رفعُ الصوت بالتكبير في هذا الوقت العصيب التجاء إلى الله مطلوبٌ؛ لِما فيه مِن إراحَةِ النفوس، وبعثِ الهمّةِ، وإذكاءِ روحِ الحماسِ، وجمع الكلمة، واستحلال النصر.

وفي كتبِ السنةِ بابٌ معقودٌ لهذا المعنى؛ (بابُ الصياحِ عندَ الفزعِ، وحالَ الرّمي، لإرهابِ العدوّ).

قالَ أهلُ العلم: والأَولَى أن يكونَ - أي: رفعُ الصوت - بذكر الله تعالى، بالتكبيرِ ونحوِه، ومِمّا ذكرُوه في هذا البابِ ما كان أصحابُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يرفعونَ به أصواتَهم عندَ حفرِ الخندقِ، يوم الأحزابِ، كانت المدينة تتجاوبُ بهتافهم: 
اللهمَّ لولا أنتَ مَا اهتدينَا .. ولا تصدَّقنَا ولا صَلَّيْنا 
فـأَنـزِلَـنْ سَكـينَةً عـليْـنَا .. وثبِّتِ الأقدَامَ إِنْ لَاقَيْنا 
إنّ الأعْداءَ قدْ بَغَوا عَلينا.. إذا أرادُوا فـتنةً أَبَيـنا

وحينَ قال الأنصارُ يومَها، للحماسَة:
نحنُ الّذينَ بَايَعوا مُحمّدا .. على الجِهادِ مَا حَيِينا أبَدا
أجابَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم:  
اللهمّ لَا عيشَ إلّا عيشُ الآخرَة 
فَأصلِحِ الأنْصارَ والمُهاجِرَة


• مقال (إن الله يدافع عن الذين آمنوا، فارفعوا الأصوات بالتكبير والتحميد).

أحب أن تستصحبوا كلمات شيخنا ومفتي ديارنا: الشيخ الصادق بن عبد الرحمن الغرياني في مثل هذه اللحظات.

أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة؟

عن سعد بن أبي وقاصٍ قال: كنا عند رسول الله ﷺ فقال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟
فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسبُ أحدنا ألف حسنة؟
قال ﷺ: "يُسبح مئة تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة، أو يُحطُّ عنه ألف خطيئة".

• مختصر صحيح مسلم، للإمام المنذري، ١٠٥٩.

طبيب كويتي حمل روحه على كفه وخاطر بحياته ونزل إلى غزة ليضمد جراح أهلها، ويطبب آلامهم، فلما اقتحم الاحتلال رفح خرج منها في اللحظات الأخيرة ودموعه على خده تسيل !!
‏هكذا فلتكن أخوة الإسلام، وهكذا فلتكن النصرة !!
‏والبعض لا يصبر على مقاطعة وجبة طعام أو مشروب قهوة !!

ما كان من ألم بغزة نازلٌ
وأرى الزناد فزنده بي واري

إن الدم المُهراق في جنباتها
لدمي وإن شفارها لشفاري

دمعي لما منيت به جارٍ هنا
ودمي هناك على ثراها جاري

الأبيات للزركلي، (الأهلُ أهلي والديار دياري وشعار وادي النير بين شعاري)، أوردها الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في ذكرياته.

يقول فيها الزركلي: "ما كان من ألمٍ بجلق نازلٌ"، غير أن هذا الألم اليوم نازلٌ بغزة أيضا "(

الأمر أقرب من ذلك بإذن الله.

•
سلوا الله بأرجى أعمالكم لديكم، وتوسلوا إليه بكل عمل صالح تعملونه أن يفرج الكرب ويكشف الغمة، فما نحن في عجزنا اليوم بأمثل ممن سد عليهم الغار وعدم المخرج ونأت بهم شقة الجبل عن أن يجاب الصريخ..

سبحان الله، تلاوة طيبة.
غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.

https://soundcloud.com/trateel_mans/zucr157jspti?ref=clipboard&p=i&c=0&si=3F3E93D7098B4B539E362A2083D614B4&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

﴿ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا یُصِیبُهُمۡ ظَمَأࣱ وَلَا نَصَبࣱ وَلَا مَخۡمَصَةࣱ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا یَطَـُٔونَ مَوۡطِئࣰا یَغِیظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا یَنَالُونَ مِنۡ عَدُوࣲّ نَّیۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلࣱ صَـٰلِحٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾.

(إلا كتب لهم به عمل صالح) قال ابن عباس: بكل روعة تنالهم في سبيل الله سبعون ألف حسنة.

• تفسير القرطبي.

واجب الوقت على الأمة النصرة بالنفس والمال لمن قدر عليها، ومن عجز عن النصرة فيجب عليه القنوت.

د. عمر بن سالم اطلوبة.

.

قرأت في بعض كتب شروح الحديث - وقد غاب عن ذهني الآن- أنّ بعض السلف كانوا يقسّمون ساعات الجمعة على الأسابيع تحريًّا لساعة الإجابة فيها.

فمثلا إذا كان هذا الأسبوع اجتهدوا في الدعاء من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس وشغلوا هذا الوقت كله بالسؤال والتضرع، وإذا كان الأسبوع الذي يليه اشتغلوا ما بين ارتفاع الشمس إلى الزوال، وهكذا إلى أن يأتوا على كل يوم الجمعة، فيقع في أنفسهم أنهم أدركوا ساعة الإجابة يقينًا بإذنه تعالى.

لله درّ ذوي الحجى والنهى والألباب، فطنوا أن دعوة واحدة مجابة قد يرفع الله بها العبد ويقبله ويبلغه المراتب السنية العليّة، فما وهنوا ولا ملّوا ولا فرّطوا، فيا ربّنا نوّر بصائرنا واهدنا سبل السلام.

"إذاً تُكفى همَّك، ويُكفَّرُ لك ذنبك".

ووجه كفاية المهمات بصرف ذلك الزمن إلى الصلاة عليه أنها مشتملة على امتثال أمر الله تعالى وعلى ذكره وتعظيمه وتعظيم رسوله، وقد جاء في الحديث القدسي:
"من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"، ففي الحقيقة لم يفُت بذلك الصرف شيء على المصلي، بل حصله له بتعرضه بذلك الثناء الأعظم أفضل ما كان يدعو به لنفسه، وحصل له مع ذلك صلاة الله وملائكته عليه عشراً أو سبعين ألفاً كما جاء بذلك روايات.

• دليل الفالحين لطرق الصالحين.