فلسفات شرقية
5.94K subscribers
1.03K photos
345 videos
101 files
1.8K links
الفلسفات الشرقية ومعتقداتها الوثنية غزو فكري جديد تلون بصور تناسب عصر الحداثة حيث قامت حركة العصر الجديد بتطويعها وتقديمها كأساليب حياة معاصرة عبر برامج و دورات تجتاح العالم الاسلامي
دراسات موضوعية لجذورها التاريخية اساليبها وافكارها الباطنية وخطورتها
Download Telegram
#تعليق

| مهلاً نساء دوس |

شاهدتُ قبل قليل صورًا لأحد مراكز اليوغا القريبة من منزلي، وقد صُفّت فيها "السجاجيد" جنبًا إلى جنب وصفًا بعد صف، وبُثَّت التماثيل في أنحاء الصالات، بل نُصب صنم الفيل المؤله عند الهندوس «جانيش»، وامتلئت الحيطان بالشعارات الدينية، ولم يستحِ القائمون عليه -وهم في بلد ترفرف فيه راية التوحيد- أن يعلنوا عن "طقوس اكتمال القمر" ليستمدوا "الطاقة" منه ويوجّهوها في "خدمة مصالحهم"!

فتذكرتُ قول رسول الله -بأبي هو وأمي- ﷺ : [ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ ] وقوله عليه الصلاة والسلام: [ ستَعبدُ قبائلُ مِن أُمَّتي الأَوثانَ وستَلحَقُ قبائلُ من أُمَّتي بالمشركين ]

وأدركتُ أن النبوءة قد تكون أقرب مما كنا نظن بكثير...



~ هيفاء بنت ناصر الرشيد
#تعليق

| الاستغفال الروحاني |

كنتُ أبحثُ في مفهوم "الأبعاد" في الفكر الروحاني ومررت على محاضرة مسجلة لإحدى المدربات تشرح هذا المفهوم بشيء من التفصيل.
فأردتُ جمع وجهات النظر والتصورات المختلفة عند الروحانيين والمتأثرين بهم.

فاستمعتُ لتسعٍ وأربعين دقيقة من العجائب.

لن أحصر جميع الإشكالات التي تضمنها كلام المدربة، فهي أكثر من أن تُذكر في مجرد "تعليق"، ولكني سألفتُ الانتباه إلى وسيلة يتكرر استخدامها في الطرح "الروحاني" لإقناع المتلقي .. أو -في الحقيقة- استغفاله، وخطواتها كالتالي:

أولاً: التقديم بطرح نظريات فزيائية مُعقّدة كتمهيد لطرح المعتقدات الباطنية.
وينتج عنه إحدى حالتين:
⁃ أن تُفهم تلك النظريات فهمًا مغلوطًا غير متفق مع المعنى الصحيح للنظرية، ويضاف عليها ما ليس منها أصلاً.
⁃ أو أن تُبهر المتلقي بالمصطلحات الغامضة والأفكار غير المفهومة، وتوهمه أن لدى المُلقي علمًا متفوقًا لا يبلغه إدراكه.

ثانيًا: الانتقال من تلك المقدمات الفيزيائية - التي يُظن أنها مُسلّمة- إلى نتائج "ميتافيزيقية" عقائدية لا علاقة لها بها، فيتوهم المتلقي أن العقيدة الباطنية "علم" وأنه تم التوصل إليها بتسلسل منطقي مقنع!

انظروا لهذا المثال المبسط الذي يطرح مثله كثيرًا:

> مقدمة ( ١ ): "الأرض لها ترددات".
> مقدمة ( ٢ ): "هذا الترددات متزايدة".
> ربط غير مبرهن ( لكن المتلقي غير المتخصص لا يعلم ذلك ): "ترددات الدماغ تزداد مع زيادة ترددات الأرض".

= قفزة لنتيجة ميتافيزيقية: البشرية مقبلة على التحول للبعد الخامس وهو مرحلة "اليقظة" التي تتجلى فيها حقيقة وحدة الوجود!


عجيب.. أليس كذلك؟


إن هذا الانتقال - غير المنطقي - من المقدمات إلى النتائج هو ما عُرف به رأس الروحانية الحديثة: ديباك شوبرا، وتلقاه عنه تلاميذه الكبار في العالم العربي، وإن كان كثير من المتأثرين بالمعتقدات الروحانية - برأيي- لا يفعلون هذا بقصد واعي، بل أكثرهم قد لُبّس عليهم فنقلوا هذا التلبيس لغيرهم، ولسان حالهم: { هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا }.

فالمقصود:
إن "المقدمات العلمية" التي يُستدل بها على المعتقدات الباطنية ليست سوى علم زائف وقفزات ميتافيزيقية غير منطقية سيظهر بطلانها لكل عاقل:

لو توقف قليلا..
وتأمّل..
ونظر بعين فاحصة..


كتبته:
هيفاء بنت ناصر الرشيد
#تعليق

| صراعات الملاحدة |

( ١ من ٦ )

كنت أشاهد مُناظرة قديمة بين الملحد الشهير ريتشرد دوكنز والملحد الروحاني ديباك تشوبرا عُقدت في المكسيك عام ٢٠١٣ م.

وأثناء تبادل الحجج -والشبهات- بين المشتركَين، تذكرتُ محاضرة لأحد الأفاضل المهتمين بنقد الإلحاد المعاصر، واستشهاده ببعض أقوال ديباك تشوبرا في الرد على رموزه، وكيف أن ذلك الاستشهاد أثار تحفظًا في نفسي، واعتبرتُ ذلك ثغرة منهجية في مسيرة بعضهم في مواجهة الإلحاد.

ثم استحضرتُ أني أستشهد أحيانًا قليلة بقولٍ لدوكنز أو سام هاريس أو مايكل شيرمير لكشف تلبيسات ديباك العلمية والمنهجية ( مع الحرص على بيان انحرافهم ).
وأدركتُ أن هذا الأمر قد يبدو -لأول وهلة- وكأنه نوع من التناقض والتطفيف، فأردتُ أن أبرز الفرق بين الحالتين.
#تعليق

| بين النقد والتشهير |

أصبح "التشهير" الذي صُنّف -بفضل الله- ضمن الجرائم الإلكترونية من المصطلحات المجملة المُشكلة عند بعض الناس، فيُدخلون تحته ما ليس منه، ويُظنون أنه شامل لكل نقد.

ورغم وضوح الفرق بين النقد العلمي والمنهجي للمقالات المُعلنة "لشخصيات عامة" -يسعى كثير منهم للشهرة الإعلامية والمجتمعية- وبين نشر أقوال خاصة طُرحت على مستوى شخصي وفضح ما كان الأصل سترُه، ثم ما يحصل نتيجة لذلك التشهير من الأذى النفسي أو البدني أو المالي.

أقول رغم الفرق البيّن بين هذا وذاك إلا أننا لا نزال نرى من يتهم كل ناقد لقوله بالتجريح والطعن و"التشهير"! وهذا نموذج سافر لانعدام -ما اُطلِق عليه حديثًا- "مسؤولية الكلمة"، وتنصّلٌ من تحمل التبعات الفكرية والثقافية -وقبل ذلك الشرعية- للآراء والمقالات العلنية.

ولا أتردد في وصفِ مثل هؤلاء بالجبن الفكري والنفسيّ - حيث يبني أحدهم "صرحًا ثقافيًا" من زجاج متهشم استورده من فلسفات بائدة في الهند والصين، ويوظف كل وسيلة متاحة ومنصة قائمة لحشد الأتباع ونشر الأفكار ، لا يكاد يفتر في الليل ولا في النهار ... ثم إذا انتُقدت تلك المبادئ والأفكار ووضحت -بالشواهد- أصولها العقدية، وبُيّن -بالدليل- مخالفتها للشريعة الإسلامية ما احتمل أن يحتمل ما تحملّه!
وأصبح يغطي عجزه عن الرد المنطقي والاستدلال الشرعي بالاتهامات المضادة، ووصف كل مخالف ناقد بالتجريح والتشهير.

ونسي -أو تناسى- أن ما يخرجه للعالم باسمه، وينسبه أمام الخلق لنفسه، لم يعد حقًا خاصًا لقائله وكاتبه، بل يتعين -شرعًا- على أهل العلم نقده وبيان الخلل فيه { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ }.

ولستُ أتحدث -هنا- عن الطعن في المقاصد والنيات، ولا عن التهم والأحكام العارية عن الدليل، أو السب والشتم وسوء الخلق، أو نشر الفضائح وكشف الأستار، وإنما أتحدث عن النقد العلمي المؤصل للمنشور من الآراء والأقوال.

وهذا -بلا شك - من إنكار المنكر باللسان، والامتثال لقول النبي ﷺ : [ من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ] .

فهذا البيان دين، وكشفٌ واجبٌ للشبهات، ليس نقدا لأجل الانتقاد، وليس هتكًا للأستار ولا تتبعًا للعورات، والله المستعان.

وفقنا الله للحق والسُّنَّة.

كتبته:
هيفاء بنت ناصر الرشيد
#تعليق

| نوايا لتطوير الروح |

لفت انتباهي بعض المهتمين أن الصورة أعلاه انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة السابقة، وكانت مصحوبة بالعبارة التالية:
«أنوي تطوير روحي بأقصر وأسهل الطرق»

وقد رأيتُ كثيرًا من التعليقات الساخرة، والناقدة - بعضها بعلم وبعضها بجهل، وكثيرًا من التعليقات المؤيدة للأسف.

فأحببتُ أن أوضح بعض المعاني الرمزية في هذه الصورة والتي قد يغفل عنها المؤيد والمعارض على سواء.

هناك دلالاتان رمزيتان لهما أهمية كبرى في التيار الروحاني تظهران في الصورة:

أولاهما: «وضعية الشجرة» لليوغا،

والثانية: التكرار الملحوظ للرقم «٩».

فماذا تعني هذه الرموز؟
وما علاقتها بتطوير «الروح»؟
بل ماذا يعني «تطوير الروح» أصلاً؟


أما "وضعية الشجرة" - أو Vrksasana باللغة السنسكريتية- فهي من أشهر الوضعيات الجسدية في فلسفة اليوغا، ذُكر وصفها في أحد الكتب الهندوسية المقدسة Gheranda Samhita كأحد الوضعيات التي قررها إلههم «شيفا»، وفي النص: «ضع قدمك اليمنى على فخذك اليسرى وقف على الأرض كالشجرة. تلك هي ڤركساسانا» [ ٢: ٣٦ ]

كما يُذكر أنها من الطقوس المتبعة عند «التوبة» للآلهة، وأن الملك الهندوسي Bhagiratha وقف على هذه الوضعية لعدة سنوات راجيًا من الآلهة أن يُجروا الأنهار في بلده!

غير أن هذه الخرافات الوثنية لا تهمنا كثيرًا عند الحديث عن اليوغا في سياقها «الروحاني» ومعانيها الأكثر عمقًا وانحرافًا، فالشجرة -في هذا السياق- تقترن بمبدأ "الاستنارة" و"الإشراق"، وهي محله المقدس كما في قصة البوذا الشهيرة، ولها رمزية عقدية أخرى تظهر في تصاعدها من الأرض إلى السماء، ومحاكاة ذلك في اليوغا بانتقال "البرانا" -أو الطاقة الكونية- من تشاكرا الجذع إلى تشاكرا التاج، التي عندها يتحقق «الإشراق» والوحدة الكونية samadhi، فينتقل الإنسان من الطبيعة الأرضية البشرية إلى الطبيعة السماوية الإلهية بزعمهم.

فباختصار: تعتبر هذه الوضعية رمزًا لعقيدة الاتحاد بـ "الإله" أو "الكون"، إما بذاتها وإما لكونها جزءًا من منظومة «اليوغا».
ولا يُتصور أن المقصود التريّض والتمدد ( مع امتناع استقلاله أصلا )، لأن الحديث عن تطوير الروح لا الجسد.

وأما الرقم «٩» فله -كذلك- قدسية ودلالة رمزية خطيرة في الفكر الروحاني- وفي الفكر الباطني عمومًا.
فهو يرمز للتمام و«اليقظة الروحية»، وهو عند التي وضَعتَْ الصورة: «تردد الخلق»، فهناك ترددات صوتية يسمعها المغترون لتحقيق أهداف معينة، والتسعة ترددها -عندهم- يساوي 432hz ، فإذا أدام الإنسان سماع هذه الترددات: وصل -بزعمهم- لمرحلة عالية من «الوعي» يكون عندها قادرًا على «خلق» واقعه وأقداره!

فإذا جمعنا بين رمزية وضع شجرة اليوغا، ورمزية العدد ٩ عند الروحانيين، وتأملنا العبارة المرفقة بالصورة: طرأ علينا تساؤل -هو باعتقادي- وجيه:

أيريد هؤلاء أن «تتطور أرواحهم» من العبودية المخلوقة إلى الربوبية الخالقة؟!

لا إله إلا الله.


كتبته،
هيفاء بنت ناصر الرشيد
#تعليق

| نوايا لتطوير الروح؟! |

لفت انتباهي بعض المهتمين إلى أن الصورة أعلاه انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة السابقة، وكانت مصحوبة بالعبارة التالية:
«أنوي تطوير روحي بأقصر وأسهل الطرق»

وقد رأيتُ كثيرًا من التعليقات الساخرة، والناقدة - بعضها بعلم وبعضها بجهل، وكثيرًا من التعليقات المؤيدة للأسف.

فأحببتُ أن أوضح بعض المعاني الرمزية في هذه الصورة والتي قد يغفل عنها المؤيد والمعارض على سواء.

هناك دلالاتان رمزيتان لهما أهمية كبرى في التيار الروحاني تظهران في الصورة:

أولاهما: «وضعية الشجرة» لليوغا،

والثانية: التكرار الملحوظ للرقم «٩».

فماذا تعني هذه الرموز؟
وما علاقتها بتطوير «الروح»؟
بل ماذا يعني «تطوير الروح» أصلاً؟


أما "وضعية الشجرة" - أو Vrksasana باللغة السنسكريتية- فهي من أشهر الوضعيات الجسدية في فلسفة اليوغا، ذُكر وصفها في أحد الكتب الهندوسية المقدسة Gheranda Samhita كأحد الوضعيات التي قررها إلههم «شيفا»، وفي النص: «ضع قدمك اليمنى على فخذك اليسرى وقف على الأرض كالشجرة. تلك هي ڤركساسانا» [ ٢: ٣٦ ]

كما يُذكر أنها من الطقوس المتبعة عند «التوبة» للآلهة، وأن الملك الهندوسي Bhagiratha وقف على هذه الوضعية لعدة سنوات راجيًا من الآلهة أن يُجروا الأنهار في بلده!

غير أن هذه الخرافات الوثنية لا تهمنا كثيرًا عند الحديث عن اليوغا في سياقها «الروحاني» ومعانيها الأكثر عمقًا وانحرافًا، فالشجرة -في هذا السياق- تقترن بمبدأ "الاستنارة" و"الإشراق"، وهي محله المقدس كما في قصة البوذا الشهيرة، ولها رمزية عقدية أخرى تظهر في تصاعدها من الأرض إلى السماء، ومحاكاة ذلك في اليوغا بانتقال "البرانا" -أو الطاقة الكونية- من تشاكرا الجذع إلى تشاكرا التاج، التي عندها يتحقق «الإشراق» والوحدة الكونية samadhi، فينتقل الإنسان من الطبيعة الأرضية البشرية إلى الطبيعة السماوية الإلهية بزعمهم.

فباختصار: تعتبر هذه الوضعية رمزًا لعقيدة الاتحاد بـ "الإله" أو "الكون"، إما بذاتها وإما لكونها جزءًا من منظومة «اليوغا».
ولا يُتصور أن المقصود التريّض والتمدد - مع امتناع استقلاله أصلا - لأن الحديث عن تطوير الروح لا الجسد.

وأما الرقم «٩» فله -كذلك- قدسية ودلالة رمزية خطيرة في الفكر الروحاني- وفي الفكر الباطني عمومًا.
فهو يرمز للتمام و«اليقظة الروحية»، وهو عند التي وضَعتَْ الصورة: «تردد الخلق»، فهناك ترددات صوتية يسمعها المغترون لتحقيق أهداف معينة، والتسعة ترددها -عندهم- يساوي 432hz ، فإذا أدام الإنسان سماع هذه الترددات: وصل -بزعمهم- لمرحلة عالية من «الوعي» يكون عندها قادرًا على «خلق» واقعه وأقداره!

فإذا جمعنا بين رمزية وضع شجرة اليوغا، ورمزية العدد ٩ عند الروحانيين، وتأملنا العبارة المرفقة بالصورة: طرأ علينا تساؤل -هو باعتقادي- وجيه:

أيريد هؤلاء أن «تتطور أرواحهم» من العبودية المخلوقة إلى الربوبية الخالقة؟!

لا إله إلا الله.


كتبته:
هيفاء بنت ناصر الرشيد
.
#تعليق

| حِيَلُ المُفلِسين |

قبل عدة أيام تم لفتُ انتباهي إلى ما نشرته بعض الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي التي يديرها -أو يمتلكها- أشخاص لهم توجهات «رُوحانية» ظاهرة، وممن يتبنون ويروجون لكثير من الأفكار والممارسات المتأثرة بالمعتقدات الشرقية، فوجدتُ في تلك المنشورات تهمة صريحة - أو مُبطَّنة- لخصومهم في هذا الباب.
وخلاصة تلك التهمة: زعمهم أن الذين ينتقدون الوافدات الروحانية الباطنية يستحلُّون الكذب واختلاق القصص والشواهد التي تدل على خطورة تلك الوافدات، بل يحثون على ذلك وينظمونه بينهم.

ومن الطرائف المضحكة أنهم أرفقوا محادثات مصورة لمجموعة من المجاهيل يتداولون ويتبادلون الأدوار في اختلاق تلك القصص، فيقول أحدهم:
( من يخرج للناس بقصة مكذوبة عن ممارسة كذا … ؟ )
أو ( من يقول أن عقيدتي انحرفت بسبب كذا .. ؟ )

ولكن الملفت للانتباه -فعلاً- أن من يتولى كبر هذه الأكاذيب في المحادثات المصورة شخص سمى نفسه «البيضاء»! وإن كانت كتابة الاسم بتغيير -غير مؤثر- في التشكيل والحروف، أظنه فُعل خوفًا من المساءلة القانونية.

وفي الحقيقة لستُ أشك أن هؤلاء الناشرين إنما أرادوا تشويه صورة «البيضاء» والتنفير عنها بإيهام القارئ أن هذه المحادثات «مُسرّبة» من مجموعات خاصة أديرها أنا أو بعض طالباتي، وأنهم بهذا قد تمكنوا من «فضحنا» وكشف غشنا وأساليبنا «الدنيئة».

ورغم قناعتي أن هذه التفاهات لا تستحق إضاعة الوقت والجهد في المواجهة والرد - إلا أني أحببتُ استثمار هذا الحدث بذكر بعض الفوائد المنهجية التي تتناسب مع المقام، أوجزها في التالي:

١) أن مقاومة وساوس الشيطان ودفع الشبهة عن النفس -وإن كانت مُستبعدة- هو من السنة، وقد قال النبي ﷺ -في حديث صحيح - لرجلين من الأنصار: [ على رسلكما إنها صفية ]. ولذلك أقول مُطَمْئِنَة لمن داخل قلبه شيء من الشك: أني أبرأ إلى الله من استحلال الكذب، وليس لي -ولا لأحد ممن يعمل معي في مشاريع «البيضاء»- صلة بتلك المحادثات السخيفة، ولسنا - بفضل الله- بحاجة لاختلاق القصص والحكايات وقد وفَّقَنَا الله لتأييد كل ما نقوله بالدليل الواضح.

٢) أن الكذب لا يُباح في سبيل الدعوة ولا يُبرّره حُسن القصد، فالكذب مذموم في الشريعة منهي عنه نهيًا مُغلّظًا. فقد قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ } ، وقال النبي ﷺ : [ وإن الكذب فجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذاباً ] . متفق عليه واللفظ لمسلم.
وقال ابن القيم رحمه الله: «وقد اطردت سنته الكونية - سبحانه - في عباده، بأن من مكر بالباطل مُكر به، ومن احتال احتيل عليه، ومن خادع غيره خُدع».

٣) أن التثبت من صحة الأخبار من ركائز المنهج الشرعي، وقد قال الله تعالى: { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ }، فنشر هذه المحادثات المتضمنة للتهم الكاذبة جهالة وظلم سيحاسب عليه ناشره، ونحنُ لا نهدد -كما يفعلون- بقضاة الأرض، بل بيننا وبينهم قاضي السماء.

٤) أن من كان سائقه هواه غاب عنه الورع، ووقع في التدليس والكذب الذي اتهم فيه غيره.

٥) أن المُفلِس الذي لا قدرة له على رد الدليل بالدليل، ومقارعة الحجة والحجة يلجأ إلى أحد أمرين:
أحدهما: محاولة إسكات الخصم وتخويفه لعجزه هو عن مواجهة الحق ( كالتهديد بالدعاوى القضائية مثلا )
والآخر: اللجوء إلى الحيل الطفولية التي يُراد منها صد الناس عن الحق وتنفيرهم عن داعيه، كالاستهزاء والسخرية ومحاولة تشويه الصورة، كما هو في النموذج الذي بين أيدينا.

وعلى كل حال، فإن مثل هذه المواقف ليست إلا حجرة صغيرة في طريق الدعوة إلى الله -جل شأنه- ونُصرة التوحيد، ينبغي لصاحب الهمة إلقاؤها على حافة الطريق والاستعانة بالله في الثبات عليه.

أسأل الله العظيم أن يغفر لنا تقصيرنا، وأن يعيننا على حمل الأمانة إنه سميع مجيب.

كتبته،
هيفاء بنت ناصر الرشيد