فلسفات شرقية
5.96K subscribers
1.03K photos
340 videos
101 files
1.79K links
الفلسفات الشرقية ومعتقداتها الوثنية غزو فكري جديد تلون بصور تناسب عصر الحداثة حيث قامت حركة العصر الجديد بتطويعها وتقديمها كأساليب حياة معاصرة عبر برامج و دورات تجتاح العالم الاسلامي
دراسات موضوعية لجذورها التاريخية اساليبها وافكارها الباطنية وخطورتها
Download Telegram
#الوعي #العلاج_الوهمي

رقم | ع / ١ / ٣٤
تاريخ | ١٤ / ٨ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
ما الموقف العلمي الصحيح مما يسمى "الوقوف العائلي" أو "Family Constellations"؟
وهي طريقة علاجية من ابتكار الألماني (بيرت هيلينجر)، مستمدة في الأصل من معتقدات قبيلة (إيزولو) الأفريقية، قائمة على الاعتقاد بوجود علاقة بين الحاضر والماضي، فالأمراض والمشاكل التي تعاني منها الأجيال الحالية تكون نتيجة الصدمات التي عانت منها الأجيال السابقة.
وللتشافي من ذلك لا بد من الدخول للوعي الجمعي للأسلاف، والوقوف على أساس الصدمات وأسبابها، ومن ثم التصالح معها، ويكون ذلك بالطريقة المذكورة، وهي اجتماع المعالج والمريض مع مجموعة من الأشخاص في غرف علاجية، يتقمصون فيها أدوار أشخاص من عائلة المريض في أداء تمثيلي؛ للوصول لأسباب المشاكل التي يعاني منها المريض.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه المسألة؛ تأثير الأجيال القديمة على الجيل الحالي -أو ما يطلق عليه (الوقوف العائلي)- تحتاج إلى تفصيل؛ فمن حيث الأصل: قد يكون للأجيال القديمة تأثير على الجيل الحالي باعتبارات معينة.
مثلًا قول النبي ﷺ:[لعله يكون نزعة عرق] أخرجه البخاري ومسلم، يدل على أن الأجداد المتقدمين يؤثرون بشكل أو بآخر على الأجيال المتأخرة، وهذا لا ينكر؛ بدليل أن القبائل أو العوائل التي تتزاوج فيما بينها عادةً ما تكون لديهم صفات تتكرر في الأجيال، ما يدل على أن هناك أشياء تنتقل من الأجيال إلى الأجيال.
وحديث النبي ﷺ قاطع في المسألة، وليس هذا هو موطن الخلاف.
‏لكن الخلاف في التفصيل: ما الذي ينتقل؟ وما الذي لا ينتقل؟

وهذا الجانب يحتاج لتفصيل:
فعلى مدار التاريخ لم يكن هذا الأمر خاصًا بهذه القبيلة الأفريقية أو الوقوف العائلية، بل هي قضية مشهورة جدًا وقديمة على مدار التاريخ.
هناك ثقافات كثيرة تكلمت، وفلاسفة كثيرون تكلموا عن انتقال أمور من الأجيال السابقة إلى الأجيال اللاحقة.
بالتركيز على الجوانب النفسية، وما الذي ينتقل من الصفات النفسية من الأجيال القديمة إلى الأجيال الحالية، نجد أن هناك طباعًا وصفات تنتقل، فقد يكثر في القبيلة الفلانية الغضب أو الحميّة أو الشجاعة والجبن أو الدياثة أو المروءة أو الفروسية والشهامة، وهذا معروف عند العرب ويتناقلونه.
‏ فيقولون: اختر لنسبك واختر لعرقك ...إلخ.
‏ فدل هذا على أن الصفات النفسية والطباع الشخصية تنتقل من جيل إلى جيل، لكن إلى أي درجة تنتقل فهذا أمر يتفاوت؛ لارتباطه بعوامل متعددة.
ومن الفرضيات المعاصرة المشهورة: فرضية "اللاوعي الجمعي" التي قال بها (يونج)، أحد تلامذة (فرويد) المنشقين عنه، والتي تنص على أن أحداث معينة أو صدمات معينة تحصل في أجيال قديمة تخزّن في اللاوعي الجمعي، فتنتقل للأجيال الجديدة وتؤثر فيها.
البعض ممن يحاول التوفيق بين النظريات الغربية والمفاهيم الإسلامية قال: هذه هي الفطرة، الفطرة هي اللاوعي الجماعي، وهذا خطأ كبير، فالفطرة ليست هي اللاوعي الجماعي.
هذا المفهوم بهذه الطريقة (انتقال الصدمات عبر اللاوعي أو عبر الأجيال بطريقة خفيّة) خطأ علميّ وخطأ شرعيّ؛ إذ لا يوجد أي دليل ولا أي طريقة للتأكد من صحة هذا الأمر، كما لا يمكن إثبات ذلك ولا نفيه. فالحاصل أن صدمات بهذه الطريقة هي قريبة من مفهوم اللعنة (لعنة الأجداد تصل إلينا!).

تبقى مسألة العلاج؛ الطريقة العلاجية المستعملة طريقة غير معترف بها في الأوساط العلمية، وهي طريقة تقوم على قاعدة معروفة جدًا: أن من يأتي بمثل هذه الطرق العلاجية هم أشخاص لديهم هشاشة نفسية، ولديهم قدرة على التخيل العالي، ولديهم قابلية كبيرة للإيحاء، فلذلك تنجح معهم هذه الطريقة، فهم يدخلون في التمثيل ويندمجون، لديهم قدرة على الاندماج مع التمثيل الذي يحصل، ويقول: نعم رأيت كذا، شاهدت كذا... وهذه كلها أوهام وخيالات، لا يمكن إثباتها، ولا يمكن نفيها.
فالخطورة في هذا الموضوع أنه يعطل العلاج الحقيقي ويُعمِل علاجات وهمية، ففيه تضييع للوقت، وصرف الجهد إلى غير السبب الحقيقي.
فالأصل أن يعالج المريض نفسه الآن، ولا يجب عليه الإغراق في الماضي والانغماس فيه.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. خالد بن حمد الجابر
استشاري طب الأسرة والعلاج النفسي.

الوسم المرجعي:
#الوعي_النفس_العقل_الباطن

قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha
.
#الوعي #العلاج_الوهمي

رقم | ع / ١ / ٣٤
تاريخ | ١٤ / ٨ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
ما الموقف العلمي الصحيح مما يسمى "الوقوف العائلي" أو "Family Constellations"؟
وهي طريقة علاجية من ابتكار الألماني (بيرت هيلينجر)، مستمدة في الأصل من معتقدات قبيلة (إيزولو) الأفريقية، قائمة على الاعتقاد بوجود علاقة بين الحاضر والماضي، فالأمراض والمشاكل التي تعاني منها الأجيال الحالية تكون نتيجة الصدمات التي عانت منها الأجيال السابقة.
وللتشافي من ذلك لا بد من الدخول للوعي الجمعي للأسلاف، والوقوف على أساس الصدمات وأسبابها، ومن ثم التصالح معها، ويكون ذلك بالطريقة المذكورة، وهي اجتماع المعالج والمريض مع مجموعة من الأشخاص في غرف علاجية، يتقمصون فيها أدوار أشخاص من عائلة المريض في أداء تمثيلي؛ للوصول لأسباب المشاكل التي يعاني منها المريض.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه المسألة؛ تأثير الأجيال القديمة على الجيل الحالي -أو ما يطلق عليه (الوقوف العائلي)- تحتاج إلى تفصيل؛ فمن حيث الأصل: قد يكون للأجيال القديمة تأثير على الجيل الحالي باعتبارات معينة.
مثلًا قول النبي ﷺ:[لعله يكون نزعة عرق] أخرجه البخاري ومسلم، يدل على أن الأجداد المتقدمين يؤثرون بشكل أو بآخر على الأجيال المتأخرة، وهذا لا ينكر؛ بدليل أن القبائل أو العوائل التي تتزاوج فيما بينها عادةً ما تكون لديهم صفات تتكرر في الأجيال، ما يدل على أن هناك أشياء تنتقل من الأجيال إلى الأجيال.
وحديث النبي ﷺ قاطع في المسألة، وليس هذا هو موطن الخلاف.
‏لكن الخلاف في التفصيل: ما الذي ينتقل؟ وما الذي لا ينتقل؟

وهذا الجانب يحتاج لتفصيل:
فعلى مدار التاريخ لم يكن هذا الأمر خاصًا بهذه القبيلة الأفريقية أو الوقوف العائلية، بل هي قضية مشهورة جدًا وقديمة على مدار التاريخ.
هناك ثقافات كثيرة تكلمت، وفلاسفة كثيرون تكلموا عن انتقال أمور من الأجيال السابقة إلى الأجيال اللاحقة.
بالتركيز على الجوانب النفسية، وما الذي ينتقل من الصفات النفسية من الأجيال القديمة إلى الأجيال الحالية، نجد أن هناك طباعًا وصفات تنتقل، فقد يكثر في القبيلة الفلانية الغضب أو الحميّة أو الشجاعة والجبن أو الدياثة أو المروءة أو الفروسية والشهامة، وهذا معروف عند العرب ويتناقلونه.
‏ فيقولون: اختر لنسبك واختر لعرقك ...إلخ.
‏ فدل هذا على أن الصفات النفسية والطباع الشخصية تنتقل من جيل إلى جيل، لكن إلى أي درجة تنتقل فهذا أمر يتفاوت؛ لارتباطه بعوامل متعددة.
ومن الفرضيات المعاصرة المشهورة: فرضية "اللاوعي الجمعي" التي قال بها (يونج)، أحد تلامذة (فرويد) المنشقين عنه، والتي تنص على أن أحداث معينة أو صدمات معينة تحصل في أجيال قديمة تخزّن في اللاوعي الجمعي، فتنتقل للأجيال الجديدة وتؤثر فيها.
البعض ممن يحاول التوفيق بين النظريات الغربية والمفاهيم الإسلامية قال: هذه هي الفطرة، الفطرة هي اللاوعي الجماعي، وهذا خطأ كبير، فالفطرة ليست هي اللاوعي الجماعي.
هذا المفهوم بهذه الطريقة (انتقال الصدمات عبر اللاوعي أو عبر الأجيال بطريقة خفيّة) خطأ علميّ وخطأ شرعيّ؛ إذ لا يوجد أي دليل ولا أي طريقة للتأكد من صحة هذا الأمر، كما لا يمكن إثبات ذلك ولا نفيه. فالحاصل أن صدمات بهذه الطريقة هي قريبة من مفهوم اللعنة (لعنة الأجداد تصل إلينا!).

تبقى مسألة العلاج؛ الطريقة العلاجية المستعملة طريقة غير معترف بها في الأوساط العلمية، وهي طريقة تقوم على قاعدة معروفة جدًا: أن من يأتي بمثل هذه الطرق العلاجية هم أشخاص لديهم هشاشة نفسية، ولديهم قدرة على التخيل العالي، ولديهم قابلية كبيرة للإيحاء، فلذلك تنجح معهم هذه الطريقة، فهم يدخلون في التمثيل ويندمجون، لديهم قدرة على الاندماج مع التمثيل الذي يحصل، ويقول: نعم رأيت كذا، شاهدت كذا... وهذه كلها أوهام وخيالات، لا يمكن إثباتها، ولا يمكن نفيها.
فالخطورة في هذا الموضوع أنه يعطل العلاج الحقيقي ويُعمِل علاجات وهمية، ففيه تضييع للوقت، وصرف الجهد إلى غير السبب الحقيقي.
فالأصل أن يعالج المريض نفسه الآن، ولا يجب عليه الإغراق في الماضي والانغماس فيه.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. خالد بن حمد الجابر
استشاري طب الأسرة والعلاج النفسي.

الوسم المرجعي:
#الوعي_النفس_العقل_الباطن

قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha
.