رَوۡحࣱ وَرَیۡحَانࣱ في شرح أسماء وصفات الرحمٰن 🤍
2.45K subscribers
661 photos
14 videos
124 files
22 links
Download Telegram
#الكريم

💌

*الكريم* سبحانه وتعالى

كلما تعلمت عن الله أكثر، كلما قوي توحيد الله في قلبي .

وما معنى أن يقوى توحيد الله في قلبي ؟
يعني راحة، يعني سعادة، يعني أعيش حياتي قوية بالله، راضية بالله، أرجو ما عند الله، أمشي في الحياة بطمأنينة وسلام، أفقه كلمات الدعاء .

تعرفون الفرق بين الرحمة والرأفة ؟
لما أدعُ لأبنائي أقول يارب ارحمهم أو يارب أرأُف بهم ؟
لو قلت يا رب ارحمهم واهديهم يعني هدايتهم ممكن تكون ببلاء، لكن لما أقول يا رب أرأُف بهم واهديهم يعني هذه عناية خاصة، يهديهم بدون بلاء يصيبهم، يثبّتهم ويغلق ثغرات قلوبهم بلُطف وعناية فلا يزيغوا .

فكلما عرفت أسماء الله، صار عندك فقه في الدعاء .

هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟!

في اللغة، الكريم: شريف في ذاته، والذي يوصل الخير لغيره.

كريم في كل نواحي الحياة، وليس بفلوسه فقط، بل بسعة صدره، وتحمّله، وستره، كريم بعلمه، كريم بوقته، ...

وصف الله نفسه بالكرم، ووصف كتابه بالكرم، ووصف عرشه بالكرم، ووصف ثوابه لعباده بالكرم، ووصف ما كثر خيره وحسن منظره من النبات بالكريم.

ووصف نفسه سبحانه بالأكرم، فهو أكرم الأكرمين.

متى دعونا الله أن يرزقنا البصر ؟!
متى دعونا الله أن يرزقنا الإسلام ؟!

الله تعالى له الكرم المطلق، فهو كريم في ذاته، وكريم في أفعاله، وكريم في عفوه.

الكريم تُرفع إليه الحاجات صغيرها وكبيرها، يسأله من في السماوات ومن في الأرض، وكلما توسلت إليه أكثر كلما زادك عزة ورفعة أكثر وأعطاك من فيض كرمه أكثر .

لا يضيّع من توسل إليه، ويتجاوز عن الذنوب ويعفو عن السيئات بكرمه، وبكرمه لا يتعاظمه ذنب، يوفق العبد للتوبة، فإذا تاب العبد يتوب الله عليه ويغفر له ذنوبه ويبدلها حسنات بكرمه .

الكريم إذا قدَر عفا، فإذا عفا جاء لك بكل الخير وصرف عنك كل شر .

يعطي العباد النعمة فيكفرون أو يعصون الله بالنعمة ولازال يكرمهم!

الكريم كثير الخير، *{ وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه }*

لكن كم من عطية حال بيني وبينها مرض بالقلب! أو سوء خُلق! فالمكان غير مهيّأ لها .. فإذا تاب العبد وأناب سيرى من كرم الله الكثير .

الكريم يسهل خيره ويقرب من عباده .

انظروا كيف سهل رضاه! السواك مطهرة للفم، والله يرضى عني باستخدامي للسواك!

الله يرضى عني إذا أكلت الأكلة أو شربت الشربة فحمدته عليها!

الله يرضى عني إذا لبست ملابسي وقلت الحمد لله الذي كساني من غير حول مني ولا قوة!

يرضى عني بأن يغفر لي ذنوبي بسبب هذه الأشياء البسيطة!
سبحان الله! سهل خيره، كرمه قريب من عبده.

الله كريم وقادر، كريم وغني .
وكم من انسان كريم وغير قادر! كم من انسان كريم ولكنه فقير!

العزة والرفعة من الكريم
*{ ومن يُهن الله فما له مِن مُكرِم }*

زوجة أحد المسئولين الكبار كانت تقول رغم كل النعيم الذي أعيش فيه ما كنت أحس بسعادة وأشعر أن الانسان الفقير أسعد مني!
وما كنت أعرف أين السعادة حتى أكرمني الله بالحج وعرفت من هو الله، بعدها عرفت معنى السعادة.

الله يكرمك ولا يريد منك عوضًا، هو غنيّ عنك، غنيّ كريم سبحانه .

كم مرة اشتهيت فيها أكلة وجاء بها إليك قبل أن تدعوه!

من كرمه استجاب لإبليس لما قال أنظرني إلى يوم يُبعثون .

الكريم إذا سألته إما يعطيك فوق ما طلبت، أو يدفع عنك بدعائك شرًّا كان سيصيبك، أو يدّخره لك يوم القيامة أجورًا عظيمة .

الكريم يوفي بوعده، كم من كريم في الدنيا وعدك وما قدر يوفي بوعده بسبب ظرف طارئ صار له!

لكن الله الكريم إذا وعد وفّى .
وإذا أعطى زاد على مجرّد المُنى .

انظروا لأيوب عليه السلام لما مرض، خسر كل أمواله، وخسر كل عياله، وما عاد له غير زوجته، ومن شدة الحاجة مرة من المرات قصّت شعرها وباعته لتشتري طعامًا لهما.

هنا نادى ربه:
*{ ۞ وَأَیُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥۤ أَنِّی مَسَّنِیَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ (٨٣) }*
[سُورَةُ الأَنبِيَاءِ: ٨٣]

ماذا أعطاه الله من عطايا؟! وهو قد طلب فقط الشفاء!

*{ فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَكَشَفۡنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرࣲّۖ وَءَاتَیۡنَـٰهُ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةࣰ مِّنۡ عِندِنَا وَذِكۡرَىٰ لِلۡعَـٰبِدِینَ }*
[سُورَةُ الأَنبِيَاءِ: ٨٤]

وانظروا لزكريا عليه السلام كان يرجو من الله ولدًا، فانظروا كرم الله عليه في هذا الولد :

*{ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِیَّا رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِی مِن لَّدُنكَ ذُرِّیَّةࣰ طَیِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِیعُ ٱلدُّعَاۤءِ (٣٨) فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَهُوَ قَاۤىِٕمࣱ یُصَلِّی فِی ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ یُبَشِّرُكَ بِیَحۡیَىٰ مُصَدِّقَۢا بِكَلِمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَیِّدࣰا وَحَصُورࣰا وَنَبِیࣰّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ (٣٩) }*
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٣٨-٣٩]

يحيى/ ومصدّقًا بكلمة من الله/ وسيدًا/ وحصورًا/ ونبيًّا من الصالحين.
إبراهيم وزوجه سارة عليهما السلام كانوا يرجون من الله ولدًا صالحًا، فبشّرهما الله بإسحاق، وليس هذا فقط بل ستعيشون حتى يكبر ويتزوج وترون حفيدكم يعقوب!

*{ وَٱمۡرَأَتُهُۥ قَاۤىِٕمَةࣱ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَـٰهَا بِإِسۡحَـٰقَ وَمِن وَرَاۤءِ إِسۡحَـٰقَ یَعۡقُوبَ }*
[سُورَةُ هُودٍ: ٧١]

سليمان عليه السلام انظروا لما واحد من حاشيته استطاع بقدرة الله أن يأتي بعرش بلقيس، هنا يحصل للانسان أمران عندما يرى النعم عند أحد:

* ممكن قلبه يقول اشمعنا هو يقدر يجيبه! اشمعنا هو يقدر وأنا ما أقدر! فينصرف عن النعمة التي وصلت له بحسد هذا الانسان الذي عنده النعمة.
* وينصرف عن شُكر المنعم الذي أعطاه هذه النعمة بأن أنا أنا المَلك وأنت من حاشيتي وهذا مُلكي!

لكن سليمان عليه السلام نجّاه الله ووفقه في هذه اللحظة فقال أول شيئ *{هذا من فضل ربي}* ثم قال *{ليبلوني أأشكر أم أكفر}*

فكم من انسان ترك شُكر المُنعم بحسد الذي وصلت إليه النعمة عن طريقه .

لتنال كرم الله لابد تتقيه، فعلى حسب تقوى العبد يكون إكرام الله له .

أكرم خلق الله ليُكرمك الله، والكرم ليس فقط بالفلوس.

الله يزيد إكرامه لك إذا تعلمت عنه أكثر .

أكرِم ذي الشيبة المسلم وأهل القرآن .. ففيه ناس لما نكرمهم يكرمنا الله .

ألظّوا بـ يا ذا الجلال والإكرام طول اليوم ألحوا على الله يا ذا الجلال والإكرام .

كلما ابتعدت عن الغيبة والنميمة وشهادة الزور، أكرمك الله، وشهادة الزور لا تكون فقط في المحكمة، بل ممكن في دوامي أحد يسألني عن شيئ فلا أقول الحق!

المصيبة أن الذي أغتابه سيأخذ من حسناتي المقبول منها وليس أي حسنة فيها سمعة أو رياء، بل الحسنات الصافية التي قُبلت ووضعت في ميزان الحسنات!

فيوم القيامة الحسنات الصافية سيأخذها من اغتبته، وممكن يكون هذا الذي اغتبته كنت لا أحبه!!

كلما زدت في الصلاة وبر الوالدين زادك الله من كرمه .

كثرة الذكر واجتناب الكبائر وطول القنوت (يعني طول القراءة في الصلاة) يزيدك الله بهم كرمًا ورفعة .

إكرام الله في الحقيقة هو ابتلاء *{ليبلوني أأشكر أم أكفر }*


*أ. غيداء الفارسي*
#والضحى


قال النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الضحى " صلاة الأوابين حين تَرمَض الفصال "

ما معنى حين ترمض الفصال؟
أي: حين تحترق أكفاف الفصال وهي صغار الإبل، من شدة حرارة الرمال، فتترك أمهاتها وتنفصل عنهنّ وتذهب بعيدًا تبحث عن مكان يقيها من حرارة الشمس، فلأنهم ينفصلون عن أمهاتهم سُموا فصال، لأن جلدهم يكون ضعيفًا لا يتحمل حرارة الشمس مثل جلود أمهاتهم.

هذا الوقت في الصيف يكون الساعة ١١ ونصف تقريبًا، تكون الشمس بدأت تزداد حرارتها.

ومن من هو الأواب؟
هو الرجّاع، كثير الرجوع إلى الله، العبد الكثر التوبة، يعني مثلًا حضرت مناسبة ووجدت فيها ما يضيّق صدرك فرجعت بيتك وتوضأت وصليت ركعتين تتوب فيها، تكلمت على أحد وقلبك ضاق فاستغفرت بعدها وتبت، وقع منك خطأ أو وقعت في معصية وقلبك ضاق فرجعت إلى الله بالتوبة والاستغفار، ....
يعني يمكن في اليوم الواحد يتوب العبد أكثر من مرة من كثرة المواقف التي يمر بها وتضيّق قلبه.

فمن كثرة إقبالك على الله ورجوعك إلى الله، تصلّي صلاة وهي ليست واجبة، في هذا الوقت يكون الناس غافلون، الناس نائمون، لكن هذا الانسان كل همه يتوضأ ويصلّي الضحى!

فمحافظته عليها دليل أنه عبد أواب رجّاع إلى الله بترك الذنوب وبفعل الطاعات وفعل الخيرات، مسبّح لله كثيرًا.

فهذا وقتهم حين ترمض الفصال.

الانسان المحافظ عليها مراقب لله ودائمًا يفكر في العبادة متبقي كم على الظهر؟ هل اقترب الظهر؟
فهو قلبه معلق بالله مشغول بالله، أواب إلى الله في وقت عادة الناس فيه الإنشغال، المشغول في عمله والمشغولة في المطبخ، والمشغول في كذا،…. لكن الأواب منتظر العبادة بفارغ الصبر.

لذلك ربنا سبحانه وتعالى أقسم في سورة الضحى وقال:

{ وَٱلضُّحَىٰ ۝  وَٱلَّیۡلِ إِذَا سَجَىٰ ۝  مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ۝  وَلَلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ ۝  وَلَسَوۡفَ یُعۡطِیكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰۤ }
[سورة الضحى ١ - ٥]

هذا الانسان الأواب الرجاع إلى الله في كل وقت وكل لحظة، المحافظ على صلاة الضحى ومحافظ على ذِكر الله حين ينشغل الناس بالدنيا، وعده الله تعالى أن الآخرة خير له من الأولى، يعني آخِر كل أمر خير من أوّله، {ولسوف يعطيك ربك فترضى}

الله لمّا يرَ في قلبك أنك منتظر العطاء والجبر منه هو وحده سبحانه وتعالى ولا أحد في قلبك غيره سبحانه وتعالى، ووجهك يتقلب في السماء وفي السجود، فاعلم أنه *(ولسوف يُعطيك ربك فترضى)*

ليس فقط يعطيك وإنما عطاءًا يرضيك، شيئًا لم يخطر ببالك، شيئًا يكون أضعاف أضعاف ما كنت ترجو ..

الله لما يعطيك يجبر كل ذرة فيك، ووالله تكون أحيانًا نسيت أمورًا ويأتي عطاء الله يجبر كل ذرة فيك وكأنه يقول لك تذكر هذا؟ فهذا جبر الله لك فيه.، تذكر هذا؟ فهذا جبر الله لك فيه!
ينزل على شكل أقدار حولك فيُرضّيك ..

المهم لتنال رضا الله، تكون أنت راضيًا عن الله، راضيًا بشرعه راضيًا برسوله، راضيًا عن أقداره .


*أ. سارة السيف*
*أ. ابتسام الفرحان*
#لنحيينه_حياة_طيبة

💌

ما فيه بركة في شيئ إلا إذا بارك الله فيه، والبركة هي ثبات الخير ونمائه.

أحيانًا يكون الشيئ نقص في نظري وبلاء ويكون هذا هو سبب استدرار البركات عندي .

إذا كنت مباركًا تكون سببًا للخير ومفتاحًا للخير، فتجد البركة في وقتك في راتبك في يومك في أعمالك وإن قلت صحتك بركة في علاقاتك ، ما تقعد في مكان إلا تنفع فيه، يسخّر الله لك نفسك ويجعل يومك حافلًا بالخير وبالعطايا.

فيه ناس خيرهم واصل لكل مكان وهي في بيتها!
الله ينفع بك ويبارك لك إذا نويت الخير.

يقول الإمام أحمد لابنه :
يا بُني، انوِ الخير فإنك بخير ما نويت الخير

المؤمن أقوى في عداوته للشيطان إذا كان يعرف عن الله، فأول ما يصيبه الضر فمباشرة يصبر ويعبد الله في هذا الموقف بما أراد الله منه ، فصبر وأحسن الظن بالله وأخذَ بالأسباب المشروعة وهو يعلم أنها لا شيئ حتى يجعلها الله شيئ، وأعلم أن النتيجة ستكون مُرضية لي حتى لو كانت بعد عشر سنين .

ولذلك لا سبيل للشيطان على هذا المؤمن.

فأنت امضِ في الدور الذي خلقك الله لأجله، وهو أن تعبده كما يريد، وهذه الأقدار اعبده من خلالها، ولا تظن أن العبادة فقط هي صلاتك وصيامك وإنما أيضًا هناك عبادات ترفع المؤمنين وتجعلهم من العباد الخُلَّص المخلصين عند الله وهي ظنهم واعتقادهم في داخل الحدث بالله، فهو انسان لا يعرف غير الله ولا يفر لغير الله، ويعلم أن الله الملك المالك وهو القدوس، فهذا العبد إذا قال يا رب، فهذه الكلمة سبب للاستجابة .

إذا عاملت الله بالصبر فصبرت لأجله، فلابد يعاملك بالجبر ..
حين يكون رضا الله قصدك في كل شيئ، في معاملاتك وفي عباداتك وفي علاقاتك وفي كل شيئ .

*{ وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدۡرُكَ بِمَا یَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ (٩٨) }*
[سُورَةُ الحِجۡرِ]

حين تتعسر دراستك، يصير فيه مشاكل مع أهل زوجك، يصير فيه توتر في علاقاتك، حتى ضاق صدرك ، ...

الحل: فسبّح بحمد ربك وكن من الساجدين.

التسبيح هو إبعاد كل خاطر سوء وكل ظن سوء برب العالمين عن قلبك، وهذا ما يكون إلا بالعلم عن الله .
والسجود يعني أكثر من الصلاة بخضوع قلب وأنت منكسر لرب العالمين مفتقر إليه في كل شيئ، راضيًا بما قدّره عليك .

فالله سبحانه يتركك تذهب هنا وهناك وتتعلق بفلان وفلان ويغلق عليك هذا الباب الذي كان سهلًا فتحه!، ليُربّيك ويعرّفك أنه كان حليمًا عليك حتى تعرف أن الله له المُلك ولا ينفعك غيره ولا يدفع الضر عنك غيره، ليس وراء الله مَرمى .

الله جعل لك فطرة تقول لك أنت ضعيف فقير محتاج على الدوام لأنك ناقص، وتحتاج لقوي غنيّ .

*{ ۞ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعࣰا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَیۡرُ مَنُوعًا (٢١) إِلَّا ٱلۡمُصَلِّینَ (٢٢) }*
[سُورَةُ المَعَارِجِ]

أخذوا صفة المصلين ليس لأنهم يؤدون الصلاة وإنما لأنهم اكتشفوا صلتهم بالله عز وجل فعرفوا من هو خالقهم ومن هو الذي يفتقرون إليه .

*أ. مها الرفاعي*
#لنحيينه_حياة_طيبة

💌

إذا أنت سريع في ردة فعلك، فمجاهدتك في أن تكون أبطأ في ردة فعلك قبل أن تتكلم.
هذا هو جهادي إذا العلم الذي آخذه سيُغيّرني،

ولا أقول هذه المجاهدة صعبة عليّ وسهل على غيري! لأن غيرك عنده باب آخر يجاهد نفسه فيه ويمكن لو أنت وُضعت فيه ما تقدر تتحمل، لكن أنت تعرف النقص الذي فيك وبتكميله ستعبر على الجسر وتصل إلى رضا الله .

راسلتيها مثلًا وكان ردها مختصر، فتقولين أكيد فيها شيئ! شكلها كده شايفة نفسها شوية!
أقول لك يمكن هي الآن عندها هَم أكبر من رسالتك وأن عقلها الآن ليس معك لكنها جبرتك وردّت عليك غصبًا عنها.
تقولين لالا، أنا أعرفها، أكيد فيه شيئ!!

هذا معناه أنك ما تعرفي ولا شيئ!
أنتِ ضيّعتِ وقتك في التفكير في ردها على رسالتك وأطلتِ الوقت!

فما تجعلي أحدًا يكون هو همك وتطيلين الوقت في التفكير فيه.

ياما ناس تقابلها وعينك في عينها وتسلّم عليها وما تنتبه لك، وبعد ذلك تحلف لك أنها ما رأتك وكانت تفكر في شيئ شاغلها .

نحن تعوّدنا أن هذا الحوار في القلب في ظنوننا بالناس يكون عادي!!
لكن هو ليس عاديًّا، مع الإيمان يترك يترك يترك الانسان هذه الأشياء خاصة لما تعلم أن لله مُلك السماوات والأرض، فما تشغل بالك بغير الله.

والله إنّ دفع هذا الظن من القلب أصعب من أن أقوم أتوضأ وأصلي ركعتين.

*أ. مها الرفاعي*
#لنحيينه_حياة_طيبة


💌

*{ ۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ بَدَّلُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ كُفۡرࣰا وَأَحَلُّوا۟ قَوۡمَهُمۡ دَارَ ٱلۡبَوَارِ }* [سُورَةُ إِبۡرَاهِيمَ: ٢٨]

بعض الناس يكونون شؤمًا على أنفسهم وأهل بيتهم وأصحابهم!
وذلك عندما يكفرون نعمة الله بالكِبر والحسد وغيرها من أمراض القلوب، فيستكبرون عن طاعة الله وطاعة رسوله، يسيرون في الدنيا بأهوائهم!

إذا حدّثتهم عن نعمة الأمن وأن مِن شُكرها أن نحترم أولياء أمورنا وندعو لهم ولا نستهزئ بهم ولا نتبرأ من بيعتهم، يكون ردهم الاستهزاء وأن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنطبق على زمننا...!

فيكونون شؤمًا على أهليهم ويجلبون لأنفسهم ولأهليهم الخوف بعد الأمن! و الهلاك والخسار والتفرق بعد الاجتماع!

تزول النعم منهم نعمة نعمة، وخاصة الدينية فقلوبهم تضيق يومًا بعد يوم من الهموم والمكدرات وكثرة البلاءات! ولازالوا يظنون أنفسهم من أهل الصلاح وأن الله يبتليهم ليرفع منزلتهم!!

والمؤمن الصادق يخاف ذنوبه، يفزع إلى ربه في كل حال تائبًا منيبًا مستغفرًا مناجيًا رب العالمين، ويسارع في عمل الصالحات شكرًا لرب العالمين ،،

لذا، لما خاف المؤمنون من زوال النعم بسبب تقصيرهم في الشكر، طمأنهم رب العالمين ودلّهم على ما تُحفظ به النعم، فقال تعالى:

*{ قُل لِّعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ مِّن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَ یَوۡمࣱ لَّا بَیۡعࣱ فِیهِ وَلَا خِلَـٰلٌ }* [سُورَةُ إِبۡرَاهِيمَ: ٣١]

إقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله، هما سبيل شُكر الله على النعم .

إقامة الصلاة وليس أداء الصلاة، إقامة يعني بقلبك وروحك وبدنك وتطيل في القراءة وتطيل في الركوع والسجود وقلبك خاضع خاشع لرب العالمين، متفكرًا متدبّرًا في الصلاة، فتخرج من الصلاة وأنت عاجز عن شكر رب العالمين ، ترجوه أن يقبل منك صلاتك لتفلح وتفوز ، تخرج من صلاتك وقد زال عنك كل هَم وصار رضا الله أكبر هَم في حياتك ..

هذه الصلاة لتقيمها بقلبك أولًا لابد تصبّ العلم بالله بأسمائه وصفاته وأفعاله في قلبك صبًّا لتصبح الصلاة قرة عينك .

ثم يأتي الإنفاق، تُنفق لتدفع عن أهلك الحاجة للناس، تنفق لتعفّهم عن السؤال، تنفق على والديك، تنفق في كل موضع وضعك الله فيه ومطلوب منك فيه النفقة بما يرضي الله ..

فكثير من الهلاك والخسار إنما حصل بسبب الشح والخوف من الإنفاق!

أحيانًا توضَع الزوجة في موضع لابد فيه أن تُنفق لتنقذ أسرتها من الضياع والتفكك، فيأتي ضعف علمها بالله ويتفق مع الشيطان وحب الدنيا، فتمتنع وتقول هذه أموالي وأنا غير مسئولة عن الإنفاق على أبنائي!!
فتتفرق الأسرة بسبب كفرانها نعمة الله! وما علمت أن النعمة لتبقى كان لابد من بعض التضحيات التي سيشكرها لها رب العالمين أضعافًا مضاعفة.

إذا زالت النعمة وما رأيت عوض الله بخير منها، فاعلم أنك تسير في طريق كفران النعم المؤذِن بزوال النعمة والهلاك والخسار!


🖊️ *وقفات من شرح سورة إبراهيم*
#لنحيينه_حياة_طيبة


💌

*﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ﴾* [الحجر ٩]

في أحد الأقوال، قَال الفَرّاء:
*وإنا له لحافظون: أي: وإنّا لِمُحَمَّدٍ لَحافِظُونَ .*

لأن الانسان حين يحفظ ويدرس القرآن، يعرف من هو الله، فينكسر قلبه لله ويعمل بالقرآن ويفسّر أفعال الله بصورة صحيحة توصله للإطمئنان وحسن الظن بالله، والله لا يُخزيه، فإنّه تظهر عليه آثار عناية الله وألطافه الخاصة ومحاسن الأخلاق، فيقع في قلوب المستكبرين الحسد له! ويسعون بكل وسيلة لأذيته والتقليل من شأنه بين الناس! لكن العزيز الحميد أبى إلا أن يحفظه ويعزه وينصره ويتم نعمته عليه لأن صدره يحمل القرآن ويمشي بنوره بين الناس .

وقال السعدي: وهذا من أعظم آيات الله ونِعمه على عباده المؤمنين، ومِن حِفظه أنّ الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلّط عليهم عدوًّا يجتاحهم.


*وقفات من مدارسة سورة الحِجر*
#لنحيينه_حياة_طيبة

💌

نحن نعرف معاني كثيرة في القرآن عن اليوم الآخر ونعرف معاني لأسماء الله، نعرف الكثير من المعاني، ..
لكن إلى أي درجة هذه المعاني لها تأثير في قلبك وشعورك في إقبالك على الله تعالى ؟

أحيان كثيرة هذه المعاني موجودة لكن بدون تأثير!

هذه المعاني لها أثر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، يعني له قلب نقي زكي يريد أن يتعلم يريد أن يتأثر.

فلما يرَ الله الصدق في قلوبنا أننا فعلًا نريد إيماننا يزيد وفعلًا نريد نتزكى، فالله يسخّر لك الظروف التي تحيا بها هذه المعاني في قلبك ويرزقك حسن السماع والإنصات الذي به تحصل الذكرى.

الكل يسمع لكن ليس الكل ينتفع!
التأثير يبدأ من تأثير العلم على القلب ثم تتأثر الجوارح بعده .

أخذك لهذا الكتاب الذي فيه بركة يعني فيه كل أشكال الخير، سيبقى الخير ينمو عندك لا ينقطع، القرآن إذا كان معك تدارسته وحفظته وتلوته واستشفيت به، وكله بركات بركات تغمر حياتك .

نحن نذهب نبحث عن حلول عند الناس! هذه تبحث عن طبيب استشاري وهذه تبحث عن حل لمشكلتها وهذا يبحث عن علاج وهذا ....
هذا الكتاب لو أخذته حلّت عليك البركات، كان معك مصدر البركات، فإذا تبغى دكتور جيد فأقبل على القرآن وانظر كيف سييسر الله لك الأسباب ويسوقها لك سوقًا! انظر كيف الله سيحل لك مشاكل بيتك! انظر كيف سيسوق الله إليك رزقك! فكل هذه من بركات القرآن .

لكن نحن أسباب البركة ضيّعناها! فنتذمر ونعترض وما عندنا كذا ومستوصفاتنا فيها كذا وكذا...!

أقبل على الله وانظر ماذا يصنع الله لك! يصنع لك أنت أبرك وأجمل الأسباب يا من أقبلت عليه ، حتى لو الناس يشقون فيها أنت ما تشقى .
يذهبون لمكان يتأذون فيه لكن أنت لا تتأذى فيه.

فمن أعظم أسباب البركة كتاب الله.

قبل إقبالك على كتاب الله، يكون عندك شتات! تقول ما أدري أفعل هذا أو هذا أم ألبّي طلب هذا أم هذا ..شتات شتات ..

والله عز وجل ينزّل البركات عليك ويدبّر حياتك أجمل تدبير لما تقبل على كتابه وتتدبره .
فالسبب الأساسي لنزول القرآن أن تتدبره، وأبسط أنواع التدبر أن تُنزل الآيات على حياتك وتعيشها وتقرأها في واقعك .

لا تقرأ تخلُّصًا، بل اقرأ تلذُّذًا، اقرأ وكأنه رسائل الله لك ،، كل يوم افتح واقرأ وردك وأنت منتظر رسائل الله لك في هذا اليوم .

احضروا مجالس القرآن كالتي نحن فيها الآن، وافتحوا التفسير واقرأوا ..
فمن تدبّر كلام الله عرَف من هو الله، ستعرف كيف عامل الله مريم كيف عامل أمها وكيف عامل الله الصالحين، حتى تعرف كيف هم كانوا فعاملهم الله بذلك، ستعرف قوانين الكون وسنن الله في خلقه ..
كله من القرآن .

وإذا عرفت ربك عرفت عظيم سلطانه وقدرته وعرفت أوامره ونواهيه فاستسلمت وأطعته ..

صلاح أمرك كله في علاقتك بربك، وما تكون صالحة إلا إذا أقبلت على القرآن .

واحدة تقول لما أقبلت على القرآن شعرت بالبركات في الرزق، نفس المال لم يتغير قبل علاقتي بالقرآن وبعد علاقتي بالقرآن، لكن والله بارك الله فيه وما نحس بجوع الاحتياج مثل الناس الذين طول الوقت يطالعون الأشياء وحتى لو عندهم ما يشعرون بالإكتفاء! وطول الوقت على ألسنتهم ما عندنا ما عندنا ما عندنا...! وخاصة الآن مع وسائل التواصل.

لكن لما يستغن بلا مال، فالله يجعل غناه في قلبه .

فيرزقك الله استمتاعًا وانتفاعًا برزقك ولو قليل، فما تحس بالذي عند غيرك وما تراه أصلًا .

ناس تدفع آلآف ليسافروا سفرية رحلة يستمتعون بها، ويعودون هذا مريض وهذا حصل له كذا وما يجدون السعادة التي ذهبوا لأجلها!!

وهؤلاء الذين بارك لهم الله عندهم من الوناسة والسعادة والاستمتاع بالشيئ البسيط الذي بارك الله لهم فيه .

الله يتعامل مع قلبك فيُغنيه فيشبع ويستمتع بأقل شيئ .

والله يعزّه بلا عشيرة، فهذه تقول ما عندي زوج ولا ولد يسندني!
لكن هذا الذي تعلق بالله عزّ بلا عشيرة، والله يكفيه عن الكل، وإذا أعزك الله ففي أي موقف تحتاج فيه فوالله ليُسخّر لك الله من جنوده في السماوات والأرض فما تحس لحظة أنك بدون سند.

وربما الغير معهم من معهم وما ينفعونهم!

واحدة ممكن تلاقيها جالسة مع مصحفها ومستمتعة غاية الاستمتاع! هذه لحظة الأنس بالله ..

وممكن في بيتها يقولون عنها مسكينة قاعدة أربع خمس ساعات هكذا...!،
فالناس تستوحش من هذه الخلوة! لكن صاحب القرآن عمره ما يستوحش، فهو في أعظم الأنس .

ما يكون مراده متى آخر السورة ومتى أنتهي من الجزء! وإنما همه متى أتعظ؟!

الجن انتفعوا من القرآن من أول مرة سمعوه فيه فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا، ثم قرروا قرارًا صارمًا:

*{ یَهۡدِیۤ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَاۤ أَحَدࣰا }*
[سُورَةُ الجِنِّ: ٢]

سحرة فرعون في لحظة آمنوا أول ما رأوا الآية!
قال لهم فرعون أصلّبكم أقتّلكم أقطّع أيديكم وأرجلكم .. قالوا له افعل ما تريد فإنا آمنا بربنا ..

فهذا الكتاب آية، فإذا نزل على قلب صادق أثّر فيه مباشرة .
وكلما ترقيت في الدين وزادك الله إيمانًا، كلما مررت بظروف تشعر فيها بمعاني مختلفة للآية الواحدة ..

*{ فَلَمَّا تَرَ ٰ⁠ۤءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ }*
[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: ٦١]

كان من الخلف فرعون وجنوده، ويمينهم وشمالهم جبال، والبحر من أمامهم!!
أين نذهب! كيف نهرب! خلاص ما فيه أي حل!

هذا صورة لأصعب موقف في حياتك ممكن تمر فيه ..
هم قالوا مؤكدين قولهم: إنا لمدركون!!

لكن موسى عليه السلام قال: كلا إنّ معي ربي سيهدين

الله وحده كان قادرًا أن يقضي على فرعون قبل ما يدركهم، الله كان قادر يطمئنهم ويهلك فرعون قبل أن يلحق بهم فيهلكه بريح تأتيهم أو يأتيهم طير يأكله قبل أن يدركهم فرعون ..

لكن الله قدّر هذا لتكون رسالة للناس جميعًا أن الله يوصلك إلى حد ترى فيه بعينك الشيئ المخوف يقترب منك!
لينظر كيف اعتقادك فيه سبحانه وتعالى ..

لأن لو أزاله الله عنك قبل أن يقترب منك، فكيف ستظهر عقيدتك إذن!

فلما تراءى: فإذا رأيت ذاك الشيئ الذي خِفته أو حذرت منه أو ما توقعته، فإياك أن تيأس أو تعبّر بكلمات كالذي لا يعرف ربه ..
هذه المواقف تبيّن ظنك بالله .

ظنك بالله عبارة عن معرفتك بالله، فتقول الله قادر قدير الله ما يتركني ..
هذا الظن من أين تأتي به ؟
من فهمك لكتابه.
أين الاختبار في هذا الظن؟
كلنا تعلمنا ودرسنا أسماء الله ووعود الله للصالحين،
ثم هذه المعاني تخرج في الاختبار.
ما هو الاختبار؟
أن يمررك الله بموقف حذرته أو ما توقعته! فهنا تخرج المعاني فتنطق بما تعرفه عن الله .

فأصحاب موسى تكلموا بظنهم المبني على ضعف العلم بالله!
لكن موسى قال كلا .. فهو يعرف ربه .

فلا تكون حافظًا للقرآن ومعك سند ورواية وأول موقف ترى فيه ما لم تتوقع ترسب وتقول قول أصحاب موسى!

هذه المعرفة التي تعرفها عن ربك هي المسكّن لقلقك.
نحن ما نعيش بدون قلق ولا خوف، لكن هناك فرق بين انسان إذا قلق وخاف جاء علمه عن ربه والمعرفة التي عرفها عن ربه فسكّنت هذا القلق وهذا الخوف.

معرفتك بربك وأسمائه وصفاته تسكّن القلق والخوف في المواقف فما تتكلم بكلمات تبيّن عجزك وخوفك .

هم كانوا يرون بأعينهم الخطر وهو مطبق عليهم!
فكلما رأيت الخطر مطبق عليك، ناجي ربك وأنت واثق أن الله سبحانه لما يرَ عبده مضطر تعبان ويقول يارب يارب، فإنه سيأتيه بالفرج، والفرج لن يكون بطريقة أنت تعرفها وتفهمها، وإنما بصورة ما يأت على البال ولا على الخاطر ليُريك الله قدرته .

فلما قال موسى: كلا إنّ معي ربي سيهدين، فالمعية نعمة من ربك يعطيها لك لما يرَ الله في قلبك ثقة به واعتماد عليه واضطرار، فلا أحد يقدر عليك والله معك، لا أحد يقدر يهينك ويؤذيك والله معك، ووالله لو كل أسباب الشقاء اجتمعت عليك يكسرها ربنا ويفرّقها ولا يشقيك .

معية الله فيها يعتني بك يعتني بقلبك وبمشاعرك، حتى لو الآن خِفت تأتيك رسالة من ربك تثبّتك، فتشعر بمعية الله بأسباب بسيطة ..

كلا إنّ معي ربي وهذا الرب رب العالمين ما يضيّع مخلوقاته فيسقيهم ويطعمهم ويعتني بهم، فهل يتركني وأنا ضعيف محتاج إليه!

سيهدين: سيدلني سيعلّمني سيُخرجني، لن أضل وأنا في هذا الموقف ومعي ربي .

كل موقف صعب لابد فيه أعظم ساعة حرجة وهي الذروة، هذه الذروة فيه ناس تعدّيها في ثانية، هذه الذروة إذا عدّيتها صح فخلاص خلص اختبارك وانتهى.

الساعة الخطيرة التي كادوا أن يُدركوا فيها وهي أحلك ساعة تظن خلاص فيها نفذ صبري! هذه الساعة التي يصدق فيها إيمانك ..
الله هو القابض الباسط، لما يراك الله في هذه الساعة الحرجة واثقًا فيه يبسط لك المقبوض فتُفرَج عنك .

بعض الناس يبغون الفرج على الصورة التي رسموها!
وممكن الفرج يكون شيئ آخر تمامًا .. فموسى عليه السلام ما كان يظن أبدًا أن الفرَج بانشقاق البحر .

لذلك لما تكون في هذا الموقف الصعب لا تضع صورة لاختياراتك لأن اختياراتنا على حسب عقولنا!
وأنت ما تدري أن هذه الانسانة لما تعيش بدون زوج ستكون أسعد واحدة، هذه هذه فقط.
وهذه ما رُزقت عيال لكن الله سيسوق إليها عيال بطريقة لا تخطر على البال.

لا تضع صورة للفرج وافعل كما فعل موسى عليه السلام ..
الله تعالى شق له البحر وليس طريقًا واحدًا بل ١٢ طريق لأنهم كانوا ١٢ قبيلة فحتى لا يختلفوا في العبور ..

قدرة الله فوق تخيلاتك .. ظنك بربك سيُنجيك ويُنجي من معك بإذن الواحد الأحد سبحانه وبحمده .


*أ. إبتسام الفرحان*