبعدوا هذا الخير، أنفقوا ليُميتوا هذا السِّر، أنفقوا في حياته ﷺ كثير أفراداً وجماعات وبعد وفاته، وأيام الخلفاء الراشدين، وتنوَّعت أنواع الإنفاقات، إلى ما أُنفِق من أجل الخَطْف الذي سمعتم عنه في بلادنا هذه، والسَّحْل لبعض العلماء، والحَبْس للآخرين.. أُنفقت أموال؛ من أجل أن يخبو هذا النّور، وهو يزداد ظهوراً، وهو يزداد انتشاراً ، (فَسَیُنفِقُونَهَا)!

وعَجَب للموجودين ما يعتبرون !معاداة الحق بداية من الانحراف الفكري والذهني؛ بغلبة الهوى عند قابيل، وعمل مصيبة كبيرة، وقتل أخاه، وتحمَّل مصائب كبيرة.. ولكن نور الحق ما انطفى! لا في أيام آدم وأولاده، ولا في أولاد أولاده، وإلى أن جاء إدريس، ومن بين إدريس إلى نوح، وجاء نوح.. وعملوا مشاكل وقالوا وسخروا منه وعملوا وانتهوا.. وما عاد لهم باقية بقَت، وبقي أهل السفينة وحدهم.

وذهب مَن بعدهم، إلى هود وقوم عاد، وإلى ثمود ومن بعدهم، ومرّ كثير.. إلى إبراهيم -عليه السلام- مرَّت أيام ظهر الأرض ما عليها من الإنس موحِّدًا إلا هو (إِنَّ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ كَانَ أُمَّةࣰ)، ما خبأ النور ولا انطفى، وأؤذي ووضع وأُلقي وسط النار، والذي أوقد عليه النار راح إلى النار، والنار التي أوقدها تحوّلت برداً وسلاماً على إبراهيم !وظهرت ملّة إبراهيم، والذين دخَّلوه النار وانطمست آثارهم وانطمست أخبارهم وقدراتهم ودولهم!

وجاء إسماعيل وجاء إسحاق وجاء سيدنا يعقوب، وجاء سيدنا يوسف واُبتلي بابتلاءات واختبارات، وكان ما كان، ومن بعدهم إلى أن جاء داؤود، وجاء سليمان، ومن بعدهم إلى موسى ومن بعده إلى عيسى والفترة فوق خمسمائة سنة إلى بعثة الحبيب الأعظم ﷺ

📜 لمتابعة القراءة:
https://omr.to/M291245
__
https://t.me/HabibOmar/33724
🔸 *لننهض، ونستقبل العام بصِدق مَعَك يا ذا الجلال والإكرام، لا نُخذَل فيه إلى معصية ولا إلى خطيئة ولا إلى سُوء، بل نكون في أحوالِنا كلها ليلنا ونهارنا مفاتيحَ للخير مَغاليق للشر، سببًا لرفع البلاء والأذى عنا وعن الأمة، وسببًا في نُزول رحماتك..*

*🔖 #اقرأ:*

📝 محاضرة مكتوبة *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ* بعنوان:
*💡 أسرار استماع النداء الرباني وتحكيم صفوته العدناني وشرف العندية والمعية وصفات أهلها*
🎙 في شعب النبي هود عليه السلام، ليلة الأربعاء 4 محرم 1446هـ

📜 للقراءة، أو الاستماع والمشاهدة:
https://omr.to/hud040146

📜 نص المحاضرة:

جمعنا بفضله لاستدامة أسرار تفضُّله وسِراية مِنّته وطَولِه، وقد جعل الله تعالى مراكز السِّراية لذلك أنبيائه ورُسُله وخَتَمهم بسيدنا محمد، وأنبأنا عنهم المُصطفى ﷺ، بإنباء الله له أنهم صَفوته من البرية (ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِ) جل جلاله، وأنّ الله تبارك وتعالى ما أعدَّ الجِنان وما فيها من الرّضوان، وما فيها من النِّعم والنعيم والإحسان إلا لأتباع هؤلاء المرسلين، قال جل جلاله وهو يذكر لنا شأن هذه الحياة الدنيا وفناءها وما فيها: (اعْلَمُوا) وخير العلم ما علَّمنا العليم الحكيم رب السماوات والأرض رب العرش العظيم: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ..)، هذا المسار الذي يسير فيه عامّة مَن على ظهر الأرض شُعوباً ودول (لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ)؛ والتحليل لكل هذه المسارات والنهاية لها (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا..).

إذن فما الشأن؟ ما المُهم؟ ما الأمر العظيم؟

قال جل جلاله: (وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ) فاحذروا العذاب الشديد، واطلبوا المغفرة والرضوان بالصدق والإخلاص والإيقان، وببذل الوَسع في طلب رضى الرحمن -جل جلاله- في متابعة سيد الأكوان محمد ﷺ (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).

ما نصنع؟ (سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُ)

يا جامع هذه القلوب مُؤمنة بك وبرُسُلك، زِدنا إيمانا بك وبرسُلك، وتَحقُّقًا بحقائق الإيمان بك وبرُسلك، وارفعنا في مراتب اليقين بك وبرسُلك (أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ).

    ولا حقائق لشرف ولا كرامة ولا فخر في ذاكم اليوم وفي الأبد والدوام إلا على حسب الإيمان بالله ورسله وما ينتج عن ذلك، والذي ينتج عن ذلك جميع مقامات اليقين وجميع الصفات الحسنة الطيبة المحمودة المَرضية لرب العالمين -جل جلاله- وجميع الأحوال الشريفة في مراتب القرب المُنيفة؛ القرب من الله الذي هو أقرب إلى كل منا من حبل الوريد.

وما البعد إلا وصفنا بما يزاولنا وينازلنا من غفلات وظلمات وجهالات والتفاتات إلى ما سواه، وتعلق بمن عداه، وخروج عن أمره -جل جلاله-؛ وإيثار شيء من خلقه عليه -جل جلاله- هذا هو البعد.
- البعد: أن تريد غير وجهه.
- البعد: أن تقصد غير رضوانه.
- البعد: أن تطمئن بالحياة الدنيا.

وكيف المطمئنون بالحياة الدنيا!؟ هذا مطمئن إلى مبلغ من المال، وهذا مطمئن إلى وزارة، وهذا مطمئن إلى دولة، وهذا مطمئن إلى قبيلة، وهذا مُطمئن إلى بعض مساكن أو بيوت، وهذا مُطمئن إلى سيارات وأمثالها وكلها ليست بشيء! و(كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ)، والمطمئن إليها، والمعتمد عليها، والراضي بها مقطوع، وعن شريف السعادة ممنوع! (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) والعياذ بالله تعالى، فبِئس الكَسب كَسبُهم!

أيها الأحباب في الله، الحق أقرب إلينا من حبل الوريد! (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)! ذلكم القرب القدسي، ذلكم القرب المعنوي، ذلكم القرب الرباني الإلهي المُنزَّه عن الحُلول، عن الاتحاد، عن المشابهة، عن المماثلة لشيء من الخلق! ليس إذا أردت أن تفهم عظيم المعنى؛ كقُرب حبل وريدك منك وهو وسطك، ولكن أقرب! وأقرب بماذا؟ وبِكَم؟ هذا الذي لا تحيط به العقول!

📜 لمتابعة القراءة:
https://omr.to/hud040146
__
https://t.me/HabibOmar