ومنهم والبة بن الحباب الأسدي وهو الذي ربّى أبا نواس وأدَّبه وعلَّمه الفتوة وقول الشعر، وكان والبة ظريفاً، شاعراً ماجناً، يقال إنه كشف يوماً عن فقْحةِ أبي نواس فأعجبه حُسنها، فضرط عليه أبو نواس، فقال له والبة: ما هذا? فقال: أما سمعت المثل: جزاءُ من قبَّل الاست ضرطة، فزاد عجباً، وعَلِم أنه سيخرج ماجناً،
( قطب السرور في أوصاف الانبذة والخمور - الرقيق القيرواني)
( قطب السرور في أوصاف الانبذة والخمور - الرقيق القيرواني)
عبد الكريم بن سنان أحد موالى الروم ومنشى الدوران وأحسن أهل الروم لهجة فى النثر العجيب المدهش وأوفرهم اطلاعا على فنون الادب وأعرفهم باللغة العربية:
ومن بدائعه الفائقة تراجم أنشأها وترجم بها بعض الوزراء ومشايخ الاسلام وبعض الموالى والكتاب والعلماء وكلها لا تنوف على العشرين ترجمة بكثير وهى مجموعة عندى فى دفتر من أماكن متفرقة وقد ذكرت منها فى محالها بعضا وسأذكر البعض الآخر ان شاء الله تعالى فانها من نفائس القول وأعجبها الترجمة الوهابية ترجم بها أحوال القاضى عبد الوهاب قاضى القضاة بالشام كان وقد ذكر الخفاجى قطعة منها عند ما ترجمه فى كتابه الريحانه وهذه هى برمتها بعد ذكر اسم المترجم ضاعت أوقاته وغلبت على حسناته سيئاته تمحض للفحص عن أحوال الناس وأخبارهم وتفرغ لنبش خباياهم وأسرارهم يسأل من يدخل عليه عن الوقائع والحوادث ويشرع فى البحث عن الناس وفيه مباحث شعر
(ولو نظر العياب فى عيب نفسه ... لكان له شغل عن الناس شاغل)
لعله لم يعلم أن من غربل الناس نخلوه وأن من أظهر لهم الصعوبة ذللوه فيا لهفى على اضاعة بضاعة أوقاته بين حديث غث وكلام رث تمجه نفس السامع وتتلوث به المسامع وبين تدبير الاكل والشرب والحالة انه يكفى الانسان لقمة تقيم الصلب
(أظنك من بقية قوم موسى ... فهم لا يصبرون على طعام)
ولقد رأيته وهو يكرر ابتلاع الجوارش ولاء وذلك لدفع التخمة احتياطا وان استحال أن تحس تلك المعدة امتلاء لعمرى لو أكل لقمان العادى ذلك القدر منه لقضى نحبه من التخم ولألقى رحله الى حيث ألقت رحلها أم قشعم وليت شعرى ما يلزمه عنيف اكل حتى تشبث فى هضمه بأذيال الجوارشات وكان قد وجب عليه حيث انه مغرم بالاكل أن يتحاشى اكثاره لان العامة تقول رب اكلة تمنع اكلات
(وليس الاكل بالقنطار لكن ... على مقدار ما تسع البطون)
ولو رأيته اذا حضر عنده الطعام لرأيته حوتى الالتقام خطا فى الاختطاف ثعبانى الجذبات غضنفرى الوثبات وكان الحياة على زعمه ليست مخلوقة الا للشرب والاكل وان الانسانية فى اعتقاده ما هى الا عبارة عن الهيئة والشكل وان ساعات الليل واليوم ما وضعت الا للسنة والنوم فيا ضيعة الاعمار تمضى سبهللا من زاره زار شيخا ملآن الحشا متتابع التمطى والجشا وارحمتا لمجالسيه من الروائح التى تهب من فيه وكان يواظب على مجلسه فى خوانه أتراك بلده وما يليها من أخدانه واخوانه (وأنس القرين الى شكله ... كأنس الخنافس بالعقرب)
من كل من اذا وقع الخطاب العام لا يصلح للخطاب ومن باكأذيبه تنعطف القلوب على مسيلمة الكذاب فيتخذون تلك الدار دار الندوه ويعدون للصوارم نبوه وللجياد كبوه يتجاذبون لحوم أصحاب الاعراض فلا بدع فانهم كلاب بل ذئاب على اجسادها ثياب ومن ذلك الحزب الخاسر لئيمهم يلقب بجثى جحود الحشر والبعث قد بلغنى عنه لا بلغه الله الامل ولا زال فى الندم المقيم المقعد من مجازاة سوء العمل
(جزى ربه عنى عدى بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل)
أنه يروم تفضيل نفسه بتنقيص الافاضل ويؤمل بهذا السبب تنويه ذكره وهو فى الناس خامل وهيهات واين الثريا من يد المتناول فتصاممت وقلت الجانى حمار وجرح العجماء جبار من ذا يعض الكلب ان عضا وحسبت مقاله طنين الذباب أو صرير الباب أذن الكريم عن الفحشاء صماء وقد ما قيل لا يضر السحاب نباح الكلاب وتمثلت بقول أبى اسحاق الصابى
(لا تؤمل أنى أقول لك اخسأ ... لست أسخو بها لكل الكلاب)
ولا عتب عليه فان المسعود محسود وهل تلام الثعالب بحسد الاسود ونزهت نفسى عن مجاراة مثله متى كانت الآساد مثل الثعالب وبعد هذا خض الله تعالى فاه ولا زالت ترد وفود الصفع على قفاه لم يزل يدير على كاسات الاذى مترعة بالقذى
(قد أصبحت أم الشرور تدعى ... على ذنبا كله لم أصنع)
حتى كأنه اتخذ ثلبى وردم يتقرب الى الشيطان به والى الآن لم أقف على سببه كم تحملت منه الاذى وهو البادى وكم شربت على القذى وأنا الصادى ولما طال تماديه فى الباطل بتجانبه عن الحق واعراضه لا غر وحركا أظفار الاقلام فى تخديش صفحات أعراضه فوالله لانت الظالم لنفسك فى هذا الامر والجانى عليها فى نفخ هذا الجمر ولست الا كالكلب يكسب له نباحه الضرب وما مثلك الا مثل كلب غادا فمه له ظلوما اذ جنى على استه بأكل العظام كلوما فانى قد كنت طويت عن مثالب الناس كشحا وضربت دون ذكر مناقبهم صفحا وأمسيت غضيض الطرف عن أحوالهم فلم أر لهم محاسنا ومساويا فلا رحمك الله ذكرتنى الطعن وكنت ناسيا عمرى لقد زاحمت البحر الخضم وتلاعبت بأنياب الاسود والارقم وما أنت الا أذل من النقد كمبتغى الصيد فى عريسة الاسد أو ما خشيت من اليراعة التى لعاب الافاعى القاتلات لعابها أو ما خفت من البراعة التى لا ينفق سوق الادب الا بها او ما قلت ان أمامي مالا أسامى أتتحكك بأنياب الاسود وبراثن الاسد أو تراجم جندلا أو تهادى أجدلا لقد سخنت عينك وحان حينك وقد قيل اذا جاء أجل البعير حام حول البير
ومن بدائعه الفائقة تراجم أنشأها وترجم بها بعض الوزراء ومشايخ الاسلام وبعض الموالى والكتاب والعلماء وكلها لا تنوف على العشرين ترجمة بكثير وهى مجموعة عندى فى دفتر من أماكن متفرقة وقد ذكرت منها فى محالها بعضا وسأذكر البعض الآخر ان شاء الله تعالى فانها من نفائس القول وأعجبها الترجمة الوهابية ترجم بها أحوال القاضى عبد الوهاب قاضى القضاة بالشام كان وقد ذكر الخفاجى قطعة منها عند ما ترجمه فى كتابه الريحانه وهذه هى برمتها بعد ذكر اسم المترجم ضاعت أوقاته وغلبت على حسناته سيئاته تمحض للفحص عن أحوال الناس وأخبارهم وتفرغ لنبش خباياهم وأسرارهم يسأل من يدخل عليه عن الوقائع والحوادث ويشرع فى البحث عن الناس وفيه مباحث شعر
(ولو نظر العياب فى عيب نفسه ... لكان له شغل عن الناس شاغل)
لعله لم يعلم أن من غربل الناس نخلوه وأن من أظهر لهم الصعوبة ذللوه فيا لهفى على اضاعة بضاعة أوقاته بين حديث غث وكلام رث تمجه نفس السامع وتتلوث به المسامع وبين تدبير الاكل والشرب والحالة انه يكفى الانسان لقمة تقيم الصلب
(أظنك من بقية قوم موسى ... فهم لا يصبرون على طعام)
ولقد رأيته وهو يكرر ابتلاع الجوارش ولاء وذلك لدفع التخمة احتياطا وان استحال أن تحس تلك المعدة امتلاء لعمرى لو أكل لقمان العادى ذلك القدر منه لقضى نحبه من التخم ولألقى رحله الى حيث ألقت رحلها أم قشعم وليت شعرى ما يلزمه عنيف اكل حتى تشبث فى هضمه بأذيال الجوارشات وكان قد وجب عليه حيث انه مغرم بالاكل أن يتحاشى اكثاره لان العامة تقول رب اكلة تمنع اكلات
(وليس الاكل بالقنطار لكن ... على مقدار ما تسع البطون)
ولو رأيته اذا حضر عنده الطعام لرأيته حوتى الالتقام خطا فى الاختطاف ثعبانى الجذبات غضنفرى الوثبات وكان الحياة على زعمه ليست مخلوقة الا للشرب والاكل وان الانسانية فى اعتقاده ما هى الا عبارة عن الهيئة والشكل وان ساعات الليل واليوم ما وضعت الا للسنة والنوم فيا ضيعة الاعمار تمضى سبهللا من زاره زار شيخا ملآن الحشا متتابع التمطى والجشا وارحمتا لمجالسيه من الروائح التى تهب من فيه وكان يواظب على مجلسه فى خوانه أتراك بلده وما يليها من أخدانه واخوانه (وأنس القرين الى شكله ... كأنس الخنافس بالعقرب)
من كل من اذا وقع الخطاب العام لا يصلح للخطاب ومن باكأذيبه تنعطف القلوب على مسيلمة الكذاب فيتخذون تلك الدار دار الندوه ويعدون للصوارم نبوه وللجياد كبوه يتجاذبون لحوم أصحاب الاعراض فلا بدع فانهم كلاب بل ذئاب على اجسادها ثياب ومن ذلك الحزب الخاسر لئيمهم يلقب بجثى جحود الحشر والبعث قد بلغنى عنه لا بلغه الله الامل ولا زال فى الندم المقيم المقعد من مجازاة سوء العمل
(جزى ربه عنى عدى بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل)
أنه يروم تفضيل نفسه بتنقيص الافاضل ويؤمل بهذا السبب تنويه ذكره وهو فى الناس خامل وهيهات واين الثريا من يد المتناول فتصاممت وقلت الجانى حمار وجرح العجماء جبار من ذا يعض الكلب ان عضا وحسبت مقاله طنين الذباب أو صرير الباب أذن الكريم عن الفحشاء صماء وقد ما قيل لا يضر السحاب نباح الكلاب وتمثلت بقول أبى اسحاق الصابى
(لا تؤمل أنى أقول لك اخسأ ... لست أسخو بها لكل الكلاب)
ولا عتب عليه فان المسعود محسود وهل تلام الثعالب بحسد الاسود ونزهت نفسى عن مجاراة مثله متى كانت الآساد مثل الثعالب وبعد هذا خض الله تعالى فاه ولا زالت ترد وفود الصفع على قفاه لم يزل يدير على كاسات الاذى مترعة بالقذى
(قد أصبحت أم الشرور تدعى ... على ذنبا كله لم أصنع)
حتى كأنه اتخذ ثلبى وردم يتقرب الى الشيطان به والى الآن لم أقف على سببه كم تحملت منه الاذى وهو البادى وكم شربت على القذى وأنا الصادى ولما طال تماديه فى الباطل بتجانبه عن الحق واعراضه لا غر وحركا أظفار الاقلام فى تخديش صفحات أعراضه فوالله لانت الظالم لنفسك فى هذا الامر والجانى عليها فى نفخ هذا الجمر ولست الا كالكلب يكسب له نباحه الضرب وما مثلك الا مثل كلب غادا فمه له ظلوما اذ جنى على استه بأكل العظام كلوما فانى قد كنت طويت عن مثالب الناس كشحا وضربت دون ذكر مناقبهم صفحا وأمسيت غضيض الطرف عن أحوالهم فلم أر لهم محاسنا ومساويا فلا رحمك الله ذكرتنى الطعن وكنت ناسيا عمرى لقد زاحمت البحر الخضم وتلاعبت بأنياب الاسود والارقم وما أنت الا أذل من النقد كمبتغى الصيد فى عريسة الاسد أو ما خشيت من اليراعة التى لعاب الافاعى القاتلات لعابها أو ما خفت من البراعة التى لا ينفق سوق الادب الا بها او ما قلت ان أمامي مالا أسامى أتتحكك بأنياب الاسود وبراثن الاسد أو تراجم جندلا أو تهادى أجدلا لقد سخنت عينك وحان حينك وقد قيل اذا جاء أجل البعير حام حول البير
❤3👍2
(يا سالكا بين الاسنة والقنا ... انى أشم عليك رائحة الدم)
ولعلك تمسكت بقول الهمدانى من انقادت لعذوبة بيانه المعانى
(يا خائف الهجو على نفسه ... كن فى أمان الله من مسه)
(أنت بهذا العرض بين الورى ... مثل الخرا يمنع عن نفسه)
نعم الامر كذلك لكن العبرة بقول أبى الطيب رقرق على تربه من سجال الغفران الصيب وفى عنق الحسناء يستحسن العقد ولقد أحسن هذا المعنى الاديب ابن االزقاق الاندلسى من بأدبه فضل المتقدم قد نسى
(زادت على كحل العيون تكحلا ... ويسم نصل السيف وهو قتول)
الام تجس المعايب وتطعن فى الناس أكليب خذها من يدى جساس يا أقذر من آلة الاحتقان متى فست بك فقحة الزمان يا أنتن من مبال الطواشى ويا أنجس من شعير روث المواشى يا ضمادا الجرح وقد مضت عليه عدة ليال يا قطعة البلغم فى رئة المسلول ولم يخرجها السعال يا تنفس من به ضيق النفس ويا اراقة بول قد احتبس يا طول شعر العانه ويا قار مرة مقروح المثانه يا لعاب فم المجذوم ويا جشاء من أكل الثوم يا محيض النساء ويا فساء الخنفساء يا أنجس من سؤر الكلب ويا أقذر من سراويل من به الجرب الرطب يا منديل المسلول وقد لزقت به قطعات البلغم يا ريح فم المخمور المتقيء قبل ان يغسل الفم يا من أغنت عن المسهلات طلعته يا من تكفل عمل المغيبات رؤيته يا من يكرمه الناس فى المجالس والمجامع اكرام الكلب المبتسل اذا دخل الجامع يا من تحار فى فهم كلماته العارية عن المعنى والتناسب عقول الافاضل وتذكر فى تلك الجمل قول صاحب التحقيق تمثيلا درجات الحمل ثلاثون وفى عين الذباب جحوظ وجالينوس ماهر فى الطب والقرد شبيه بالآدمى وكم الامير فى غاية الطول يا من أربى على أبى جهل فى الضلاله يا من أتعب بترهاته الجمال النقاله يا كاف وجه الايام يا قرحة عين الاسلام يا افلاس العاشق يا تعفف الفاسق يا صباح المخمور يا ليل الغريب يا سقوط نبض المريض ويا يأس الطبيب يا خيبة من رجع راضيا من الغنيمة بالاياب وندامة رستم بعد قتل ابنه سهراب يا من نتج عنده من الخبث طريفه وتلاده ويا من تصلح معايبه مثالا لكلى لا تتناهى أفراده يا من جمع من القبائح أنواعا وأجناسا فى قالب واحد ويا من عناه ابن الرومى بقوله
(ولو لم تكن فى صلب آدم نطفة ... لخر له ابليس أول ساجد)
يا أكره من حديث معاد ويا أعبس من وجه التاجر فى أيام الكساد يا خجل العروس عند أهلها قد فض ختمها غير بعلها يا قذارة من يستنجى بالماء القليل ويا عقدة تكة أبت الحل والبول يكاد يحرق الاحليل يا مسبار الحجام يا بيت حلاقة العانة فى الحمام يا سجادة الزانية ويا منديل مسح اللائط بعد أن يرتكب الحرام يا شعرة رأس القلم حين شروع الكاتب فى الرقم يا قطعة البلعم فى حلق المغنى عند بدء النغم يا واسع المذهب ويا ضيق الصدر يا وسخ العرض يا نظيف القدر يا من ألزم كاتب اليسار كل حين كتابه ويا من لا يأثم عند الله من اغتابه يا من أدمى أنامل حساب قبائحه ومعايبه يا من أحفى أقلام كتاب مساويه ومثالبه
(مساو لو قسمن على الغوانى ... لما أمهرن الا بالطلاق)
فاليكها وتفكه قبل أن يقدم لك الطعام بهذا الحنظل فانى سوف ألقمك الخرا بالخردل ولم أزل أذيقك من هذه الفصول الموجعة للقلب سياطا الى أن لا تتمالك استك الواسع ضراطا فترد عن نفسك اذ ذاك وتطفى فى قلبك هذا الجمر كماردها يوما بسوأته عمرو وما أنت الا كالحبارى ليس سلاحها فى مدافعة السقر الا سلاحها لعمرى لقد أدخلتك هذه الاسجاع فى حجر ضب خرب أو فى است كلب جرب فأبشرفان بقية عمرك القذر تمضى فى ذلك المنزل الرحب العذب ماؤه الطيب هواؤه وكان وجب على ذمة الحمية الابية مجازاتك فأدينا اليك الكيل صاعا بصاع وأحرقناك شواظ من النار التى هى عبارة عن هذه الاسجاع كلا وشتان بينهما فان هذه لا تقاس بدواجن كلماتك ونهى كما تعرفها لا تخرج من دارك ولا يتعهدها من بجوارك وأما تلك الفصول فستسير مسرى الصبا والقبول وتصادف من الناس مواقع القبول فلا غر وأوجبنا عليك ان نشافهك بما اتصفت به من المعايب والمثالب ولا عتب علينا لان ما لا يتم الواجب الابه فهو واجب ووالله ان تلك الالفاظ لتأنف منك وانى أستغفره تعالى فى تعذيبها بك وايذائها بخطابك
كيف لا وانك لعذرة ملء اهابك ومما بلغنى عنك أن لسان الدهر لما أسمعك بعض أسجاعنا الذى تخضع له رقاب القوافى ويميس من حلل البلاغة فى البرود الضوافى بادرت الى مطالعة فقر المقامات لعلك تجدها فيها أو فى كتاب آخر يضاهها وتفضل علينا بتصحيح صلاتها وجعلها أنموذج فضلك الغزير فهاتها ونسأل الله السلامة من الوصمة والامداد بالتوفيق والعصمة والارشاد الى سلوك سبيل التقوى والتمسك فى كل حال بسببها الاقوى
( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - المحبي)
ولعلك تمسكت بقول الهمدانى من انقادت لعذوبة بيانه المعانى
(يا خائف الهجو على نفسه ... كن فى أمان الله من مسه)
(أنت بهذا العرض بين الورى ... مثل الخرا يمنع عن نفسه)
نعم الامر كذلك لكن العبرة بقول أبى الطيب رقرق على تربه من سجال الغفران الصيب وفى عنق الحسناء يستحسن العقد ولقد أحسن هذا المعنى الاديب ابن االزقاق الاندلسى من بأدبه فضل المتقدم قد نسى
(زادت على كحل العيون تكحلا ... ويسم نصل السيف وهو قتول)
الام تجس المعايب وتطعن فى الناس أكليب خذها من يدى جساس يا أقذر من آلة الاحتقان متى فست بك فقحة الزمان يا أنتن من مبال الطواشى ويا أنجس من شعير روث المواشى يا ضمادا الجرح وقد مضت عليه عدة ليال يا قطعة البلغم فى رئة المسلول ولم يخرجها السعال يا تنفس من به ضيق النفس ويا اراقة بول قد احتبس يا طول شعر العانه ويا قار مرة مقروح المثانه يا لعاب فم المجذوم ويا جشاء من أكل الثوم يا محيض النساء ويا فساء الخنفساء يا أنجس من سؤر الكلب ويا أقذر من سراويل من به الجرب الرطب يا منديل المسلول وقد لزقت به قطعات البلغم يا ريح فم المخمور المتقيء قبل ان يغسل الفم يا من أغنت عن المسهلات طلعته يا من تكفل عمل المغيبات رؤيته يا من يكرمه الناس فى المجالس والمجامع اكرام الكلب المبتسل اذا دخل الجامع يا من تحار فى فهم كلماته العارية عن المعنى والتناسب عقول الافاضل وتذكر فى تلك الجمل قول صاحب التحقيق تمثيلا درجات الحمل ثلاثون وفى عين الذباب جحوظ وجالينوس ماهر فى الطب والقرد شبيه بالآدمى وكم الامير فى غاية الطول يا من أربى على أبى جهل فى الضلاله يا من أتعب بترهاته الجمال النقاله يا كاف وجه الايام يا قرحة عين الاسلام يا افلاس العاشق يا تعفف الفاسق يا صباح المخمور يا ليل الغريب يا سقوط نبض المريض ويا يأس الطبيب يا خيبة من رجع راضيا من الغنيمة بالاياب وندامة رستم بعد قتل ابنه سهراب يا من نتج عنده من الخبث طريفه وتلاده ويا من تصلح معايبه مثالا لكلى لا تتناهى أفراده يا من جمع من القبائح أنواعا وأجناسا فى قالب واحد ويا من عناه ابن الرومى بقوله
(ولو لم تكن فى صلب آدم نطفة ... لخر له ابليس أول ساجد)
يا أكره من حديث معاد ويا أعبس من وجه التاجر فى أيام الكساد يا خجل العروس عند أهلها قد فض ختمها غير بعلها يا قذارة من يستنجى بالماء القليل ويا عقدة تكة أبت الحل والبول يكاد يحرق الاحليل يا مسبار الحجام يا بيت حلاقة العانة فى الحمام يا سجادة الزانية ويا منديل مسح اللائط بعد أن يرتكب الحرام يا شعرة رأس القلم حين شروع الكاتب فى الرقم يا قطعة البلعم فى حلق المغنى عند بدء النغم يا واسع المذهب ويا ضيق الصدر يا وسخ العرض يا نظيف القدر يا من ألزم كاتب اليسار كل حين كتابه ويا من لا يأثم عند الله من اغتابه يا من أدمى أنامل حساب قبائحه ومعايبه يا من أحفى أقلام كتاب مساويه ومثالبه
(مساو لو قسمن على الغوانى ... لما أمهرن الا بالطلاق)
فاليكها وتفكه قبل أن يقدم لك الطعام بهذا الحنظل فانى سوف ألقمك الخرا بالخردل ولم أزل أذيقك من هذه الفصول الموجعة للقلب سياطا الى أن لا تتمالك استك الواسع ضراطا فترد عن نفسك اذ ذاك وتطفى فى قلبك هذا الجمر كماردها يوما بسوأته عمرو وما أنت الا كالحبارى ليس سلاحها فى مدافعة السقر الا سلاحها لعمرى لقد أدخلتك هذه الاسجاع فى حجر ضب خرب أو فى است كلب جرب فأبشرفان بقية عمرك القذر تمضى فى ذلك المنزل الرحب العذب ماؤه الطيب هواؤه وكان وجب على ذمة الحمية الابية مجازاتك فأدينا اليك الكيل صاعا بصاع وأحرقناك شواظ من النار التى هى عبارة عن هذه الاسجاع كلا وشتان بينهما فان هذه لا تقاس بدواجن كلماتك ونهى كما تعرفها لا تخرج من دارك ولا يتعهدها من بجوارك وأما تلك الفصول فستسير مسرى الصبا والقبول وتصادف من الناس مواقع القبول فلا غر وأوجبنا عليك ان نشافهك بما اتصفت به من المعايب والمثالب ولا عتب علينا لان ما لا يتم الواجب الابه فهو واجب ووالله ان تلك الالفاظ لتأنف منك وانى أستغفره تعالى فى تعذيبها بك وايذائها بخطابك
كيف لا وانك لعذرة ملء اهابك ومما بلغنى عنك أن لسان الدهر لما أسمعك بعض أسجاعنا الذى تخضع له رقاب القوافى ويميس من حلل البلاغة فى البرود الضوافى بادرت الى مطالعة فقر المقامات لعلك تجدها فيها أو فى كتاب آخر يضاهها وتفضل علينا بتصحيح صلاتها وجعلها أنموذج فضلك الغزير فهاتها ونسأل الله السلامة من الوصمة والامداد بالتوفيق والعصمة والارشاد الى سلوك سبيل التقوى والتمسك فى كل حال بسببها الاقوى
( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - المحبي)
👍3
وكان أبو بكر الكاتب، مفتتناً بقينة محمد بن حماد، فاهدى إليها قميصاً، فقال فيه بعض الكتاب:
أهدى إليها قميصاً ينيكها فيه غيره
فللسعادة حرها وللشقاوة أيره
( العقد الفريد)
أهدى إليها قميصاً ينيكها فيه غيره
فللسعادة حرها وللشقاوة أيره
( العقد الفريد)
قال إسحاق: حدثني أبو السمراء قال: حججت فبدأت بالمدينة، فإني لمنصرف من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا امرأة بفناء المسجد تبيع من طرائف المدينة، وإذا هي في ناحية وحدها وعليها ثوبان خلقان، وإذا هي ترجع بصوت خفي شجي، فالتفت فرأيتها. فوقفت فقالت: هل من حاجة؟ قلت: تزيدين في السماع، قالت: وأنت قائم؟ لو قعدت. فقعدت كالحجل. فقالت: علمك بالغناء؟ قلت: علم لا أحمده. قالت: فعلام أنفخ بغير نار، ما منعك من معرفته؟ فوالله أنه لسحوري وفطوري، قلت: وكيف وضعته بهذا الموضع العالي؟ قالت: يا هذا، وهل له موضع يوضع به وهو من علوه في السماء الشاهقة؟ فكل هؤلاء النسوة اللاتي أرى على مثل رأيك وفي مثل حالك؟ قالت: فيهن وفيهن، ولي بينهن قصة. قلت: وما هي؟ قالت: كنت أيامي شبابي وأنا في مثل هذه الخلقة التي ترى من القبح والدمامة، وكنت أشتهي الجماع شهوة شديدة، وكان زوجي شاباً وضيئاً، وكان لا ينتشر عليه حتى أتحفه وأطيبه وأسكره. فأضر ذلك بي، وكان قد علقته امرأة قصار تجاورني، فزاد ذلك في غمي. فشكوت إلى جارة لي ما أنا فيه وغلبة امرأة القصار على زوجي. فقالت: أدلك على ما ينهضه عليك ويرد قلبه إليك؟ قلت: وابأبي أنت، إذاً تكونين أعظم الخلق منةً علي. قالت: اختلفي إلى مجمع مولى الزبير، فإنه حسن الغناء، فاعلقي من أغانيه أصواتاً عشرة ثم غني بها زوجك، فإنه سيجامعك بجوارحه كلها. قالت: فألظظت بمجمع، فلم أفارقه حتى رضيني حذاقة ومعرفة. فكنت إذا أقبل زوجي اضطجعت ورفعت عقيرتي ثم تغنيت. فإذا غنيت صوتاً بت على زب، وإن غنيت صوتين بت على زبين، وإن غنيت ثلاثة فثلاثة.
فكنا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
قال: فضحكت والله حتى أمسكت على بطني، وقلت: يا هذه، ما أظن الله خلق مثلك. قالت: اخفض من صوتك. قلت: ما كان أعظم منة صاحبة المشورة. قالت: حسبك بها منة وحسبك بي شاكرة. قلت: ففي قلبك من تلك الشهوة شيء قالت: لذع في الفؤاد، وأما تلك الغلمة التي كانت تنسيني الفريضة وتقطعني عن النافلة فقد ذهب تسعة أعشارها. فوقفت عليها وقلت: ألك حاجة أن أرم بعض حالك؟ قالت: لا، أنا في فائت من العيش فلما نهضت لأقوم، قالت: على رسلك، لا تنصرف خائباً، ثم ترنمت بصوت تخفيه من جاراتها.
ولي كبدٌ مقروحة من يبيعني ... بها كبداً ليست بذات قروح
أبى الناس كل الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح
( العقد الفريد)
فكنا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
قال: فضحكت والله حتى أمسكت على بطني، وقلت: يا هذه، ما أظن الله خلق مثلك. قالت: اخفض من صوتك. قلت: ما كان أعظم منة صاحبة المشورة. قالت: حسبك بها منة وحسبك بي شاكرة. قلت: ففي قلبك من تلك الشهوة شيء قالت: لذع في الفؤاد، وأما تلك الغلمة التي كانت تنسيني الفريضة وتقطعني عن النافلة فقد ذهب تسعة أعشارها. فوقفت عليها وقلت: ألك حاجة أن أرم بعض حالك؟ قالت: لا، أنا في فائت من العيش فلما نهضت لأقوم، قالت: على رسلك، لا تنصرف خائباً، ثم ترنمت بصوت تخفيه من جاراتها.
ولي كبدٌ مقروحة من يبيعني ... بها كبداً ليست بذات قروح
أبى الناس كل الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح
( العقد الفريد)
👍5👏2
أخبار من ترك الخمر ترفّعا عنها:
- منهم عبد الله بن جدعان التيميّ، وكان سيّدا جوادا من سادات قريش. وسبب ذلك أنه شرب الخمر مع أمية بن أبي الصلت الثقفي، فأصبحت عين أميّة مخضرّة يخاف عليها الذهاب، فقال له عبد الله: ما بال عينك؟
فسكت، فلما ألحّ عليه قال له: أنت صاحبها، أصبتها البارحة؛ قال: أو بلغ مني الشراب ما أبلغ معه من جليسي هذا؟! لا جرم لأدينّها لك ديتي عينين.
فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال: الخمر عليّ حرام أن أذوقها أبدا. وقال عبد الله ابن جدعان يذكر حاله في شربها: [من الوافر]
شربت الخمر حتى قال صحبي ... ألست عن السّفاء بمستفيق
وحتى ما أوسّد في مبيت ... أنام به سوى التّرب السحيق
وحتى أغلق الحانوت رهني ... وآنست الهوان من الصديق
- وممّن حرّمها في الجاهلية قيس بن عاصم المنقريّ. والسبب في ذلك أنّه سكر فغمز عكنة ابنته أو أخته، فهربت منه، فلما صحا سأل عنها فقيل له: أو ما علمت ما صنعت البارحة؟ قال: لا، فأخبروه، فحرّم الخمر على نفسه، وقال في ذلك: [من الوافر]
وجدت الخمر جامحة وفيها ... خصال تفضح الرجل الكريما
فلا والله أشربها حياتي ... ولا أدعو لها أبدا نديما
ولا أعطي لها ثمنا حياتي ... ولا أشفي بها أبدا سقيما
- ويروى أنّ تاجرا نزل به ومعه خمر، فقال له قيس: أصبحني قدحا، ففعل، ثم قال له: زدني، ففعل، وسكر قيس فقال له: زدني، فقال: أنا رجل تاجر طالب خير وربح، ولا أستطيع أن أسقيك بغير ثمن؛ فقام إليه قيس فربطه إلى دوحة في داره حتى أصبح، وكلّمته أخته فلطمها وخمش وجهها، وزعموا أنّه أرادها على نفسها، [وجعل يقول] : [من البسيط]
وتاجر فاجر جاء الإله به ... كأنّ لحيته أذناب أجمال
فلما أصبح قال: من فعل هذا بضيفي؟ قالت له أخته: الذي فعل هذا بوجهي، أنت والله صنعته، وأخبرته بما فعل. فأعطى لله عهدا ألا يشرب خمرا بعدها.
- وروي أن البرج بن الجلاس الطائيّ شرب الخمر، فلما سكر انصرف إلى أخته فافتضّها فلما صحا ندم وجمع قومه وقال لهم: أيّ رجل أنا فيكم؟ قالوا: فارسنا وأفضلنا وسيّدنا، قال: فإنّه إن علم أحد من العرب بما صنعت ركبت فرسي فلم تروني، ففعلوا. ثم إنّ أمة من قومه وقعت إلى الحصين بن الحمام المرّي- وكان نديما للبرج- فأخبرته بحاله. وفسد مابينهما، فعيّره الحصين بفعله في شعر قاله. فقال البرج لقومه: فضحتموني وأشعتم خبري، ثم ركب رأسه ولحق ببلاد الروم فلم يعرف له خبر. وقيل: بل شرب الخمر صرفا، فقتلته.
- وممّن حرّمها عامر بن الظّرب العدوانيّ، وقال: [من البسيط]
سالة للفتى ما ليس في يده ... ذهّابة لعقول القوم والمال
أقسمت بالله أسقيها وأشربها ... حتى يفرّق ترب القبر أوصالي
- قال أعرابيّ من بني مرّة يعظ ابنا له وقد أفسد ماله الشراب: لا الدهر يعظك، ولا الأيام تنذرك، والساعات تعدّ عليك، والأنفاس تعدّ منك، أحبّ أمريك إليك أعودهما بالمضرّة عليك.
- ومنهم العباس بن مرداس. قيل له: لم تركت الشراب وهو يزيد في جرأتك وسماحتك؛ قال: أكره أن أصبح سيّد قومي، وأمسي سفيههم.
- روي أن رجلا ذا بأس كان يفد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبأسه، وكان من أهل الشام، وأن عمر فقده فسأل عنه، فقيل له: تتايع في هذا الشراب، فدعا كاتبه فقال: اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان، السلام عليك. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو، غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ(غافر: 3) ؛
ثم دعا وأمّن من عنده، ودعوا أن يقبل [على] الله بقلبه وأن يتوب عليه. فلما أتته الصحيفة جعل يقرؤها ويقول: غافر الذنب: قد وعدني الله أن يغفر لي؛ وقابل التوب شديد العقاب: قد حذرني الله عقابه؛ ذي الطول: والطول الخير الكثير؛ إليه المصير. فلم يزل يردّدها على نفسه ثم بكى ونزع وأحسن النزوع. فلما بلغ عمر أمره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم قد زلّ زلّة، فسدّدوه ووفّقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه.
- وذكر يزيد بن الأصمّ أنّ رجلا في الجاهلية شرب فسكر، فجعل يتناول القمر، فحلف لا يدعه حتى ينزله، فيثب الوثبة ويخرّ، فيتكدّح وجهه، فلم يزل يفعل ذلك حتى خرّ فنام؛ فلما أصبح قال لأهله: ويحكم، ما شأني؟
قالوا: كنت تحلف لتنزلنّ القمر، فتثب فتخرّ، فهذا الذي لقيت منه ما لقيت.
قال: أرأيت شرابا حملني على أن أنزل القمر؟ والله لا أعود فيه أبدا.
( التذكرة الحمدونية - ابن حمدون )
- منهم عبد الله بن جدعان التيميّ، وكان سيّدا جوادا من سادات قريش. وسبب ذلك أنه شرب الخمر مع أمية بن أبي الصلت الثقفي، فأصبحت عين أميّة مخضرّة يخاف عليها الذهاب، فقال له عبد الله: ما بال عينك؟
فسكت، فلما ألحّ عليه قال له: أنت صاحبها، أصبتها البارحة؛ قال: أو بلغ مني الشراب ما أبلغ معه من جليسي هذا؟! لا جرم لأدينّها لك ديتي عينين.
فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال: الخمر عليّ حرام أن أذوقها أبدا. وقال عبد الله ابن جدعان يذكر حاله في شربها: [من الوافر]
شربت الخمر حتى قال صحبي ... ألست عن السّفاء بمستفيق
وحتى ما أوسّد في مبيت ... أنام به سوى التّرب السحيق
وحتى أغلق الحانوت رهني ... وآنست الهوان من الصديق
- وممّن حرّمها في الجاهلية قيس بن عاصم المنقريّ. والسبب في ذلك أنّه سكر فغمز عكنة ابنته أو أخته، فهربت منه، فلما صحا سأل عنها فقيل له: أو ما علمت ما صنعت البارحة؟ قال: لا، فأخبروه، فحرّم الخمر على نفسه، وقال في ذلك: [من الوافر]
وجدت الخمر جامحة وفيها ... خصال تفضح الرجل الكريما
فلا والله أشربها حياتي ... ولا أدعو لها أبدا نديما
ولا أعطي لها ثمنا حياتي ... ولا أشفي بها أبدا سقيما
- ويروى أنّ تاجرا نزل به ومعه خمر، فقال له قيس: أصبحني قدحا، ففعل، ثم قال له: زدني، ففعل، وسكر قيس فقال له: زدني، فقال: أنا رجل تاجر طالب خير وربح، ولا أستطيع أن أسقيك بغير ثمن؛ فقام إليه قيس فربطه إلى دوحة في داره حتى أصبح، وكلّمته أخته فلطمها وخمش وجهها، وزعموا أنّه أرادها على نفسها، [وجعل يقول] : [من البسيط]
وتاجر فاجر جاء الإله به ... كأنّ لحيته أذناب أجمال
فلما أصبح قال: من فعل هذا بضيفي؟ قالت له أخته: الذي فعل هذا بوجهي، أنت والله صنعته، وأخبرته بما فعل. فأعطى لله عهدا ألا يشرب خمرا بعدها.
- وروي أن البرج بن الجلاس الطائيّ شرب الخمر، فلما سكر انصرف إلى أخته فافتضّها فلما صحا ندم وجمع قومه وقال لهم: أيّ رجل أنا فيكم؟ قالوا: فارسنا وأفضلنا وسيّدنا، قال: فإنّه إن علم أحد من العرب بما صنعت ركبت فرسي فلم تروني، ففعلوا. ثم إنّ أمة من قومه وقعت إلى الحصين بن الحمام المرّي- وكان نديما للبرج- فأخبرته بحاله. وفسد مابينهما، فعيّره الحصين بفعله في شعر قاله. فقال البرج لقومه: فضحتموني وأشعتم خبري، ثم ركب رأسه ولحق ببلاد الروم فلم يعرف له خبر. وقيل: بل شرب الخمر صرفا، فقتلته.
- وممّن حرّمها عامر بن الظّرب العدوانيّ، وقال: [من البسيط]
سالة للفتى ما ليس في يده ... ذهّابة لعقول القوم والمال
أقسمت بالله أسقيها وأشربها ... حتى يفرّق ترب القبر أوصالي
- قال أعرابيّ من بني مرّة يعظ ابنا له وقد أفسد ماله الشراب: لا الدهر يعظك، ولا الأيام تنذرك، والساعات تعدّ عليك، والأنفاس تعدّ منك، أحبّ أمريك إليك أعودهما بالمضرّة عليك.
- ومنهم العباس بن مرداس. قيل له: لم تركت الشراب وهو يزيد في جرأتك وسماحتك؛ قال: أكره أن أصبح سيّد قومي، وأمسي سفيههم.
- روي أن رجلا ذا بأس كان يفد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبأسه، وكان من أهل الشام، وأن عمر فقده فسأل عنه، فقيل له: تتايع في هذا الشراب، فدعا كاتبه فقال: اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان، السلام عليك. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو، غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ(غافر: 3) ؛
ثم دعا وأمّن من عنده، ودعوا أن يقبل [على] الله بقلبه وأن يتوب عليه. فلما أتته الصحيفة جعل يقرؤها ويقول: غافر الذنب: قد وعدني الله أن يغفر لي؛ وقابل التوب شديد العقاب: قد حذرني الله عقابه؛ ذي الطول: والطول الخير الكثير؛ إليه المصير. فلم يزل يردّدها على نفسه ثم بكى ونزع وأحسن النزوع. فلما بلغ عمر أمره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم قد زلّ زلّة، فسدّدوه ووفّقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه.
- وذكر يزيد بن الأصمّ أنّ رجلا في الجاهلية شرب فسكر، فجعل يتناول القمر، فحلف لا يدعه حتى ينزله، فيثب الوثبة ويخرّ، فيتكدّح وجهه، فلم يزل يفعل ذلك حتى خرّ فنام؛ فلما أصبح قال لأهله: ويحكم، ما شأني؟
قالوا: كنت تحلف لتنزلنّ القمر، فتثب فتخرّ، فهذا الذي لقيت منه ما لقيت.
قال: أرأيت شرابا حملني على أن أنزل القمر؟ والله لا أعود فيه أبدا.
( التذكرة الحمدونية - ابن حمدون )
👍3❤2
في مجلس شراب المأمون وذكر أحمد بن أبي طاهر أن محمد بن علي بن طاهر بن الحسين حدثه أن المأمون كان يوماً قاعداً يشرب وبيده قدح إذ غنت بذل:
ألا لا أرى شيئاً ألذ من الوعد
فجعلته:
ألا لا أرى شيئاً ألذ من السحق
فوضع المأمون القدح من يده والتفت إليها، وقال: بلى يا بذل، النيك ألذ من السحق ، فتشورت وخافت غضبه، فأخذ قدحه، ثم قال: أتمي صوتك وزيدي فيه:
ومن غفلة الواشي إذا ما أتيتها ومن زورتي أبياتها خالياً وحدي
ومن صيحة في الملتقى ثم سكتة وكلتاهما عندي ألذ من الخلد
ألا لا أرى شيئاً ألذ من الوعد
فجعلته:
ألا لا أرى شيئاً ألذ من السحق
فوضع المأمون القدح من يده والتفت إليها، وقال: بلى يا بذل، النيك ألذ من السحق ، فتشورت وخافت غضبه، فأخذ قدحه، ثم قال: أتمي صوتك وزيدي فيه:
ومن غفلة الواشي إذا ما أتيتها ومن زورتي أبياتها خالياً وحدي
ومن صيحة في الملتقى ثم سكتة وكلتاهما عندي ألذ من الخلد
❤2👍2
وأنشدني " عبد الله بن شبيب قال قال مصعب الزبيري قالت امرأة توصي ابنتها:
لا تنكحي شيخا إذا بال ضرط ... أملا اني تحت خصية شمط
رخو الدلاة عاجزا إذا افترط ... والتمسي أمرد يستاف الغلط
لمثله تتخذ الخود النقط ... إذا تدانى ساعة ثم أمعط
يجبذ جبذ البعير نفسه إذا انحط
قال فرد عليها الزوج:
يا رب شيخ بفوديه الشمط ... محتلج المتنين محبوك الوسط
يحمل جردانا كمحراش الخبط ... إذا استدر عرقه ثم امعط
بفيشلة فيها كالرأس العطط ... لو زاحمت ركن جدار لسقط
إذا رآها الأمرد البرك ضرط ... أو صادفت جارية ذات نقط
ظلت تفرى جلدها من الفرط ... ولم تسمع حفظ رحلها من الفلط
( بلاغات النساء)
لا تنكحي شيخا إذا بال ضرط ... أملا اني تحت خصية شمط
رخو الدلاة عاجزا إذا افترط ... والتمسي أمرد يستاف الغلط
لمثله تتخذ الخود النقط ... إذا تدانى ساعة ثم أمعط
يجبذ جبذ البعير نفسه إذا انحط
قال فرد عليها الزوج:
يا رب شيخ بفوديه الشمط ... محتلج المتنين محبوك الوسط
يحمل جردانا كمحراش الخبط ... إذا استدر عرقه ثم امعط
بفيشلة فيها كالرأس العطط ... لو زاحمت ركن جدار لسقط
إذا رآها الأمرد البرك ضرط ... أو صادفت جارية ذات نقط
ظلت تفرى جلدها من الفرط ... ولم تسمع حفظ رحلها من الفلط
( بلاغات النساء)
👍2
قال الأصمعي حدثني عيسى بن عمر قال كنت بالبادية فتضيفت امرأة فدخلت الخباء فجعلت تريغ زوجها عن قراي ويريغها فسمعتها تقول أنا ابنة الأخيل المعم المخول إن كنت تجهلني فعني فاسأل قال فقال الزوج انا ابن بلال صاحب العين والخال قال فاتتني بقرص مثل فرسن الحلة قال فجعلت الملم منها مثل أثباج القطا الكدري قال الكلبي امرأة يقال لها أم الورد تزوجت برجل فعجز عنها فتقدمت إلي وإلى اليمامة فقالت له والله ما يمسكني بضم ولا بتقبيل ولا بشم ولا بزعزاع ليسلي همي يطيج منه فتحي في كمي قال ففرق بينهما ثم تزوجت رجلا آخر فرضيت وحظيت وزوجت أخاها أخت زوجها فعجز عنها فقالت تهجو أخاها:
يا عمرو لو كنت فتى كريما ... أو كنت ممن يمنع الحريما
أو كان رمح استك مستقيما ... نكت به جارية هضيما
ناك أخوها أختك الغليما ... بذي خطوط يغلق المشيما
إذا أحفت نومها الأريما ... واحتدرت من ظهره العتيما
سمعت من أصواتها نئيما
( بلاغات النساء)
يا عمرو لو كنت فتى كريما ... أو كنت ممن يمنع الحريما
أو كان رمح استك مستقيما ... نكت به جارية هضيما
ناك أخوها أختك الغليما ... بذي خطوط يغلق المشيما
إذا أحفت نومها الأريما ... واحتدرت من ظهره العتيما
سمعت من أصواتها نئيما
( بلاغات النساء)
👍4
حنين الخمار:
كان حنين بالحيرة، وكان الأقيشر يلزم حانته، ويعامله، وحنين ينسئه إذا ضاقت يده، فلقيت امرأة محتالة الأقيشر بالكوفة فعرفته ولم يعرفها، فقالت: أنا أم حنين الخمار بعثني لأشتري له حاجة، وقال: إن احتجت إلى زيادة فخذي من أبي معرض، وكان الأقيشر يكنى أبا معرض، وقد عجزت دراهمه درهمين، فأعطني درهمين حتى يعطيك بها شرابا، فقال: نعم ورحبا وكرامة؛ فأعطاها الدرهمين، ثم جاء إلى حنين فشرب ما عنده، فلما أنفد ما معه حسب الدرهمين، فقال: أي الدرهمين؟ فقال: اللذين أخذتهما مني أمك بالكوفة، فقال: لا والله ما أخذت منك أمي شيئا، قال فاسمع ما أقول، قال: هاته، فأنشده:
لا تغرن ذات خف سوانا ... بعد أخت العباد أم حنين
وعدتنا بدرهمين طلاء ... وصلاء معجلا غير دين
ثم ألوت بالدرهمين جميعا ... يا لقوم لضيعة الدرهمين
عاهدت زوجها وقد قال إني ... سوف أغدو لحاجة ولدين
فدعت بالحصان أحمر جلدا ... وافر الأير مرسل الخصيتين
قال: ما أجر ذا؟ هديت فقالت: ... سوف أعطيك أجره مرتين
فأبدأ الآن بالسفاح فلما ... سافحته أرضته بالأجرتين
تلها للجبين ثم امتطاها ... عائر الأير أفحج الحالبين
بينما ذاك منهما وهي تحوي ... ظهره باليدين والمعصمين
جاءها زوجها وقد شيم فيها ... ذو انتصاب موثق الأخدعين
فتأسى، وقال: ويل طويل ... لحنين من عار أم حنين
فقال الخمار ما تريد إلى هجاء أمي؟ فقال: أخذت مني دراهم ولست تعطيني شرابا. فقال: والله ما تعرفك أمي، ولا أخذت منك شيئا، فانظر إلى أمي، فإن كانت هي صاحبتك غرمتها، فقال: لا والله! ما أهجو غير أم حنين وابنها، فإن كانت هي أمك فالهجاء لها، وإلا فهو لمن أخذ درهمي، قال: إذا لا يفرق الناس بينهما. قال: فما علي؟ أترى درهمي يضيعان؟ قال: فكف إذا حتى أغترمهما وأتخلص أنا وأمي منك، لا بارك الله فيك، وأعطاه شرابا بدرهمين.
( المحب والمحبوب والمشموم والمشروب )
كان حنين بالحيرة، وكان الأقيشر يلزم حانته، ويعامله، وحنين ينسئه إذا ضاقت يده، فلقيت امرأة محتالة الأقيشر بالكوفة فعرفته ولم يعرفها، فقالت: أنا أم حنين الخمار بعثني لأشتري له حاجة، وقال: إن احتجت إلى زيادة فخذي من أبي معرض، وكان الأقيشر يكنى أبا معرض، وقد عجزت دراهمه درهمين، فأعطني درهمين حتى يعطيك بها شرابا، فقال: نعم ورحبا وكرامة؛ فأعطاها الدرهمين، ثم جاء إلى حنين فشرب ما عنده، فلما أنفد ما معه حسب الدرهمين، فقال: أي الدرهمين؟ فقال: اللذين أخذتهما مني أمك بالكوفة، فقال: لا والله ما أخذت منك أمي شيئا، قال فاسمع ما أقول، قال: هاته، فأنشده:
لا تغرن ذات خف سوانا ... بعد أخت العباد أم حنين
وعدتنا بدرهمين طلاء ... وصلاء معجلا غير دين
ثم ألوت بالدرهمين جميعا ... يا لقوم لضيعة الدرهمين
عاهدت زوجها وقد قال إني ... سوف أغدو لحاجة ولدين
فدعت بالحصان أحمر جلدا ... وافر الأير مرسل الخصيتين
قال: ما أجر ذا؟ هديت فقالت: ... سوف أعطيك أجره مرتين
فأبدأ الآن بالسفاح فلما ... سافحته أرضته بالأجرتين
تلها للجبين ثم امتطاها ... عائر الأير أفحج الحالبين
بينما ذاك منهما وهي تحوي ... ظهره باليدين والمعصمين
جاءها زوجها وقد شيم فيها ... ذو انتصاب موثق الأخدعين
فتأسى، وقال: ويل طويل ... لحنين من عار أم حنين
فقال الخمار ما تريد إلى هجاء أمي؟ فقال: أخذت مني دراهم ولست تعطيني شرابا. فقال: والله ما تعرفك أمي، ولا أخذت منك شيئا، فانظر إلى أمي، فإن كانت هي صاحبتك غرمتها، فقال: لا والله! ما أهجو غير أم حنين وابنها، فإن كانت هي أمك فالهجاء لها، وإلا فهو لمن أخذ درهمي، قال: إذا لا يفرق الناس بينهما. قال: فما علي؟ أترى درهمي يضيعان؟ قال: فكف إذا حتى أغترمهما وأتخلص أنا وأمي منك، لا بارك الله فيك، وأعطاه شرابا بدرهمين.
( المحب والمحبوب والمشموم والمشروب )
❤1👍1
أقول لأيري وهو يرقب فتكة ... به خبت من أير وغالتك داهيه.
إذا لم يكن للأير بخت تعذرت ... عليه وجوه النيك من كل ناحية.
( أنوار الربيع في أنواع البديع)
إذا لم يكن للأير بخت تعذرت ... عليه وجوه النيك من كل ناحية.
( أنوار الربيع في أنواع البديع)
تكرش أيري بعد ما كان أملسا ... وكان غنيا من قواه فأفلسا.
وصار جوابي للمها إن مررن بي ... مضى الوصل الأمنية تبعث الأسى.
( أنوار الربيع في أنواع البديع)
وصار جوابي للمها إن مررن بي ... مضى الوصل الأمنية تبعث الأسى.
( أنوار الربيع في أنواع البديع)
🎉1
وقال ابن الرومي يهجو
تطمث الأرض من مواطئ بورا ... ن ولو بين زمزم والحطيم
أفحش القذف والهجاء لبورا ... ن طهور كالرجم للمرجوم
هي طيف الخيال تطرق أهل ال ... أرض من بين ظاعن ومقيم
هي بالليل كل شيء تراه ... ماثلات في الظلام كالجرثوم
لا تمل البروك أو يقع الطي ... ر على ظهرها كبعض الأروم
وذكر سعة الفرج فقال
يسع السبعة الأقاليم طرا ... وهو في أصبعين من أقليم
كضمير الفؤاد يلتهم الدنيا وتحويه دفتا حيزوم
( التشبيهات)
تطمث الأرض من مواطئ بورا ... ن ولو بين زمزم والحطيم
أفحش القذف والهجاء لبورا ... ن طهور كالرجم للمرجوم
هي طيف الخيال تطرق أهل ال ... أرض من بين ظاعن ومقيم
هي بالليل كل شيء تراه ... ماثلات في الظلام كالجرثوم
لا تمل البروك أو يقع الطي ... ر على ظهرها كبعض الأروم
وذكر سعة الفرج فقال
يسع السبعة الأقاليم طرا ... وهو في أصبعين من أقليم
كضمير الفؤاد يلتهم الدنيا وتحويه دفتا حيزوم
( التشبيهات)
👍3
المحمود من النساء :
اعلم رحمك الله أيها الوزير أن النساء على أصناف شتى فمنهن محمود ومنهم مذموم فأما المحمود من النساء عند الرجال فهي المرأة الكاملة القد العريضة الخصيبة الكحيلة الشعر الواسعة الجبين , زجة الحواجب واسعة العينين في كحولة حالكة وبياض ناصع مفخمة الوجه أسيلة ظريفة الأنف ضيقة الفم محمرة الشفائف واللسان طيبة رائحة الفم والأنف طويلة الرقبة غليظة العنق عريضة الصدر كبيرة الفرج ممتلئة اللحم من العانة الى الإليتين ضيقة الفرج ليس فيه ندوة رطوبة او سخونة تكاد النار تخرج منه وهذا الشرط مختل في بني بياضة فما فيهن إلا النتن وكثير البرودة فمن أراد ضيقة الفرج وسخانته فعليه ببنات السودان وليس الخبر كالعيان ويكون الفرج ليس فيه رائحة قذرة غليظة الأفخاذ والأوراك ذات أرداف ثقال وعكان وخصر جيد ظريفة اليدين والرجلين عريضة الزندين بعيدة المنكبين عريضة الأكتاف واسعة المخرم كبيرة الردف إن أقبلت فتنت وأن أدبرت قتلت وإن جلست كالقبة وإن رقدت كالهضبة العالية وإن وقفت كالعلم قليلة الضحك والضحك في غير نفع , ثقيلة الرجلين عند الدخول والخروج ولو لبيت الجيران قليلة الكلام معهم , لاتعمل من النساء صاحبة ولا تطمئن لأحد ولا تركن إلا لزوجها ولا تأكل من يد أحد إلا يد زوجها وقرابتها إن كان لها قرابة ولا تخون في شيئ وتستر كل حرام وإن دعاها زوجها طاوعته وسبقته إليه تعينه على كل حال من الأحوال , قليلة الشكاية والنكاية , لاتضحك ولا تنشرح إلا إذا رأت زوجها ولا تجود بنفسها إلا لزوجها ولو قتلت صبرا ..
( الروض العاطر في نزهة الخاطر )
اعلم رحمك الله أيها الوزير أن النساء على أصناف شتى فمنهن محمود ومنهم مذموم فأما المحمود من النساء عند الرجال فهي المرأة الكاملة القد العريضة الخصيبة الكحيلة الشعر الواسعة الجبين , زجة الحواجب واسعة العينين في كحولة حالكة وبياض ناصع مفخمة الوجه أسيلة ظريفة الأنف ضيقة الفم محمرة الشفائف واللسان طيبة رائحة الفم والأنف طويلة الرقبة غليظة العنق عريضة الصدر كبيرة الفرج ممتلئة اللحم من العانة الى الإليتين ضيقة الفرج ليس فيه ندوة رطوبة او سخونة تكاد النار تخرج منه وهذا الشرط مختل في بني بياضة فما فيهن إلا النتن وكثير البرودة فمن أراد ضيقة الفرج وسخانته فعليه ببنات السودان وليس الخبر كالعيان ويكون الفرج ليس فيه رائحة قذرة غليظة الأفخاذ والأوراك ذات أرداف ثقال وعكان وخصر جيد ظريفة اليدين والرجلين عريضة الزندين بعيدة المنكبين عريضة الأكتاف واسعة المخرم كبيرة الردف إن أقبلت فتنت وأن أدبرت قتلت وإن جلست كالقبة وإن رقدت كالهضبة العالية وإن وقفت كالعلم قليلة الضحك والضحك في غير نفع , ثقيلة الرجلين عند الدخول والخروج ولو لبيت الجيران قليلة الكلام معهم , لاتعمل من النساء صاحبة ولا تطمئن لأحد ولا تركن إلا لزوجها ولا تأكل من يد أحد إلا يد زوجها وقرابتها إن كان لها قرابة ولا تخون في شيئ وتستر كل حرام وإن دعاها زوجها طاوعته وسبقته إليه تعينه على كل حال من الأحوال , قليلة الشكاية والنكاية , لاتضحك ولا تنشرح إلا إذا رأت زوجها ولا تجود بنفسها إلا لزوجها ولو قتلت صبرا ..
( الروض العاطر في نزهة الخاطر )
👍4❤2
المكروه من الرجال :
اعلم يرحمك الله أيها الوزير أن المكروه من الرجال عند النساء هو الذي نراه رث الحالة قبيح المنظر صغير الذكر فيه رخوة ويكون رقيقا وإن أتى إلى المرأة لم يعرف لها قدر ولا حظ يصعد على صدرها دونما ملاعبة ولا بوس ولا تعنيق ولا عض يولج فيها ذلك الذكر بعد مشقة وتعب فيهز هزة او هزتين وينزل عن صدرها فتلقى نزوله عن صدرها أحسن من عمله ثم يجذب ذكره ويقوم كما قال بعضهم يكون سريع الهراقة بطيئ الإفاقة صغير الذكر ثقيل الصدر خفيف العجز وهذا الأخير فإن المرأة به أدرى ...
اعلم يرحمك الله أن الأير فيه فائدة كبيرة فقد حُكي أن رجلا كان صغير الذكر رقيقا جدا وكانت له امرأة جسيمة خصيبة اللحم فكان لايعجبها في الجماع فجعلت تشكو به لجميع أصحابه مدة من الزمان وكانت ذات مال وكان هو ذا فقر فكان يراودها أن تعطيه شيئا فتأبى فذهب إلى أحد الحكماء ورفع أمره فقال له : لو كان أيرك كبير لكنت أنت الحاكم على المال , ألم تعلم أن النساء دينهن وعقلهن في فروجهن ولكن أذكر لك مايكون الدواء وأتدبر لك فيه , ثم استعمل الدواء الذي سأذكره لك فيعظم أيرك فاستعمل هذا الرجل ماذكره له الحكيم فعظم أيره واستمر استعماله مدة من الزمن فلما رأته زوجته على تلك الحالة تعجبت منه وأعطته مالها وملكته نفسها وجميع أثاثها
( الروض العاطر في نزهة الخاطر )
اعلم يرحمك الله أيها الوزير أن المكروه من الرجال عند النساء هو الذي نراه رث الحالة قبيح المنظر صغير الذكر فيه رخوة ويكون رقيقا وإن أتى إلى المرأة لم يعرف لها قدر ولا حظ يصعد على صدرها دونما ملاعبة ولا بوس ولا تعنيق ولا عض يولج فيها ذلك الذكر بعد مشقة وتعب فيهز هزة او هزتين وينزل عن صدرها فتلقى نزوله عن صدرها أحسن من عمله ثم يجذب ذكره ويقوم كما قال بعضهم يكون سريع الهراقة بطيئ الإفاقة صغير الذكر ثقيل الصدر خفيف العجز وهذا الأخير فإن المرأة به أدرى ...
اعلم يرحمك الله أن الأير فيه فائدة كبيرة فقد حُكي أن رجلا كان صغير الذكر رقيقا جدا وكانت له امرأة جسيمة خصيبة اللحم فكان لايعجبها في الجماع فجعلت تشكو به لجميع أصحابه مدة من الزمان وكانت ذات مال وكان هو ذا فقر فكان يراودها أن تعطيه شيئا فتأبى فذهب إلى أحد الحكماء ورفع أمره فقال له : لو كان أيرك كبير لكنت أنت الحاكم على المال , ألم تعلم أن النساء دينهن وعقلهن في فروجهن ولكن أذكر لك مايكون الدواء وأتدبر لك فيه , ثم استعمل الدواء الذي سأذكره لك فيعظم أيرك فاستعمل هذا الرجل ماذكره له الحكيم فعظم أيره واستمر استعماله مدة من الزمن فلما رأته زوجته على تلك الحالة تعجبت منه وأعطته مالها وملكته نفسها وجميع أثاثها
( الروض العاطر في نزهة الخاطر )
❤2
منافع للرجال والنساء :
اعلم يرحمك الله ,, أن هذا الباب فيه منافع لم يطلع عليها أحد إلا من اطلع على هذا الكتاب ومعرفة الشيئ خير من الجهل به وإذا كان هناك أشياء رديئة فالجهل أردى وخاصة معرفة ماخفي عليك من أمور النساء ..
حكي رحمك الله عن امرأة يقال لها المعربدة ,كانت أعلم أهل زمانها وأعرفهم فقيل لها أيتها الحكيمة أين يجدن العقل معشر النسوان ؟ قالت : في الأفخاذ قيل لها والشهوة ؟ قالت : في ذلك الموضع ! قيل لها : أين تجدن محبة الرجال وكرههم ؟ قالت : في ذلك الموضع , فمن أحبنناه أعطيناه فرجنا ومن أبغضناه أبعدناه عنه . ومن أحببناه زدناه من عندنا واستقنعنا منه بأدنى شيئ وإن لم يكن ذا مال رضينا به ومن أبغضناه ولو أعطانا وأغنانا ليس له نصيب عندنا وقيل لها : أين تجدن العشق والمعرفة واللذة والشوق .؟ قالت : في العين والقلب والفرج , فقيل لها : بيني ذلك ! فقالت : العشق مسكنه القلب والمعرفة مسكنها العين والذوق مسكنه الفرج فإذا نظرت العين الى من كان مليحا واستحسنته وتعجبت من شكله وحسن قوامه فإن محبته تسري في القلب فحينئذ تظهر حلاوته من مرارته بمليق المرأة لأن مليق المرأة فرجها , فبه تعرف المليح من القبيح عند المذاق وقيل لها أيضا: أي الأيور أحب إلى النساء وأبغض ؟ فقالت : النساء لايشبه بعضهن بعضا في الفروج والنكاح والمحبة والبغض فأما النساء فيهن قصار وطوال وطبائعهن مختلفة فالمرأة القريبة الرحم تحب من الأيور القصير الغليظ الذي يسده سدا من غير تبليغ وإذا كان غليظا كاملا لاتحبه , وأما البعيدة الرحم الفارقة الفرج فإنها لاتحب من الأيور إلا الغليظ الكامل الذي يملؤه ملئا وإذا كان قصيرا رقيقا لاتحبه أبدا ولا يعجبها في النكاح وفي النساء صفراوية وسوداوية وبلغمية وممتزجة فمن كانت من النساء طبيعتها الصفراء والسوداء فإنها لاتحب كثرة النكاح ولا يوافقها من الرجال الا من تكون طبيعته كطبيعتها وأما التي طبيعتها دموية وبلغمية فتحب كثرة النكاح ولا يوافقها من الرجال إلا من تكون طبيعته كطبيعتها وإن تزوج منهن صاحب الطبيعتين المتقدمتين فله مايشفي وأما الممتزجة فما بين ذلك النكاح وأما المرأة القصيرة فتحب النكاح وتعشق الأير الكبير الغليظ أكثر من الطويلة على كل حال ولا يوافقها من الأيور إلا الغليظ الكامل ففيه يطيب عيشها وفراشها وأما الرجال في النكاح وكثرته وقلته فإنهم كالنساء في الطبائع الأربعة ولكن النساء أشد محبة في الأيور من الرجال في الفروج وقيل للمعربدة الحكيمة أخبرينا عن شر النساء , قالت : شر النساء من إذا زادت من مالها في عشائك شيئا تغيرت عليك أو إذا اخفيت شيئا وأخذته في كشفتك فقيل ثم من ؟ قالت : كبيرة الحس والغيرة ومن ترفع صوتها فوق صوت الزوج وهي نقالة للأخبار وناشرة للحزازات وهي التي تظهر زينتها للكل والكثيرة الخروج والدخول وإذا رأيت المرأة تكثر من الضحك ووقوف الأبواب فاعلم أنها قحبة زانية وأشر النساء من تشتغل بالنساء وكثيرة الشكاية وصاحبة الحيل والنكاية والسارقة من مال الزوج وغيره وأشر النساء أيضا من تكون سيئة الأخلاق كثيرة الحمق والنكارة للفعل الجميل والتي تهجر الفراش وكثيرة المكر والخداع والبهتان والغدر والحيل والمراة التي تكون كثيرة النفور خانئة الفراش والتي تبدأ زوجها وتراوده عن نفسها وكثيرة الحس في الفراش وصحيحة الوجه دون حياء وكذلك ناقصة العقل والناظرة لما بيد غيرها فهؤلاء أشر النساء فاعرف ذلك
( الروض العاطر في نزهة الخاطر - النفزاوي )
اعلم يرحمك الله ,, أن هذا الباب فيه منافع لم يطلع عليها أحد إلا من اطلع على هذا الكتاب ومعرفة الشيئ خير من الجهل به وإذا كان هناك أشياء رديئة فالجهل أردى وخاصة معرفة ماخفي عليك من أمور النساء ..
حكي رحمك الله عن امرأة يقال لها المعربدة ,كانت أعلم أهل زمانها وأعرفهم فقيل لها أيتها الحكيمة أين يجدن العقل معشر النسوان ؟ قالت : في الأفخاذ قيل لها والشهوة ؟ قالت : في ذلك الموضع ! قيل لها : أين تجدن محبة الرجال وكرههم ؟ قالت : في ذلك الموضع , فمن أحبنناه أعطيناه فرجنا ومن أبغضناه أبعدناه عنه . ومن أحببناه زدناه من عندنا واستقنعنا منه بأدنى شيئ وإن لم يكن ذا مال رضينا به ومن أبغضناه ولو أعطانا وأغنانا ليس له نصيب عندنا وقيل لها : أين تجدن العشق والمعرفة واللذة والشوق .؟ قالت : في العين والقلب والفرج , فقيل لها : بيني ذلك ! فقالت : العشق مسكنه القلب والمعرفة مسكنها العين والذوق مسكنه الفرج فإذا نظرت العين الى من كان مليحا واستحسنته وتعجبت من شكله وحسن قوامه فإن محبته تسري في القلب فحينئذ تظهر حلاوته من مرارته بمليق المرأة لأن مليق المرأة فرجها , فبه تعرف المليح من القبيح عند المذاق وقيل لها أيضا: أي الأيور أحب إلى النساء وأبغض ؟ فقالت : النساء لايشبه بعضهن بعضا في الفروج والنكاح والمحبة والبغض فأما النساء فيهن قصار وطوال وطبائعهن مختلفة فالمرأة القريبة الرحم تحب من الأيور القصير الغليظ الذي يسده سدا من غير تبليغ وإذا كان غليظا كاملا لاتحبه , وأما البعيدة الرحم الفارقة الفرج فإنها لاتحب من الأيور إلا الغليظ الكامل الذي يملؤه ملئا وإذا كان قصيرا رقيقا لاتحبه أبدا ولا يعجبها في النكاح وفي النساء صفراوية وسوداوية وبلغمية وممتزجة فمن كانت من النساء طبيعتها الصفراء والسوداء فإنها لاتحب كثرة النكاح ولا يوافقها من الرجال الا من تكون طبيعته كطبيعتها وأما التي طبيعتها دموية وبلغمية فتحب كثرة النكاح ولا يوافقها من الرجال إلا من تكون طبيعته كطبيعتها وإن تزوج منهن صاحب الطبيعتين المتقدمتين فله مايشفي وأما الممتزجة فما بين ذلك النكاح وأما المرأة القصيرة فتحب النكاح وتعشق الأير الكبير الغليظ أكثر من الطويلة على كل حال ولا يوافقها من الأيور إلا الغليظ الكامل ففيه يطيب عيشها وفراشها وأما الرجال في النكاح وكثرته وقلته فإنهم كالنساء في الطبائع الأربعة ولكن النساء أشد محبة في الأيور من الرجال في الفروج وقيل للمعربدة الحكيمة أخبرينا عن شر النساء , قالت : شر النساء من إذا زادت من مالها في عشائك شيئا تغيرت عليك أو إذا اخفيت شيئا وأخذته في كشفتك فقيل ثم من ؟ قالت : كبيرة الحس والغيرة ومن ترفع صوتها فوق صوت الزوج وهي نقالة للأخبار وناشرة للحزازات وهي التي تظهر زينتها للكل والكثيرة الخروج والدخول وإذا رأيت المرأة تكثر من الضحك ووقوف الأبواب فاعلم أنها قحبة زانية وأشر النساء من تشتغل بالنساء وكثيرة الشكاية وصاحبة الحيل والنكاية والسارقة من مال الزوج وغيره وأشر النساء أيضا من تكون سيئة الأخلاق كثيرة الحمق والنكارة للفعل الجميل والتي تهجر الفراش وكثيرة المكر والخداع والبهتان والغدر والحيل والمراة التي تكون كثيرة النفور خانئة الفراش والتي تبدأ زوجها وتراوده عن نفسها وكثيرة الحس في الفراش وصحيحة الوجه دون حياء وكذلك ناقصة العقل والناظرة لما بيد غيرها فهؤلاء أشر النساء فاعرف ذلك
( الروض العاطر في نزهة الخاطر - النفزاوي )
👍1
يادهر ماترفع من مجد إلا صغير الدهن او مسخرة
ومن تكون زوجته قحبة أو تكون ثقبته محبرة
أو من يكون قوادا في صغره يجمع مابين رجل وامرأة
ومن تكون زوجته قحبة أو تكون ثقبته محبرة
أو من يكون قوادا في صغره يجمع مابين رجل وامرأة
👍1
حكي يرحمك الله أنه كان على عهد هارون الرشيد رجل مسخرة يتمسخر عليه جميع النساء ويضحكن معه ويقال له الجعيد وكان كثيرا مايشبع في فروج النساء وله عندهن حظ ومقدار وعند الملوك والوزراء والعمال لأن الدهر لا يرفع الا من هو كذلك وقيل شعرا في ذلك
يادهر ماترفع من مجد إلا صغير الدهن او مسخرة
ومن تكون زوجته قحبة او تكون ثقبته محبرة
أو من يكون قوادا في صغره يجمع مابين رجل وامراة
قال الجعيد كنت متولعا بحب امرأة ذات حسن وجمال وقد واعتدال وبهاء وكمال وكانت سمينة ملتحمة إذا وقفت يبقى كسها ظاهرا وهو في الوصف كما تقدم في الكبر والغلظ والعرض قال : وكانت جارة لي وكن معشر النسوان يلعبن ويتمسخرن علي ويضحكن من كلامي ويفرحن بحديثي فأشبع فيهن بوسا وتعنيقا وعضا ومصا وربما لا أنكح إلا هذه المرأة فكنت إذا كلمتها على الوصال تقول لي أبياتا لا أفهم لها معنى وهي هذه الأبيات :
بين الجبال رأت خيمة شيدت في الجو يظهر طولها بين الورى
وخلت من الوتد الذي في وسطها فبقت مثل الدلو ليس له عرى
مرخية الأطناب حتى وسطها وقاعتها مثل النحاس مقزدرا
قال : فكنت كلما أكلمها في نكحها تقول هذه الأبيات فلا أفهم لها معنى ولا أجد لها جوابا , أسأل كل من أعرفه من أهل الحكمة والمعرفة بالأشعار فلا يرد علي مايشفي غليلي فلم أزل كذلك حتى أخبرت بأبي نواس بمدينة بغداد فقصدته وأخبرته بما وقع بيننا وأنشدته هذه الأبيات فقال لي : هذه المرأة قلبها عندك وهي غليظة سمينة جدا ,فقلت نعم , فقال : وليس لها زوج فقلت: صدقت , فقال : ظنت أن أيرك صغيرا والأير الصغير لايعجبها ولا يبرد عليها وأنت ليس كذلك , فقلت : نعم , فقال أما قولها بين الجبال فهي تعني الأفخاذ وقولها خيمة شيدت تعني بالخيمة الفرج وقولها يظهر طوله بين الورى يعني إنها إذا مشت يبقى طالعا من تحت الثياب وقولها خلت من الوتد الذي في وسطها تعني أنها ليس لها زوج فشبهت الأير بالوتد لأنه يمسك الخيمة كما يمسك الأير فرج المرأة وقولها فبقت مثل الدلو ليس له عرى تعني أن الدلو إذا لم يكن له معلاق فلا فائدة فيه ولا منفعة فشبهت نفسها بالدلو والأير بالمعلاق وكل ذلك صحيح وقولها مرخية الأطناب حتى وسطها مرخى وكذلك المرأة إذا لم يكن لها زوج فهي كذلك وقولها وقاعتها مثل النحاس مقزدرا فقد مثلت نفسها بالنحاسة المقزدرة وهي التي تتخذ للثريد إذا صنع فيها ثريد فلا يستقيم إلا بمدلك كامل ومشابعة ويدين ورجلين فبذلك يطيب بخلاف المغرفة فإنها لاتطيبه وتحرقه والمرأة هي التي تصنعه ياجعيد إذا لم يكن أيرك كامل مثل المدلك الكامل وتحبسها باليدين وتستعين عليها بالرجلين وتحوزها للصدر فلا تطمع نفسك بوصولها ولكن ما اسمها ياجعيد ؟ قال : فاضحة , فقال : ارجع إليها بهذه الأبيات فإن حاجتك تقضى إن شاء الله ثم أخبرني بما جرى بينكما فقلت نعم , فأنشدني هذه الأبيات :
فاضحة الحال كوني مبصرة إني لقولك سامع بين الورى
أنت الحبيبة الرضية من له فيه النصيب فقد غدا متنورا
ياقرة العين تحسب أنني عجزت عن رد الجواب مختبرا
لكن حبك قد تعرض في الحشا فولهني بين العباد كما ترى
فوالله مابي من غواء ولم يكن لايرى مثل هاك قسه لكي ترى
فمن ذاقه يغني عليه صبابة ووجدا بلا شك ومافيه من مرا
أرى طوله مثل العمود إذا بدا وإن قام اتبعني وصرت محيرا
فخذيه واجعليه بخيمتك التي شيدتها بين الجبال مشتهرا
فتمسكها مسكا عجيبة فلا ترى له رخوا مادام فيه مصمرا
واجعليه في آذان دلوك الذي ذكرت لنا خال ومافيه من عرا
وآتيه فانطوي وقسه بعجلة تجدها غايظا واقفا ومؤترا
يتبع ,,,,
( الروض العاطر في نزهة الخاطر )
يادهر ماترفع من مجد إلا صغير الدهن او مسخرة
ومن تكون زوجته قحبة او تكون ثقبته محبرة
أو من يكون قوادا في صغره يجمع مابين رجل وامراة
قال الجعيد كنت متولعا بحب امرأة ذات حسن وجمال وقد واعتدال وبهاء وكمال وكانت سمينة ملتحمة إذا وقفت يبقى كسها ظاهرا وهو في الوصف كما تقدم في الكبر والغلظ والعرض قال : وكانت جارة لي وكن معشر النسوان يلعبن ويتمسخرن علي ويضحكن من كلامي ويفرحن بحديثي فأشبع فيهن بوسا وتعنيقا وعضا ومصا وربما لا أنكح إلا هذه المرأة فكنت إذا كلمتها على الوصال تقول لي أبياتا لا أفهم لها معنى وهي هذه الأبيات :
بين الجبال رأت خيمة شيدت في الجو يظهر طولها بين الورى
وخلت من الوتد الذي في وسطها فبقت مثل الدلو ليس له عرى
مرخية الأطناب حتى وسطها وقاعتها مثل النحاس مقزدرا
قال : فكنت كلما أكلمها في نكحها تقول هذه الأبيات فلا أفهم لها معنى ولا أجد لها جوابا , أسأل كل من أعرفه من أهل الحكمة والمعرفة بالأشعار فلا يرد علي مايشفي غليلي فلم أزل كذلك حتى أخبرت بأبي نواس بمدينة بغداد فقصدته وأخبرته بما وقع بيننا وأنشدته هذه الأبيات فقال لي : هذه المرأة قلبها عندك وهي غليظة سمينة جدا ,فقلت نعم , فقال : وليس لها زوج فقلت: صدقت , فقال : ظنت أن أيرك صغيرا والأير الصغير لايعجبها ولا يبرد عليها وأنت ليس كذلك , فقلت : نعم , فقال أما قولها بين الجبال فهي تعني الأفخاذ وقولها خيمة شيدت تعني بالخيمة الفرج وقولها يظهر طوله بين الورى يعني إنها إذا مشت يبقى طالعا من تحت الثياب وقولها خلت من الوتد الذي في وسطها تعني أنها ليس لها زوج فشبهت الأير بالوتد لأنه يمسك الخيمة كما يمسك الأير فرج المرأة وقولها فبقت مثل الدلو ليس له عرى تعني أن الدلو إذا لم يكن له معلاق فلا فائدة فيه ولا منفعة فشبهت نفسها بالدلو والأير بالمعلاق وكل ذلك صحيح وقولها مرخية الأطناب حتى وسطها مرخى وكذلك المرأة إذا لم يكن لها زوج فهي كذلك وقولها وقاعتها مثل النحاس مقزدرا فقد مثلت نفسها بالنحاسة المقزدرة وهي التي تتخذ للثريد إذا صنع فيها ثريد فلا يستقيم إلا بمدلك كامل ومشابعة ويدين ورجلين فبذلك يطيب بخلاف المغرفة فإنها لاتطيبه وتحرقه والمرأة هي التي تصنعه ياجعيد إذا لم يكن أيرك كامل مثل المدلك الكامل وتحبسها باليدين وتستعين عليها بالرجلين وتحوزها للصدر فلا تطمع نفسك بوصولها ولكن ما اسمها ياجعيد ؟ قال : فاضحة , فقال : ارجع إليها بهذه الأبيات فإن حاجتك تقضى إن شاء الله ثم أخبرني بما جرى بينكما فقلت نعم , فأنشدني هذه الأبيات :
فاضحة الحال كوني مبصرة إني لقولك سامع بين الورى
أنت الحبيبة الرضية من له فيه النصيب فقد غدا متنورا
ياقرة العين تحسب أنني عجزت عن رد الجواب مختبرا
لكن حبك قد تعرض في الحشا فولهني بين العباد كما ترى
فوالله مابي من غواء ولم يكن لايرى مثل هاك قسه لكي ترى
فمن ذاقه يغني عليه صبابة ووجدا بلا شك ومافيه من مرا
أرى طوله مثل العمود إذا بدا وإن قام اتبعني وصرت محيرا
فخذيه واجعليه بخيمتك التي شيدتها بين الجبال مشتهرا
فتمسكها مسكا عجيبة فلا ترى له رخوا مادام فيه مصمرا
واجعليه في آذان دلوك الذي ذكرت لنا خال ومافيه من عرا
وآتيه فانطوي وقسه بعجلة تجدها غايظا واقفا ومؤترا
يتبع ,,,,
( الروض العاطر في نزهة الخاطر )
❤2
وحدَّثني محمَّد بن حسَّان قال: وقفتُ على نوفلٍ عَريفِ الكنَّاسين، وإذا مُوسْوَس قد وقف عليه، وعندَه كلُّ كنَّاس بالكَرْخ، فقال له الموسوَس: ما بال بنتِ وردان تدعُ قعرَ البئر وفيه كُرُّ خِراء وهو لها مُسْلمٌ وعليها موفر، وتجيء تطلب اللُّطاخة التي في است أحدنا وهو قاعدٌ على المَقْعَدة، فتلْزم نفسها الكُلفةَ الغليظة، وتتعرَّض للقتل، وإنَّما هذا الذي في أستاهنا قيراط من ذلك الدرهم، وقد دفعنا إليها الدِّرهم وافياً وافراً، قال: فضحك القوم، فحرَّك نوفلٌ رأسَه ثم قال: أتضحكون? قدْ واللّهِ سأل الرجل فأجيبوا وأمَّا أنا فقد - واللّه - فكَّرت فيها منذ ستِّينَ سَنَةً، ولكنَّكم لا تنظرون في شيءٍ من أمر صناعتكم، لا جَرَمَ أنَّكم لا ترتَفِعُون أبداً قال له الموسوَس: قلْ - يرحمُك اللّه - فأنتَ زعيمُ القوم، فقال نوفل: قد علمنا أنَّ الرُّطَب أطْيبُ من التَّمر، والحديثَ أطرف من العتيق، والشيءَ من مَعْدنِه أطيَب، والفاكهةَ من أشجارِها أطرف، قال: فغضب شريكَه مسبِّح الكنَّاس ثم قال: واللّه لقد وبَّختنا، وهوَّلتَ علينا، حتى ظنَنَّا أنَّك ستُجيب بجوابٍ لا يحسنُه أحد، ما الأمرُ عندَنَا وعند أصحابنا هكذا، قال: فقال لنا الموسوس: ما الجواب عافاكم اللّه، فإنِّي ما نمتُ البارحةَ من الفِكرَة في هذه المسألة? قال مسبِّح: لو أنَّ لرجلٍ ألفَ جاريةٍ حسناء ثم عتَقْنَ عندَه لبردَت شهوتُه عنهنَّ وفترت، ثمَّ إن رأى واحدةً دون أخسِّهن في الحسْن صبا إليها وماتَ من شهوتها، فبنت وردانَ تستظرف تلك اللطاخة وقد ملَّت الأولى؛ وبعضُ الناسِ الفطيرُ أحبُّ إليهم من الخمير، وأيضاً إنّ الكثيرَ يمنَع الشَّهوة، ويورث الصُّدود، قال: فقال الموسوس - واستحسَنَ جوابَ مسبِّح، بعد أن كان لا يرى جواباً إلاّ جواب نوفل -: لا تعرفُ مِقدارَ العالمِ حتَّى تجلسَ إلى غيره أنتم أعلم أهل هذه المدَرة، ولقد سألتُ علماءَها عنهُ منذُ عشرينَ سنةً فما تخلّصَ أحدٌ منهم إلى مثلِ ما تخلّصْتم إليه، وقدْ واللّه - أنَمْتم عيني، وطابَ بكم عيشي وقد علمنا أنّ كلّ شيءٍ يُسْتَلبُ استلاباً أنَّه ألذ وأطيب، ولذلك صارَ الدَّبيبُ إلى الغِلمان ونيكهم على جهة القهر ألذ وأطيب، وكلُّ شيءٍ يصيبهُ الرَّجل فهو أعزُّ عليه من المال الذي يرثه أو يوهب له.
( الحيوان - الجاحظ)
( الحيوان - الجاحظ)
👍4
حج الحسين بن الضحاك، فمر في منصرفه على موضع يعرف بالقريتين ، فإذا جارية تطلع في ثيابها وتنظر في حرها ثم تضربه بيدها وتقول: ما أضيعني وأضيعك! فأنشأ يقول:
مررت بالقريتين منصرفاً
من حيث يقضي ذوو النهى النسكا
إذا فتاةٌ كأنها قمرٌ
للتم لما توسط الفلكا
واضعةٌ كفها على حرها
تقول يا ضيعتي وضيعتكا
قال: فلما سمعت قوله ضحكت وغطت وجهها وقالت: وافضيحتاه! أو قد سمعت ما قلت!.
( الأغاني )
مررت بالقريتين منصرفاً
من حيث يقضي ذوو النهى النسكا
إذا فتاةٌ كأنها قمرٌ
للتم لما توسط الفلكا
واضعةٌ كفها على حرها
تقول يا ضيعتي وضيعتكا
قال: فلما سمعت قوله ضحكت وغطت وجهها وقالت: وافضيحتاه! أو قد سمعت ما قلت!.
( الأغاني )
👍3😁3