من دنفسة التراث العربي
1.18K subscribers
2 photos
1 video
1 file
1 link
قد وصلتنا صورة ناقصة او مشوهة عن تراثنا العربي العظيم وهنا محاولة متواضعة لنقل جزء مما غيب عنا من دنفسة وخنفسة وبربسة ستجد حكم ونكت وقصص تحكي الجانب الدنفسي العظيم
نتمنى لكم أوقاتا ممتعة بين روايات الدنفسة
Download Telegram
في خصي أراد أن يتزوج بامرأة:
قلِ لنجح أخطأتَ بابَ النجاحِ ... إذ تعاطيتهُ بلا مفتاحِ
لستَ بالسابح المجيدِ فدع عنك ... ركوبَ البحارِ للسباحِ
فظع الحبّ بالخصيَ كما ... يفظع فقدُ المُرديِّ بالملاّحِ
ليتَ شعري بما تظنك تصبي ... قلب ودان يا كسيرَ الجناح
أبوجهٍ كأنه وجهُ قردٍ ... حائل اللونِ حامد المصباح
نمشةٌ فوقَ صُفرةٍ فتراه ... كونيمِ الذُّبابِ في اللقاحِ
إنما أنتمُ فقاحٌ فمهلاً ... ما غناءُ الفِقاحِ في الأحراحِ
إنَ من يعشق النساء بلا أبر ... كمثل الغازي بغير سلاحِ
لنْ يكونَ الطعانُ إلا برمح ... فدعوا الطعن للطوال الرّماحِ

( ديوان المعاني)
ابن الرومي :

فسا على القوم فقالوا له ... إنْ لم تقم من بيننا قمنا
فقال لا عدتُ فقالوا له ... من يف فيهِ ذا كما كنا

( ديوان المعاني)
وقال أيضاً يذكر قينة:
مسموة الرَّيق إذا قبلتْ ... صحفت التقبيل تقتيلا
قبلها جلمود عُرارة ... يحسنُ للبخراءِ تقبيلا
فاحشةُ النقصانِ لكنها ... قد كُمَّلَتْ بالبظرِ تكميلا
أزرى بها اللهُ فلم يعطِها ... إلا بطولِ البظرِ تفضيلا
إذا بدا الفيلُ وخرطومهُ ... قلنا أعارَتْ بِظَرها الفيلا
غول يبيت الشرب من قبحها ... يرونَ في النومِ التهاويلا
ما أحسنَ الأرقمَ طوقاً لها ... وأحسنَ الأسودَ إكليلا
قد عذبَ اللهُ أمرأً نالها ... طورينِ تعجيلاً وتأجيلا
لها ضراطٌ ريحهُ عاصفٌ ... يطفئ في الليلِ القناديلا
حَلّت سراويلي على واسعٍ ... ما خلُته إلا سراويلا
أحللتُ تنكيلي ببابِ استِها ... فكان للتنكيلِ تنكيلا
لو رامت التوبةَ لم تستطعْ ... لسنّةِ الشيطانِ تبديلا
يابسةُ العودِ وقد ذْللَتْ ... قطوفُها للنيلِ تذليلا
كان بشيراز رجل وله زوجة فاسدة، فنزل به ضيف فأعطاها دراهم وقال لها: اشتري لنا رءوساً نتغدى بها، فخرجت المرأة ولقيها حريف فأدخلها إلى منزله وأحس بها الجيران، فرفعوهما إلى السلطان. وضربت المرأة وأركبت ثوراً ليطاف بها في البلد، فلما أبطأت على الرجل خرج في طلبها، فرآها على تلك الحال فقال لها: ما هذا ويلك? قالت: لا شيء انصرف أنت إلى البيت فإنما بقي صفان: صف العطارين وصف الصيادلة ثم أشتري الرءوس وأجيئك.

( نثر الدر)
كَانَ على بعض أَبْوَاب الدّور خياط. وَكَانَت لَهُم جَارِيَة تخرج لحوائجهم فَقَالَ الْخياط لَهَا يَوْمًا - وَقد خرجت: أَخْبِرِي ستك أَن لي أيرين. فَدخلت الْجَارِيَة وَهِي تدمدم، قَالَت لَهَا ستها: مَالك؟ قَالَت: خير. قَالَت: لَا بُد من أَن تخبريني، فَأَخْبَرتهَا بقول الْخياط. فَقَالَت: أحضريه حَتَّى يقطع لنا أثواباً. فدعته وطرحت إِلَيْهِ ثوبا فَلَمَّا قطعه قَالَت لَهُ: بَلغنِي أَن لَك أيرين. قَالَ: نعم وَاحِد صَغِير أَنِّيك بِهِ الْأَغْنِيَاء، وَآخر كَبِير أَنِّيك بِهِ الْفُقَرَاء قَالَت الْمَرْأَة: لَا يغرنك شَأْننَا الَّذِي ترَاهُ؛ فَإِن أَكْثَره عَارِية.

( نثر الدر في المحاضرات)
👍1
وكان يحيى يقولُ بالبصرة لي رجلان أبعثُهما ليأتياني بالغِلمان، فأحدهما لا يأتيني بالغُلام حتى ينيكَ الغلامَ، وهو إسماعيل بن إسحاق. والآخر لا يأْتيني حتى ينيكهُ الغلامُ وهو صلْت بن مسعود.

( نثر الدر)
سقى بعضهم ضيفا له نبيذا رديئا، وقال له: هذا النبيذ من عانة. فقال الضيف: من أسفل العانة بأربعة أصابع

( نثر الدر )
عبد الجبار بن عبد الجليل
وكنيته أبو المظفر، شاب حسن الوجه، ارتبطه الصاحب أبو عبد الله الحسين بن علي بن ميكال لكتابته في ديوان رسالته. وكنا نحن ثلاثتنا هو وأبو منصور الحلاج وأنا، فهو منخرط في سلك الكتاب لنجابته، وأبوه إلى أصحاب المراتب على الباب بحكم حجابته، وكان مزجى البضاعة في الصناعة. وجدته في الأدب شاديا، يخبر بمسحة ملاحته، إذ كان في صباه شادنا. أنشدني لنفسه ونحن في مجلس الأنس بين يدي الصاحب بالري سنة أربع وأربعين وأربعمئة :
أشتهي نوما ونيكا معه ... إنما النوم مع النيك يطيب

هو دائي ودوائي عندكم ... هل لدائي، سادتي، فيكم طبيب؟
قلت: هذا الفاضل صادق الاشتهاء، أفصح عند الطبيب بالدواء ولم يسر الحسو في الارتغاء ، غير أن الطبيب هاهنا كناية عن القواد للبغاء، وما أطيب ما اشتهى!!. والعجب أنه ما بكى، فهو ما وصفت به نفسي حيث قلت:
يا قوم إني رجل فاضل ... وليس في فضلي من شك

أهوى كؤوس الراح مملوءة ... وأشتهي الإيلاج في الترك
وأقضم القند ولا أشتكي ... وآكل التمر، ولا أبكي

( دمية القصر وعصرة أهل العصر - الباخرزي )
👍3
أحب النيك إن النيك حلو ... لذيذ ليس فيه من حموضة

يهش إليه من في الأرض طرا ... إذا ما ذاقه حتى البعوضة

( دمية القصر )
وليست الدنيا سوى قحبة ... تبرز في الزينة للزاني
حتى إذا اغتر بإقبالها ... مالت لإعراض وهجران
👍2
وله [أيضا رحمه الله تعالى] :
من تاب عن لذاته يافعا ... فإنني تبت عن التوبه

كل له من دهره نوبة ... لا بد أن أستوفي النوبه
وله في حكمة مشوبة بالمجون:
[صيانة المرء استه في الصبا ... والأدب الجزل من الحرفه

وخاب من دنياه من يبتغي ... صناعة الفضل له حرفه
فإنما الدنيا بها خسة ... وقلما تدرك بالعفه
وإن من يطلبها بإسته ... ينالها عفوا بلا كلفه
ما نطفة في الوجه إلا لمن ... قد صب في تينته نطفه
👍3
واعجر الكيس لمعطي إسته ... لأعجر كالبوق (ذي فلذه)
عليك بالترك وأولادهم ... فالترك جيل كله لذه
أيري على مقدار أستاههم ... كحذوة القذة بالقذه
لنا صديق أيره ميت ... لكنما فقحته حيه

أبغى من الإبرة لكنه، ... بزعمه، ألوط من حيه
شكا إلى الله نجم ... وقال: واشؤم بختي!
أبليت برد شبابي ... فيكم، وضيعت وقتي
إذ لا أزال معنى ... ما بين مولى وست
فتلك تحلب أيري ... وذاك يحلب في أستي
👍2
وفتاة ألبستها من شبابي ... ملبسا فيه نزهة ونعيم
فإذا شبت وانحنى ظهر أيري ... ، وانحناء الأيور خطب عظيم،
غدرت بي وغادرتني وحيدا ... إن ربي بكيدهن عليم
👍2
وقال آخر لبعض المجان: ما الدنيا إلا للمجوس، يدخل الأب فينيك، ويدخل الإبن فينيك، فقال له: اسكت، لا يسمع ذاك أهل دارك فيرتدوا.

( نثر الدر في المحاضرات - الآبي)
👍2
ومنهم والبة بن الحباب الأسدي وهو الذي ربّى أبا نواس وأدَّبه وعلَّمه الفتوة وقول الشعر، وكان والبة ظريفاً، شاعراً ماجناً، يقال إنه كشف يوماً عن فقْحةِ أبي نواس فأعجبه حُسنها، فضرط عليه أبو نواس، فقال له والبة: ما هذا? فقال: أما سمعت المثل: جزاءُ من قبَّل الاست ضرطة، فزاد عجباً، وعَلِم أنه سيخرج ماجناً،

( قطب السرور في أوصاف الانبذة والخمور - الرقيق القيرواني)
عبد الكريم بن سنان أحد موالى الروم ومنشى الدوران وأحسن أهل الروم لهجة فى النثر العجيب المدهش وأوفرهم اطلاعا على فنون الادب وأعرفهم باللغة العربية:


ومن بدائعه الفائقة تراجم أنشأها وترجم بها بعض الوزراء ومشايخ الاسلام وبعض الموالى والكتاب والعلماء وكلها لا تنوف على العشرين ترجمة بكثير وهى مجموعة عندى فى دفتر من أماكن متفرقة وقد ذكرت منها فى محالها بعضا وسأذكر البعض الآخر ان شاء الله تعالى فانها من نفائس القول وأعجبها الترجمة الوهابية ترجم بها أحوال القاضى عبد الوهاب قاضى القضاة بالشام كان وقد ذكر الخفاجى قطعة منها عند ما ترجمه فى كتابه الريحانه وهذه هى برمتها بعد ذكر اسم المترجم ضاعت أوقاته وغلبت على حسناته سيئاته تمحض للفحص عن أحوال الناس وأخبارهم وتفرغ لنبش خباياهم وأسرارهم يسأل من يدخل عليه عن الوقائع والحوادث ويشرع فى البحث عن الناس وفيه مباحث شعر
(ولو نظر العياب فى عيب نفسه ... لكان له شغل عن الناس شاغل)
لعله لم يعلم أن من غربل الناس نخلوه وأن من أظهر لهم الصعوبة ذللوه فيا لهفى على اضاعة بضاعة أوقاته بين حديث غث وكلام رث تمجه نفس السامع وتتلوث به المسامع وبين تدبير الاكل والشرب والحالة انه يكفى الانسان لقمة تقيم الصلب
(أظنك من بقية قوم موسى ... فهم لا يصبرون على طعام)
ولقد رأيته وهو يكرر ابتلاع الجوارش ولاء وذلك لدفع التخمة احتياطا وان استحال أن تحس تلك المعدة امتلاء لعمرى لو أكل لقمان العادى ذلك القدر منه لقضى نحبه من التخم ولألقى رحله الى حيث ألقت رحلها أم قشعم وليت شعرى ما يلزمه عنيف اكل حتى تشبث فى هضمه بأذيال الجوارشات وكان قد وجب عليه حيث انه مغرم بالاكل أن يتحاشى اكثاره لان العامة تقول رب اكلة تمنع اكلات
(وليس الاكل بالقنطار لكن ... على مقدار ما تسع البطون)
ولو رأيته اذا حضر عنده الطعام لرأيته حوتى الالتقام خطا فى الاختطاف ثعبانى الجذبات غضنفرى الوثبات وكان الحياة على زعمه ليست مخلوقة الا للشرب والاكل وان الانسانية فى اعتقاده ما هى الا عبارة عن الهيئة والشكل وان ساعات الليل واليوم ما وضعت الا للسنة والنوم فيا ضيعة الاعمار تمضى سبهللا من زاره زار شيخا ملآن الحشا متتابع التمطى والجشا وارحمتا لمجالسيه من الروائح التى تهب من فيه وكان يواظب على مجلسه فى خوانه أتراك بلده وما يليها من أخدانه واخوانه (وأنس القرين الى شكله ... كأنس الخنافس بالعقرب)
من كل من اذا وقع الخطاب العام لا يصلح للخطاب ومن باكأذيبه تنعطف القلوب على مسيلمة الكذاب فيتخذون تلك الدار دار الندوه ويعدون للصوارم نبوه وللجياد كبوه يتجاذبون لحوم أصحاب الاعراض فلا بدع فانهم كلاب بل ذئاب على اجسادها ثياب ومن ذلك الحزب الخاسر لئيمهم يلقب بجثى جحود الحشر والبعث قد بلغنى عنه لا بلغه الله الامل ولا زال فى الندم المقيم المقعد من مجازاة سوء العمل
(جزى ربه عنى عدى بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل)
أنه يروم تفضيل نفسه بتنقيص الافاضل ويؤمل بهذا السبب تنويه ذكره وهو فى الناس خامل وهيهات واين الثريا من يد المتناول فتصاممت وقلت الجانى حمار وجرح العجماء جبار من ذا يعض الكلب ان عضا وحسبت مقاله طنين الذباب أو صرير الباب أذن الكريم عن الفحشاء صماء وقد ما قيل لا يضر السحاب نباح الكلاب وتمثلت بقول أبى اسحاق الصابى
(لا تؤمل أنى أقول لك اخسأ ... لست أسخو بها لكل الكلاب)
ولا عتب عليه فان المسعود محسود وهل تلام الثعالب بحسد الاسود ونزهت نفسى عن مجاراة مثله متى كانت الآساد مثل الثعالب وبعد هذا خض الله تعالى فاه ولا زالت ترد وفود الصفع على قفاه لم يزل يدير على كاسات الاذى مترعة بالقذى
(قد أصبحت أم الشرور تدعى ... على ذنبا كله لم أصنع)
حتى كأنه اتخذ ثلبى وردم يتقرب الى الشيطان به والى الآن لم أقف على سببه كم تحملت منه الاذى وهو البادى وكم شربت على القذى وأنا الصادى ولما طال تماديه فى الباطل بتجانبه عن الحق واعراضه لا غر وحركا أظفار الاقلام فى تخديش صفحات أعراضه فوالله لانت الظالم لنفسك فى هذا الامر والجانى عليها فى نفخ هذا الجمر ولست الا كالكلب يكسب له نباحه الضرب وما مثلك الا مثل كلب غادا فمه له ظلوما اذ جنى على استه بأكل العظام كلوما فانى قد كنت طويت عن مثالب الناس كشحا وضربت دون ذكر مناقبهم صفحا وأمسيت غضيض الطرف عن أحوالهم فلم أر لهم محاسنا ومساويا فلا رحمك الله ذكرتنى الطعن وكنت ناسيا عمرى لقد زاحمت البحر الخضم وتلاعبت بأنياب الاسود والارقم وما أنت الا أذل من النقد كمبتغى الصيد فى عريسة الاسد أو ما خشيت من اليراعة التى لعاب الافاعى القاتلات لعابها أو ما خفت من البراعة التى لا ينفق سوق الادب الا بها او ما قلت ان أمامي مالا أسامى أتتحكك بأنياب الاسود وبراثن الاسد أو تراجم جندلا أو تهادى أجدلا لقد سخنت عينك وحان حينك وقد قيل اذا جاء أجل البعير حام حول البير
3👍2
(يا سالكا بين الاسنة والقنا ... انى أشم عليك رائحة الدم)
ولعلك تمسكت بقول الهمدانى من انقادت لعذوبة بيانه المعانى
(يا خائف الهجو على نفسه ... كن فى أمان الله من مسه)

(أنت بهذا العرض بين الورى ... مثل الخرا يمنع عن نفسه)
نعم الامر كذلك لكن العبرة بقول أبى الطيب رقرق على تربه من سجال الغفران الصيب وفى عنق الحسناء يستحسن العقد ولقد أحسن هذا المعنى الاديب ابن االزقاق الاندلسى من بأدبه فضل المتقدم قد نسى
(زادت على كحل العيون تكحلا ... ويسم نصل السيف وهو قتول)
الام تجس المعايب وتطعن فى الناس أكليب خذها من يدى جساس يا أقذر من آلة الاحتقان متى فست بك فقحة الزمان يا أنتن من مبال الطواشى ويا أنجس من شعير روث المواشى يا ضمادا الجرح وقد مضت عليه عدة ليال يا قطعة البلغم فى رئة المسلول ولم يخرجها السعال يا تنفس من به ضيق النفس ويا اراقة بول قد احتبس يا طول شعر العانه ويا قار مرة مقروح المثانه يا لعاب فم المجذوم ويا جشاء من أكل الثوم يا محيض النساء ويا فساء الخنفساء يا أنجس من سؤر الكلب ويا أقذر من سراويل من به الجرب الرطب يا منديل المسلول وقد لزقت به قطعات البلغم يا ريح فم المخمور المتقيء قبل ان يغسل الفم يا من أغنت عن المسهلات طلعته يا من تكفل عمل المغيبات رؤيته يا من يكرمه الناس فى المجالس والمجامع اكرام الكلب المبتسل اذا دخل الجامع يا من تحار فى فهم كلماته العارية عن المعنى والتناسب عقول الافاضل وتذكر فى تلك الجمل قول صاحب التحقيق تمثيلا درجات الحمل ثلاثون وفى عين الذباب جحوظ وجالينوس ماهر فى الطب والقرد شبيه بالآدمى وكم الامير فى غاية الطول يا من أربى على أبى جهل فى الضلاله يا من أتعب بترهاته الجمال النقاله يا كاف وجه الايام يا قرحة عين الاسلام يا افلاس العاشق يا تعفف الفاسق يا صباح المخمور يا ليل الغريب يا سقوط نبض المريض ويا يأس الطبيب يا خيبة من رجع راضيا من الغنيمة بالاياب وندامة رستم بعد قتل ابنه سهراب يا من نتج عنده من الخبث طريفه وتلاده ويا من تصلح معايبه مثالا لكلى لا تتناهى أفراده يا من جمع من القبائح أنواعا وأجناسا فى قالب واحد ويا من عناه ابن الرومى بقوله
(ولو لم تكن فى صلب آدم نطفة ... لخر له ابليس أول ساجد)
يا أكره من حديث معاد ويا أعبس من وجه التاجر فى أيام الكساد يا خجل العروس عند أهلها قد فض ختمها غير بعلها يا قذارة من يستنجى بالماء القليل ويا عقدة تكة أبت الحل والبول يكاد يحرق الاحليل يا مسبار الحجام يا بيت حلاقة العانة فى الحمام يا سجادة الزانية ويا منديل مسح اللائط بعد أن يرتكب الحرام يا شعرة رأس القلم حين شروع الكاتب فى الرقم يا قطعة البلعم فى حلق المغنى عند بدء النغم يا واسع المذهب ويا ضيق الصدر يا وسخ العرض يا نظيف القدر يا من ألزم كاتب اليسار كل حين كتابه ويا من لا يأثم عند الله من اغتابه يا من أدمى أنامل حساب قبائحه ومعايبه يا من أحفى أقلام كتاب مساويه ومثالبه
(مساو لو قسمن على الغوانى ... لما أمهرن الا بالطلاق)
فاليكها وتفكه قبل أن يقدم لك الطعام بهذا الحنظل فانى سوف ألقمك الخرا بالخردل ولم أزل أذيقك من هذه الفصول الموجعة للقلب سياطا الى أن لا تتمالك استك الواسع ضراطا فترد عن نفسك اذ ذاك وتطفى فى قلبك هذا الجمر كماردها يوما بسوأته عمرو وما أنت الا كالحبارى ليس سلاحها فى مدافعة السقر الا سلاحها لعمرى لقد أدخلتك هذه الاسجاع فى حجر ضب خرب أو فى است كلب جرب فأبشرفان بقية عمرك القذر تمضى فى ذلك المنزل الرحب العذب ماؤه الطيب هواؤه وكان وجب على ذمة الحمية الابية مجازاتك فأدينا اليك الكيل صاعا بصاع وأحرقناك شواظ من النار التى هى عبارة عن هذه الاسجاع كلا وشتان بينهما فان هذه لا تقاس بدواجن كلماتك ونهى كما تعرفها لا تخرج من دارك ولا يتعهدها من بجوارك وأما تلك الفصول فستسير مسرى الصبا والقبول وتصادف من الناس مواقع القبول فلا غر وأوجبنا عليك ان نشافهك بما اتصفت به من المعايب والمثالب ولا عتب علينا لان ما لا يتم الواجب الابه فهو واجب ووالله ان تلك الالفاظ لتأنف منك وانى أستغفره تعالى فى تعذيبها بك وايذائها بخطابك
كيف لا وانك لعذرة ملء اهابك ومما بلغنى عنك أن لسان الدهر لما أسمعك بعض أسجاعنا الذى تخضع له رقاب القوافى ويميس من حلل البلاغة فى البرود الضوافى بادرت الى مطالعة فقر المقامات لعلك تجدها فيها أو فى كتاب آخر يضاهها وتفضل علينا بتصحيح صلاتها وجعلها أنموذج فضلك الغزير فهاتها ونسأل الله السلامة من الوصمة والامداد بالتوفيق والعصمة والارشاد الى سلوك سبيل التقوى والتمسك فى كل حال بسببها الاقوى

( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - المحبي)
👍3
وكان أبو بكر الكاتب، مفتتناً بقينة محمد بن حماد، فاهدى إليها قميصاً، فقال فيه بعض الكتاب:


أهدى إليها قميصاً ينيكها فيه غيره
فللسعادة حرها وللشقاوة أيره

( العقد الفريد)
قال إسحاق: حدثني أبو السمراء قال: حججت فبدأت بالمدينة، فإني لمنصرف من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا امرأة بفناء المسجد تبيع من طرائف المدينة، وإذا هي في ناحية وحدها وعليها ثوبان خلقان، وإذا هي ترجع بصوت خفي شجي، فالتفت فرأيتها. فوقفت فقالت: هل من حاجة؟ قلت: تزيدين في السماع، قالت: وأنت قائم؟ لو قعدت. فقعدت كالحجل. فقالت: علمك بالغناء؟ قلت: علم لا أحمده. قالت: فعلام أنفخ بغير نار، ما منعك من معرفته؟ فوالله أنه لسحوري وفطوري، قلت: وكيف وضعته بهذا الموضع العالي؟ قالت: يا هذا، وهل له موضع يوضع به وهو من علوه في السماء الشاهقة؟ فكل هؤلاء النسوة اللاتي أرى على مثل رأيك وفي مثل حالك؟ قالت: فيهن وفيهن، ولي بينهن قصة. قلت: وما هي؟ قالت: كنت أيامي شبابي وأنا في مثل هذه الخلقة التي ترى من القبح والدمامة، وكنت أشتهي الجماع شهوة شديدة، وكان زوجي شاباً وضيئاً، وكان لا ينتشر عليه حتى أتحفه وأطيبه وأسكره. فأضر ذلك بي، وكان قد علقته امرأة قصار تجاورني، فزاد ذلك في غمي. فشكوت إلى جارة لي ما أنا فيه وغلبة امرأة القصار على زوجي. فقالت: أدلك على ما ينهضه عليك ويرد قلبه إليك؟ قلت: وابأبي أنت، إذاً تكونين أعظم الخلق منةً علي. قالت: اختلفي إلى مجمع مولى الزبير، فإنه حسن الغناء، فاعلقي من أغانيه أصواتاً عشرة ثم غني بها زوجك، فإنه سيجامعك بجوارحه كلها. قالت: فألظظت بمجمع، فلم أفارقه حتى رضيني حذاقة ومعرفة. فكنت إذا أقبل زوجي اضطجعت ورفعت عقيرتي ثم تغنيت. فإذا غنيت صوتاً بت على زب، وإن غنيت صوتين بت على زبين، وإن غنيت ثلاثة فثلاثة.
فكنا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
قال: فضحكت والله حتى أمسكت على بطني، وقلت: يا هذه، ما أظن الله خلق مثلك. قالت: اخفض من صوتك. قلت: ما كان أعظم منة صاحبة المشورة. قالت: حسبك بها منة وحسبك بي شاكرة. قلت: ففي قلبك من تلك الشهوة شيء قالت: لذع في الفؤاد، وأما تلك الغلمة التي كانت تنسيني الفريضة وتقطعني عن النافلة فقد ذهب تسعة أعشارها. فوقفت عليها وقلت: ألك حاجة أن أرم بعض حالك؟ قالت: لا، أنا في فائت من العيش فلما نهضت لأقوم، قالت: على رسلك، لا تنصرف خائباً، ثم ترنمت بصوت تخفيه من جاراتها.
ولي كبدٌ مقروحة من يبيعني ... بها كبداً ليست بذات قروح
أبى الناس كل الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح

( العقد الفريد)
👍5👏2