أكرمني الله تعالىٰ بهذا الكتاب قبل أشهر، وها قد حان وقته، بعد أن رفعت أصوات الناعقين في سب العلماء حتىٰ بعد موتهم، وهنا مقدمة ما بين الكتاب، وهو من تأليف محمد أحمد إسماعيل المقدم عفا الله عنه ورحمه..

إن الميدان الدعوي اليوم يموج بحالة من الخلل الناشئ عن(التضخم الكمي) الذي فرض نفسه علىٰ حساب (التربية النوعية)، والأمر الذي أفرز كثيرًا من الظواهر المرضية، ومن أخطرها تطاول الصغار علىٰ الكبار، والجهال علىٰ العلماء، وطلبة العلم علىٰ بعضهم البعض، حتىٰ إن الواحد منهم ينسىٰ قاموس التآخي، وما أسرع ما يخرج إلىٰ العدوان علىٰ إخوانه، ويجردهم من كل فضل، فلا يحلم ولا يعفو ولا يصبر، ولكن يجهل فوق الجاهلينا، بل إن من طلاب(آخر الزمان) من غاص في أوحال السب والشتم والتجريح، وانتدب نفسه للوقيعة في أئمة كرام اتفقت الأمة علىٰ إمامتهم، وهو لا يدري أنما ذلكم الشيطان يستدرجه إلىٰ وحل العدوان، وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، ويتوهم أنه يؤدي ما قد وجب عليه شرعًا..
فرحم الله من جعل عقله علىٰ لسانه رقيبًا، وعمله علىٰ قوله حسيبًا.