قناة || أبي عائشة سامي هوايري
4.61K subscribers
639 photos
86 videos
59 files
639 links
[لا يُعلى عندي على الأثر]

[سلفيُّ العقيدة، حنبليُّ المذهب، أثريُّ المنهج، عربيُّ اللِّسان والبيان، جزائريُّ المُقام، أمازيغيُّ الأصل]

الخاص [للإخوة حصرا]: @SH_Abu_Aisha
حساب أخبرني: akbrny.com/abu_aisha
قناة أجوبة "أخبرني": @akbrny_abu_aisha
Download Telegram
=
فكيف بطلب رزق من شحم؟

هذه العادة القبيحة ألا وهي وضع شحم الخروف على الرأس ويُطلب من هذا الشحم الزوج وغيره.

كنت أظنها عادة انقرضت غير أني علمت أنها ما تزال موجودة.

وقد ورد في صحيح البخاري - ٨٤٦ - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: «صلى لنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح بالحديبية، على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف، أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟. قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب»

وهذا فيما قد وقع، فكيف بمن يطلب من شحم أن يعطيه كذا وكذا؟ ويُبقي رجاءه معلقا به، وإن قدر الله له رزقه بعد هذا الصنيع القبيح كان فتنة له فيقول: رُزقت بوضع الشحم على رأسي وسؤاله كذا وكذا، وإني به داعية للناس إلى هذا الفعل القبيح!

شحم ما أغنى عن صاحبه شيئا وهو يُنحر يعطيك أنت ويرزقك؟

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ • مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٧٣-٧٤]

وحتى الأماكن التي انقرضت فيها بقي من بقي يشيعها عن طريق المزاح والسخرية وحق هذه العادة أن تُطمس فلا تذكر إطلاقا، لأن هذا فيه تهوين للشرك في قلوب الناس، بدل بيان عِظَمِ هذا الجُرم الشنيع!

وهكذا جُعل موقف النحر للّٰه تعالى وحده مشوبا بالشرك والمزاح والتهوين منه!

وقد دخل رجل النار في ذبابة طُلب منه أن يُقربها فيها فكاك رقبته!

ففي زهد لأحمد: ٨٤ - حدثنا عبد الله، أخبرنا أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن سليمان قال: «دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب» قالوا: وكيف ذلك؟ قال: "مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما: قرب قال: ليس عندي شيء فقالوا له: قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا، فخلوا سبيله" قال: "فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب ولو ذبابا قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل" قال: «فضربوا عنقه» قال: «فدخل الجنة».

وإني بهذا الذي دخل النار يقول في نفسه في هذا الموقف: ”وما ذُبابة؟“ أُقرب ذبابة فأنجو خيرا من أن أُقتل من أجل ذبابة!

أما الثاني فلما كان أمر التوحيد والشرك عظيما في نفسه لم يستهون أن يُقرب لغير اللّٰه ولو ذبابة!

فكيف بطلب رزق من شحم؟
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قناة || أبي عائشة سامي هوايري
=
=
من علامات أن يكون الخلاف لغير وجه اللّٰه تعالى أن تساوي بين متخالفيْن عقيدتهما كما بين السماء والأرض أو تُعلي من مخالف لك أبعد غورا فقط لبغضك للطرف القريب منك عقديا!

هذا الأمر سابقا كان يصنعه المداخلة مع خصومهم الحركيين، فكانوا إذا سمعوا بحركي سيحاور عالمانيا أو رافضيا، كانوا يساوون بينهما بطريقة = الطرف الأول ضال والثاني أضل.

وهذا أحد أهم الأسباب التي تجعل العقلاء يراجعون أنفسهم في البقاء في تيار هذا حاله!

فإن من كان فيه صدق وتدين وحب للعقيدة يأبى أن يكون خلافه مع رجل بأي درجات الخلاف كانت ما لم تصل إلى خلاف عقدي أن يقف مع رجل لا يوافقه لا في الرب سبحانه ولا النبي ﷺ ولا الصحب رضوان الله عليهم!

فكان الحركي يُظهر صدمة ظهر الآن أنها مصطنعة: كيف تناصر الفلانيين على رجل مسلم يخالفك؟ أين الولاء والبراء؟ هل تريد أن ينتصر الضال الفلاني على المسلم المخالف لك

ويذهب يستشهد بكلمة ابن تيمية: ”ذهب كثير من مبتدعة المسلمين: من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار، فأسلم على يديه خلق كثير وانتفعوا بذلك، وصاروا مسلمين مبتدعين، وهو خير من أن يكونوا كفارا“

دارت الأيام وظهر أن الحركي -في هذا الباب- مثل المدخلي تماما بل قد يكون أسوء لأنه يقبح بك أن تنهى عن خُلق ثم تأتيه!

الذي يتأمل هذه الحالة بصدق يعرف جريرة إنزال العقيدة من مكانها الطبيعي كأمر يُوالى ويُعادى عليه وتُقيَّم الشخصيات به، وإعلاء أهواء ونظريات لا تُسمن ولا تُغني من جوع!
من عادة المتكلمين نسبة من ليس منهم إليهم، وهي في المعتزلة أقوى ولكن لا يخلو منها الأشاعرة، حتى أن من صنف في طبقات المعتزلة كأحمد بن يحيى بن المرتضى جعل أول طبقة من المعتزلة هم الخلفاء الراشدون الأربعة!

جاءت الأشعرية فصارت تنسب إليها من لا يُعرف عقيدته بل لا تُعرف له ترجمة كأمثال البيقوني أو من في عقيدته تذبذب مع حطِّه على الأشعرية كابن الجوزي!

وهناك إطلاقات غريبة رددها بعض الأشعرية كالسبكي في قوله: «اعلم أن المالكية كلهم أشاعرة لا أستثني أحدا» مع كون شيخ المالكية في وقته والمُلقب بـ «مالك الصغير» ابن أبي زيد القيرواني -ومثله لا يُجهل من المفروض- يقول في عقيدته التي سطرها في كتابه «الرسالة»: «إنَّ اللّٰه -تعالى- فوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كلِّ مكان بعلمه»

ورأيت من الأشعرية من ينسب ابن أبي زيد إلى مذهبه مع كون الرجل ظاهر مذهبه الإثبات!

وتعلقوا بما نُقل عنه من مدح الأشعري وقد ردَّ السجزي هذا الزعم وبيَّن عقيدة القيرواني - كيف يفهم الراسخون مدح العلماء لبعض رؤوس المبتدعة؟

كما أن الأخ ابراهيم في الصورة نقل كلاما لابن العربي الأشعري وهذا الأخير أقرب مكانيا إلى ابن أبي زيد يُقر فيه بأن الرجل مُثبت مع الحطِّ عليه وأنه نشر الإثبات بين المعلمين حتى أفسد قلوب الأطفال والكبار!

والنقل هذا على شهرة كتاب العواصم لابن العربي قليل من أشاعه ونشره!

وهذا يدلك على كون عقيدته التي في الرسالة صحيحة النسبة إليه -عكس ما يُروجه بعض الأشعرية- بل كانت مشهورة عنه حتى أن المعلمين كانوا يُعلمونها الكبار والصغار!

- يُنظر: تحدي للحكواتي الظريف! (الإحالات في هذا المقال جد مهمة!)
تعليقة خفيفة حول ما يدور في الساحة! (عن الشيخ محمد بن شمس الدين!)

من الأمور المُستغربة عندي أن يقوم مجموعة من الناس بترصد رجل واحد، فلا يقول كلمة إلا وتُؤخذ كل مأخذ وتُحلل كل تحليل!

وهذه المعاملة لأي رجل كان، إن كانت تُثبت فساد طريقة أي إنسان -حسب تفكير مستخدميها- فإنه لا يسلم من فساد الطريقة إنسان!

فإن التناقض والغلط بل والغلط الفاحش لا يسلم منه إلا معصوم يُوحى إليه!

وإنك لو استعملت طريقة المحاققة الشديدة هذه مع أي شخص فلن يسلم شخص من المتصدرين!

وقد أُحصي حوالي الأربعين شخصا يردُّ على الشيخ محمد في اليوتيوب فقط، فتخيل!

مع ما في ردود غالبيتهم من الهوى وفساد الطريقة وقلة الإنصاف وسوء الخلق، حتىى حملهم الفجور في الخصومة للوقوف مع الرافضي وليته وقوف مع رافضي منتصر بل عبارة عن إيهام الناس انتصار الرافضي ثم زيادة مناصرته والاستدلال له بما لم يُحسن أن يستدل له!

والمشكلة ليست في الرافضي، فهذا الأخير ناظره عدة متصدرين ولم يُسمع كل هذه الضجة، بل كان يُؤتى بمخابيل الملحدة يُناظرون فلا يُنكر أحد!

والرجل لو أصاب في مسألة فليس بالضرورة قد يصيب في بقية المسائل، لكن عدم إصابته في باقي المسائل لا يجعل المسألة التي أصاب فيها خطأً، فلو فرضنا أن الشيخ محمد فعلا سُحق من طرف الرافضي سحقا تاما، فهل هذا يجعل من منهجه باطلا؟ بل يجعله لا يصلح للمناظرة وينتهي الأمر!

وقد كان الجويني فيما أحسب على ما يُرى من كتاباته لا يُحسن أن يتكلم وإذا تكلم تلعثم!

بل أليس غالب الناقمين على الشيخ محمد يُعظمون الأشاعرة الذين -باعترافهم- ماتوا وما أحسنوا فهم العقيدة الصحيحة؟ فهل جعلهم ذلك ساقطين -عندهم- بالكلية؟

وهذا لو فهمه كثير من المتصدرين للرد على الشيخ محمد كانوا أراحوا واستراحوا، ولكن هذا من علامات استغباء متابعيهم، ومحاولة الإيهام بأي انتصار، حتى صار حالهم كحال الضُّرَّة!

ومثل هذه الأساليب في معاملة هذا الرجل تزيد وتُقوي جمهوره لا تُنقصه كما يتوهم من يتوهم، فإن الشخص الذي يُصور بصورة من لا يصيب ومن ليس له أي نفع ثم يذهب شخص فيكتشف أنه بعكس ما قيل لا يصبح له ثقة البتة فيمن غرر به أول مرة، بل قد يحمله على التعصب الزائد بعد اكتشاف التهويل، عكس النقد المنصف والذي يُبين إيجابيات الرجل وسلبياته فيعطي تصورا متزنا.

كما يقال في الأشاعرة: خذ ما صفا ودع ما كدر!
فلما غشيا المدينة [=النبي ﷺ وأبو بكر] لقيهما أبو عامر وهو يسيح في الأرض -وهو الراهب، وكان يُدعى الراهب من شدة تعبُّده وتألهه- فقال: واللّٰه يا محمد، لقد حُدثت عنك قبل أن أراك حديثا ما أدري لعله سيكون كذلك، فقال رسول اللّٰه ﷺ: «ماهو؟» قال: حُدِّثت أنك تفرق بين اثنين، ولي ابن يُقال له: حنظلة، أبرُّ من أدرك، فهبه لي، ولا تُفرق بيني وبينه. فقال رسول اللّٰه ﷺ: «لست كذلك، ولكني قد أتيتك يا أبا عامر وقومك بالهدى والبصيرة من العمى»، قال: فقال له أبو عامر: ليس كما تقول، فادع اللّٰه على الكاذب، فقال رسول اللّٰه ﷺ: «أمات اللّٰه الكاذب ضالا ذليلا تائها في الأرض»

[كتاب سيرة رسول اللّٰه ﷺ، تأليف: أبي المعتمر سليمان بن طرخان التيمي البصري (ت:١٤٣هـ)، رواية: أبي عبد اللّٰه محمد ابن منظور القيسي الإشبيلي (ت: ٤٦٩هـ)، تحقيق: رضوان الحصري، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة: ٨٩]
فنزل رسول اللّٰه ﷺ سُفل الدار، وكان أبو أيوب وأهله في العلو، فبات أبو أيوب ساهرا مخافة أن يتحرك أحدٌ من أهله فيؤذي رسول اللّٰه ﷺ، فقال: يا رسول اللّٰه، بتُّ البارحة ساهرا أنا وأهلي مخافة أن يتحرك أحدٌ فيؤذيك، أو يقوم فينتثر عليك من التراب، فأستغفر اللّٰه، فشفِّعني يا رسول اللّٰه جعلني اللّٰه فداك، فانزل في العلو؛ فأنت أحق بذلك.

[كتاب سيرة رسول اللّٰه ﷺ، تأليف: أبي المعتمر سليمان بن طرخان التيمي البصري (ت:١٤٣هـ)، رواية: أبي عبد اللّٰه محمد ابن منظور القيسي الإشبيلي (ت: ٤٦٩هـ)، تحقيق: رضوان الحصري، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة: ٩٠]
هذه الصفحة من كتاب سيرة رسول اللّٰه ﷺ، تأليف: أبي المعتمر سليمان بن طرخان التيمي البصري (ت:١٤٣هـ)، رواية: أبي عبد اللّٰه محمد ابن منظور القيسي الإشبيلي (ت: ٤٦٩هـ)

تأمل صنيع المشركين، صنيعهم هذا ذكرني بأسلوب ينتهجه كثير من أعداء الإسلام إلى اليوم، خاصة في الإعلام، فيعمدون إلى المسلمين فيُؤذونهم أشد الأذية، فإذا ردَّ المسلمون بعض ذلك، جاءك المرجفون: ألستم تزعمون الإسلام؟ هكذا يصنع من يزعم الإسلام؟

وانظر نفس صنيع المشركين: أنتم زعمتم تعبدون اللّٰه، أفوجدتم هذا في دين اللّٰه؟!

وهذا أسلوب يُكثر من استعماله أيضا دعاة التدين المصلحي.

فردَّ عليهم سبحانه وتعالى أن ماهم عليه من الشرك وإخراج المؤمنين من ديارهم أكبر وأشد من ذلك كله!
عجيبة؛ سكتوا مخافة القتال فكان ماذا؟

وأنا بصدد كتابة مقال معين احتجت إلى البحث عن سلف من قال بأن قول النبي ﷺ: «الندم توبة» هو من خصائص هذه الأمة.

عكس الأمم السالفة التي كانت توبتها القتل في قوله ﷻ:

﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [البقرة]

فراجعت عددا من التفاسير فوقفت على أثر عجيب في تفسير الطبري، يقول أبو جعفر: «قال ابن جريج، وقال ابن عباس: بلغ قتلاهم سبعين ألفا، ثم رفع اللّٰه عز وجل عنهم القتل، وتاب عليهم.

قال ابن جريج: قاموا صفين فاقتتلوا بينهم، فجعل اللّٰه القتل لمن قتل منهم شهادة، وكانت توبة لمن بقي.

وكان قتل بعضهم بعضا أن اللّٰه علم أن ناسا منهم علموا أن العجل باطل، فلم يمنعهم أن ينكروا عليهم إلا مخافة القتال، فلذلك أمر أن يقتل بعضهم بعضا

تأمل الكلام المسطور فإنه من أعجب الكلام وفيه عبرة وعِظة!

فإن طائفة من بني إسرائيل عبدت العجل، وكانت هناك طائفة لم تعبده وأدركت أن عبادته باطلة ولكنها سكتت عن الإنكار على من عبد العجل خوف الفتنة والتفرق والاقتتال!

فماذا حكم اللّٰه ﷻ؟

حكم بأن من لم يعبد العجل يقتل من عبد، فكان كل من عبد العجل يحبو فيأتي من لم يعبد العجل فيقتله، فإذا تحرَّك أو قاوم لُعن ولم تُقبل توبته، فقتل الرجل أباه وأخاه وولده وعمه وابن عمه وجاره، والنساء والذراري يركضن نحو موسى ﷺ يبكين طلبا أن يدعو ربه ﷻ فيعفو عنهم، فتضرع موسى وهارون ﷺ لربهما ﷻ أن قد هلكت بنو إسرائيل، فرفع اللّٰه ﷻ القتل عنهم وقد قُتل أزيد من سبعين ألف رجل منهم!

الأمر هذا يتكرر في أمتنا، أن يُرى الشرك باللّٰه ﷻ وتعطيل صفاته ﷻ وقوة شوكة المحدثات والبدع فيسكت كثير ممن يعلم بطلان هذه الطُّرق مخافة تفريق الأمة تارة، ومخافة الجماهير تارة، ومخافة الإعراض عن ما يُسمى بـ "قضايا الأمة" تارة أخرى!

فكان ماذا؟

ما تفرقت الأمة وجماهيرها كتفرقهم في زماننا، وما تسلط أعداءها كتسلطهم في زماننا!

وفي هذا عبرة وعِظة.

وفي حديث غثاء السيل للنبي الكريم ﷺ ذكر أن الوهن يأتي من ”حب الدنيا“.

وهل هناك حب للدنيا أعظم من أن تترك المشرك يموت على شركه والمعطل يموت على تعطيله والمبتدع يموت على بدعته دون أن تدعوهم، فقط رجاء أن يتوحدوا معك على مشروع؟
التعليق على كلام حسن لابن القيم!

ذكر العلامة ابن القيم في «أحكام أهل الذمة» ١٠٧/١  قولا للإمام الشافعي في مسألة، ثم أبطله من عشرين وجها، ثم ختم كلامه بقوله:

«فهذه الوجوه ونحوها وإن كانت مُبطِلةً لهذا الأصل= فإنها من أصول الشافعي رحمه الله تعالى وقواعده،
فمن كلامه وكلام أمثاله من الأئمة استفدناها، ومنه ومنهم تعلَّمناها، ولم نخرج فيها عن أصوله وقواعده.


وليس المعتنون بالوجوه والطرق واختلافِ المنتسبين إليه والاعتناء بعباراتهم أقربَ إليه منا ولا أولى به، بل هذه طريقته وأصوله التي أوصى بها أصحابه، فمن وافقه في نفس أصوله= أحقُّ به ممن أعرض عنها، والله المستعان».

هذا النص أفاد به بعض المشايخ هنا في التيليجرام وعلَّق عليه هو بما يحضره.

والنص هذا أثار في نفسي شجونا عجيبا، فسابقا كتبت عددا كبيرا من المقالات في هذا الباب، وهو بيان أن من خالف إماما في فروع المسائل سائرا على أصول هذا الإمام، فإنه -تحقيقا- غير مخالف له.

وكانت الكتابات -يراجعها في القناة من أرادها- ردا على طائفتين، ألا وهما:

الأولى:

غلاة المذهبية المتأخرة الذين يتعصبون لاختيارات فقهية في مذاهبهم قام الدليل بخلافها، أو يتعصبون لبعض الفروع التي استحدثها عدد من متأخريهم وخالفهم غيرهم فيعتبرون كل من خرج عن طريقتهم في التمذهب فهو لا مذهبي وغيرها من التهم!

ويُستشهد عليهم بما ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمته للكرجي الشافعي، يقول:

”الإمام، أبو الحسن الكرجي، الفقيه، الشافعي.

وكان لا يقنت في الفجر ويقول: قال الشافعي: إذا صح الحديث فاتركوا قولي وخذوا بالحديث. وصح عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت في صلاة الصبح.“

فهو خالف الشافعي في مسألة معينة ولكن بأصل الشافعي في تقديم الحديث الصحيح على قوله، فهذا لا يُمكن أن يُنسب لغير الشافعي، عوضا عن اتهامه بالطعن فيه أو انتقاصه!

وقد تكلم الحسن بن حامد الحنبلي في كتابه ”تهذيب الأجوبة“ عن هذه المسألة، فقال -بالمعنى، والنقل لمن أراد أن يراجعه، يجده هــنــا-

”فجعل من مخالفة اجتهاد أحمد إلى الكتاب والسنة هو تحقيق لما أمر به الإمام أحمد وأنه غير مستلزم لفاعل ذلك أن يكون مزريا على أحمد عِوضا عن جعله غير متمذهب لأحمد!“

الثاني:

صنف من المنتسبين للسنة ممن غرق في التعصب بطريقة أفحش من طريقة المتمذهبين.

فصار حاله كأنه يقول: ’’إما أن تأخذ بكلام الشيخ فلان كما هو وإلا فأنت مزرٍ عليه، طاعن فيه“ مع كونك تخالف الشيخ في مسألة فرعية مع الموافقة على الأصل الكلي الذي بنى عليه هذا الشيخ، أو أن هذا الأخير حصل له نوع تقصير وخطأ في تحرير بعض الأمور فصار قوله ككل فيه إشكال، فيُجعل من راجع المسألة على أصول الشيخ -وهي أصول أهل السنة- مساويا لمن راجع هذه الأصول بمرجعيات خارجة عن دائرة السنة أو حتى خارجة عن دائرة الإسلام، فحصل الشطط فصار يُساوى بين ما لا يتساوى وحصلت الفتنة وغاب الإنصاف!

فكلام ابن القيم هذا جمع المسألة في عبارة دقيقة بيَّن فيها الأمر!

خاصة قوله: ”وليس المعتنون بالوجوه والطرق واختلافِ المنتسبين إليه والاعتناء بعباراتهم أقربَ إليه منا ولا أولى به، بل هذه طريقته وأصوله التي أوصى بها أصحابه، فمن وافقه في نفس أصوله = أحقُّ به ممن أعرض عنها“

ولو كان الرجل هذا بكلامه هذا في زماننا لقيل له: ’’ومن أنت حتى تخالف الشافعي؟“ وكأنه قد خالف لمحض الرأي، ولنُسب لمن يطعن في الشافعي من متهتكة منكري السنة وغيرهم!

واللّٰه المستعان!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذا الرجل هو أحمد الشريف، وهو رجل أزهري كثيرا ما تظهر له مقاطع وهو في محاضرات يقدمها لسكان دول آسيا، وقد علقت على مقطع سابق له هــنــا!

هذه التي يسميها "قاعدة" هي كلام أئمته، من أمثال الصاوي الأشعري حيث يقول: ”الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر“

وكذا السنوسي جعل من أصول الكفر: ”التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية؛ للجهل بأدلة العقول، وعدم الارتباط بأساليب العرب.“

وقد صنف السنوسي هذا كتابا أسماه "تأويل مشكلات البخاري'' ومن المصادفات أن غالب هذه المشكلات التي تحتاج إلى تأويل هي في أخبار الصفات!

وهذا نتيجة لقاعدتهم الطاغوتية في تقديم العقل على النقل!

ما فرق كلامهم هذا عن كلام من يقول أن القرآن والسنة التزامهما من أسباب الجهل والتخلف؟ الذي يردده كثير من العالمانيين والليبراليين؟

وهذا يدلُّك أن للقوم أصولا غير أصول أهل الإسلام في التلقي، وأنهم لا يعتدون لا بالكتاب والسنة إلا على جهة اللمز والحط منهما، مُعتقدين أن اللّٰه ﷻ ونبيه ﷺ خاطبا الناس بما إذا أخذوا بظاهره كفروا وارتدوا لا بما فيه هدى وشفاء لما في الصدور!

لذلك نقل الشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي عن شيخه إسماعيل الأنصاري أنه كان يكثر من ذكر كلام الصاوي هذا، ويستقبحه، ويشنع عليه، حتى ذكر ذلك له في مرض موته، وهو منوم في المستشفى، وكان يقول: الكفر هو في قول هذا الكلام، أما ظواهر الكتاب والسنة ففيها الهدى والنور.

(وكلام الشيخ عبد العزيز هذا استفدته من أخينا صاحب قناة راجي العلا)

ثم من السخرية تجدهم في كل محفل يُلقبون أنفسهم بـ "أهل السنة" السنة التي يكفر من أخذ بظاهرها!

وقد قال النبي ﷺ مرة: ضحك ربنا من قنوطِ عباده وقربِ غيرِهِ، فقال الصحابي: يا رسولَ اللهِ أوَيضحك الرب؟ قال: نعم.
فقال: لن نُعدم من ربٍّ يضحَك خيرًا.

فأقرَّه النبي ﷺ على المعنى الظاهر من الصفة والصحابي فَهِم من الصفة ما يفهمه أي عاقل من لفظ الضحك!
كلام الأخ هنا حسن جدا وقد تكلمت عن شيء من هذا في بداية أحداث غزة -فرج اللّٰه عن أهلها-.

أمر التزاحمية قد عمَّ، فتجد أناسا تتصل بالمشايخ = يا شيخ نحن نموت جوعا وأنتم تتكلمون عن الوضوء؟ مع ما رأيناه من تهوين من شعائر الحج والعيد دون الحديث عن التهوين من أمر العقيدة وغيرها.

وهذا من أردى ما يُرى؛ أن يُجعل أول ما يتنازل عنه المرء في المحن = دينه.

أوقات البلاء هي أوقات تذكير بالعقيدة والتوحيد والتوبة والإنابة (خاصة مع ما يبلغنا من انتشار لسب اللّٰه تعالى في أوساط النازحين) وتجديد عهد باللّٰه تعالى وإبصار مواطن الخلل وإصلاحها والاعتصام بهذا الدين..

رأيت قبل يومين كلاما لحاخام يهودي يقول فيه أن من الأسباب التي تجعل الإسماعيليين (يقصد المسلمين) لهم القوة والمقدرة على هزيمتنا هو الصلاة والدعاء واحتشام نساءهم!

لا أحد يهون من أمر العدة والعتاد، ولكن كثير من المسلمين غاب عنهم هذا المعنى، وهو أننا إنما ننتصر بمدى قربنا من اللّٰه تعالى؛ ﴿يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا اللّٰه ينصركم ويُثبت أقدامكم﴾ [محمد]

الكثير من الناس يحلو لهم إذا تكلموا عن سقوط الأراضي التي كانت بأيدي المسلمين كالأندلس وغيرها.

أن يشيروا بقوة إلى ما آلت إليه تلك الأراضي في آخرها من انتشار الوهن والضعف وشيوع الترف والفواحش ويربطون بين هذا الأمر وبين سقوط تلك الأراضي ولكن يغيب عنهم هذا المعنى إذا تعلق الأمر بالحاضر!

ونحن أمام من يسكت عن كثير من مظاهر الشرك والبدع وسب اللّٰه تعالى وشيوع الفواحش والمنكرات ثم لا يلتفت إلا إلى الانشغال بأمر التهوين من التوحيد والحج والعبادات، ثم يتسائل: لماذا لم ننتصر؟

وقد جعل ابن تيمية من أسباب تسلط التتار على أراضي المسلمين شيوع كتب الفخر الرازي الجهمي وكتب ابن عربي الصوفي..

وجعل تلميذه ابن القيم من أسباب سقوط دولة بني أمية تقديم أمثال الجعد بن درهم حتى صار مربيا لأبناء الخليفة..

وهذا معنى لا يقبله كثير من العوام فضلا عن الخواص، وقد عرضت مرة كلام ابن تيمية هذا على بعض المحسوبين على المثقفين، وقد كان ينتشي بإلزام بعض خصومه بكلام ابن تيمية في بعض الأبواب، فقال ما معناه: هذا كلام من لا يعرف أسباب سقوط الدول أو كلمة نحوها..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه الفتاة ملحدة سعودية تركت بلادها وذهبت إلى بريطانيا وتحولت إلى ذكر، وقبل ساعات وضعت حدا لحياتها، كما هو السيناريو المعتاد لمثل هذه الحالات!

مثل هذه الأخبار أجد إفادة عظيمة في نشرها، لأنه بعد مسيرة في الرد على شبهات الإلحاد ومناقشة الملحدين توصلت إلى أن هذا الأمر لا يُعالج دائما بأن أقوم بطرح مجموعة من الأجوبة والاستدلالات كأنني أتعامل مع آلات تُبرمج بالمعلومات وينتهي الأمر.

الخطاب القرآني يعالج هذه القضية بأن يبين أن في نفوس البشر أهواء وشهوات قد يُلبسها المرء لَبوس الشبهات -مخادعة- ولكن المعالجة تقتضي عدم إهمال هذا الجانب، والتذكير المستمر بوجود حساب ونار جهنم، وكذا بوجود نوع عذاب دنيوي يبتلي اللّٰه سبحانه وتعالى به هؤلاء لعلهم يرجعون أو يكونون عبرة لمن وراءهم، وما أكثر العِبر في هذا الباب.

أصدقاءها يُطالبون -الآن- بأن تتكفل عائلتها بدفنها في بلدها لأن ”بلاد الحرية والإنسانية = بريطانيا“ التي يمكثون فيها تفرض إيجارا على القبور، وفي حال عدم التكفل سيتم حرق جثتها، أصدقاءها -الذين غالبا- كانوا يوهمونها بالتحرر من عائلتها إذا لحقت بهم، لم يستطيعوا حتى أن يدفعوا تكلفة دفنها ثم الآن يذرفون دموع التماسيح.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كان الأعمش -كما رواه الخطيب عنه وغيره- يقول: ”ويحك، أو ويلك يا شعبة، تعلق اللؤلؤ في أعناق الخنازير“

وروي هذا المعنى عن المسيح ﷺ وغيره.

والقصد عدم بذل العلم لغير أهله، وهذا المعنى أكثر ما يدخل فيه هم المشاققون من العالمانيين والليبراليين والنسويات.

فإن المسلم إذا عَلِم اختلاف العلماء في مسألة أخذ بالقول الذي ترجح عنده بالأدلة -سواء كان قولا شديدا أو يسيرا- مع احترام العالم الذي خالفه ما لم يكن قوله محل إنكار ومخالفة للأدلة.

في حين أن المشاقق لا يعتد بهذا ككل لاختلاف المرجعية، فهو إن أخذ باليسير لا بناءً على الأدلة وإنما بالتشهي ذهب ورمى صاحب القول الشديد بالتشديد والتعسير.

لذلك لا يوجد أي معنى أن تقوم بمباحثة العالماني أو الليبرالي أو النسوية في الفروع والاختلاف بين الفقهاء، وتضع نفسك في موضع دفاع.

والمباحثة في الفروع معهم لا تكون إلا على جهة الإذلال وبيان عدم الفهم.

أما أن تكون من باب محاولة التماهي مع تشنيعاتهم فهذا مسلك فاسد غاية الفساد، يؤدي إلى إضعاف الحق وتقوية طاغوت هؤلاء، حتى يحسب الواحد منهم أن دين اللّٰه ﷻ أُنزل حتى يُرضيه ويعطيه الفردوس الأرضي الذي يحلم به دون أي بذل، هكذا؛ غُنم بلا غُرم.
معشر التجار! ألا يكون لكم في المِسور بن مخرمة قدوة؟

روى المروذي في كتابه الورع وابن سعد في الطبقات، واللفظ للمروذي -٢٧٥ - حدثنا أبو عبد اللّٰه، حدثنا أبو سعيد -مولى بني هاشم-، حدثنا عبد اللّٰه ابن جعفر، قال: حدثتنا أم بكر، قالت: احتكر المِسور طعاما كثيرا، فرأى سحابا من الخريف، فكرهه.

فقال: «ألا أُراني قد كرهت ما ينفع المسلمين! من جاءني ولَّيته كما أخذته»

قال: فبلغ ذلك عمر، فقال: «ما للمسور؟!»

فأتى عمر، فقال: «يا أمير المؤمنين، إني احتكرت طعاما كثيرا، فرأيت سحابا قد نشأ، فكرهتها، فتأليت ألا أربح فيها شيئا»

فقال عمر: «جزاك اللّٰه خيرا».

المِسور بن مخرمة من صغار الصحابة وقد كان مُلازما لعمر رضي اللّٰه عنه والغالب أنه عنه قد أخذ مثل هذا الورع الجميل.

فقد احتكر طعاما فلما رأى سحابا يحمل غيثا كره ذلك، ثم فطِن أنه إنما قد كره أمرا فيه نفعٌ للمسلمين مقابل أن لا تضيع تجارته فجعل على نفسه أن يبيع سلعته كلها بالثمن الذي اشتراها به وألا يربح فيها شيئا.

وخبر المِسور هذا فيه عبرة للتجار عامة، خاصة بعد أن رأيت عدة مقاطع لإخواننا في غزة -فرج اللّٰه عنهم- يشتكون من التجار.

فكثير من التجار لا يكتفي بأن يكره ما ينفع المسلمين خوفا على تجارته بل قد يتعدى الأمر إلى أن يكون مصدرا للأذية تارة بغلاء الأسعار وتارة أخرى ببيع المغشوش..

وقد تكون تجارة المرء من أسباب أن يجمع بين خيري الدنيا والآخرة أو أن يمحق خيري الدنيا والآخرة..

وفي الحديث عن النبي الكريم ﷺ: «إن التجار يبعثون يوم ‏القيامة فُجارا، إلا من اتقى اللّٰه وبرَّ وصدق»
=
نفثة مصدور بعد تعيين أسامة الأزهري وزيرا للأوقاف!

هناك نقاط خطرت في بالي بعد خبر تعيين أسامة الأزهري وزيرا للأوقاف أبثها للسلفيين، الحركيين منهم خاصة، المغيبين عن الواقع مع دعواهم فقه الواقع!

سابقا كنت أرى عددا من عتاة الأشعرية المتصوفة في مصر يطلبون من الناس التبليغ في صفحة وزير الأوقاف عن أي إمام لا يُظهر بعض بدع التصوف كتسييد النبي الكريم ﷺ في الأذان وغيرها، فمن هنا تدرك أن هذا المنصب منصب إذا وقع في يد أمثال أسامة وهو قبوري جهمي خرافي معروف بذلك، محارب لدعاة التوحيد فإنه سيكون وبالا على سلفيي مصر والرجل هذا غالبا بعد سنوات سيتولى مشيخة الأزهر..

الحركي -فقيه الواقع- كان يظن أنه إذا كذب كذبة وصدقها فإن كل الناس ستصدقها، كان يقول: العالماني لا يعرف شيئا تن خلافياتكم كسلفية وأشعرية والعالماني لا يميز بين السلفي والأشعري، بل يُحارب كل ما هو إسلامي سواء سلفي أو أشعري.

الحركي كذب كذبة مفادها أن الخلافيات التي بين الطوائف عموما وبين السلفية والأشعرية خصوصا هي خلافيات في بطون الكتب، ثم صدق كذبته وصار يدعو لها، ثم صار العالم كله -في ظنه- يمشي على كذبته التي صارت واقعا فقهه هو.

خلاف أكثر من ألف سنة في بطون الكتب -على فرض صحة هذا القول- لم يهتدِ إليه أحد، في حين أن كل أعداء الإسلام نبشوا التراث نبشا لم يسعهم أن يجدوا ذلك الخلاف الذي كان كثيرا ما يظهر بصورة متجلية كأن تقوم حروب شوارع من أجله؛ فيقوم الحنابلة برمي الطوب على الأشعرية! أو أن يترك فقيه مشهور الصلاة على والده لكون هذا الأخير أشعريا! لا بأس!

في حين أن مؤسسة راند مثلا تضع أجندات متعلقة بهذا الأمر.

ولماذا نذهب بعيدا؟ مصر، بلد الحركي هذا، تدعم من؟ تكتشف أن العالماني فهم الخلاف واستغل الأشعري لحرب السلفي، والأشعري تماهى مع العالماني لإيجاد فرصة لنشر عقيدته، بسيطة، العالم لا يمشي بخزعبلات فقيه الواقع، لماذا لم يأتوا مثلا بالشيخ مصطفى العدوي ليتولى وزارة الأوقاف -مثلا- لماذا لم يتم تعيين سلفي ”أزهري“ لهذا المنصب؟

في الواقع أن الناس ككل تعرف -ما عدا أستاذ فقه الواقع- أن السلفيين مُضيَّق عليهم من طرف سدنة معبد الأزهر، المعبد المسكوت عنه، الذي يقول عنه -أستاذ فقه الواقع-: ”آخذ ابني للأزهر يتعلم أفضل من أن آخذه لمدارس مختلطة عالمانية“

أستاذ في فقه الواقع وفي الموازنات، ما شاء اللّٰه، لا قوة إلا بالله على ارتكاب أدنى الضررين! طيب هل يبقى على رأيه إذا تَقرر أخذ ابنه ليدرس عند جماعة سلفية الإسكندية؟ أو مسجد الشيخ رسلان؟ أو مسجد الشيخ هشام البيلي؟

معاذ اللّٰه، تريد ابني يصير مطبلا للظلمة كهؤلاء؟ يصير مبتدعا مثلهم؟ الظلمة الذين يمولون الأزهر؟ الأزهر قلعة نشر عقيدة أهل السنة والجماعة الصافية؟ الظلمة الذين يُشيخون أمثال أحمد الطيب من ليس له ناقة ولا جمل في علوم الشريعة؟ والذي -على فكرة- هو شيخ طيب عند فقهاء الواقع والموازنات!

بارك عبد اللّٰه رشدي لأسامة الأزهري هذا المنصب، نعم فرشدي الجامع لكل البلايا (تجهم، قبورية، سب أئمة التوحيد؛ والذنب الأعظم = موالاة الظلمة) كله مقبول منه، وكأنهم يقولون لك: ”حسنة التجهم تمحو كل سيئة دونها“، مع ذلك فقهاء الواقع والموازنات ما زالوا متمسكين به، لا يريدون فقدان ”السلفشعري“ الوحيد الذي أوجدوه، نعم هم من أوجدوه ورفعوه وهو بكل خبث استغل ذلك لنشر عقيدته في حين هم؟ هو يحارب العالمانيين والنسويات ومنكري السنة! مع ذلك وجد وقتا لنشر عقيدته، وأنتم؟

مشغولون! بماذا؟ نحن نحارب محمد بن شمس الدين، نحاربه من أجل عقيدة أمثال أسامة الأزهري، فأسامة وأمثاله يحارب السلفية -بكل أطيافها- والسلفية -الحركية طبعا- تحارب السلفيين -العقائديين- كمحمد بن شمس الدين من أجل عقيدة أمثال أسامة الأزهري.

رأيت هذه الدائرة؟ هذه الدائرة هي التي ستُحيل مصر إلى شيشان أخرى، ثم سيتباكون قليلا كما حصل أيام مؤتمر الشيشان، ويعودون لنفس قصصهم السابقة دون كلل ولا ملل، مئة سنة وهم يدورون في هذا الفراغ!