=
سلفية مع وقف التنفيذ!
التقيت قبل مدة بأخٍ كبير، طالب علم، وكان ممتعضا جدا مما وصل إليه حال كثير من الشباب الذين خاضوا في مسألة حكم الإنكار العلني، وأكثر من أظهر لي امتعاضه منه هو المُسمى ”محمد جراح“
فكان من ضمن الكلام الذي قلته له أن كثيرا من الأطروحات التي تُطرح عبارة عن نسف كامل لأصول السلفية، بعيدا عن الحكم النهائي في المسألة المُتنازع عليها!
يأتي الشاب إلى الدرس العقدي السلفي فنقول له: عقيدتنا هي الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة!
تعرف من هم سلف الأمة؟ هم الصحابة والتابعون وأتباعهم.. لا يخرج الحق عنهم وقد نُزين المجلس بقول الشيخ الألباني: ”أصل ضلال الفرق في القديم والحديث هو عدم تمسكها بالأصل الثالث [= فهم سلف الأمة]“
ثم إذا أتى من تقحَّم هذه المعارك يُولِّد الأطروحات من رحم الجدال هكذا!
فيخبرك عن أنه لو أنكر مئة صحابي وسكت عنهم البقية من الصحابة فهذا كله لا يعني شيئا أمام النص!
وعليه، فأين فهم السلف هنا؟
هل هذا النص الذي تتكلم عنه كان سيفوت مئة صحابي ويسكت عن مخالفتهم له بقية الصحابة حتى يصل إليك أنت ومشايخك يا ”سلفي“؟
وعندما ستبدأ معركة الاحتفال بالمولد النبوي وسيأتي المجوزون يستشهدون بحديث ”ذلك يوم وُلدت فيه“ فماذا سيقول لهم جراح؟ سيقول: ”وهل فعله الصحابة أم لا؟“
لذلك أنا أخبرك أن هذه أطروحات وُلدت من رحم الجدل، علامتها أن صاحبها لا يسعه طردها! وهي علامة هوى في الغالب!
ولكن لنرجع قبل ذلك، لك أن تنظر إلى الجرأة العجيبة، بل قل الوقاحة، يقولك مئة صحابي، مئة صحابي مع من سكت عليهم، كل هؤلاء يكون من قلَّدهم يُسمى: ”خارجيا، سروريا، تكفيريا...إلخ“
أي سلفية هذه التي بقيت مع مثل هذا؟
تحتجون على خصومكم بالشيخ صالح الفوزان؟ هذا الأخير يقول بأثر إقعاد النبي ﷺ على العرش، والذي ليس وراءه مئة صحابي بل ليس وراءه عشرة من الصحابة بل وراءه التابعي الكبير مجاهد بن جبر!
وعندما رُمي مجاهد بالتجسيم لقوله بهذا الأثر جعل ابن القيم -في نونيته- هذه الفرية مسحوبة على شيخه ابن عباس!
قال ابن القيم:
واذكر كلام مجاهد في قوله
"أَقِمِ الصَّلَاةَ " وتلك في سُبحان
في ذكر تفسير المقام لأحمد
مــا قيـل ذا بالرأي والحُسبان
إن كان تجسيما فإن مجاهدا
هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
وصاحبنا يضع فرضية أن مئة صحابي صنع أمرا فجاء متأخر قلدهم فرماه بكل نقيصة!
والأئمة كان أحدهم ينتفض بمجرد أن يروي قول صحابي في المسألة، فيقال له: أ تقول به؟
في مسائل ابن هانئ للإمام أحمد: ”قلت: إذا غلبت الخوارج على قوم فأخذوا زكاة أموالهم، هل يجزيء عنهم؟
قال: يروى فيه عن ابن عمر أنه قال: يجزيء عنهم.
قلت له: تذهب إليه؟
قال: أقول لك فيه عن ابن عمر، وتقول لي تذهب إليه؟!“
لكن في مسائل الإمام ابن جراح: مئة صحابي مع سكوت الباقين عنهم هذا لا يساوي شيئا أمام النص، النص الذي من المفروض أن يفهمه بفهم هؤلاء السلف، صار يفهمه بفهمه هو ومشايخه، ثم يُحدثك عن ”السلفية“.
كل هذا من أجل الخصومات! كل يوم يستحدثون أصولا جديدة ينقضونها عند أول الطريق!
وقد كان العبد الصالح عمر بن عبد العزيز -كما رواه عنه الآجري- يقول: ’’من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل.“
سلفية مع وقف التنفيذ!
التقيت قبل مدة بأخٍ كبير، طالب علم، وكان ممتعضا جدا مما وصل إليه حال كثير من الشباب الذين خاضوا في مسألة حكم الإنكار العلني، وأكثر من أظهر لي امتعاضه منه هو المُسمى ”محمد جراح“
فكان من ضمن الكلام الذي قلته له أن كثيرا من الأطروحات التي تُطرح عبارة عن نسف كامل لأصول السلفية، بعيدا عن الحكم النهائي في المسألة المُتنازع عليها!
يأتي الشاب إلى الدرس العقدي السلفي فنقول له: عقيدتنا هي الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة!
تعرف من هم سلف الأمة؟ هم الصحابة والتابعون وأتباعهم.. لا يخرج الحق عنهم وقد نُزين المجلس بقول الشيخ الألباني: ”أصل ضلال الفرق في القديم والحديث هو عدم تمسكها بالأصل الثالث [= فهم سلف الأمة]“
ثم إذا أتى من تقحَّم هذه المعارك يُولِّد الأطروحات من رحم الجدال هكذا!
فيخبرك عن أنه لو أنكر مئة صحابي وسكت عنهم البقية من الصحابة فهذا كله لا يعني شيئا أمام النص!
وعليه، فأين فهم السلف هنا؟
هل هذا النص الذي تتكلم عنه كان سيفوت مئة صحابي ويسكت عن مخالفتهم له بقية الصحابة حتى يصل إليك أنت ومشايخك يا ”سلفي“؟
وعندما ستبدأ معركة الاحتفال بالمولد النبوي وسيأتي المجوزون يستشهدون بحديث ”ذلك يوم وُلدت فيه“ فماذا سيقول لهم جراح؟ سيقول: ”وهل فعله الصحابة أم لا؟“
لذلك أنا أخبرك أن هذه أطروحات وُلدت من رحم الجدل، علامتها أن صاحبها لا يسعه طردها! وهي علامة هوى في الغالب!
ولكن لنرجع قبل ذلك، لك أن تنظر إلى الجرأة العجيبة، بل قل الوقاحة، يقولك مئة صحابي، مئة صحابي مع من سكت عليهم، كل هؤلاء يكون من قلَّدهم يُسمى: ”خارجيا، سروريا، تكفيريا...إلخ“
أي سلفية هذه التي بقيت مع مثل هذا؟
تحتجون على خصومكم بالشيخ صالح الفوزان؟ هذا الأخير يقول بأثر إقعاد النبي ﷺ على العرش، والذي ليس وراءه مئة صحابي بل ليس وراءه عشرة من الصحابة بل وراءه التابعي الكبير مجاهد بن جبر!
وعندما رُمي مجاهد بالتجسيم لقوله بهذا الأثر جعل ابن القيم -في نونيته- هذه الفرية مسحوبة على شيخه ابن عباس!
قال ابن القيم:
واذكر كلام مجاهد في قوله
"أَقِمِ الصَّلَاةَ " وتلك في سُبحان
في ذكر تفسير المقام لأحمد
مــا قيـل ذا بالرأي والحُسبان
إن كان تجسيما فإن مجاهدا
هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
وصاحبنا يضع فرضية أن مئة صحابي صنع أمرا فجاء متأخر قلدهم فرماه بكل نقيصة!
والأئمة كان أحدهم ينتفض بمجرد أن يروي قول صحابي في المسألة، فيقال له: أ تقول به؟
في مسائل ابن هانئ للإمام أحمد: ”قلت: إذا غلبت الخوارج على قوم فأخذوا زكاة أموالهم، هل يجزيء عنهم؟
قال: يروى فيه عن ابن عمر أنه قال: يجزيء عنهم.
قلت له: تذهب إليه؟
قال: أقول لك فيه عن ابن عمر، وتقول لي تذهب إليه؟!“
لكن في مسائل الإمام ابن جراح: مئة صحابي مع سكوت الباقين عنهم هذا لا يساوي شيئا أمام النص، النص الذي من المفروض أن يفهمه بفهم هؤلاء السلف، صار يفهمه بفهمه هو ومشايخه، ثم يُحدثك عن ”السلفية“.
كل هذا من أجل الخصومات! كل يوم يستحدثون أصولا جديدة ينقضونها عند أول الطريق!
وقد كان العبد الصالح عمر بن عبد العزيز -كما رواه عنه الآجري- يقول: ’’من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل.“
الخبر من كتاب الحلية!
هذا عمر، وهو عمر المبشر بالجنة والذي مات رسول اللّٰه ﷺ عنه وهو راض ومات أبو بكر رضي اللّٰه عنه وهو عنه راض، وهو قفل الإسلام!
وجعله اللّٰه تعالى من صالح المؤمنين في قوله سبحانه: ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [التحريم: ٤]
حكى الطبري عن مجاهد والضحاك ومزاحم أن صالح المؤمنين في الآية أراد بها سبحانه وتعالى أبو بكر وعمر.
يأتي إلى كعب يطلب منه أن يُخوفه ويُصرُّ عليه المرة بعد المرة!
ويأتيك في هذه الأزمنة السوداء، من لا يكاد يقيم شيئا من أمر دينه كلما مرَّت عليه أخبار عذاب القبر يقول لك: خوفتم الناس! إلى متى عذاب القبر؟ كلمونا عن الرحمة!
وفي الصحيح معلقا: «وكان العلاء بن زياد يذكر النار فقال رجل: لم تقنط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنط الناس والله عز وجل يقول: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}، ويقول: {وأن المسرفين هم أصحاب النار} ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمدا ﷺ مبشرا بالجنة لمن أطاعه ومنذرا بالنار من عصاه».
واللّٰه المستعان!
هذا عمر، وهو عمر المبشر بالجنة والذي مات رسول اللّٰه ﷺ عنه وهو راض ومات أبو بكر رضي اللّٰه عنه وهو عنه راض، وهو قفل الإسلام!
وجعله اللّٰه تعالى من صالح المؤمنين في قوله سبحانه: ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [التحريم: ٤]
حكى الطبري عن مجاهد والضحاك ومزاحم أن صالح المؤمنين في الآية أراد بها سبحانه وتعالى أبو بكر وعمر.
يأتي إلى كعب يطلب منه أن يُخوفه ويُصرُّ عليه المرة بعد المرة!
ويأتيك في هذه الأزمنة السوداء، من لا يكاد يقيم شيئا من أمر دينه كلما مرَّت عليه أخبار عذاب القبر يقول لك: خوفتم الناس! إلى متى عذاب القبر؟ كلمونا عن الرحمة!
وفي الصحيح معلقا: «وكان العلاء بن زياد يذكر النار فقال رجل: لم تقنط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنط الناس والله عز وجل يقول: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}، ويقول: {وأن المسرفين هم أصحاب النار} ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمدا ﷺ مبشرا بالجنة لمن أطاعه ومنذرا بالنار من عصاه».
واللّٰه المستعان!
=
نقاط على الحروف!
الحج شعيرة من شعائر اللّٰه عز وجل، وهي إحدى أركان الإسلام، شُرعت لذكر اللّٰه عز وجل ولمغفرة ذنوب بني آدم، وقد كانت تُؤدى في كل الظروف التي مرَّت بها الأمة، وبمثل هذه الشعيرة يُستمطر نصر اللّٰه تعالى، لا يُستمطر النصر بالتهوين والتقليل من شأنها والحطِّ منها، بل هذه الأخيرة من أسباب زيادة الوهن وتسلط الأعداء!
ولذكر اللّٰه أكبر، قد أورد الطبري في تفسيرها أثرا موقوفا على أبي الدرداء رضي اللّٰه عنه وعند الترمذي مرفوعا إلى النبي الكريم ﷺ: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى.
فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله»
وكل العبادات إنما شُرعت لتحقيق ذكره سبحانه! يقول ابن القيم في الوابل الصيب وهو يعدد فوائد ذكر اللّٰه تعالى: «أنَّ جميع الأعمال إنما شُرعت إقامةً لذكر الله تعالى، والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى»
وإني لأعجب غاية العجب ممن يهون من شأن هذه العبادات ثم مع ذلك يريد النصر ويريد الفرج للمسلمين، وقد صلَّيت الجمعة في أول أحداث غزة -فرج اللّٰه عن أهلها- خلف كهل ذهب من عمره أكثر مما بقي فلما اعتلى المنبر، صال وجال على أمر الدعاء، فجعله ’’حيلة النساء والعجائز“، وقبل مدة قامت حملة ضد أمر الدعاء، وهذا من خفة العقل وقلة الدين!
والنبي ﷺ يقول -كما عند البخاري-: ”هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم“، بوب عليه البخاري: ’’باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب“
وعند النسائي: ”إنما نصر اللّٰه هذه الأمة بضعفتهم، بدعواتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم“
وهذا كله من أسباب تأخير الفرج، بدون أن ننسى مسألة احتقار العقيدة وطلب العلم التي كانت في أول الأحداث! فتجد كل من كان في نفسه ضغينة على أمر العقيدة أخرجها! وهذه طامة الطوام!
هذا غير استغلال هذه الأحداث للتشفي ولتصفية الحسابات؛ ”فلان لا يهتم بقضايا المسلمين“، ”الفلانيون غير مهتمين بدماء المسلمين“، في متاجَرة رخيصة بدماء المسلمين من أجل الخصومات!
غير مسألة تلميع الروافض المشركين سبابة الصحابة الطعانين في عرض النبي ﷺ، حتى صار بعض الجهال ينادي: ”يا حسين“ نكاية ومناكفة! وصار هناك من يأمر بالسكوت عن الروافض!
وفي السنة لأبي بكر الخلال - ٧٥٩ - أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: حدثني عبد الصمد، قال: قال بشر: قال عبد الله بن إدريس: «لو أن الروم سبوا من المسلمين من الروم إلى الحيلة ثم ردهم رجل في قلبه شيء على أصحاب محمد ﷺ ما قبل اللّٰه منه ذلك»
وحتى لا يُفهم كلامي على غير ما أُريد له؛ أنا لا أقول لك انشغل بالذكر واترك الجهاد، أنا أقول لك: أمر الجهاد ونصرة المسلمين وغيره مما يرتبط بالأحداث الراهنة لا يُسوغ لك أن تحطَّ من أمر العبادات الأخرى، فإنك تُجاهد وتَنصر المسلمين للّٰه سبحانه وتعالى، وعليه فإنك تستمطر النصر بتعظيم حرمات وشعائر اللّٰه تعالى وترك السفه وقلة العقل!
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج: ٤١]
في تفسير ابن كثير: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن محمد قال: قال عثمان بن عفان: فينا نزلت: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر)، فأُخرجنا من ديارنا بغير حق، إلا أن قلنا: "ربنا اللّٰه" ، ثم مُكِّنا في الأرض، فأقمنا الصلاة، وآتينا الزكاة، وأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، فهي لي ولأصحابي.
وعند الطبري أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر = الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك -حكاه عن أبي العالية وغيره-
فأنت تأمل أن البلاء أتاهم بسبب ”قلنا ربنا اللّٰه“ فلما مُكنوا أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالتوحيد ونهوا عن الشرك.
فهل يكون ما بين البلاء والتمكين تهوين من الصلاة والزكاة وعامة شرائع الدين وتهوين من العقيدة؟
نقاط على الحروف!
الحج شعيرة من شعائر اللّٰه عز وجل، وهي إحدى أركان الإسلام، شُرعت لذكر اللّٰه عز وجل ولمغفرة ذنوب بني آدم، وقد كانت تُؤدى في كل الظروف التي مرَّت بها الأمة، وبمثل هذه الشعيرة يُستمطر نصر اللّٰه تعالى، لا يُستمطر النصر بالتهوين والتقليل من شأنها والحطِّ منها، بل هذه الأخيرة من أسباب زيادة الوهن وتسلط الأعداء!
ولذكر اللّٰه أكبر، قد أورد الطبري في تفسيرها أثرا موقوفا على أبي الدرداء رضي اللّٰه عنه وعند الترمذي مرفوعا إلى النبي الكريم ﷺ: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى.
فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله»
وكل العبادات إنما شُرعت لتحقيق ذكره سبحانه! يقول ابن القيم في الوابل الصيب وهو يعدد فوائد ذكر اللّٰه تعالى: «أنَّ جميع الأعمال إنما شُرعت إقامةً لذكر الله تعالى، والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى»
وإني لأعجب غاية العجب ممن يهون من شأن هذه العبادات ثم مع ذلك يريد النصر ويريد الفرج للمسلمين، وقد صلَّيت الجمعة في أول أحداث غزة -فرج اللّٰه عن أهلها- خلف كهل ذهب من عمره أكثر مما بقي فلما اعتلى المنبر، صال وجال على أمر الدعاء، فجعله ’’حيلة النساء والعجائز“، وقبل مدة قامت حملة ضد أمر الدعاء، وهذا من خفة العقل وقلة الدين!
والنبي ﷺ يقول -كما عند البخاري-: ”هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم“، بوب عليه البخاري: ’’باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب“
وعند النسائي: ”إنما نصر اللّٰه هذه الأمة بضعفتهم، بدعواتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم“
وهذا كله من أسباب تأخير الفرج، بدون أن ننسى مسألة احتقار العقيدة وطلب العلم التي كانت في أول الأحداث! فتجد كل من كان في نفسه ضغينة على أمر العقيدة أخرجها! وهذه طامة الطوام!
هذا غير استغلال هذه الأحداث للتشفي ولتصفية الحسابات؛ ”فلان لا يهتم بقضايا المسلمين“، ”الفلانيون غير مهتمين بدماء المسلمين“، في متاجَرة رخيصة بدماء المسلمين من أجل الخصومات!
غير مسألة تلميع الروافض المشركين سبابة الصحابة الطعانين في عرض النبي ﷺ، حتى صار بعض الجهال ينادي: ”يا حسين“ نكاية ومناكفة! وصار هناك من يأمر بالسكوت عن الروافض!
وفي السنة لأبي بكر الخلال - ٧٥٩ - أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: حدثني عبد الصمد، قال: قال بشر: قال عبد الله بن إدريس: «لو أن الروم سبوا من المسلمين من الروم إلى الحيلة ثم ردهم رجل في قلبه شيء على أصحاب محمد ﷺ ما قبل اللّٰه منه ذلك»
وحتى لا يُفهم كلامي على غير ما أُريد له؛ أنا لا أقول لك انشغل بالذكر واترك الجهاد، أنا أقول لك: أمر الجهاد ونصرة المسلمين وغيره مما يرتبط بالأحداث الراهنة لا يُسوغ لك أن تحطَّ من أمر العبادات الأخرى، فإنك تُجاهد وتَنصر المسلمين للّٰه سبحانه وتعالى، وعليه فإنك تستمطر النصر بتعظيم حرمات وشعائر اللّٰه تعالى وترك السفه وقلة العقل!
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج: ٤١]
في تفسير ابن كثير: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن محمد قال: قال عثمان بن عفان: فينا نزلت: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر)، فأُخرجنا من ديارنا بغير حق، إلا أن قلنا: "ربنا اللّٰه" ، ثم مُكِّنا في الأرض، فأقمنا الصلاة، وآتينا الزكاة، وأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، فهي لي ولأصحابي.
وعند الطبري أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر = الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك -حكاه عن أبي العالية وغيره-
فأنت تأمل أن البلاء أتاهم بسبب ”قلنا ربنا اللّٰه“ فلما مُكنوا أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالتوحيد ونهوا عن الشرك.
فهل يكون ما بين البلاء والتمكين تهوين من الصلاة والزكاة وعامة شرائع الدين وتهوين من العقيدة؟
ليس الغش بأولى من هذا البلاء!
منذ سنة 2016 تقريبا قررت الجهات المعنية عندنا في الجزائر استخدام سياسة حجب مواقع التواصل خلال فترة إمتحانات نهاية مرحلة التعليم الثانوي (الباكالوريا) وذلك بسبب تسريب المواضيع في هذه المواقع!
وبعيدا عن الجدل الدائر حول هذا الموضوع، ارتأيت أن أبحث عن تأثير المواد الإباحية -والتي تكون منتشرة بشكل كبير بين الفئة المعنية بهذا الامتحان- على التحصيل الدراسي، ولماذا لا يتم اتخاذ قرارات حاسمة تجاه هذه المواقع عن طريق حجبها؟ فليس الغش بأولى من هذا البلاء!
وقفت على هذا المقال، الذي يتعرَّض للأمر!
والمقال يتحدث عن: ”إحصائيات في عام 2007، تتحدث عن وجود أكثر من 4 ملايين موقع إباحي على الإنترنت، وفي كثير من الأحيان، تحتاج فقط إلى تأكيد "كونك بالغًا" أو "أنك أكبر من 18 عامًا" للوصول إليها.“
فالمقال يتكلم عن هذا الكم الهائل من المواقع وذلك في سنة 2007، مع سهولة الوصول إليها!
وأن تأكيدات كونك بالغا أو أكبر من 18عاما محض هراء، فقد ذُكر في المقال: ”دراسة أخرى في فرنسا وجدت أن 58% من الأولاد و45% من الفتيات شاهدوا أول صورة إباحية لهم قبل سن 13 عامًا.“
على أنه لا يوجد في ديننا ما يجعل الأمر المحرم قبل 18 سنة جائزا بعدها، فهذا من جملة عوائد الغرب مع التنبيه إلى أن حتى عوائدهم لا يلتزمون بها!
والدخول إلى هذه المواقع ليس دائما مقصودا أو مرتبطا بإرادة الشاب(ة)، فالمقال يتكلم عن: ”دراسة أجريت عام 2017 أن واحدًا من كل خمسة مراهقين قد تعرض عن غير قصد لمواد إباحية.“
وتكلم المقال مطولا عن آثار هذه المواقع وربط بينها وبين تعاطي الخمر والممنوعات والعنف الأسري والاستغلال الجنسي وكذا عن أمر التحصيل الدراسي:
”يبدو أن النتائج الدراسية تتأثر باستخدام المواد الإباحية عبر الإنترنت.
ومع ذلك، لا يزال من الصعب فصل استخدام الشاشة عن استخدام المواد الإباحية عبر الإنترنت.
ومما لا شك فيه أن التأثير على الأداء المدرسي سيرتبط بشكل مباشر بالاستخدام المفرط للشاشات، والذي سيكون له في حد ذاته تأثير على النوم وقدرات التعلم والانتباه والحفظ.“
مثل هذا الأمر يحتاج إلى وقفة جادة، يكون باعثها صيانة أديان الشباب قبل الأعراض النفسية والمجتمعية، غير أن هذا البلاء قد جمع الشر كله!
منذ سنة 2016 تقريبا قررت الجهات المعنية عندنا في الجزائر استخدام سياسة حجب مواقع التواصل خلال فترة إمتحانات نهاية مرحلة التعليم الثانوي (الباكالوريا) وذلك بسبب تسريب المواضيع في هذه المواقع!
وبعيدا عن الجدل الدائر حول هذا الموضوع، ارتأيت أن أبحث عن تأثير المواد الإباحية -والتي تكون منتشرة بشكل كبير بين الفئة المعنية بهذا الامتحان- على التحصيل الدراسي، ولماذا لا يتم اتخاذ قرارات حاسمة تجاه هذه المواقع عن طريق حجبها؟ فليس الغش بأولى من هذا البلاء!
وقفت على هذا المقال، الذي يتعرَّض للأمر!
والمقال يتحدث عن: ”إحصائيات في عام 2007، تتحدث عن وجود أكثر من 4 ملايين موقع إباحي على الإنترنت، وفي كثير من الأحيان، تحتاج فقط إلى تأكيد "كونك بالغًا" أو "أنك أكبر من 18 عامًا" للوصول إليها.“
فالمقال يتكلم عن هذا الكم الهائل من المواقع وذلك في سنة 2007، مع سهولة الوصول إليها!
وأن تأكيدات كونك بالغا أو أكبر من 18عاما محض هراء، فقد ذُكر في المقال: ”دراسة أخرى في فرنسا وجدت أن 58% من الأولاد و45% من الفتيات شاهدوا أول صورة إباحية لهم قبل سن 13 عامًا.“
على أنه لا يوجد في ديننا ما يجعل الأمر المحرم قبل 18 سنة جائزا بعدها، فهذا من جملة عوائد الغرب مع التنبيه إلى أن حتى عوائدهم لا يلتزمون بها!
والدخول إلى هذه المواقع ليس دائما مقصودا أو مرتبطا بإرادة الشاب(ة)، فالمقال يتكلم عن: ”دراسة أجريت عام 2017 أن واحدًا من كل خمسة مراهقين قد تعرض عن غير قصد لمواد إباحية.“
وتكلم المقال مطولا عن آثار هذه المواقع وربط بينها وبين تعاطي الخمر والممنوعات والعنف الأسري والاستغلال الجنسي وكذا عن أمر التحصيل الدراسي:
”يبدو أن النتائج الدراسية تتأثر باستخدام المواد الإباحية عبر الإنترنت.
ومع ذلك، لا يزال من الصعب فصل استخدام الشاشة عن استخدام المواد الإباحية عبر الإنترنت.
ومما لا شك فيه أن التأثير على الأداء المدرسي سيرتبط بشكل مباشر بالاستخدام المفرط للشاشات، والذي سيكون له في حد ذاته تأثير على النوم وقدرات التعلم والانتباه والحفظ.“
مثل هذا الأمر يحتاج إلى وقفة جادة، يكون باعثها صيانة أديان الشباب قبل الأعراض النفسية والمجتمعية، غير أن هذا البلاء قد جمع الشر كله!
هذه أول صورة نُشرت للرهينة الإسرائيلية المحررة ”نوعا أرغماني“
بعد أن قُتل عدد كبير من إخوتنا في فلسطين من أجل هذه وثلاثة آخرين، تأمل أول صورة تخرج بها، وهي حاملة قارورة لأحد المشروبات التي أعلنت دعمها للكيان الصهيوني!
بحثت عن إذا ما كان لشركة كوكا كولا في إسرائيل علاقة بأمر الصورة فلم أصل لشيء، ولكن لا يُستبعد مثل هذا الأمر من هؤلاء القوم!
الشركات هذه قد وصلت إلى مستوى عالٍ من الاستفزاز.
والعجيب أن البعض ما يزال يُمنِّي نفسه بأن هذا لا علاقة له بالشركة وأن كل فرع مسؤول عن نفسه.
فإذا كانت فروع هذه الشركات في إسرائيل تدعم الكيان، فلماذا الفروع الموجودة عندنا لا تقوم بدعم فلسطين؟
لماذا غالب فروعنا إما تستعمل سياسة الترغيب في منتوجاتها أو تنتهج نوع خطاب عالماني من بابة لا علاقة لنا بالسياسة ولا الدين نحن مجرد علامة تجارية متخصصة في كذا وكذا؟
في حين رأينا كثيرا من الموظفين في مختلف الشركات فقدوا وظائفهم بين ليلة وضحاها بسبب دعم فلسطين وبعضهم اتُهم باتهامات خطيرة، وتم وصف هيئات ”عالمية“ بأنها هيئات تابعة لحركة حماس بمجرد إصدارها قرارات لا تدعم الرواية الصهيونية، وهذا يدلُّك أن الأمر فيه ما فيه!
بعد أن قُتل عدد كبير من إخوتنا في فلسطين من أجل هذه وثلاثة آخرين، تأمل أول صورة تخرج بها، وهي حاملة قارورة لأحد المشروبات التي أعلنت دعمها للكيان الصهيوني!
بحثت عن إذا ما كان لشركة كوكا كولا في إسرائيل علاقة بأمر الصورة فلم أصل لشيء، ولكن لا يُستبعد مثل هذا الأمر من هؤلاء القوم!
الشركات هذه قد وصلت إلى مستوى عالٍ من الاستفزاز.
والعجيب أن البعض ما يزال يُمنِّي نفسه بأن هذا لا علاقة له بالشركة وأن كل فرع مسؤول عن نفسه.
فإذا كانت فروع هذه الشركات في إسرائيل تدعم الكيان، فلماذا الفروع الموجودة عندنا لا تقوم بدعم فلسطين؟
لماذا غالب فروعنا إما تستعمل سياسة الترغيب في منتوجاتها أو تنتهج نوع خطاب عالماني من بابة لا علاقة لنا بالسياسة ولا الدين نحن مجرد علامة تجارية متخصصة في كذا وكذا؟
في حين رأينا كثيرا من الموظفين في مختلف الشركات فقدوا وظائفهم بين ليلة وضحاها بسبب دعم فلسطين وبعضهم اتُهم باتهامات خطيرة، وتم وصف هيئات ”عالمية“ بأنها هيئات تابعة لحركة حماس بمجرد إصدارها قرارات لا تدعم الرواية الصهيونية، وهذا يدلُّك أن الأمر فيه ما فيه!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from قناة الرقية الشرعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام هذه الفاتورة على أخ من طلاب العلم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعول أهله السبعة وأمه وبعض قرابته
ونحن في هذه العشر الفضيلة فساهموا بما تجود به أنفسكم في هذه الأيام الطيبة المباركة لعل الله أن يفرج عنكم كرب الدنيا والآخرة
ودعواتنا لكم من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلفكم خيرا وأن يعافيكم ويشفيكم ويرزق الجميع الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا عذاب
إخواني الكرام هذه الفاتورة على أخ من طلاب العلم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعول أهله السبعة وأمه وبعض قرابته
ونحن في هذه العشر الفضيلة فساهموا بما تجود به أنفسكم في هذه الأيام الطيبة المباركة لعل الله أن يفرج عنكم كرب الدنيا والآخرة
ودعواتنا لكم من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلفكم خيرا وأن يعافيكم ويشفيكم ويرزق الجميع الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا عذاب
Forwarded from قناة الرقية الشرعية
طريقة السداد:
المدفوعات » سداد فاتورة لمرة واحدة » رقم المفوتر في مباشر: 169 - وزارة العدل التنفيذ القضائي
المدفوعات » سداد فاتورة لمرة واحدة » رقم المفوتر في مباشر: 169 - وزارة العدل التنفيذ القضائي
Forwarded from قناة الرقية الشرعية
رقم الفاتورة: 2444731807
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كيف وصل بهم الجفاء إلى هذا الغلو؟
كثير ممن يلبس لبوس ”محاربة التكفير والغلو“ يدخل في أطوار من الجفاء عجيبة ثم ما يلبث أن يقوده هذا الجفاء إلى غلو شديد!
الغلاة الذين يحاربهم كثير من هؤلاء، عندهم البدعة قسمان = بدعة مفسقة وبدعة مكفرة.
وعندهم أمور لا تصل إلى البدعة بل هي من جملة الملاحظات والتعقبات!
لكن عند هؤلاء الجفاة ولأنه -تحقيقا- ليس عندهم شيء اسمه (بدعة مكفرة) أنزلوا كل الزلات منزلة البدعة المفسقة فصاروا يساوون بين ما لا يتساوى، فإذا رأى العاقل صنيعهم استغرب، وقال: مجانين هؤلاء! وصنيعهم هذا هو غلو محض!
وتأمل هذه الصورة، وقد كتبت سابقا في عيب مثل هذا الأسلوب وهو أن تجمع -مثلا- بين إبراهيم السكران -فرج اللّٰه عنه- وبين عدنان إبراهيم!
وفي هذه الصورة الأمر ذاته!
سابقا كتبت مقالتين (المقالة الأولى - المقالة الثانية) في تتبع طوام شيخ الطريقة الكركرية (موجود في الصورة) واليهود والنصارى -حرفيا- أحسن عقيدة منه، فإنه يقول بوحدة الوجود ويدعو مريديه للسجود لنفسه ويقول بوحدة الأديان وغيرها من الطوام! (راجع المقالات المُحال عليها)
موجود في الصورة أيضا = المغيلي، رجل جهمي غالٍ في القبورية مخرف، يجيز استخدام السحر وله بلايا ورزايا!
أسألك بالله أليس من قلة الديانة وقلة الإنصاف أن تجمع بين هذين وبين الباقين والذين هم بين طالب علم وواعظ وإمام مسجد، نعم، قد يكون على بعضهم ملاحظات، ولكن هل يصل الأمر أن تجمع بينهم وبين من ذكرت لك حاله سابقا؟
وهذا ما أعطانا إياه عدم مراعاة أمر العقيدة في الحكم وتقييم الشخصيات، بل الأمر راجع لأهواء وشلليات!
وما كانت هذه طريقة أحد من العالمين!
كثير ممن يلبس لبوس ”محاربة التكفير والغلو“ يدخل في أطوار من الجفاء عجيبة ثم ما يلبث أن يقوده هذا الجفاء إلى غلو شديد!
الغلاة الذين يحاربهم كثير من هؤلاء، عندهم البدعة قسمان = بدعة مفسقة وبدعة مكفرة.
وعندهم أمور لا تصل إلى البدعة بل هي من جملة الملاحظات والتعقبات!
لكن عند هؤلاء الجفاة ولأنه -تحقيقا- ليس عندهم شيء اسمه (بدعة مكفرة) أنزلوا كل الزلات منزلة البدعة المفسقة فصاروا يساوون بين ما لا يتساوى، فإذا رأى العاقل صنيعهم استغرب، وقال: مجانين هؤلاء! وصنيعهم هذا هو غلو محض!
وتأمل هذه الصورة، وقد كتبت سابقا في عيب مثل هذا الأسلوب وهو أن تجمع -مثلا- بين إبراهيم السكران -فرج اللّٰه عنه- وبين عدنان إبراهيم!
وفي هذه الصورة الأمر ذاته!
سابقا كتبت مقالتين (المقالة الأولى - المقالة الثانية) في تتبع طوام شيخ الطريقة الكركرية (موجود في الصورة) واليهود والنصارى -حرفيا- أحسن عقيدة منه، فإنه يقول بوحدة الوجود ويدعو مريديه للسجود لنفسه ويقول بوحدة الأديان وغيرها من الطوام! (راجع المقالات المُحال عليها)
موجود في الصورة أيضا = المغيلي، رجل جهمي غالٍ في القبورية مخرف، يجيز استخدام السحر وله بلايا ورزايا!
أسألك بالله أليس من قلة الديانة وقلة الإنصاف أن تجمع بين هذين وبين الباقين والذين هم بين طالب علم وواعظ وإمام مسجد، نعم، قد يكون على بعضهم ملاحظات، ولكن هل يصل الأمر أن تجمع بينهم وبين من ذكرت لك حاله سابقا؟
وهذا ما أعطانا إياه عدم مراعاة أمر العقيدة في الحكم وتقييم الشخصيات، بل الأمر راجع لأهواء وشلليات!
وما كانت هذه طريقة أحد من العالمين!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذا شاب شيعي تاب، يقول أن سبب توبته هي مقاطع الشيخ ابن عثيمين -رحمه اللّٰه- أول ما سمعت كلامه حضرني قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: ١٧] والوجه في الآية أنه ورد في تفسيرها عن الربيع بن أنس -حكاه القرطبي-: ”زادهم علما“.
فالشيخ -رحمة اللّٰه- رغم عدم اشتغاله تفصيليا بأمر الرد على الروافض إلا أنه قد جُعل في علمه بركة يُسر بها لهذا الشيعي أن يتوب!
وفي هذا عبرة لكثير ممن يُهون من أمر الاشتغال بالعلم لصالح العناية بالرد على الملاحدة والمنصرين وغيرهم من المبطلين، وبعضهم يتطاول ويتكلم عن ”فقهاء حيض ونفاس“ وفي الواقع أن رسوخ الناس في العلم من أسباب حصول المَناعة ضد الشبهات، فالجهل منشأ الشبهة وعليه تتغذى!
يُراجع: خطورة مقولة: فقهاء حيض ونفاس.
«فقهاء حيض ونُفاس» الفرع العقدي!
فالشيخ -رحمة اللّٰه- رغم عدم اشتغاله تفصيليا بأمر الرد على الروافض إلا أنه قد جُعل في علمه بركة يُسر بها لهذا الشيعي أن يتوب!
وفي هذا عبرة لكثير ممن يُهون من أمر الاشتغال بالعلم لصالح العناية بالرد على الملاحدة والمنصرين وغيرهم من المبطلين، وبعضهم يتطاول ويتكلم عن ”فقهاء حيض ونفاس“ وفي الواقع أن رسوخ الناس في العلم من أسباب حصول المَناعة ضد الشبهات، فالجهل منشأ الشبهة وعليه تتغذى!
يُراجع: خطورة مقولة: فقهاء حيض ونفاس.
«فقهاء حيض ونُفاس» الفرع العقدي!
=
هل كلنا عبارة عن ”سرسجية“؟
شاهدت مقطع المُسمى "طحالب" بعد كثرة الجدل حوله والبرنامج يُشرف عليه -لمن لا يعلم- واحد كان سلفيا سابقا ثم انتكس وصار الدين عنده كله محصور في مناكفة السلفيين وفي البدوي، وعبادة الأضرحة، ودراسة الآجرومية، وبردة البوصيري، ورأي السيوطي في أبوي النبي ﷺ!
المقطع ككل عبارة عن نقد ساخر، لكن مشكلة نقده أنه نقد لا يُحق حقا ولا يُبطل باطلا، لأن النقد كله مبناه على صورة واحدة، مع عدم تناول ظواهر تلك الصورة بالنقد كلٌ على حدا!
هو في مقطعه تكلم عن شاب كان في قمة الانحراف (معاكسة بنات، قطع طريق...إلخ) ثم صار متدينا ودخل في مجموعة من الحوارات بشدة على مواقع التواصل (الرد على أهل البدع) مع تفريط في أمور أخرى (تأخير الصلاة، الكلام مع البنات...إلخ)
هل هذه الصورة ممكنة الوجود؟ نعم هي ممكنة!
ولكن هل هي الصورة الوحيدة؟ لا.
يعني مثلا؛ الخوارج، النبي ﷺ يقول: تحقرون صلاتكم (صلاة الصحابة) إلى صلاتهم! وهم يحكمون على الناس بالكفر!
يعني في قمة التدين الظاهر حتى أنهم ظاهرا يفوقون الصحابة ومع ذلك هم أهل بدع ومن العلماء من حكم عليهم بالكفر!
مثال آخر، المرجئة، فيهم ناس عباد وزُهاد وأهل ورع وهم -بالمقارنة مع الخوارج- بعيدون عن التكفير، السلف يقولون أن هؤلاء المرجئة أخوف على الأمة من الخوارج!
القصد، أنه قد توجد صورة غير الصورة التي طرحها، كما أن المعيار في الصلاح ليس كثرة أو قلة التكفير والتبديع!
فهذه الأخيرة معايير عالمانية بحتة!
بل المعيار هو هل التكفير والتبديع هذا بحق أم بباطل!
فلو جاء شخص وقال: اللّٰه سبحانه مستوٍ على عرشه في السماء، فجاء شخص وكفَّره بهذا القول؛ فهذا المُكفر هو السرسجي ولو كان إماما عند الحسن البخاري كالسبكي والتقي الحصني مثلا!
لو جاء شخص وقال أنه لا يُستغاث بالنبي ﷺ، فجاء من كفَّره بهذا القول فهو السرسجي ولو كان إماما، كما صُنع من ابن أبي العز الدمشقي من طرف مجموعة من الذين هم "أئمة" عند الحسن!
ولكن لو جاء شخص ”سرسجي“ وسخر من مسألة إستواء الرب على العرش أو دعا إلى الاستغاثة بالبدوي وغيره فكفره من كفره فيقال لهذا المُكفر حكمك حق، لأنه موافق لأقوال العلماء وله في ذلك سلف.
هكذا يُنقد التكفير والتبديع!
لا يُنقد بأسلوب العالمانيين!
لأنه قد على طريقة -الحسن البخاري- فكل العلماء من كل الطوائف عبارة عن ”سرسجيين“ لأنهم كفروا وبدعوا، وفي علماء طائفته -خاصة- من السرسجية الشيء الكثير، من ركوب الفواحش والأحوال الرديئة ماهو به عليم قبل غيره، فقد كان سلفيا ويدري جيدا!
كما أن هذا النقد قد يُغير الصورة التي تناولها، ولكن ماذا عن باقي الصور؟ يعني لو شاب تاب وترك كل الانحراف ودخل في التمشعر والتصوف (أو السلفية) وفي الرد على أهل البدع والمجسمة (أو الجهمية) وصار يُكفر ويُبدع هؤلاء المجسمة (أو الجهمية)، ولا يجد في نفسه لا تأخير صلاة ولا تكليم بنات، هل سيعتبر بهذا النقد؟ خاصة وأنه مُتبع لعلماء أجلاء تربى على أنهم -مع تكفيرهم للخصوم- فإنهم أهل تزكية وتربية!
ويصفهم الناس إذا ما تكلموا عن ما فيهم من ”جلد لأهل البدع“ = وكان دائما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشدّدا في ذلك.
فالتقي الحصني ’’الصوفي الأشعري“، عندما ترجم له من ترجم، قال: أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن عبد الله الدمشقي الشافعيّ.
وكان من أجلّ فقهاء الشافعية، وله علم وعمل وصلاح مشهور، وخير وعفّة وديانة، بل كان من الأولياء.
وكان دائما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشدّدا في ذلك. وله عدّة تصانيف جليلة في الفقه وغير ذلك وشهرته تغني عن مزيد التعريف به.
ومع ذلك، فهذا الرجل كفَّر كل من ابن كثير وابن القيم وابن تيمية وغيرهم وصنَّف في ذلك مصنفا بعنوان ”دفع شبه من شبَّه وتمرَّد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد“ وكتبت في ذلك مقال يُنظر هنا:
[https://t.me/Abu_Aisha1/577]
فهل هذا الرجل وطلبته وأمثاله يقال فيهم أنهم عبارة عن ”سرسجية“؟
فالأمر ليس متوقفا على من سماه بـ ”أبي العباس الأثري“
والإمام أحمد بن حنبل أجلُّ الأئمة على ما كان فيه من زهد وورع وديانة رُويت عنه عبارات في التكفير والتبديع، حتى نسبه في زمنه بعض أمثال الحسن البخاري إلى الخارجية!
فهل يقال عنه ”سرسجي“؟
بل صاحب المقطع نفسه قد حكم بالبدعة سابقا على من يتململ إذا ذُكر الأزهر، وبدَّع وكفَّر من لا يعتد بولاية البدوي وحكم بالشركية على من انتقص بردة البوصيري، ونُقلت له تعليقات وهو يسبُّ أمهات بعض مخالفيه أقبح السب ويدعو إلى نشر صور متبرجات على صفحات بعض مخالفيه مع نشره لأشعار التشبيب!
فهل هو ”سرسجي“؟
طريقة النقد ”العالمانية“ هذه لمبحث التكفير والتبديع هي طريقة فاسدة تعود على جميع علماء الطوائف بالنقد، ومن الغريب أن تجد من يتبنى هذه الطريقة يجمع بينها -دون حياء- وبين تعظيم الأئمة والأولياء!
يُنظر: تعليق مختصر على حلقة طحلب!
هل كلنا عبارة عن ”سرسجية“؟
شاهدت مقطع المُسمى "طحالب" بعد كثرة الجدل حوله والبرنامج يُشرف عليه -لمن لا يعلم- واحد كان سلفيا سابقا ثم انتكس وصار الدين عنده كله محصور في مناكفة السلفيين وفي البدوي، وعبادة الأضرحة، ودراسة الآجرومية، وبردة البوصيري، ورأي السيوطي في أبوي النبي ﷺ!
المقطع ككل عبارة عن نقد ساخر، لكن مشكلة نقده أنه نقد لا يُحق حقا ولا يُبطل باطلا، لأن النقد كله مبناه على صورة واحدة، مع عدم تناول ظواهر تلك الصورة بالنقد كلٌ على حدا!
هو في مقطعه تكلم عن شاب كان في قمة الانحراف (معاكسة بنات، قطع طريق...إلخ) ثم صار متدينا ودخل في مجموعة من الحوارات بشدة على مواقع التواصل (الرد على أهل البدع) مع تفريط في أمور أخرى (تأخير الصلاة، الكلام مع البنات...إلخ)
هل هذه الصورة ممكنة الوجود؟ نعم هي ممكنة!
ولكن هل هي الصورة الوحيدة؟ لا.
يعني مثلا؛ الخوارج، النبي ﷺ يقول: تحقرون صلاتكم (صلاة الصحابة) إلى صلاتهم! وهم يحكمون على الناس بالكفر!
يعني في قمة التدين الظاهر حتى أنهم ظاهرا يفوقون الصحابة ومع ذلك هم أهل بدع ومن العلماء من حكم عليهم بالكفر!
مثال آخر، المرجئة، فيهم ناس عباد وزُهاد وأهل ورع وهم -بالمقارنة مع الخوارج- بعيدون عن التكفير، السلف يقولون أن هؤلاء المرجئة أخوف على الأمة من الخوارج!
القصد، أنه قد توجد صورة غير الصورة التي طرحها، كما أن المعيار في الصلاح ليس كثرة أو قلة التكفير والتبديع!
فهذه الأخيرة معايير عالمانية بحتة!
بل المعيار هو هل التكفير والتبديع هذا بحق أم بباطل!
فلو جاء شخص وقال: اللّٰه سبحانه مستوٍ على عرشه في السماء، فجاء شخص وكفَّره بهذا القول؛ فهذا المُكفر هو السرسجي ولو كان إماما عند الحسن البخاري كالسبكي والتقي الحصني مثلا!
لو جاء شخص وقال أنه لا يُستغاث بالنبي ﷺ، فجاء من كفَّره بهذا القول فهو السرسجي ولو كان إماما، كما صُنع من ابن أبي العز الدمشقي من طرف مجموعة من الذين هم "أئمة" عند الحسن!
ولكن لو جاء شخص ”سرسجي“ وسخر من مسألة إستواء الرب على العرش أو دعا إلى الاستغاثة بالبدوي وغيره فكفره من كفره فيقال لهذا المُكفر حكمك حق، لأنه موافق لأقوال العلماء وله في ذلك سلف.
هكذا يُنقد التكفير والتبديع!
لا يُنقد بأسلوب العالمانيين!
لأنه قد على طريقة -الحسن البخاري- فكل العلماء من كل الطوائف عبارة عن ”سرسجيين“ لأنهم كفروا وبدعوا، وفي علماء طائفته -خاصة- من السرسجية الشيء الكثير، من ركوب الفواحش والأحوال الرديئة ماهو به عليم قبل غيره، فقد كان سلفيا ويدري جيدا!
كما أن هذا النقد قد يُغير الصورة التي تناولها، ولكن ماذا عن باقي الصور؟ يعني لو شاب تاب وترك كل الانحراف ودخل في التمشعر والتصوف (أو السلفية) وفي الرد على أهل البدع والمجسمة (أو الجهمية) وصار يُكفر ويُبدع هؤلاء المجسمة (أو الجهمية)، ولا يجد في نفسه لا تأخير صلاة ولا تكليم بنات، هل سيعتبر بهذا النقد؟ خاصة وأنه مُتبع لعلماء أجلاء تربى على أنهم -مع تكفيرهم للخصوم- فإنهم أهل تزكية وتربية!
ويصفهم الناس إذا ما تكلموا عن ما فيهم من ”جلد لأهل البدع“ = وكان دائما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشدّدا في ذلك.
فالتقي الحصني ’’الصوفي الأشعري“، عندما ترجم له من ترجم، قال: أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن عبد الله الدمشقي الشافعيّ.
وكان من أجلّ فقهاء الشافعية، وله علم وعمل وصلاح مشهور، وخير وعفّة وديانة، بل كان من الأولياء.
وكان دائما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشدّدا في ذلك. وله عدّة تصانيف جليلة في الفقه وغير ذلك وشهرته تغني عن مزيد التعريف به.
ومع ذلك، فهذا الرجل كفَّر كل من ابن كثير وابن القيم وابن تيمية وغيرهم وصنَّف في ذلك مصنفا بعنوان ”دفع شبه من شبَّه وتمرَّد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد“ وكتبت في ذلك مقال يُنظر هنا:
[https://t.me/Abu_Aisha1/577]
فهل هذا الرجل وطلبته وأمثاله يقال فيهم أنهم عبارة عن ”سرسجية“؟
فالأمر ليس متوقفا على من سماه بـ ”أبي العباس الأثري“
والإمام أحمد بن حنبل أجلُّ الأئمة على ما كان فيه من زهد وورع وديانة رُويت عنه عبارات في التكفير والتبديع، حتى نسبه في زمنه بعض أمثال الحسن البخاري إلى الخارجية!
فهل يقال عنه ”سرسجي“؟
بل صاحب المقطع نفسه قد حكم بالبدعة سابقا على من يتململ إذا ذُكر الأزهر، وبدَّع وكفَّر من لا يعتد بولاية البدوي وحكم بالشركية على من انتقص بردة البوصيري، ونُقلت له تعليقات وهو يسبُّ أمهات بعض مخالفيه أقبح السب ويدعو إلى نشر صور متبرجات على صفحات بعض مخالفيه مع نشره لأشعار التشبيب!
فهل هو ”سرسجي“؟
طريقة النقد ”العالمانية“ هذه لمبحث التكفير والتبديع هي طريقة فاسدة تعود على جميع علماء الطوائف بالنقد، ومن الغريب أن تجد من يتبنى هذه الطريقة يجمع بينها -دون حياء- وبين تعظيم الأئمة والأولياء!
يُنظر: تعليق مختصر على حلقة طحلب!
كيف يُثبت الأشعري فضائل يوم عرفة؟
يوم عرفة يوم جليل ولا شك، وهناك بحث طويل في مسألة أيهما أفضل يوم الجمعة أم يوم عرفة، ولشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم كلام حسن في هذا الباب يُراجع في مظانه!
غير أني تدبرت في يوم عرفة فإذا فضائله الغالب فيها بل كلها تقريبا جاءت من جهة الرسول ﷺ، عكس ليلة القدر مثلا والتي وردت فضائلها في كتاب اللّٰه تعالى!
كما أن أجلَّ فضائل يوم عرفة بابها نزول الربِّ سبحانه ودُنوِّه من خلقه ومباهاته وكلامه: ”ماذا أراد هؤلاء؟“
حتى أن هناك من بحث أيهما أفضل: ليلة القدر أم يوم عرفة؟ فقيل أن يوم عرفة أجلُّ بحكم نزول اللّٰه تعالى فيه، عكس ليلة القدر التي ذُكر في كتاب اللّٰه تعالى أنه ينزل فيها الروح والملائكة، وبعيدا عن صحة هذا الجواب لأنه قد يرد أن ليلة القدر إضافة لنزول الروح والملائكة فإن اللّٰه تعالى ينزل في كل ليلة إذا بقي الثلث الأخير من الليل، ولكن قد يفضل يوم عرفة بحكم أنه ما ورد أن اللّٰه تعالى ينزل إلا في هذا اليوم، لذلك كان جواب ابن تيمية في هذه المسألة أن ليلة القدر مع ليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل الليالي ويوم عرفة مع العشر الأوائل هي أفضل الأيام، واستحسن الجواب تلميذه!
نرجع إلى مادة المقال: كيف يُثبت الأشعري فضائل يوم عرفة؟
فالأشعري لا يعتدُّ بأحاديث الآحاد في العقائد، وقد ذكرنا أن أجلَّ فضيلة لهذا اليوم هي نزوله سبحانه وتعالى، فكيف يصل إلى فضل يوم عرفة؟
وهذا الفضل هو أعظم ما يبعث في النفس الإجتهاد وتحري هذا اليوم العظيم، يقول ابن القيم في كتابه ”زاد المعاد“ وهو يتحدث عن عِظَمِ اجتماع يوم عرفة ويوم الجمعة معا:
«أنه يدنو الرب تبارك وتعالى عشية يوم عرفة من أهل الموقف، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: (ما أراد هؤلاء، أشهدكم أني قد غفرت لهم) وتحصل مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعة الإجابة التي لا يرد فيها سائلا يسأل خيرا فيقربون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرب منهم تعالى نوعين من القرب، أحدهما: قرب الإجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة، ومباهاته بهم ملائكته، فتستشعر قلوب أهل الإيمان هذه الأمور فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحا وسرورا وابتهاجا، ورجاء لفضل ربها وكرمه، فبهذه الوجوه وغيرها فضلت وقفة يوم الجمعة على غيرها»
تأمل كلام ابن القيم هذا وكيف أنه جعل من دنو الرب وقربه يوم عرفة واستشعار قلوب أهل الإيمان لذلك سببا في زيادة القوة والفرح والسرور والابتهاج، وهذا يحمل على زيادة التعبد!
قارن هذا بكلام النفاة في الباب تجد فيه الظُلمة.
يقول النووي الأشعري في شرحه على صحيح مسلم:
«قوله ﷺ (ما من يوم أكثر من أن يعتق اللّٰه فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء) هذا الحديث ظاهر الدلالة في فضل يوم عرفة وهو كذلك ولو قال رجل امرأتي طالق في أفضل الأيام فلأصحابنا وجهان أحدهما تطلق يوم الجمعة لقوله ﷺ خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة كما سبق في صحيح مسلم وأصحهما يوم عرفة للحديث المذكور في هذا الباب ويتأول حديث يوم الجمعة على أنه أفضل أيام الأسبوع قال القاضي عياض قال المازري معنى يدنو في هذا الحديث أي تدنو رحمته وكرامته لا دنو مسافة ومماسة قال القاضي يتأول فيه ما سبق في حديث النزول إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث الآخر من غيظ الشيطان يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة قال القاضي وقد يريد دنو الملائكة إلى الأرض أو إلى السماء بما ينزل معهم من الرحمة ومباهاة الملائكة بهم عن أمره»
تأمل إفساد الحديث هذا، فقد تأولوا أعظم فضائل يوم عرفة ألا وهو نزول الرب تعالى إلى نزول الرحمة ونزول الملائكة وغيره من هذيانهم!
=
يوم عرفة يوم جليل ولا شك، وهناك بحث طويل في مسألة أيهما أفضل يوم الجمعة أم يوم عرفة، ولشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم كلام حسن في هذا الباب يُراجع في مظانه!
غير أني تدبرت في يوم عرفة فإذا فضائله الغالب فيها بل كلها تقريبا جاءت من جهة الرسول ﷺ، عكس ليلة القدر مثلا والتي وردت فضائلها في كتاب اللّٰه تعالى!
كما أن أجلَّ فضائل يوم عرفة بابها نزول الربِّ سبحانه ودُنوِّه من خلقه ومباهاته وكلامه: ”ماذا أراد هؤلاء؟“
حتى أن هناك من بحث أيهما أفضل: ليلة القدر أم يوم عرفة؟ فقيل أن يوم عرفة أجلُّ بحكم نزول اللّٰه تعالى فيه، عكس ليلة القدر التي ذُكر في كتاب اللّٰه تعالى أنه ينزل فيها الروح والملائكة، وبعيدا عن صحة هذا الجواب لأنه قد يرد أن ليلة القدر إضافة لنزول الروح والملائكة فإن اللّٰه تعالى ينزل في كل ليلة إذا بقي الثلث الأخير من الليل، ولكن قد يفضل يوم عرفة بحكم أنه ما ورد أن اللّٰه تعالى ينزل إلا في هذا اليوم، لذلك كان جواب ابن تيمية في هذه المسألة أن ليلة القدر مع ليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل الليالي ويوم عرفة مع العشر الأوائل هي أفضل الأيام، واستحسن الجواب تلميذه!
نرجع إلى مادة المقال: كيف يُثبت الأشعري فضائل يوم عرفة؟
فالأشعري لا يعتدُّ بأحاديث الآحاد في العقائد، وقد ذكرنا أن أجلَّ فضيلة لهذا اليوم هي نزوله سبحانه وتعالى، فكيف يصل إلى فضل يوم عرفة؟
وهذا الفضل هو أعظم ما يبعث في النفس الإجتهاد وتحري هذا اليوم العظيم، يقول ابن القيم في كتابه ”زاد المعاد“ وهو يتحدث عن عِظَمِ اجتماع يوم عرفة ويوم الجمعة معا:
«أنه يدنو الرب تبارك وتعالى عشية يوم عرفة من أهل الموقف، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: (ما أراد هؤلاء، أشهدكم أني قد غفرت لهم) وتحصل مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعة الإجابة التي لا يرد فيها سائلا يسأل خيرا فيقربون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرب منهم تعالى نوعين من القرب، أحدهما: قرب الإجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة، ومباهاته بهم ملائكته، فتستشعر قلوب أهل الإيمان هذه الأمور فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحا وسرورا وابتهاجا، ورجاء لفضل ربها وكرمه، فبهذه الوجوه وغيرها فضلت وقفة يوم الجمعة على غيرها»
تأمل كلام ابن القيم هذا وكيف أنه جعل من دنو الرب وقربه يوم عرفة واستشعار قلوب أهل الإيمان لذلك سببا في زيادة القوة والفرح والسرور والابتهاج، وهذا يحمل على زيادة التعبد!
قارن هذا بكلام النفاة في الباب تجد فيه الظُلمة.
يقول النووي الأشعري في شرحه على صحيح مسلم:
«قوله ﷺ (ما من يوم أكثر من أن يعتق اللّٰه فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء) هذا الحديث ظاهر الدلالة في فضل يوم عرفة وهو كذلك ولو قال رجل امرأتي طالق في أفضل الأيام فلأصحابنا وجهان أحدهما تطلق يوم الجمعة لقوله ﷺ خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة كما سبق في صحيح مسلم وأصحهما يوم عرفة للحديث المذكور في هذا الباب ويتأول حديث يوم الجمعة على أنه أفضل أيام الأسبوع قال القاضي عياض قال المازري معنى يدنو في هذا الحديث أي تدنو رحمته وكرامته لا دنو مسافة ومماسة قال القاضي يتأول فيه ما سبق في حديث النزول إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث الآخر من غيظ الشيطان يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة قال القاضي وقد يريد دنو الملائكة إلى الأرض أو إلى السماء بما ينزل معهم من الرحمة ومباهاة الملائكة بهم عن أمره»
تأمل إفساد الحديث هذا، فقد تأولوا أعظم فضائل يوم عرفة ألا وهو نزول الرب تعالى إلى نزول الرحمة ونزول الملائكة وغيره من هذيانهم!
=
=
ولعلك تنتبه إلى برد اليقين في مذهب أهل الحديث، فهم إذا قال النبي الكريم ﷺ ينزل ربنا قالوا ينزل ربنا فيطمئن قلب كل من اعتقد هذه العقيدة، فيجتمع القلب على مراد واحد، ولكن تأمل هؤلاء النفاة وحالهم، تارة تنزل الرحمة والكرامة وتارة تنزل الملائكة، فأنت لو اعتقدت عقيدتهم كان قلبك مشتتا لا يدري إلى أي شيء يتوجه! فتأمل!
على أنه لم يبق خصيصة ليوم عرفة بمذهبهم هذا، فعلى قولهم بنزول ودنو الملائكة تكون ليلة القدر أفضل ففيها ينزل سيد الملائكة وهو الروح = جبريل عليه السلام!
أما قولهم بنزول رحمته سبحانه ودنوها فما الخصيصة إذن وقد ذُكر في الحديث: «جعل اللّٰه الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه»
قد يقال أنها رحمة خاصة لأهل الإيمان، فيقال وهذا أيضا ليس بشيء، وقد استشهدوا بما يدينهم فجعل حديث ذلة وصغار الشيطان يوم عرفة المروي في الموطأ: «ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز اللّٰه عن الذنوب العظام إلا ما أري يوم بدر.
قيل: وما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ قال: أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة»
والحديث في ثبوته مقال، والمذهب التساهل في أحاديث الفضائل، وعلى فرض صحته، فهل عجز النبي الكريم ﷺ أن يصرح في الأول بنزول الرحمة كما صرَّح في هذا؟
تأمل هذه الحال الرديئة، حتى أنهم ما رفعوا رأسا بمسألة دنو رب تعالى وقربه، لذلك تجدهم إذا ذكروا فضائل يوم عرفة تجاوزوها ولم يذكروها، وهنا مثالين:
يقول ابن حجر الهتيمي الأشعري في كتابه ”أشرف الوسائل“: «وفي صحيح أبي عوانة وابن حبان: «ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة» وهو صريح في أن هذا العشر أفضل أيام السنة، ولا ينافيه خبر مسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة يوم عرفة والنحر» وما من جملة العشر، وسبب امتيازه: اجتماع أمهات العبادة فيه من نحو الصلاة والصوم والحج، كذا قيل وفيه وقفة من أن ظاهر الحديث أنه أفضل بالنسبة للحاج وغيره، إلا أن يقال: إن صلاحيته لذلك اقتضت أفضليته مطلقا، واستفيد من قوله: «ما من أيام» أن أيامه أفضل حتى من العشر الأخير من رمضان، لاشتماله على يوم عرفة لم ير الشيطان أحقر منه فيه، وأن صومه يكفر سنتين، وعلى أعظم الأيام عند اللّٰه وحرمته وهو يوم النحر الذي سماه اللّٰه يوم الحج الأكبر وليالي العشر الأخير أفضل من لياليه لاشتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، قال ابن النقاش وأطنب في الانتصار له، وله وجه»
ويقول النووي الأشعري في كتابه ”المجموع“: «والمشهور تفضيل يوم عرفة وسنعيد المسألة في فصل الوقوف بعرفات وفي كتاب الطلاق في تعليق الطلاق في تعليق على أفضل الأيام ومما يدل لترجيح يوم عرفة أنه كفارة سنتين كما سبق ولأن الدعاء فيه أفضل أيام السنة ولأنه جاء في صحيح مسلم إن النبي ﷺ قال: "مامن يوم يعتق الله فيه من النار أكثر من يوم عرفة"»
قارن هذا بعلماء أهل السنة الذين لا يذكرون فضائل يوم عرفة إلا ويذكرون مسألة دنو الرب سبحانه وتعالى، حتى أن ابن القيم لما حكى قول أصحاب الشافعي جعلها من جملة قولهم، وكلامه أشبه بكلام النووي غير أنه زاد حكاية مسألة الدنو والمباهاة التي ما أوردها النووي!
قال ابن القيم في ”زاد المعاد“: وقيل : «يوم عرفة أفضل منه، وهذا هو المعروف عند أصحاب الشافعي، قالوا: لأنه يوم الحج الأكبر، وصيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق اللّٰه فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة؛ ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف»
ولعلك تنتبه إلى برد اليقين في مذهب أهل الحديث، فهم إذا قال النبي الكريم ﷺ ينزل ربنا قالوا ينزل ربنا فيطمئن قلب كل من اعتقد هذه العقيدة، فيجتمع القلب على مراد واحد، ولكن تأمل هؤلاء النفاة وحالهم، تارة تنزل الرحمة والكرامة وتارة تنزل الملائكة، فأنت لو اعتقدت عقيدتهم كان قلبك مشتتا لا يدري إلى أي شيء يتوجه! فتأمل!
على أنه لم يبق خصيصة ليوم عرفة بمذهبهم هذا، فعلى قولهم بنزول ودنو الملائكة تكون ليلة القدر أفضل ففيها ينزل سيد الملائكة وهو الروح = جبريل عليه السلام!
أما قولهم بنزول رحمته سبحانه ودنوها فما الخصيصة إذن وقد ذُكر في الحديث: «جعل اللّٰه الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه»
قد يقال أنها رحمة خاصة لأهل الإيمان، فيقال وهذا أيضا ليس بشيء، وقد استشهدوا بما يدينهم فجعل حديث ذلة وصغار الشيطان يوم عرفة المروي في الموطأ: «ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز اللّٰه عن الذنوب العظام إلا ما أري يوم بدر.
قيل: وما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ قال: أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة»
والحديث في ثبوته مقال، والمذهب التساهل في أحاديث الفضائل، وعلى فرض صحته، فهل عجز النبي الكريم ﷺ أن يصرح في الأول بنزول الرحمة كما صرَّح في هذا؟
تأمل هذه الحال الرديئة، حتى أنهم ما رفعوا رأسا بمسألة دنو رب تعالى وقربه، لذلك تجدهم إذا ذكروا فضائل يوم عرفة تجاوزوها ولم يذكروها، وهنا مثالين:
يقول ابن حجر الهتيمي الأشعري في كتابه ”أشرف الوسائل“: «وفي صحيح أبي عوانة وابن حبان: «ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة» وهو صريح في أن هذا العشر أفضل أيام السنة، ولا ينافيه خبر مسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة يوم عرفة والنحر» وما من جملة العشر، وسبب امتيازه: اجتماع أمهات العبادة فيه من نحو الصلاة والصوم والحج، كذا قيل وفيه وقفة من أن ظاهر الحديث أنه أفضل بالنسبة للحاج وغيره، إلا أن يقال: إن صلاحيته لذلك اقتضت أفضليته مطلقا، واستفيد من قوله: «ما من أيام» أن أيامه أفضل حتى من العشر الأخير من رمضان، لاشتماله على يوم عرفة لم ير الشيطان أحقر منه فيه، وأن صومه يكفر سنتين، وعلى أعظم الأيام عند اللّٰه وحرمته وهو يوم النحر الذي سماه اللّٰه يوم الحج الأكبر وليالي العشر الأخير أفضل من لياليه لاشتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، قال ابن النقاش وأطنب في الانتصار له، وله وجه»
ويقول النووي الأشعري في كتابه ”المجموع“: «والمشهور تفضيل يوم عرفة وسنعيد المسألة في فصل الوقوف بعرفات وفي كتاب الطلاق في تعليق الطلاق في تعليق على أفضل الأيام ومما يدل لترجيح يوم عرفة أنه كفارة سنتين كما سبق ولأن الدعاء فيه أفضل أيام السنة ولأنه جاء في صحيح مسلم إن النبي ﷺ قال: "مامن يوم يعتق الله فيه من النار أكثر من يوم عرفة"»
قارن هذا بعلماء أهل السنة الذين لا يذكرون فضائل يوم عرفة إلا ويذكرون مسألة دنو الرب سبحانه وتعالى، حتى أن ابن القيم لما حكى قول أصحاب الشافعي جعلها من جملة قولهم، وكلامه أشبه بكلام النووي غير أنه زاد حكاية مسألة الدنو والمباهاة التي ما أوردها النووي!
قال ابن القيم في ”زاد المعاد“: وقيل : «يوم عرفة أفضل منه، وهذا هو المعروف عند أصحاب الشافعي، قالوا: لأنه يوم الحج الأكبر، وصيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق اللّٰه فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة؛ ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف»