انطلق صديق لي أمس إلى إربد (في شمال الأردن) لزيارة أقربائه زيارة العيد...في الطريق تعطلت السيارة، فصفها بجانب الطريق، وقبل أن يتفحصها إذا بشخص يصطف وراءه وينزل ليساعده، شاب اسمه معاذ في الثلاثينيات يعمل ميكانيكياً.. تفحص السيارة وأخبر صديقي بعطلها...
- يعني احضر وينش؟
- لا داعي. لماذا تتكلف تكاليف الونش. نذهب أنا وأنت نحضر القطعة المطلوبة لنصلحها هنا.
- أجرى معاذ اتصالاته..معظم محلات قطع الغيار مغلقة لأنه ثالث أيام العيد. اتصل بأصحابه، والذين اتصلوا بدورهم بأصحابهم، وأخيراً حصَّلوا محلاً...
- قال معاذ لصديقي: هات عائلتك نوصلها إلى أهلكم في إربد ثم نذهب لنحضر القطعة.
- غلبة عليك !
- لا، لا يهمك..هاتهم.
- بالفعل، ذهبوا جميعاً في سيارة معاذ..كانت سيارة مِسْتْوِيّة، يعني قديمة وبسييييطة جداً، تدل على أن حالة معاذ المادية متواضعة فيما يبدو.
- أوصل معاذ عائلة صديقي إلى أهلهم في إربد في مشوار طويل، ثم ذهب مع صديقي إلى محل القطع، حيث كان قريب صديقي ينتظرهم. تفحص معاذ القطعة وتأكد أنها جيدة، نظر في العِدَّة اللازمة للتصليح التي كانت مع قريب صديقي، وأخبرهم بالعدة الناقصة التي يحتاجانها.
- كان معاذ قد أمضى مع صديقي حتى تلك اللحظة أكثر من ساعتين...حان وقت تسديد الحساب...فرفض معاذ أن يتقاضى فلساً واحداً وقال لصاحبي: (بس ادعي لي)-أي: فقط ادعُ لي..
- أصرَّ صاحبي فرفض معاذ وترك صاحبي بعد أن اطمأن عليه، ترك صاحبي مذهولاً من هذه الخير: شاب حالته متواضعة، يمضي وقتاً طويلاً في أمرٍ من صُلب مهنته، في أحرج وقتٍ، في أيام العيد حيث المضطر مستعد لدفع مبلغ كبيرـ ..لا يراه إلا الله، لا "شيرات" ولا إعجابات...وكأنه يتمثل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في عظم أجر من مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له.
- معاذ يوجد منه أمثال وأمثال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم. والصحيح أني رأيت من أهل إربد وضواحيها خيراً كثيراً وأصالةً وطيبةً. فأشيعوا الخير يا كرام وأحيوا الأمل.
- اللهم بارك في معاذ وفي أهل ملكا (القرية التي ينتمي إليها) وفي المسلمين أجمعين.
▪إياد قنيبي▪
- يعني احضر وينش؟
- لا داعي. لماذا تتكلف تكاليف الونش. نذهب أنا وأنت نحضر القطعة المطلوبة لنصلحها هنا.
- أجرى معاذ اتصالاته..معظم محلات قطع الغيار مغلقة لأنه ثالث أيام العيد. اتصل بأصحابه، والذين اتصلوا بدورهم بأصحابهم، وأخيراً حصَّلوا محلاً...
- قال معاذ لصديقي: هات عائلتك نوصلها إلى أهلكم في إربد ثم نذهب لنحضر القطعة.
- غلبة عليك !
- لا، لا يهمك..هاتهم.
- بالفعل، ذهبوا جميعاً في سيارة معاذ..كانت سيارة مِسْتْوِيّة، يعني قديمة وبسييييطة جداً، تدل على أن حالة معاذ المادية متواضعة فيما يبدو.
- أوصل معاذ عائلة صديقي إلى أهلهم في إربد في مشوار طويل، ثم ذهب مع صديقي إلى محل القطع، حيث كان قريب صديقي ينتظرهم. تفحص معاذ القطعة وتأكد أنها جيدة، نظر في العِدَّة اللازمة للتصليح التي كانت مع قريب صديقي، وأخبرهم بالعدة الناقصة التي يحتاجانها.
- كان معاذ قد أمضى مع صديقي حتى تلك اللحظة أكثر من ساعتين...حان وقت تسديد الحساب...فرفض معاذ أن يتقاضى فلساً واحداً وقال لصاحبي: (بس ادعي لي)-أي: فقط ادعُ لي..
- أصرَّ صاحبي فرفض معاذ وترك صاحبي بعد أن اطمأن عليه، ترك صاحبي مذهولاً من هذه الخير: شاب حالته متواضعة، يمضي وقتاً طويلاً في أمرٍ من صُلب مهنته، في أحرج وقتٍ، في أيام العيد حيث المضطر مستعد لدفع مبلغ كبيرـ ..لا يراه إلا الله، لا "شيرات" ولا إعجابات...وكأنه يتمثل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في عظم أجر من مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له.
- معاذ يوجد منه أمثال وأمثال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم. والصحيح أني رأيت من أهل إربد وضواحيها خيراً كثيراً وأصالةً وطيبةً. فأشيعوا الخير يا كرام وأحيوا الأمل.
- اللهم بارك في معاذ وفي أهل ملكا (القرية التي ينتمي إليها) وفي المسلمين أجمعين.
▪إياد قنيبي▪
أصابك غمٌّ؟ نظرت في حالك مؤخراً فلم تجدْ أنك فعلت معصية "جديدة"؟ فتساءلت: (من أين جاءني هذا الغم؟).
اعلم أخي في التعامل مع الله:
1. أنك قد تغتم بذنب قديم...مرت عليه أيام وشهور، ومُنحْتَ الفرص لتتوب منه فلم تتبْ، فأمِنْتَ من عاقبته ونسيت أن الله يمهل ولا يهمل ! ولهذا كان من جميل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ) (مسلم)..دِقه: يعني ما دق منه وصغر، ولاحظ: وأوله (القديم) وآخره (الجديد).
وكان ايضاً من دعائه عليه الصلاة والسلام فيما يرويه الإمام مسلم:
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).
2. أننا نعصي الله كثيراً ويومياً، ومعاصي مكررة، بعضها "فعل" وبعضها (وهو الأخفى) "ترك"، ترك واجبات أجلناها وماطلنا فيها. لكن إحساسنا بالمعصية تبلد فما عدنا نراها! بل أصبحت جزءاً من الخلفية الباهتة لحياتنا اليومية.
3. أنَّ لدينا أحياناً "لؤماً" في التعامل مع الله ! فنستهين بالذنب، ثم ننظر: فإذا لم يعاجلنا الله بعقوبة أمِنَّا وضممنا هذا الذنب إلى دائرة (مكتسباتنا) وما نستمرئه ونعتاده من معاصينا ! على اعتبار أن الله أمرَّها لنا (مشَّالنا إياها)، ناسين في ذلك الحياء من الله وترك المعصية حباً له وتعظيماً.
4. أننا أُمَّة مرحومة. فالغمُّ الذي يصيبك بذنبك ليس عقوبةً محضةً، بل قد يكون تطهيراً وتزكية، يرحمك الله به ليصرف عنك عذاباً أكبر يوم القيامة. قال أبو بَكْرٍ: (يا رسولَ اللهِ، كيف الصَّلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]؟!) فكلُّ سُوءٍ عَمِلْنا جُزِينا به؟!
- فقال رسولُ اللهِ: (غفَرَ اللهُ لك يا أبا بَكْرٍ، ألستَ تَمرَضُ؟ ألستَ تَنصَبُ (يعني تتعب وتصيبك المشقة)؟ ألستَ تَحزَنُ؟ ألستَ تُصيبُك اللَّأْواءُ (يعني المشقة وضيق العيش) ؟ قال: بلى. قال: (فهو ما تُجزَوْنَ به). فالغم والحزن مطهرات مكفرات ذنوب.
- تذكر هذا كله، حتى إذا أصابك غمٌّ، فإياك أن تقول: (لماذا يا رب؟)!! بل تستكين وتتوب وتعود قائلاً: (اغفر لي يا رب).
- اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واكشف عنا وعن المسلمين كل غم وهم وحزن.
*********
ملاحظة: لا نحصر أسباب الحزن بالمعاصي القديمة وإنما نقول هي من أسبابه.
¤ إياد قنيبي ¤
اعلم أخي في التعامل مع الله:
1. أنك قد تغتم بذنب قديم...مرت عليه أيام وشهور، ومُنحْتَ الفرص لتتوب منه فلم تتبْ، فأمِنْتَ من عاقبته ونسيت أن الله يمهل ولا يهمل ! ولهذا كان من جميل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ) (مسلم)..دِقه: يعني ما دق منه وصغر، ولاحظ: وأوله (القديم) وآخره (الجديد).
وكان ايضاً من دعائه عليه الصلاة والسلام فيما يرويه الإمام مسلم:
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).
2. أننا نعصي الله كثيراً ويومياً، ومعاصي مكررة، بعضها "فعل" وبعضها (وهو الأخفى) "ترك"، ترك واجبات أجلناها وماطلنا فيها. لكن إحساسنا بالمعصية تبلد فما عدنا نراها! بل أصبحت جزءاً من الخلفية الباهتة لحياتنا اليومية.
3. أنَّ لدينا أحياناً "لؤماً" في التعامل مع الله ! فنستهين بالذنب، ثم ننظر: فإذا لم يعاجلنا الله بعقوبة أمِنَّا وضممنا هذا الذنب إلى دائرة (مكتسباتنا) وما نستمرئه ونعتاده من معاصينا ! على اعتبار أن الله أمرَّها لنا (مشَّالنا إياها)، ناسين في ذلك الحياء من الله وترك المعصية حباً له وتعظيماً.
4. أننا أُمَّة مرحومة. فالغمُّ الذي يصيبك بذنبك ليس عقوبةً محضةً، بل قد يكون تطهيراً وتزكية، يرحمك الله به ليصرف عنك عذاباً أكبر يوم القيامة. قال أبو بَكْرٍ: (يا رسولَ اللهِ، كيف الصَّلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]؟!) فكلُّ سُوءٍ عَمِلْنا جُزِينا به؟!
- فقال رسولُ اللهِ: (غفَرَ اللهُ لك يا أبا بَكْرٍ، ألستَ تَمرَضُ؟ ألستَ تَنصَبُ (يعني تتعب وتصيبك المشقة)؟ ألستَ تَحزَنُ؟ ألستَ تُصيبُك اللَّأْواءُ (يعني المشقة وضيق العيش) ؟ قال: بلى. قال: (فهو ما تُجزَوْنَ به). فالغم والحزن مطهرات مكفرات ذنوب.
- تذكر هذا كله، حتى إذا أصابك غمٌّ، فإياك أن تقول: (لماذا يا رب؟)!! بل تستكين وتتوب وتعود قائلاً: (اغفر لي يا رب).
- اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واكشف عنا وعن المسلمين كل غم وهم وحزن.
*********
ملاحظة: لا نحصر أسباب الحزن بالمعاصي القديمة وإنما نقول هي من أسبابه.
¤ إياد قنيبي ¤
https://youtu.be/JreRxmCje_U
🔵 الغم والاكتئاب: ابتلاء أم اضطرابات فسيولوجية؟
🔵 الغم والاكتئاب: ابتلاء أم اضطرابات فسيولوجية؟
ينتحر الملحدون. فتنادي الفطرة مَن حولهم أن: (اعتبروا وانظروا عاقبة من جحد ربّه) . فيأتي شياطين الإنس ليجعلوا من المنتحر والمنتحرة أبطالاً وينسجوا القصص ويُخرسوا صوت الفطرة. وفي غبارهم تضيع العبرة ويقع المزيد في الهاوية. (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك)...(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)).
. . .
□ إياد قنيبي □
. . .
□ إياد قنيبي □
"لا تهتم بالناس"
صحيح أن عليك أن تفعل الحق وتقول الحق و"لا تهتم بالناس" و"لا تأخذك في الله لومة لائم"..
لكن بعض الشباب تتحول عنده المسألة مع الوقت إلى عدم اهتمام بالناس ولا بمشاعرهم عموماً ! يعني يسهل عليهم جرح شعورهم وكسر خاطرهم..
والنتيجة: عُجبٌ واعتداد بالنفس (يظنه تمسكاً بالحق الذي يرى نفسه يمثله) واستهانة بمشاعر الناس (الذين خالفوا الحق في جزئيات معينة فيراهم يستحقون الاستهانة بشعورهم عموماً-في الحق وغيره) !
ليس هكذا يعلمنا ديننا !
بل يعلمنا قول الحق والعمل به، رضي من الناس من رضي وسخط من سخط.
ويعلمنا أن نُخلص نيتنا لله ولا يكون محركنا في أعمالنا رضا الناس.
لكن في الوقت ذاته نراعي مشاعرهم ونجبر خواطرهم ونشعرهم بالاهتمام الصادق بهم.
فنحن نستهين بتخذيلهم إيانا عن الحق لكن لا نستهين بهم وبشعورهم عموماً..
وجيد أن تكون "مش شايف حد" في التخذيل عن الحق، لكن مذموم أن تكون "مش شايف حد"
عموماً !
والخط الفاصل بين الأمرين يحتاج توفيقا من الله وتواضعاً وتجرُّداً.
ومن وفقه الله لذلك كانت دعوته إلى الحق أقرب لقبول الناس جداً، إذ أنك تحفظ احترامهم فتساعدهم على فصل أخطائهم عن أنفسهم والتخلص منها.
ونصوص الكتاب والسنة في مراعاة مشاعر الناس كثيرة: (ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ) (الأحزاب).
(لا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإنَّ ذلك يُحزنُه)
(وقولوا للناس حسنا)
ونصوص تحريم المن بالصدقة والترويع مزحاً وغيرها.
بل وفي الأبوين المشركين اللذَين يجاهدان ابنهما ليشرك بالله: (فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) !
وكل أخلاق الإسلام من منع الظلم والغيبة والنميمة واللمز والهمز والفُحش وبذاءة القول وغيرها فيها مراعاة مشاعر الناس.
فلا تهتم بتخذيل الناس إياك عن الحق، لكن اهتم بهم وبمشاعرهم.
. . .
▪إياد قنيبي▪
صحيح أن عليك أن تفعل الحق وتقول الحق و"لا تهتم بالناس" و"لا تأخذك في الله لومة لائم"..
لكن بعض الشباب تتحول عنده المسألة مع الوقت إلى عدم اهتمام بالناس ولا بمشاعرهم عموماً ! يعني يسهل عليهم جرح شعورهم وكسر خاطرهم..
والنتيجة: عُجبٌ واعتداد بالنفس (يظنه تمسكاً بالحق الذي يرى نفسه يمثله) واستهانة بمشاعر الناس (الذين خالفوا الحق في جزئيات معينة فيراهم يستحقون الاستهانة بشعورهم عموماً-في الحق وغيره) !
ليس هكذا يعلمنا ديننا !
بل يعلمنا قول الحق والعمل به، رضي من الناس من رضي وسخط من سخط.
ويعلمنا أن نُخلص نيتنا لله ولا يكون محركنا في أعمالنا رضا الناس.
لكن في الوقت ذاته نراعي مشاعرهم ونجبر خواطرهم ونشعرهم بالاهتمام الصادق بهم.
فنحن نستهين بتخذيلهم إيانا عن الحق لكن لا نستهين بهم وبشعورهم عموماً..
وجيد أن تكون "مش شايف حد" في التخذيل عن الحق، لكن مذموم أن تكون "مش شايف حد"
عموماً !
والخط الفاصل بين الأمرين يحتاج توفيقا من الله وتواضعاً وتجرُّداً.
ومن وفقه الله لذلك كانت دعوته إلى الحق أقرب لقبول الناس جداً، إذ أنك تحفظ احترامهم فتساعدهم على فصل أخطائهم عن أنفسهم والتخلص منها.
ونصوص الكتاب والسنة في مراعاة مشاعر الناس كثيرة: (ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ) (الأحزاب).
(لا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإنَّ ذلك يُحزنُه)
(وقولوا للناس حسنا)
ونصوص تحريم المن بالصدقة والترويع مزحاً وغيرها.
بل وفي الأبوين المشركين اللذَين يجاهدان ابنهما ليشرك بالله: (فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) !
وكل أخلاق الإسلام من منع الظلم والغيبة والنميمة واللمز والهمز والفُحش وبذاءة القول وغيرها فيها مراعاة مشاعر الناس.
فلا تهتم بتخذيل الناس إياك عن الحق، لكن اهتم بهم وبمشاعرهم.
. . .
▪إياد قنيبي▪
أحد معارفي (أبو عبد الله) نصحته قبل سنوات بخصوص الأغاني التي ينبعث صوتها من مطعمه، وكان في أسلوبي شدة.. فقال: (السلام عليكم) وانسحب.
مرت الأيام وتعاملنا بطريقة اعتيادية كلما التقينا.. سلام/سلام/كيف الحال؟/الحمد لله.
قبل قليل التقيت به فقلت له: (أبا عبد الله، أذكر موقفاً حصل بيني وبينك مرة: نصحتك وكان في أسلوبي شدة، فلم يعجبك وانسحبتَ. أريد أن أثني على جانب من موقفك: أعلى المراتب أن تسمع النصيحة، وأدناها أن تبرر خطأك وتدافع عنه، والذي يفعل ذلك يحرم نفسه من الدخول في قوله تعالى: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم). أنت جزاك الله خيرا لم تدافع عن خطئك، بل حين لم يعجبك أسلوبي انسحبت. ثم بينك وبين ربك عز وجل تستطيع أن تعترف له بخطئك وتصلحه، ليس مطلوباً منك أن تعترف لي، فنحن ليس عندنا (رجال دين) تعترف لهم ولا صكوك غفران.
فقال لي أبو عبد الله: يومها، عدت إلى المطعم وقلت للموظفين: لا تشغلوا الأغاني من اليوم فصاعداً، وبالفعل استجابوا.
فقبَّلتُ رأسه وشكرته.
محل الشاهد: إذا نصحك ناصح وكان في أسلوبه غلظة فبإمكانك أن تنسحب، ثم تفكر بهدوء، ثم تعترف (لله) وتستجيب (لله). ولا تدع خطأ الناصح يدفعك لأن تأخذك العزة بالإثم وتدافع عن معصية...رجاء أن تدخل في قوله تعالى: (عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم).
مرت الأيام وتعاملنا بطريقة اعتيادية كلما التقينا.. سلام/سلام/كيف الحال؟/الحمد لله.
قبل قليل التقيت به فقلت له: (أبا عبد الله، أذكر موقفاً حصل بيني وبينك مرة: نصحتك وكان في أسلوبي شدة، فلم يعجبك وانسحبتَ. أريد أن أثني على جانب من موقفك: أعلى المراتب أن تسمع النصيحة، وأدناها أن تبرر خطأك وتدافع عنه، والذي يفعل ذلك يحرم نفسه من الدخول في قوله تعالى: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم). أنت جزاك الله خيرا لم تدافع عن خطئك، بل حين لم يعجبك أسلوبي انسحبت. ثم بينك وبين ربك عز وجل تستطيع أن تعترف له بخطئك وتصلحه، ليس مطلوباً منك أن تعترف لي، فنحن ليس عندنا (رجال دين) تعترف لهم ولا صكوك غفران.
فقال لي أبو عبد الله: يومها، عدت إلى المطعم وقلت للموظفين: لا تشغلوا الأغاني من اليوم فصاعداً، وبالفعل استجابوا.
فقبَّلتُ رأسه وشكرته.
محل الشاهد: إذا نصحك ناصح وكان في أسلوبه غلظة فبإمكانك أن تنسحب، ثم تفكر بهدوء، ثم تعترف (لله) وتستجيب (لله). ولا تدع خطأ الناصح يدفعك لأن تأخذك العزة بالإثم وتدافع عن معصية...رجاء أن تدخل في قوله تعالى: (عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم).
كثيراً ما تجد نفسك عالقاً بأوحال (قلة الإنجاز)..تصحو، تتذكر أن الأيام الماضية مرَّت دون إنجاز شيء يُذكر في طريق تحقيق أهدافك..تندم على إضاعة الوقت والتشتت، تُحبط..تقول: اليوم سيكون مختلفاً..يمر اليوم ولا يكون مختلفاً ! فتزداد إحباطاً، وتدخل في حلقة مفرغة-كرة ثلجٍ نامية:
قلة إنجاز وبالتالي إحباط وبالتالي نفس محبَطة عن الإنجاز وبالتالي مرور الأيام دون إنجاز !
تحتاج في هذه الحالة أن تقول لنفسك:
(نقطة...سطر جديد) لن أعلق في أوحال الماضي، لن ألتفت إلى الوراء، لن أدخل في الحلقة المفرغة. وسأتطلع إلى الأمام وأستعين بالله.
أنا عن نفسي، أحاول أيضاً أن أتأمل فائدة من التأخيرات التي تحصل فأقول: لعلي كنت سأعمل عملاً صالحاً، أنجز فيه كثيراً لكن بإخلاص مشوب، وبالتالي فما فائدة الإنجاز الكثير إذا لم يكن خالصاً؟ فلعل الركود النفسي يزيدني لجوءاً إلى الله ويقيناً بحاجتي إليه وأني بلا معونة منه = لا شيء، فأزداد إخلاصاً ويُصبح هذا العمل المؤخر مضاعف الأجر.
أعطِ لنفسك نظرات إيجابية كهذه، لا لتبرر قلة الإنجاز، لكن لتخرج من الحلقة المفرغة.
ستقول: لكني فعلت ذلك، وقلت لنفسي (نقطة...سطر جديد) مئة مرة...
معلش ! قلها ألف مرة..ولا تدخل في الحلقة المفرغة ولا تلتفت للوراء. وتذكر أعظم حديث يحمل هذا المعنى، وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم:
(احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.) (مسلم).
لذلك: نقطة...سطر جديد.
قلة إنجاز وبالتالي إحباط وبالتالي نفس محبَطة عن الإنجاز وبالتالي مرور الأيام دون إنجاز !
تحتاج في هذه الحالة أن تقول لنفسك:
(نقطة...سطر جديد) لن أعلق في أوحال الماضي، لن ألتفت إلى الوراء، لن أدخل في الحلقة المفرغة. وسأتطلع إلى الأمام وأستعين بالله.
أنا عن نفسي، أحاول أيضاً أن أتأمل فائدة من التأخيرات التي تحصل فأقول: لعلي كنت سأعمل عملاً صالحاً، أنجز فيه كثيراً لكن بإخلاص مشوب، وبالتالي فما فائدة الإنجاز الكثير إذا لم يكن خالصاً؟ فلعل الركود النفسي يزيدني لجوءاً إلى الله ويقيناً بحاجتي إليه وأني بلا معونة منه = لا شيء، فأزداد إخلاصاً ويُصبح هذا العمل المؤخر مضاعف الأجر.
أعطِ لنفسك نظرات إيجابية كهذه، لا لتبرر قلة الإنجاز، لكن لتخرج من الحلقة المفرغة.
ستقول: لكني فعلت ذلك، وقلت لنفسي (نقطة...سطر جديد) مئة مرة...
معلش ! قلها ألف مرة..ولا تدخل في الحلقة المفرغة ولا تلتفت للوراء. وتذكر أعظم حديث يحمل هذا المعنى، وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم:
(احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.) (مسلم).
لذلك: نقطة...سطر جديد.
ما هكذا نواجه #النسوية يا طيبين!
تجاوزات النسوية للشريعة ومبالغاتها يجب ألا تجعلنا نتطرف في الرد وننكر وجود ظلم واقع على النساء في مجتمعنا..نعم ليس بالصورة التي تصورها النسويات.. لكنه موجود..ويجب ألا يسكت أهل الحق عنه..طاعة لله أولا ثم منعا لمن في قلبه مرض من استغلالها نصرة لفكر مناقض للشرع..
التقوى هي الإنصاف وأنت تقابل خصما لا يعرف الإنصاف...لا أن تفقد الإنصاف أيضا ولكن في الاتجاه المعاكس.. هذا هو منطوق قرآننا الجميل :"وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"
قد لا تجد ظلما للمرأة في بيئتك..ربما..لكن هذا لا يعني عدم وجود الظلم في أماكن أخرى..
مازالت هناك بنات يجبرن على الزواج ممن لا خلاق له
مازالت هناك نساء يحرمن من حقهن في الميراث إما بالإكراه المباشر أو غير المباشر
مازالت هناك نساء يحرمن من حقهن في التعليم
مازالت هناك نساء يضربن من أزاواجهن ضربا لا يجوز ضربه للحيوان وربما الجماد!..وربما لا يجدن أي نصير من الأهل سوى كلمة:اصبري!..أليس في الشرع جواب آخر؟ أين نصرة المظلوم؟!
مازالت هناك بنات يحرمن من التربية الإسلامية ..حتى إذا انحرفن قتلن من قبل آبائهن المنحرفين أصلا!..جريمة في عدم تربيتها وجريمة في طريقة معالجة انحرافها..
في بعض المجتمعات تجبر المرأة أحيانا على لبس السواد وكأنه الزي الشرعي الوحيد لهن!!
أرجوكم..لا تقوموا بدعاية مجانية للنسويات..بل حتى لو لم يكن هناك نسويات فإن حق المرأة لابد أن يصل إليها ولو لم تطلبه..هذا ليس كلاما عاطفيا بل هو شرع ربنا..
▪د. أيمن خليل البلوي▪
تجاوزات النسوية للشريعة ومبالغاتها يجب ألا تجعلنا نتطرف في الرد وننكر وجود ظلم واقع على النساء في مجتمعنا..نعم ليس بالصورة التي تصورها النسويات.. لكنه موجود..ويجب ألا يسكت أهل الحق عنه..طاعة لله أولا ثم منعا لمن في قلبه مرض من استغلالها نصرة لفكر مناقض للشرع..
التقوى هي الإنصاف وأنت تقابل خصما لا يعرف الإنصاف...لا أن تفقد الإنصاف أيضا ولكن في الاتجاه المعاكس.. هذا هو منطوق قرآننا الجميل :"وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"
قد لا تجد ظلما للمرأة في بيئتك..ربما..لكن هذا لا يعني عدم وجود الظلم في أماكن أخرى..
مازالت هناك بنات يجبرن على الزواج ممن لا خلاق له
مازالت هناك نساء يحرمن من حقهن في الميراث إما بالإكراه المباشر أو غير المباشر
مازالت هناك نساء يحرمن من حقهن في التعليم
مازالت هناك نساء يضربن من أزاواجهن ضربا لا يجوز ضربه للحيوان وربما الجماد!..وربما لا يجدن أي نصير من الأهل سوى كلمة:اصبري!..أليس في الشرع جواب آخر؟ أين نصرة المظلوم؟!
مازالت هناك بنات يحرمن من التربية الإسلامية ..حتى إذا انحرفن قتلن من قبل آبائهن المنحرفين أصلا!..جريمة في عدم تربيتها وجريمة في طريقة معالجة انحرافها..
في بعض المجتمعات تجبر المرأة أحيانا على لبس السواد وكأنه الزي الشرعي الوحيد لهن!!
أرجوكم..لا تقوموا بدعاية مجانية للنسويات..بل حتى لو لم يكن هناك نسويات فإن حق المرأة لابد أن يصل إليها ولو لم تطلبه..هذا ليس كلاما عاطفيا بل هو شرع ربنا..
▪د. أيمن خليل البلوي▪
تكرر سؤال بعض الإخوة والأخوات: هل تسمح لي بنشر موادك على صفحتي/استخدامها في دوراتي
الجواب:
1. طبعاً، بل وجزاكم الله خيراً. ومن كان لا يفضل أن يذكر اسمي لاعتبارات معينة ويريد نفع الناس لوجه الله تعالى فلا داعي لذكر اسم العبد الفقير. فقط المطلوب أن يبين أن الكلام منقول حتى لا يُظن لاحقاً أن أخاكم ينقل عن غيره دون عزوٍ.
2. أرجو عدم نشر أي كتاب تُجمع فيه مواد للعبد الفقير من مقالات منوعة أو تفريغات سلاسل دون الرجوع إليَّ، فإني أحب بعد الفراغ من سلسلة ما أن أعيد ترتيب أفكارها وتسلسها وأُنضجها قبل طباعتها في كتاب، فلا أريد أن ينتشر كتاب لم تُنضج مادته يختلط بالكتاب المنضج المرتب. أما تداول مادة مطبوعة لطلاب دورة مثلاً على نطاق محصور فلا إشكال فيه.
وأذكر نفسي وإياكم:
قل لمن لم يُخلص: لا تتعب!
وجزاكم الله خيرا.
[إياد قنيبي]
الجواب:
1. طبعاً، بل وجزاكم الله خيراً. ومن كان لا يفضل أن يذكر اسمي لاعتبارات معينة ويريد نفع الناس لوجه الله تعالى فلا داعي لذكر اسم العبد الفقير. فقط المطلوب أن يبين أن الكلام منقول حتى لا يُظن لاحقاً أن أخاكم ينقل عن غيره دون عزوٍ.
2. أرجو عدم نشر أي كتاب تُجمع فيه مواد للعبد الفقير من مقالات منوعة أو تفريغات سلاسل دون الرجوع إليَّ، فإني أحب بعد الفراغ من سلسلة ما أن أعيد ترتيب أفكارها وتسلسها وأُنضجها قبل طباعتها في كتاب، فلا أريد أن ينتشر كتاب لم تُنضج مادته يختلط بالكتاب المنضج المرتب. أما تداول مادة مطبوعة لطلاب دورة مثلاً على نطاق محصور فلا إشكال فيه.
وأذكر نفسي وإياكم:
قل لمن لم يُخلص: لا تتعب!
وجزاكم الله خيرا.
[إياد قنيبي]
- (رأيت الحسد في عينيه..كنت أكلمه عن نجاح من نجاحاتي الأخيرة، فلم يستطع أن يخفي غيرته وحسده).
- وبعدها؟
- (أصبحت أتجنبه).
- لماذا؟
- (أقول لك يحسدني ويغار بوضوح!)
- طيب، وهل حاول إيذاءك؟
- (لا...لكن كونه صديقي يعني أن عليه أن يتمنى لي الخير ولا ينزعج حتى إذا تفوقت عليه. أصلاً لو كان مؤمناً حقاً لما حسدني على الدنيا، المؤمن ينافس في أمور الآخرة والأجر والحسنات).
- ابتسامة 😊: أنت يا صديقي تتكلم عن مستوىً لا أظنك أنت شخصياً حققتَه! ومع ذلك تحاسب عليه الناس. قال ابن تيمية عن الحسد: (...وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا قليل من الناس، ولهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه . وقد قيل للحسن البصري : أيحسد المؤمن؟ فقال ما أنساك إخوة يوسف لا أبا لك ! ولكن عمِّه (يعني أخفِه) في صدرك فإنه لا يضرك ما لم تَعْدُ به يداً ولسانا (يعني ما لم يتحول إلى كلام تتكلم به أو فعل تفعله). فمن وجد في نفسه حسدا لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر ( (مجموع فتاوى ابن تيمية/أمراض القلوب وشفاؤها).
- أخي، يا من مَنَّ الله عليك بنجاحات ونعم يفتقدها غيرك، راعِ مشاعر الناس، وأشرِكهم في نجاحاتك إن استطعت، وتواضع لهم. فهذا مما يقلل شعورهم بالغيرة والحسد تجاهك. فإن وقع في نفوسهم شيء من الحسد فرأيتهم يكتمونه ويجاهدونه فلا تنفر عنهم ما داموا لم يحولوه إلى قولٍ أو عملٍ يؤذونك به، واسأل الله السلامة من أثر حسدهم.
- وأنت لا تَكره نفسك إن وقع بها غيرة أو حسد تجاه شخصٍ ما، فهذا مما قلَّ مَن يسلم منه. لكن جاهد شعورك هذا، وحاول أن تحوله إلى غِبطة، بحيث لا ترجو زوال النعمة عن أخيك بل ترجو مثلها من الله، واحفظ لأخيك هذا حق أُخوته الإيمانية واتَّقِ الله فيه، فإن فعلت فإنك مأجور غير ملوم. فالإسلام لا يصادم طبائع الناس لكن يزكيها ويهذبها.
- اللهم طهر قلوبنا من الحسد، واجعل منافستنا للناس في أمر الآخرة.. (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
- وبعدها؟
- (أصبحت أتجنبه).
- لماذا؟
- (أقول لك يحسدني ويغار بوضوح!)
- طيب، وهل حاول إيذاءك؟
- (لا...لكن كونه صديقي يعني أن عليه أن يتمنى لي الخير ولا ينزعج حتى إذا تفوقت عليه. أصلاً لو كان مؤمناً حقاً لما حسدني على الدنيا، المؤمن ينافس في أمور الآخرة والأجر والحسنات).
- ابتسامة 😊: أنت يا صديقي تتكلم عن مستوىً لا أظنك أنت شخصياً حققتَه! ومع ذلك تحاسب عليه الناس. قال ابن تيمية عن الحسد: (...وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا قليل من الناس، ولهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه . وقد قيل للحسن البصري : أيحسد المؤمن؟ فقال ما أنساك إخوة يوسف لا أبا لك ! ولكن عمِّه (يعني أخفِه) في صدرك فإنه لا يضرك ما لم تَعْدُ به يداً ولسانا (يعني ما لم يتحول إلى كلام تتكلم به أو فعل تفعله). فمن وجد في نفسه حسدا لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر ( (مجموع فتاوى ابن تيمية/أمراض القلوب وشفاؤها).
- أخي، يا من مَنَّ الله عليك بنجاحات ونعم يفتقدها غيرك، راعِ مشاعر الناس، وأشرِكهم في نجاحاتك إن استطعت، وتواضع لهم. فهذا مما يقلل شعورهم بالغيرة والحسد تجاهك. فإن وقع في نفوسهم شيء من الحسد فرأيتهم يكتمونه ويجاهدونه فلا تنفر عنهم ما داموا لم يحولوه إلى قولٍ أو عملٍ يؤذونك به، واسأل الله السلامة من أثر حسدهم.
- وأنت لا تَكره نفسك إن وقع بها غيرة أو حسد تجاه شخصٍ ما، فهذا مما قلَّ مَن يسلم منه. لكن جاهد شعورك هذا، وحاول أن تحوله إلى غِبطة، بحيث لا ترجو زوال النعمة عن أخيك بل ترجو مثلها من الله، واحفظ لأخيك هذا حق أُخوته الإيمانية واتَّقِ الله فيه، فإن فعلت فإنك مأجور غير ملوم. فالإسلام لا يصادم طبائع الناس لكن يزكيها ويهذبها.
- اللهم طهر قلوبنا من الحسد، واجعل منافستنا للناس في أمر الآخرة.. (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
نتائج التوجيهي (الثانوية العامة)
1. مبارك لمن حصَّلوا العلامات التي يحتاجونها لأهدافٍ صحيحة، وأعانهم الله على توظيفها كما يحب ويرضى، ووفق الآخرين لتحقيق الفلاح بطريقة أخرى.
2. أنتَ لستَ علامتك ! فلا تُقَيم نفسك واحترامك لذاتك والآخرين بها. ودراستك ليست أهم شيء كما يقال لك، بل أهم شيء أن تعمل لما خُلقت من أجله وتوظف كل إنجاز في سبيل ذلك. ونجاحك الحقيقي هو في أن تعطي كل ذي حق حقه.
3. تضخيم المجتمع للثانوية العامة بشكل مبالَغٍ فيه هو من ثمار المنظومة المادية الرأسمالية التي تعلي من شأن العلامة/الشهادة/الوظيفة/سوق العمل/الراتب، وهي منظومة فشلت تماماً في بناء الإنسان.
4. في المنهج الرباني، النجاح الحقيقي هو في بناء إنسان ناجحٍ في عقيدته وفكره ونفسيته وعاطفته وشخصيته وسلوكه، قادرٍ على تحقيق التوازن والسعادة والتمتع بالحصانة أمام المؤذيات بأشكالها، متحررٍ من الاستعباد لغير الله، وهو ما لا تقيسه نتائج الثانوية العامة !
5. الاحتفال بطريقة فيها معاصٍ وغفلة وإيذاء للناس هو رسوبٌ في اختبار الشكر لله! مع علمنا بأن عامة المحتفلين بهذه الطريقة ليسوا من المتفوقين بل وأحيانا ليسوا طلاباً أصلاً!
6. أيها الطلاب المتفوقون، أظهروا الشكر لربكم كما يحب ويرضى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم). أتقنوا تخصصاتكم وفي الوقت ذاته اطلبوا العلوم التي تؤسس المسلم فكريا وعقديا وسلوكياً وترسي له القواعد التي يبني عليها بالعلم النافع. فالأمة في أمس الحاجة إلى من يحققون هذا المزيج المتناغم من التمكن في العلوم الطبيعية والإنسانية والشرعية معاً، ويكونون قدوات تبعث العزة في نفوس المسلمين.
والحمد لله رب العالمين.
1. مبارك لمن حصَّلوا العلامات التي يحتاجونها لأهدافٍ صحيحة، وأعانهم الله على توظيفها كما يحب ويرضى، ووفق الآخرين لتحقيق الفلاح بطريقة أخرى.
2. أنتَ لستَ علامتك ! فلا تُقَيم نفسك واحترامك لذاتك والآخرين بها. ودراستك ليست أهم شيء كما يقال لك، بل أهم شيء أن تعمل لما خُلقت من أجله وتوظف كل إنجاز في سبيل ذلك. ونجاحك الحقيقي هو في أن تعطي كل ذي حق حقه.
3. تضخيم المجتمع للثانوية العامة بشكل مبالَغٍ فيه هو من ثمار المنظومة المادية الرأسمالية التي تعلي من شأن العلامة/الشهادة/الوظيفة/سوق العمل/الراتب، وهي منظومة فشلت تماماً في بناء الإنسان.
4. في المنهج الرباني، النجاح الحقيقي هو في بناء إنسان ناجحٍ في عقيدته وفكره ونفسيته وعاطفته وشخصيته وسلوكه، قادرٍ على تحقيق التوازن والسعادة والتمتع بالحصانة أمام المؤذيات بأشكالها، متحررٍ من الاستعباد لغير الله، وهو ما لا تقيسه نتائج الثانوية العامة !
5. الاحتفال بطريقة فيها معاصٍ وغفلة وإيذاء للناس هو رسوبٌ في اختبار الشكر لله! مع علمنا بأن عامة المحتفلين بهذه الطريقة ليسوا من المتفوقين بل وأحيانا ليسوا طلاباً أصلاً!
6. أيها الطلاب المتفوقون، أظهروا الشكر لربكم كما يحب ويرضى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم). أتقنوا تخصصاتكم وفي الوقت ذاته اطلبوا العلوم التي تؤسس المسلم فكريا وعقديا وسلوكياً وترسي له القواعد التي يبني عليها بالعلم النافع. فالأمة في أمس الحاجة إلى من يحققون هذا المزيج المتناغم من التمكن في العلوم الطبيعية والإنسانية والشرعية معاً، ويكونون قدوات تبعث العزة في نفوس المسلمين.
والحمد لله رب العالمين.
ولا يخافون لومة لائم
. .
عندما تتأثر برأي الآخرين فيك وكلامهم عنك ولومهم لك...
عندما تضيع البوصلة:
تقوم بعمل، أو تتخذ موقفا، يمدحك المادحون عليه فتُسر، يلومك اللائمون فتندم، وتتخذ موقفا آخر لتُعدل الوضع، فيلومك آخرون ويذمك من مدحك بالأمس، وتتشتَّتُ نفسك وفكرك ولا تدري ماذا تفعل...
فاقرأ حينئذ قول الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (54) ) (المائدة).
(يُحِبُّهم): وإذا أحب الله عبادا له أراهم لطائف وعلامات تلك المحبة، فيأنس بها العباد أيما أُنس.
استشعار تلك المحبة هو مصدر طمأنينتهم وثباتهم وقوتهم. وهم مستعدون لفعل أي شيء للمحافظة عليها، ويرفضون بحزمٍ فعل أي شيء يُفقدهم محبة الله لهم واستشعار أنه معهم.
(ويحبونه): محبةً ملأت عليهم قلوبهم، لا يزاحمها التفكير في نظرة الناس لهم، ولا يقدمون عليها استرضاء أحد من الخلق أو دفع سخطه وملامته. بل محبتهم لله تحكم شعورهم ومواقفهم ونظرتهم لكل أحد ولكل شيء، وعلى أساسها يكون حبهم للآخرين أو بغضهم. فهي محبة مهيمنة حاكمة، لا شريكة مزاحمة.
(أذلةٍ على المؤمنين): لأن محبة المؤمنين تابعة في قلوبهم لمحبة الله تعالى. وذلهم للمؤمنين دليل على أن استخفافهم باللوم ليس عن كبر ولا غرور.
(أعزة على الكافرين): حتى لو ظهر الكافرون منتصرين وأن العزة لهم، فمحبة الله في قلوب المؤمنين مصدر استعلاء وثقة، لا تنهزم نفوسهم ولا تنكسر.
(يجاهدون في سبيل الله): بقلوبهم وألسنتهم وأيديهم. يجاهدون الكفار والمنافقين وباطلهم وإفسادهم، وهم يعلمون أن جهادهم هذا قد يكون تجديفا عكس التيار وقد يُعَرضهم للكثير من التضحيات. ومع ذلك:
(ولا يخافون لومة لائم): هذا اللائم قد يكون من أهل الباطل، يلوم ليُخَذلك أو يُنَدِّمك ويشمت فيك، وقد يكون من المسلمين المحبين لك، يلومك على ما "خسرته" وأنت تنكر المنكر أو تحارب الباطل، يلومك محبة لك وخوفا عليك.
ومع ذلك، فهذا اللوم كله، أيَّاً كان صاحبه وأيَّاً كان دافعه، لا يؤثر في مواقف المؤمنين الخُلَّص، ولا يخافونه، ولا يحدِث لديهم ندما ولا تراجعا إن كانت مواقفهم منطلقة من محبة الله، وإن كانت تضحياتهم في سبيله وابتغاء وجهه الكريم، حتى لو كان لوم مُحبٍّ مشفقٍ حريص عليهم، لكنه غير محق بلومهم في ميزان الله. لذلك لاحظ العموم: (لومة لائم).
فالحزم والإعراض عن اللوم دليل يقينهم بالدين الذي من أجله يضحون، ودليل قوة عزمهم.
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء): ذلك الاجتماع للقلب على محبة الله، بحيث لا يَتَشَتَّت شمله، ولا يتمزق على محاولة إرضاء هذا وذاك، ولا يندم بلوم هذا وعتاب ذاك، بل يُصبح المؤمن هو الموجه والمؤثر في مواقف اللائمين والمصحح لمسارهم، ويَحمدون له يوما ما كانوا قد لاموه عليه بالأمس...هذا كله فضل من الله، ما أسعد من تعرض لطلبه وحظي به.
اللهم إنا نسألك من فضلك.
. .
عندما تتأثر برأي الآخرين فيك وكلامهم عنك ولومهم لك...
عندما تضيع البوصلة:
تقوم بعمل، أو تتخذ موقفا، يمدحك المادحون عليه فتُسر، يلومك اللائمون فتندم، وتتخذ موقفا آخر لتُعدل الوضع، فيلومك آخرون ويذمك من مدحك بالأمس، وتتشتَّتُ نفسك وفكرك ولا تدري ماذا تفعل...
فاقرأ حينئذ قول الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (54) ) (المائدة).
(يُحِبُّهم): وإذا أحب الله عبادا له أراهم لطائف وعلامات تلك المحبة، فيأنس بها العباد أيما أُنس.
استشعار تلك المحبة هو مصدر طمأنينتهم وثباتهم وقوتهم. وهم مستعدون لفعل أي شيء للمحافظة عليها، ويرفضون بحزمٍ فعل أي شيء يُفقدهم محبة الله لهم واستشعار أنه معهم.
(ويحبونه): محبةً ملأت عليهم قلوبهم، لا يزاحمها التفكير في نظرة الناس لهم، ولا يقدمون عليها استرضاء أحد من الخلق أو دفع سخطه وملامته. بل محبتهم لله تحكم شعورهم ومواقفهم ونظرتهم لكل أحد ولكل شيء، وعلى أساسها يكون حبهم للآخرين أو بغضهم. فهي محبة مهيمنة حاكمة، لا شريكة مزاحمة.
(أذلةٍ على المؤمنين): لأن محبة المؤمنين تابعة في قلوبهم لمحبة الله تعالى. وذلهم للمؤمنين دليل على أن استخفافهم باللوم ليس عن كبر ولا غرور.
(أعزة على الكافرين): حتى لو ظهر الكافرون منتصرين وأن العزة لهم، فمحبة الله في قلوب المؤمنين مصدر استعلاء وثقة، لا تنهزم نفوسهم ولا تنكسر.
(يجاهدون في سبيل الله): بقلوبهم وألسنتهم وأيديهم. يجاهدون الكفار والمنافقين وباطلهم وإفسادهم، وهم يعلمون أن جهادهم هذا قد يكون تجديفا عكس التيار وقد يُعَرضهم للكثير من التضحيات. ومع ذلك:
(ولا يخافون لومة لائم): هذا اللائم قد يكون من أهل الباطل، يلوم ليُخَذلك أو يُنَدِّمك ويشمت فيك، وقد يكون من المسلمين المحبين لك، يلومك على ما "خسرته" وأنت تنكر المنكر أو تحارب الباطل، يلومك محبة لك وخوفا عليك.
ومع ذلك، فهذا اللوم كله، أيَّاً كان صاحبه وأيَّاً كان دافعه، لا يؤثر في مواقف المؤمنين الخُلَّص، ولا يخافونه، ولا يحدِث لديهم ندما ولا تراجعا إن كانت مواقفهم منطلقة من محبة الله، وإن كانت تضحياتهم في سبيله وابتغاء وجهه الكريم، حتى لو كان لوم مُحبٍّ مشفقٍ حريص عليهم، لكنه غير محق بلومهم في ميزان الله. لذلك لاحظ العموم: (لومة لائم).
فالحزم والإعراض عن اللوم دليل يقينهم بالدين الذي من أجله يضحون، ودليل قوة عزمهم.
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء): ذلك الاجتماع للقلب على محبة الله، بحيث لا يَتَشَتَّت شمله، ولا يتمزق على محاولة إرضاء هذا وذاك، ولا يندم بلوم هذا وعتاب ذاك، بل يُصبح المؤمن هو الموجه والمؤثر في مواقف اللائمين والمصحح لمسارهم، ويَحمدون له يوما ما كانوا قد لاموه عليه بالأمس...هذا كله فضل من الله، ما أسعد من تعرض لطلبه وحظي به.
اللهم إنا نسألك من فضلك.
لا معنى للتعطيل احتفالا بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم مع تعطيل دينه وهجران سنته في التعليم وفي الحياة عموما!
. . .
▪إياد قنيبي▪
. . .
▪إياد قنيبي▪
من أراد بصدق أن يعمر الله قلبه .. فعليه أن ينظفه ويهيئه ويطيبه ثم يُملِّكه لله طواعيةً، تمليكا أبديا لا تأجيرا مؤقتا!
قائلا: رب أسلمت نفسي إليك .. رب إني نذرت لك ما في صدري محررا فتقبل مني .. وهو في ذلك مستحٍ من هذه البضاعة المزجاة، خائف ألا يقبله الله، باحثٌ عن أي خلل في هذا القلب يمكن أن يسقطه من عين الله .. قد أحرق سفنه على شاطئ الاستقامة لئلا يفكر في العودة إلى ماضي الغفلة ..
حينئذ سيعمر الله قلبه حقا،
وسيذوق حلاوة الإيمان حقا، ولن تجف حياته.
. . .
¤ إياد قنيبي ¤
قائلا: رب أسلمت نفسي إليك .. رب إني نذرت لك ما في صدري محررا فتقبل مني .. وهو في ذلك مستحٍ من هذه البضاعة المزجاة، خائف ألا يقبله الله، باحثٌ عن أي خلل في هذا القلب يمكن أن يسقطه من عين الله .. قد أحرق سفنه على شاطئ الاستقامة لئلا يفكر في العودة إلى ماضي الغفلة ..
حينئذ سيعمر الله قلبه حقا،
وسيذوق حلاوة الإيمان حقا، ولن تجف حياته.
. . .
¤ إياد قنيبي ¤
كنت في المتوضَّأ حين سألني دكتور في الخمسينات من عمره: (دكتور إياد، هل صحيح أن الواحد لا يستطيع أن يمسح على جواربه إلا إذا لبسهما على وضوء؟ قالوا لي ذلك فأحببت أن أتأكد منك).
أخفيت دهشتي من هذا السؤال الذي يسأله هذا (الدكتور) الذي كان قد تبوأ منصباً عالياً في حزبه (دون ذكر بلده ولا حزبه سَتراً عليه، علماً بأنه لم يكن حزباً "إسلامياً")، وأجبته بأن هذا صحيح مع ذكر الدليل.
محل الشاهد: كم صلاةً صلاها صاحبنا بوضوء غير صحيح وهو لا يعلم؟! وكم بيننا من أناس يجهلون أبسط الأحكام وتمرُّ عليهم السنون على حالهم هذا؟!
أيها الآباء، لا تقولوا: ستعلم المدارس أبناءنا..
أيها المعلمون والمعلمات، لا تقولوا: لا شك أن الطلاب يعلمون هذه المعلومة..
أيها الخطباء والموجهون ومن آتاهم الله شيئا من العلم: لا تستحوا أن تبثوه بين الناس، ولا يمنعنكم أصحاب المعزوفة البائسة: (الناس في كذا وكذا من الأوضاع الاقتصادية والسياسية و..و..، وأنتم تكلمونهم في هذه الأمور؟!) . المسلم العاقل يهتم بأمر الناس ويعيش همومهم ويعالج قضاياهم، ولا يمنعه هذا من الاهتمام بصلاح عبادتهم أيضاً.
أخفيت دهشتي من هذا السؤال الذي يسأله هذا (الدكتور) الذي كان قد تبوأ منصباً عالياً في حزبه (دون ذكر بلده ولا حزبه سَتراً عليه، علماً بأنه لم يكن حزباً "إسلامياً")، وأجبته بأن هذا صحيح مع ذكر الدليل.
محل الشاهد: كم صلاةً صلاها صاحبنا بوضوء غير صحيح وهو لا يعلم؟! وكم بيننا من أناس يجهلون أبسط الأحكام وتمرُّ عليهم السنون على حالهم هذا؟!
أيها الآباء، لا تقولوا: ستعلم المدارس أبناءنا..
أيها المعلمون والمعلمات، لا تقولوا: لا شك أن الطلاب يعلمون هذه المعلومة..
أيها الخطباء والموجهون ومن آتاهم الله شيئا من العلم: لا تستحوا أن تبثوه بين الناس، ولا يمنعنكم أصحاب المعزوفة البائسة: (الناس في كذا وكذا من الأوضاع الاقتصادية والسياسية و..و..، وأنتم تكلمونهم في هذه الأمور؟!) . المسلم العاقل يهتم بأمر الناس ويعيش همومهم ويعالج قضاياهم، ولا يمنعه هذا من الاهتمام بصلاح عبادتهم أيضاً.
وماذا يعنيني أن ينتصر الإسلام "يوماً ما"؟
عندما نسمع البشريات القرآنية والنبوية بانتصار دين الله، فتح روما، دخول هذا الدين لكل بيت...قد نقول في أنفسنا:
(وماذا يعنيني أن ينتصر الإسلام "يوماً ما"؟ أنا أريد أن أتخلص من القهر وأعيش العزة في زمني..لا تحدثوني عن الولاء للإسلام وحب انتصاره..هذا موجود لدي بالتأكيد..لكن أريد أن أكون أنا أيضاً منتصراً).
بل يعنيك!
فأولاً: استحضر أنها معركة ممتدة زماناً ومكاناً، فيها جولات والحرب سجال...لكن الجميل في الموضوع أن نتيجتها النهائية محسومة مُبَشَّرٌ بها بشارات صدق: النصر لك ولجيشك ولدينك. كل ما عليك فعله هو أن تحرص أن تكون من "الطائفة المنصورة" الممتدة عبر التاريخ والمنتصرة حتماً في النهاية، وألا تكون من الفرق الضالة عن الطريق.
فالمعارك الحاسمة التي سينتصر فيها المسلمون أنت جزءٌ منها. وفرقٌ كبير بين أن تعاني في معركة لا تعرف نهايتها، وتشك أن الغلبة ستكون للعدو فيها، وفي المقابل أن تعاني، بل وتُقتل، في جولةٍ من معركةٍ تعلم يقينا أن النصر فيها في النهاية لجيشك/جيش الطائفة المنصورة الممتدة، بل وأن موتك قبل أن تجني الثمار أعظم لك في الأجر.
ثانياً: هذه البشارات القرآنية والنبوية تعني أن هذه الأمة لن تموت في يوم من الأيام..مهما مرضت وضعفت وكاد لها اعداؤها. لن ينقرض المسلمون ويأتيَ أناس من كوكب آخر لينصروا الدين ! إن لم يكن النصر في زماننا فسيكون على يد ذرية من أبناء المسلمين. ودورك أن تقارع وتصبر وتصابر في جولتك وتسلم الراية لأبنائك ليستكملوا المشوار، وتزرع فيهم هذه الرؤيا: (والعاقبة للمتقين)، (وإن جندنا لهم الغالبون).
يضاف إلى ذلك أن الإسلام منصور دوماً بغلبة حجته وبرهانه على كل باطل، وأن المسلم فائز فوزاً آنياً مباشراً إن مات على ما يرضي الله حتى وإن قُتل من عدوه...فبعدها خلود له في الجنة وخلود لعدوه في النار..(فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
عندما نسمع البشريات القرآنية والنبوية بانتصار دين الله، فتح روما، دخول هذا الدين لكل بيت...قد نقول في أنفسنا:
(وماذا يعنيني أن ينتصر الإسلام "يوماً ما"؟ أنا أريد أن أتخلص من القهر وأعيش العزة في زمني..لا تحدثوني عن الولاء للإسلام وحب انتصاره..هذا موجود لدي بالتأكيد..لكن أريد أن أكون أنا أيضاً منتصراً).
بل يعنيك!
فأولاً: استحضر أنها معركة ممتدة زماناً ومكاناً، فيها جولات والحرب سجال...لكن الجميل في الموضوع أن نتيجتها النهائية محسومة مُبَشَّرٌ بها بشارات صدق: النصر لك ولجيشك ولدينك. كل ما عليك فعله هو أن تحرص أن تكون من "الطائفة المنصورة" الممتدة عبر التاريخ والمنتصرة حتماً في النهاية، وألا تكون من الفرق الضالة عن الطريق.
فالمعارك الحاسمة التي سينتصر فيها المسلمون أنت جزءٌ منها. وفرقٌ كبير بين أن تعاني في معركة لا تعرف نهايتها، وتشك أن الغلبة ستكون للعدو فيها، وفي المقابل أن تعاني، بل وتُقتل، في جولةٍ من معركةٍ تعلم يقينا أن النصر فيها في النهاية لجيشك/جيش الطائفة المنصورة الممتدة، بل وأن موتك قبل أن تجني الثمار أعظم لك في الأجر.
ثانياً: هذه البشارات القرآنية والنبوية تعني أن هذه الأمة لن تموت في يوم من الأيام..مهما مرضت وضعفت وكاد لها اعداؤها. لن ينقرض المسلمون ويأتيَ أناس من كوكب آخر لينصروا الدين ! إن لم يكن النصر في زماننا فسيكون على يد ذرية من أبناء المسلمين. ودورك أن تقارع وتصبر وتصابر في جولتك وتسلم الراية لأبنائك ليستكملوا المشوار، وتزرع فيهم هذه الرؤيا: (والعاقبة للمتقين)، (وإن جندنا لهم الغالبون).
يضاف إلى ذلك أن الإسلام منصور دوماً بغلبة حجته وبرهانه على كل باطل، وأن المسلم فائز فوزاً آنياً مباشراً إن مات على ما يرضي الله حتى وإن قُتل من عدوه...فبعدها خلود له في الجنة وخلود لعدوه في النار..(فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
أيها الكرام، نذكركم بصيام يوم عاشوراء يوم السبت القادم. في الحديث الذي رواه الإمام مسلم قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
(وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ). فمن قُبل منه غفر الله له ذنوب عام فضلاً منه سبحانه ورحمة. فرصة عظيمة لا تضيعوها.
مسألتان:
1. يُستحب صيام يومٍ قبله (الجمعة)، ولا حرج في صيام السبت وحده.
2. قد يقول البعض: (لكن يُكره صيام السبت منفرداً)...نعم، لكن هذا فيمن يصوم صوم نافلة مطلقاً، أما من اعتاد صيام عاشوراء أو صيام يوم بعد يوم (كصيام داود عليه السلام)، فوافق السبت فلا كراهة إن شاء الله.
انشروا وذكروا أهلكم وأحبابكم، فالدال على الخير كفاعله.
(وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ). فمن قُبل منه غفر الله له ذنوب عام فضلاً منه سبحانه ورحمة. فرصة عظيمة لا تضيعوها.
مسألتان:
1. يُستحب صيام يومٍ قبله (الجمعة)، ولا حرج في صيام السبت وحده.
2. قد يقول البعض: (لكن يُكره صيام السبت منفرداً)...نعم، لكن هذا فيمن يصوم صوم نافلة مطلقاً، أما من اعتاد صيام عاشوراء أو صيام يوم بعد يوم (كصيام داود عليه السلام)، فوافق السبت فلا كراهة إن شاء الله.
انشروا وذكروا أهلكم وأحبابكم، فالدال على الخير كفاعله.