فوائد متنوعة (@fahad11_12_11) غرَّد: قال الحافظ ابن رجب :
وقد فُتن كثير من المتأخرين فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين، فهو أعلم ممن ليس كذلك، وهذا جهل محض . https://twitter.com/fahad11_12_11/status/825297029610008576?s=17
وقد فُتن كثير من المتأخرين فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين، فهو أعلم ممن ليس كذلك، وهذا جهل محض . https://twitter.com/fahad11_12_11/status/825297029610008576?s=17
Twitter
فوائد متنوعة
قال الحافظ ابن رجب : وقد فُتن كثير من المتأخرين فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين، فهو أعلم ممن ليس كذلك، وهذا جهل محض .
ابن باز و ابن عثيمين (@alshykhaan) غرَّد: قال #ابن_عثيمين
إذاحسد الإنسان وصار فيه نوع من الحسد فإنه يترقى به الأمر حتى يكون من أهل العيون الذين يؤذون الناس بأعينهم ولاشك أن العائن عليه من الوبال والنقمة بقدرماضرَّالعباد،إن ضرهم بأموالهم أوبأبدانهم فعليه من ذلك إثم ولهذاذهب كثير من العلماء إلى تضمينه ماأتلف من مال أو ولد. https://twitter.com/alshykhaan/status/1161491739452018689?s=17
إذاحسد الإنسان وصار فيه نوع من الحسد فإنه يترقى به الأمر حتى يكون من أهل العيون الذين يؤذون الناس بأعينهم ولاشك أن العائن عليه من الوبال والنقمة بقدرماضرَّالعباد،إن ضرهم بأموالهم أوبأبدانهم فعليه من ذلك إثم ولهذاذهب كثير من العلماء إلى تضمينه ماأتلف من مال أو ولد. https://twitter.com/alshykhaan/status/1161491739452018689?s=17
Twitter
ابن باز و ابن عثيمين
قال #ابن_عثيمين إذاحسد الإنسان وصار فيه نوع من الحسد فإنه يترقى به الأمر حتى يكون من أهل العيون الذين يؤذون الناس بأعينهم ولاشك أن العائن عليه من الوبال والنقمة بقدرماضرَّالعباد،إن ضرهم بأموالهم أوبأبدانهم فعليه من ذلك إثم ولهذاذهب كثير من العلماء إلى تضمينه…
📚📗🖊 في التخويف من النار قال الإمام ابن رجب الحنبلي :في ذكر الإنذار بالنار والتحذير منها قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [ التحريم 6 ] وقال تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين [ البقرة 42 ] وقال تعالى واتقوا النار التي أعدت للكافرين [ آل عمران 131 ] قبل وقال تعالى فأنذرتكم نارا تلظى [ الليل 41 ] وقال تعالى لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون [ الزمر 61 ] وقال تعالى وما هي إلا ذكرى للبشر كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر إنها لاحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر [ المدثر 31 - 37 ] قال الحسن في قوله تعالى نذيرا للبشر قال والله ما أنذر العباد بشئ قط أدهى منها خرجه ابن أبي حاتم وقال قتادة في قوله تعالى إنها لإحدى الكبر يعني النار [ وروى سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير يخطب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول أنذرتكم النار أنذرتكم النار حتى لو أن رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا حتى وقعت خميصة كانت على عاتقة عند رجليه خرجه الإمام أحمد ] الرحمن وفي رواية له أيضا عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنذرتكم النار أنذرتكم النار حتى لو كان رجل في أقصى السوق لسمعه وسمع أهل السوق صوته وهو على المنبر وفي رواية له عن سماك قال سمعت النعمان يخطب وعليه خميصة فقال لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول أنذرتكم النار أنذرتكم النار فلو أن رجلا بموضع كذا وكذا سمع صوته [ وعن عدي بن
حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا النار قال وأشاح ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة خرجاه في الصحيحين ]
حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا النار قال وأشاح ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة خرجاه في الصحيحين ]
📌قال ابن تيمية رحمه الله:
"من جُمِعَ فيه الصِّدق والعدل و الإحسان
لم يكن ممّن يُخزيه الله"
📗 الأصفهانية (٥٤٨/١)
اللهم كما حسنت خَلقي ..حسّن خُلقي.
"من جُمِعَ فيه الصِّدق والعدل و الإحسان
لم يكن ممّن يُخزيه الله"
📗 الأصفهانية (٥٤٨/١)
اللهم كما حسنت خَلقي ..حسّن خُلقي.
" ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة، سواء كان في مشيته، أو في تعامله مع الناس، وألا يكثر من القهقهة التي تميت القلب، وتذهب الوقار، بل يكون خافضا للجناح، متأدبا بالآداب التي تليق بطالب العلم ".
المصدر : كتاب حلية طالب العلم شرح الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله
المصدر : كتاب حلية طالب العلم شرح الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله
[الحق ثقيل في الدنيا وثقيل في الميزان]
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
إنما ثَقُلَتْ موازينُ مَن ثَقُلَتْ موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثِقَلِهِ عليهم،
وحُقَّ لميزان أن لا يُوضَعَ فيه إلا الحقُّ أن يكون ثقيلاً.
حسن بمجموع طرقه/ الزهد لابن المبارك ٩١٤
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
إنما ثَقُلَتْ موازينُ مَن ثَقُلَتْ موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثِقَلِهِ عليهم،
وحُقَّ لميزان أن لا يُوضَعَ فيه إلا الحقُّ أن يكون ثقيلاً.
حسن بمجموع طرقه/ الزهد لابن المبارك ٩١٤
🍂 رجاء بن حيوة الكندي🍂
كان في زمن التابعين ثلاثة من الرجال ما عرف أهل زمانهم لهم مثيلًا ، ولا رأوا لهم ضريبًا ، كأنهم التقوا على ميعاد ؛ فتواصوا بالحق والصبر ، وتعاهدوا على الخير البر ، ووقفوا حياتهم على التقى والعلم ، وجعلوا أنفسهم في خدمة الله ورسوله صلَّ الله عليه وسلم وعامة المؤمنين وخاصتهم .
وهؤلاء العظماء لم يكونوا إلا التابعي محمد بن سيرين بالعراق ، والتابعي القاسم بن محمد بن أبي بكر بالحجاز ، والثالث هو موضوع قصتنا اليوم وهو رجاء بن حيوة بالشام ، فتعالوا نقص هذه اللحظات المباركات في رحاب ثالث هؤلاء الأخيار :
🎲 ولادته ونشأته :
ولد في بيسان من أرض فلسطين في نهاية خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وعُرِفَ عنه أنه كنِدي القبيلة ، وهي قبيلة يمنية كانت مشهورة في ذلك الوقت ، كبر الصبي وطاعة الله والعلم هما شغله الشاغل منذ حداثة سنه ؛ فرزقه الله حبه وحب خلقه ، وكان إقباله على العلم منذ نعومة أظافره أثره في تمكنه منه في سنوات عمره .
كان هم الصبي الأكبر هو التضلع من كتاب الله ، وكذلك التزود من حديث نبيه صلَّ الله عليه وسلم ، فكانت الاستضاءة بنور القرآن في فِكره ، والاستنارة بهدى النبوة في بصيرته ، وكانت الحكمة والموعظة هما ما امتلأ بهما صدره ، ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيرًا كثيرًا .
أتيح له أن ينهل من علم أجلاء الصحابة ومن أمثالهم : أبي أمامة ، وأبي الدرداء ، وعُبادة بن الصامت ، وأبي سعيد الخدري وغيرهم ؛ فكانوا مصابيح الهداية في طريقه الذي اختاره ليكمل فيه حياته ، كما كانوا مشاعل العرفان له.
🎲 علاقته ببني أمية :
كانت له الكثير من الصلات بخلفاء بني أمية ، حيث كان وزيرًا لهم ابتداءً من عبد الملك بن مروان انتهاءً بعمر بن عبد العزيز ، ولم يضعه في هذه المنزلة الرفيعة في قلوبهم غير رجاحة عقله ورأيه ، والصدق في اللهجة التي يتعامل بها معهم ، والإخلاص في نيَّته ، وحكمته في معالجة الأمور .
وكانت صلته بهم رحمة من الله بهم ، وجزيل إكرامه لهم ، فلم يكن يدعوهم إلا للخير وطرقه ، وإثنائهم عن الشرور وأبوابه ، وكان حريصًا على أن يريهم الحق ويزَّين لهم إتباعه ، ويبصَّرهم الباطل ويكرِّه لهم إتيانه ، فكان ينصحهم لله ولرسوله صلَّ الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامَّتهم .
🎲 من المواقف التي سطرت له :
من هذه المواقف التي يذكرها له التاريخ والتي أنقذ فيها حياة انسان ، أنه في خلافة عبد الملك بن مروان وبينما هم جلوس في إحدى مجالسه ، إذ ذُكِرَ رجلًا وُصِفَ بسوء الطوية لبني أمية ، فظل الواشي يذكر أفعال وأقوال لذاك الرجل حتى أثار حفيظة عبد الملك بن مروان ؛ فتوعده توعدًا شديدًا .
ولم يمر الوقت حتى مكَّنه الله من الرجل ، وسيق إليه سوقًا ، وما إن رآه الخليفة حتى همَّ بتنفيذ الوعيد ؛ فهب الناصح الأمين لبني أمية ونصحه بالعفو عن الرجل ، وذكره أن الله هو من صنع له هذه القدرة .
فكانت نصيحته أن يرد النعمة بشكرها عن طريق العفو عن ذاك الرجل ؛ فما إن سمع الخليفة هذه الكلمات حتى هدأت نفسه ، وذهب غضبه ، وعفا عن الرجل وأكرمه ، هذا ما كان من شأنه في خلافة عبد الملك بن مروان ، ولكن ما إن أصبح سليمان بن عبد الملك الخليفة حتى قرَّبه منه ، وجعل له شأنًا يفوق شأنه عند سابقيه ، فكان يثق به ثقة كبيرة ، ويعتمد عليه اعتمادًا شديدًا ، ويأخذ رأيه في أغلب أمره .
🎲 موقفه مع ولاية عهد الملك سليمان بن عبدالملك :
ومواقفه مع سليمان بن عبد الملك كثيرة مثيرة ، ولكن أكبر مواقفه وأعظمها تأثيرًا على الإسلام والمسلمين هو الموقف الذي اتخذ في أمور ولاية العهد ، وأثر ذلك على مبايعة الخليفة لعمر بن عبد العزيز ، حيث دخل عليه في ذلك الوقت الذي كان به موعوكًا ووجده يكتب كتابًا فسأله عن ذلك .
فما كان من الخليفة غير قوله أن ذلك الكتاب ما هو إلا مبايعته لأبنه أيوب ، قأقنعه عن العدول عن مبايعة ابنه الذي لم يبلغ الحُلم بعد ولم يُعلم بعد إن كان صالحًا أم طالحًا .
اقتنع الخليفة بهذه الكلمات الصادقة ، ولكن بعد أيام استدعاه الخليفة مستشيرًا له في مبايعة ابنه داود ، والذي كان في الحرب لا أحد يعلم أهو حي أم ميت ؛ فجعله يعدل أيضًا عن ابنه الثاني ، وعندما سأله الخليفة عن رأيه ؛ فاقترح عليه مبايعة عمر بن عبد العزيز ، حيث قال له : ما علمته إلا فاضلًا ، كاملًا ، غافلًا ، ديَّنًا ؛ فما كان من الخليفة إلا أن بايع أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ، فكانت بيعة جدد الله فيها الإسلام شبابه ورفع للدين منارة .
🎲 وفاته :
وتُوفي التابعي الجليل والفقيه ذو الرأي الرشيد في سنة 112هـ ، فعليه من الله رحمة واسعة ، وجمعنا به وبنبينا الكريم صلَّ الله عليه وسلم في جنات النعيم .
كان في زمن التابعين ثلاثة من الرجال ما عرف أهل زمانهم لهم مثيلًا ، ولا رأوا لهم ضريبًا ، كأنهم التقوا على ميعاد ؛ فتواصوا بالحق والصبر ، وتعاهدوا على الخير البر ، ووقفوا حياتهم على التقى والعلم ، وجعلوا أنفسهم في خدمة الله ورسوله صلَّ الله عليه وسلم وعامة المؤمنين وخاصتهم .
وهؤلاء العظماء لم يكونوا إلا التابعي محمد بن سيرين بالعراق ، والتابعي القاسم بن محمد بن أبي بكر بالحجاز ، والثالث هو موضوع قصتنا اليوم وهو رجاء بن حيوة بالشام ، فتعالوا نقص هذه اللحظات المباركات في رحاب ثالث هؤلاء الأخيار :
🎲 ولادته ونشأته :
ولد في بيسان من أرض فلسطين في نهاية خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وعُرِفَ عنه أنه كنِدي القبيلة ، وهي قبيلة يمنية كانت مشهورة في ذلك الوقت ، كبر الصبي وطاعة الله والعلم هما شغله الشاغل منذ حداثة سنه ؛ فرزقه الله حبه وحب خلقه ، وكان إقباله على العلم منذ نعومة أظافره أثره في تمكنه منه في سنوات عمره .
كان هم الصبي الأكبر هو التضلع من كتاب الله ، وكذلك التزود من حديث نبيه صلَّ الله عليه وسلم ، فكانت الاستضاءة بنور القرآن في فِكره ، والاستنارة بهدى النبوة في بصيرته ، وكانت الحكمة والموعظة هما ما امتلأ بهما صدره ، ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيرًا كثيرًا .
أتيح له أن ينهل من علم أجلاء الصحابة ومن أمثالهم : أبي أمامة ، وأبي الدرداء ، وعُبادة بن الصامت ، وأبي سعيد الخدري وغيرهم ؛ فكانوا مصابيح الهداية في طريقه الذي اختاره ليكمل فيه حياته ، كما كانوا مشاعل العرفان له.
🎲 علاقته ببني أمية :
كانت له الكثير من الصلات بخلفاء بني أمية ، حيث كان وزيرًا لهم ابتداءً من عبد الملك بن مروان انتهاءً بعمر بن عبد العزيز ، ولم يضعه في هذه المنزلة الرفيعة في قلوبهم غير رجاحة عقله ورأيه ، والصدق في اللهجة التي يتعامل بها معهم ، والإخلاص في نيَّته ، وحكمته في معالجة الأمور .
وكانت صلته بهم رحمة من الله بهم ، وجزيل إكرامه لهم ، فلم يكن يدعوهم إلا للخير وطرقه ، وإثنائهم عن الشرور وأبوابه ، وكان حريصًا على أن يريهم الحق ويزَّين لهم إتباعه ، ويبصَّرهم الباطل ويكرِّه لهم إتيانه ، فكان ينصحهم لله ولرسوله صلَّ الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامَّتهم .
🎲 من المواقف التي سطرت له :
من هذه المواقف التي يذكرها له التاريخ والتي أنقذ فيها حياة انسان ، أنه في خلافة عبد الملك بن مروان وبينما هم جلوس في إحدى مجالسه ، إذ ذُكِرَ رجلًا وُصِفَ بسوء الطوية لبني أمية ، فظل الواشي يذكر أفعال وأقوال لذاك الرجل حتى أثار حفيظة عبد الملك بن مروان ؛ فتوعده توعدًا شديدًا .
ولم يمر الوقت حتى مكَّنه الله من الرجل ، وسيق إليه سوقًا ، وما إن رآه الخليفة حتى همَّ بتنفيذ الوعيد ؛ فهب الناصح الأمين لبني أمية ونصحه بالعفو عن الرجل ، وذكره أن الله هو من صنع له هذه القدرة .
فكانت نصيحته أن يرد النعمة بشكرها عن طريق العفو عن ذاك الرجل ؛ فما إن سمع الخليفة هذه الكلمات حتى هدأت نفسه ، وذهب غضبه ، وعفا عن الرجل وأكرمه ، هذا ما كان من شأنه في خلافة عبد الملك بن مروان ، ولكن ما إن أصبح سليمان بن عبد الملك الخليفة حتى قرَّبه منه ، وجعل له شأنًا يفوق شأنه عند سابقيه ، فكان يثق به ثقة كبيرة ، ويعتمد عليه اعتمادًا شديدًا ، ويأخذ رأيه في أغلب أمره .
🎲 موقفه مع ولاية عهد الملك سليمان بن عبدالملك :
ومواقفه مع سليمان بن عبد الملك كثيرة مثيرة ، ولكن أكبر مواقفه وأعظمها تأثيرًا على الإسلام والمسلمين هو الموقف الذي اتخذ في أمور ولاية العهد ، وأثر ذلك على مبايعة الخليفة لعمر بن عبد العزيز ، حيث دخل عليه في ذلك الوقت الذي كان به موعوكًا ووجده يكتب كتابًا فسأله عن ذلك .
فما كان من الخليفة غير قوله أن ذلك الكتاب ما هو إلا مبايعته لأبنه أيوب ، قأقنعه عن العدول عن مبايعة ابنه الذي لم يبلغ الحُلم بعد ولم يُعلم بعد إن كان صالحًا أم طالحًا .
اقتنع الخليفة بهذه الكلمات الصادقة ، ولكن بعد أيام استدعاه الخليفة مستشيرًا له في مبايعة ابنه داود ، والذي كان في الحرب لا أحد يعلم أهو حي أم ميت ؛ فجعله يعدل أيضًا عن ابنه الثاني ، وعندما سأله الخليفة عن رأيه ؛ فاقترح عليه مبايعة عمر بن عبد العزيز ، حيث قال له : ما علمته إلا فاضلًا ، كاملًا ، غافلًا ، ديَّنًا ؛ فما كان من الخليفة إلا أن بايع أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ، فكانت بيعة جدد الله فيها الإسلام شبابه ورفع للدين منارة .
🎲 وفاته :
وتُوفي التابعي الجليل والفقيه ذو الرأي الرشيد في سنة 112هـ ، فعليه من الله رحمة واسعة ، وجمعنا به وبنبينا الكريم صلَّ الله عليه وسلم في جنات النعيم .
📚📗🌹🖊 منشورات أ. أبو صلاح الكلام في الفقر والغنى
قال أبو محمد: [ ابن حزم ] اختلف قوم في أي الأمرين أفضل الفقر أم الغنى.
قال أبو محمد: وهذا سؤال فاسد لأن تفاضل العمل والجزاء في الجنة إنما هو العامل لا الحالة محمولة فيه إلا أن يأتي نص بتفضيل الله عز وجل حالا على حال وليس هاهنا نص في فضل إحدى هاتين الحالتين على الأخرى.
قال أبو محمد: وإنما الصواب أن ي قال أيما أفضل الغني أم الفقير والجواب هاهنا هو ما قال ه الله تعالى إذا يقول " هل تجزون إلا ما كنتم تعملون " فإن كان الغني أفضل عملا من الفقير فالغنى أفضل وإن كان الفقير أفضل عملا من الغنى فالفقير أفضل وإن كان عملهما متساويا فهما سواء قال عز وجل " ومن يعمل مث قال ذرة خيرا يره ومن يعمل مث قال ذرة شراً يره " وقد استعاذ النبي صلى الله عليه ومن فتنة الفقر وفتنة الغنى وجعل الله عز وجل الشكر بإزاء الغنى والصبر بإزاء الفقر فمن أبقى الله عز وجل فهو الفاضل غنيا كان أو فقيرا وقد اعترض بعضهم ها هنا بالحديث الوارد أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بكذا وكذا خريفا ونازع الآخرون بقول الله عز وجل " ووجدك ضالا فهدي ووجدك عائلا فأغنى " .
قال أبو محمد: والغنى نعمة إذا قام بها حاملها بالواجب عليه فيها وأما فقراء المهاجرين فهم كانوا أكثر وكان الغني فيهم قليلا والأمر كله منهم وفي غيرهم راجع إلى العمل بالنص والإجماع على أنه تعالى لا يجزي بالجنة على فقر ليس معه عمل خير ولا على غنى ليس معه عمل خير وبالله التوفيق.
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الأندلسي ص ص 66
قال أبو محمد: [ ابن حزم ] اختلف قوم في أي الأمرين أفضل الفقر أم الغنى.
قال أبو محمد: وهذا سؤال فاسد لأن تفاضل العمل والجزاء في الجنة إنما هو العامل لا الحالة محمولة فيه إلا أن يأتي نص بتفضيل الله عز وجل حالا على حال وليس هاهنا نص في فضل إحدى هاتين الحالتين على الأخرى.
قال أبو محمد: وإنما الصواب أن ي قال أيما أفضل الغني أم الفقير والجواب هاهنا هو ما قال ه الله تعالى إذا يقول " هل تجزون إلا ما كنتم تعملون " فإن كان الغني أفضل عملا من الفقير فالغنى أفضل وإن كان الفقير أفضل عملا من الغنى فالفقير أفضل وإن كان عملهما متساويا فهما سواء قال عز وجل " ومن يعمل مث قال ذرة خيرا يره ومن يعمل مث قال ذرة شراً يره " وقد استعاذ النبي صلى الله عليه ومن فتنة الفقر وفتنة الغنى وجعل الله عز وجل الشكر بإزاء الغنى والصبر بإزاء الفقر فمن أبقى الله عز وجل فهو الفاضل غنيا كان أو فقيرا وقد اعترض بعضهم ها هنا بالحديث الوارد أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بكذا وكذا خريفا ونازع الآخرون بقول الله عز وجل " ووجدك ضالا فهدي ووجدك عائلا فأغنى " .
قال أبو محمد: والغنى نعمة إذا قام بها حاملها بالواجب عليه فيها وأما فقراء المهاجرين فهم كانوا أكثر وكان الغني فيهم قليلا والأمر كله منهم وفي غيرهم راجع إلى العمل بالنص والإجماع على أنه تعالى لا يجزي بالجنة على فقر ليس معه عمل خير ولا على غنى ليس معه عمل خير وبالله التوفيق.
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الأندلسي ص ص 66
كلما رأيت مريضاً أدع له بـ الشفاء كلما رأيت أحدهم حزيناً أدع له بـ السعاده أدع لمن لاتعرف
يكفيك قول الملائكة ولك بالمثل
يكفيك قول الملائكة ولك بالمثل
Forwarded from 🔶 السلفية دين الله الحق 🔶
*تحذير الدعاة المصلحين من الغلو الحاصل في أوساط السلفيين*
للشيخ المحدث الفقيه/ محمد بن علي بن حزام حفظه الله ورعاه ونفع به الإسلام والمسلمين .
. بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم
📩 الســـــــــــــؤال:- ممن تنصحنا أن نستفيد في العلوم الشرعية؟
📝 الإجــــــــــــابة :-
◼ننصح بالاستفادة من جميع أهل السنة والجماعة الثابتين على الخير والسنة الذين عرفوا بالعلم والتعليم والغيرة على السنة، وكذلك الذين عرفوا بالحرص على الأخوة وعلى جمع الكلمة - يكون عنده الحرص على الأخوة وجمع الكلمة .
⬅أما الأشخاص الذين لا يبالون بالأخوة بمجرد أن يخطئ أخوه فإذا به يُحذر منه وتفترق الدعوة هذا ما يصلح لحمل دعوة.....
◼من أهم الأمور للداعي إلى الله أن يكون حريصاً على جمع الكلمة وعلى الأخوة حتى وإن حصل الإغضاء على نفسه، وإن حصل كلام فيه فيتحمل في سبيل جمع الكلمة وفي سبيل أيضاً الحفاظ على الدعوة المباركة، فإنسان ماعنده همة لهذا الأمر مايصلح للدعوة !!!
🔺هذا أمرٌ مهم، ومن الأمور التي ينبغي التنبيه عليها أن يكون الداعي إلى الله حريصاً على جمع الكلمة على الحق وعلى السنة، أما من عاند على البدعة وعاند على الهوى فهذا سبيله وهو الذي تفرق عن الحق وهو الذي خالف الحق .
*والشيء بالشيء يذكر أوصي نفسي وأهل السنة جميعاً في جميع بقاع الأرض أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في أمر الأخطاء والمخالفات* !!!
🔻فكثيرٌ من الأخطاء والمخالفات لا تستوجب القطيعة والهجران وكثير من الأخطاء قد تكون أخطاء شخصية !!!! أخطأ عليك أخوك - أساء بك الظن - تحامل عليك ووقع في الحسد والبغي عليك، فإذا بك تحول هذه الأخطاء إلى منهج وأن هذا الرجل عنده بدع وضلالات وأنه مخالف للسنة ،،، وكلُ من سمع كلامكم يعلم أن هذا أمرٌ خاص بينك وبينه !!! الرجل عقيدته على السنة والرجل يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة وجميع ما تعتقده أنت من عقيدة أهل السنة والجماعة هو أيضاً يعتقد نفس العقيدة ونفس المنهج ونفس المعاملة مع المبتدعة ومع المنحرفين - فإذا بك تحول الأخطاء التي جرت بينك وبينه إلى أن هذا الرجل مبتدع وأن هذا الرجل ضال.
⏪يا أخي اتق الله { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [ المائدة: ٨]، { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ} [ الأنعام:١٥٢]، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } [ النساء: ١٣٥] .
◾فاتق الله كلُ إنسانٍ منا يتقي الله - يا أهل السنة كفانا تفرق !!! كفانا فرقة ضحك منا الأعداء !!! ضحك منا المبتدعة الضلال - ضحك منا أعداء الإسلام وأعداء السنة !!! وإذا بهم صاروا يتفرجون فينا يقولون أنتم مآلكم إلى الاختلاف ؟؟؟ صاروا يضحكون من أهل السنة والجماعة ستختلفون اليوم أو غداً أو بعد غد هذا صاروا ربما يستشفون بمثل هذا إذا وقع هذا الأمر !!!!
◾فالحذر الحذر وعلينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى - الأخطاء تنزل منازلها وتعاد إلى أهل العلم هم الذين يُنزلونها منازلها - أما أن يخطئ علي أخ من إخواني أهل السنة وإن كان قد حصل منه الخطأ وإن حصل منه التحامل !!! الحسد يحصل بين الأخ وأخيه - التحامل يحصل اتباع الهوى في بعض المسائل يحصل؛ فليس كل هذا نحمله دعوتنا وكل من أخطأ علينا فإذا بنا نخرجه من السنة !!! هذا مبتدع ما يتكلم فيَّ إلا وهو على ضلال وعلى بدعة وانحراف.
◼فالله الله علينا جميعاً معشر أهل السنة والجماعة أن نتقي الله سبحانه وتعالى وأن توزن الأمور بموازينها وأن تنزل منازلها -
⬅ففي كثير من البلدان تجد الاختلافات ناتجة عن أخطاء شخصية - أساء إليه إذا به يحمله البدعة والضلال بل إذا به يتتبع عليه الزلات والأخطاء من قبل سنة أو سنتين أو أكثر - قبل سنة رأيته يتحدث مع ذلك المبتدع وقبل سنتين رأيته سلم على مبتدع !!!! طيب ننسى منهجه كاملاً ويترك المنهج كاملاً!!!! ويعامل بأنه مرة سلم على مبتدع، ولماذا ما ظهر الحكم بأنه مبتدع ويجالس الحزبيين إلا بعد أن حصل الاختلاف !!!! هذا باب شر .
فليتق الله أهل السنة وليكونوا حريصين على جمع الكلمة وليبتعدوا عن من هذا شأنه وليحذروا ممن كان هذا شأنه ليَحذروا منه وليُحذروا منه - من كان هذا شأنه يحول أخطاء بينه وبين أخيه إلى خلافات في العقيدة وخلافات في المنهج السلفي فإذا به يبدع أخاه ويحذر منه - هذا باب شرٍ، علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى من ذلك .
◼نعوذ بالله نعوذ بالله من هذه المعاملات المخالفة لمنهج السلف - الله المستعان ال
للشيخ المحدث الفقيه/ محمد بن علي بن حزام حفظه الله ورعاه ونفع به الإسلام والمسلمين .
. بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم
📩 الســـــــــــــؤال:- ممن تنصحنا أن نستفيد في العلوم الشرعية؟
📝 الإجــــــــــــابة :-
◼ننصح بالاستفادة من جميع أهل السنة والجماعة الثابتين على الخير والسنة الذين عرفوا بالعلم والتعليم والغيرة على السنة، وكذلك الذين عرفوا بالحرص على الأخوة وعلى جمع الكلمة - يكون عنده الحرص على الأخوة وجمع الكلمة .
⬅أما الأشخاص الذين لا يبالون بالأخوة بمجرد أن يخطئ أخوه فإذا به يُحذر منه وتفترق الدعوة هذا ما يصلح لحمل دعوة.....
◼من أهم الأمور للداعي إلى الله أن يكون حريصاً على جمع الكلمة وعلى الأخوة حتى وإن حصل الإغضاء على نفسه، وإن حصل كلام فيه فيتحمل في سبيل جمع الكلمة وفي سبيل أيضاً الحفاظ على الدعوة المباركة، فإنسان ماعنده همة لهذا الأمر مايصلح للدعوة !!!
🔺هذا أمرٌ مهم، ومن الأمور التي ينبغي التنبيه عليها أن يكون الداعي إلى الله حريصاً على جمع الكلمة على الحق وعلى السنة، أما من عاند على البدعة وعاند على الهوى فهذا سبيله وهو الذي تفرق عن الحق وهو الذي خالف الحق .
*والشيء بالشيء يذكر أوصي نفسي وأهل السنة جميعاً في جميع بقاع الأرض أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في أمر الأخطاء والمخالفات* !!!
🔻فكثيرٌ من الأخطاء والمخالفات لا تستوجب القطيعة والهجران وكثير من الأخطاء قد تكون أخطاء شخصية !!!! أخطأ عليك أخوك - أساء بك الظن - تحامل عليك ووقع في الحسد والبغي عليك، فإذا بك تحول هذه الأخطاء إلى منهج وأن هذا الرجل عنده بدع وضلالات وأنه مخالف للسنة ،،، وكلُ من سمع كلامكم يعلم أن هذا أمرٌ خاص بينك وبينه !!! الرجل عقيدته على السنة والرجل يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة وجميع ما تعتقده أنت من عقيدة أهل السنة والجماعة هو أيضاً يعتقد نفس العقيدة ونفس المنهج ونفس المعاملة مع المبتدعة ومع المنحرفين - فإذا بك تحول الأخطاء التي جرت بينك وبينه إلى أن هذا الرجل مبتدع وأن هذا الرجل ضال.
⏪يا أخي اتق الله { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [ المائدة: ٨]، { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ} [ الأنعام:١٥٢]، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } [ النساء: ١٣٥] .
◾فاتق الله كلُ إنسانٍ منا يتقي الله - يا أهل السنة كفانا تفرق !!! كفانا فرقة ضحك منا الأعداء !!! ضحك منا المبتدعة الضلال - ضحك منا أعداء الإسلام وأعداء السنة !!! وإذا بهم صاروا يتفرجون فينا يقولون أنتم مآلكم إلى الاختلاف ؟؟؟ صاروا يضحكون من أهل السنة والجماعة ستختلفون اليوم أو غداً أو بعد غد هذا صاروا ربما يستشفون بمثل هذا إذا وقع هذا الأمر !!!!
◾فالحذر الحذر وعلينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى - الأخطاء تنزل منازلها وتعاد إلى أهل العلم هم الذين يُنزلونها منازلها - أما أن يخطئ علي أخ من إخواني أهل السنة وإن كان قد حصل منه الخطأ وإن حصل منه التحامل !!! الحسد يحصل بين الأخ وأخيه - التحامل يحصل اتباع الهوى في بعض المسائل يحصل؛ فليس كل هذا نحمله دعوتنا وكل من أخطأ علينا فإذا بنا نخرجه من السنة !!! هذا مبتدع ما يتكلم فيَّ إلا وهو على ضلال وعلى بدعة وانحراف.
◼فالله الله علينا جميعاً معشر أهل السنة والجماعة أن نتقي الله سبحانه وتعالى وأن توزن الأمور بموازينها وأن تنزل منازلها -
⬅ففي كثير من البلدان تجد الاختلافات ناتجة عن أخطاء شخصية - أساء إليه إذا به يحمله البدعة والضلال بل إذا به يتتبع عليه الزلات والأخطاء من قبل سنة أو سنتين أو أكثر - قبل سنة رأيته يتحدث مع ذلك المبتدع وقبل سنتين رأيته سلم على مبتدع !!!! طيب ننسى منهجه كاملاً ويترك المنهج كاملاً!!!! ويعامل بأنه مرة سلم على مبتدع، ولماذا ما ظهر الحكم بأنه مبتدع ويجالس الحزبيين إلا بعد أن حصل الاختلاف !!!! هذا باب شر .
فليتق الله أهل السنة وليكونوا حريصين على جمع الكلمة وليبتعدوا عن من هذا شأنه وليحذروا ممن كان هذا شأنه ليَحذروا منه وليُحذروا منه - من كان هذا شأنه يحول أخطاء بينه وبين أخيه إلى خلافات في العقيدة وخلافات في المنهج السلفي فإذا به يبدع أخاه ويحذر منه - هذا باب شرٍ، علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى من ذلك .
◼نعوذ بالله نعوذ بالله من هذه المعاملات المخالفة لمنهج السلف - الله المستعان ال
📚📚🌹🌹🖊الجمعة وتكفير الذنوب
جمع وإعداد أ. أبو صلاح حسين صالح بن عيسى عمر بن سلمان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ". رواه مسلم
: الفاظ الحديث
مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ): أي سبب في مغفرة الذنوب الحاصلة بينها والمقصود بالذنوب الصغائر كما يدل عليه بقية الحديث.
(إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ): أي إذا اجتنب فاعلها الكبائر، (اجْتَنَبَ) فعل ماض مبني للمعلوم وفي بعض الروايات (اجْتُنِبَتْ). على البناء للمجهول
.قال الشيخ ولى الدين العراقي خص العلماء هذا بالصغائر قالوا وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة قال وكذلك فعلوا في غير هذا من الأحاديث التي ذكر فيها غفران الذنوب ومسندهم في ذلك أنه ورد التقييد به في الحديث الثابت في الصحيحين الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهما ما اجتنبت فجعلوا التقييد في هذا الحديث مقيدا للاطلاق في غيره لكن قال الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد فيه نظر وحكى بن التين في ذلك خلافا فقال اختلف هل يغفر له بهذا الكبائر إذا لم يصر عليها أم لا يغفر له سوى الصغائر قال وهذا كله لا يدخل فيه مظالم العباد وقال صاحب المفهم لا بعد في أن يكون بعض الأشخاص تغفر له الكبائر والصغائر بحسب ما يحضره من الإخلاص ويراعيه من الإحسان والآداب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقال النووي ماوردت به الأحاديث أنه يكفر إن وجد ما يكفره من الصغائر كفره وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتب به حسنات ورفع به درجات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر
[تنوير الحوالك شرح موطأ مالك للسيوطي]1/55
الفائدة الأولى: في الحديث دلالة على أن الذنوب تنقسم إلى قسمين صغائر وكبائر حيث قال صلى الله عليه وسلم (إذا اجتنب الكبائر) وفي رواية أخرى عند مسلم ( ما لم تغش كبيرة )فالتكفير إذاً يقع على الصغائر، وسبق في كتاب الإيمان بيان حدِّ الصغيرة والكبيرة.
في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا اجتنب الكبائر) اختلف في معناه في الحديث على معنيين:
الأول: أن تكفير الصغائر في الحديث مشروط بأن يجتنب صاحبها الكبائر .
والمعنى الثاني: أن التكفير المقصود في الحديث يكون للذنوب كلها إلا الكبائر فتكون (إذا) في الحديث بمعنى الاستثناء: ورجح ذلك النووي [انظر: "شرح مسلم" (3/ 106)]. حيث قال في الرواية الأخرى "(ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله"، معناه: أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر، وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة، فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر، فإن هذا وإن كان محتملاً فسياق الأحاديث يأباه..... وقد يقال إذا كفر الوضوء فماذا تكفر الصلاة؟ وإذا كفرت الصلاة فماذا تكفر الجمعات ورمضان وكذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين ويوم عاشوراء كفارة سنة؟ وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه؟ والجواب ما أجابه العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات، وإن صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر والله أعلم ".
من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الطهارة)
جمع وإعداد أ. أبو صلاح حسين صالح بن عيسى عمر بن سلمان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ". رواه مسلم
: الفاظ الحديث
مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ): أي سبب في مغفرة الذنوب الحاصلة بينها والمقصود بالذنوب الصغائر كما يدل عليه بقية الحديث.
(إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ): أي إذا اجتنب فاعلها الكبائر، (اجْتَنَبَ) فعل ماض مبني للمعلوم وفي بعض الروايات (اجْتُنِبَتْ). على البناء للمجهول
.قال الشيخ ولى الدين العراقي خص العلماء هذا بالصغائر قالوا وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة قال وكذلك فعلوا في غير هذا من الأحاديث التي ذكر فيها غفران الذنوب ومسندهم في ذلك أنه ورد التقييد به في الحديث الثابت في الصحيحين الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهما ما اجتنبت فجعلوا التقييد في هذا الحديث مقيدا للاطلاق في غيره لكن قال الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد فيه نظر وحكى بن التين في ذلك خلافا فقال اختلف هل يغفر له بهذا الكبائر إذا لم يصر عليها أم لا يغفر له سوى الصغائر قال وهذا كله لا يدخل فيه مظالم العباد وقال صاحب المفهم لا بعد في أن يكون بعض الأشخاص تغفر له الكبائر والصغائر بحسب ما يحضره من الإخلاص ويراعيه من الإحسان والآداب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقال النووي ماوردت به الأحاديث أنه يكفر إن وجد ما يكفره من الصغائر كفره وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتب به حسنات ورفع به درجات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر
[تنوير الحوالك شرح موطأ مالك للسيوطي]1/55
الفائدة الأولى: في الحديث دلالة على أن الذنوب تنقسم إلى قسمين صغائر وكبائر حيث قال صلى الله عليه وسلم (إذا اجتنب الكبائر) وفي رواية أخرى عند مسلم ( ما لم تغش كبيرة )فالتكفير إذاً يقع على الصغائر، وسبق في كتاب الإيمان بيان حدِّ الصغيرة والكبيرة.
في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا اجتنب الكبائر) اختلف في معناه في الحديث على معنيين:
الأول: أن تكفير الصغائر في الحديث مشروط بأن يجتنب صاحبها الكبائر .
والمعنى الثاني: أن التكفير المقصود في الحديث يكون للذنوب كلها إلا الكبائر فتكون (إذا) في الحديث بمعنى الاستثناء: ورجح ذلك النووي [انظر: "شرح مسلم" (3/ 106)]. حيث قال في الرواية الأخرى "(ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله"، معناه: أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر، وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة، فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر، فإن هذا وإن كان محتملاً فسياق الأحاديث يأباه..... وقد يقال إذا كفر الوضوء فماذا تكفر الصلاة؟ وإذا كفرت الصلاة فماذا تكفر الجمعات ورمضان وكذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين ويوم عاشوراء كفارة سنة؟ وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه؟ والجواب ما أجابه العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات، وإن صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر والله أعلم ".
من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الطهارة)
📗📚🌹🖊 منشورات أز أبو صلاح بَاب فَرْضِ الْجُمُعَةِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
{ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
قَوْلُهُ : ( بَاب فَرْض الْجُمُعَة )
لِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى . ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )
إِلَى هُنَا عِنْد الْأَكْثَر ، وَسِيَاق بَقِيَّة الْآيَة فِي رِوَايَة كَرِيمَة وَأَبِي ذَرّ .
قَوْلُهُ : ( فَاسْعَوْا فَامْضُوا ) هَذَا فِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ عَنْ الْحَمَوِيّ وَحْده ، وَهُوَ تَفْسِير مِنْهُ لِلْمُرَادِ بِالسَّعْيِ هُنَا بِخِلَافِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيث الْمُتَقَدِّم " فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ " فَالْمُرَاد بِهِ الْجَرْي . وَسَيَأْتِي فِي التَّفْسِير أَنَّ عُمَر قَرَأَ " فَامْضُوا " وَهُوَ يُؤَيِّد ذَلِكَ . وَاسْتِدْلَال الْبُخَارِيّ بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى فَرْضِيَّة الْجُمُعَة سَبَقَهُ إِلَيْهِ الشَّافِعِيّ فِي الْأُمّ ، وَكَذَا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة ثُمَّ قَالَ : فَالتَّنْزِيل ثُمَّ السُّنَّة يَدُلَّانِ عَلَى إِيجَابهَا ، قَالَ : وَعُلِمَ بِالْإِجْمَاعِ أَنَّ يَوْم الْجُمُعَة هُوَ الَّذِي بَيْن الْخَمِيس وَالسَّبْت . وَقَالَ الشَّيْخ الْمُوَفَّق : الْأَمْر بِالسَّعْيِ يَدُلّ عَلَى الْوُجُوب إِذْ لَا يَجِب السَّعْي إِلَّا إِلَى وَاجِب . وَاخْتُلِفَ فِي وَقْت فَرْضِيَّتهَا فَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّهَا فُرِضَتْ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ مُقْتَضَى مَا تَقَدَّمَ أَنَّ فَرْضِيَّتهَا بِالْآيَةِ الْمَذْكُورَة وَهِيَ مَدَنِيَّة ، وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو حَامِد : فُرِضَتْ بِمَكَّة ، وَهُوَ غَرِيب . وَقَالَ الزَّيْن اِبْن الْمُنِير : وَجْه الدَّلَالَة مِنْ الْآيَة الْكَرِيمَة مَشْرُوعِيَّة النِّدَاء لَهَا ، إِذْ الْأَذَان مِنْ خَوَاصّ الْفَرَائِض ، وَكَذَا النَّهْي عَنْ الْبَيْع لِأَنَّهُ لَا يَنْهَى عَنْ الْمُبَاح - يَعْنِي نَهْي تَحْرِيم - إِلَّا إِذَا أَفْضَى إِلَى تَرْك وَاجِب ، وَيُضَاف إِلَى ذَلِكَ التَّوْبِيخ عَلَى قَطْعهَا . قَالَ : وَأَمَّا وَجْه الدَّلَالَة مِنْ الْحَدِيث فَهُوَ مِنْ التَّعْبِير بِالْفَرْضِ لِأَنَّهُ لِلْإِلْزَامِ ، وَإِنْ أُطْلِقَ عَلَى غَيْر الْإِلْزَام كَالتَّقْدِيرِ لَكِنَّهُ مُتَعَيَّن لَهُ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى ذِكْر الصَّرْف لِأَهْلِ الْكِتَاب عَنْ اِخْتِيَاره وَتَعْيِينه لِهَذِهِ الْأُمَّة سَوَاء كَانَ ذَلِكَ وَقَعَ لَهُمْ بِالتَّنْصِيصِ أَمْ بِالِاجْتِهَادِ . وَفِي سِيَاق الْقِصَّة إِشْعَار بِأَنَّ فَرْضِيَّتهَا عَلَى الْأَعْيَان لَا عَلَى الْكِفَايَة ، وَهُوَ مِنْ جِهَة إِطْلَاق الْفَرْضِيَّة وَمِنْ التَّعْمِيم فِي قَوْلُهُ " فَهَدَانَا اللَّه لَهُ وَالنَّاس لَنَا فِيهِ تَبَع " . فتح الباري لابن حجر 3/ 276
{ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
قَوْلُهُ : ( بَاب فَرْض الْجُمُعَة )
لِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى . ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )
إِلَى هُنَا عِنْد الْأَكْثَر ، وَسِيَاق بَقِيَّة الْآيَة فِي رِوَايَة كَرِيمَة وَأَبِي ذَرّ .
قَوْلُهُ : ( فَاسْعَوْا فَامْضُوا ) هَذَا فِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ عَنْ الْحَمَوِيّ وَحْده ، وَهُوَ تَفْسِير مِنْهُ لِلْمُرَادِ بِالسَّعْيِ هُنَا بِخِلَافِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيث الْمُتَقَدِّم " فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ " فَالْمُرَاد بِهِ الْجَرْي . وَسَيَأْتِي فِي التَّفْسِير أَنَّ عُمَر قَرَأَ " فَامْضُوا " وَهُوَ يُؤَيِّد ذَلِكَ . وَاسْتِدْلَال الْبُخَارِيّ بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى فَرْضِيَّة الْجُمُعَة سَبَقَهُ إِلَيْهِ الشَّافِعِيّ فِي الْأُمّ ، وَكَذَا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة ثُمَّ قَالَ : فَالتَّنْزِيل ثُمَّ السُّنَّة يَدُلَّانِ عَلَى إِيجَابهَا ، قَالَ : وَعُلِمَ بِالْإِجْمَاعِ أَنَّ يَوْم الْجُمُعَة هُوَ الَّذِي بَيْن الْخَمِيس وَالسَّبْت . وَقَالَ الشَّيْخ الْمُوَفَّق : الْأَمْر بِالسَّعْيِ يَدُلّ عَلَى الْوُجُوب إِذْ لَا يَجِب السَّعْي إِلَّا إِلَى وَاجِب . وَاخْتُلِفَ فِي وَقْت فَرْضِيَّتهَا فَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّهَا فُرِضَتْ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ مُقْتَضَى مَا تَقَدَّمَ أَنَّ فَرْضِيَّتهَا بِالْآيَةِ الْمَذْكُورَة وَهِيَ مَدَنِيَّة ، وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو حَامِد : فُرِضَتْ بِمَكَّة ، وَهُوَ غَرِيب . وَقَالَ الزَّيْن اِبْن الْمُنِير : وَجْه الدَّلَالَة مِنْ الْآيَة الْكَرِيمَة مَشْرُوعِيَّة النِّدَاء لَهَا ، إِذْ الْأَذَان مِنْ خَوَاصّ الْفَرَائِض ، وَكَذَا النَّهْي عَنْ الْبَيْع لِأَنَّهُ لَا يَنْهَى عَنْ الْمُبَاح - يَعْنِي نَهْي تَحْرِيم - إِلَّا إِذَا أَفْضَى إِلَى تَرْك وَاجِب ، وَيُضَاف إِلَى ذَلِكَ التَّوْبِيخ عَلَى قَطْعهَا . قَالَ : وَأَمَّا وَجْه الدَّلَالَة مِنْ الْحَدِيث فَهُوَ مِنْ التَّعْبِير بِالْفَرْضِ لِأَنَّهُ لِلْإِلْزَامِ ، وَإِنْ أُطْلِقَ عَلَى غَيْر الْإِلْزَام كَالتَّقْدِيرِ لَكِنَّهُ مُتَعَيَّن لَهُ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى ذِكْر الصَّرْف لِأَهْلِ الْكِتَاب عَنْ اِخْتِيَاره وَتَعْيِينه لِهَذِهِ الْأُمَّة سَوَاء كَانَ ذَلِكَ وَقَعَ لَهُمْ بِالتَّنْصِيصِ أَمْ بِالِاجْتِهَادِ . وَفِي سِيَاق الْقِصَّة إِشْعَار بِأَنَّ فَرْضِيَّتهَا عَلَى الْأَعْيَان لَا عَلَى الْكِفَايَة ، وَهُوَ مِنْ جِهَة إِطْلَاق الْفَرْضِيَّة وَمِنْ التَّعْمِيم فِي قَوْلُهُ " فَهَدَانَا اللَّه لَهُ وَالنَّاس لَنَا فِيهِ تَبَع " . فتح الباري لابن حجر 3/ 276
📚📚🌹🌹🖊الهجرة النبوية الشريفة
لقد كانت الهجرة النبوية من مكة المشرفة إلى المدينة المنورة حدثًا تاريخيًّا عظيمًا، ولم تكن كأيِّ حدثٍ، فقد كانت فيصلًا بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية؛ هما: المرحلة المكية، والمرحلة المدنية، وإذا كانت عظمة الأحداث تُقاس بعظمة ما جرى فيها والقائمين بها، والمكان الذي وقعت فيه، فقد كان القائم بالحدث هو أشرف وأعظم الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أشرف مكانًا وأعظم من مكة والمدينة، وقد غيَّرت الهجرة النبوية مجرى التاريخ، وحملت في طيَّاتها معاني التضحية والصحبة، والصبر والنصر، والتوكُّل والإخاء، وجعلها الله طريقًا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته؛ قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].
من الدار إلى الغار:
لم تكن قريش تعلم أن الله أذِن لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة، وبينما هم يحيكون مؤامرتهم، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد غادَر بيته في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر السنة الرابعة عشرة من النبوة، وأتى إلى دار أبي بكر رضي الله عنه في وقت الظهيرة متخفِّيًا على غير عادته؛ ليُخبره بأمر الخروج والهجرة، وخشِي أبو بكر أن يُحرَم شرفَ صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن في صُحبته، فأذِن له، وكان قد جهَّز راحلتين استعدادًا للهجرة، واستأجر رجلًا مشركًا من بني الديل، يُقال له: عبدالله بن أُريقط خِرِّيتًا - (ماهرًا وعارًفا بالطريق) - ودفع إليه الراحلتين ليرعاهما، واتَّفقا على اللقاء في غار ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، في حين قامت عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما بتجهيز المتاع والمُؤَن، وشقَّت أسماء نطاقَها نصفين لوضع الطعام فيه، فسُمِّيت من يومها بذات النطاقين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يتخلَّف عن السفر؛ ليؤدي عنه ودائع الناس وأماناتهم، وأن يَلبَس بُردته، ويَبيت في فراشه تلك الليلة.
ثم غادَر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه من بابٍ خلفي؛ ليَخرجا من مكة قبل أن يطلُع الفجر، ولَمَّا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الطريق الذي ستتَّجه إليه الأنظار هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالاً، فقد سلك الطريق الذي يضاده، وهو الطريق الواقع جنوب مكة، والمتجه نحو اليمن، حتى بلغ إلى جبل يُعرَف بجبل ثور، وقام كل من عبدالله بن أبي بكر، وعامر بن فهيرة، وأسماء بنت أبي بكر بدوره.
لا تَحزَن إن الله معنا:
انطلق المشركون في آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه؛ يرصدون الطرق، ويُفتِّشون في جبال مكة، حتى وصلوا غار ثور، وأنصت الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى أقدام المشركين وكلامهم؛ يقول أبو بكر رضي الله عنه: "قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصَرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما))؛ رواه البخاري.
ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ثلاث ليال، حتى انقطع عنهم الطلب، ثم خرجا من الغار ليلة غرة ربيع الأول من السنة الرابعة عشرة من النبوة، وانطلق معهما عبدالله بن أُريقط الدليل، وعامر بن فهيرة يَخدمهما ويُعينهما، فكانوا ثلاثة والدليل.
وعلى الجانب الآخر، لم يَهدَأ كفار قريش في البحث، وتحفيز أهل مكة للقبض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أو قتْلهما، ورصدوا مكافأة لمن ينجح في ذلك مائة ناقة، وقد استطاع أحد المشركين أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد، فانطلق مسرعًا إلى سُراقة بن مالك، وقال له: يا سراقة، إني قد رأيت أُناسًا بالساحل، وإني لأظنُّهم محمدًا وأصحابه، فعرَف سراقة أنهم هُم، فأخذ فرسه ورُمحه، وانطلق مسرعًا، فلما دنا منهم، عثَرت به فرسه حتى سقَط، وعاد مرة أخرى وامتطى فرسه وانطلَق، فسقط مرة ثانيةً، لكن رغبته في الفوز بالجائزة أنستْه مخاوفه، فحاول مرة أخرى، فغاصت قدَما فرسه في الأرض إلى الركبتين، فعلم أنهم محفوظون بحفظ الله، فطلب منهم الأمان، وعاهدهم أن يُخفِّي عنهم، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابَ أمانٍ، ووعده بسواري كسرى، وأوفى سراقة بوعده، فكان لا يلقى أحدًا يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أمره بالرجوع، وكتَم خبرهم.
لقد كانت الهجرة النبوية من مكة المشرفة إلى المدينة المنورة حدثًا تاريخيًّا عظيمًا، ولم تكن كأيِّ حدثٍ، فقد كانت فيصلًا بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية؛ هما: المرحلة المكية، والمرحلة المدنية، وإذا كانت عظمة الأحداث تُقاس بعظمة ما جرى فيها والقائمين بها، والمكان الذي وقعت فيه، فقد كان القائم بالحدث هو أشرف وأعظم الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أشرف مكانًا وأعظم من مكة والمدينة، وقد غيَّرت الهجرة النبوية مجرى التاريخ، وحملت في طيَّاتها معاني التضحية والصحبة، والصبر والنصر، والتوكُّل والإخاء، وجعلها الله طريقًا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته؛ قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].
من الدار إلى الغار:
لم تكن قريش تعلم أن الله أذِن لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة، وبينما هم يحيكون مؤامرتهم، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد غادَر بيته في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر السنة الرابعة عشرة من النبوة، وأتى إلى دار أبي بكر رضي الله عنه في وقت الظهيرة متخفِّيًا على غير عادته؛ ليُخبره بأمر الخروج والهجرة، وخشِي أبو بكر أن يُحرَم شرفَ صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن في صُحبته، فأذِن له، وكان قد جهَّز راحلتين استعدادًا للهجرة، واستأجر رجلًا مشركًا من بني الديل، يُقال له: عبدالله بن أُريقط خِرِّيتًا - (ماهرًا وعارًفا بالطريق) - ودفع إليه الراحلتين ليرعاهما، واتَّفقا على اللقاء في غار ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، في حين قامت عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما بتجهيز المتاع والمُؤَن، وشقَّت أسماء نطاقَها نصفين لوضع الطعام فيه، فسُمِّيت من يومها بذات النطاقين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يتخلَّف عن السفر؛ ليؤدي عنه ودائع الناس وأماناتهم، وأن يَلبَس بُردته، ويَبيت في فراشه تلك الليلة.
ثم غادَر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه من بابٍ خلفي؛ ليَخرجا من مكة قبل أن يطلُع الفجر، ولَمَّا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الطريق الذي ستتَّجه إليه الأنظار هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالاً، فقد سلك الطريق الذي يضاده، وهو الطريق الواقع جنوب مكة، والمتجه نحو اليمن، حتى بلغ إلى جبل يُعرَف بجبل ثور، وقام كل من عبدالله بن أبي بكر، وعامر بن فهيرة، وأسماء بنت أبي بكر بدوره.
لا تَحزَن إن الله معنا:
انطلق المشركون في آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه؛ يرصدون الطرق، ويُفتِّشون في جبال مكة، حتى وصلوا غار ثور، وأنصت الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى أقدام المشركين وكلامهم؛ يقول أبو بكر رضي الله عنه: "قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصَرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما))؛ رواه البخاري.
ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ثلاث ليال، حتى انقطع عنهم الطلب، ثم خرجا من الغار ليلة غرة ربيع الأول من السنة الرابعة عشرة من النبوة، وانطلق معهما عبدالله بن أُريقط الدليل، وعامر بن فهيرة يَخدمهما ويُعينهما، فكانوا ثلاثة والدليل.
وعلى الجانب الآخر، لم يَهدَأ كفار قريش في البحث، وتحفيز أهل مكة للقبض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أو قتْلهما، ورصدوا مكافأة لمن ينجح في ذلك مائة ناقة، وقد استطاع أحد المشركين أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد، فانطلق مسرعًا إلى سُراقة بن مالك، وقال له: يا سراقة، إني قد رأيت أُناسًا بالساحل، وإني لأظنُّهم محمدًا وأصحابه، فعرَف سراقة أنهم هُم، فأخذ فرسه ورُمحه، وانطلق مسرعًا، فلما دنا منهم، عثَرت به فرسه حتى سقَط، وعاد مرة أخرى وامتطى فرسه وانطلَق، فسقط مرة ثانيةً، لكن رغبته في الفوز بالجائزة أنستْه مخاوفه، فحاول مرة أخرى، فغاصت قدَما فرسه في الأرض إلى الركبتين، فعلم أنهم محفوظون بحفظ الله، فطلب منهم الأمان، وعاهدهم أن يُخفِّي عنهم، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابَ أمانٍ، ووعده بسواري كسرى، وأوفى سراقة بوعده، فكان لا يلقى أحدًا يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أمره بالرجوع، وكتَم خبرهم.
وفي طريقهم إلى المدينة نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه بخيمة أم مَعبد، فسألاها إن كان عندها شيء من طعامٍ ونحوه، فاعتذرت بعدم وجود شيء سوى شاة هزيلة لا تُدِرُّ اللبن، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الشاة، فمسح ضَرْعها بيده، ودعا الله أن يُبارك فيها، ثم حلب في إناء وشرِب منه الجميع.
وانتهت هذه الرحلة والهجرة المباركة بما فيها من مصاعب وأحداثٍ، ليصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض المدينة المنورة.
لقد كانت الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة انطلاقة لبناء دولة الإسلام، وإعزازًا لدين الله تعالى، وفاتحة خير ونصرٍ وبركة على الإسلام والمسلمين، ولذا فإن دروس الهجرة الشريفة مستمرة، لا تنتهي ولا ينقطع أثرُها، وتتوارثها الأجيالُ جيلاً بعد جيلٍ، ومن هذه الدروس:
دور المرأة في الهجرة:
لَمَعت في سماء الهجرة أسماءٌ كثيرة كان لها فضل كبير؛ منها: عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما التي حفظت لنا القصة، ووعتْها وبلَّغتها للأمة، وأختها أسماء ذات النطاقين التي ساهمت في تموين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار بالماء والغذاء، وكيف تحمَّلت الأذى في سبيل الله، كما روى ابن إسحاق وابن كثير في السيرة النبوية أنها قالت: "لَمَّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، أتانا نفرٌ من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجتُ إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلتُ: لا أدري والله أين أبي! قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشًا خبيثًا، فلطَم خدي لطمةً طرَح منها قُرْطي، قالت: ثم انصرفوا".
فهذا درس من أسماء رضي الله عنها تعلِّمه نساءَ المسلمين جيلًا بعد جيل، كيف تُخفي أسرار المسلمين عن الأعداء؟ وكيف تقف صامدة أمام قوى البغي والظلم؟
الصراع بين الحق والباطل:
صراع قديم ومُمتد، وهو سنة إلهية؛ قال الله: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]، ولكن هذا الصراع معلوم العاقبة؛ كما قال تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].
ومكر وكيد أعداء الإسلام بالدعاة والدعوة إلى الله - في كل زمان ومكان - أمرٌ مستمر ومتكرر، فعلى الداعية إلى الله أن يلجأ إلى ربه، وأن يثقَ به، ويتوكل عليه، ويعلم أن المكر السيئ لا يَحيق إلا بأهله؛ كما قال عز وجل: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
التوكُّل واليقين:
إن المتأمِّل لحادثة الهجرة والتخطيط لها، يُدرك حُسن توكُّل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه، ويقينه أن الله حافظه وناصر دينه، وهذا التوكل لا ينافي أو يتعارض مع الأخذ بالأسباب؛ فقد شاء الله تعالى أن تكون الهجرة النبوية بأسباب عادية من التخفي والصحبة، والزاد والناقة والدليل، ولكن لا يعني دقة الأخذ بالأسباب حصول النتيجة دائمًا؛ لأن هذا أمرٌ يتعلق بأمر الله ومشيئته، ومن هنا كان التوكل واليقين والاستعانة بالله؛ لتقتدي به أُمته في التوكل على الله، والأخذ بالأسباب وإعداد العُدة.
يقول أبو بكر رضي الله عنه: "نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه، أبصرنا تحت قدميه، فقال: يا أبا بكر: ((ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما))؛ رواه مسلم؛ يقول النووي: "وفيه بيان عظيمِ توكُّل النبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا المقام، وفيه فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه وهي مِن أجَلِّ مناقبه".
معجزات على طريق الهجرة:
في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقعت معجزات حسية، هي من أعلام نبوَّته، ودلائل ملموسة على فضله ومنزلته، وحفظ الله ورعايته له، ومن ذلك ما جرى له صلى الله عليه وسلم مع أُمِّ مَعبد، وما حدث مع سراقة بن مالك، ووعده إياه بأن يَلبَس سواري كسرى، فعلى الدعاة ألا يتنصَّلوا من ذكر هذه المعجزات وغيرها، ما دامت ثابتة بالسنة الصحيحة.
أُمُّ مَعبد:
وانتهت هذه الرحلة والهجرة المباركة بما فيها من مصاعب وأحداثٍ، ليصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض المدينة المنورة.
لقد كانت الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة انطلاقة لبناء دولة الإسلام، وإعزازًا لدين الله تعالى، وفاتحة خير ونصرٍ وبركة على الإسلام والمسلمين، ولذا فإن دروس الهجرة الشريفة مستمرة، لا تنتهي ولا ينقطع أثرُها، وتتوارثها الأجيالُ جيلاً بعد جيلٍ، ومن هذه الدروس:
دور المرأة في الهجرة:
لَمَعت في سماء الهجرة أسماءٌ كثيرة كان لها فضل كبير؛ منها: عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما التي حفظت لنا القصة، ووعتْها وبلَّغتها للأمة، وأختها أسماء ذات النطاقين التي ساهمت في تموين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار بالماء والغذاء، وكيف تحمَّلت الأذى في سبيل الله، كما روى ابن إسحاق وابن كثير في السيرة النبوية أنها قالت: "لَمَّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، أتانا نفرٌ من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجتُ إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلتُ: لا أدري والله أين أبي! قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشًا خبيثًا، فلطَم خدي لطمةً طرَح منها قُرْطي، قالت: ثم انصرفوا".
فهذا درس من أسماء رضي الله عنها تعلِّمه نساءَ المسلمين جيلًا بعد جيل، كيف تُخفي أسرار المسلمين عن الأعداء؟ وكيف تقف صامدة أمام قوى البغي والظلم؟
الصراع بين الحق والباطل:
صراع قديم ومُمتد، وهو سنة إلهية؛ قال الله: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]، ولكن هذا الصراع معلوم العاقبة؛ كما قال تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].
ومكر وكيد أعداء الإسلام بالدعاة والدعوة إلى الله - في كل زمان ومكان - أمرٌ مستمر ومتكرر، فعلى الداعية إلى الله أن يلجأ إلى ربه، وأن يثقَ به، ويتوكل عليه، ويعلم أن المكر السيئ لا يَحيق إلا بأهله؛ كما قال عز وجل: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
التوكُّل واليقين:
إن المتأمِّل لحادثة الهجرة والتخطيط لها، يُدرك حُسن توكُّل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه، ويقينه أن الله حافظه وناصر دينه، وهذا التوكل لا ينافي أو يتعارض مع الأخذ بالأسباب؛ فقد شاء الله تعالى أن تكون الهجرة النبوية بأسباب عادية من التخفي والصحبة، والزاد والناقة والدليل، ولكن لا يعني دقة الأخذ بالأسباب حصول النتيجة دائمًا؛ لأن هذا أمرٌ يتعلق بأمر الله ومشيئته، ومن هنا كان التوكل واليقين والاستعانة بالله؛ لتقتدي به أُمته في التوكل على الله، والأخذ بالأسباب وإعداد العُدة.
يقول أبو بكر رضي الله عنه: "نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه، أبصرنا تحت قدميه، فقال: يا أبا بكر: ((ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما))؛ رواه مسلم؛ يقول النووي: "وفيه بيان عظيمِ توكُّل النبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا المقام، وفيه فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه وهي مِن أجَلِّ مناقبه".
معجزات على طريق الهجرة:
في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقعت معجزات حسية، هي من أعلام نبوَّته، ودلائل ملموسة على فضله ومنزلته، وحفظ الله ورعايته له، ومن ذلك ما جرى له صلى الله عليه وسلم مع أُمِّ مَعبد، وما حدث مع سراقة بن مالك، ووعده إياه بأن يَلبَس سواري كسرى، فعلى الدعاة ألا يتنصَّلوا من ذكر هذه المعجزات وغيرها، ما دامت ثابتة بالسنة الصحيحة.
أُمُّ مَعبد:
عن قيس بن النعمان رضي الله عنه قال: "لَمَّا انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يستخفيان، نزلا بأبي معبد، فقال: والله ما لنا شاة وإن شاءنا لحوامل، فما بقي لنا لبن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - أحسَبُه: ((فما تلك الشاة؟))، فأتى بها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة عليها، ثم حلَب عُسًّا - (قدحًا كبيرًا) - فسقاه، ثم شرِبوا، فقال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ؟! قال: إنهم يقولون، قال: أشهد أن ما جئتَ به حقٌّ، ثم قال: أتَّبعك؟ قال: لا حتى تسمع أنا قد ظهَرنا، فاتَّبعه بعدُ"؛ رواه البزار.
وكانت هذه المعجزة سببًا في إسلام أم معبد هي وزوجها.
سُراقة بن مالك:
يصف أبو بكر رضي الله عنه ما حدث مع سراقة، فيقول: "فارتحلنا بعدما مالت الشمس، واتَّبَعنا سراقة بن مالك، فقلت: أُتينا يا رسول الله، فقال: لا تَحزن إن الله معنا، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فارتطَمت به فرسه إلى بطنها، فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعُوَا لي، فالله لكما أن أَرُدَّ عنكما الطلب، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا، فجعل لا يَلقى أحدًا إلا قال: كفيتُكم ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا ردَّه، قال: ووفَّى لنا"؛ رواه البخاري.
قال أنس: "فكان (سراقة) أول النهار جاهدًا - (مبالغًا في البحث والأذى) - على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخرَ النهار مَسْلَحةً له"؛ أي: حارسًا له بسلاحه.
ومرت الأيام وأسلَم سراقة بعد فتح مكة وحُنين، وفُتِحت بلاد فارس، وجاءت الغنائم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأعطاه عمر سواري كسرى؛ تنفيذًا لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].
قال الماوردي: "فمن معجزاته صلى الله عليه وسلم: عصمتُه من أعدائه، وهم الجمُّ الغفير، والعددُ الكثير، وهم على أتَم حَنَقٍ عليه، وأشدُّ طلبٍ لنفْيه، وهو بينهم مُسترسل قاهر، ولهم مُخالطٌ ومُكاثر، تَرمُقُه أبصارُهم شَزْرًا، وترتد عنه أيديهم ذُعرًا، وقد هاجر عنه أصحابه حذرًا، حتى استكمل مدته فيهم ثلاث عشرة سنة، ثم خرج عنهم سليمًا، لم يُكْلَم في نفسٍ ولا جسد، وما كان ذاك إلا بعصمةٍ إلهيةٍ وعدَه الله تعالى بها، فحقَّقها؛ حيث يقول: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]، فعَصَمَه منهم".
لقد تركت الهجرة النبوية المباركة آثارًا جليلة على المسلمين، ليس فقط في عصر النبوة، ولكنها امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثارها شمِلت الإنسانية عامةً؛ لأن الحضارة الإسلامية التي قامت قدَّمت ولا زالت تقدِّم للبشرية أسمى القواعد الأخلاقية والتشريعية التي تنظِّم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا تُحَدُّ آثارها بحدود الزمان والمكان؛ لأنها سيرة القدوة الطيبة والأسوة الحسنة؛ قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
وكانت هذه المعجزة سببًا في إسلام أم معبد هي وزوجها.
سُراقة بن مالك:
يصف أبو بكر رضي الله عنه ما حدث مع سراقة، فيقول: "فارتحلنا بعدما مالت الشمس، واتَّبَعنا سراقة بن مالك، فقلت: أُتينا يا رسول الله، فقال: لا تَحزن إن الله معنا، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فارتطَمت به فرسه إلى بطنها، فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعُوَا لي، فالله لكما أن أَرُدَّ عنكما الطلب، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا، فجعل لا يَلقى أحدًا إلا قال: كفيتُكم ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا ردَّه، قال: ووفَّى لنا"؛ رواه البخاري.
قال أنس: "فكان (سراقة) أول النهار جاهدًا - (مبالغًا في البحث والأذى) - على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخرَ النهار مَسْلَحةً له"؛ أي: حارسًا له بسلاحه.
ومرت الأيام وأسلَم سراقة بعد فتح مكة وحُنين، وفُتِحت بلاد فارس، وجاءت الغنائم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأعطاه عمر سواري كسرى؛ تنفيذًا لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].
قال الماوردي: "فمن معجزاته صلى الله عليه وسلم: عصمتُه من أعدائه، وهم الجمُّ الغفير، والعددُ الكثير، وهم على أتَم حَنَقٍ عليه، وأشدُّ طلبٍ لنفْيه، وهو بينهم مُسترسل قاهر، ولهم مُخالطٌ ومُكاثر، تَرمُقُه أبصارُهم شَزْرًا، وترتد عنه أيديهم ذُعرًا، وقد هاجر عنه أصحابه حذرًا، حتى استكمل مدته فيهم ثلاث عشرة سنة، ثم خرج عنهم سليمًا، لم يُكْلَم في نفسٍ ولا جسد، وما كان ذاك إلا بعصمةٍ إلهيةٍ وعدَه الله تعالى بها، فحقَّقها؛ حيث يقول: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]، فعَصَمَه منهم".
لقد تركت الهجرة النبوية المباركة آثارًا جليلة على المسلمين، ليس فقط في عصر النبوة، ولكنها امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثارها شمِلت الإنسانية عامةً؛ لأن الحضارة الإسلامية التي قامت قدَّمت ولا زالت تقدِّم للبشرية أسمى القواعد الأخلاقية والتشريعية التي تنظِّم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا تُحَدُّ آثارها بحدود الزمان والمكان؛ لأنها سيرة القدوة الطيبة والأسوة الحسنة؛ قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
شرحبيل بن حسنة وحسنة أمه وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع الكندي أخو عبد الرحمن بن حسنة ولى أبو بكر الصديق شرحبيل بن حسنة الجيش حيث أنفذهم إلى الشام وكان من أمراء الاجناد الاربعة وكنيته أبو عبد الله مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب
📚🌹🖊 منشورات أ. أبو صلاح في أن الاجتماع الإنساني ضروري
ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم: " الإنسان مدني بالطبع " ، أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم وهو معنى العمران. وبيانه أن الله سبحانه خلق الإنسان وركبه على صورة لا يصح حياتها وبقاؤها إلا بالغذاء، وهداه إلى التماسه بفطرته، وبما ركب فيه من القدرة على تحصيله. إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء، غير موفية له بمادة حياته منه. ولو فرضنا منه أقل ما يمكن فرضه وهو قوت يوم من الحنطة مثلاً، فلا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن والعجن والطبخ. وكل واحد من هذه الأعمال الثلاثة يحتاج إلى مواعين وآلات لا تتم إلا بصناعات متعددة من حداد ونجار وفاخوري. هب أنه يأكله حباً من غير علاج، فهو أيضاً يحتاج في تحصيله حباً إلى أعمال أخرى أكثر من هذه، من الزراعة والحصاد والدراس الذي يخرج الحب من غلاف السنبل. ويحتاج كل واحد من هذه إلى آلات متعددة وصنائع كثيرة أكثر من الأولى بكثير. ويستحيل أن توفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد. فلا بد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم، فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الحاجة لأكثر منهم بأضعاف. وكذلك يحتاج كل واحد منهم أيضاً في الدفاع عن نفسه إلى الاستعانة بأبناء جنسه. لأن الله سبحانه لما ركب الطباع في الحيوانات كلها، وقسم القدر بينها جعل حظوظ كثير من الحيوانات العجم من القدرة أكمل من حظ الإنسان، فقدرة الفرس مثلاً أعظم بكثير من قدرة الإنسان وكذا قدرة الحمار والثور، وقدرة الأسد والفيل أضعاف من قدرته. ولما كان العدوان طبيعياً في الحيوان جعل لكل واحد منها عضواً يختص بمدافعته ما يصل إليه من عادية غيره. وجعل للإنسان عوضاً من ذلك كله الفكر واليد. فاليد مهيئة للصنائع بخدمة الفكر، والصنائع تحصل له الألات التي تنوب له عن الجوارح المعدة في سائر الحيوانات للدفاع: مثل الرماح التي تنوب عن القرون الناطحة، والسيوف النائبة عن المخالب الجارحة، والتراس النائبة عن البشرات الجاسية، إلى غير ذلك ... مقدمة ابن خلدون ص 5
ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم: " الإنسان مدني بالطبع " ، أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم وهو معنى العمران. وبيانه أن الله سبحانه خلق الإنسان وركبه على صورة لا يصح حياتها وبقاؤها إلا بالغذاء، وهداه إلى التماسه بفطرته، وبما ركب فيه من القدرة على تحصيله. إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء، غير موفية له بمادة حياته منه. ولو فرضنا منه أقل ما يمكن فرضه وهو قوت يوم من الحنطة مثلاً، فلا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن والعجن والطبخ. وكل واحد من هذه الأعمال الثلاثة يحتاج إلى مواعين وآلات لا تتم إلا بصناعات متعددة من حداد ونجار وفاخوري. هب أنه يأكله حباً من غير علاج، فهو أيضاً يحتاج في تحصيله حباً إلى أعمال أخرى أكثر من هذه، من الزراعة والحصاد والدراس الذي يخرج الحب من غلاف السنبل. ويحتاج كل واحد من هذه إلى آلات متعددة وصنائع كثيرة أكثر من الأولى بكثير. ويستحيل أن توفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد. فلا بد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم، فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الحاجة لأكثر منهم بأضعاف. وكذلك يحتاج كل واحد منهم أيضاً في الدفاع عن نفسه إلى الاستعانة بأبناء جنسه. لأن الله سبحانه لما ركب الطباع في الحيوانات كلها، وقسم القدر بينها جعل حظوظ كثير من الحيوانات العجم من القدرة أكمل من حظ الإنسان، فقدرة الفرس مثلاً أعظم بكثير من قدرة الإنسان وكذا قدرة الحمار والثور، وقدرة الأسد والفيل أضعاف من قدرته. ولما كان العدوان طبيعياً في الحيوان جعل لكل واحد منها عضواً يختص بمدافعته ما يصل إليه من عادية غيره. وجعل للإنسان عوضاً من ذلك كله الفكر واليد. فاليد مهيئة للصنائع بخدمة الفكر، والصنائع تحصل له الألات التي تنوب له عن الجوارح المعدة في سائر الحيوانات للدفاع: مثل الرماح التي تنوب عن القرون الناطحة، والسيوف النائبة عن المخالب الجارحة، والتراس النائبة عن البشرات الجاسية، إلى غير ذلك ... مقدمة ابن خلدون ص 5
Forwarded from درر من أقوال السلف الصالح
📌 مما عمَّت به البلوى
قال الإمام ناصر الدين الألباني رحمه الله :
❞ ومن أقبح الأسماء التي راجت في هذا العصر ويجب المبادرة إلى تغييرها لقبح معانيها هذه الأسماء التي أخذ الآباء يطلقونها على بناتهم مثل:
"وصال" و "سهام" و "نهاد" و "غادة" و "فتنة" و نحو ذلك ❝ .
[ الصحيحة ١/ ٨ ]
قال الإمام ناصر الدين الألباني رحمه الله :
❞ ومن أقبح الأسماء التي راجت في هذا العصر ويجب المبادرة إلى تغييرها لقبح معانيها هذه الأسماء التي أخذ الآباء يطلقونها على بناتهم مثل:
"وصال" و "سهام" و "نهاد" و "غادة" و "فتنة" و نحو ذلك ❝ .
[ الصحيحة ١/ ٨ ]