ا📌 قال الله تعالى :
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران: 159]
.
قال البغوي في تفسيرها : [ أي: سهلت لهم أخلاقك وكثرة احتمالك ولم تسرع إليهم فيما كان منهم يوم أحد ] .

فسعة صدر الداعية مطلوبة ، وعليه أن يطيل تحمله ما أمكن وأن يبتعد عن الغضب ومنفرات الفِعال والخِصال .
وعلى الدُّعاة - مِن خُطباء وأئمة المساجد والوعاظ والمحفظين والقيمين والناصحين ونحوهم - أن يحرصوا على تزكية أنفسهم وتهذيبها وحملها على الصبر والتُّؤدة والسكينة والهدوء ما أمكن ، وقد يلزم في (بعض) الحالات التّخشينُ والحِدّة ، غير أنها ليست أصلا مضطردا ولا خُلقا مستصحبا ، بل هي عارض يزول بزوال مُوجِبِهِ .
واللهُ أعلمُ بِالصّواب .

ا✍ نبيل بن سُليمان التُّومي
ا📆 13 رجـ7ـب 1445 هِـ
ليلة الخميس 2024/01/25 ف

ا📌 أثر الجليس في قلب المجالس عظيم ، ومنه أثر الصفحات في قلوب القارئين والمتابعين ، فاختر لنفسك خِيار الصفحات لتتابعها ، وابتعد عن كل مشوش صاحب قيل وقال محب للمهاترات والجدل المذموم مضيع للأوقات موهن للعزمات .

قال الزبيري - رحمه الله - :
.
[ كنت إذا جلست إلى الحسن بن صالح ، رجعت وقد نغص عليَّ ليلتي ،
وكنت إذا جلست إلى سفيان الثوري ، رجعت وقد هممت أن أعمل عملًا صالحًا ،
وكنت إذا جلست إلى شريك بن عبدالله ، رجعت وقد استفدت أدبًا حسنًا ] .
.
ا📚 تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (10-386) .

والحسن بن صالح كان يرى السيف .

ا📌 المصلحون يتركدون زمن حيرة الناس وفورتهم ، ويسكُنون ويُسكِّنون غيرهم .

ا📌 المصلحون يتركدون زمن حيرة الناس وفورتهم ، ويسكُنون ويُسكِّنون غيرهم .
.
قال الزُّهْرِيّ : أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ رَحِمَهُ اللهُ الآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَذَلِكَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
فَتَشَهَّدَ عُمَرُ، وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لا يَتَكَلَّمُ،
ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: [ أَمَا بَعْدُ؛ فَإِنِّي قُلْتُ مَقَالَةً، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا وَجَدْتُ الْمَقَالَةَ الَّتِي قُلْتُ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى، وَلا فِي عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -  حَتَّى يَدْبُرَنَا * ، فَإِنْ يَكُ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ مَاتَ؛ فَإِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ: هَذَا كِتَابُ اللهِ، فَاعْتَصِمُوا بِهِ تَهْتَدُونَ لِمَا هَدَى اللهُ بِهِ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم -  ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَثَانِي اثْنَيْنِ، وَإِنَّهُ أَوْلَى النَّاسِ بِأُمُورِكُمْ، فَقُومُوا فَبَايَعُوهُ ] .
وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الْعَامَّةِ عَلَى الْمِنْبَرِ،
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسٌ قَالَ: [ لَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ يُزْعِجُ** أَبَا بَكْرٍ إِلَى الْمِنْبَرِ إِزْعَاجًا ] .
.
ا📚 رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه.

* حَتَّى يَدْبُرَنَا : أي حتى يكون بعدنا موتا .
** يُزْعِجُ أَبَا بَكْرٍ إِلَى الْمِنْبَرِ إِزْعَاجًا : أي يدفعه نحو المنبر دفعا .

ا📌 قال سفيان بن حسين :
ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية ،
فنظر في وجهي ، وقال: أغزوتَ الرومَ؟ .
قلت: لا،
قال: فالسِّند والهند والترك؟ .
قلت: لا،
قال: أفَتسلَم منك الروم والسِّند والهند والترك،
ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟! .
قال: فلَم أعُد بعدها .

ا📚 البداية والنهاية لابن كثير (13-121).

ا📌 قال ابن القيم - رحمه الله - :
.
[ وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله, وترك تأديبه, وإعانته على شهواته,
وهو بذلك يزعم أنه يُكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه،
ففاته انتفاعه بولده ، وفوَّت على ولده حظه في الدنيا والآخرة،
.
.
.
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء ] .
.
ا📚 تحفة المودود بأحكام المولود (1-242) .

ا📌 قال تعالى : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } [الفرقان: 74] .
.
قال البغوي - رحمه الله - :
[ ﴿ قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ : أي: أولادًا أبرارًا أتقياء،
يقولون اجعلهم صالحين فتقر أعينُنا بذلك.
قال القرظي: ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله عز وجل , وقاله الحسن ] .

ا📚 تفسير البغوي (6-99) .

.
مَنْ يَزْرَعِ الخَيْرَ يَحْصُدْ ما يُسَرُّ به
ا*.*.*.*.* وزارعُ الشَّرَّ مَنْكُوسٌ على الرَّاسِ .
.

ا📌 مفاتيح الخير ومغاليق الشر
أوصافها وآثارها ووسائلها
ا▪️ محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ:
ا🎙 #نبيل_بن_سليمان_التومي -حفظه الله-

للمشاهدة على اليوتيوب:
https://youtu.be/pstMFz8kUmM

ا📌 قال تعالى : { إن الحسنات يذهبن السئات ذلك ذكرى للذاكرين } .
.
ليست العبرة بكثرة العمل ونوع العمل بقدر ما تكون حقيقة العمل ، فالمعتبر ثقل الموازين من عدمه ، فمن غلبت حسناته سيئاته فاز ، ومن لم يكن كذلك فنسأل الله العفو والعافية والمعافاة التامة في الدنيا والآخرة ، { والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم } .

وجماع الأمر على ما يصاحب الأعمال والأقوال من تعظيم النفوس للرب - تبارك وتعالى - وما يجول فيها من معاني الإجلال والجمال والكمال للمليك المتعال - جل جلاله - ، وماهية تعلق القلوب بعلام الغيوب ، وما يكتنفها من لزوم لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - واهتداء بهديه وسير على طريقته ، فتكون (ال ) هنا للعهد ، فهي حسنات مخصوصة مرضي عنها لما قارنها من أحوال ومقامات في القلوب .
فلنحرص على التعظيم والاتباع ركني شهادة التوحيد (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) .

ا✍ نبيل بن سُليمان التُّومي
ا📆 14 رجـ7ـب 1445 هِـ
الجمعة 2024/01/26 ف

ا📌 { إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } .

عن عبادة بن الصامت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( مَن شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عِيسَى عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ منه، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ علَى ما كانَ مِنَ العَمَلِ )) رواه الشيخان .
.
قال شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله - :
.
[ قوله : "أدخله الله الجنة" ، إدخال الجنة ينقسم إلى قسمين :
الأول: إدخال كامل لم يسبق بعذاب لمن أتمّ العمل.
الثاني: إدخال ناقص مسبوق بعذاب لمن نقص العمل.

فالمؤمن إذا غلبت سيئاته حسناته إن شاء الله عذّبه بقدر عمله، وإن شاء لم يعذّبه، قال الله تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ] .
.
ا📚 القول المفيد على كتاب التوحيد (1-76) .

ا📌 { إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } . .

قال ابن القيم - رحمه الله - :
.
[ فالذنوب تزول آثارها بالتوبة النصوح والتوحيد الخالص والحسنات الماحية والمصائب المكفرة لها وشفاعة الشافعين في الموحدين ، وآخر ذلك إذا عذب بما يبقى عليه منها أخرجه توحيده من النار ] .
.
ا📚 هداية الحيارى (130) .

ا📌 #خطبة_جمعة بعنوان:
ا📋 وقفاتٌ مع أواخر سورة هود مِن آيات.
ا▪️ ألقاها فضيلة الشّيخ:
ا🎙 #نبيل_بن_سليمان_التومي -حفظه الله-
ا🕌 بمسجد: طه - سوق الجمعة 🇱🇾 #طرابلس
ا📆 14 رجـ7ـب 1445 هِـ 2024/01/26 ف

.
ليام يجرن والسنين يولن
وبيض الصحايف م الذنوب تملن
.

ا📌 من أنفع مسالك التعبد النظر في بابة الأسماء والصفات ، وفهم معانيها ومقتضياتها ، والتعبد لله بها والتعرض لآثارها .

ا📌 من أنفع مسالك التعبد النظر في بابة الأسماء والصفات ، وفهم معانيها ومقتضياتها ، والتعبد لله بها والتعرض لآثارها .
ومن أسمائه الرحمن الرحيم ، فالرحمن وصفه ، وهو على وزن فعلان الدال على السعة والامتلاء ، فرحمته لا حد لها لكماله وجلاله ، ومن أسمائه الرحيم ، والرحمة فعله ، وهو على وزن فعيل للمبالغة كعالم وعليم ، فالرحمة فعله ، ولذا قيل من معانيها : أنه ذو الرحمة الواصلة للمؤمنين ، فهو يرحم بالإسلام والإيمان ، يرحم بنزول الوحي وسن السنة ، يرحم بالحلال والحرام ، يرحم بشرح الصدور وإنارة القلوب ، ورحمته لا حد لها ولا حصر لها .
ولما كانت الرحمة وصفه والرحمة فعله كان من تمام التعبد بالاسم والصفة والفعل التعرض لرحمته بفعل الأسباب الموجبة لرحمته سبحانه .
ومن هذه الأسباب :
اتباع الكتاب والسنة ، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] ، وفي مستدرك الحاكم ومستخرج أبي عوانة من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة )) .
فمن اتبع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - كان من المرحومين ، ومن خالف جاءه من الرحمة بقدر ما عمل ووافق ، وخسر من مراتب الرحمات بقدر ما فوت وخالف ، ومن عاند وكابر وأعرض استحق المقت والغضب جزاء وفاقا ، والله يتولى العباد .

ا✍ نبيل بن سُليمان التُّومي
ا📆 14 رجـ7ـب 1445 هِـ
الجمعة 2024/01/26 ف

ومن هذه الأسباب : أخذ حظ ونصيب من القرآن حفظا وفهما وعملا ، قال تعالى : : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]. .
فمن اعتنى بالقرآن كان له شفاء وطبا وبلسما ، وغشيته الرحمة لما قارنه من إيمان وتعظيم لكلام الله .
ومن خصائص هذا الكتاب أنه سبيل هداية ، قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 52] ، فمن اعتنى بفهمه والعمل به وحفظه كان له الحظ الأوفر من الاهتداء والفهم السديد والنظر الثاقب والعقل والحكمة .

ومن موجبات رحمته - سبحانه - : الإحسان بمراتبه وأنواعه ، قال - تعالى - : { إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف:56] .
فمن أحب أن يرحمه الله فليعمد إلى إتقان العبادة وتحسينها ، وذلك بعمارتها بتعظيم الله - جل جلاله - ومقارنتها بالمعاني الراقية من حب ورغباء ورهبة وتوبة وتعلق ونحوها من أعمال القلوب ، وليلزم فيها الهدي النبوي لتكتمل فيها شهادة التوحيد .
وليلزم الأدب في جناب مولاه مترقيا في مقامات التعبد والتودد ، متمثلا جليل وجميل السلوك مع مولاه .
ثم لينظر فيما يلزمه من معاملة الخلق ويسلك فيها مسلك الأدب والإحسان ببذل المعروف وكف الأذى وإيصال النفع والخير ما أمكن ، مع عدوه وصديقه ، ليكمل في نفسه ويكمل غيره ، فيصير في مراتب المحسنين الناجين من الخسران المبين كما جاء في سورة العصر.

ومن موجبات نيل الرحمات : تحقيق تقوى رب البريات .
قال - جل وعلا - : { وَرَحۡمَتِی وَسِعَتۡ كُلَّ شَیۡءࣲۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِینَ هُم بِـَٔایَـٰتِنَا یُؤۡمِنُونَ﴾ [الأعراف:156] .
فتقوى الله بامتثال أمره واجتناب نهيه والوقوف عند حدوده من أعظم أسباب نيل الرحمات ، والتقوى نفسها من رحمة الله بالعبد ، ومن عمل بمقتضى رحمة أكرمه الكريم بمزيد رحمة ، والله يوفق من يشاء من عباده.