أنت لا تصيح، وسلالتك لا تنادي عبر صدرك الفاني، وأجناس البشر من بيض وصفر وسود لا يصيحون وحدهم في جوانح قلبك. إن الأرض كلها، بمياهها وأشجارها، بحيواناتها وبشرها، وبآلهتها تصيح في صدرك
إن الأرض تنهض على عقلك فتشاهد للمرة الأولى، جسدها كاملا ً. تقشعر
إنها حيوان يأكل ويتوالد ويتحرك ويتذكر . تجوع الأرض فتأكل بنيها، نباتات وحيوانات وبشرا ً وأفكارا ً... تطحنهم داخل فكيها المظلمين، وتمررهم عبر جسدها ثم تدلقهم على التراب.
-نيكوس كزانتزاكيس
إن الأرض تنهض على عقلك فتشاهد للمرة الأولى، جسدها كاملا ً. تقشعر
إنها حيوان يأكل ويتوالد ويتحرك ويتذكر . تجوع الأرض فتأكل بنيها، نباتات وحيوانات وبشرا ً وأفكارا ً... تطحنهم داخل فكيها المظلمين، وتمررهم عبر جسدها ثم تدلقهم على التراب.
-نيكوس كزانتزاكيس
تأملات حول المقصلة
«تقرير طبي»
إن الطبيبان الشجاعين اللذين طُلِبَ إليهما، من أجل العلم، أن يفحصا جثث المقصلة بعد الإعدام، اعتقدا أن من واجبهما تلخيص ملاحظاتهم المروعة: إذا سمح لنا بإبداء رأينا، فإنّ هذه المشاهد مؤلمة على نحوٍ مُخَيِّب! الدم يتدفق من الأوعية الدموية بسرعة الشريان السباتي المقطوع، ثم يتخثر، ثم تنقبض العضلات، ويصيبك رجفانها بالذهول، وتموج الأمعاء، ويتحرك القلب بطريقة غير منتظمة، وغير كاملة تبعث على الدهشة. يتجعد الفم في لحظات معينة في عبوس رهيب وبتعبير اشمئزازي. صحيح أنه في ذلك الرأس المقطوع تكون العينان بلا حراك مع اتساع حدقة العين؛ لكن لحسن الحظ لا تنظران إلى أي شيء، وإذا كانتا خاليتين من الكدر، ومن البريق الحليبي للجثة، إلا أنهما لا تتحركان، إن شفافيتهما حية، ولكن ثباتهما ميت كل هذا يمكن أن يستمر دقائق؛ بل حتى ساعات، في العينات السليمة: الموت ليس فورياً، وعلى هذا فإن كل عنصر حيوي في الجسد يظل على قيد الحياة بعد قطع الرأس، ولا يبقى للطبيب إلا ذاك الانطباع عن تجربة مروعة عن عملية تشريح قاتلة، يتبعها دفن سابق لأوانه.
-البير كامو
«تقرير طبي»
إن الطبيبان الشجاعين اللذين طُلِبَ إليهما، من أجل العلم، أن يفحصا جثث المقصلة بعد الإعدام، اعتقدا أن من واجبهما تلخيص ملاحظاتهم المروعة: إذا سمح لنا بإبداء رأينا، فإنّ هذه المشاهد مؤلمة على نحوٍ مُخَيِّب! الدم يتدفق من الأوعية الدموية بسرعة الشريان السباتي المقطوع، ثم يتخثر، ثم تنقبض العضلات، ويصيبك رجفانها بالذهول، وتموج الأمعاء، ويتحرك القلب بطريقة غير منتظمة، وغير كاملة تبعث على الدهشة. يتجعد الفم في لحظات معينة في عبوس رهيب وبتعبير اشمئزازي. صحيح أنه في ذلك الرأس المقطوع تكون العينان بلا حراك مع اتساع حدقة العين؛ لكن لحسن الحظ لا تنظران إلى أي شيء، وإذا كانتا خاليتين من الكدر، ومن البريق الحليبي للجثة، إلا أنهما لا تتحركان، إن شفافيتهما حية، ولكن ثباتهما ميت كل هذا يمكن أن يستمر دقائق؛ بل حتى ساعات، في العينات السليمة: الموت ليس فورياً، وعلى هذا فإن كل عنصر حيوي في الجسد يظل على قيد الحياة بعد قطع الرأس، ولا يبقى للطبيب إلا ذاك الانطباع عن تجربة مروعة عن عملية تشريح قاتلة، يتبعها دفن سابق لأوانه.
-البير كامو