وزعم أبو الحسن المدائني أن رجلاً تبع جاريةً لقوم، فراوغَتْه فلم ينقطع عنها، فحثّتْ في المشي فلم ينقطع عنها، فلمّا جازَتْ بمجلس قومٍ قالت: يا هؤلاء، لي طريقٌ ولهذا طريق، ومولاي ينيكني؛ فسَلوا هذا ما يريدُ مني؟
وزَعَمَ أيضاً أن سياراً البرقيّ قال: مرّت بنا جاريةٌ، فرأينا فيها الكِبْرَ والتجبُّر، فقال بعضنا: ينبغي أن يكون مولى هذه الجارية ينيكها قالت: كما يكون.
فلم أسمع بكلمة عامّية أشَنََعَ ولا أدلّ على ما أرادت، ولا أقصَر من كلمتها هذه.
وقد قال جحشويهِ في شعر شبيهاً بهذا القول، حيث يقول:
تواعدُني لتنكِحني ثلاثاً ولكن يا مَشُوم بأيِّ أيْرِ
فلو خُطِبَتْ في صفة أيرٍ خُطبةٌ أطولُ من خطبة قيس بن خارجة بن سنان في شأن الحمالة - لما بلغ مبلغَ قول جحشويه:
ولكن يا مَشُوم بأيِّ أير،
وقول الخادم: كما يكون.
( الحيوان - الجاحظ)
وزَعَمَ أيضاً أن سياراً البرقيّ قال: مرّت بنا جاريةٌ، فرأينا فيها الكِبْرَ والتجبُّر، فقال بعضنا: ينبغي أن يكون مولى هذه الجارية ينيكها قالت: كما يكون.
فلم أسمع بكلمة عامّية أشَنََعَ ولا أدلّ على ما أرادت، ولا أقصَر من كلمتها هذه.
وقد قال جحشويهِ في شعر شبيهاً بهذا القول، حيث يقول:
تواعدُني لتنكِحني ثلاثاً ولكن يا مَشُوم بأيِّ أيْرِ
فلو خُطِبَتْ في صفة أيرٍ خُطبةٌ أطولُ من خطبة قيس بن خارجة بن سنان في شأن الحمالة - لما بلغ مبلغَ قول جحشويه:
ولكن يا مَشُوم بأيِّ أير،
وقول الخادم: كما يكون.
( الحيوان - الجاحظ)
😁1
ودخل قاسم منزل الخُوارزمي النخَّاس، فرأى عنده جارية كأنها جانّ، وكأنها خُوط بانٍ، وكأنّها جَدْل عِنان، وكأنه الياسمين؛ نعْمةً وبياضاً؛ فقال لها: أشتريك يا جارية? فقالت: افتحْ كيسَك تسرَّ نفسَك ودخلت الجارية منزل النخّاس، فاشتراها وهي لا تعلم ومضى إلى المنزل ودفعها الخوارزميُّ إلى غلامه، فلم تشعر الجارية إلا وهي معه في جَوف بيت، فلما نظرتْ إليه وعرفتْ ما وقعَتْ فيه قالت له: ويلكَ إنك واللّه لن تَصِل إليّ إلا بعد أن أموت فإن كنت تجسُرُ على نَيك من قد أدرجوه في الأكفان فدونَك واللّهِِ إن زلتُ منذ رأيتك، ودخلتُ إلى الجواري، أصف لهنَّ قبحك وبليّةَ امرأتك بك فأقبل عليها يكلِّمها بكلام المتكلمين، فلم تقبل منه، فقال: فلم قلتِ لي: افتَحْ كيسَك تسرَّ نفسك? وقد فتحت كيسي فدَعيني أَسُرُّ نفْسي وهو يكلِّمها وعينُ الجارية إلى الباب، ونفْسُها في توهُّم الطّريق إلى منزل النخّاس، فلم يشعر قاسمٌ حتّى وثبَتْ وثبةً إلى الباب كأنّها غزال، ولم يشعر الخوارزمي إلاّ والجارية بين يدَيه مغشيٌّ عليها، فكرَّ قاسمٌ إليه راجعاً وقال: ادفعْها إليّ أشفي نفسي منها، فطلبوا إليه فصفَح عنها، واشتراها في ذلك المجلس غلامٌ أملحُ منها، فقامت إليه فقبَّلت فاه، وقاسمٌ ينظرُ، والقومُ يتعجَبون ممّا تهيأ له وتهيَّأ لها.
وأما عيسى بن مروان كاتب أبي مروان عبد الملك بن أبي حمزة فإنّه كان شديد التغزُّل والتّصندل، حتَّى شرب لذلك النبيذَ وتَظَرَّف بتقطيع ثيابه وتغنَّى أصواتاً، وحفظ أحاديثَ من أحاديث العشّاق ومن الأحاديث التي تشتهيها النساء وتفهمُ معانِيها، وكان أقبحَ خلْق اللّه تعالى أنفاً، حتَّى كان أقبحَ من الأخنَس، ومن الأفطس، والأَجدع، فإمّا أن يكون صادقَ ظريفةً، وإما أنْ يكونَ تزوَّجها فلما خَلاَ معها في بيتٍ وأرادها على ما يريد الرَّجلُ من المرأة، امتنعت، فوهب لها، ومنَّاها، وأظهر تعشقها، وأرَاغَها بكلِّ حيلة، فلما لم تُجِب قال لها: خبِّريني، ما الذي يمنعُك? قالت: قبح أنفِك وهو يَستقِبلُ عيني وقتَ الحاجة، فلو كان أنفُك في قفَاك لكان أهونَ عليَّ قال لها: جعِلْت فِداك? الذي بأنفي ليسَ هو خِلقةً وإنّما هو ضربةٌ ضُرِبتُها في سبيل اللّه تعالى، فقالت واستغربَتْ ضحِكاً: أنا ما أبالي، في سبيل اللّه كانَتْ أو في سبيل الشَّيطان، إنَّما بيَ قبحُه، فخذْ ثوابَك على هذه الضَّربة من اللّه أمَّا أنَا فلا.
( الحيوان - الجاحظ)
( الحيوان - الجاحظ)
🔥1
ﻭﺳﺌﻞ ﺃﻋﺮاﺑﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﺸﻖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻮ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭاﻟﻨﻈﺮﺓ، ﻭاﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﻟﻄﺎﺋﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻨﺼﻴﺐ، ﻓﻜﻴﻒ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﻱ؟ ﻓﻘﺎﻝ: اﻟﻌﺾ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭاﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﻛﺒﺔ ﻭاﻟﻮﺭﻳﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺪﻭ ﺑﻌﺪﻭﻩ، ﻓﻜﻴﻒ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﺤﺒﻴﺒﻪ.
قال: وكانت حُبَّي المدينيّة من المغتلمات، فدخل عليها نسوةٌ من المدينة فقلن لها: يا خالة، أتيناك نسألك عن القبْع عند الجماع يفعله النِّساء، أهو شيءٌ قديم أم شيءٌ أحدثه النِّساء? قالت: يا بناتي، خرجت للعمرة مع أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، فلمَّا رجعنا فكُنَّا بالعرْج نظر إليّ زوجي ونظرت إليه، فأعجبه منيّ ما أعجبني منه فواثبني، ومرَّت بنا عيرُ عثمان فقبعت قبعةً وأدركني ما يصيب بنات آدم، فنفرت العير - وكانت خمس مائة - فما التقى منها بعيران إلى الساعة.
والقبْع: النَّخير عند الجماع. والغربلة: الرَّهز. كذاك تسمِّيه أهل المدينة.
ويقال إن حُبَّي علَّمت نساء المدينة القبْع والغربلة.
( الرسائل الأدبية - الجاحظ )
والقبْع: النَّخير عند الجماع. والغربلة: الرَّهز. كذاك تسمِّيه أهل المدينة.
ويقال إن حُبَّي علَّمت نساء المدينة القبْع والغربلة.
( الرسائل الأدبية - الجاحظ )
وتباغض ابن الرومي وجارية ، فهجاها فقال :
ويلكِ يا قدَّ البَرَسْتُوجَهْ
ما أنت واللهِ بمغْنُوجَهْ
يا كعبةً لِلنَّيْك منصوبةً
لكنها ليست بمَحجوجَهْ
نِكنا فنكنا منك دُرَّاعةً
مِنْ قُبْلِها والدُّبْرُ مفروجَهْ
قد أُفضِيَ الطيزُ إلى فقْحَةٍ
مفتوقة بالطعن مضروجَهْ
فأنتِ في الفقحة مجروحةٌ
وأنت في الكَعْثَبِ مَعْفُوجَهْ
وأنتِ إن غنيت مَثْلُوجَةٌ
وأنت إن حدَّثتِ مفلوجَهْ
وإنْ تمشَّيتِ فَدُحْروجَةٌ
وإن تفجَّحْتِ ففَرُّوجَهْ
لقد لَفظْنَا منكِ مَلْفُوظةً
وقد مججنا منك ممجوجَهْ
يا جبهةً جلحاء مقْبُوبةً
وفَقْحَةً رسحاءَ محلُوجَهْ
أمن مُسُوخِ الله مسروقة
أم من مسوخ الله مَنْتُوجَهْ
كأسُ الندامى ما تَغنَّيْتِهمْ
بالصَّابِ والعلقم ممزُوجَهْ
فبالقَنَانِي أنت محذُوفةٌ
وبالصواني أنت مَشْجوجَهْ
إليكِ يا من فمُها قِرْبَةٌ
وطيزها المهتُوك فَلُّوجَهْ
_ ابن الرومي
ويلكِ يا قدَّ البَرَسْتُوجَهْ
ما أنت واللهِ بمغْنُوجَهْ
يا كعبةً لِلنَّيْك منصوبةً
لكنها ليست بمَحجوجَهْ
نِكنا فنكنا منك دُرَّاعةً
مِنْ قُبْلِها والدُّبْرُ مفروجَهْ
قد أُفضِيَ الطيزُ إلى فقْحَةٍ
مفتوقة بالطعن مضروجَهْ
فأنتِ في الفقحة مجروحةٌ
وأنت في الكَعْثَبِ مَعْفُوجَهْ
وأنتِ إن غنيت مَثْلُوجَةٌ
وأنت إن حدَّثتِ مفلوجَهْ
وإنْ تمشَّيتِ فَدُحْروجَةٌ
وإن تفجَّحْتِ ففَرُّوجَهْ
لقد لَفظْنَا منكِ مَلْفُوظةً
وقد مججنا منك ممجوجَهْ
يا جبهةً جلحاء مقْبُوبةً
وفَقْحَةً رسحاءَ محلُوجَهْ
أمن مُسُوخِ الله مسروقة
أم من مسوخ الله مَنْتُوجَهْ
كأسُ الندامى ما تَغنَّيْتِهمْ
بالصَّابِ والعلقم ممزُوجَهْ
فبالقَنَانِي أنت محذُوفةٌ
وبالصواني أنت مَشْجوجَهْ
إليكِ يا من فمُها قِرْبَةٌ
وطيزها المهتُوك فَلُّوجَهْ
_ ابن الرومي
❤2
وهجا المتنبي رجلا يقال له ضبة الأسدي ، فقال:
ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه
وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ
وَباكَوا الأُمَّ غُلبَه
فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ
وَلا بِمَن نيكَ رَغبَه
وَإِنَّما قُلتُ ما قُل
تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَتــلِ
إِنَّما هِيَ ضَربَه
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَدرِ
إِنَّما هُوَ سُبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ العارِ
إِنَّ أُمَّكَ قَحبَه
وَما يَشُقُّ عَلى الكَلبِ
أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه
ما ضَرَّها مَن أَتاها
وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه
وَلَم يَنِكها وَلَكِن
عِجانُها ناكَ زُبَّه
يَلومُ ضَبَّةَ قَومٌ
وَلا يَلومونَ قَلبَه
وَقَلبُهُ يَتَشَهّى
وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه
لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئاً
أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه
يا أَطيَبَ الناسِ نَفساً
وَأَليَنَ الناسِ رُكبَه
وَأَخبَثَ الناسِ أَصلاً
في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَه
وَأَرخَصَ الناسِ أُمّاً
تَبيعُ أَلفاً بِحَبَّه
وَما عَلى مَن بِهِ الداءُ
مِن لِقاءِ الأَطِبَّه
وَلَيسَ بَينَ هَلوكٍ
وَحُرَّةٍ غَيرُ خِطبَه
يا قاتِلاً كُلَّ ضَيفٍ
غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَه
وَخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ
أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه
كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا الَذي
يُغالِبُ رَبَّه
وَمَن يُبالي بِذَمٍّ
إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه
أَما تَرى الخَيلَ في النَخــلِ
سُربَةً بَعدَ سُربَه
عَلى نِسائِكَ تَجلو
فَعولَها مُنذُ سَنبَه
وَهُنَّ حَولَكَ يَنظُرنَ
وَالأُحَيراحُ رَطبَه
وَكُلُّ غُرمولِ بَغلٍ
يَرَينَ يَحسُدنَ قُنبَه
فَسَل فُؤادَكَ يا ضَبَ
أَينَ خَلَّفَ عُجبَه
وَإِن يَخُنكَ لَعَمري
لَطالَما خانَ صَحبَه
وَكَيفَ تَرغَبُ فيهِ
وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَه
ما كُنتَ إِلّا ذُباباً
نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه
وَكُنتَ تَفخَرُ تيهاً
فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَه
وَإِن بَعُدنا قَليلاً
حَمَلتَ رُمحاً وَحَربَه
وَقُلتَ لَيتَ بِكَفّي
عِنانَ جَرداءَ شَطبَه
إِن أَوحَشَتكَ المَعالي
فَإِنَّها دارُ غُربَه
أَو آنَسَتكَ المَخازي
فَإِنَّها لَكَ نِسبَه
وَإِن عَرَفتَ مُرادي
تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَه
وَإِن جَهِلتَ مُرادي
فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه
_ المتنبي
ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه
وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ
وَباكَوا الأُمَّ غُلبَه
فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ
وَلا بِمَن نيكَ رَغبَه
وَإِنَّما قُلتُ ما قُل
تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَتــلِ
إِنَّما هِيَ ضَربَه
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَدرِ
إِنَّما هُوَ سُبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ العارِ
إِنَّ أُمَّكَ قَحبَه
وَما يَشُقُّ عَلى الكَلبِ
أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه
ما ضَرَّها مَن أَتاها
وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه
وَلَم يَنِكها وَلَكِن
عِجانُها ناكَ زُبَّه
يَلومُ ضَبَّةَ قَومٌ
وَلا يَلومونَ قَلبَه
وَقَلبُهُ يَتَشَهّى
وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه
لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئاً
أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه
يا أَطيَبَ الناسِ نَفساً
وَأَليَنَ الناسِ رُكبَه
وَأَخبَثَ الناسِ أَصلاً
في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَه
وَأَرخَصَ الناسِ أُمّاً
تَبيعُ أَلفاً بِحَبَّه
وَما عَلى مَن بِهِ الداءُ
مِن لِقاءِ الأَطِبَّه
وَلَيسَ بَينَ هَلوكٍ
وَحُرَّةٍ غَيرُ خِطبَه
يا قاتِلاً كُلَّ ضَيفٍ
غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَه
وَخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ
أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه
كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا الَذي
يُغالِبُ رَبَّه
وَمَن يُبالي بِذَمٍّ
إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه
أَما تَرى الخَيلَ في النَخــلِ
سُربَةً بَعدَ سُربَه
عَلى نِسائِكَ تَجلو
فَعولَها مُنذُ سَنبَه
وَهُنَّ حَولَكَ يَنظُرنَ
وَالأُحَيراحُ رَطبَه
وَكُلُّ غُرمولِ بَغلٍ
يَرَينَ يَحسُدنَ قُنبَه
فَسَل فُؤادَكَ يا ضَبَ
أَينَ خَلَّفَ عُجبَه
وَإِن يَخُنكَ لَعَمري
لَطالَما خانَ صَحبَه
وَكَيفَ تَرغَبُ فيهِ
وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَه
ما كُنتَ إِلّا ذُباباً
نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه
وَكُنتَ تَفخَرُ تيهاً
فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَه
وَإِن بَعُدنا قَليلاً
حَمَلتَ رُمحاً وَحَربَه
وَقُلتَ لَيتَ بِكَفّي
عِنانَ جَرداءَ شَطبَه
إِن أَوحَشَتكَ المَعالي
فَإِنَّها دارُ غُربَه
أَو آنَسَتكَ المَخازي
فَإِنَّها لَكَ نِسبَه
وَإِن عَرَفتَ مُرادي
تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَه
وَإِن جَهِلتَ مُرادي
فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه
_ المتنبي
👍1
وقال الأصمعي:
لا ينبغي للإنسان أن يدخل على الملوك بغير الملح من السعر؛ فإن الرشيد أعطاني في أبيات أنشدته في ليلة ثلاثة آلاف دينار! دخلت عليه ليلة فأنشدته:
تزوجت واحدة منكم ... فنكت بشفعتها أربعينا
ونكت الرجال ونكت النساء ... ونكت البنات ونكت البنينا
وأرسلت أيري في داركم ... فطوراً شمالاً وطوراً يمينا
فقال الرشيد: هذا يصل المقطوع، ويقيم النائم!
(الوافي بالوفيات _الصفدي )
لا ينبغي للإنسان أن يدخل على الملوك بغير الملح من السعر؛ فإن الرشيد أعطاني في أبيات أنشدته في ليلة ثلاثة آلاف دينار! دخلت عليه ليلة فأنشدته:
تزوجت واحدة منكم ... فنكت بشفعتها أربعينا
ونكت الرجال ونكت النساء ... ونكت البنات ونكت البنينا
وأرسلت أيري في داركم ... فطوراً شمالاً وطوراً يمينا
فقال الرشيد: هذا يصل المقطوع، ويقيم النائم!
(الوافي بالوفيات _الصفدي )
وقال أبو جعفر أحمد بن الأبار:
زارني خفية الرقيب مريبا ... يتشكى القضيب منه الكئيبا
قال لي ما ترى الرقيب مطلا ... قلت زره أتى الجناب الرحيبا
عاطه كؤس المدام دراكا ... وادرها عليه كوباً فكوبا
واسقنيها بخمر عينيك صرفا ... واجعل الكأس منك ثغراً شنيبا
ثم لما أن نام من نتقيه ... وتلقى الكرى سميعاً مجيبا
قال لا بد أن تدب عليه ... قلت أبغي رشا وآخذ ذيبا
قال فإبدأ بنا واثن عليه ... قلت كلا لقد رأيت عجيبا
فوثبنا على الغزال ركوبا ... ودببنا على الرقيب دبيبا
هل رأيتم أو هل سمعتم بصب ... ناك محبوبه وناك الرقيبا
قال ابن بسام: لقد تظرف ابن الأبار وأبر وأحسن ما شاء وقدر وأظنه لو قدر على إبليس الذي تولى هذا المذهب لدب عليه ولم يخلص من يده. وابن المعتز كنى ولم يصرح حيث قال:
فكان ما كان مما لست أذكره ... فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
وقال أبو نواس:
إذا هجع النيام فخل عني ... وعمن كان يصلح للدبيبِ
ألذ النيك ما كان اغتصابا ... بمنع الحب أو خوف الرقيبِ
(ديوان الصبابة)
زارني خفية الرقيب مريبا ... يتشكى القضيب منه الكئيبا
قال لي ما ترى الرقيب مطلا ... قلت زره أتى الجناب الرحيبا
عاطه كؤس المدام دراكا ... وادرها عليه كوباً فكوبا
واسقنيها بخمر عينيك صرفا ... واجعل الكأس منك ثغراً شنيبا
ثم لما أن نام من نتقيه ... وتلقى الكرى سميعاً مجيبا
قال لا بد أن تدب عليه ... قلت أبغي رشا وآخذ ذيبا
قال فإبدأ بنا واثن عليه ... قلت كلا لقد رأيت عجيبا
فوثبنا على الغزال ركوبا ... ودببنا على الرقيب دبيبا
هل رأيتم أو هل سمعتم بصب ... ناك محبوبه وناك الرقيبا
قال ابن بسام: لقد تظرف ابن الأبار وأبر وأحسن ما شاء وقدر وأظنه لو قدر على إبليس الذي تولى هذا المذهب لدب عليه ولم يخلص من يده. وابن المعتز كنى ولم يصرح حيث قال:
فكان ما كان مما لست أذكره ... فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
وقال أبو نواس:
إذا هجع النيام فخل عني ... وعمن كان يصلح للدبيبِ
ألذ النيك ما كان اغتصابا ... بمنع الحب أو خوف الرقيبِ
(ديوان الصبابة)
👍1
جعفر بن سليمان عن قول جرير:
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
فقال فتى من الأعراب في آخر المجلس: أنا أعرف ما كان يفعل كان ينيكها!فضحكوا وقالوا: أصبت.
( محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني )
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
فقال فتى من الأعراب في آخر المجلس: أنا أعرف ما كان يفعل كان ينيكها!فضحكوا وقالوا: أصبت.
( محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني )
قال رجل من بني أسد :
أحبّك يا عم حبّ الحياة ... ونيل المنى وبلوغ الظّفر
ويعجبني منك عند الّلقاء، ... حياء الكلام، وموت النّظر
ونائي الجبين، شديد البياض، ... كثيف الجوانب، مثل القمر.
له وهجٌ كضرام الحريق، ... يكاد يمزّق جلد الذّكر
قال أبو ذكوان: لم تقل العرب فيما يريده الرّجال من النّساء أحسن من هذا
(أخبار النساء لابن الجوزي)
أحبّك يا عم حبّ الحياة ... ونيل المنى وبلوغ الظّفر
ويعجبني منك عند الّلقاء، ... حياء الكلام، وموت النّظر
ونائي الجبين، شديد البياض، ... كثيف الجوانب، مثل القمر.
له وهجٌ كضرام الحريق، ... يكاد يمزّق جلد الذّكر
قال أبو ذكوان: لم تقل العرب فيما يريده الرّجال من النّساء أحسن من هذا
(أخبار النساء لابن الجوزي)
إظهار المرأة الرغبة في النكاح:
كان لهمام بن مرة بنات لا يزوجهن من شدة الغيرة فإجتمعن يوماً وتشاكين فقالت الصغرى: أنا لكن!فقالت لأبيها:
أهمامٌ بن مرة حن قلبي ... إلى ما تحت أثواب الرجال
فقال: تريدين سراويلاً؟فقالت:
أهمامٌ بن مرة حن قلبي ... إلى حمراء مشرقة القذال
فقال: تريدين ناقة؟فقالت:
أهمامٌ بن مرة حن قلبي ... إلى أيرٍ أسد به مبالي
فقال: قاتلكن الله!وزوجهن.
( محاضرات الأدباء )
كان لهمام بن مرة بنات لا يزوجهن من شدة الغيرة فإجتمعن يوماً وتشاكين فقالت الصغرى: أنا لكن!فقالت لأبيها:
أهمامٌ بن مرة حن قلبي ... إلى ما تحت أثواب الرجال
فقال: تريدين سراويلاً؟فقالت:
أهمامٌ بن مرة حن قلبي ... إلى حمراء مشرقة القذال
فقال: تريدين ناقة؟فقالت:
أهمامٌ بن مرة حن قلبي ... إلى أيرٍ أسد به مبالي
فقال: قاتلكن الله!وزوجهن.
( محاضرات الأدباء )
😁1
قال الجاحظ:
وخبّرني من لا أردُّ خبره أنّه أشرفَ من سطحٍ له قصير الحائط فإذا هو بسَوادٍ في ظلِّ القمر في أصل حائط وإذا أنينُ كلبة فرأى رأسَ إنسان يدخل في القمر ثم يرجع إلى موضعه من ظِلّ القمر فتأمَّل في ذلك فإِذا هو بحارس ينيك كلبة!
قال : فرجمتُه وأعلمته أنِّي قد رأيتُه فصبَّحني من الغد يقرَع الباب عليّ فقلت له : ما حاجتك وما جاء بك فلقد ظننتُ أنّك ستركب البحر أو تمضي على وجهك إلى البراري؟
قال : جُعِلتُ فِداك أسألك أن تستُر عليّ ستَرَ اللّه عليك وأنا أتوب على يديك قال : قلت ويلَك فما اشتهيتَ مِن كلبة قال : جُعلت فداك كلُّ رجلٍ حارسٍ ليس له زوجةٌ ولا نجل فهو ينيك إناثَ الكلاب إذْ كنَّ عِظامَ الأجسام!
قال : فقلت : فما يخاف أن تعضَّه قال : لو رَامَ ذلك منها غيرُ الحارس التي هي له وقد باتتْ معه فأدخلها في كِسائه في ليالي البرد والمطر لما تركته وعلى أنَّه إن أراد أن يوعبه كلَّه لم تستقرّ له قال : ونسيتُ أنْ أسألَه : فهل تعقِد على أُيور النّاسِ كما تعقِد على أيور الكلاب؟
فلقيته بعدَ ثلاثين سنة فقال : لا أدري لعلَّها لا تعقد عليه لأنَّهُ لا يُدْخِلُهُ فيها إلى أصله لعلّ ذلك أيضاً إنَّما هو شيءٌ يحدث بين الكلب والكلبة فإِذا اختلفا لم يقع الالتحام قال : فقلتُ : فَطَيِّبٌ هو؟ قال : قد نكْت عامَّة إنَاث الحيوانات فوجدتُهُنَّ كلَّهنَّ أطيَبَ من النساء !
قلتُ : وكيف ذلك قال: ما ذاك إلاّ لشدَّة الحرارة. قال : فطال الحديث حتى أَنِس. فقلتُ له : فإذا دار الماء في صُلْبك وقرُبَ الفراغ قال : فربَّما التزمتُ الكلبةَ وأهوَيت إلى تقبيلها. ثم قال : أمَا إنَّ الكلابَ أطيبُ شيءٍ أفواهاً وأعذَبُ شيءٍ رِيقاً ولكن لا يمكن أنْ أنيكها من قُدَّامٍ ولو ذهبتُ أن أنيكها من خلف وثَنيتُ رأسَها إلى أنْ أقبِّلها لم آمَنْ أنْ تظنَّ بي أني أريدُ غيرَ ذلك فتُكدِّم فمي ووجهي. قال فقلت : فإنِّي أسألُك بالذي يستُرُ عليك هل نَزَعت عن هذا العمل مُنْذُ أعطيتَني صفقةَ يدِكبالتَّوبة قال : ربَّما حنَنتُ إلى ذلك فَأَحتبسُ بعهدك .
قال : وقلتُ : وإنَّك لتحنُّ إليها؟ قال : واللّه إني لأَحِنُّ إليها ولقد تَزَوَّجتُ بعدَك امرأتين ولي منهما رجالٌ ونساء ومن تعوّد شيئاً لم يكد يصبِرُ عنه. قال : فقلت له : هل تَعرف اليومَ في الحُرّاس مَن ينيك الكلبات قال : نعم خذ محموَيه الأحمر وخذ يشجب الحارس وخذ قفا الشاة وخذ فارساً الحَمّاميّ فإنّ فارساً كان حارساً وكان قيِّم حَمّام وكان حَلَقيّاً فزعم أنّه ناكَ الكلابَ خمسين سنة وشاخ وهُزِلَ وقبُح وتشنَّج حتّى كان لا يُنيكه أحد قال : فلم يزَلْ يحتالُ لكلب عندَه حتى ناكه. قال : وكان معه بخير حتَّى قتله اللصوص ثمَّ أشرفَ على فارِسٍ هذا المحتسِبُ الأحدبُ وهو ينيك كلبةً فرماه بحجر فدمَغَه.
قال : فالكلاب كما ترى تُتَّهم بالنساءِ وينيكها الرجال وتنيك الرجال وليس شيءٌ أحقّ بالنفي والإغراب والإطراد وبالقتل منها ونحن من السباع العادِيَة الوحشيَّة في راحة إلاّ في الفَرْط فإنّ لها عُراماً على بعض الماشية وجنايةً على شرار العامَّة وكذلك البهائم وما عسى أن يبلغ من وطْءِ بعير ونطح كبش أو خمش سِنّورٍ أو رَمْح حمار ولعلّ ذلك يكون في الدهر المرّةَ والمرّتين ولعلَّ ذلك أيضاً لا ينال إلاَّ عبداً أو خادماً أو سائساً وذلك محتَمل فالكلاب مع هذه الآفات شركاءُ الناس في دورهم وأهاليهم .
(كتاب الحيوان)
وخبّرني من لا أردُّ خبره أنّه أشرفَ من سطحٍ له قصير الحائط فإذا هو بسَوادٍ في ظلِّ القمر في أصل حائط وإذا أنينُ كلبة فرأى رأسَ إنسان يدخل في القمر ثم يرجع إلى موضعه من ظِلّ القمر فتأمَّل في ذلك فإِذا هو بحارس ينيك كلبة!
قال : فرجمتُه وأعلمته أنِّي قد رأيتُه فصبَّحني من الغد يقرَع الباب عليّ فقلت له : ما حاجتك وما جاء بك فلقد ظننتُ أنّك ستركب البحر أو تمضي على وجهك إلى البراري؟
قال : جُعِلتُ فِداك أسألك أن تستُر عليّ ستَرَ اللّه عليك وأنا أتوب على يديك قال : قلت ويلَك فما اشتهيتَ مِن كلبة قال : جُعلت فداك كلُّ رجلٍ حارسٍ ليس له زوجةٌ ولا نجل فهو ينيك إناثَ الكلاب إذْ كنَّ عِظامَ الأجسام!
قال : فقلت : فما يخاف أن تعضَّه قال : لو رَامَ ذلك منها غيرُ الحارس التي هي له وقد باتتْ معه فأدخلها في كِسائه في ليالي البرد والمطر لما تركته وعلى أنَّه إن أراد أن يوعبه كلَّه لم تستقرّ له قال : ونسيتُ أنْ أسألَه : فهل تعقِد على أُيور النّاسِ كما تعقِد على أيور الكلاب؟
فلقيته بعدَ ثلاثين سنة فقال : لا أدري لعلَّها لا تعقد عليه لأنَّهُ لا يُدْخِلُهُ فيها إلى أصله لعلّ ذلك أيضاً إنَّما هو شيءٌ يحدث بين الكلب والكلبة فإِذا اختلفا لم يقع الالتحام قال : فقلتُ : فَطَيِّبٌ هو؟ قال : قد نكْت عامَّة إنَاث الحيوانات فوجدتُهُنَّ كلَّهنَّ أطيَبَ من النساء !
قلتُ : وكيف ذلك قال: ما ذاك إلاّ لشدَّة الحرارة. قال : فطال الحديث حتى أَنِس. فقلتُ له : فإذا دار الماء في صُلْبك وقرُبَ الفراغ قال : فربَّما التزمتُ الكلبةَ وأهوَيت إلى تقبيلها. ثم قال : أمَا إنَّ الكلابَ أطيبُ شيءٍ أفواهاً وأعذَبُ شيءٍ رِيقاً ولكن لا يمكن أنْ أنيكها من قُدَّامٍ ولو ذهبتُ أن أنيكها من خلف وثَنيتُ رأسَها إلى أنْ أقبِّلها لم آمَنْ أنْ تظنَّ بي أني أريدُ غيرَ ذلك فتُكدِّم فمي ووجهي. قال فقلت : فإنِّي أسألُك بالذي يستُرُ عليك هل نَزَعت عن هذا العمل مُنْذُ أعطيتَني صفقةَ يدِكبالتَّوبة قال : ربَّما حنَنتُ إلى ذلك فَأَحتبسُ بعهدك .
قال : وقلتُ : وإنَّك لتحنُّ إليها؟ قال : واللّه إني لأَحِنُّ إليها ولقد تَزَوَّجتُ بعدَك امرأتين ولي منهما رجالٌ ونساء ومن تعوّد شيئاً لم يكد يصبِرُ عنه. قال : فقلت له : هل تَعرف اليومَ في الحُرّاس مَن ينيك الكلبات قال : نعم خذ محموَيه الأحمر وخذ يشجب الحارس وخذ قفا الشاة وخذ فارساً الحَمّاميّ فإنّ فارساً كان حارساً وكان قيِّم حَمّام وكان حَلَقيّاً فزعم أنّه ناكَ الكلابَ خمسين سنة وشاخ وهُزِلَ وقبُح وتشنَّج حتّى كان لا يُنيكه أحد قال : فلم يزَلْ يحتالُ لكلب عندَه حتى ناكه. قال : وكان معه بخير حتَّى قتله اللصوص ثمَّ أشرفَ على فارِسٍ هذا المحتسِبُ الأحدبُ وهو ينيك كلبةً فرماه بحجر فدمَغَه.
قال : فالكلاب كما ترى تُتَّهم بالنساءِ وينيكها الرجال وتنيك الرجال وليس شيءٌ أحقّ بالنفي والإغراب والإطراد وبالقتل منها ونحن من السباع العادِيَة الوحشيَّة في راحة إلاّ في الفَرْط فإنّ لها عُراماً على بعض الماشية وجنايةً على شرار العامَّة وكذلك البهائم وما عسى أن يبلغ من وطْءِ بعير ونطح كبش أو خمش سِنّورٍ أو رَمْح حمار ولعلّ ذلك يكون في الدهر المرّةَ والمرّتين ولعلَّ ذلك أيضاً لا ينال إلاَّ عبداً أو خادماً أو سائساً وذلك محتَمل فالكلاب مع هذه الآفات شركاءُ الناس في دورهم وأهاليهم .
(كتاب الحيوان)
👍2❤1
وظلمة: امرأة من هذيل زنت أربعين عاما، فلما عجزت عن الزنا والقود اتخذت تيسا وعنزا، فكانت تنزي التيس على العنز، فقيل لها، لم تفعلين ذلك؟ قالت:
حتى أسمع أنفاس الجماع.
( العقد الفريد)
حتى أسمع أنفاس الجماع.
( العقد الفريد)
قال الجاحظ: دخلت الجامع ببغداد، فرأيت شيخا مهيبا فجلست إليه وقلت له: أفدني رحمك الله مما علمك الله، قال: أكتب، إذا جاءتك الفسو فلا تحبسها ولو كنت بين الركن والمقام، قلت: زدني، قال: أستعمل الدهن مع البزاق وأستعن بهما على هذه العفاج الضيقة، قلت: زدني، قال: إذا كانت لك جارية فنكها من خلف ومن قدام حتى تكون كأنها جارية وغلام، قلت: زدني، قال: تمسك بهذه الثلاث وأنت لقمان الحكيم.
( البصائر والذخائر)
( البصائر والذخائر)
أبو العاج وكان ابو العاج واليا بواسط، فأتاه صاحب شرطته بقوّادة، فقال: ما هذه؟ قال: قوادة؛ قال: وما تصنع؟ قال: تجمع بين الرجال والنساء! قال: وإنما جئتني بها لتعرّفها بداري؟ خلّ عنها لعنك الله ولعنها.
( العقد الفريد )
( العقد الفريد )
👍1
ومرت وقالت متى نلتقي ... فهش اشتياقا إليها الخبيث
وكاد يمزق سرباله ... فقلت إليك بساق الحديث
وكاد يمزق سرباله ... فقلت إليك بساق الحديث
قال محمد بن عبد الملك لأبي العيناء: بلغني أنك مأبون، قال: مكذوب علي وعليك أصلحك الله.
( البصائر والذخائر)
( البصائر والذخائر)
👍1
خرج أبو الحارث جمين مع عيسى بن موسى إلى الصيد فخلا به، فانحنى عيسى على قربوس سرجه فافلت منه ضرطة، فالتفت إلى أبي الحارث جمين فقال: إنك ستجعل هذه نادرة تأكل بها، وإني أعطي الله عهداً لئن بلغني أنك حدثت بهذا لأضربن عنقك، فقال جمين: سبحان الله أيها الأمير، وأنا لا أدري بمن أتعبث وحديث من أتحدث?! فلما انصرفا قام إليهما بعض أهل الدار فقال: كم اصطدتم? قال: فبادر أبو الحارث فقال: لا والله ما اصطدنا شيئاً، وما كان معنا انفلت، وأشار إلى نحو بطن عيسى.
( البصائر والذخائر)
( البصائر والذخائر)
👍1
قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: حدثني رجل من أهل الأدب قال: كانت لفتى من قريش وصيفة نظيفة جميلة الوجه حسنة الأدب، وكان الفتى بها معجباً، فأضاق واحتاج إلى ثمنها، فحملها إلى العراق في زمن الحجاج وباعها، فوقعت إلى الحجاج فكانت تلي خدمته، فقدم عليه فتى من ثقيف، أحد بني أبي عقيل، فأنزله قريباً منه وألطفه، فدخل عليه يوماً والوصيفة تغمر رجل الحجاج وكان للفتى جمال وهيئة فجعلت الوصيفة تسارق الثقفي النظر، وفطن الحجاج فقال للفتى: ألك أهل? قال: لا، قال: فخذ بيد هذه الوصيفة فاسكن إليها واستأنس بها إلى أن أنظر لك في بنات عمك إن شاء الله، فدعا له وأخذ بيدها مسروراً وانصرف إلى رحله، فباتت معه ليلتها، وهربت منه بغلس، فأصبح لا يدريي أين هي؛ وبلغ الحجاج ذلك فأمر منادياً ينادي: برئت الذمة ممن آوى وصيفة، من صفتها وأمرها كيت وكيت، فلم تلبث أن أتي بها فقال لها: أي عدوة الله، كنت عندي من أحب الناس إلي، واخترت لك ابن عمي شاباً حسن الوجه، ورأيتك تسارقينه النظر، فدفعتك إليه وأوصيته بك، فما لبثت إلا سواد ليلتك حتى هربت، قالت: يا سيدي، اسمع قصتي ثم اصنع ما أحببت، فقال: هات، قالت: كنت لفلان القرشي، وكان بي معجباً فاحتاج إلى ثمني، وحملني إلى الكوفة، فلما صرنا قريباً منها دنا مني فوقع علي، فلم يلبث أن سمع زئير الأسد، فوثب عني إليه واخترط سيفه فحمل عليه وضربه فقتله، ثم أقبل إلي وما برد ما عنده فقضى حاجته، وكان ابن عمك هذا الذي اخترته لي لما أظلم الليل قام إلي، فإنه لعلى بطني إذ وقعت فارة من السقف عليه، فضرط ثم وقع مغشياً عليه، فمكثت ليلاً طويلاً أقلبه وأحركه وأرش على وجهه الماء ولا يفيق، فخفت أن تتهمني به فهربت. فما ملك الحجاج نفسه وقال: ويحك لا تعلمي بهذا أحداً فإنه فضيحة، قالت: يا سيدي على أن لا تردني إليه، قال: لك ذلك.
( البصائر والذخائر)
( البصائر والذخائر)
👍2
قال عبد الله بن صالح : كان الليث بن سعد إذا أراد الجماع؛ خلا في منزل في داره، ودعا بثوب يقال له البركان، وكان يلبسه إذ ذاك، وكان إذا خلا في ذلك المنزل؛ علم أنه يريد أمرا، وكان إذا غشي أهله يقول: اللهم شد لي أصله! وارفع لي صدره! وسهل علي مدخله ومخرجه! وارزقني لذته! وهب لي ذرية صالحة تقاتل في سبيلك! قال: وكان جهوريا، فكان يسمع ذلك منه.
( روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ابن القيم)
( روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ابن القيم)