مكتبة أحمد بن ناصر الطيار
3.43K subscribers
9 photos
94 files
38 links
المكتبة الخاصة بمؤلفات ومقالات فضيلة الشيخ أحمد بن ناصر الطيار - حفظه الله -

ومن عنده أي ملاحظة أو استفسار بخصوص مكتبة التلجرام أو المكتبة الرقمية أو عنده أحد الكتب المترجمة لشيخنا - حفظه الله -
فليتواصل معي على هذا المعرف

@mh_ty5
Download Telegram
[من أخْلَصَ خُلِّص]
أفضلُ العبادة عند الله تعالى أكملُها، ولا تكمل العبادة إلا بكمال أمور ثلاثة:
1-كمال إخلاصِ العبد، وذلك بإخلاصه وابتغائه وجه الله، وشدة استحضار النية في العبادة، وإقباله على الله بحبّ ورجاء وخوف وإنابة وتضرّع.
2-كمال صوابِ العبادة، وذلك بأن تكون موافقة للسنة، مشتملةً على أداء الأركان والشروط والواجبات والمستحبات، سالمة من التقصير والخلل.
3-كمال أثر العبادة، وذلك باشتمالها على المصالح التي تعود عليه وعلى غيره بالنفعِ والخير.
فمن كمّل هذه الأمور الثلاثة فقد كمُل عند الله، وحقّق مرتبة العبوديّة، وبلغ مرتبة الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ويرى - في أحايين كثيرة - بعين بصيرته - خاصة في صلاته وذكره ودعائِه وغيرها - سدرةَ المنْتهى، والبيت المعمور، والجنة ونعيمها، والنار وعذابها، وذلك راجع إلى صفاء قلبه واضْمحلال الحُجُب التي تحجبه عن رؤية ما أُخبر به ووُصف له، حتى كأنه رأي عين.
فالقلب متى ترقّى إلى المنازل الإيمانيّة، وحقّق مراتب العبوديّة، ورأى بعين اليقين الحقائق الغيبيّة: لن يستطيع الشيطان أن يصرفه عن ربه، ولن يقدر أن يزيّن له شهوةً نهاه عنها ربّه، فلا يلتفت إليها ولا تدخله، وإن دخلته فسرعان ما يَصرف عنه ربّه السوء والفحشاء، فتخرج خاسئة ذليلة حقيرة مبغوضة منبوذة.
كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام وقد أجلب الشيطان بخيله ورجله، وزيّن له امرأة جميلة خَلَت به: {كَذَلِكَ ‌لِنَصْرِفَ ‌عَنْهُ ‌السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}، وفي قراءة: {الْمُخْلِصِينَ} - بكسرِ اللام - ، فذكر الله تعالى سبب صرْف قلبه عن التعلّق بها ومحبّتها والميل إليها، وهو إخلاص قلْبِه وأقوالِه وقصْدِه لله وحده.
فمن أعظمِ أسبابِ تلوّث الإنسانِ بالفحشاء أو تعلّق قلبه بها: تقْصِيرُه في الإخلاص التامّ لله تعالى.
ومن كمّل مراتب الإخلاص خلّصه الله من كلّ بليّة، وانْتَشَله من كلّ فتنة، وصرفه عن كلّ سوء وفاحشة.
فهذا العبد لا يحبّ إلا ما يُحبّه ربّه، فحبُّه لله وفي الله، فيحبّه الله ويحبُّ له ما يُحبّ، ويُحبّبه ويرَضّيه بما يقْضيه، وإن كان ذلك شاقّا على غيره، فهو عليه غير شاقّ، لأنّ لطف الله سكن قلبه، وعناية الله أحاطت بروحه.
وله نصيبٌ من قوله تعالى عن موسى عليه السلام: {وألقيت عليك محبة مني ‌ولتصنع ‌على ‌عيني}، أي: لِتُربّى وَلِتُغَذَّى بعين الله.
فقد صنع الله بدَن موسى وخُلُقَه ودِينه وعقْله بمرأى منه وتمامِ عنايتِه وإحاطته وتوفيقه.
قال الطبري رحمه الله: " وَعَنَى بقوله (عَلى عَيْنِي) بمرْأى منّي ومحبّة وإرادة".
والمحبة التي لك في قلوب الناس لا تقدر أن تُلقيها أنت في قلوبهم، والعنايةُ والتوفيق والسّداد لن تصْنعها أنت لنفسك، بل يصنعها الله وحده بمشيئتِه.
ولن يصنع الله لك العنايةَ والوفيق والسّداد، ولن تنْجذب القلوب إليك محبةً وإجلالًا إلا إذا كنتَ له وبه.
كنتَ له: بالإخلاص له.
وكنتَ به بالاستعانة به.
فمتى كنت لله مُخلصًا وبالله مستعينًا: فقد هُديت تمام الهداية إلى الصراط المستقيم، وصدّق قلبُكَ لسانَك في قولك: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
أسأل الله أن يجعلنا ممن أحبّه وحبَّبه إلى خلقه، وممن أخلص له فخلّصه من كلّ فتنة وسوء وفحشاء، وممن استعان به فأعانه وثبّته، إنه سميع قريب مجيب.
‏{وإنّ جندنا لهم الغالبون}.
أخي المسلم: لقد ضمن الله تعالى لك الغلبة على نفسك وهواك وعدوّك الجنيّ والإنسيّ إذا كنت من جنده, ولن تكون جنديًّا لله إلا إذا كنت خاضعًا له, ممتثلاً أوامره, منْتهيًا عن نواهيه.
وقد أكّد الله تعالى هذا المعنى في غير آية, كقوله تعالى عن إبليس: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان}, فلا يقدر الشيطان أن يتسلّط عليك ويتمكّن من إغوائك وضرّك ما دُمْت عبْدًا مطيعًا لله.
وإذا ضعُفت عبوديّتك لله عظُم تسلّط الشيطان عليك.
فإذا كنت تشتكي من تسلّط الشيطان, وضعف الإيمان, وغلبة الهوى, وطغيان الشهوة المحرّمة: فاعلم علم اليقين أنك أخْلَلْتَ بشرْط الجنديّة.
إنّ الجنديّ الْمُنْظَمّ تحت لواء مَلِكٍ من ملوك الدنيا لا يعترض على أوامرِه ونظامِه وحُكْمِه, بل يعمل بما أَمَره به, ويكفّ عما نَهاه عنه, وإذا لم يفعل ذلك طَرَده من وظيفة الجنديّة؛ لأنه لا يصلح لها, ولا يُؤتَمَن عليها, ويسْتبدله بخيرٍ منه.
وإذا كان أكثر سمعًا وطاعة وانقيادًا وإخلاصًا واجتهادًا للمَلِكٍ: رفَع منزلتَه, وقَرّبه عنده.
ولله المثَلُ الأعلى, فكن من جنْد الله, الذين لا يخرجون عن طاعته, ولا يُهِمّهم إلا نصرُ دينه, وإعزازُ كلمته, وظهورُ حجّته, لينصرك ويرفعك ويثبّتك ويُدافع عنك.
وإن لم تفعل ذلك تركك في مواجهةِ عدوّك, وتخلّى عن حمياتك, وكيف تقْوى على مواجهة عدوّ لدُود حاقد؟
وسوف يستبْدل بك غيرك, كما قال تعالى: {وَأَن تَتَوَلَّوْا ‌يسْتَبْدل ‌قوما غَيْركُمْ ثمَّ لَا يَكُونُوا أمثالكم}.
اللهم اجعلنا من جندك وحزْبك المفلحين، إنك جواد كريم.
من أعظم أسباب حرزك من كل شر وحسد وعين ووسواس: كثرة قراءة سورتي الفلق والناس بصدق ويقين وحضور قلب.
قال ابنُ القيِّم رحمه الله: (والمقصودُ الكلامُ على هاتينِ السُّورتينِ، وبيانِ عظيمِ مَنْفَعَتِهِمَا، وشدَّةِ الحاجةِ بل الضَّرورةِ إليهما، وأنه لا يَستغني عنهما أَحَدٌ قطّ، وأنَّ لَهما تأثيرًَا خاصًَّا في دَفْعِ السِّحرِ والعَيْنِ وسائر الشُّرورِ، وأنَّ حاجةَ العبدِ إلى الاستعاذةِ بهاتينِ السُّورتينِ، أعظم مِن حاجتهِ إلى النَّفَسِ والطَّعَامِ والشَّرابِ واللِّباسِ) انتهى.
وهما سُورتانِ لَمْ يُرَ مِثْلُهُما، قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: أَلَمْ تَرَ آياتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾. رواه مسلمٌ.
ولَم يَتعوَّذ بمثلِهِما مُتعوِّذٌ، فقد ثبت أن النبي الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كان يَتعوَّذ بهما عندَ وُقوع الرِّيح والظُّلمة.
قال عُقْبَة بن عامِر رضي الله عنه: بَيْنَا أَنا أَسِيرُ معَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بينَ الْجُحْفَةِ والأَبْوَاءِ، ‌إذْ ‌غَشِيَتْنا ‌رِيحٌ ‌وظُلْمَةٌ ‌شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِـ (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، و (أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، ويَقُولُ: «يا عُقْبَةُ، تَعَوَّذْ بهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا» قالَ: وسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنا بهِمَا في الصَّلاةِ)؛ رواه أبو داود وحسَّنه الألباني.
فاحرص على قراءتهما عند المصائب ونحوها.
ومن السنة أن تقرأ بهما بعد كل صلاة، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة).
‏{ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد:16]

هذه الآية نزلت على الصحابة بعد أربع سنوات فقط من إسلامهم، في وقت كانوا فيه يُحاربون ويُحاصرون ويُبتلون في سبيل الله، ومع ذلك عاتبهم الله تعالى على غفلةٍ طرأت على قلوبهم، وقلة خشوعٍ في ذكره وسماع آياته..

فتأمل.. إذا كان أولياء الله من الصحابة عوتبوا بعد أربع سنين من الإيمان، فكيف بنا نحن؟ وقد مرت أعوام طويلة، والقلوب شغلت بالدنيا أكثر مما شغلت بربها، وأبصارنا تتابع الشاشات أكثر مما تتدبر الآيات..

الخشوع ما هو شعور عابر، ولا لحظة بكاء في صلاة، بل هو حالة سكون بينك وبين الله كل يوم، حالة انكسار يعرف فيها العبد ضعفه في وقت راحته ووقت شدته، ويوقن أن كل شيء في يده سبحانه..

والخشوع لا يُمنح إلا لمن طهّر قلبه من الضوضاء، وابتعد عن الغفلة، وداوم على الذكر والتفكر..

نصيحتي لك:
لا تطلب الخشوع في صلاتك فقط، بل اطلبه في حياتك كلها.
قبل أن تفتح جوالك، قبل أن تتكلم، قبل أن تغضب، قبل أن تحكم على غيرك.

ابدأ بخطوات صغيرة:
• خفف مما يلهي قلبك.
• أطل السجود، وقل "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" بصدق.
• اقرأ القرآن بتدبر وتفكر بمعاني الايات.

حينها، سترى أن الخشوع رزق، وأن من أكرمه الله به فقد أكرمه بأعظم نعمة بعد الإيمان.

اللهم ارزقنا قلوبًا تخشع لك في الرخاء كما تخشع في الشدة، وارزقنا حسن الظن بك وصدق التوكل عليك ..

( إفادة من كتاب الأنس بالله ) ‎@ahmdtay
مكتبة أحمد بن ناصر الطيار
‏{وإنّ جندنا لهم الغالبون}. أخي المسلم: لقد ضمن الله تعالى لك الغلبة على نفسك وهواك وعدوّك الجنيّ والإنسيّ إذا كنت من جنده, ولن تكون جنديًّا لله إلا إذا كنت خاضعًا له, ممتثلاً أوامره, منْتهيًا عن نواهيه. وقد أكّد الله تعالى هذا المعنى في غير آية, كقوله تعالى…
ترجمة المقال باللغة الفارسية

‏{وإنّ جندنا لهم الغالبون}.

برادران عزیز و دوستان گرامی ! خداوند متعال به ما وعده داده است که بر نفس و هوای خود و دشمنان جنی و انسی غالب خواهید شد اگر از سربازان واقعی او باشید و زمانی سرباز واقعی خدا خواهید بود که فروتن و فرمانبردار خداوند متعال باشید، از دستوراتش پیروی کنید و از نواهی‌اش دوری نمایید.

خداوند متعال این مسئله را در آیات مختلفی تأکید کرده است، چنانچه دربارهٔ ابلیس می‌فرمایند: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان}؛ بنابراین شیطان نمی‌تواند بر شما تسلط یابد و شما را فریب دهد و آسیب برساند مادامی که مطیع و فرمانبردار خداوند متعال باشید.

اگر عبودیت شما نسبت به خدا ضعیف شود، تسلط شیطان بر شما بیشتر خواهد شد. پس اگر از تسلط شیطان، ضعف ایمان، غلبه هوای نفس و طغیان شهوات حرام شکایت دارید، بدانید که شما شرایط سربازی را نقض کرده‌اید.

سربازی که تحت فرمان پادشاهی از پادشاهان دنیا قرار دارد، هرگز به دستورات و نظام او اعتراض نمی‌کند، بلکه طبق آنچه به او دستور داده شده عمل می‌کند و از آنچه نهی شده دوری می‌گزیند. اگر چنین نکند، از مقام سرباز بودن طرد می‌شود؛ زیرا او صلاحیت این مقام را ندارد و به جای او فردی بهتر جایگزین خواهد شد.

اگر کسی بیشتر شنوا، مطیع و پیرو پادشاه باشد، منزلت او بالا می‌رود و نزد پادشاه مقام کسب می‌کند و برای خداوند مثال عالی‌تری وجود دارد؛ بنابراین از سربازان خدا باشید، از کسانی باشید که از طاعت خداوند خارج نمی‌شوند و جز نصرت دینش، عزت کلمه‌اش و ظهور حجتش چیزی برایشان مهم نیست، تا خداوند شما را یاری کند و مقام شما را بالا ببرد و قدم‌های شما را استوار گرداند و در مقابل دشمن از شما دفاع نماید.

و اگر چنین نکنید، شما را در مواجهه با دشمنان رها خواهد کرد و از حمایت‌هایش دور خواهید شد. چگونه می‌توانید در برابر دشمنی سرسخت و حاقد مقاومت کنید؟

و اگر این نافرمانی ادامه پیدا کند خداوند متعال شما را با کسانی دیگر جایگزین خواهد کرد، چنانکه می‌فرمایند: {وَأَن تَتَوَلَّوْا ‌يَسْتَبْدِل ‌قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.

پروردگارا! ما را از پیروان مطیع و  سربازان پیروز خود قرار بده؛ زیرا تو بخشنده و کریم هستی.
✍️احمد‌بن ناصر الطیار
‏[من افْتُتِن بالرّدود عُوقِب بالصّدود]
من أعظم علامة توفيق الله للمسلم، وسلامةِ قلبه من الكبر والعلوّ والبغي: أنْ يكون في قلبه رحمةٌ على من زلّ وأخطأ من المسلمين الذين اجتهدوا في تحرّي الحق والصواب، وأن يحترم الكبير والعالم والمصلح ويتأدّب معه.
وإذا رأى من أحدٍ من المسلمين خطأ تحقّق غاية التحقق من خطئه، وإذا تحقّق أنه أخطأ خطأً بيّنًا سعى في نصحه سرًّا وبأدب؛ لأنّ غايته الإصلاح، لا التّشفّي وإظهار علمه وقوة حجّته، ولا إثبات خطأ المخطئ أمام الناس، مادام بالإمكان أن يُناصحه سرًّا.
ولا يُبادر بالردّ على أخيه المسلم المجتهد في تحرّي الحق والنفع إلا من اضطرّ لذلك، أما في حال السعة فهو في عافية، ويكل الردود العلنية لأهل الاختصاص والشأن، وهم العلماء، الذين يرجع الناس إلى أقوالهم ويرضون بهم.
وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا يردّ على أهل العلم والفضل في زمانه من أهل السنة والجماعة، وإنما يُناقش الأخطاء ويردّها، ويحفظ لأهل العلم والصلاح هيبتهم ومكانتهم.
وليس كلّ من طلب العلم وتعلّم يتصدّى للردّ على إخوانه من طلاب العلم والدعاة إلى الله بعلم وبصيرة، بل هذا الباب له أهله، وهم العلماء والمتخصّصون، وردّهم يكون على الخطأ، دون الإشارة إلى قائله، إلا عند الضرورة التي تُلجئهم إلى التصريح بالقائل.
ولقد تأملت فيمن افتُتن بالردود على إخوانه من طلاب العلم وغيرهم فرأيتهم قد حُرموا – والله – التوفيق، وبركة العلم، والعناية بالعمل، ونُزعت منهم الرحمة والرفق والحلم والأناة، وابتُلوا بالكبر والعلو والبغي.
والرود بين طلاب العلم علنًا بدون ضرورة لها عواقب وأضرار كثيرة على الرادّ نفسه، وعلى المردود عليه، وعلى عموم المسلمين:
فأما العواقب والأضرار المترتبة على الرادّ نفسه: فهي أنها تُحدث في قلبه العلو والكبر والغرور من حيث لا يشعر، وقد يجرّه ذلك إلى البغي والفجور، كما هو مشاهد.
فلا يكاد يسلم المفتون بالردود من أمراض القلب الخطيرة، التي غفل عنها وتركها وتفرغ للرد على إخوانه طلاب العلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كثير من المنتسبين إلى العلم يُبتلى بالكِبْر, كما يُبتلى كثيرٌ من أهل العبادة بالشرك، ولهذا فإن آفة العلم الكِبْر، وآفة العبادة الرياء، وهؤلاء يُحْرَمون حقيقة العلم، كما قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 146]. ا.ه
وأما العواقب والأضرار المترتبة على المردود عليه: فهي أنها تُؤدّي إلى النفرة والتدابر، وهذا مصادم لمقصود الشرع، فكم رأينا من نفور وصدود بسبب تلك الردود؟
فقد ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، وكونوا ‌عباد ‌الله ‌إخوانا».
وهذه الردود العلنيّة بلا ضرورة تؤدّي بلا شكّ ولا ريب إلى التّحاسد والتباغض والتقاطع، ومن تسبّب في ذلك فقد سعى في الأرض فسادًا والعياذ بالله.
وتُؤدّي كذلك إلى إشغال المردود عليه عما هو فيه من التعليم والعمل والنفع، فينشغل خاطره بما ورَد عليه من هذا الردّ المكدّر، وليس كلّ أحد يحتمل ردود إخوانه عليه، فإني أعرف بعض طلاب العلم إذا رُدّ عليه يتكدّر خاطره إلى درجةٍ يُحرم معها لذة العبادة، والتفرغ للعلم، فيبوء هذا الرادّ المتسلّط بالإثم، والله المستعان.
وأما العواقب والأضرار المترتبة على عموم المسلمين: فهي عدم ثقتهم بالعلماء وطلاب العلم، حيث رأوهم يتشاكسون ويردّ بعضهم على بعض، فتقلّ هيبتهم عندهم، وربما زالت وتلاشت، ويترتب على ذلك عدم قبولهم لما يقولون وينقلون من الخير والعلم النافع.
فيا من افتُتِنت بالردود على إخوانك: إنك لن تضرّ إلا نفسك، ويومًا سيكشف الله عن خبايا قلبك، ويعرّفك بما أخفيته من أمراض جهلتها أو تجاهلتها {يوم تبلى السرائر}.
يومًا ستعرف فداحة وشناعة فعلك، في تكدير خواطر إخوانك، وتضييق صدورهم، وهم قد نذروا أنفسهم في نفع الناس ونشر الخير، فبدلا من أن تُساندهم وتشْكرهم، صرت خنجرًا تطْعَنهم به، ومِعْولاً للهدم لا للبناء.
وإذا حُرمت من التفرغ لنفع المسلمين فدَع مَن تفرّغ لنفعهم من شرّ لسانك وقلمك، فربّ كلمة تردّ بها عليهم كانت سببًا في فتور هممهم عن نشر الخير، ولا يُحصى من توقف عن نشر الخير والعلم والنفع بسبب تلك الردود والانتقادات، والحساب يوم القيامة عسير.
أسأل الله أن يجعلنا سببًا في نشر الخير، وتأليف القلوب، وأن يحفظ ألسنتنا وأقلامنا من الزلل والخطأ والفتن، إنه سميع قريب مجيب.
مكتبة أحمد بن ناصر الطيار
‏[من افْتُتِن بالرّدود عُوقِب بالصّدود] من أعظم علامة توفيق الله للمسلم، وسلامةِ قلبه من الكبر والعلوّ والبغي: أنْ يكون في قلبه رحمةٌ على من زلّ وأخطأ من المسلمين الذين اجتهدوا في تحرّي الحق والصواب، وأن يحترم الكبير والعالم والمصلح ويتأدّب معه. وإذا رأى من…
ترجمة المقال باللغة الفرنسية:
« Celui qui est séduit par les réfutations est châtié par le rejet »



L’un des plus grands signes de la réussite qu’Allah accorde au musulman, ainsi que de la pureté de son cœur à l’égard de l’orgueil, de la prétention et de l’injustice, est qu’il porte en lui de la miséricorde pour celui qui a trébuché ou fauté parmi les musulmans qui se sont efforcés de rechercher la vérité et la justesse. Il respecte le savant, l’aîné et le réformateur, et se conduit envers eux avec bienséance.

Lorsque le musulman observe une erreur chez l’un de ses coreligionnaires, il vérifie cette erreur avec le plus haut degré de vérification. Et s’il s’avère qu’il s’agit d’une faute manifeste, il œuvre à le conseiller discrètement et avec élégance, car son but est la réforme, non la revanche, ni l’étalage de sa science, ni la démonstration de la force de son argument. Son objectif n’est pas non plus d’exposer la faute du fautif devant les gens, tant qu’il est possible de le conseiller en privé.

Il ne se précipite pas à réfuter son frère musulman qui s’efforce sincèrement de rechercher la vérité et le bien, sauf en cas de nécessité. Mais en situation de facilité, il est préservé, et il laisse les réfutations publiques à ceux qui en ont la compétence et l’autorité : les savants, à qui les gens se réfèrent et dont ils acceptent les paroles.

Cheikh al-Islâm Ibn Taymiyya qu’Allah lui fasse miséricorde ne réfutait pas les gens de science et de vertu de son époque parmi les gens de la Sunna. Il discutait les erreurs et les rectifiait, tout en préservant aux savants et aux vertueux leur dignité et leur statut.

Ainsi, tout étudiant en sciences religieuses, même s’il possède une part de savoir, n’est pas habilité à s’exposer à la réfutation publique de ses frères étudiants ou prédicateurs. Cette porte a ses gens : les savants et les spécialistes. Leur manière de réfuter consiste à corriger l’erreur, sans nécessairement mentionner son auteur, sauf en cas d’extrême nécessité les contraignant à citer son nom.

En observant ceux qui se sont laissés séduire par les réfutations envers leurs frères étudiants ou autres, j’ai constaté qu’ils ont été privés par Allah de la réussite, de la bénédiction du savoir et de l’attention portée à l’action. La miséricorde, la douceur, la patience et la pondération leur ont été retirées, et ils ont été éprouvés par l’orgueil, la prétention et l’injustice.

Les réfutations faites publiquement entre étudiants, sans nécessité, entraînent de nombreuses conséquences et nuisances, que ce soit pour l’auteur de la réfutation lui-même, pour celui qui en fait l’objet, ou pour l’ensemble de la communauté musulmane.

I. Les conséquences sur celui qui réfute

Les répercussions sur l’auteur de la réfutation sont qu’elles provoquent dans son cœur de l’arrogance, de l’orgueil et de la vanité sans qu’il ne s’en rende compte. Cela peut le mener à l’injustice et à la transgression, comme on le constate fréquemment. Il est rare que celui qui se complaît dans les réfutations échappe aux maladies graves du cœur, qu’il a délaissées et oubliées, se consacrant plutôt à réfuter ses frères étudiants.

Cheikh al-Islâm Ibn Taymiyya qu’Allah lui fasse miséricorde a dit : « Nombreux sont ceux qui s’affilient à la science et qui sont éprouvés par l’orgueil, tout comme nombre de dévots sont éprouvés par le polythéisme. Ainsi, le fléau de la science est l’orgueil, et le fléau de l’adoration est l’ostentation. Ces gens sont privés de la véritable science, comme Allah exalté soit-Il a dit : “J’écarterai de Mes signes ceux qui s’enflent d’orgueil injustement sur terre.” » (al-A‘râf : 146).

II. Les conséquences sur celui qui subit la réfutation

Les répercussions sur la personne visée par la réfutation sont qu’elles provoquent la répulsion et la rupture, ce qui contredit le but même de la Loi révélée. Combien de fois avons-nous observé de la froideur, de l’éloignement, et même des ruptures à cause de ces réfutations ?
مكتبة أحمد بن ناصر الطيار
‏[من افْتُتِن بالرّدود عُوقِب بالصّدود] من أعظم علامة توفيق الله للمسلم، وسلامةِ قلبه من الكبر والعلوّ والبغي: أنْ يكون في قلبه رحمةٌ على من زلّ وأخطأ من المسلمين الذين اجتهدوا في تحرّي الحق والصواب، وأن يحترم الكبير والعالم والمصلح ويتأدّب معه. وإذا رأى من…
Il est rapporté dans les deux Sahîh, d’après Anas qu’Allah l’agrée que le Prophète ﷺ a dit :
« Ne vous enviez pas, ne vous haïssez pas, ne vous tournez pas le dos ; soyez plutôt, serviteurs d’Allah, des frères. »

Or, ces réfutations publiques sans nécessité mènent inévitablement à l’envie, à la haine et à la rupture. Celui qui en est la cause œuvre à la corruption sur terre qu’Allah nous en préserve.

Elles détournent aussi celui qui en est l’objet de son enseignement, de son travail et de son utilité. Son esprit se retrouve absorbé par ce qui lui a été adressé comme réfutation blessante. Et tout le monde n’a pas la capacité d’endurer la critique de ses pairs. Je connais certains étudiants qui, lorsqu’on les réfute, se retrouvent affectés au point de perdre la douceur de l’adoration et la concentration dans la science. Celui qui s’acharne ainsi sur eux porte alors une lourde faute, et l’aide d’Allah est demandée.

III. Les conséquences sur l’ensemble des musulmans

Ces pratiques font perdre aux gens leur confiance dans les savants et les étudiants en science, lorsqu’ils les voient se quereller et se réfuter mutuellement. Leur respect pour eux diminue, voire disparaît, ce qui les amène à ne plus accepter leur enseignement ni leur transmission du bien et du savoir utile.

Ô toi qui t’es laissé séduire par les réfutations adressées à tes frères : tu ne nuiras qu’à toi-même. Un jour, Allah dévoilera le contenu de ton cœur et te fera connaître les maladies intérieures que tu ignorais ou feignais d’ignorer :
« Le Jour où seront dévoilés les secrets. »

Un jour, tu réaliseras la gravité et la laideur de ton acte, en ayant troublé les esprits de tes frères et en ayant oppressé leurs cœurs, alors qu’ils se sont consacrés à l’utilité des gens et à la diffusion du bien. Au lieu de les soutenir et de les remercier, tu es devenu un poignard qui les transperce, un instrument de démolition plutôt que de construction.

Et si tu es privé du temps nécessaire pour être utile aux musulmans, alors au moins, laisse ceux qui s’y dédient à leur œuvre, préservés du mal de ta langue et de ta plume. Une seule parole que tu leur adresses peut être la cause du refroidissement de leur ardeur dans la diffusion du bien. Nombreux sont ceux qui ont cessé de transmettre le savoir ou le bien à cause de telles critiques, et le compte, le Jour du Jugement, sera difficile.

Je demande à Allah de faire de nous une cause de propagation du bien et d’union des cœurs, et de préserver nos langues et nos plumes du faux pas, de l’erreur et des tentations. Il est Celui qui entend, qui est proche et qui exauce.

Sheikh ahmed altayar
“Whoever becomes infatuated with refutations is punished with estrangement.”

Among the greatest signs of Allah’s enabling grace upon a Muslim, and of the soundness of his heart from arrogance, haughtiness, and injustice, is that his heart carries mercy toward those Muslims who have slipped or erred while sincerely striving to seek the truth and what is correct, and that he shows respect and proper conduct toward elders, scholars, and reformers.

When he sees an error from any Muslim, he verifies that error with the utmost verification; and if it becomes clear to him that the person has indeed made a manifest mistake, he seeks to advise him privately and with courtesy—because his aim is rectification, not gloating, nor displaying his own knowledge and the strength of his argument, nor proving the error of the mistaken one before the people, so long as private counsel is possible.

He does not hasten to refute his Muslim brother who strives to seek the truth and benefit, except when compelled to do so. In general circumstances, he remains in safety, leaving public refutations to those qualified for them—namely, the scholars—to whose words people return and with whom they are satisfied.

Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy upon him) would not refute the people of knowledge and virtue of his time among Ahl al-Sunnah wal-Jamāʿah; rather, he would address and correct the mistakes themselves, while preserving the dignity and rank of the people of knowledge and righteousness.

Not everyone who seeks knowledge and studies it should take up refuting his fellow students of knowledge or callers to Allah, even if he possesses some knowledge and insight. This is a field that has its people—namely, the scholars and specialists. Their refutations address the error itself without mentioning the one who made it, except when necessity compels them to identify him.

I reflected upon those who became enamored with refuting their brothers—students of knowledge and others—and I saw that they have truly been deprived, by Allah, of success, of the blessing of knowledge, and of attention to implementing that knowledge. Mercy, gentleness, patience, and forbearance have been taken from them, and they have been tested with arrogance, conceit, and injustice.

Public refutations among students of knowledge without necessity bring about many harmful consequences—for the one issuing the refutation, for the one being refuted, and for the general body of Muslims.

*As for the consequences and harms for the one issuing the refutation:*

They produce within his heart arrogance, pride, and conceit without him realizing it, and such traits may drag him into transgression and wickedness, as evident in reality.

Rarely does one who is infatuated with refutations remain safe from the serious diseases of the heart, which he has neglected while preoccupying himself with refuting his brothers among the students of knowledge.

Ibn Taymiyyah (may Allah have mercy upon him) said: “Many of those affiliated with knowledge are afflicted with arrogance, just as many of the devoted worshippers are afflicted with showing-off. Hence the affliction of knowledge is arrogance, and the affliction of worship is ostentation. Such people are deprived of the reality of knowledge, as Allah said: ‘I shall turn away from My signs those who behave arrogantly upon the earth without right’ [al-Aʿrāf: 146].”

*As for the consequences and harms for the one being refuted:*

They lead to alienation and estrangement, which oppose the purpose of the Sharīʿah. How many times have we witnessed aversion and turning away because of such refutations?

It is recorded in the two Ṣaḥīḥs from Anas (may Allah be pleased with him) that the Prophet ﷺ said: “Do not envy one another, do not hate one another, do not cut off one another, and be servants of Allah as brothers.”

These public refutations without necessity undoubtedly lead to envy, hatred, and cutting off relations, and whoever causes such things has indeed striven to spread corruption upon the earth—Allah’s refuge is sought.
They also distract the one being refuted from his teaching, work, and beneficial efforts, disturbing his mind with the harshness of what has been written about him. Not everyone can bear the refutations of their brothers; indeed, I know among the students of knowledge those who, when refuted, become so unsettled that they lose the sweetness of worship and the ability to focus on knowledge. Thus, the one issuing the refutation burdens himself with sin—Allah’s help is sought.

*As for the consequences and harms for the general Muslims:*

They lose confidence in the scholars and students of knowledge, seeing them quarrel and refute one another. Their esteem diminishes, perhaps even disappears entirely, and the result is that people no longer accept their beneficial knowledge and guidance.

So, O you who have become infatuated with refutations: you harm no one but yourself. A day will come when Allah will uncover the secrets of your heart and will acquaint you with what you concealed of its diseases—whether you were ignorant of them or deliberately overlooked them—“the Day when secrets are laid bare.”

One day you will realize the magnitude and ugliness of what you have done by distressing the hearts of your brothers and constricting their chests—those who have devoted themselves to benefiting people and spreading good. Instead of supporting and thanking them, you became a dagger with which you stab them, and a pickaxe for demolition rather than construction.

If you are deprived of devoting yourself to benefiting the Muslims, then leave those who have devoted themselves to their benefit safe from the evil of your tongue and your pen. Perhaps one word by which you refute them becomes a cause for their zeal in spreading goodness to diminish. Countless are those who ceased conveying goodness, knowledge, and benefit because of such refutations and criticisms—while reckoning on the Day of Resurrection is severe.

I ask Allah to make us a cause for spreading goodness and unifying hearts, and to protect our tongues and pens from slips, errors, and trials. Indeed, He is All-Hearing, Near, and Responsive.

— Shaykh Ahmad b. Nasir al-Tayyar
النِّعَمُ الْمَنْسيّةُ عُقوبَةٌ ربّانيّة:
من أعظم الذنوب وأبغضها عند الله: نسيانُ العبد شكر ما أنعم الله عليه من النّعم الدّينيّة أو الدّنيويّة، وقد ذكَر تعالى نسيان النعم والطاعات في معرض الذمّ.
فالله تعالى يغضب ممن يعطيه نعمة ثم ينسى شكرها، ويمنّ عليه بالطاعة فيهجرها حتى ينساها..
وعلاج هذا النسيان بأمور ذكرها الله تعالى في كتابه:
الأمر الأول:الإيمان والقبول لشريعة الرحمن، قال تعالى: {فَلَمَّا ‌نَسُوا ‌مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}.
وفي هذا إشارة إلى أنّ من أسباب النسيان الغفلة والإعراض عن الدّين.
الأمر الثاني:قوة العزيمة على شكر النعم والقيام بالطاعات، قال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ‌فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}.
وفي هذا إشارة إلى أنّ من أسباب النسيان ضعف العزيمة..
الأمر الثالث:مجالسة الصالحين، قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا ‌يُنْسِيَنَّكَ ‌الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)}.
وفي هذا إشارة إلى أنّ من أسباب النسيان مجالسة أهل الغفلة والسخرية..
الأمر الرابع:كثرةُ ذكر الله تعالى، قال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ ‌إِذَا ‌نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}.
وفي هذا إشارة إلى أنّ من أسباب النسيان عدم ملازمة ذكر الله..
الأمر الخامس:ملازمة العلم قراءةً وكتابة، قال تعالى في سورة القلم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي ‌عَلَّمَ ‌بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}.
فأول ما طرق أذنَ النبيّ صلى الله عليه وسلم: {اقْرَأْ.. اقْرَأْ.. ‌عَلَّمَ ‌بِالْقَلَمِ.. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ}..
فالقراءة والكتابة أصلُ العلم، والعلمُ لا يكون نافعًا إلا ما أُخذ من مصْدره، وهو الله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ}..
وتكْرارُ الأمر بالقراءة، وتكرار ذكر العلم: يُشير إلى ملازمة العلم قراءةً وكتابة، فمن لم يُلازمه نسي شكر النعم ونسي العلم والعمل به، فوقع فيما يكرهه الله ويُبغضه..
فمن توفيق الله للعبد أن يلازم قراءة ما ينفعه من العلم النافع، وأعظم العلوم النافعة: القرآن..
وأنْ يلازم الكتابة:
- فيكتب ما تعلّمه من الواجبات والمستحبّات؛ ليحفظها ويُراجعها لئلا ينساها.
- ويكتب نعم الله عليه حتى يستحضر على الدوام شكرها، فإنّ تذكّر النعم يورث شكرها, وقد أمر الله تعالى كثيرًا بتذكّر نعمه على عباده, كقوله: {اذْكُرُوا ‌نِعْمَةَ ‌اللَّهِ ‌عَلَيْكُمْ}.
- ويكتب العبر التي مرّت عليه وحصلت له؛ لتكون حاضرة في ذهنه على الدوام فيشكرها، ويَطَّلع عليها غيرُه فيعتبر بها.
قال السعدي رحمه الله: "الكتابة من أعظم نعم الله على عباده؛ ولهذا امتن تعالى على عباده بتعليمهم بالقلم في أول سورة أنزلها".
فمن هجر العلم قراءةً وكتابة عُوقب بنسيان الطاعة وشكر النّعم..
وتِجَارَةُ الدنيا تعتمد على الكتابة؛ لئلا تكون عرضةً للخسارة، فكذلك تِجَارَةُ الآخرة تعتمد على الكتابة؛ لئلا تكون عرضةً للخسارة..
ومما يُعينك على شكر نعم الله عليك: استشعارك منّة الله عليك بها, فهي ليست بحولك ولا بقوتك ولا ذكائك, بل هو الذي أعطاك وآواك وأغناك وستر عليك, كما قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ ‌مِنْ ‌نِعْمَةٍ ‌فَمِنَ}, وألا تنظر في أمور الدنيا إلى من هو فوقك, وإنما تنظر إلى من هو تحتك وأقلّ منك.
والله تعالى أعلم.
مكتبة أحمد بن ناصر الطيار
النِّعَمُ الْمَنْسيّةُ عُقوبَةٌ ربّانيّة: من أعظم الذنوب وأبغضها عند الله: نسيانُ العبد شكر ما أنعم الله عليه من النّعم الدّينيّة أو الدّنيويّة، وقد ذكَر تعالى نسيان النعم والطاعات في معرض الذمّ. فالله تعالى يغضب ممن يعطيه نعمة ثم ينسى شكرها، ويمنّ عليه بالطاعة…
ترجمة المقال باللغة الفرنسية:
📚 Les bienfaits oubliés : une sanction divine


Parmi les péchés les plus graves et les plus détestés auprès d’Allah figure le fait pour le serviteur d’oublier de remercier Dieu pour les bienfaits qu’Il lui a accordés, qu’ils soient d’ordre religieux ou mondain. Dans le Coran, Allah mentionne l’oubli des bienfaits et des actes d’obéissance dans un contexte de blâme.
Car Allah s’irrite de celui à qui Il accorde une faveur puis qui en oublie la gratitude, et de celui qu’Il honore par l’obéissance puis qui l’abandonne jusqu’à la négliger complètement.

Le traitement de cet oubli s’articule autour de plusieurs points que Dieu a exposés dans Son Livre :




1. La foi et l’acceptation de la Loi du Tout-Miséricordieux

Allah dit :

« Puis lorsqu’ils oublièrent ce qui leur avait été rappelé, Nous leur ouvrîmes les portes de toutes choses. »
Ce verset indique que parmi les causes de l’oubli se trouvent la négligence et le détournement de la religion.




2. La force de la détermination dans la gratitude et l’obéissance

Allah dit :

« Nous avions auparavant pris un engagement d’Adam, mais il oublia et Nous ne lui avons pas trouvé de résolution ferme. »
Ce verset montre que l’une des causes de l’oubli est la faiblesse de la volonté.




3. La fréquentation des vertueux

Allah dit :

« Et lorsque tu vois ceux qui s’engagent dans des discussions futiles au sujet de Nos signes, détourne-toi d’eux… Et si Satan te fait oublier, alors ne t’assieds pas après le rappel avec les gens injustes. »
Cela indique que l’oubli est favorisé par la compagnie des insouciants et des moqueurs.




4. L’abondance du rappel d’Allah

Allah dit :

« Et rappelle ton Seigneur lorsque tu oublies, et dis : “Peut-être que mon Seigneur me guidera vers ce qui est plus droit encore.” »
Ce verset montre que l’oubli provient de l’abandon du dhikr.




5. La fréquentation assidue du savoir : lecture et écriture

Allah dit dans la sourate Al-ʿAlaq :

« Lis au nom de ton Seigneur qui a créé… Lis, et ton Seigneur est le plus Généreux, Celui qui a enseigné par la plume. »

Les premiers mots adressés au Prophète ﷺ furent :
« Lis… Lis… Celui qui a enseigné par la plume… Il a enseigné à l’homme ce qu’il ne savait pas. »

La lecture et l’écriture sont donc la base du savoir. Et le savoir n’est véritablement bénéfique que lorsqu’il est pris de sa source : Allah, qui a enseigné à l’homme.
La répétition de l’ordre de lire et de l’évocation de la plume indique la nécessité de persévérer dans la lecture et l’écriture. Celui qui s’en détourne oublie la gratitude, la science et la mise en pratique. 📚

Par conséquent, parmi les marques de la grâce divine envers un serviteur :
– qu’il persévère dans la lecture de ce qui lui est utile, et le plus noble des savoirs est le Coran ;
– qu’il persévère dans l’écriture :

en notant ce qu’il a appris des obligations et des recommandations,

en consignant les bienfaits de Dieu pour les garder présents et les remercier continuellement,

en écrivant les leçons de vie qu’il a traversées afin de s’en souvenir et d’en faire profiter autrui.


L’imam As-Saʿdî رحمه الله a dit :
« L’écriture est l’une des plus grandes faveurs d’Allah envers Ses serviteurs. C’est pourquoi Il les a gratifiés de l’enseignement de la plume dans la première sourate révélée. »

Celui qui délaisse la lecture et l’écriture du savoir est puni par l’oubli de l’obéissance et de la gratitude.

La marchandise d’ici-bas repose sur l’écriture afin d’éviter la perte ;
de même, la marchandise de l’au-delà repose sur l’écriture afin d’éviter l’échec.




Ce qui aide à remercier les bienfaits d’Allah

– Ressentir profondément que ces bienfaits viennent d’Allah seul : ni par ta force, ni par ton intelligence.
Car c’est Lui qui t’a donné, Lui qui t’a protégé, Lui qui t’a enrichi.
Allah dit :
« Quel que soit le bienfait dont vous jouissez, il provient d’Allah. »
– Et porter son regard non vers ceux qui possèdent davantage, mais vers ceux qui ont moins, afin de préserver la gratitude.


Et Allah est le plus Savant.

Sheikh ahmad atayar
‏[صلاح الأولاد اختيارُ الله.. لا اختيارك..]
هدايةُ أولادك لا تختارها ولو فعلت أسبابها..
إنك تسعى جاهدا في صلاح ابنك فيختار الله صلاح ابنتك..
تعلّم أحدهم وتجتهد في تربيته.. فيختار الله غيره للعلم ويربّيه هو.. لأنه صنَعه لنفسه (واصطنعتك لنفسي) (ولتصنع على عيني)..
ولو كانت الهداية تحت قدرة البشر لهدى مُعلّم البشريّة - صلوات الله وسلامه عليه - عمّه أبا طالب، ولهدى نوح - عليه السلام - ابنه وزوجه، ولهدى لوط - عليه السلام - زوجه، ولهدى إبراهيم - عليه السلام - أباه..
إنك كالزارع، يُلقي البذور ويسْقيها، والله يخرج ما يشاء منها ويُربّيها.
فأنت تبذر.. والله يُخرج، وأنت تحرث.. والله يُنْبِت..
والدرس من هذا: ألا تعتمد على الأسباب، ولا تغْتَرّ بقدْرتك على التربية وفنّ الإقناع..
ومن باب العبرة: كان اجتهادي قبل سنوات – تعليمًا وتربيةً ونصحًا - منحصرًا على أحدِ أبنائي؛ رجاءَ أن يحمل عني العلْم ليعمل به ويعلّمه.. ولم يكن لبناتي نصيبٌ من التعليم والتربية والرعاية إلا تبعًا..
كان ظنّي القاصر يقول: يرثك في العلم الذّكر من أولادك.. فشاء الله وقضى – ولا رادّ لقضائه – أن يرث عني العلم بعضُ بناتي..
وكأنّ الله يقول لي: لستَ أنت من تختار من يَهْتدي، ومن يحمل عنك العلم، ومن يبلّغ رسالاتي، فإني لا أختار إلا ما أُحبّ.. لا تُحبّ..
شكرًا لكما ابْنَتَيّ ‎@Smar89392757 / ‎@bhwri1 وزادكما توفيقًا وهداية ونفعًا، وأصلح الله جميع أولادي وأولاد المسلمين وهداهم للحقّ..
[نداءٌ عاجل.. لكلّ عاضل]
إنّ منع ابنتك أو أختك عن الزواج مطلقًا، أو عن زوج كفء صالح ارتضته حرامٌ، ويسمّى في الإسلام: "العضل"..
وهو جريمة إنسانيّة، ومخالِفةٌ للشريعة الإسلاميّة..
ألا يتذكر هذا العاضل الظالم الآثم مرارة وحسرة من عضلها حينما منعَها من حقّها في الزواج، أو اختيارِ الزوج الذي ارتضته وركنت إليه؟؟
وكم من فتاة كرهت الزواج وعاشت طول عمرها عانس.. بسبب منع هذا العاضل من الزواج حينما رغبت؟
فيبوء هؤلاء بالإثم.. ولا تسأل عن الحسرة التي تُلازمهم طول حياتهم..
وكلّ من سعى في صدّ الفتاة البالغة العاقلة عن الزواج بكفء رغبته، سواء كان أخًا أو أبًا أو أمًّا أو أختًا أو عمًّا أو خالاً.. وسواء منعوها صراحةً.. أو قاطعوها.. أو قسوا عليها.. أو دلّسوا عليها ونفّروها منه.. بذكر عيوب وهميّة.. كـ "فارق السنّ"، أو "قلّة الدخل"، أو "إذا تزوجت أختها الأكبر منها" أو نحو ذلك: فهؤلاء كلّهم قد ارتكبوا جريمةً عظيمة، ومخالفةً للدّين صريحة..
والعضل محرم؛ لقوله تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ).
وقد روى البخاري أنّ معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل، فطلّقها ثم تركها حتى انقضت عدتها، ثم حنّ قلبه عليها ورغب الزواج بها بعد ذلك.. فخطبها، ‌فامتنع ‌أخوها معقل من ذلك.. وحمله على ذلك الغيظ والحنق عليه.. فأنزل الله: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن}. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه، فترك الحميّة وامتثل لأمر الله تعالى..
ولهذا العضل آثارٌ سيّئة.. فكم من فتاة وقعت في الحرام لمّا مُنعت من الحلال..
وكم من فتاة أُصيبت بمرض الاكتئاب والحزن الذي لازمها طول حياتها بسبب العضل..
وكم من فتاة انتحرت، وكم من فتاة كرهت الزواج وعاشت حياتها عانسًا..
وكم من فتاة حقدت على أختها التي تكبرها؛ بسبب منعها من الزواج حتى تتزوج أختُها..
وهناك قصةٌ لا أنساها أبدًا.. فتاة شهدت لحظةَ احتضارِ والدِها، فالتفتت إليه وهو يَجود بروحه، ويتمنَّى أن يسمعَ ممن حوله كلمة طيبة يَختم بها حياته مرتاحَ البال، فإذا بابنته تلتفتُ إليه وتقول: أبي، قل: آمين، فقال: آمين، وهو يُعالِجُ سكراتِ الموت؛ لعلَّها تستغفرُ له، فَرَدَّدَت عليه الطَّلب، فأَمَّن الثانية والثالثة، فصاحت به: حَرَمَك الله من الجنة، كما حرمتني من الزَّواج، لسان حالها يلهج بالدُّعاء على من ظَلَمها، وأيُّ ظلمٍ أعظمُ من هذا الظلم الذي منعها حقَّها في إعفاف نفسها؟! فكَمْ من رجل دَعَتْ عليه ابنته بَدَلَ أنْ تدعوَ له! وكم من بنت تُكِنُّ لأبيها بُغضًا وكُرهًا بدل الحب والاحترام! وما ذاك إلا لظُلمه لها وعضلها عن الزواج.
فيا ويل الذي عضلوا بناتهم أو أخواتهم..
فمن منا يرضى أن تكونَ ابنتُه أو أختُه خصمه يوم القيامة؟! والله - تعالى - يقول: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾..
ومن رجح عقلُه، وكمل دينه: بحث لبناتِه عن الأزواج الأَكْفَاء، فتلك سنة الصالحين؛ قال الله عن الرجل الصالح: ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾.
وهذا عمر - رضي الله عنه - يعرض ابنتَه حفصة على أبي بكر؛ ليتزوجَها، ثم على عثمان - رضي الله عنهم - أجمعين.
وسعيد بن المسيِّب - رحمه الله - يُزوِّج أحدَ تلامذَتِه بابنته التي خطبها إليه الخلفاء، فأَبَى إلاَّ أن تكون في حِجْر طالب علم، ولو كان فقيرًا..
[الظّاهرة الكاشفة!]
صفتا الصدق والكذب: ظاهرة كاشفة..
- ظاهرة: لأنهما تَظْهر جليّا على كلّ إنسان، ويسهل التحقق من ذلك من خلال كلامه ومواعيده وسُلوكِه..
- كاشفة: لأنها تكشف جميع صفات الإنسان الأخرى.. فمن تحلّى بصفة الصدق قولا وعملا فقد تحلّى بكلّ صفة جميلة طيبة..
ومن تحلّى بصفة الكذب قولا وعملا فقد تحلّى بكلّ صفة قبيحة سيّئة..
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الصدق يهدي ‌إلى ‌البِرّ، وإن ‌البِرّ يهدي إلى الجنة, وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار».
فالصادق: لا يتّهم أحدًا باطلا.. ولا يَشْمت بأحد.. ولا يُعيّر أحدًا.. ولا يفحش في كلامه.. ولا يكون نمّامًا.. ولا مُغتابًا.. ولا طعّانًا.. ولا سليطَ اللسان؛ لأنّ الصّدْق قد تمكّن من قلبه فلا ينطق إلا بصدق وحقّ..
وإنما يكون كذلك: الكاذب؛ لأنّ الكذب قد تمكّن من قلبه فلا ينطق إلا بكذبٍ وباطل، وإن كان قد يصدق ويقول الحقّ أحيانًا، فهذا الكاهن – رأسُ الكذب – يصْدق ويقول حقًّا أحيانًا..
فالكذب عدوّ لكل خصلة شريفة.. والصدق عدوّ لكل خصلة قبيحة..
ولباسُ الكاذبِ الغموضُ الدّناءَة.. ولباسُ الصادق الوضوحُ والْمُروءة..
1_5046624716404557239.pdf
478.5 KB
ترجمة مقالي (اسأل ربك البركة).