لم يتأخر رزقك ولم يفتك القطار ولم يسبقك أحد، هي أقدار الله وكلها في صالحك ورب الخير لا يقضي إلا بالخير، ولو شاء لأعطاك أمانيك في غمضة عين لكنه يربّينا سبحانه ويعلمنا أن الحياة تحتاج إلى المزيد من الصبر ولا شيء يعيننا على ذلك إلا يقيننا التام بأن الله يحسن التدبير ولن يضيّعنا.
قيل للحسن البصري : ألا يستحي أحدُنا من ربه
يستغفرُ من ذنوبه ثم يعودُ
ثم يستغفرُ ثم يعودُ
فقال : ودّ الشيطانُ لو ظفرَ منكم بهذه
فلا تملوا من الاستغفار !
يستغفرُ من ذنوبه ثم يعودُ
ثم يستغفرُ ثم يعودُ
فقال : ودّ الشيطانُ لو ظفرَ منكم بهذه
فلا تملوا من الاستغفار !
نِعَمُ اللهِ سبحانه وتعالى على عِبادِه كثيرةٌ لا تُحصَى، والرِّزقُ مُتعدِّدٌ متنوِّعٌ؛ فليس الرِّزقُ مَحصورًا في المالِ فقط، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُعلِّمًا أصحابَه وأُمَّتَه مِن بَعدِهم: "مَن أصبَح مِنكم"، أي: أيُّ عبدٍ كان: "آمِنًا في سِرْبِه"، أي: توفَّر له الأمانُ على نفْسِه أو على أهلِه وجَماعتِه، وقيل: السِّربُ هو السَّبيلُ أو الطَّريقُ، وقيل: البيتُ، "مُعافًى في جسَدِه"، أي: تَحصَّلَت له العافيةُ في الجسَدِ فسَلِم مِن المرَضِ والبلاءِ وكان صَحيحًا، "عندَه قوتُ يومِه"، أي: وتوفَّر له رِزقُ يومِه وما يَحتاجُه مِن مَؤونةٍ وطعامٍ وشرابٍ يَكْفي يومَه، "فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا"، أي: فكَأنَّما مَلَك الدُّنيا وجمَعها كلَّها؛ فمَن توَفَّر له الأمانُ والعافيةُ والرِّزقُ لا يَحتاجُ إلى شيءٍ بعدَ ذلك، فكان كمَن ملَك الدُّنيا، وجمَعها، فلا يَحتاجُ إلى شيءٍ آخَرَ، وعلى العبدِ أنْ يحَمْدَ اللهَ تعالى ويشُكرَه على هذه النِّعمِ.
يقول سعيد بن جبير: "دخل رجل الجنة بمعصية، ودخل رجل النار بطاعة" قيل: وكيف ذلك يا سعيد؟! قال: "عمل رجل معصية فما زال خائفًا من فعلها، فأدخله الله الجنة بخوفه منه، وعمل رجلٌ طاعة، فما زال معجبًا بها حتى أحبط الله عمله فدخل النار". فاحفظ ما عملته من صالحات ، بالإقرار بالتقصير، وطلب المغفرة والرضوان.
"مجاهدتك على تركِ ما تُحبُّه
لأجلِ ما يُحبُّه اللهُ
ثقيلة على قلبك
ولكنها أثقل في ميزانك !"
لأجلِ ما يُحبُّه اللهُ
ثقيلة على قلبك
ولكنها أثقل في ميزانك !"