قناة || أبي عائشة سامي هوايري
4.24K subscribers
596 photos
82 videos
57 files
626 links
[لا يُعلى عندي على الأثر]

[سلفيُّ العقيدة، حنبليُّ المذهب، أثريُّ المنهج، عربيُّ اللِّسان والبيان، جزائريُّ المُقام، أمازيغيُّ الأصل]

الخاص [للإخوة حصرا]: @SH_Abu_Aisha
حساب أخبرني: akbrny.com/abu_aisha
قناة أجوبة "أخبرني": @akbrny_abu_aisha
Download Telegram
=
بل أزيدك شيئا من الوقاحة التي أتى بها هذا السفيه!

الخلال لشدة حذقه أتى في هذا الفصل بما رُوي في مدح رجال إسناد أثر مجاهد، فبمن أتى يا ترى؟

بالإمام أحمد!

في السنة للخلال: «أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد الله [= الإمام أحمد]، يقول: قال مجاهد: «عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات»

الراوي عن مجاهد هو الليث بن أبي سليم!

أيش يقول فيه الإمام أحمد؟

في السنة للخلال: «أخبرني محمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم أن أبا عبد الله سئل عن ليث بن أبي سليم، قال: «ما كان أحسن رأيه»

أزيدك الواضحة: أخبرنا أبو داود السجستاني، قال: سمعت أحمد بن حنبل قيل له: ليث بن أبي سليم يتهم بالبدعة؟ قال: لا.

ثم، انتبه لـ ”تهريجه“ في أول المقطع وأن الخلال أورد أحاديث ضعيفة ومنكرة وموضوعة وكأن الخلال عبارة عن سفيه مثله!

والإشكال ليس هنا، الإشكال أنك لو فتحت فصل المقام المحمود في السنة للخلال لن تجد حديثا واحدا مرفوعا أساسا، بل أورد الخلال آثار عن الصحابي الجليل عبد اللّٰه بن سلام رضي الله عنه وأثرا أو أثرين عن ابن عباس رضي اللّٰه عنهما وعن التابعين كمجاهد، ثم أورد منامات ورؤى رأى فيها بعض العلماء النبي صلى اللّٰه عليه وسلم في المنام يُثبت هذه الفضيلة ويُنكر على الترمذي الذي أنكرها.

الحديث الوحيد المرفوع الذي أورده الخلال هو حديث من جنس الوارد في الدعاء للنبي صلى اللّٰه عليه وسلم بعد كل أذان!

فلماذا هذه الجرأة على الكذب الأصلع هذا؟

أختم المنشور بكلام أورده الخلال في فصله قد استحسنته ورأيته ينطبق على هذا السفيه وأمثاله:

«ولقد ضاق قلب المسلوب عن حمل معاني العلم، فلا يطلع بحسن النية والاتباع على معاني الكتاب».
مبحث النبوة، باب من أبواب ظهور رحمة اللّٰه تعالى وفضله!

قال الترمذي في جامعه - ١٢٥٨ - حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال: حدثنا حبان وهو ابن هلال أبو حبيب البصري قال: حدثنا هارون الأعور المقرئ وهو ابن موسى القارئ قال: حدثنا الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد، عن عروة البارقي، قال: دفع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا لأشتري له شاة، فاشتريت له شاتين، فبعت إحداهما بدينار، وجئت بالشاة والدينار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له ما كان من أمره، فقال له: «بارك الله لك في صفقة يمينك»، فكان يخرج بعد ذلك إلى كناسة الكوفة فيربح الربح العظيم، فكان من أكثر أهل الكوفة مالا.

من الأمور اللطيفة في أبحاث إثبات النبوة والرد على المدعين مسألة استجابة الأدعية والمباهلات هذه!

ومن ينظر في كثير ممن ادَّعى النبوة كذبا يجد أن اللّٰه تعالى يخذله أشد الخذلان في هذا الباب، وانظر المحكي عن مسيلمة الكذاب أنه عمد إلى تقليد النبي صلى الله عليه وسلم في بعض خصائصه فكان لا يفعل شيئا إلا ويكون عكس المقصود!

وكذلك ذاك المدعي الذي ظهر ببلاد الهند المُسمى ميرزا غلام أحمد، مسيلمة الهند، حُكي أنه ما باهل في أمر إلا وأصابه وقد مات في الخلاء -أعزكم اللّٰه- بعد أن أُصيب بالمالاريا وقد كان باهل بعض مناظريه إن كان كاذبا أن يصيبه الملاريا فوقع!

وأمثال هذا كثير!

وفي هذا من كمال رحمة اللّٰه تعالى وفضله على خلقه أن جعل لهم من الأدلة الظاهرة الجليِّة في تمييز الصادق من الكاذب في أمر ادعاء النبوة، بل لا يخفى هذا إلا على أجهل الجاهلين!

يقول القاضي ابن أبي العز في شرح الطحاوية: «ولا ريب أن المعجزات دليل صحيح، لكن الدليل غير محصور في المعجزات، فإن النبوة إنما يدعيها أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين. بل قرائن أحوالهما تعرب عنهما، وتعرف بهما، والتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما دون دعوى النبوة، فكيف بدعوى النبوة؟ وما أحسن ما قال حسان رضي الله عنه:

لو لم يكن فيه آيات مبينة
كانت بديهته تأتيك بالخبر
=
=
وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه- ما ظهر لمن له أدنى تمييز. فإن الرسول لا بد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور، ولا بد أن يفعل أمورا يبين بها صدقه. والكاذب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة. والصادق ضده. بل كل شخصين ادعيا أمرا: أحدهما صادق والآخر كاذب- لا بد أن يظهر صدق هذا وكذب هذا ولو بعد مدة، إذ الصدق مستلزم للبر، والكذب مستلزم للفجور، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا.

فمن عرف الرسول وصدقه ووفاءه ومطابقة قوله لعمله - علم علما يقينا أنه ليس بشاعر ولا كاهن.

والناس يميزون بين الصادق والكاذب بأنواع من الأدلة، حتى في المدعي للصناعات والمقالات، كمن يدعي الفلاحة والنساجة والكتابة، وعلم النحو والطب والفقه وغير ذلك

والنبوة مشتملة على علوم وأعمال لا بد أن يتصف الرسول بها، وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال. فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب؟ ولا ريب أن المحققين على أن خبر الواحد والاثنين والثلاثة: قد يقترن به من القرائن ما يحصل معه العلم الضروري، كما يعرف الرجل رضى الرجل وحبه وبغضه وفرحه وحزنه وغير ذلك مما في نفسه، بأمور تظهر على وجهه، قد لا يمكن التعبير عنها، كما قال تعالى: {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم} [محمد: ٣٠] ثم قال: {ولتعرفنهم في لحن القول} [محمد: ٣٠]

وقد قيل: ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه»

والكثير من كلام القاضي هذا قد أخذه عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية دون أن يعزوه إليه لِما كان من تضييق على من يُعرف بالانتساب لابن تيمية في زمانه.

يقول الشيخ تقي الدين في الدرء: «ومن اعتبر الأمور وجد الرجل يصنف كتابا في طب وحساب أو نحو أو فقه، أو ينشأ خطبة أو رسالة، أو ينظم قصيدة أو أرجوزة، فيلحن فيه لحنة، أو يغلط في المعنى غلطة، فلا يسكت الناس حتى يتكلموا فيه ويبينوا ذلك ويخرجون إلى الحق من زيادة الباطل، وإن كان صاحب ذلك الكلام لا يدعوهم إلى طاعته واستتباعه، ويذم من يخالفه - فضلا عن أن يكفره ويبيح قتاله وشتمه - فإذا كان الذي جاء بالقرآن، ودعا الناس إلى طاعته واستتباعه، وأن يكون هو المطاع الذي لا ينبغي مخالفته في شيء: دق ولا جل، ويقول إن السعادة لمن أطاعه والشقاء لمن خالفه، ويعظم مطيعيه، ويعدهم بكل خير، ويلعن مخالفيه ويبيح دماءهم وأموالهم وحريمهم، فمن المعلوم أن مثل هذه الدعوة لا يدعيها إلا أكمل الناس وأحقهم بها، وهم الرسل الصادقون، أو أكذب الناس وأبعدهم عنها، كالمتنبئين الكاذبين»

فمن تأمل هذا المعنى أدرك سعة فضل اللّٰه تعالى في هذا الباب، لذلك يقول الشيخ تقي الدين في ذات الباب: «وكلما كان الناس إلى الشيء أحوج، كان الرب به أجود، وكذلك كلما كانوا إلى بعض العلم أحوج، كان به أجود».
=
”جهاد النكاح“ في الحرب الأوكرانية الروسية!

عادتي أن لا أُدخل أي مصطلح شرعي في توصيف أحوال الكفار، إلا أن القصد من هذا الصنيع هنا هو الرد على أكذوبة مشهورة في أوساط العالمانيين، وَهُم كذبوها ثم صدقوها، وهي مسألة = جهاد النكاح، وهذا لا يُعرف في أي كتاب من كتب الفقه!

ولكن قد ظهر أن له صورة كالتي حاكها العالماني قد ظهرت في وسط أسياده في الغرب!

في الصورة خبر في هذا السياق، بدأت القصة من امرأة أعلنت على مواقع التواصل عن من يمكنه مساعدة أحد أفراد عائلتها العالقين في وسط الحرب فلم يستجب أحد، فأعادت الإعلان مجددا وأضافت فيه أنها ستُرسل صورها لمن يساعدها، فتم إنقاذ قريبها مباشرة!

فبدأت هي وصديقتها بمشروع لبيع صورهن مقابل المال، والمال تذهب نسبة منه إلى الجيش الأوكراني وقد حشدن أكثر من ثلاثين امرأة في هذا المشروع واستطعن خلال فترة ثلاثة أشهر جمع حوالي سبعمئة ألف دولار!

وأرى أن هذا أقرب شيء لما اختلقه العالمانيون = جهاد النكاح!

وطبعا فإن العالماني لا يُمانع ولا يتكلم في مثل هذه الأمور!

وقد يفرح ويشيد بالأمر إذا عرف أن صاحبة هذا المشروع تقول أنها ستقسم المال على الملاجئ وجمعيات الحيوان وأن المشروع سيستمر إلى أن يموت بوتين وينتهي غزو روسيا لأوكرانيا!

القوم هؤلاء بلغ بهم التساهل في موضوع الأعراض مبلغا بعيدا جدا، والغرابة ليست فيهم وإنما في ذاك الكائن العالماني الذي يُعلي من شأنهم ويتغاضى عن هذه الشنائع فيهم ثم في ذات الوقت يختلق الأكذوبات حول الإسلام للطعن في عفة أهله وكأنه يُهمه أساسا موضوع الأعراض والعفة وهو الذي لا يجد ذريعة للانحلال إلا ويُسهِّل فيها!

وهنا صوتية في الكلام عن هذه الكذبة وبيان سلف العالمانيين في هذا التناقض: وقفة مع كذبة جهاد النكاح!
-بعد أن تكلم الحافظ ابن منده عن مسألة القول بخلق القرآن ومسألة اللفظ- قال:

[...] وممن تقدم ممن كان هذا مذهبه ومقالته [....] مهجورا مذموما مطرودا من المجالس والبلدان لاعتقاده القبيح وقوله الشنيع المخالف لدين اللّٰه [...] ما ذكروا في مجالس أهل العلم ومحافل أهل الحق إلا اتبعوا باللعن القبيح من القول كالكرابيسي وابن كلاب والشراك وأبو الحسن الأشعري وأشباههم الذين مرجعهم في دينهم إلى معقولهم السخيف وأرائهم المبتدعة، يتأولون كتاب اللّٰه على غير تأويل السلف ممن شهدوا التنزيل مخالفون لما جاء عن المصطفى صلى اللّٰه عليه وسلم من الآثار مما لا يوافق أهوائهم [...]

[مخطوط كتاب «نبذة في نقد أبي حنيفة» للحافظ أبي عبد اللّٰه محمد بن إسحاق بن منده الحنبلي، المكتبة الظاهرية مجموع رقم 3798]

ويُنظر:

«الأشعرية الزنادقة»

الحافظ أبو عبد اللّٰه محمد بن إسحاق بن منده الحنبلي | العلاقة المبكرة بين الحنابلة والأشعرية لفارس بن عامر العجمي!
=
موقف الحافظ الكبير أبو عبد اللّٰه محمد بن إسحاق بن منده الحنبلي من أبي حنيفة!

محمد بن إسحاق بن منده أبو عبد اللّٰه الحنبلي، حافظ من كبار الحفاظ طاف الأرض شرقا وغربا وجمع المرويات والأخبار حتى انتهى إليه الحفظ في زمانه!

في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى:

محمد بن إسحاق بن محمد أبو عبد الله بن منده الأصبهاني

وبلغني عنه أنه قال: كتبت عن ألف شيخ وسبعمائة شيخ.

وفي ترجمته في تاريخ الإسلام:

«قال ابن طاهر: سمعت سعيد بن علي الحافظ بمكة يقول: وسئل عن الدارقطني، وابن منده، والحافظ عبد الغني بن سعيد، فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما ابن منده فأكثرهم رواية، مع المعرفة التامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا، وأما عبد الغني فأعرفهم بالأنساب»

مع صلابة في السنَّة وحميَّة عليها مع ما انضمَّ إلى ذلك من دين وورع وتقوى!

في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: قال [ابن منده]: «طفت الشرق والغرب مرتين فلم أتقرب إلى كل مذبذب ولم أسمع من المبتدعين حديثا واحدا»

ولا غرابة، فالرجل من بيت حفظ ورواية وحديث!

الرجل هذا وُلد سنة 310 هـ وتوفي سنة 395 هـ.

ما علاقة رجل كهذا بأبي حنيفة المُتوفى سنة 150 هـ، يعني بين وفاة هذا الأخير وولادة الحافظ ابن منده أزيد من قرن ونصف القرن؟

ابن منده له كتاب مخطوط لم يُطبع بعد وهو في المكتبة الظاهرية مجموع رقم 3798. اسمه «نبذة في نقد أبي حنيفة» [كما في الصورة] المخطوط هذا تضرر بسبب الرطوبة وعليه آثار ضرب، لذلك يصعب قراءة ما يحويه إلا بعض المواطن اليسيرة.

منها قول ابن منده:

قول السلف المتقدمين في أبي حنيفة وشهاداتهم عليه والكشف عن مساويه و [...] بقول الله تعالى ذكره في كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه قال الله عز وجل: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا» وقال الله: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» وقال جل ثناؤه: [...] «كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار»

وقد قرأ سابقا الشيخ أبو حمزة مأمون الشامي جزءًا منه، قال ابن منده:

باب قوله ذكاة الجنين ذكاة أمه: قال أبو حنيفة وذكر له هذا الحديث فقال هذه خرافات [...] وفي هذا أخبار صحاح لا تدفع وهذا الذي قاله يدل على عقد سوء وإضمار رديء ولم يطلق الأئمة فيه ما قالو إلا عن بصيرة.

حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا رجاء بن صهيب سمعت موسى بن المساور عن جبّر عن سفيان الثوري قال: مات أبو حنيفة ضالاً مضلا.

[ثم ساق بأسانيده الأخبار في ذكاة الجنين].
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اغتيال الشيخ سردار ولي رحمه اللّٰه!

والرجل واحد من أبرز علماء أهل الحديث في أفغانستان.

مجددا، صوتية أسئلة حول ما يحدث في أفغانستان!

على اليوتيوب!

على التيليجرام!
Audio
تسجيل مساحة تعاليل العيد مع الشيخ أبي جعفر الخليفي وقد شملت عدة مواضيع، مع مداخلة للدكتور عبد الرحمن ذاكر طرح فيها بعض الأسئلة على الشيخ!

جزى اللّٰه مسجلها وناشرها وقائلها ومنظمها خيرا!

[https://t.me/ajtma3el8adh/494]
قال أبو عبد اللّٰه [= أحمد بن حنبل]: ولقد احتجوا عليَّ بشيءٍ ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه، وأنكروا الرؤية والآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعت مقالاتهم.
ولقد جعل برغوث يقول لي: الجسم وكذا وكذا. وكلاما هو الكفر باللّٰه العظيم.

[كتاب المحنة، ذكر محنة أبي عبد اللّٰه أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي اللّٰه عنه، رواية ابن عمِّه أبي علي حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني، تحقيق أبي جنة الحنبلي، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، صـ: 112]

برغوث هذا رأس من رؤوس الجهمية في زمانه، وكان في مجلس المعتصم مع القضاة الذين امتحنوا الإمام أحمد!

ومن وقت الإمام أحمد والجهمية تستخدم كلمة [الجسم] فإذا عرفت هذا!

فستعرف وريث هؤلاء الذين لا يذكرون شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية إلا بمناقشة مشهورة: هل هو قائل بالتجسيم أم لا؟!
قال الذهبي في تاريخ الإسلام:

أبو بكر المغربي الواعظ المعروف بالبكري.

كان من غلاة الأشاعرة ودعاتهم. هاجر إلى باب نظام الملك، فأنفق عليه، وكتب له كتابا بأن يجلس بجوامع بغداد، فقدم وجلس للوعظ، وذكر ما يلطخ به الحنابلة من التجسيم، وهاجت الفتن ببغداد، وكفَّر بعضهم بعضا.

[إلى أن قال]

ولما تكلم بجامع المنصور رفع من الإمام أحمد وقال: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا} [البقرة: ١٠٢] فجاءته حصاة، وأخرى، فأحس بذلك النقيب، فكشف عن الأمر، فكانوا ناسا من الهاشميين من أصحاب أحمد اختفوا في السقوف، فأخذهم فعاقبهم.

قلت [أبو عائشة]: يقصد أخزاه اللّٰه، بسليمان = الإمام أحمد، وبالشياطين = الحنابلة! يرمي إلى كون الحنابلة خالفوا إمامهم وابتدعوا وكفروا!

ومثل كلامه هذا ما قاله التاج الفاكهاني المالكي الأشعري (تـ734هـ):

ولا يُسلِّم على أهل الأهواء؛ كالقدرية والمعتزلة والروافض والخوارج والحشوية، وما أعتقد حنبليًا يسلم من الحشو غير الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-

ويكفي لردِّ هذا التهافت بيان أن طبقة أصحاب أحمد المباشرين يروون عن إمامهم ”الحشو“، من ذلك عبد اللّٰه ابن الإمام، أبو بكر المروذي، أبو داود السجستاني وعبد الوهاب الوراق وغيرهم، رحمهم اللّٰه ورضي عنهم!

- [t.me/doros_alkulify/3372]
من أخطر ما يصنعه بعض المتصدرين هو إيهام مريديهم وإدخالهم في باب الكلام عن المصلحة والمفسدة.

فتجد أحد هؤلاء المريدين طول دهره يتباكى لأنه ما أتمَّ مُقررا علميا إلا بشقِّ الأنفس، ثم في ذات الوقت تجده إذا فُتح أي ملف علمي يُدلي فيه بدلوه ويتكلم بالمصلحة والمفسدة دون أي خجل، وليته يتكلم عن المصلحة والمفسدة في نوازل جديدة، نقول لا بأس، بل تجده يأتي يزايد على أئمة السلف وأهل الحديث أن المصلحة في كذا ويُعرِّض أن مسلكهم هذا فيه مفسدة!

وإذا سألتني فإن هذا من أكثر ما بُلي به حدثاء الأسنان أن يُكلَّموا بالمصلحة والمفسدة قبل أي تحصيل علمي محترم وهذا نظير ما كان قد وقع في الكوفة في الأزمنة المتقدمة عندما أخذ رجل يقيس الأقيسة وهو لا يُحكم أي أصل، فتأمل!

هذا المقال يُعطيك لمحة بسيطة عن الشرِّ الذي قد ”تلقَّته الأمة بالقبول“.

وقد عرضت هذه المسائل على عدد من خيار طلبة العلم ممن كان يُردد كلمة ”تلقَّته الأمة بالقبول“ فاسودَّ وجهه واستحى من نفسه بعد ذلك!.

مقال «من عبث أهل الرأي في أمر الفروج» للشيخ أبي جعفر عبد اللّٰه الخليفي، تنسيق أخينا: عبد الحميد العراقي.👇
فقهاء وعُبَّاد من طراز آخر (٢)!

نقلت سابقا هنا [فقهاء وعُباد من طراز آخر!] عن الشيخ بديع الدين السندي رحمه اللّٰه عرضه للمفارقة في حال المُسمى محمد بن شجاع الثلجي، حيث تجده في كتب تراجم الحنفية كأنه سفيان الثوري، ثم إذا رأيت حاله عند أئمة الحديث رأيته ممن يكذب على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم ويخترع الأحاديث الشنيعة انتصارا لمذهب الجهمية وثلبا لأهل الحديث والأثر!

وأمس وقفت على رواية في كتاب المحنة لحنبل بن إسحاق فيها فضيحة أخرى لهذا الرجل!

حيث تجاسر على الكذب على الإمام أحمد عند السلطان [= المتوكل] بأنه قد آوى علويا ينوي أن يبايعه للخلافة ويخرج على المتوكل!

قال أبو علي حنبل: ثم إن رافعا رفع إلى المتوكل على أبي عبد اللّٰه: (إن أحمد بن حنبل قد ربض [= آوى] علويا في منزله، وإنه يريد أن يُخرجه ويبايع له).

وكان الذي دسَّه رجل من أهل بغداد، وكان الرافع من أهل الجبل، ولم يكن عند أبي عبد اللّٰه ولا عندنا من ذلك علم، وعلمنا بذلك بعد.

فبينا نحن ذات ليلة نيام -وذلك في الصيف- ونحن فوق السطوح، سمعنا الجلبة، ورأينا النيران في دار أبي عبد اللّٰه.

فقال لي أبي: ما هذا في دار أبي عبد اللّٰه؟!

فقلت ما أدري.

وأشرفت على السطح، فإذا النيران والشمع، فنزلنا سريعا، فتلقانا رسول مُظفر إلى أبي وإلينا، فجئنا فدخلنا، فسألنا عن الخبر.

فقال أبو عبد اللّٰه: «ما علمت، وأنا نائم، إذا الباب يُدقُّ»

فقلت: «من هذا؟»

قال: أنا.

قلت: «من أنت؟!»

قال: أنا،افتح.

فنزلت، ففتحت، فانهجموا عليَّ ودخلوا.

وكان أبو عبد اللّٰه قاعدا في الدار في إزار فراشه، ومظفر وابن الكلبي -صاحب الخبر- وجماعة معهم، فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: (ورد على أمير المؤمنين أن عندك علويا ربضته لتُبايع له وتُظهره) في كلام طويل، وكلام كثير.

فلما فرغ ابن الكلبي من قراءة الكتاب، وأبو عبد اللّٰه يسمع.

قال له مظفر: ما تقول؟ وما ترد؟

قال أبو عبد الله: «ما أعرف من هذا شيئا، وإني لأرى له السمع والطاعة في عسري ويسري، ومنشطي ومكرهي، وأثرة عليَّ، وإني لأدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار». في كلام كثير غير هذا قاله أبو عبد اللّٰه.

فقال مظفر لصاحب الخبر: اكتب ما سمعت.

فقال صاحب الخبر: ما أكتب من هذا؟

فقال له مظفر: فأنا أكتب ما سمعت، وأرفعه إلى صاحبي. يعني إسحاق ابن إبراهيم.

وقال أبو عبد اللّٰه لمظفر فيما يقول: «ما خلعت يدا من طاعة، وإني لأرى له الطاعة في كل أحوالي، في عسري ويسري، ومنشطي ومكرهي».

ففتَّشوا منزل أبي عبد اللّٰه والبيوت والغرف والسطوح وفتشوا تابوت الكتب.

وكان معهم نساء ومناخس فجعلوا ينخسون بها الأرض ونزل النساء إلى منزلنا ومنزل صالح ففتشوا النساء والمنازل، فلم يروا شيئا، ولم يُحسوا بشيء ﴿وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡرࣰاۚ﴾

وكُتب بذلك إلى المتوكل، فوقع منه موقعا حسنا، وعلم أن أبا عبد اللّٰه مكذوب عليه عنده.

وكان الذي دسَّ من رفع على أبي عبد اللّٰه رجل من أهل البدع والخِلاف، ولم يمت حتى بيَّن اللّٰه أمره للمسلمين وهو ابن الثلجي.

[كتاب المحنة، ذكر محنة أبي عبد اللّٰه أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي اللّٰه عنه، رواية ابن عمِّه أبي علي حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني، تحقيق أبي جنة الحنبلي، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، صـ: 150-152]
الشيخ حمد بن عبد الرحمن السريح أحد مشايخ القصيم في تعليقه على كتاب السنة للإمام عبد اللّٰه بن الإمام أحمد بن حنبل، فصل [مَا حَفِظْتُ عَنْ أَبِي وَغَيْرِهِ مِنَ الْمَشَايخِ فِي أَبِي حَنِيفَة] تكلم بكلام حسن جميل، في بعض الفروع قد يحصل نوع أخذ ورد، ولكن كلام الرجل بالجملة كلام سديد، يحسن بطالب العلم أن يعقله، وأشدُّ ما لفت نظري في درس الشيخ إكباره وتعظيمه الشديد لأئمة أهل الحديث وللآثار.👇
متلازمة الرمي بـ ”إسلام بحيري“.👇