الحمد لله.. وبعد،

مما  تقرر في أدبيات هذه الشريعة: أن الصلاة على النبي من أنفع ما يُستعان به عند مواضع الهم والشدائد و كثرة الذنوب وطلب المغفرة.

وكثير من أحزان الناس وكرباتهم وهمومهم= ذنوب منسية.
وكثير  من الناس يعيشون في ضيق إثر عقوبات يُعاقبون بها من حيث لا يشعرون.

فمن كان يرجو مغفرة ذنبه؛ فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
ومن كان يرجو ذهاب حزنه وكربته؛ فليكثر من الصلاة عليه.
ومن كان يرجوهما معًا؛ فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
وأصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأُبي بن كعب عند أحمد والترمذي: إذن تُكفى همك، ويغفر لك ذنبك.

وأعظم أزمنة الصلاة على نبينا وأرجاها أثرًا إن شاء الله - ليلة الخميس- من مغربها ويومها إلى مغيب شمسه.
.
- أحمد سيف
.

قصيدة للعلّامة الشّويرف -رحمه الله رحمة واسعة- في حصار درنة.

••
كتيّب مهم جدًا، لو كان بإمكاني أن أرغم كل طالب علم "ومن يدّعي بأنه كذلك" على قراءته لفعلت.

• مراجعات في المنهج وتحكيم الشّريعة.
• د.الصادق بن عبد الرحمٰن الغرياني | مفتي عام ليبيا.

..

«فتأمّل يا طالب العلم فبِعُجم فهم مثل هذا اجترأ من سوّلت له نفسه وتنقص من الأئمة ورام التحريش بينهم لفسادٍ في طبعه، والعاقل من اعتذر لهم ووجه كلامهم ونافح عنهم، رضي الله عنهم جميعًا».

- الزركشي في البحر المحيط.

من المؤمنين رجال!
﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ﴾.
جاء في نظم الدرر للبقاعي:
﴿مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ أيِ الكُمَّلِ ﴿رِجالٌ﴾ أيْ في غايَةِ العَظَمَةِ عِنْدَنا.

قال ابن أبي زمنين: حين بايعوه على ألا يفروا وصدقوا في لقائهم العدو.

وقال ابن عاشور: والإخبار عنهم برجال زيادة في الثناء؛ لأن الرجل مشتق من الرِّجلِ، وهي قوة اعتماد الإنسان.

تقبلهم ربنا ورضي عنهم وأرضاهم.

• واجبٌ على الشعوب وجيوش المسلمين أن يقتحموا معابر غزة دفاعاً عن أهلها، لقول الله تعالى:
﴿ٱنفِرُوا۟ خِفَافࣰا وَثِقَالࣰا وَجَـٰهِدُوا۟ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ﴾.

• حرَّاس المعابر عليهم أن يعصوا أوامر إدارتهم وحكامهم، ويسمحوا بدخول المقاتلين وقوافل الإغاثة، فإنه لا طاعة لأحد في معصية الله.

• فضيلة الشيخ: الصادق الغرياني.

يقول الإمام الفاكهاني - أحد أئمة المالكيَّة -:
"لو قيل للعبد أيّهما تختار، أعمال جميع العباد في ميزان حسناتك، أم صلاة واحدة من الله عز وجل؟
لما اختار إلا الصلاة من الله عزَّ وجل".

لمَ؟ لأن الصلاة على عبده مقبولة.
ولهذا قال بعض العلماء: الدعاء الوحيد المقبول قطعاً، هو الصلاة على رسول الله ﷺ.

• فضل الصلاة والسلام على سيد الأنام ﷺ، للشيخ أحمد امِّيمه.

• الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير.

• أبو حفص عمر بن علي اللخمي الإسكندري المالكي، المعروف بـ: تاج الدين الفاكهاني - رحمه الله -.

وجاء "يصلون" بصيغة المضارعة الدالة على الدوام والاستمرار، ولم يأتِ بصيغة الماضي التي يصدق بالمرة الواحدة.

قالوا: فهذا يعطي أنه سبحانه وتعالى وجميع ملائكته يصلون على النبي دائماً وأبداً، وغاية مطلوب الأولين والآخرين صلاةٌ واحدة من الله تعالى، وأنَّى لهم بذلك؟

بل لو قيل للعاقل: أيما أحب إليك، أن تكون أعمال جميع الخلائق في صحيفتك، أو صلاةٌ من الله تعالى عليك؟ لما اختار غير الصلاة من الله تعالى.
فما ظنُّك بمن يصلي عليه ربنا سبحانه وتعالى، وجميع ملائكته على الدوام والاستمرار؟
فكيف يحسن بالمؤمن أن لا يكثر من الصلاة عليه ﷺ أو يغفل عن ذلك؟

• الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير، للإمام الفاكهاني، صـ ٢٦.

في رواية: "إن الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناءٌ على الله عزَّ وجل، وصلاةٌ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو يستجاب له".

وهذه الترجمة صحيحة، خرَّجها مالكٌ، ومسلم، ولم يخرجها البخاري.

وأنشد بعضهم:
أيا من أتى ذنباً وقارفَ زلَّةً
ومن يرتجي الرحما من الله والقربا

تعاهد صلاة الله في كل ساعةٍ
على خير مبعوثٍ وأكرم من نبا

فيكفيك هماً أيّ همٍ تخافه
ويكفيك ذنباً أعظم به ذنبا

ومن لم يكن يفعل فإن دعاءهُ
يجد قبل أن يرقى إلى ربِّه حجبا

• الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير، للإمام الفاكهاني، صـ ٣٩.

"قلت: وإنما كان أفضل من عتق الرقاب - والله أعلم - لأن عتق الرقاب في مقابلة العتق من النار، ودخول الجنة، والسلام عليه في مقابلة سلام الله تعالى، وسلامٌ من الله تعالى أفضل من مائة ألف ألف ألف جنَّة، فناهيك بها من منَّة، فنسأل الله العظيم أن يشيد لنا من محبتنا في هذا النبي المنّة، وأن يرزقنا مرافقته في الجنَّة، وأن يجعله وقايتنا من كل شرِّ وجِنَّة، آمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه".

• الإمام الفاكهاني، صـ ٥٠.

"تعطه، سل تعطه".

قال فيه: قال خلف صاحب الخلقان: كان لي صديق يطلب معي الحديث، فمات. فرأيته في منامي، وعليه ثياب خضر جدد، يجول فيها، فقلت له: ألست كنت تطلب معي الحديث؟ فما الذي أرى؟
قال: كنت أكتب معكم الحديث، فلم يمرَّ علي حديث ذكر فيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا كتبت في أسفله: "صلى الله عليه وسلم"؛ فكافأني ربي بهذا الذي ترى.

وقال عبد الله القواريري: مات رجلٌ جار لنا، وكان ورَّاقاً، فرأيته في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟
قال: غفر لي.
قلت: بمَ ذا؟
قال: كنت إذا كتبت النبي صلى الله عليه وسلم، كتبت: "صلى الله عليه وسلم".

الله الله!
عجيب هذا الفصل!
رضي الله عن الإمام، ورزقنا وإياه صحبة العدنان في الجنان.

عن عبد الله بن عيسى قال: كان يقال: "من قرأ القرآن، وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم، ودعا الله، فقد التمس الخير من مظانِّه".

• الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير، للإمام الفاكهاني، صـ ٦٣.

الباب الثالث من الفجر المنير بعنوان: "في كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، والتسليم وما جاء في ذلك، ويترتب عليه من الأجر العظيم"، صفحة ٦٥.

فيه من جوامع الدعاء ما يكفيكم - بإذن الله - في هذه الساعات المباركة ، وهو جامعٌ لصيغ الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.

ألحوا على ربنا المنَّان، وصلُّوا على النبي العدنان، واسألوا الله حاجاتكم التي بينكم وبينه، لا يعلمها أحدٌ دونه، ولا تغفلوا عن إخوانكم المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.

الله أكبر!

واعلم وفقك الله أنك كما اشتغلت بتلك الطريقة، وسلكت السُّبل الموصلة إلى الله على الحقيقة، واستعملت للخشية نفسِها المراقبةَ، ونظرت في أحوال من سَلَفَ من الأئمة، بإدمان النظر في أحوالهم بحُسن العاقبة، ازددت بالله وبأمره علماً، وازددت لنفسك احتقاراً وهضماً، وكان لك من نفسك شغلٌ شاغلٌ عن أن تتفرَّغ لمخالفة المسلمين، ولأن تكون حاكماً على جميع فِرق المؤمنين، كأنك قد أوتيت علماً لم يؤتوه، أو وصلت إلى مقامٍ لم يصِلوه، فرحم الله من أساء الظنَّ بنفسه، وعرف من نفسه نقصاً ومن السلف كمالاً، ولم يهجم على مخالفة أئمة الدين.

• الرد على من اتَّبع غير المذاهب الأربعة، لابن رجب الحنبلي، صـ 48.
رسالة مباركة شافية، لمن وقف عليها ونظر فيها وعمل بما فيها، فهي له كافية.

وهَب أن أكثر الأئمة غلطوا في مسائل يسيرة مما لا تقدح في إمامتهم وعلمهم، فكان ماذا؟ فلقد انغمر ذلك في محاسنهم وكثرة صوابهم، وحسن مقاصدهم ونصرة دينهم.
والانتصاب للتنقيب عن زلاتهم غير محمود ولا مشكور، لا سيما في فضول المسائل التي لا يضرُّ فيها الخطأ، ولا ينفع فيها كشف خطئهم وبيانه.
وكذلك كثرة البحث عن فضول علوم لا تنفع في الدين، وتشغل عن الله والاشتغال به، وتقسي القلب عن ذكره، ويوجب لأهلها حب العلو والرئاسة على الخلق.

• الرد على من اتَّبع غير المذاهب الأربعة، لابن رجب الحنبلي، صـ 52، 53.