213- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن عامر، قال: أكل النبي وأبو بكر وعمر لحمًا وخبز شعير ورطبا وماء باردا، فقال: ((هذا وربكما النعيم)).
214- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا فطر، عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال سمعت بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقول: لقد كنا نَبعَرُ كما تبعر الإبل من الجهد.
215- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عمر، عن أبيه، سمعه منه يقول: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في نَفر من أصحابه إلى أبي الهيثم بن التَّيهان- وهو مالك بن التيهان- فدخل على امرأته فقال: ((أين أبو الهيثم؟))، قالت: ذهب يستعذب لنا، فبينا هم كذلك إذ جاء، فقال لامرأته: ويحك ما صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا؟ قال: لا، قال: قومي، فعمدت إلى شعير لها فطحنته، وقام إلى غنم له فذبح لهم شاة،(ق17/أ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تذبحن ذات در)) فطبخ لهم وقدم بين أيديهم، فأكلوا، ثم يناول شنًّا أو دلوًا فشرب وشرب من معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتسألن عن هذه الشربة)).
216- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عبدالعزيز بن مُسلم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بشر هذه الأمة بالسناء، والنصر، والتمكين، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب)).
217- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبدالعزيز بن مسلم عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب، قال: من أصبح وأكبر همه غير الله فليس من الله.
218- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا قُرَّة بن خالد، عن حُميد بن هلال العدوي، عن خالد بن عمير- رجل منهم -قال: سمعت عتبة بن غزوان، يقول: لقد رأيتُني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومالنا طعام إلا ورق الحُبلةِ، حتى قَرِحت أشداقنا.
219- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، عن ابن خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت سعدًا يقول: إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد رأيتُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا السمر وورق الحُبلة، حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع العنز........ماله خِلط.
220- قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، قال حدثنا يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: لقد رأيتني وأنا أصرع بين القبر والمنبر، حتى يقول الناس: مجنون، وما بي جنون، إن هو إلا الجوع.
221- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا رَوح، قال حدثنا هشام، عن محمد قال:كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان يتمخط فيهما، فقال: بَخٍ بَخٍ أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة أخر مغشيًا علي، فيجيء الجائي فيقعد على صدري فأقول: إنه ليس بي ذاك، إنما هو الجوع.
222- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا عبدالوهاب – في تفسير سعيد- عن قتادة، قال: حتى لقد ذُكر لنا أن الرجل كان يعصب على بطنه الحجر، ليقيم به صلبه من الجوع، وكان الرجل يتخذ الحفيرة في الشتاء، ماله دثار غيرها.
223- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، قال: يجاء بالعبد يوم القيامة فيقال له: ما منعك أن تكون عبدي؟ فيقول: ابتليتني جعلت علي أربابًا يشغلوني، فيجاء بيوسف في عبوديته فيقول: أنت كنت أشد عبودية أم هذا؟ فيقول: بل هذا، فيقول: لم يمنعه ذلك أن عبدني.
224- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا عبدالرزاق عن عمران، قال: سمعت وهبًا يقول: ولبث يوسف في السجن سبع سنين.
225- قال صالح حدثني أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال حدثنا رباح، قال: حدثني عمر بن حبيب، عن عمرو بن دينار: أنه أُلقي على يعقوب حُزن سبعين مُثكِل، ومكث في ذلك الحزن ثمانين عامًا.
226- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو عبدالصمد، قال حدثنا مالك بن دينار: أن يعقوب لما ثقل قال لابنه يوسف: أدخل يدك تحت صلبي فاحلف لي برب يعقوب لتدفني مع آبائي، فإني قد شركتهم في العمل، فأشركني معهم في قبورهم، فلما توفى يعقوب فعل ذلك يوسف، حمله من مصر حتى أتى به كنعان فدفنه معهم .
227- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا يزيد، قال أخبرنا هشام، عن الحسن، قال كان من خروج يوسف من حجر أبيه إلى يوم التقيا ثمانون عامًا، لا تجف عينا يعقوب، وما على وجه الأرض يومئذ أحد أكرم على الله من يعقوب.
228- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن فُضيل، قال حدثنا ضرار، عن ابن أبي الهذيل، قال: سمعت ابن عباس، يقول: وجد يعقوب ريح يوسف وهو منه على مسيرة ثمان ليال.
229- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، قال: يؤتى بثلاثة يوم القيامة، بالغنى والمملوك والمريض، قال: ثم يؤتى بالمملوك فيقول: ما منعك من عبادتي؟ قال: فيقول جعلت علي أربابًا يملكوني، فشغلني ذلك عن عبادتك، قال: فيؤتى بيوسف وعبوديته، فيقول: أنت كنت أشد عبودية أم هذا؟ فيقول: لا، بل هذا، قال: فيقول: إن هذا لم يمنعه أن عبدني.
230- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، قال حدثنا العمري، عن عبدالوهاب بن بخت، عن سليمان بن حبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من كان همه هما واحدا كفاه الله همه، ومن كان همه بكل واد لم يبال الله بأيها هلك)).
231- قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا عوف، عن الحسن، قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا كان همه الآخرة، كف الله ضيعته، وجعل غناه في قلبه، وإذا كان همه الدنيا، أفشى الله ضيعته، وجعل فقرة بين عينية، ولا يمسى إلا فقيراً، ولا يصبح إلا فقيراً)).
قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني عمر بن سليمان- من ولد عمر بن الخطاب-عن عبدالرحمن ابن أبان بن عثمان، عن أبيه: أن زيد بن ثابت خرج من عند المروان نحواً من نصف النهار، فقلنا: ما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيءٍ سأله عنه، فقمت إليه فسألته، فقال: أجل، سألنا عن أشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((نضر الله امرأً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه، ثلاث خصال لا يُغِلُّ عليهن قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة لأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم))، وقال: ((من كان همه الآخرة جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبة، وأتته الدنيا وهي راغمه، ومن كان نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأتي من الدنيا إلا ما كتب له))، وسألنا عن الصلاة الوسطى، وهي الظهر.