فوائد في العلم والنصيحة #أبوصلاح_في_العلم_والنصيحة
330 subscribers
26 photos
57 files
856 links
Download Telegram
ومرت الأيام وكانت أنباء المعارك بين قضاعة وكنده تأتي إلى الشحر مشوهة أحيانا" ومبتورة أحيانا" أخرى حتى أحد أيام لحم الذراع أي في المنتصف الثاني من شهر يناير حينما دق طبل الملكة سمعون بالشحر , فهرع الناس إليه وتجمعوا حوله , وكان لا يدق طبل الملكة إلا لنشر أخبار وطنية سارة . فأخبرهم الطبال أن أهالي المدينة مطلوبون بالحضور عصر اليوم إلى ساحة القصر . وفي عصر اليوم أعلنت الملكة سمعون على الحشد الكبير الذي تجمع حول قصرها المنيف نبأ النصر المؤزر الذي أحرزته قضاعة وحلفائها ضد كنده بأقل الخسائر في صفوف قضاعة وحلفائها, وبخسائر فادحة في جانب الأعداء كنده .. وفي صباح اليوم الثاني وهو ليلة طلوع البدر ليلة النصف من الشهر القمري , خرج معظم سكان مدينة الشحر إلى يمعوض تتقدمهم الملكة سمعون ورئيس وأعضاء مجلسها الاستشاري, فنحروا ذبائح النذور , فأكل الناس وشربوا هنيئا" مريا" مستبشرين بالنصر ...
وظلت قضاعة وظلت الشحر في يدي آل عليان لحما ودما إلى أن استولى عليها المهرة . ذلك من أمر قضاعة في الجاهلية .
[ قلت : ولأن الكاتب رحمه الله أديباً في المسرح والرواية اصبغ تعبيره هذا الأسلوب الروائي والوصف والتشويق وادخل تفاصيل كثيرة قمت بحذفها قدر المستطاع في هذا السياق واضعاً اهتمامي بالجانب التاريخي
لهذه الرواية التي يحكيها الكاتب الملاحي عن ملكة الشحر ( سمعون ) وقصة مهاجمة فروع من كندة لمدينة الشحر قادمين من البحرين ، وفي هذه الرواية ما يدل على أن كندة مواطنها الأولى حضرموت قبل خروجها إلى البحرين عكس ما يروجه البعض من الباحثين أنها قدمت من خارج حضرموت ، ويبقى الفحص الجيني الحديث هو الحل في هذا الخلاف الظاهر في أنساب مختلف قبائل حضرموت الناقلة التي استوطنت حضرموت ، والتي تنتمي إلى كندة وحضرموت فلا تكاد تجمع الكلمة على نسب قبيلة معينة وأن الصحيح أن القبيلة تجمع اجتماعي أو سياسي لمصالح معينة ، ليس للنسب فيه دخل وهذا ينطبق على الجميع والله أعلم ]
https://t.me/GNATFAWAYID
📚🌹🖊منشورات الاستاذ أبو صلاح
كتبت على صفحتي اليوم.... { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا }
مسلم يسأل عن الهداية والاستقامة على أمر الله ..
قال أنه يصلي ولا يستشعر أن الصلاة تنهاه عن المنكر والفحش والكذب ....
يسمع النصائح من بعض الدعاة ويقرأ القرآن ولا يستشعر بالخشوع أبداً .. ولا يتبين له الحق ....
ماهو السبب ؟
الرد في هذه الآية الكريمة من سورة النور آية 54 قال الله تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )
كل التفاسير لهذه الآية تجمع على أن المهتدي للسنة هو المهتدي { وإن تطيعوه تهتدوا } : أي وإن تطيعوا الرسول في أمره ونهيه وإرشاده تهتدوا إلى خيركم .
{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } إلى الصراط المستقيم، قولا وعملا فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته، وبدون ذلك، لا يمكن، بل هو محال.
فانظر رعاك الله إلى أي تفسير لكتاب الله تختاره ، فليس هناك هداية وإرشاد واستقامة وحفظ ورعاية وتبصرة لطريق الحق دون اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . فلا يغرنك كثرة الطرق والمذاهب والجماعات والفِرقْ والأحزاب بين المسلمين ، فإن مفتاح الهداية أوضحه الله بلغة صريحة ومعنى مفهوم لا يحتاج إلى تفسير أكثر من هذا{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا }
والله ولي الهداية والتوفيق .
https://t.me/GNATFAWAYID
📚🌹🖊 منشورات الباحث الأستاذ أبو صلاح – حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان (التاريخية )
حول كتاب مخطوط ضائع في أنساب فروع كندة بحضرموت في القرن
للشيخ عوض بن أحمد الجرو الكندي كتاب مخطوط يعدُ في المفقودات لا يوجد في محفوظات المخطوطات المعروفة في مكتبة الأحقاف بتريم ولا بغيرها بحسب ماهو متداول بين الباحثين اسم الكتاب (الفرج بعد الشدة في أنساب فروع كندة) هو ضمن كتب التاريخ والتراث الحضرمية المفقودة أو التي غيّبت لسبب من الأسباب ولم تظهر في تاريخ حضرموت وقد تناول هذا الموضوع عدداً من الكتاب والباحثين قديماً وحديثاً ، وقد أشار إلى هذا الكتاب ومؤلفه القاضي عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف في إدام القوت ص 157 قال : (ومن خط الشيخ أحمد بن محمد مؤذن باجمّال عن كتاب ((الفرج بعد الشدة في أنساب فروع كندة)) لعوض بن أحمد الجرو ...) قلت : والشيخ العالم الفقيه والمؤرخ : مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن مُؤذن باجمال الأصبحي نسبة لذي أصبح مسكنه فيها عاش في الفترة من ( 905هـ ــ 1007 هـ ) والشيخ المؤرخ الأديب عوض بن أحمد الجرو متقدم عنه ولا توجد لهما ترجمة وقفت عليها وكما أشار إلى ذلك الأخ عوض حمدين في ورقته البحثية المقدمة لمؤتمر المؤرخين الحضارمة قبل سنوات الذي نظمه مركز حضرموت للدراسات التاريخية والنشر والتوثيق في موضوعه : (( كتاب المجموع لمهمات المسائل من الفروع...) للعلامة طه بن عمر بن طه بن عمر الصافي السقاف العلوي المولود1010 والمتوفى عام 1063 هـ.) الذي كان تلميذاً للشيخ أحمد مؤذن باجمال السالف الذكر .
وفي كتاب : ( جني الشماريخ جواب أسئلة التاريخ ) للعلامة المؤرخ علوي بن طاهر الحداد المتوفي سنة 1382 هـ الذي عاصر تأسيس جماعة الرابطة العلوية في بتافيا بإندونيسيا ، وكان قاضياً ومفتياً في ولاية جوهور
واطلع بمهام كبيرة وكان المُنظّر( وزعيم الرابطة وعقلها المفكر) كما وصفه بامؤمن في الفكر والمجتمع ص335 0 فقد عرف عنه شدة وطأته على الإرشاديين ونافح ودافع عن عقيدة العلويين . وقد نشرت له مجلة الرابطة العلوية وجريدة حضرموت الصادرتان في جاوة قبل أكثر من مئة سنة هذه الأجوبة التي ضمها كتاب له عرف ( جني الشماريخ جواب أسئلة في التاريخ ) واخترت من هذه الأسئلة السؤال الحادي عشر الذي جاء فيه ذكر كتاب الشيخ عوض بن أحمد الجرو ( الفرج بعد الشدة في انساب فروع كندة )
السؤال الحادي عشر
نقل الأستاذ محمد بن هاشم في بعض تعليقاته عن الشيخ عوض بن أحمد الجرو الكندي من سكان غرفة الشيخ باعباد ، أمه بنت الفقيه الإمام محمد عمر بحرق الشهير: أن ذي أصبح وسيئون مدينتان بالسرير (السليل ) لبني معاوية الأكرمين ، والمشهور أن سيئون إنما أسست حوالي القرن السادس الهجري وأن الشيخ باعباد المدفون بجوار قبة الشيخ عمر بامخرمة هو أول من دفن بسيئون ، وهذا سمعه من علماء سيئون فما قيمة هذه الرواية التي حكاها الشيخ الجرو ؟
الجواب :
(لعل أكثر مايلفت النظر في هذا السؤال هو تعليق الأستاذ محمد بن هاشم ، وهو من بيت عندهم ضنائن ونفائس ، فلعل كتاب الشيخ الجرو عندهم كاملاً ، فأنا لم نظفر إلا بقطع منه في محفوظات شيخنا الإمام بقية السلف أحمد بن حسن العطاس ، ويقال أن تلك الرسالة في كراريس ، وكنت أطلقت لمجلة الرابطة العلوية أو لجريدة حضرموت نقل شي عنها وعن غيرها ، وبذلك تعلق بعض من كتب تلك الروايات السينمائية في تاريخ حضرموت .
وقد أخبرني بعضهم أنه حضر عند شيخنا وتلك الرسالة تقرأ عليه في شبام على ماهو الأغلب عندي ، وعاد صاحبها فأخذها وبقيت مكتوبة لأن فيها أنساب أناس من المشائخ إلى حمير ..)
https://t.me/GNATFAWAYID
📚🌹🖊 منشورات الأستاذ أبو صلاح في النصيحة الصباحية ✒️ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : يغفل ويتكاسل الكثير منا خاصة من كان ينعم بصحة طيبة في بدنه ، ويغفل عن أداء السنن النافلة التي من مكانتها وفضائلها أنها تقربه إلى الله ، وتُجبر الكسر والنقص في صلاة الفريضة التي يؤديها وتشفع له نوافله الكثيرة جداً عند أن يكون محتاجاً لحسنة ترجح كفة ميزانه يوم الحساب ، وكلما حافظت على الواجبات والسنن زاد رصيد إيمانك ، وخُذل شيطانك الذي يوسوس لك ويدفعك للتكاسل ويغريك بترك هذه النوافل تحت ذريعة أنها سنة ليست بواجب ، فاحرص بارك الله فيك على هذا الخير الذي قد لاتدركه وأنت مريض أو مشغول . 📌في صلاة التطوع
1) الأربع قبل الظهر والأربع بعده والأربع قبل العصر :
من حديث أم حبيبة قالت : سمعت رسول  يقول : من صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها حرمه الله على النار " [ رواه احمد في 6/426 , والحديث صحيح , انظر صحيح الترغيب للألباني رقم 583 ]
2) وعن ابن عمر أن النبي  رحم الله امرؤ صلى قبل العصر أربعاً [ يقول الشيخ الألباني في المشكاة رقم 1170 قلت وسنده حسن وهو عند ابن خزيمة رقم 1193 ]
3- وثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عبدالله ابن عمر قال : " حفظت عن رسول الله  ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الغداة " [ رواه البخاري 3/58 رقم 1180 , 3/50 رقم 1172 , 3/48 رقم 1165 , 2/425 رقم 937 , ومسلم 3/504 رقم 729 ]
4- وعن أبي هريرة قال : أوصاني خليلي  بثلاث : بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وان أوتر قبل أن ارقد " [ البخاري مع الفتح 3/56 رقم 1178 , ومسلم 1/499 رقم 721 ]
- فائدة : صلاة الضحى الأحاديث فيها متواترة واقلها ركعتان وأكثرها اثنا عشرة .
5-) صلاة الليل : عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : قال : سال رجل النبي  - وهو على المنبر – ما ترى في صلاة الليل ؟ قال " مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى " [ الحديث متفق عليه ]
و) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول  يصلي من الليل 13 ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شي إلا في أخرها " [ البخاري مع الفتح 3/20 رقم 1139 , ومسلم 1/509 رقم 124 ] [ قلت : وصلاة الليل الأحاديث فيها متوترة وأكثرها 13 ركعة ] .
6 -- الوتر :
اخرج أبي داؤود ( 2/132 رقم 1422 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ) عن ابي أيوب الأنصاري قال : قال رسول  " الوتر حق على كل مسلم فمن احب أن يوتر بخمس فليفعل ومن احب أن يوتر بثلاث فليفعل , ومن احب أن يوتر بواحدة فليفعل " [ أخرجه البخاري مع الفتح 3/33 رقم 1147 , ومسلم 1/509 رقم 738 ]
وعن أبى سلمة بن عبد الرحمن انه سأل عائشة : كيف كانت صلاة رسول  في رمضان قالت : ما كان رسول  يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة , يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن , ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن , ثم يصلي ثلاثاً " [ الحديث أخرجه مسلم 1/512 رقم 746 , وأبو داود 2/87 رقم 1342 ] .
وعن عائشة أيضاً... ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة . فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ، ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله فيحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة ، بابني فلما سنّ نبي الله  وأخذه اللحم أوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول ... فتلك تسع ... " الحديث .
6-- تحية المسجد :
عن جابر بن عبد الله قال : ... ودخلت عليه المسجد فقال لي : " صلّ ركعتين " [ أخرجه البخاري مع الفتح 11/183 رقم 6382 وأبو داود 2/187 رقم 1538 والنسائي 6/80 رقم 3253 والترمذي 2/345 رقم 480 ] .
7-- صلاة الاستخارة :
وفيها أحاديث كثيرة بأنها ركعتين . عن جابر  قال " ... إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة .. " [ الحديث البخاري مع الفتح 11/183 رقم 6382 , وابو داؤود 2/187 رقم 1538وغيره ]
أعده وكتبه العبد الفقير لله الأستاذ أبو صلاح - حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان غفر الله له ولوالديه ولمن قراءه وشاركه للمسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . https://t.me/GNATFAWAYID
📚🌹🖋منشورات الباحث الأستاذ أبو صلاح (التاريخية ) حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان
👈أعلام من آل باشراحيل في حضرموت
💥نقل بن عبيد الله السقاف في إدام القوت ص 9 من كتاب للشيخ المؤرخ الفقيه الحضرمي الشبامي ( أبو بكر بن عبد الله باشراحيل رحمه الله المتوفي سنة 888 هـ ، من كتاب له بعنوان ( مفتاح السنَّة ) قال بن عبيد الله السقاف : وقال الشيخ أبوبكر بن عبدالله باشراحيل الحضرمي الشبامي في كتابه " مفتاح السنّة " (حضرموت بلاد مشهورة متسعة من بلاد اليمن تجمع أوديه كثيرةً , وقد اختص بهذا الاسم ابن راشد , وساحلها " العين " و " بروم " إلى الشحر ونواحيها , والأحقاف بلاد عاد .)
وذكر عبد الله محمد الحبشي محقق كتاب "البهاء في تاريخ حضرموت" المنسوب لابن حسان المتوفي سنة 818 هـ قال في مقدمته للكتاب وهو يستعرض كتب المؤرخين الحضارم من الرعيل الأول والثاني ص 10 :(وثانيها : تاريخ حضرموت ، لأبي بكر بن عبد الرحمن باشراحيل المتوفي سنة 888هـ وهو غير كتاب "مفتاح السنة " الذي أشار إليه الطيب أبي عبد الله بامخرمة المتوفي سنة 947 هـ في كتابه النسبة إلى المواضع والبلدان والذي ينقل منه كل من أراد أن يحدد مساحة حضرموت وهو من الكتب المفقودة ...)
وذكر الباحث أ. محمد علوي عبد الرحمن باهارون في بحثه المقدم لمؤتمر التاريخ والمؤرخون الحضارمة (علماء حضرموت من القرن السادس حتى القرن التاسع الهجري ) ذكر اسماء مجموعة من العلماء الحضارم المؤرخون منهم : المؤرخ باشراحيل الشبامي ص 448 فقال : ( وهو من علماء القرن الثامن الهجري [ قلت : وإن كان يقصد به أبي بكر عبد الرحمن باشراحيل فهو من علماء القرن التاسع الهجري ، والظاهر أن الباحث يقصد به شخصاً آخر قال أنه لم يقف على اسمه ] فقال: لم نقف على اسمه قال من تاريخه المذكور المؤرخ عبد الله حسن بلفقيه في تحقيقاته التاريخية : اتفق لنا الاطلاع على أوراق قديمة متناثرة منها تاريخ لأحد علماء آل باشراحيل الشباميين ممن كان يعيش في سنة 772 هـ أي ممن يعد في طبقة الرعيل الثاني من مؤرخي حضرموت ، وتوجد هذه الأوراق لدى السيد المؤرخ البحاثة صالح بن علي الحامد بسيئون ، ولما أن كان ماتحويه هذه الأوراق ممايرجع إلى أوائل القرن الرابع ، فقد اطلنا النظر فيها لمحاولة العثور على اكتشاف وجود علماء بحضرموت أو أحد من مشاهير الصلاح في القرن الرابع أو الخامس ، أي ممن لعله يكون هذا المؤرخ قد اهتدى لاستكشافه ....) [ قلت : وواضح أن كتاب تاريخ باشراحيل الحضرمي الشبامي لعله استفادة السيد صالح بن علي الحامد منه متحققة فقد الفّ كتابه " تاريخ حضرموت " في جزئين وهو مطبوع ومتداول ؛ ويتضح هذا من خلال هذه المؤشرات التي ذكرها الباحث باهارون في بحثه عن عبد الله حسن بلفقيه ]
👈 ونقل الباحث السالف الذكر عن مرجع ( لمحة من زاوية التاريخ الحضرمي ص 258 ، ولم يذكر الباحث اسم مؤلف هذه اللمحة) قال: ( ويقول عنه في شرحه لأبيات الشيخ اليافعي وتحقيق قدومه إلى حضرموت رأيت نقلاً عن تاريخ باشراحيل ( ولعله هو قاضي شبام محمد بن عبد الرحمن باشراحيل المتوفي سنة 823 هـ) قال : في حوادث سنة 794 هـ : (وفيها قدم الشيخ أبو النجيب عبد الرحمن بن عبد الله ابن أسعد اليافعي حضرموت وسار منها في رجب )
والمؤكد لي من نقولات القاضي عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف المتعددة من( تاريخ باشراحيل ) أنه مطلع عليه أو أن لديه نسخة أو أوراق من تلك التي مع السيد صالح بن علي الحامد حيث قال ص 21 من إدام القوت وقد أكثر النقل عن تاريخ باشراحيل في كتابه "إدام القوت " وأمثلة على ذلك مايلي قال : (انتهى من " تاريخ باشراحيل " . وما أدري من هو الشيخ علي بن عمر ؟ أمن : آل باشراحيل ؟ أم الشاذلي صاحب المخا المتوفي بها سنة 828 والأقرب أنه : علي بن محمد بن عمر صاحب الحوطة الآتي ذكره فيها عما قليل وأن سقوط اسم أبيه في العبارة السابقة سهو من الناسخ .)
وذكر بن عبيد الله السقاف أيضا ص 35 : (وفي أخبار سنة 916 من " تاريخ باشراحيل " أن ابن سدة أغار على ميفع , ونهب عبيداً وبهائم , ثم لقاه ابن دّغار إلى نحو " عين بامعبد " فانهزم ابن دّغار انهزاماً فاحشاً, فأسر, وقتل من قومه نحو خمسة عشر وأسر الباقون .)
ومن ذلك أيضا ص 307 : (من تاريخ باشراحيل انه وقع وباء شديد في سنة 784 مات منه خلق كثير بشبام كان منهم الشيخ محمد بن عبد الله باجمال والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله عباد والفقيه عمر بن عبد الله بامهره والفقيه احمد بن ابي بكر حفص والفقيه ابن مزروع ودام ذلك لوباء نحوا من اربعة اشهر ثم زال . اهـ.)

💡ومما تجدر الإشارة إليه أنّ "آل باشراحيل الحضارمة " ينسبهم ابن جندان سالم بن أحمد بن الحسين بن صالح العلوي " لحوارث كندة ".
بينما نسبهم بن عبيد الله السقاف من مصادرأخرى استقاها أنهم " من حمير حضرموت " أي قبيلة حضرموت والظاهر لي أن هذا هو الصحيح ؛ إذ وجودهم في القرن السادس أوالسابع الهجري في مدينة شبام التي أغلب أهلها في ذلك
الزمان هم من "قبيلة حضرموت " حيث ذكر ابن جندان باعلوي أيضا : وبيت باشراحيل بيت العلم والصلاح والعبادة وكانوا على مشيخة شبام في القرن السابع الهجري وبيوتاتهم كثيرة منهم آل باريق ، وآل باعلي ، وآل باحازم ، وآل عبد الله ، وآل بوعوض ، واشتهر من هذه العائلة الفقيه الإمام الكبير الشيخ عبد الله بن محمد بن علي ... بن عوض بن عبيد باشراحيل المتوفي سنة 841 هـ ، تفقه على يد الفقيه محمد بن أبي بكر باعباد ، وقرأ عليه " الحاوي " و " التنبيه " و " المهذب" و " التكملة " و " الأم " وقرأ على القاضي محمد بن مسعود باشكيل ، وقرأ على الإمام الفقيه أبي بكر بن عيسى بايزيد بوادي عمد ، ورجع إلى شبام فأقام بها إلى أن مات .
👈[قلت : وهذه الكتب كلها لإئمة المذهب الشافعي من أهل السنة التي تفقه وتعلم منها ]
وفي ص231 من" مختصر الدر والياقوت " ذكر ابن جندان نسبهم إلى شراحيل بن علي بن عوض بن عبيد بن شراحيل بن عمر بن غريب بن سعد بن شراحيل بن عامر بن قيس بن كعب بن أسلم بن غريب بن الحصان بن الديان بن شراحيل بن كعب بن عمرو بن مرة بن الحارث بن معاوية بن كعب بن سعد بن زيد بن شراحيل بن زيد بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة .
ثم أن آل باريق من سكان شبام والقطن وسيئون هم من آل باشراحيل .
غير أن بن عبيد الله السقاف وآخرون كما تقدم يرون أن آل باشراحيل من ( عباهلة حضرموت القبيلة التي ينسبها بعض المؤرخون إلى حمير فقال : ص 106 في إدام القوت وهو يتحدث عن الشحر قال : (...وقد وردتها عدة مرات , أنزل أخرياتها ضيفاً على وافر المروءة الحر الشهم , المشارك في العلم الشيخ صالح بن بكار باشراحيل , وآل باشراحيل , منتشرون في حضرموت ومرجعهم في النسب , كما سيأتي في وادي بن علي ـ إلى عباهلة حمير )
👈 [ قلت : والعباهلة من عبهل وهم مقادمة قومهم أو الأقيال جمع قيل ، يذكر هذا اللقب في قبيلة حضرموت كما في جاء في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى وائل بن حجر الحضرمي وقومه ، ثم أن " اسم شراحيل " كان مشهوراً في قبيلة حضرموت منهم الصحابي " شراحيل بن زرعة الحضرمي " الذي قدم من حضرموت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد قبيلة حضرموت واسلموا كما ذكر ذلك ابن عبد البر الاستيعاب 2 / 253 وابن حجر في الاصابة ت 3879 ، وابن الأثير في أسد الغابة ت 2402 . انظر كتابي الإفادة في معرفة الصحابة من كندة وحضرموت الطبعة الأولى والثانية ]
واشتهر المتقدمون من آل باشراحيل بالعلم والصلاح والفقه في الدين خلافاً للمتأخرين منهم إذ لم يظهر منهم علماء وفقهاء وأعلام أسوة بالمتقدمين رحمهم الله إلا ماندر من متصوفة أتباع لغيرهم والبعض منشغلون بالدنيا وسفاسفها.
غير أن الشيخ السلفي الذي ظهر منهم هو الداعية إلى الله : ( مطيع محمد جمعان باشراحيل ) حفظه الله وهو من كبار طلاب الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله المستفيدين . وهو إمام وخطيب مسجد الرحمة حاليا بمنطقة الخيام من أحياء مدينة الغرفة ، غرب مدينة سيئون وإمام مسجد الخير بخلع راشد سابقا -الحوطة- وقد حفظ القرآن الكريم ، و تعلم العلموم الشرعية من حديث وفقه وغيره في معهد الحديث بدماج بصعدة منذ صغره في حياة الشيخ مقبل الوادعي .
وهناك بعض اسماء المتصوفة نذكر منهم كالشيخ حارث بن محمد باشراحيل ، والشيخ عبد القادر باشراحيل وأحمد بن عبدالله بن عمر باشراحيل من مشائخ أحمد بن زين الحبشي كما ذكر بن عبيد الله السقاف في إدام القوت والله أعلم .

المجموعة الثانية
https://chat.whatsapp.com/Iv277voTFB46KtD8vQFGet
📚🌷🖊منشورات الباحث الأستاذ أبو صلاح التاريخية
📌بعض أقوال المؤرخين والباحثين عن حالة الأمن في حضرموت
في المئتين سنة الماضية حتى بداية القرن الخامس عشر الهجري الحالي
1- الفتن والفوضى:
وكان أديم القرنين الثاني عشر والثالث عشر بحضرموت كله مصبوغاً بالنجيع القاني من جراء الفتن الداخلية التي لم تزل نيرانها تلهب بين القبائل المتسلحة طورا وبينها وبين الدويلات طورا وبين هذه مع بعضها أخرى. [ محمد بن هاشم تاريخ الدولة الكثيرية ص 142 ]
2- كانت الفوضى العشائرية ضاربة أطنابها في مناطق القبائل البدوية كما كانت موجودة في المدن الرئيسية والمناطق المحيطة بها ... مما يسهم في زيادة حالة الفوضى ، وفي ظل الصراع القبلي الذي كان محتدماً والذي كان قائماً على القاعدة التناحرية من عز بز . والذي يعني أن قوة القبيلة يكمن بما تقيمه من تحالفات قبلية وبقوتها العددية وامكانياتها التي تسخرها في فرض نفوذها وسيادتها على القبائل الأخرى والاستحواذ على الأراضي ، والحروب القبلية وعدم الاستقرار المجتمع الحضرمي من السمات البارزة في حياة المجتمع ....[ د. محمد عبد الكريم عكاشة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة عدن " قيام السلطنة القعيطية والتغلغل الاستعماري في حضرموت ص 18 ]
3- من بين فئات المجتمع الحضرمي جماعة من حملة السلاح ممن كانوا يتبعون هذه القبيلة أو تلك ، وقد اسهموا في اضطراب الأمن والتصادم المستمر بين القبائل وعملوا على ترويع العزل من السلاح والآمنين من السكان ، فكانوا يقتلون في سبيل الاستحواذ على جهد المزارعين على أساس أن دماء الأفراد العاديين في نظرهم فرث لا يطلب فيها القصاص .
[ المرجع السابق ص 23 ]
4- ( كان التناحر والصراع على السلطة بين الأسر الحاكمة وبين رؤساء القبائل المنافسين لها سمة واضحة من سمات المجتمع الحضرمي في هذه الفترة ، ولم يكن هذا الصراع والتناحر لمصلحة المواطنين لكنه كان تناحرا وصراعا يدور حول المصالح الضيقة لهذه الأسر الحاكمة أو تلك ...)[ Areperlon the social Ecenomic andpoliticalofHadhremout:ibid.p.80 ]
4- (...وعدد الصيعر لا يزيد عن الفي رام وقد عاهدهم الضابط السياسي انجرامس منذ احدى عشر عاما معاهدة اعترف لهم فيها بالاستقلال وانهم ليسوا تبعا لاحد من سلاطين حضرموت وعلى ان لا رسوم عليهم في بلادهم وعلى ان العبر من حدودهم كذا اخبرني من اطلع على المعاهدة والجاهلية عندهم جهلاء وشانهم شان العرب في السلب والنهب وكثيرا وما يتناهبون هم والعوامر و آل كثير النعم بأنواعها ولكن اولاء لا يقدرون على الانتصاف منهم الا اذا انضموا الى المهرة والمناهيل وتجمعوا من كل صوب واما هم اعني الصيعر والمناهيل والمهرة ويام ودهم والكرب فلا يتناهبون الا الابل لبعد الشقه وفي الشتاء من هذه السنه غزت آل حاتم الى بعض البوادي الداخلة في الحدود السعودية فغنموا ابلا كثيرا فاحتجت عليهم حكومة عدن فقيل انهم ارجعوها كلها او بعضها وفي جمادي الاخرة من هذا العام غزت طائفة من قبيلة يقال لها القحطانيون مكانا في شرق العبر وشماله يقال له شمال فيه اخبية لكثير من الصيعر والكب ونهد فالتحم القتال نحوا من ثلاث ساعات وانجدهم عسكر البادية المحافظ على الامن بطرق حضرموت من جهة الحكومة الانقليزية ولكنه قليل فلم ينجه مع الفافه سوى الهرب بعد ان قتل منهم ثمانية عشر سبعة من الكرب وسبعة من الصيعر واثنان من العسكر ونهبوا ابلهم وسائر ما معهم وهم يزعمون انهم قتلوا ثلاثة من القحطانيين وعلى هذه فقس....) [عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف إدام القوت ص 231 ]
5-(ذلك بما علمناه من التجربة والخبرة وما ذكره ابن خلدون في مقدمته أن البوادي لا تقدر على مقاومة الدول الثابتة ذات الموارد والعساكر. وأن البدوي لا يقدر على الثبات في الحصون ولا المطاولة في الحرب وقصارى همه الرجوع إلى باديته وصرومه ومراعي ابله وغنمه وما يسببه استيلاء وهم من انتشار الفوضى لأنهم غالبا لا يحسنون إقامة النظام ولا اعادة إلا من ولا تدبير الدولة وقدر ابنا تلك الأيام ضعفاء القبائل الذين لا يقدرون على الدفاع عن أنفسهم يهاجمون أهالي القرى في بيوتهم ويتهدد ونهم لينتزعوا منهم شيئا من المال ولا ينهاهم أحد وكان كل من حمل بندقا فهو حاكم بأمره وليس هناك مصدر حل ولا عقد ولا من يسمع أمرا ولا نهيا ولا يجد المظلوم له مشتكي وبالجملة فشر الحكومات حكومة البوادي الفوضوية.) [ علوي بن طاهر الحداد " الشامل في تاريخ حضرموت ص 413 ]
6- (مرت حضرموت بفترة من الفوضى والتمزق حتى وصل الحال بها أن حكمت كل مدينة بحكومتين فأكثر , فصارت كل قبيلة تمارس نفوذ الحكومة من فرض إتاوات على الرعايا والمارين بالقبيلة فسئم كثير من أبناء حضرموت من المقام فيها وهاجروا إلى الهند وجنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا ) [ سقاف الكاف " حضرموت عبر أربعة عشر قرناً " ص 36 ]
7- ( كان حملة السلاح يشنون الغارات على القبائل المسالمة ويعتبرون تلك الغارات مواسم ذات مكاسب اقتصادية ، وبلغ نفوذ وسطوة
حملة السلاطين حدا إلى درجة أنهم يبيعون الأمن للسلاطين والحكام لشهر أو ستة اشهر أو سنة وحسب تسعيرة معينة تهبط وتعلو وفقا لحالة الفوضى واضطراب الأمن ) [ محمد عبد القادر بامطرف " المعلم عبد الحق ص23 ]
8- ( كما يدل على اضطراب الأمن في تلك الفترة انتشار ظاهرة الشايم وهو المقدار الذي يأخذه القبيلي من ملاك النخيل غصبا وكرها ، وغالبا ما يكون عشر الحاصل أو نصف عشره ...) [ د. روبرت سرجنت مختارات عن الأدب العامي الحضرمي ص 16 ]
من أعظم مقاصد الإسلام تحقيقُ المحبة بين المسلمين
،قال - تعالى - : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .. الحجرات 10 ،
ونبينا - صلى الله عليه وسلم - يقول : "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم ،كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم .
فمن أصول تحقيق هذا المقصد الأسمى الحث الأكيد والحض الشديد على سلامة الصدور من الأحقاد والضغائن ،وتطهيرها من الغل والتشاحن .. يقول ربنا - جل وعلا - واصفاً عبادَه المؤمنين : وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ الحشر10، فالنجاة في الآخرة والفوز بالجنة لا يكون إلا بقلب سليم من الغش والحقد ومن الحسد ،خالٍ من الغل والضغينة .. يقول - سبحانه - : يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ الشعراء 88 – 89 ،سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أي الناس أفضل ؟قال : "كل مخموم القلب صدوق اللسان" قالوا : صدوق اللسان نعرفه ،فما مخموم القلب ؟قال :"هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ،ولا غل ولا حسد" رواه ابن ماجه بسند جيد .

يارب تجعلنا ان نكون من مخمومين القلوب لكى نعيش في سلام وامان
💥الخارجي الذي صفع الإمام عثمان رضي الله عنه على خده :

عن محمد بن سيرين قال:

كنت أطوف بالكعبة، وإذا رجل يقول: اللهمّ اغفر لي، وما أظنّ أن تغفر لي.
فقلت: يا عبد الله، ما سمعت أحداً يقول ما تقول.
قال: كنت أعطيت لله عهداً إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته، فلمّا قُتِل ، وُضِع على سريره في البيت والناس يجيئون يصلون عليه ، فدخلت كأنّي أُصلّي عليه ، فوجدت خلوة، فرفعت الثوب عن وجهه ، ولحيته، ولطمته، وقد يبست يميني.
قال ابن سيرين: فرأيتها يابسة كأنها عود.

📚【تاريخ دمشق لابن عساكر【٤٤٧/٣٩】
🍂🍂🍂🍂🍂
*🍁حكم صلاة بعض المدرسين في المدرسة مع وجود مسجد قريب منهم*

🎙لفضيلة الشيخ العلَّامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
🍂
*السؤال :*

*هذه رسالة وردتنا من عبد الله الفاروق بنجلاديشي، في الحقيقة هو مخطئ في عنوان البرنامج، نقول: يا عبد الله الفاروق، عنوان البرنامج هو إذاعة المملكة العربية السعودية، الرياض، نور على الدرب. يقول: ما حكم من لا يصلي في المسجد وهو بجوار المدرسة، وهذا ما يفعله كثير من الأساتذة الذين لدينا؟ وشكراً لكم.*
🍃
*الجواب:*

*الشيخ: هذه المسألة التي سأل عنها الأخ بنجلاديشي؛ أن بعض الأساتذة يتركون الصلاة في المسجد وهم إلى جانبه، نقول: إن هذا خطأ؛ وذلك لأن صلاة الجماعة دل على وجوبها الكتاب والسنة؛ ففي القرآن يقول الله تعالى: ﴿وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم﴾. وهذا دليل على وجوب الصلاة مع الجماعة في حال الخوف، ففي حال الأمن من باب أولى، وفي كونه سبحانه وتعالى يجعلهم طائفتين دليل على أنها فرض عين؛ لأنها لو كانت فرض كفاية لكان الواجب قد سقط بصلاة الطائفة الأولى، وهذا هو الصحيح، ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما ثبت عنه: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار». والنبي عليه الصلاة والسلام همَّ ولم يفعل، ولكننا نعلم أنه لا يهم بمثل هذه العقوبة العظيمة إلا لترك أمر واجب؛ إذ لا يمكن أن يهم بمثل هذه العقوبة لترك أمر مستحب يُخيَّر الإنسان بين فعله وعدمه. وعلى هذا فنقول: يجب على هؤلاء الإخوة أن يقيموا الصلاة جماعة. ثم هل تجب الجماعة في المساجد أم يجوز أن تقام الجماعة في مكان العمل كالمدارس وشبهها أو في بيوت؟ هذا على قولين لأهل العلم أيضاً، والصواب أنه يجب أن يصلوها جماعة في المساجد؛ وذلك لأن المساجد إنما بنيت ليجتمع المسلمون فيها، وقد استأذن رجل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته فأذن له، فلما ولى قال: «أتسمع النداء؟» قال: نعم. قال: «فأجب». فأمره بالإجابة مع كونه أعمى وليس له قائد، وهو جدير بأن يُرأف بحاله، ولو كان هناك حالة رأفة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وقال له استدعِ من يصلي معك في بيتك، وبذلك تحصل الجماعة. فلما ألزمه بأن يجيب ويحضر إلى جماعة المسلمين في المساجد دل على وجوب صلاة الجماعة في المسجد، وأنه لا يجوز التخلف عنها حتى ولو أقامها الإنسان جماعة. وعلى هذا فنقول لهؤلاء الإخوة الذين سأل عنهم الرجل: يجب عليهم أن يصلوا في المسجد ولا يتخلفوا عنه، اللهم إلا إذا كان ثمة عذر بحيث يَنْشَلُّ العمل بخروجهم إلى المسجد، أو يُخشى أنهم إذا خرجوا لم يرجعوا، فهذا قد يقال أنهم في هذه الحال يعذرون عن الذهاب إلى المسجد، ويسوغ لهم أن يصلوا جماعة في المدرسة.*
🍂
السؤال:*

في قولكم يا شيخ أن الرسول صلى الله عليه وسلم هم ولم يفعل، الرسول صلى الله عليه وسلم إنما منعه الأطفال والنساء الذين في البيوت.
🍃
*الجواب:

*الشيخ: هذه الزيادة التي زادها الإمام أحمد ضَعَّفها كثير من أهل العلم، ولذلك لم نعتمد عليها، وإنما اعتمدنا على أن مجرد همه بهذه العقوبة دليل على أنه واجب وأنه شيء عظيم، فإن صحت هذه الزيادة فهي تبين السبب في منع الرسول عليه الصلاة والسلام من أنه لم يحرق.*
🍂
*السؤال: وبالنسبة للمدارس، لو خرج الطلاب والمدرسون إلى المسجد أيضاً هذا يمكن أن يشكل عبئاً على المسجد إذا كان صغيراً، أو يثبت فوضى أيضاً في المسجد؛ لأن الطلاب معروف عنهم.*
🍃
*الشيخ: نحن قلنا: إذا كان ثمة عذر. ولعل هذا أيضاً من الأعذار إذا كان المسجد صغيراً لا يحتملهم، أو كان يُخشى من أذاهم -أي: أذى الطلبة- فنعم، فهذا يكون عذراً مسوغاً.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [27]
📚مصدر الفتوى صوتيّاً وكتابيّاً من الموقع الرسمي للشيخ:
https://binothaimeen.net/content/6926
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*🌷غرر الدُّرر🌷*

انضم للقناة من هنا:
t.me/ghoraraldorar
للفيسبوك من هنا:
https://www.facebook.com/100733675105433/
📚🌹🖋منشورات الباحث الأستاذ أبو صلاح " التاريخية " نقلت لكم من كتاب :
(إتحاف الرتوت
باختصار وفهرست بضائع التابوت
في نتف من تاريخ حضرموت من ص 99- 104
اختصار وتعليق: أبي عبد الرحمن المذحجي
قال عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف في بضائع التابوت :
قبائل ومشائخ حضرموت
[شَرْحُ بَيتِ نَهْدٍ (37)]:
37 - (وَ إِلَى يَومِنَا وَأَحْوَالُ نَهْـدٍ فِي اضْطِرَابٍ مَا بَينَ بُرْءٍ وَنَكْسِ)( وَشَرَحَهُ فِي المَخْطُوطَةِ مِنْ صَفْحَةِ (339 - 343)) [قَبَائِلُ مَشَايِخِ حَضْرَمَوت]: قَالَ المَلِكُ الأَشْرَفُ عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَسُولٍ فِي كِتَابِهِ (طُرْفَةُ الأَصْحَابِ فِي مَعْرِفَةِ الأَنْسَاب) أَوْ (تُحْفَةِ الأَحْبَابِ فِي عِلْمِ الأَنْسَاب) كَمَا فِي (شَرْحِ خُطْبَةِ القَامُوس): " مَشَايِخُ حَضْرَمَوتَ يَرْجِعُونَ إِلى بَطْنَينِ هُمَا: نَهْدٌ، وَمِذْحِج؛ أَمَّا نَهْدٌ: فَهُم قَبِيْلَتَانِ: بَنُو حَرَامٍ, وَبنُو خَيْثَمَة، ثُمَّ يَفْتَرِقُ بَنُو حَرَامٍ شُعُوبًا مِنْهُم: (بَنُو ظَّنَّةَ) وَرَئِيْسُهُم يَمَانِي بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ يَمَانِي بْنِ لُبَيْد (بِضَمِّ الَّلامِ) وَهُوَ صَاحِبُ تَرِيْم, وَبِيَدِهِ حُصُونٌ كَثِيْرَة، وَقَدْ رَهَنَ لِلسُّلْطَانِ حِصْنًا مِنْ حُصُونِه، وَبَنُو عَمِّهِ عِيْسَى بْنِ مَسْعُودِ بْنِ لُبَيْد، وَيَمَانِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اليَمَانِي بْنِ لُبَيْد. وَإِلى بَنِي ظَنَّةَ يَرْجِعُ: (آلُ كَثِير) وَالشَّيْخُ فِيهِم: حَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيْر, وَالمُطَاعُ فِيهِم: ابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَثِيْر, وَكُنْيَتُهُ (أَبُو جُلَيْحَة). وَإِلى (بَنِي ظَنَّةَ) يَرْجِعُ أَيْضًا: (السِّمَاح) وَشَيْخُهُم أَحْمَدُ بْنُ عِيْسَى الأَعْرَج. وَ(الصَّبَرَاتُ): وَالشَّيْخُ فِيهِم: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَر، وَصَاحِبُ الأَمْرِ عَلَيهِم: عِيْسَى بْنُ عُمَرَ بْنِ لُبَيْدٍ. هَذِهِ الوُجُوهُ كُلُّهَا يُقَالُ لَهُم: (بَنُو ظَنَّة). وَ(آلُ جَمِيلٍ): يُقَالُ لَهُم (بَنُو سَعْدٍ) وَلَيْسُوا مِنْ بَنِي ظَنَّة.
وَمَشَايِخُهُم: عِيْسَى بُنُ جَمِيلِ بْنِ فَاضِل, وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصَّارِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ فَاضِل.
وَمِنْ بَنِي سَعْدٍ: (آلُ حَسَن) وَمَشَايِخُهُم: عَلِيُّ بْنُ جَبَلِ بْنِ حَسَن، وَفَاضِلُ ابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَمِيلِ بْنِ حَسَنِ بْنِ فَاضِل.
وَ(بَنُو خَيْثَمَةَ) وَهُم: آلُ الشَّمَّاخ, وَآلُ فَاضِل. وَلَيْسُوا مِنْ بَنِي ظَنَّة, وَلا مِنْ بَنِي سَعْد.
وَمِنْ مَشَايِخَ (فَضَالَة): عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ شَمَّاخ, وَابْنُ أَخِيهِ عَسَاكِرُ بْنُ مُؤَمَّلِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ مُؤَمَّل، وَعُمَرُ بْنُ شَمَّاخ, وَشَيْخُ آلِ شَمَّاخ: جَابِرُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ شَمَّاخ. وَهَذِهِ الوُجُوهُ كُلُّهَا يُقَالُ لَهُم (نَهْد)؛ لأنَّهُم يَسْكُنُونَ البِلاد, وَانْتَسَبُوا إِلى هَذَا الاسْمِ فَغَلَبَ عَلَيهِم, وَإِلا فَهُم مُخْتَلِفُو القَبَائِلِ, وَالأَصْلُ فِيهِم قَحْطَان.
- وَمِنْ مَشَايِخِ حَضْرَمَوتَ (مِذْحِجُ) وَهُم قَبَائِلُ مِنْهُم:
(آلُ غُوَيْثٍ) وَشَيْخُهُم: عَلِيُّ بْنُ مَحْفُوظ.
وَ(آلُ بَاجَنَادَة) وَمَشَايِخُهُم: عَلَيُّ بْنُ مَخَاشِنٍ, وَابْنُ أَخِيهِ مَخَاشِنُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ مَخَاشِن. وَ (آلُ بَارَبَّاع) وَمَشَايِخُهُم: عُمَرُ بْنُ شَمَّاخ, وَحَسَنُ بْنُ مَذْكُور, وَفَاضِلُ بْنُ حَارِث ". هَذَا آخِرُ كَلامِ الأَشْرَف.
وَفِي سِيَاقَةٍ أُخْرَى يَقُول: "وَ (الجَحَافِلُ) مِنْ مَذْحِج, وَدَعْوَتُهُم بِآلِ سِنَانٍ، يَنْتَسِبُونَ إِلى جَدِّهِم وَيُسَمَّى سِنَانًا، وَفِي حَضْرَمَوتَ مِنْهُم خَلْق اهـ‍‍
وَبِإِثْرِ المَقَالَةِ الأُولَى يَقُولُ: "وَالمَشْهُورُ مِنَ الجَحَافِلِ أَرْبَعُ قَبَائِل:
(آلُ عَلِيٍّ, وَآل يَحْيَى, وَالعُجْمَانُ, وَالهَيَائِم).
فَرُؤَسَاءُ آلُ عَلِي: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رُوَيْس, وَسُهَيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَبَاحِي وَهُوَ نَائِبُ مَولانا المُظَفَّر.
وَآلُ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ: قَبَائِلُ كَثِيرَةٌ يَجْمَعُهُم آلُ عَزَبٍ ومِنْ رُؤَسَائِهِم: عُمَرُ بْنُ أَبِي الكُرُوش, وَعَبْدُ العَزِيزِ بْنُ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ وَيُعْرَفُ بِـ(مَدْقَة). وَأَطَالَ فِي تَفْصِيلِهِم إِلى أَنْ قَال:
"وَ(العُجْمَانُ) يُقَالُ أَنَّ جَدَّهُم أَعْجَمِي؛ نَجَعَ مِنْ خُرَاسَانَ فَأَوْلَدَ خَمْسَةً كَانُوا كُلُّهُم أُصُولَ قَبَائِلٍ وَهُم: آلُ قَرَادٍ وَآلُ أَبُو الفَحْمِ وَآلُ ظَفْرٍ وَآلُ عَيَّاشٍ وَآلُ قَنَّاصٍ وَهُم أَكْثَرُ أَهْلِ (دَثِيْنَه) رَجُلاً ... إلخ
وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ يَقُولُ: "وَ (بَنُو عَبِيْدَةَ) مِنْ مَذْحِجَ, يُنْسَبُونَ إِلى أُمِّهِم عَبِيْدَةَ بِنْتِ مُهَلْهَلٍ
التَّغْلَبِي, تَزَوَّجَتْ فِي (جُنَبَ) فَنُسِبَ إِلَيْهَا وَلَدُهَا.
مِنْهُم: أَصْحَابُ الجَوْفِ وَمِنْهُم: سَهْوَان اهـ
وَأَقُولُ: إِنَّ عَبِيْدَةَ هُمُ المُوْجُودُونَ اليَومَ بِشَمَالِ حَضْرَمَوتَ مِنَ أَعْلاهَا ... - وَيَتَبَيَّنُ مِنْ كَلامِ الأَشْرَفِ السَّابِق: أَنَّ بَنِي ظَنَّةَ أَحْضَرُ مِنْ بَنِي حَرَام، وَسَيَأْتِي فِي نَسَبِ السُّلْطَانِ بَدْرٍ (بُو طُوَيْرِق) أَنَّ حَرَامًا هُوَ جَدُّ (ظَنَّة) ... وَأَنَّ دَولَةَ آلِ مَحْفُوظٍ مِنْ كِنْدَة.
- ثُمَّ نَقَلَ مِنْ خَطِّ شِهَابِ الدِّيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن: " أَنَّ حَرَامًا هُوَ جَدُّ آلِ كَثِير, وَجَدُّ آلِ تَمِيْم، وَأَنَّ سَعْدًا جَدُّ بَنِي سَعْدٍ بِحَضْرَمَوت ".
وَهُوَ مُوَافِقٌ لِمَا ذَكَرْنَا عَنِ الأَشْرَف.
- وَمِنْ خَطِّ العَلامَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بَاشُعَيْب: أَنَّ (المَهْرَةَ) مِنْ (قُضَاعَةَ). - وَنَقَلَ العَلامَةُ عَلِي بَاصَبْرِينَ أَنَّ (آلَ كَثِيرٍ) مِنْ بَنِي مَالِك، وَأَنَّ (آلَ عَبْدِ اللهِ) سَلاطِينَ حَضْرَمَوتَ مِنْ (هَمْدَان)، وَأَنَّ المَنَاهِيلَ وَالحُمُومَ وَيَافِعَ مِنْ (حِمْيَر) وَأَنَّ المَهْرَةَ مِنْ (قُضَاعَة)
- أَمَّا الشَّنَافِرُ فَلَمْ يَكُنْ (شَنْبَلٌ) يُطْلِقُ ذَلِكَ إِلا عَلَى آلِ عَبْدِ العَزِيْز ... إلخ وَفِي كَلامِهِ أَنَّهُ يُطْلِقُ البَدْوَ عَلَى حَمَلَةِ السِّلاح, وَإِنْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الحَضَرِ والمَدَر؛ كَمَا لا يَزَالُ عَلَيهِ أَهْلُ تَرِيْمَ إِلى اليَومِ إِلا أَنَّ لِلنَّظَرِ بَعْدَ ذَلِكَ مَجَالاً؛ لأَنَّ لَفْظَ آلِ عَبْدِ العَزِيزِ يُطْلَقُ عَلَى آلِ القَارَّةِ وَعَلَى العَوَامِر ... إلخ
- وَرَأَيتُ فِيمَا جَمَعَ الجُنَيْدُ مِنَ الرَّسَائِلِ فِي أَنْسَابِ قَبَائِلِ حَضْرَمَوت: أَنَّ العَوَامِرَ يُقَالُ لَهُم آلُ عَبْدِ العَزِيز, وَكَانَ شَيْخُهُم وَمُقَدَّمُهُم عُمَرَ بْنَ بُرَاصَةَ بْنِ عَبْدِ العَزِيز ... إلخ
- وَمَا اسْتَثْنَاهُ (شَنْبَلُ) مِنِ اخْتِصَاصِ آلِ عَبْدِ العَزِيزِ بِلَفْظِ الشَّنَافِر؛ فَكَانَ فِي بِدْءِ الأَمْرِ ثُمَّ انْتَشَر. وَأَمَّا اليَومَ فَصَارَ يُطْلَقُ عَلَى آلِ كَثِيرٍ وَالعَوَامِرِ وَآلِ بِاجِرَي وَآلِ جَابِرِِ؛ حَسْبَمَا تَرَاهُ فِي المُعَاهَدَاتِ بَيْنَ القُعَيْطِي وَآلِ عَبْدِ الله, وَغَيْرِهَا. وَمِنْ كِتَابِ القَاضِي أَبِي شُكَيْل: "وَبَنُو لَقِيْطٍ وَبَنُو سَلِيمٍ وبَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو حَرَامٍ وَبَنُو مُحَمَّدٍ آلُ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ (آلُ حُرَيْضَة) فَهَؤُلاءِ بَنُو يَزِيدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كِنْدَة.
وَقَالَ الأَهْدَل: إِنَّ أُمَرَاءَ (حَلِي يَعْقُوب) بِاليَمَنِ يُشْهَرُونَ بِبَنِي حَرَامِ بْنِ مَلْكَانِ بْنِ كُنَانَهَ وَأَنَّ جَمَاعَةً مِنْهُمُ انْتَقَلُوا إِلى حَضْرَمَوت اه‍ـ
وَالاضْطِرَابُ كَثِيرٌ فِي أَنْسَابِ القَبَائِلِ الحَضْرَمِيَّة, لا مَطْمَعَ فِي تَمْحِيصِهِ لِضِيقِ الوَقْتِ وَصِغَرِ الحَاجَة ... إلخ
ونَحَنُ فِي قَولِنَا مِنَ البَيْت:
(وَأَحْوَالُ نَهْدٍ) نَقْصُدُ البَطْنَ الكَبِيرَ الَّذِي تَرْجِعُ إِلَيهِ جَمِيعُ الشُّعُوبِ الَّتِي اقْتَصَّهَا المَلِكُ الأَشْرَف, فَكُلُّ شَيْخٍ مِنْهُم يَكِيدُ لِلآخَر ... وَيُكَاشِرُ بِالعَدَاوَةِ تَارَة, وَيُكَاتِمُ بِالعَدَاوَةِ أُخْرَى.
[شَرْحُ بَيتِ بَنِي ظَنَّة (38) ]:
‍38 - (فَبَنُو ظَـنَّةٍ يَقُــومُ لَهُمْ كُـرْسِيُّ مَجْـدٍ بِهَا وَيَقْعُدُ كُرْسِي)( وَشَرَحَهُ فِي المَخْطُوطَةِ مِنْ صَفْحَةِ (344 - 356))
- قَدْ سَبَقَ بَيَانُ وُجُوهِ بَنِي كِنْدَة، وَمَا زَالَتْ مَشَايِخُ تِلْكَ الوُجُوهِ تَتَجَاذَبُ الحِبَالَ مَعَ (كِنْدَةَ وَالجَعْدَة)، وَهِيَ: مُرَّةُ وَهَمْدَانُ وَحِمْيَرُ وَنَوَّحُ وَغَيْرُهَا مِنْ قَبَائِلِ حَضْرَمَوت, وَلا تَزَالُ مُنْقَسِمَةً أَيْضًا عَلَى نَفْسِهَا ... إلخ
أَمَّا (نَهْدٌ) الَّتِي اخْتَصَّتْ بِهَذَا الاسْمِ وَانْحَصَرَ عَلَيهَا عِنْدَ الإِطْلاقِ فِي العُرْفِ الأَخِيْر؛ فَمَنَازِلُهُم الآنَ بِالكَسْرِ وَمَا وَالاهُ مِنَ المَنَازِلِ كَلَحْرُومٍ وَفَضْحٍ وَلِخْمَاسٍ وَشُرَاحٍ وبَحْرَانَ والقُفْلِ والقَارَةِ وشَرْيُوفٍ وَالظَّاهِرَةِ وَقُعُوضَةَ وَمَنازِلَ السَّفُولَة، وَغَنِيْمَةَ آلِ عَبْرِي, وَمُنَيْدَةَ، وَرَبِيْعَةَ، وَالفُوهَةَ، وَخِرْبَةِ القَمَّازِين، وَيَشْمَلُهَا لَفْظُ (الكَسْر).
وَهُمْ آلُ عَامِرِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ رَوْضَان, مِنْهُم: آلُ ثَابِت؛ وَرَئِيْسُهُمُ اليَومَ عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ شَابٌّ نَشِيْطٌ صَلِيْبُ الرَّأْس, طَامِحُ الهِمَّةِ.
وَآلُ عَجَّاج؛ وَرَئِيْسُهُمُ اليَومَ مُبَارَكُ بْنُ مُحَمَّد؛ شَيْخٌ مُجَرِّبٌ حَلَبَ الدَّهْرُ أَشْطُرَه. وَآلُ مُقَيْزِحٍ وَآلُ مُنِيْفٍ وَآلُ عَبْدِ اللهِ وَآلُ بَدْر؛ فَهَوُلاءِ هُم: (رَوْضَان). - وَأَمَّا المَقَارِيْ
مُ وَالظُّلْفَان, فَهُمُ الشَّرَاشِرَةُ وَآلُ عَبْرِيٍّ وَآلُ حُوَيلٍ وَآلُ كَوَيْرٍ وآلُ جِذْنَانِ وَآلُ مِحْلاهِ وَآلُ شِرْمَان.
- وَأَمَّا بَنُو يَزِيْدَ؛ فَهُم بَنُو شَبِيْب, وَالحُمْضَانُ وَالرُّمَاةُ وَالقَمَّازِينُ؛ وَكُلُّ هَؤُلاءِ بَنُو نَهْدٍ فِي العُرْفِ الأَخِير ... إلخ
- وَفِي التَّوارِيخِ الَّتِي بِأَيْدِينَا أَنَّ نَهْدًا اقْتَسَمَتِ (السَّرِيرَ) أَوالسَّلِيْلَ كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ فِي سَنَةِ (601) فَأَخَذَ بَنُو مَعْرُوفٍ وَمُرَّةُ (وَهُمُ الجَعْدَة): شِبَامَ وَالحَولَ وَتَرِيْس.
وَبَنُوظَنَّة: بَوْرَ وَمَرْيَمَةَ وَمَسْيَب. وَلَمْ يَكُنْ لآلِ كَثِيْرٍ إِذْ ذَاكَ ذِكْر ...إلخ وَلا شَكَّ أَنَّ المُرَادَ مِنْ (نَهْدٍ) فِي هَذَا الاقْتِسَام, هُوَ العُرْفُ الأَوَّلُ العَام, لا العُرْفُ الحَادِثُ الَّذِي يَخُصُّ نَهْدًا بِأَهْلِ الكَسْر.

[قلت : ومن الفوائد التي ظهرت حديثاً في الفحص الجيني لأفراد من جماعات قبلية مختلفة في حضرموت كما نشر في وسائل الاتصال من ذوي المعرفة والخبرة والتواصل في هذا العلم أن الأنساب المدونة والمتناقلة يغلب عليها عدم الصحة خاصة بعد ظهور الفحص الجيني وأن البعض من قبائل مختلفة يلتقي مع آخرين بعيدين كل البعد عن النسب القبلي الحالي ، والبعض ربما من خارج بلاد العرب فيسقط بهذا التعصب القبلي المشهور عند قبائل وعائلات معينة واحتكار العروبة أو الأصالة الذي نشأ بين الجماعات القبلية المختلفة اعتماداً على كتب الأنساب التي بها من التناقض والاختلاف والكذب والأهواء ما الله به عليم ، ولازال حتى اليوم من مئات السنين ، ويبقى ما يؤكده هذا العلم أن هناك فرق بين الأصل العرقي وما عرف بالتجمع الاجتماعي في شكل قبيلة أو تحالف أو عدة تحالفات وهذا ما يهتم به الباحثين اليوم . ]
http://whatsapp.com/L5eudh8qFe0Lbqw1JGuNki

http://whatsapp.com/Iv277voTFB46KtD8vQFGet
00:00

الشيخ: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

العنوان: السلفية نسبة إلى السلف ، فيجب أن نعرف من هم السلف،فتاوى الشيخ الألباني




السؤال:

بعضُ الإخوة الجالسين يسمعون عن الدعوة السلفية سماعًا ويقرئون ما يُكْتَبُ عنها من قِبَل خُصُومِها لا من قِبَل أتباعها ودُعاتِها،فالمرجُوُّ من فضيلتكم وأنتم من علماء السلفية ودُعاتِها شرح موقف السلفية بين الجماعات الإسلامية اليوم .؟

 

الجواب:

أنا أجبتُ عن مثل هذا السؤال أكثر من مرة لكن لابُدّ من الجواب وقد طُرِحَ السؤال،فأقول:

أقول: كلمةَ حقٍ لا يستطيع أي مُسْلمٍ أن يُجَادِلَ فيها بعد أن تتبين له الحقيقة.

أوّل ذلك:الدعوةُ السلفية نسبة إلى ماذا؟

السلفية نسبة إلى السَلَفِ،فيجب أن نعرِف من هم السلف؟

إذا أُطْلِقَ عند علماء  المسلمين، السلف، وبالتالي تُفْهَم هذه النسبة، وما وزنها في معناها وفي دِلالتِها.

السلف هم أهلُ القرون الثلاثة الذين شَهِدَ لهم رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-بالخيرية،في الحديث الصحيح المتواتر المُخَرَّج في الصحيحين وغيرهما عن جماعةِ من الصحابة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال:"خَيْرُ الناسِ قَرْنِي،ثُمَّ الذين يَلُونَهُم، ثُمَّ الذين يَلُونَهُم"

هذه القرون الثلاثة الذين شَهِدَ لهم الرسول-عليه السلام-بالخيرية.

فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف،والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف.إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين:

الأمرُ الأول:أنَّ هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية،هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العِصْمَة.

ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يُجْمِعُوا على ضلالة،وبخلاف ذلك الخَلَف،فالخَلَف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم، وذلك في تمام الحديث السابق حيثُ قال-عليه السلام-:" ((ثُمَّ يأتي مِن بعدِهِم أقوامٌ يَشْهَدُون ولا يُسْتَشْهَدُون)). إلى آخر الحديث.

كما أشار-عليه السلام-إلى ذلك في حديث آخر فيه مَدْحٌ لطائفةٍ من المسلمين، وذمٌ لجماهيرهم، من مفهوم الحديث حيثُ قال-عليه السلام: ((لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرينَ على الحقّ قاهرينَ لعدوهِم لا يضرهُم من خذلهُم أو خالفهُم حتى تقومَ الساعةُ))

فهذا الحديث خَصَّ المَدْح  في آخر الزمن بطائفةٍ،والطائفة هي الجماعة القليلة،فإنها في اللُّغَةِ تُطْلَق على الفَرْد فما فوق.

فإذًا إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنّها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنّهم العِصْمَة فيما إذا تَمَسَّك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح،حينئذٍ يأتي الأمر الثاني الذي أَشَرْتُ إليه آنِفًا ألا وهو:

أنَّ كُلَّ مُسلِمٍ، يعرِف حين ذاكَ هذهِ النِّسبة، وإلى ما ترمي من العِصمة، فيستحيل عليهِ بعد هذا العِلم والبيان، أن ،  لا أقول: أن يتبرَّأَ، هذا أمرٌ بدهي، لكني أقول: يستحيل ُ عليهِ إلاَّ أن يكون سلفيًا.

 لأنَّ ما فهِمنا أنَّ الانتِساب إلى السَّلفية، يعني الانتِساب إلى العِصمة، من أينَ أخذنا هذهِ العِصمة؟

نحنُ نأخذُها من حديث يسْتدِلُّ بهِ بعضُ الخلف، على خِلاف الحقَّ، يستدلُّون بهِ على الاحتِجاجِ بالأخذِ بالأكثرية، مما عليهِ جماهير الخلف، حينما يأتون بقوله- عليهِ السَّلام- : (( لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلاَلةٍ))، لا يصِحُّ تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم، على ما بينهُم من خِلافاتٍ جذريَّةٍ.

(( لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلاَلةٍ))، لا يمكن تطبيقه على واقِع المسلمين اليوم، وهذا أمرٌ يعرِفهُ كُل دارِس لهذا الواقِع السَّيئ.

 يُضافُ إلى ذلِك الأحاديث الصَّحيحة، التي جاءت مُبيِّنةً بما وقَعَ فيمن قبلنا، من اليهود والنَّصارى، وفي ما سيقع في المسلمين، بعد الرسول – عليهِ السلام– من التَّفرُّق .

 فقال – صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّم - : ((افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فِرقَةً ، ، وافترقتِ النّصارى على اثنينِ وسبعينَ فرقةً، وسَتَفْتَرِقُ أمّتي على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً، كُلُّها فِي النَّارِ إلاَّ واحِدةٍ ، قيلَ يا رسولَ اللهِ من هم ؟ قال : همُ الجماعَة))،

هذه الجماعة، هي جماعة الرسول – عليهِ السَّلام-، هي التي يُمكِن القطع بتطبيق الحديث السَّابِق: (( لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلاَلةٍ))، وأنَّ المقصود بهذا الحديث: هم الصَّحابة، الذين حَكَم الرسول – عليهِ السَّلام- بأنَّهُم هُي الفِرقة النَّاجية، ومن سلَكَ سبيلهُم، ونحا نحوهُم.

 وهؤلاء السَّلف الصَّالِح هُم الذين حذَّرنا ربُّنا – عزَّ وجل – في القُرآن الكريم، من مُخالفتِهِم، ومن سلوكِ سبيل غير سبيلهِم، في قولِهِ – عزَّ وجلْ- :{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء:115]، 

أنا لفَتُّ نظرَ إخواننا في كثيرٍ من المناسبات
رات النصوص ، إن لم يكن مئات النصوص ، نصوص عامة أوردتها السُنة ، ولا أريد أن أطيل في هذا حتى نستطيع أن نجيب عن بقية الأسئلة
، إلى حِكمةِ عطفِ ربنا -عزَّ وجل- قولَهُ في هذه الآية: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ }على مُشاققةِ الرسول، ما الحكمة من ذلك؟

 مع أنَّ الآية لو كانت بحذفِ هذه الجملة.

 لو كانت كما يأتي: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، لكانت كافيةً في التَّحذيرِ، وتأنيب من يُشاقِق الرسول – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -، والحُكم عليهِ بمصيرِهِ السيئ.

 لم تكُن الآية هكذا، وإنَّما أضافت إلى ذلك، قولهُ– عزَّ وجل- :{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ }، هل هذا عبث؟

حاشا لكلام الله- عزَّ وجل- من العبث، إذن ما الغاية، ما الحِكمة من عطف  هذه الجُملة: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ }، على { يُشَاقِقِ الرَّسُولَ}؟

الحِكمة في كلام الإمام الشَّافعي، حيثُ استدلَّ بهذهِ الآية على الإجماع، أي: من سَلَكَ غير سبيل الصَّحابة الذين هُم العِصمة، في تعبيرنا السَّابق، وهم الجماعة التي شهِد لها الرسول – عليهِ السَّلام- بأنَّها  الفِرقة النَّاجية ومن سلَكَ سبيلهُم، هؤلاء هُم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجُوَ من عذاب الله، أن يُخالِف سبيلهُم ، ولذلك قال تعالى : {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}

إذن على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين :

 أولاً : من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية؟

ثم ما الحكمة في أن الله- عزَّ وجلّ- أراد بها الصحابة الذين هم السلف الصالح ومن سار سبيلهم ؟

قد سبق بيان جواب هذا السؤال أو هذه الحكمة وخلاصة ذلك :

أن الصحابة كانوا قريب عهد بتلقي الوحي غضًّا طَرّيًا من فَمِ النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ – أولاً.

 ثم شاهدوا نبيهم-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ – الذي عاش بين ظهرانيهم يُطبّق الأحكام المنصوصة عليها في القرآن والتي جاء ذكر كثير منها في أقواله -عَليه الصَلاة والسلام –

بينما الخَلَف لم يَكُن لهم هذا الفَضل من سَماعِ القُرآن، وأحاديث الرسول - عليه السلام -منه مُباشَرةً ، ثُمَّ لم يَكُن لهَم فَضل الاطلّاع على تطبيق الرسول -عليه السلام- لنصوص الكِتَاب والسُنّة تَطبيقًا عَمليًا ، ومن الحكمةِ التي جاءَ النصّ عليها في السُنّة : قَولَه -عَليهِ السَلام -: (( ليسَ الخَبر كَالمُعَايَنة )) وَمنه بَدأَ، وِمنهُ أَخَذ الشاعر قوله : ( وَمَا راءٍ كَمَن سَمِع ).

 فإذن الذين لم يشهدوا الرسول -عليه السلام -ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليا .

 اليوم توجد كلمة عصرية نَبَغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً ، لكن أجمل منها أن نجعل منها حقيقةً واقعة واقعة ، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم (أنه يجب أن نجعل الإسلام يمشي واقعاً يمشي على الأرض)

كلام جميل ، لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشاعري الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض ، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول -عليه السلام- للسببين المذكورين آنفاً ، سمعوا الكلام منه مباشرةً ، فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ ،ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي ، فرأوا الرسول -عليه السلام -يبين لهم ذلك فعلاً .

 وأنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً ،هناك آيات في القرآن الكريم ، لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم ، كما قال عز وجل : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[ النحل 44]

مثلًا قوله تعالى :{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا }[المائدة:38]. الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة ، {وَالسَّارِقُ }، من هو؟

لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق ، و{اليد} ما هي؟

لا يستطيع سيبويه آخر الزمان، لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين ، من هو السارق الذي يستطيع أو الذي يستحق قطع اليد ؟

وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق ؟

اللغة : (السارق) لو سرق بيضة فهو سارق ، و(اليد) هي هذه، لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ .

لكن الجواب هو : حين نتذكر الآية السابقة : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[ النحل 44] ،الجواب في البيان ، فهناك بيان من الرسول -عليه السلام- للقرآن ، هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى ، وما أكثرها ، لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ومطلق ومقيد وناسخ ومنسوخ ، كلمات مجملة يدخل تحتها عش
بسم الله الرحمن الرحيم

( قُبةُ الحَدّاد بالسُّبَير لا بالفُجَير )

📚✏️👇🏿
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله ومن والاه. أمابعد: فاعلم أن الحداد صاحب (الحاوي) قد (ولد يوم الاثنين 5 صفر 1044هـ بـ (السُّبَير) أحد ضواحي مدينة تريم) كما في (بشرى الفؤاد) صفحة (5) و (السُّبَير) اسم للمنطقة الواقعة جنوب منطقة (الفُجَير) وليست هي الفُجَير كما يظنه كثير من الناس, وقد دل على ما نقول ما جاء في (تثبيت الفؤاد) جمع تلميذ الحداد أحمد بن عبد الكريم الحساوي الشجّار, حيث يقول في صفحة (137): "ولما خرج إلى السُّبَير، قال: مرادنا المسجد نركع فيه, وأصابنا في الطريق مطر، فدخلنا غرفته بـ (السُّبَير)، الذي ذكرنا أنه ولد فيها, وكان ابنه علوي حالا فيها إذ ذاك. " انتهى. فمن هذه العبارة التي ذكرها تلميذه (الشجار) يعلم القارئ أن ولادة الحداد إنما كانت في (السُّبَير) في غرفة هنالك, لا في الفُجَير, ولا في (القبة) المعروفة اليوم شرقي (مدرسة الحد للتعليم الأساسي) تلك القبة التي تزعم الصوفية أن الحداد ولد بها. وقد كان في (السبير) بستان يسمى بستان (الليمة) وكان الحداد يقيم مدرسا له في (السبير) كل يوم أحد .
وقد كتبت على جدار القبة الجنوبي العبارة التالية: (كملت عمارتها بتاريخ 1407هـ) مما يدل على أنها متأخرة البناء. وهذه القبة تقع في الطرف الجنوبي لمنطقة (الفجير) وما هي إلا مشهد اختلقته الصوفية كما هو ديدنها المعروف في مشاهد كبرائهم وأوليائهم ومعظميهم.
قال الحداد عن نفسه: "والمحلة في السبير، وبنيناها بطين الإكليل وهو سيل كبير حصل في نجم الإكليل وهي سنة 1049هـ , وفعلنا لها أبوابا سنة سافرنا الحج، وهي سنة 1079هـ، وفي مجلس قال: كان نزولنا إلى الحاوي، أي: للاستيطان سنة 1099 هـ ... إلى أن قال: وكنا حالين في السبير أيام الخريف" انتهى. فعلم من هذا النقل أن محلته في السبير إنما بناها بطين سيل الإكليل فكيف تكون ولادته بها؟! فهذا يدل على أن هذه القبة الحالية ما هي إلا مشهد اختلقته الصوفية بعد ذلك بوقت طويل, وفي مكان آخر غير مكان الغرفة التي زعموا أنه ولد بها! والمشاهد عند الصوفية كثيرة فربما شيدوا قبرا أو مشهدا لولي من أوليائهم في مكان ما, ولم يدفن فيه صاحبه, وإنما دفن في مكان آخر, وهذا أمر واضح لا شك فيه! وأما اهتمامهم الشديد- اليوم - بهذه القبة , وتعميرهم لها وكسوتهم إياها بالحجر النظيف , وإنفاق الملايين على ذلك العمل فمن باب تتبع آثار المعظمين والصالحين والتبرك بها, مع أنه لم يصح أنه ولد فيها وإنما ولد بـ (السبير) كما سبق فتفطن لذلك! وقد نهى الخليفة الراشد عمر الفاروق (رضي الله عنه) عن تتبع آثار النبي (صلى الله عليه وسلم) لخوف الفتنة بها؛ فكيف بقبة يقال أن الشيخ عبد الله الحداد ولد فيها مع أن ذلك لم يثبت كما سبق؟ ولذلك قال العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله):
«وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه أنكر تتبع آثار الأنبياء، وأمر بقطع الشجرة التي بويع النبي (صلى الله عليه وسلم) تحتها في الحديبية لما قيل له إن بعض الناس يقصدها؛ حماية لجناب التوحيد وحسما لوسائل الشرك والبدع والخرافات الجاهلية، وأنا أنقل لك أيها القارئ ما ذكره بعض أهل العلم في هذا الباب لتكون على بينة من الأمر: قال الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي في كتابه (الحوادث والبدع) صفحة (135): (فصل في جوامع البدع) ثم قال: «وقال المعرور بن سويد: خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فلقينا مسجدا فجعل الناس يصلون فيه. قال عمر: أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم باتباع مثل هذا حتى اتخذوها بيعا فمن عرضت له فيها صلاة فليصل ومن لم تعرض له صلاة فليمض» ثم نقل في صفحة (141) عن محمد بن وضاح أن عمر بن الخطاب: «أمر بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الناس كانوا يذهبون تحتها فخاف عمر الفتنة عليهم. » (1) ______ (1) قال الحافظ في الفتح (7/ 448): "وجدت عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع أن عمر بلغه أن قوما يأتون الشجرة فيصلون عندها فتوعدهم ثم أمر بقطعها فقطعت".
ثم قال ابن وضاح: «وكان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار التي بالمدينة ما عدا قباء وأحد، ودخل سفيان بيت المقدس وصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار ولا الصلاة فيها، وكذلك فعل غيره أيضا ممن يقتدى به، ثم قال ابن وضاح: «فكم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكرا عند من مضى، وكم من متحبب إلى الله بما يبغضه الله عليه, ومتقرب إلى الله بما يبعده منه. » انتهى كلامه رحمه الله.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله) في صفحة (133) من الجزء (26) من مجموع الفتاوى ما نصه: «وأما صعود الجبل الذي هناك فليس من السنة ويسمى جبل الرحمة ويقال له إلال على وزن هلال وكذلك القبة التي فوقه التي يقال لها: قبة آدم لا يستحب دخولها ولا الصلاة فيها. والطواف بها من الكبائر وكذلك المس
اجد التي عند الجمرات لا يستحب دخول شيء منها ولا الصلاة فيها. وأما الطواف بها أو بالصخرة أو بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان غير البيت العتيق فهو من أعظم البدع المحرمة. ). وقال في صفحة (144) من الجزء المذكور: «وأما زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام؛ كالمسجد الذي تحت الصفا وما في سفح أبي قبيس ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كمسجد المولد وغيره فليس قصد شيء من ذلك من السنة ولا استحبه أحد من الأئمة وإنما المشروع إتيان المسجد الحرام خاصة والمشاعر: عرفة ومزدلفة والصفا والمروة وكذلك قصد الجبال والبقاع التي حول مكة غير المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى مثل جبل حراء والجبل الذي عند منى الذي يقال إنه كان فيه قبة الفداء ونحو ذلك فإنه ليس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم زيارة شيء من ذلك بل هو بدعة وكذلك ما يوجد في الطرقات من المساجد المبنية على الآثار والبقاع التي يقال إنها من الآثار لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم زيارة شيء من ذلك بخصوصه ولا زيارة شيء من ذلك.
وقال في صفحة (134) من الجزء (27) من المجموع المذكور: «فصل: وأما قول السائل: هل يجوز تعظيم مكان فيه خلوق وزعفران لكون النبي - صلى الله عليه وسلم - رئي عنده؟ فيقال: بل تعظيم مثل هذه الأمكنة واتخاذها مساجد ومزارات لأجل ذلك هو من أعمال أهل الكتاب الذين نهينا عن التشبه بهم فيها. وقد ثبت أن عمر بن الخطاب كان في السفر، فرأى قوما يبتدرون مكانا فقال: ما هذا؟ فقالوا: مكان صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: وإذا كان صلى فيه رسول الله أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمض. . (1)، ______ (1) هكذا ينبغي أن يكون حال ولاة أمور المسلمين في نصح من استرعاهم الله أمرهم, وحماية عقائدهم, وتحذيرهم من البدع والشرك, وأسباب الهلاك والانحراف؛ فإن ذلك من الأمانة العظيمة التي سيسألهم الله عنها يوم القيامة فليكن لهم فيما فعله أمير المؤمنين عمر أسوة حسنة وهذا قاله عمر بمحضر من الصحابة. ومن المعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في أسفاره في مواضع، وكان المؤمنون يرونه في المنام في مواضع، وما اتخذ السلف شيئا من ذلك مسجدا ولا مزارا، ولو فتح هذا الباب لصار كثير من ديار المسلمين أو أكثرها مساجد ومزارات، فإنهم لا يزالون يرون النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وقد جاء إلى بيوتهم، ومنهم من يراه مرارا كثيرة، وتخليق هذه الأمكنة بالزعفران بدعة مكروهة، وأما ما يزيده الكذابون على ذلك مثل: أن يرى في المكان أثر قدم فيقال هذا قدمه، ونحو ذلك، فهذا كله كذب، والأقدام الحجارة التي ينقلها من ينقلها ويقول إنها موضع قدمه، كذب مختلق، ولو كانت حقا لسن للمسلمين أن يتخذوا ذلك مسجدا أو مزارا، بل لم يأمر الله أن يتخذوا مقام نبي من الأنبياء مصلى إلا مقام إبراهيم بقوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [البقرة: 125] كما أنه لم يأمر بالاستلام والتقبيل لحجر من الحجارة إلا الحجر الأسود، ولا بالصلاة إلى بيت إلا البيت الحرام، ولا يجوز أن يقاس غير ذلك عليه باتفاق المسلمين، بل ذلك بمنزلة من جعل للناس حجا إلى غير البيت العتيق، أو صيام شهر مفروض غير صيام شهر رمضان، وأمثال ذلك. ثم قال: فصل: وقد تبين الجواب في سائر المسائل المذكورة بأن قصد الصلاة والدعاء عندما يقال إنه قدم نبي، أو أثر نبي، أو قبر نبي، أو قبر بعض الصحابة، أو بعض الشيوخ، أو بعض أهل البيت، أو الأبراج، أو الغير إنه من البدع المحدثة المنكرة في الإسلام لم يشرع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا كان السابقون الأولون والتابعون لهم بإحسان يفعلونه، ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين بل هو من أسباب الشرك وذرائع الإفك، والكلام على هذا مبسوط في غير هذا الجواب. ثم قال في صفحة (500) من الجزء المذكور: «لم يكن أحد من الصحابة بعد الإسلام يذهب إلى غار حراء ولا يتحرى مثل ذلك؛ فإنه لا يشرع لنا بعد الإسلام أن نقصد غيران الجبال ولا نتخلى فيها؛ بل يسن لنا العكوف بالمساجد سنة مسنونة لنا. وأما قصد التخلي في كهوف الجبال وغيرانها والسفر إلى للبركة: مثل جبل الطور وجبل حراء وجبل يثرب أو نحو ذلك: فهذا ليس بمشروع لنا؛ بل قد قال صلى الله عليه وسلم {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد}. » انتهى كلامه رحمه الله.!
مسجد السبير: وأنشأ الحداد لنفسه مسجدا (1) بـ (السبير) يسمى بـ (الأبرار). كما ذكره مصطفى بدوي ص (56) في ترجمته للحداد. منشأ اضطراب الحداد في مؤلفاته: قال السعدي في كتابه (لمحات عن التصوف في حضرموت) ص51 معللا سبب الاضطراب في كلام الحداد: "وهذا الرجل كثير الاضطراب فقد وجد له كلام جيد في نقد الأخطاء والمخالفات وكذلك بعض مسائل التوحيد ... إلى أن قال: «ولعل هذا الاضطراب سببه عدم الفهم لتوحيد العبادة, والخلط في مسائل التوحيد ... ". إلى آخر كلامه. قلت: بل الصواب أن يقال: إنه لما كان الرجل
أعمى البصر منذ صغره فقد سهل على من أتى بعده الدس عليه, والكذب عليه, وتقويله ما لم يقله شعرا ونثرا. وإليك بعض كلامه الذي يدل في الجملة على معرفته بتوحيد العبادة الذي هو لب دعوة الأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام) بحيث أنه لا يمكن لمن اعتقد تلك المعارف أن يقول ما يخالفها مما تقشعر منه جلود أهل التوحيد من مثل ما وجد في كتبه مدسوسا عليه, وما قيل عنه ونسب إليه كما في (شرح العينية) وغيره, لاسيما إذا عرفنا أنه ما خرج إلى (السبير) وانتقل إليه إلا للابتعاد عن الخصوم المناوئين له, وربما كانوا من أقرب الناس إليه نسبا كما هو معروف في محاله من كتبه. ______ (1) وهو عبارة عن مصلى صغير جدا اتخذه خلوة لنفسه بخلاف ما صارت إليه التوسعة الحديثة التي يقومون بها اليوم!

قال الحداد (ص 20) من كتابه (التذكرة التامة والدعوة التامة): «وإذا كان هذا التشديد العظيم الهائل والوعيد الفظيع الشنيع في حق من يدعو مع الله إلها آخر، ويشرك به سواه في الألوهية ويعترف لله بالربوبية (1) فكيف يكون الحال وعظيم الوبال والنكال في حق من ينكر أنه ليس للعالم إله من المعطلة أو يقول أن له إلها غير الله تعالى وتقدس عن قوله وافترائه: (أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) ثم قال الحداد: "ولما كانت العرب قد أعطيت من التمييز وأيدت من المعقول بما لم يؤيد به غيرها من الأمم - لم يصدر عنها الإنكار لوجود الحق سبحانه وتعالى بل أقرت بوجوده وبكونه الخالق لكل شيء والرازق له كما حكى الله ذلك عنها في غير ما آية من كتابه مثل قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) وقوله (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله) وقوله (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون) إلى غير ذلك من الآيات المصرحات بما ذكرنا عن مشركي العرب. وبين ذلك ما حكى الله عنهم في قوله تعالى أنهم قالوا فيما أشركوا به من دون الله (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) أي أنهم جعلوها وسائل ووسائط يقصدون بعبادتهم التقرب إلى الله فأخطأوا في ذلك. ولكنهم أقروا بوجود الحق ولكونه الخالق لهم ولكل شيء؛ وأنهم إنما عبدوا ما عبدوه من الأصنام لتكون وسائل لهم عنده ومقربات لهم إليه. وكانوا أعني (مشركي العرب) يرجعون إلى الله في الشدائد وكشف المهمات والمصائب ولا يطلبون ذلك ولا يسألونه إلا منه كما أخبر الله بذلك في كتابه عنهم مثل قوله تعالى: (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعونه إلا إياه) وقوله تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون) أي تتضرعون وتستغيثون؟! » انتهى كلامه. ______ (1) علما بأن الصوفية ينكرون تقسم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة المعروفة ويجعلون ذلك بدعة, وهو تقسيم صحيح دل عليه الاستقراء التام. فماذا سيقولون في تقسيم الحداد للتوحيد وهو الذي يعتبرونه قطب الدعوة والإرشاد؟!

قلت: وهذا الكلام لو وقف عليه السعدي لبان له أن الاضطراب الواقع في كلام الحداد سببه ما دسته الصوفية على ذلك الرجل (الأعمى) وليس سببه عدم الفهم لتوحيد العبادة, والخلط في مسائل التوحيد كما ذكر. ومما ذكره السعدي: عن الحداد منقولا عنه, قوله: «التصرف الحقيقي الذي هو التأثير والخلق والإيجاد لله تعالى وحده لا شريك له, ولا تأثير للولي ولا غيره في شيء قط لا حيا ولا ميتا, فمن اعتقد أن للولي أو غيره تأثيرا في شيء فهو كافر بالله تعالى» انتهى. كما أنكر الحداد (النذر لغير الله) وجعله شركا, كما في كتابه (النفائس العلوية) ص (103 - 104) فقال: أما الكبش الذي يعتاد تركه أهل الغيل (1) في بيوتهم ويسمونه (مسايرا) وكلما ذهب أبدلوه بغيره, فهذا والعياذ بالله من الشرك, والشرك ظلم عظيم, وهو أمثاله بسبب تسلط الشيطان وجنوده على العاملين به) اهـ وأنكر أيضا استخدام الحروز والجن ونحوها مما يفعله الجهال في كتابه (إتحاف السائل) ص (42) انتهى. وأنكر أيضا الإسراع الشديد في صلاة التراويح الذي عليه كثير من أئمة المساجد بحضرموت في رمضان كما في رسالة (المعاونة) حيث قال: "وقد جرت العادة في بعض البلاد بتخفيفها جدا حتى ربما وقع بسبب ذلك ترك بعض الأركان فضلا عن السنن "ص (83) انتهى. ______ (1) وهذا ليس خاصا بالغيل فقط؛ بل لا يزال منتشرا بتريم وما جاورها, ولا يزال إلى زماننا هذا والعياذ بالله رب العالمين!

منقول