{ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِیَّا رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِی مِن لَّدُنكَ ذُرِّیَّةࣰ طَیِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِیعُ ٱلدُّعَاۤءِ فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَهُوَ قَاۤىِٕمࣱ یُصَلِّی فِی ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ یُبَشِّرُكَ بِیَحۡیَىٰ مُصَدِّقَۢا بِكَلِمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَیِّدࣰا وَحَصُورࣰا وَنَبِیࣰّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ ﴾ [آل عمران:38-39] .
.
لما رأى نبي الله زكريا - عليه السلام - ما رأى من آيات ربه وعطائه لمريم ومن المعجزات والعطايا والهبات انطلق اللسان داعيا صاحب العطاء والنوال ، { هنالك } هنا للإشارة واللام والكاف للبعد ، فبعد كل هذه الأحداث وتعاقبها كان لائقا بنبي الله أن يسأل ربه هذا السؤال ، فدعا بما يناسب ما تيقنه من عطاء ربه وعظمته ، لا بما يتوافق مع مطلوبه ومعطياته فحسب ، فكان السؤال مناسبا لليقين في الله والرجاء فيه والرغبة فيما عنده ، وإن كانت الأسباب الحسية الدنيوية ضعيفة ، وتأمل { وكانت امرأتي عاقرا } { وقد بلغت من الكبر عتيا } .
ولذا فدعاؤك وعبادتك ينبغي أن تلاحظ فيها معاني الجلال والعظمة للوهاب ، لا أن تنظر لمجرد الأسباب ، بل لابد أن تستشعر عظمة المعطي وجلال الواهب وكرم الكريم وعظمة مولاك ، فليس الدعاء مجرد طلب لمحبوب أو لدفع مرهوب ، بل هو إجلال وحسن ظن وتعظيم وتذلل وتعلق ونحوها ، والله لا يعجزه شيء ، ولا يتعاظمه شيء ، وجاءت النصوص مبينة أن هذه المعاني والمشاعر المصاحبة للعبادة والدعاء لها تأثير كبير جداً في استجابة الدعاء وحصول المبتغى .
فالسعيد من لاحظ معاني تعبد الله أولا في دعائه ، ورافقته أحوال التعظيم والحب والخشية مع رجائه ، فحق الله أن نجله ونعظمه في سائر الأحوال وباختلاف المقامات .
ولما قارن السؤال هذه المعاني مع ضعف الأسباب الدنيوية جاءت ثمرات الكرم والجود وجوائز اليقين والتعلق { فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَهُوَ قَاۤىِٕمࣱ یُصَلِّی فِی ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ یُبَشِّرُكَ بِیَحۡیَىٰ مُصَدِّقَۢا بِكَلِمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَیِّدࣰا وَحَصُورࣰا وَنَبِیࣰّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ﴾ [آل عمران:39] .
فاللهم ارزقنا اليقين والتعظيم في دعائك وسائر عبادتك ، وفرج عنا وعن أهل فلسطين وسائر بلاد المسلمين .
.
لما رأى نبي الله زكريا - عليه السلام - ما رأى من آيات ربه وعطائه لمريم ومن المعجزات والعطايا والهبات انطلق اللسان داعيا صاحب العطاء والنوال ، { هنالك } هنا للإشارة واللام والكاف للبعد ، فبعد كل هذه الأحداث وتعاقبها كان لائقا بنبي الله أن يسأل ربه هذا السؤال ، فدعا بما يناسب ما تيقنه من عطاء ربه وعظمته ، لا بما يتوافق مع مطلوبه ومعطياته فحسب ، فكان السؤال مناسبا لليقين في الله والرجاء فيه والرغبة فيما عنده ، وإن كانت الأسباب الحسية الدنيوية ضعيفة ، وتأمل { وكانت امرأتي عاقرا } { وقد بلغت من الكبر عتيا } .
ولذا فدعاؤك وعبادتك ينبغي أن تلاحظ فيها معاني الجلال والعظمة للوهاب ، لا أن تنظر لمجرد الأسباب ، بل لابد أن تستشعر عظمة المعطي وجلال الواهب وكرم الكريم وعظمة مولاك ، فليس الدعاء مجرد طلب لمحبوب أو لدفع مرهوب ، بل هو إجلال وحسن ظن وتعظيم وتذلل وتعلق ونحوها ، والله لا يعجزه شيء ، ولا يتعاظمه شيء ، وجاءت النصوص مبينة أن هذه المعاني والمشاعر المصاحبة للعبادة والدعاء لها تأثير كبير جداً في استجابة الدعاء وحصول المبتغى .
فالسعيد من لاحظ معاني تعبد الله أولا في دعائه ، ورافقته أحوال التعظيم والحب والخشية مع رجائه ، فحق الله أن نجله ونعظمه في سائر الأحوال وباختلاف المقامات .
ولما قارن السؤال هذه المعاني مع ضعف الأسباب الدنيوية جاءت ثمرات الكرم والجود وجوائز اليقين والتعلق { فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَهُوَ قَاۤىِٕمࣱ یُصَلِّی فِی ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ یُبَشِّرُكَ بِیَحۡیَىٰ مُصَدِّقَۢا بِكَلِمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَیِّدࣰا وَحَصُورࣰا وَنَبِیࣰّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ﴾ [آل عمران:39] .
فاللهم ارزقنا اليقين والتعظيم في دعائك وسائر عبادتك ، وفرج عنا وعن أهل فلسطين وسائر بلاد المسلمين .
قال العلامة أبو إسحاق إبراهيم الشاطبيّ - رحمه الله - :
.
[ يلتزمُ الناسُ بالبدع حتى تكون مخالفتُها عندهم هي المنكر، وربما يعاقبون من لزم السنّة، وقد يستبيحون دمه، كبدعة التزام الدعاء بعد الصلوات دائماً على الهيئة الجماعية ] .
.
الاعتصام (2-275) .
.
[ يلتزمُ الناسُ بالبدع حتى تكون مخالفتُها عندهم هي المنكر، وربما يعاقبون من لزم السنّة، وقد يستبيحون دمه، كبدعة التزام الدعاء بعد الصلوات دائماً على الهيئة الجماعية ] .
.
الاعتصام (2-275) .
قال ابن القيم - رحمه الله - :
.
[ والصلح العادل هو الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال : { فأصلحوا بينهما بالعدل } .
والصلح الجائر هو الظلم بعينه ،
وكثير من الناس لا يعتمد العدل في الصلح ، بل يصلح صلحا ظالما جائرا ، فيصالح بين الغريمين على دون الطفيف من حق أحدهما ، والنبي صلى الله عليه وسلم صالح بين كعب وغريمه وصالح أعدل الصلح فأمره أن يأخذ الشطر ويدع الشطر ] .
إلى أن قال - رحمه الله - :
[ فالصلح الجائز بين المسلمين هو الذي يعتمد فيه رضا الله سبحانه ورضا الخصمين ; فهذا أعدل الصلح وأحقه ،
وهو يعتمد العلم والعدل ; فيكون المصلح عالما بالوقائع ، عارفا بالواجب ، قاصدا للعدل ، فدرجة هذا أفضل من درجة الصائم القائم ] .
.
أعلام الموقعين (1-84) .
.
[ والصلح العادل هو الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال : { فأصلحوا بينهما بالعدل } .
والصلح الجائر هو الظلم بعينه ،
وكثير من الناس لا يعتمد العدل في الصلح ، بل يصلح صلحا ظالما جائرا ، فيصالح بين الغريمين على دون الطفيف من حق أحدهما ، والنبي صلى الله عليه وسلم صالح بين كعب وغريمه وصالح أعدل الصلح فأمره أن يأخذ الشطر ويدع الشطر ] .
إلى أن قال - رحمه الله - :
[ فالصلح الجائز بين المسلمين هو الذي يعتمد فيه رضا الله سبحانه ورضا الخصمين ; فهذا أعدل الصلح وأحقه ،
وهو يعتمد العلم والعدل ; فيكون المصلح عالما بالوقائع ، عارفا بالواجب ، قاصدا للعدل ، فدرجة هذا أفضل من درجة الصائم القائم ] .
.
أعلام الموقعين (1-84) .
نبيل بن سليمان التومي
المتزوج إذا سافر ومعه زوجته وأقام ....... نقول لا خطام لها ولا زمام ، غير أنها تحرك عاطفة بعض الناس وتهيج مشاعرهم . أنصح لنفسي وأحبتي أن يتحروا سلامة ما ينقلون ، وأن لا يكون العلماء خصماءهم يوم القيامة بأن ينسبوا إليهم ما لم يقولوه .
تعليق الشيخ العثيمين رحمه الله على أحكام السفر
#مدينة__بني_وليد
بشرى سارة
يسرنا إعلامكم عن محاضرة بعنوان
مِن سمات المنهج السلفي
لفضيلة الشيخ
نبيل بن سليمان التومي
بمسجد: العمرين
الجمعة ٢٢ / ربيع الآخر / ١٤٤٦
الموافق 25/10/2024
بعد صلاة العصر
خريطة المسجد:
https://maps.app.goo.gl/dNy7hMij4xcAcuFd9
تابع صفحات الشيخ الرسمية:
الفيسبوك:
fb.com/Abo3asemAttowmy
التليجرام:
t.me/Abo3asemAttowmy
الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaIvPnv2P59mlDEEzh3e
بشرى سارة
يسرنا إعلامكم عن محاضرة بعنوان
مِن سمات المنهج السلفي
لفضيلة الشيخ
نبيل بن سليمان التومي
بمسجد: العمرين
الجمعة ٢٢ / ربيع الآخر / ١٤٤٦
الموافق 25/10/2024
بعد صلاة العصر
خريطة المسجد:
https://maps.app.goo.gl/dNy7hMij4xcAcuFd9
تابع صفحات الشيخ الرسمية:
الفيسبوك:
fb.com/Abo3asemAttowmy
التليجرام:
t.me/Abo3asemAttowmy
الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaIvPnv2P59mlDEEzh3e
ا📌 قال الشيخ ابن باز – رحمه الله - :
[ الحكمة من الداعي إلى الله لها شأن عظيم، فالداعي يتحرى في دعوته الكلمات المناسبة والأوقات المناسبة والأسلوب المناسب؛ حتى يكون ذلك أقرب إلى النجاح ] .
ا📚 من محاضرة (حكمة الداعي وأدب المدعو) - مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (7-266) .
[ الحكمة من الداعي إلى الله لها شأن عظيم، فالداعي يتحرى في دعوته الكلمات المناسبة والأوقات المناسبة والأسلوب المناسب؛ حتى يكون ذلك أقرب إلى النجاح ] .
ا📚 من محاضرة (حكمة الداعي وأدب المدعو) - مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (7-266) .
ا📌 قال ابن القيم - رحمه الله - :
[ علماء السوء جلسوا على أبواب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فلما قالت أقوالهم للناس: هلموا، قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما يدعون إليه حقًا، كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاّء، وفي الحقيقة قطّاع طرق] .
ا📚 الفوائد (112) .
[ علماء السوء جلسوا على أبواب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فلما قالت أقوالهم للناس: هلموا، قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما يدعون إليه حقًا، كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاّء، وفي الحقيقة قطّاع طرق] .
ا📚 الفوائد (112) .
ا📌 قال ابن مسعود - رضي الله عنه - :
[ إن الناس أحسنوا القول كلهم، فمن وافق فعله قوله فذلك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فإنما يوبّخ نفسه ] .
ا📚 جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1-195) .
[ إن الناس أحسنوا القول كلهم، فمن وافق فعله قوله فذلك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فإنما يوبّخ نفسه ] .
ا📚 جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1-195) .
ا📌 وقال علي - رضي الله عنه - :
[ يا حملة العلم اعملوا به ، فإنما العالم من علم ثم عمل ، ووافق علمه عمله ،
وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، تخالف سريرتهم علانيتهم ، ويخالف عملهم علمهم ، يقعدون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا ، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه ، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله عز وجل ] .
ا📚 مقدمة سنن الدارمي .
[ يا حملة العلم اعملوا به ، فإنما العالم من علم ثم عمل ، ووافق علمه عمله ،
وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، تخالف سريرتهم علانيتهم ، ويخالف عملهم علمهم ، يقعدون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا ، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه ، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله عز وجل ] .
ا📚 مقدمة سنن الدارمي .
ا📌 قال سفيان بن عيينة - رحمه الله - :
[ يُرادُ للعلم : الحفظ ، والعمل ، والاستماع ، والإنصات ، والنشر ] .
ا📚 مقدمة سنن الدارمي .
[ يُرادُ للعلم : الحفظ ، والعمل ، والاستماع ، والإنصات ، والنشر ] .
ا📚 مقدمة سنن الدارمي .
ا📌 عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال :
[ إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد عَلِمَه بالذنب يعمله ] .
ا📚 جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1-196) ،
[ إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد عَلِمَه بالذنب يعمله ] .
ا📚 جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1-196) ،
الكنوز الأثرية كتاب نافع له عدة أقسام ، والمختار لدورات الأوقاف هو ( الكنوز الأثرية للأطفال ) ، ولم أر أحدا ممن انتقد الدورات والكتاب قد ظهر عليه أنه اطلع على الكتاب ، وغالب الانتقادات مبنية على سماعات مبتورة وكتابات مشوهة ، وقد انتقد الكتاب بما ليس فيه أصلا ، والحكم على الشيء فرع عن تصوره ، ولذلك كان النقد المبني على معلومات مغلوطة مطروحا غير ملتفت إليه.
فسيروا - معاشر الأحبة - على بركة الله متحرين حسن التعليم وحسن التربية معتنين بتقويم طرائق التدريس مستفيدين من أخطاء الماضي متسلحين بالأمل في المستقبل متحرين الوقوف عند الحق والصواب .
فسيروا - معاشر الأحبة - على بركة الله متحرين حسن التعليم وحسن التربية معتنين بتقويم طرائق التدريس مستفيدين من أخطاء الماضي متسلحين بالأمل في المستقبل متحرين الوقوف عند الحق والصواب .
العناية بتنشئة الأطفال على عقيدة التوحيد ومنهج الاتباع سنة شرعية ، وحسبك أن تتأمل في وصايا لقمان لابنه ، وفي حديث ابن عباس : (( يا غلام إني أعلمك كلمات .... )) فكله توحيد ، وسؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - للجارية: (( أين الله )) ، وغيرها كثير .
وينشأ ناشئ الفتيان منا * على ما كان عوده أبوه .
.
وما دان الفتى بِحجىً ولكن * يعلـــمه التـــدَيُّن أَقـــربوه .
وينشأ ناشئ الفتيان منا * على ما كان عوده أبوه .
.
وما دان الفتى بِحجىً ولكن * يعلـــمه التـــدَيُّن أَقـــربوه .
ا📌 قال العلامة أبو بكر أبو بكر محمد بن العربي الإشبيلي الأندلسي المالكي - رحمه الله - مرشدا طلاب العلم إلى ضرورة تمتين أصول العلوم والفنون والتمكن من مقدمات العلوم في البناء العلمي لطالب العلم :
.
[ حق على كل من يحاول الخوض في فن من العلوم إذا علم مقصوده منه أن يحاول بدءا الإحاطة بسوابقه التي لا بد له منها في معرفته، وشروطه التي هي معونة عليه ] .
ا📚 المحصول في علم أصول الفقه (28) .
.
[ حق على كل من يحاول الخوض في فن من العلوم إذا علم مقصوده منه أن يحاول بدءا الإحاطة بسوابقه التي لا بد له منها في معرفته، وشروطه التي هي معونة عليه ] .
ا📚 المحصول في علم أصول الفقه (28) .
ا📌 قال تعالى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [التوبة:122] .
.
في الآية استعتاب من الله لعبيده المُتخلِّفين عن ركب الجهاد بالسّنان والجهاد بالعلم ، وكلا الجهادين مطلوب ومُكمِّل للآخر ، ولأهمية العلم في ساحات الجهاد افتُتحت السورة بالعلم والتنبيه على التعظيم والاتباع ، واختُتمت بضرورة وجود العلماء وطلاب العلم النُّجباء في كل مكان ومدينة وقرية ونحوها من اجتماعات المسلمين ، ليكون الجهاد مُنضبطا متزنا محفوفا بالخير والبركات .
ثم جاء التذكير بوجوب الجهاد مرة أخرى حين توفر شروطه ووجود الحاجة إليه فأعقبها بقوله : { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قَـٰتِلُوا۟ ٱلَّذِینَ یَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡیَجِدُوا۟ فِیكُمۡ غِلۡظَةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ } .
فلابد من إعداد عدة الجهاد لنُصرة الدين ، ولابد من حُسن إعدادٍ للمجاهدين ، لئلا تنزلق الأقدام وتنفلت الأيادي .
وفي الآية أن على من حاز علما وحصَّل منه طرفا جيدا أن يبُثّه بين الناس قياما بواجب النصيحة وضربا في الخير بسهم ، كُلٌّ بحسبه .
وفيها وُجوب قيام التعليم في الأمة حتى أنها استثنت طائفةً من القيام بجهاد السنان وندبتها إلى جهاد العلم والذب عن العقيدة والعبادة والسنة ونحوها .
وفيها أن مقصود العلم إقامة الحق في النفس وفي الخلق ، فجاءت اللام في { لينذروا قومهم } مُبيِّنةً المقصودَ والعِلّة مِن هذه النُفرة وهذا الطلب للعلم .
وفيها أن أهل المدن البعيدة عن محاضن العلم وملتقياته ومجامعه عليهم أن يندُبوا النُّجباء مِنهم وأن يدفعوا بهم نحو التّعلُّم ، ليقوموا بالواجب الكفائي الذي يرفعُ الحَرَجَ عن الجميع ، ولو لم ينفر النّافرون لَأَثِمَ الجميعُ مع القدرة .
وفيها أن المُتعلِّم يجبُ عليه تحذير الناس مِن الشرور في الأعيان والأوصاف قياما بواجب النصيحة ، وأن يكون غرضهم ومقصودهم بيان الحق وإظهار الصواب ودحض الباطل وردّ المقالات الخاطئة ، لا نصرة المذهب والطائفة والحزب والقبيلة والجهة والانتماء ونحوها من القُصود الفاسدة .
وفي قوله { ليتفقهوا } إشعار بأن طلب العلم يحتاج إلى مزاولة ومداومة وإدمان النظر والاستكثار من العبادات السرية والعلنية ليحصُل الفتح من الله ، فالفقه في الدين ليس أمرا يسيرا ، فلابد مِن التّجهُّز له بعُلُوّ الهِمّة ورفع العزيمة ، ولذا جاء بصيغة التَّفَعُّل الدّالّة على شيء من العناء والمَشقّة توطينا للنفس على ذلك ، ومنه { يا يحيى خذ الكتاب بقوة } فطالبُ العلم مُحتاج إلى قوة نفسية وقوة إرادة وقوة علمية ، ولا تظُنّن أن العلم يُنال بالتّنقُّل بين الصفحات وسماع المُقتطفات ، فهذه ثقافة لا تُؤصِّل ، إنما العلم بالتّعلُّم والجدّ والصّدق ونحوها .
وفي الآية بيان حاجة العلماء إلى المُجاهدين ، وحاجة المُجاهدين إلى العلماء ، والأخيرةُ أعظمُ ولا ريب .
وفي الآية بيان أن مِن أجلِّ وأعظم مقاصد التّعلُّم والتّعليم هو حُصول خشية الله وتحقيق عبادته على الوجه المرضي ، ففي تعليم الناس قال : { لينذروا قومهم } ولم يقل : ليُعلِّمُوهم ؟! ، وفي مقام التّعلُّم قال : { لعلَّهم يحذرون } ، ولم يقل : { ليفقهوا } ، فبيَّن أنّ العلم مقصودُه تحقيقُ العمل والخشية والحذر من مساخط الرَّبِّ .
وفي الآية توجيهٌ إلى ضرورة إعداد المُختصِّين في كُلّ فنٍّ مِن الفُنون وَعِلْمٍ مِن العلوم ومجالٍ مِن المجالات النّافعة للأُمّة ، فعلى الأُمّة إعداد المُهندسين والأطبّاء والشُّرَط والجيوش والفنّيّين والتّقنيّين والمُربّين والفلّاحين ونحوها ، لأنّ بمجموع أهلِ التّخصُّصات تكمُل الأُمّة وتكتفي وتقوى .
واللهُ أعلمُ بِالصّواب .
ا✍️ أبوعاصم نبيل التومي.
.
في الآية استعتاب من الله لعبيده المُتخلِّفين عن ركب الجهاد بالسّنان والجهاد بالعلم ، وكلا الجهادين مطلوب ومُكمِّل للآخر ، ولأهمية العلم في ساحات الجهاد افتُتحت السورة بالعلم والتنبيه على التعظيم والاتباع ، واختُتمت بضرورة وجود العلماء وطلاب العلم النُّجباء في كل مكان ومدينة وقرية ونحوها من اجتماعات المسلمين ، ليكون الجهاد مُنضبطا متزنا محفوفا بالخير والبركات .
ثم جاء التذكير بوجوب الجهاد مرة أخرى حين توفر شروطه ووجود الحاجة إليه فأعقبها بقوله : { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قَـٰتِلُوا۟ ٱلَّذِینَ یَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡیَجِدُوا۟ فِیكُمۡ غِلۡظَةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ } .
فلابد من إعداد عدة الجهاد لنُصرة الدين ، ولابد من حُسن إعدادٍ للمجاهدين ، لئلا تنزلق الأقدام وتنفلت الأيادي .
وفي الآية أن على من حاز علما وحصَّل منه طرفا جيدا أن يبُثّه بين الناس قياما بواجب النصيحة وضربا في الخير بسهم ، كُلٌّ بحسبه .
وفيها وُجوب قيام التعليم في الأمة حتى أنها استثنت طائفةً من القيام بجهاد السنان وندبتها إلى جهاد العلم والذب عن العقيدة والعبادة والسنة ونحوها .
وفيها أن مقصود العلم إقامة الحق في النفس وفي الخلق ، فجاءت اللام في { لينذروا قومهم } مُبيِّنةً المقصودَ والعِلّة مِن هذه النُفرة وهذا الطلب للعلم .
وفيها أن أهل المدن البعيدة عن محاضن العلم وملتقياته ومجامعه عليهم أن يندُبوا النُّجباء مِنهم وأن يدفعوا بهم نحو التّعلُّم ، ليقوموا بالواجب الكفائي الذي يرفعُ الحَرَجَ عن الجميع ، ولو لم ينفر النّافرون لَأَثِمَ الجميعُ مع القدرة .
وفيها أن المُتعلِّم يجبُ عليه تحذير الناس مِن الشرور في الأعيان والأوصاف قياما بواجب النصيحة ، وأن يكون غرضهم ومقصودهم بيان الحق وإظهار الصواب ودحض الباطل وردّ المقالات الخاطئة ، لا نصرة المذهب والطائفة والحزب والقبيلة والجهة والانتماء ونحوها من القُصود الفاسدة .
وفي قوله { ليتفقهوا } إشعار بأن طلب العلم يحتاج إلى مزاولة ومداومة وإدمان النظر والاستكثار من العبادات السرية والعلنية ليحصُل الفتح من الله ، فالفقه في الدين ليس أمرا يسيرا ، فلابد مِن التّجهُّز له بعُلُوّ الهِمّة ورفع العزيمة ، ولذا جاء بصيغة التَّفَعُّل الدّالّة على شيء من العناء والمَشقّة توطينا للنفس على ذلك ، ومنه { يا يحيى خذ الكتاب بقوة } فطالبُ العلم مُحتاج إلى قوة نفسية وقوة إرادة وقوة علمية ، ولا تظُنّن أن العلم يُنال بالتّنقُّل بين الصفحات وسماع المُقتطفات ، فهذه ثقافة لا تُؤصِّل ، إنما العلم بالتّعلُّم والجدّ والصّدق ونحوها .
وفي الآية بيان حاجة العلماء إلى المُجاهدين ، وحاجة المُجاهدين إلى العلماء ، والأخيرةُ أعظمُ ولا ريب .
وفي الآية بيان أن مِن أجلِّ وأعظم مقاصد التّعلُّم والتّعليم هو حُصول خشية الله وتحقيق عبادته على الوجه المرضي ، ففي تعليم الناس قال : { لينذروا قومهم } ولم يقل : ليُعلِّمُوهم ؟! ، وفي مقام التّعلُّم قال : { لعلَّهم يحذرون } ، ولم يقل : { ليفقهوا } ، فبيَّن أنّ العلم مقصودُه تحقيقُ العمل والخشية والحذر من مساخط الرَّبِّ .
وفي الآية توجيهٌ إلى ضرورة إعداد المُختصِّين في كُلّ فنٍّ مِن الفُنون وَعِلْمٍ مِن العلوم ومجالٍ مِن المجالات النّافعة للأُمّة ، فعلى الأُمّة إعداد المُهندسين والأطبّاء والشُّرَط والجيوش والفنّيّين والتّقنيّين والمُربّين والفلّاحين ونحوها ، لأنّ بمجموع أهلِ التّخصُّصات تكمُل الأُمّة وتكتفي وتقوى .
واللهُ أعلمُ بِالصّواب .
ا✍️ أبوعاصم نبيل التومي.