مَظهرٌ مِن مظاهرِ عَظَمةِ المقامِ الزينبي تجلّى حين أومأت العقيلةُ لأهلِ الكوفةِ؛ أن اسكتوا!
:
❂ يُحدّثُنا بشير بن خزيمٍ الأسدي عن مشهدِ دخولِ العائلةِ الحسينيّةِ للكوفة، حين خرج الكوفيّون وازدحموا على قافلةِ السبايا بين شامتٍ وعدوٍّ وبين جموعٍ مِن الناسِ تبكي،
وكان أسرى العائلةِ الحسينيّةِ على النياق، مِنهم مَن رُبِطوا بالحبال(كالأطفال الذين لا يُحسنونَ رُكوبَ النياق)
كانت العقيلةُ في هذا المشهدِ الرهيب في وسَطِ الكوفيّين،
يقولُ الرواي وهو ينقلُ هذه الصورةَ مُتحدّثاً عن العقيلة:
(وقد أومأت إلى الناسِ أن أسكُتوا، فارتدّت الأنفاسُ وسكنت الأجراس!)
[البحار: ج45]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولِهِ: (وقد أومأت إلى الناسِ أن أسكُتوا..فارتدّت الأنفاسُ وسكنت الأجراس)
عبارة تُحيّرُ العقول!
• معنى أومأت إلى الناس: أي أشارت إليهم بيدها أن يسكتوا، فهي تُريدُ أن تتكلّم،
فما الّذي حدث؟
الرواي يقول: (فارتدّت الأنفاسُ وسكنت الأجراس)
معنى "ارتدّت الأنفاس": أي أنّ الّذين كانوا ينوحونَ ويبكون قد صمتوا وانقطعت أصواتهم،
وأمّا قولُهُ: (وسكنت الأجراس) فالمُراد مِن الأجراس؛ جمعٌ لـ(جَرْس) بسكون الراء، وجمعٌ لـ(جَرَس) بفتح الراء،
وفارقٌ بين المعنيين
فكلمةُ (جَرْس) بالسكون تعني: الصوت (أكان صوتاً لبشرٍ أم لحيوان)
أمّا كلمة (جَرَس) بفتح الراء فتعني الجُلجُل الذي يُوضَعُ في أعناقِ الحيواناتِ خُصوصاً الإبل،
فالعربُ كانوا يُعلّقونَ الجلاجلَ وهي الأجراسُ الكبيرةُ في أعناقِ النياقِ والأباعرِ وذلك خوفاً مِن ضررٍ يُصيبُ الناسَ بسببِ الأباعر لأنّها حيواناتٌ كبيرة وليس مِن السهولةِ أن يُسيطَرَ عليها،
لِذا تُوضَعُ الأجراسُ في أعناقِها بحيث حينما تتحرّكُ تُصدرُ صوتاً للتحذير، كصوتِ البوق في السيّاراتِ مثلاً الذي يُنبّهُ بأنّ سيّارةً هنا
فكانت تُوضَعُ الجلاجلُ وهي الأجراسُ في أعناقِ الإبلِ للتنبيه،
ومن هنا يُقال:"فضيحة بجلاجل"
فالفضيحةُ بجلاجل هي كدخولِ القوافل لمدينةٍ والأجراسُ مُعلّقةٌ في أعناقِ نياقِهم،
فالجميعُ سيعلمون بدخولِ القافلةِ بسببِ أصواتِ الأجراسِ المُعلّقةِ على النياق
فالذي يبدو مِن هذا المشهد:
أنّ العقيلةَ كانت على الناقة، والأسرى على النياق لم يُنزلوهم،
وحتّى لو أنزلوهم فإنّ النياقَ موجودةٌ بينهم في هذا المشهد، والجلاجلُ في أعناقها،
إذ لابُدّ أن يُعلّقوا هذه الجلاجل في أعناق النياق لأنّ عندهم أسرى
وجلاجلُ الإبل تتحرّكُ بسهولة بحيث لو مرَّ َعليها الهواءُ فإنّه يُحرّكها،
فما بالكم والأجواءُ في الكوفةِ كانت مُضطربة!
فقطعاً ستكونُ الأصواتُ في ذلك المشهدِ الرهيب كثيرة،
وهنا لابُدّ أن نقف ونتأمّل
لأنّ الرواي يقول أنّ العقيلةَ حين أومأت بيدِها إلى الناس كي يسكتوا، يقول: (فارتدّت الأنفاس وهدأت الأجراس)
فكيف حصل ذلك؟!
هل يُعقلُ أنّ الناسَ بأجمعِهم أطاعوا العقيلةَ وهم في حالةِ بُكاء؟!
أساساً حتّى الذي يُريدُ إطاعتَها فإنّه إذ كان في حالةٍ قد سيطر عليه البكاءُ الشديد فإنّه لا يكونُ بهذه الحالة؛ أن يرتدَّ نفَسَهُ كما يقولُ الراوي: (فارتدّت الأنفاس)
وحتّى إذا قبلنا بأنّ الناسَ قد أطاعوها برغبتِهم، فسكتوا
فكيف سكنت أجراسُ الحيوانات؟!
فهُناك حيواناتٌ عُلِّقت في أعناقِها أجراس، وهذه الأجراس تتحرّكُ بسهولةٍ -كما مرّ - إذا مرّ عليها هواءٌ خفيف،
وكذلك حينما تُحرِّكُ النياقُ رأسَها أثناء وقوفِها فإنّ الأجراسَ ستتحرّكُ أيضاً وتُصدرُ صوتاً،
فما بالكم والمشهدُ مشهدٌ رهيب!
فهذه رؤوسُ قتلى الطفوفِ مرفوعةٌ على الرماح، والعائلة الحسينيّة مسبيّة في سِكَكِ الكوفة،
المشهدُ رهيبٌ عجيب!
فحتّى لو كانت الحيواناتُ هادئة..فإنّ صراخَ الناسِ وعويلَهم سيجعلُ الحيواناتِ مُضطربة، وحينئذٍ ستتحرّكُ الأجراس!
فالرواي هنا يتحدّثُ عن أجراسِ الحيوانات
فلو قبِلنا بأنّ الناسَ قد أطاعوا العقيلةَ برغبتِهم،
فلماذا سكنت حتّى أجراسُ الحيوانات؟!
لابُدّ مِن ولايةٍ قد حصلت هنا في هذا المشهد، لابُدّ مِن تصرُّفٍ خاصّ في الأشياء،
فالعقيلةُ استخدمت ولايتها التكوينيّةَ هنا لإسكاتِ كلِّ الأصوات،
فهذه الإيماءةُ مِنها هي فرعٌ مِن ولايتِها،
وولايتُها هي فرعٌ مِن عِلمِها، فهي العالمةُ غيرُ المُعلَّمةِ والفَهِمةُ غيرُ المُفَهَّمة،
فمِن آثارِ عِلمها هذا هو ولايتُها في التصرّفِ في الأشياء
فعِلمُ العقيلةِ هو عِلمُ ولاية؛ يعني أنّ مِن آثارهِ الولايةُ على الأشياء
فهذه إيماءةٌ واحدةٌ مِن العقيلةِ جعلت الناسَ جميعاً بل حتّى البهائم في حالةِ سكون!
فقد ارتدّت أنفاسُ الناسِ وسكنت أجراسُ الحيوانات.. لأنّ المسؤولةَ الأولى في الإعلامِ الحسينيّ تُريدُ أن تُصدِرَ بيانَها
ولا عجب في ذلك،
فالعقيلةُ مِن أهلِ بيتٍ نُخاطبُهم في الزيارة الجامعة الكبيرة: (وذلَّ كلُّ شيءٍ لكم)
فكيف لنا أن نعِيَ كُنهَ مقامِها العالي..وهذه إيماءةٌ مِنها صنعت ما صنعت بهذا الخَلْقِ الممسوخ!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
:
❂ يُحدّثُنا بشير بن خزيمٍ الأسدي عن مشهدِ دخولِ العائلةِ الحسينيّةِ للكوفة، حين خرج الكوفيّون وازدحموا على قافلةِ السبايا بين شامتٍ وعدوٍّ وبين جموعٍ مِن الناسِ تبكي،
وكان أسرى العائلةِ الحسينيّةِ على النياق، مِنهم مَن رُبِطوا بالحبال(كالأطفال الذين لا يُحسنونَ رُكوبَ النياق)
كانت العقيلةُ في هذا المشهدِ الرهيب في وسَطِ الكوفيّين،
يقولُ الرواي وهو ينقلُ هذه الصورةَ مُتحدّثاً عن العقيلة:
(وقد أومأت إلى الناسِ أن أسكُتوا، فارتدّت الأنفاسُ وسكنت الأجراس!)
[البحار: ج45]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولِهِ: (وقد أومأت إلى الناسِ أن أسكُتوا..فارتدّت الأنفاسُ وسكنت الأجراس)
عبارة تُحيّرُ العقول!
• معنى أومأت إلى الناس: أي أشارت إليهم بيدها أن يسكتوا، فهي تُريدُ أن تتكلّم،
فما الّذي حدث؟
الرواي يقول: (فارتدّت الأنفاسُ وسكنت الأجراس)
معنى "ارتدّت الأنفاس": أي أنّ الّذين كانوا ينوحونَ ويبكون قد صمتوا وانقطعت أصواتهم،
وأمّا قولُهُ: (وسكنت الأجراس) فالمُراد مِن الأجراس؛ جمعٌ لـ(جَرْس) بسكون الراء، وجمعٌ لـ(جَرَس) بفتح الراء،
وفارقٌ بين المعنيين
فكلمةُ (جَرْس) بالسكون تعني: الصوت (أكان صوتاً لبشرٍ أم لحيوان)
أمّا كلمة (جَرَس) بفتح الراء فتعني الجُلجُل الذي يُوضَعُ في أعناقِ الحيواناتِ خُصوصاً الإبل،
فالعربُ كانوا يُعلّقونَ الجلاجلَ وهي الأجراسُ الكبيرةُ في أعناقِ النياقِ والأباعرِ وذلك خوفاً مِن ضررٍ يُصيبُ الناسَ بسببِ الأباعر لأنّها حيواناتٌ كبيرة وليس مِن السهولةِ أن يُسيطَرَ عليها،
لِذا تُوضَعُ الأجراسُ في أعناقِها بحيث حينما تتحرّكُ تُصدرُ صوتاً للتحذير، كصوتِ البوق في السيّاراتِ مثلاً الذي يُنبّهُ بأنّ سيّارةً هنا
فكانت تُوضَعُ الجلاجلُ وهي الأجراسُ في أعناقِ الإبلِ للتنبيه،
ومن هنا يُقال:"فضيحة بجلاجل"
فالفضيحةُ بجلاجل هي كدخولِ القوافل لمدينةٍ والأجراسُ مُعلّقةٌ في أعناقِ نياقِهم،
فالجميعُ سيعلمون بدخولِ القافلةِ بسببِ أصواتِ الأجراسِ المُعلّقةِ على النياق
فالذي يبدو مِن هذا المشهد:
أنّ العقيلةَ كانت على الناقة، والأسرى على النياق لم يُنزلوهم،
وحتّى لو أنزلوهم فإنّ النياقَ موجودةٌ بينهم في هذا المشهد، والجلاجلُ في أعناقها،
إذ لابُدّ أن يُعلّقوا هذه الجلاجل في أعناق النياق لأنّ عندهم أسرى
وجلاجلُ الإبل تتحرّكُ بسهولة بحيث لو مرَّ َعليها الهواءُ فإنّه يُحرّكها،
فما بالكم والأجواءُ في الكوفةِ كانت مُضطربة!
فقطعاً ستكونُ الأصواتُ في ذلك المشهدِ الرهيب كثيرة،
وهنا لابُدّ أن نقف ونتأمّل
لأنّ الرواي يقول أنّ العقيلةَ حين أومأت بيدِها إلى الناس كي يسكتوا، يقول: (فارتدّت الأنفاس وهدأت الأجراس)
فكيف حصل ذلك؟!
هل يُعقلُ أنّ الناسَ بأجمعِهم أطاعوا العقيلةَ وهم في حالةِ بُكاء؟!
أساساً حتّى الذي يُريدُ إطاعتَها فإنّه إذ كان في حالةٍ قد سيطر عليه البكاءُ الشديد فإنّه لا يكونُ بهذه الحالة؛ أن يرتدَّ نفَسَهُ كما يقولُ الراوي: (فارتدّت الأنفاس)
وحتّى إذا قبلنا بأنّ الناسَ قد أطاعوها برغبتِهم، فسكتوا
فكيف سكنت أجراسُ الحيوانات؟!
فهُناك حيواناتٌ عُلِّقت في أعناقِها أجراس، وهذه الأجراس تتحرّكُ بسهولةٍ -كما مرّ - إذا مرّ عليها هواءٌ خفيف،
وكذلك حينما تُحرِّكُ النياقُ رأسَها أثناء وقوفِها فإنّ الأجراسَ ستتحرّكُ أيضاً وتُصدرُ صوتاً،
فما بالكم والمشهدُ مشهدٌ رهيب!
فهذه رؤوسُ قتلى الطفوفِ مرفوعةٌ على الرماح، والعائلة الحسينيّة مسبيّة في سِكَكِ الكوفة،
المشهدُ رهيبٌ عجيب!
فحتّى لو كانت الحيواناتُ هادئة..فإنّ صراخَ الناسِ وعويلَهم سيجعلُ الحيواناتِ مُضطربة، وحينئذٍ ستتحرّكُ الأجراس!
فالرواي هنا يتحدّثُ عن أجراسِ الحيوانات
فلو قبِلنا بأنّ الناسَ قد أطاعوا العقيلةَ برغبتِهم،
فلماذا سكنت حتّى أجراسُ الحيوانات؟!
لابُدّ مِن ولايةٍ قد حصلت هنا في هذا المشهد، لابُدّ مِن تصرُّفٍ خاصّ في الأشياء،
فالعقيلةُ استخدمت ولايتها التكوينيّةَ هنا لإسكاتِ كلِّ الأصوات،
فهذه الإيماءةُ مِنها هي فرعٌ مِن ولايتِها،
وولايتُها هي فرعٌ مِن عِلمِها، فهي العالمةُ غيرُ المُعلَّمةِ والفَهِمةُ غيرُ المُفَهَّمة،
فمِن آثارِ عِلمها هذا هو ولايتُها في التصرّفِ في الأشياء
فعِلمُ العقيلةِ هو عِلمُ ولاية؛ يعني أنّ مِن آثارهِ الولايةُ على الأشياء
فهذه إيماءةٌ واحدةٌ مِن العقيلةِ جعلت الناسَ جميعاً بل حتّى البهائم في حالةِ سكون!
فقد ارتدّت أنفاسُ الناسِ وسكنت أجراسُ الحيوانات.. لأنّ المسؤولةَ الأولى في الإعلامِ الحسينيّ تُريدُ أن تُصدِرَ بيانَها
ولا عجب في ذلك،
فالعقيلةُ مِن أهلِ بيتٍ نُخاطبُهم في الزيارة الجامعة الكبيرة: (وذلَّ كلُّ شيءٍ لكم)
فكيف لنا أن نعِيَ كُنهَ مقامِها العالي..وهذه إيماءةٌ مِنها صنعت ما صنعت بهذا الخَلْقِ الممسوخ!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
Telegram
الثقافة الزهرائية
طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا
وقفة عند "الثأرِ المهدوي لدمِ الحسين" في ثقافةِ الكتاب والعترة
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن قولِهِ تعالى: {ومَن قُتِل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سُلطاناً فلا يُسرف في القتل} فقال:
(ذلك قائمُ آلِ محمّد، يخرجُ فيقتلُ بدم الحسين، فلو قتل أهلَ الأرضِ لم يكن مُسرفاً، وقولُهُ: {فلا يُسرف في القتل} أيّ لم يكن ليصنعَ شيئاً يكونُ سَرَفاً، ثمّ قال: يقتلُ -واللهِ- ذراري قتلِةِ الحسين بفِعال آبائها)
[كامل الزيارات]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
هذه الآية التي بيّن الإمام معناها بحسبِ قراءةِ العترةِ للقرآن تُقرَأ هكذا: {فلا يُسرفُ في القتل}
يعني الفعلُ المضارع (يُسرف) يكون مرفوع بالضمّة وليس ساكن،
لأنّ (لا) التي تسبِقُهُ هي (لا النافية) وليس (الناهية)
فالمُراد؛ أنّ إمامَ زمانِنا لو قَتل الناسَ جميعاً ثأراً للحُسين ما كان مُسرِفاً، وهذا هو الذي بيّنه أهلُ البيت، كما في الروايةِ أعلاه وكما يقولُ إمامُنا الباقر في روايةٍ أخرى في معنى قولِهِ تعالى: {فلا يُسرف في القتل} قال:
(والإسرافُ في القتل: أن يقتُلَ غيرَ قاتلِهِ، {إنّه كان منصورا} فإنّه لا يذهبُ مِن الدنيا حتّى ينتصرَ برجلٍ مِن آلِ الرسول يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت ظُلماً وجورا)
[تفسير العيّاشي]
وهذا المضمون جاء بنفسِهِ في زيارةِ الحسين حين تقول:
(وأنّك -ياحسين - ثارُ اللهِ في أرضِهِ حتّى يستثيرَ لك مِن جميعَ خلقِهِ)
المراد: يعني أنّنا مُطالبون جميعاً بدمِ الحسين،
فهناك حقٌّ للحسين في أعناقِنا..والذي يثأرُ للحسين مِن جميعِ الخلائق هو اللهُ تعالى، وتكون بداياتُ تحقُّقِ هذا الثأرِ الإلهيِّ على يدِ إمامِ زمانِنا،
هذا على قراءةِ أهلِ البيت
أمّا القراءة التي في المُصحف فإنّ الفعل(يُسرف) مجزوم..وهذا يعني أنّ (لا) التي تسبقِهُ هي (ناهية) تنهى عن الإسرافِ في القتل،
وشتّان بين المعنيين
ونحنُ هنا لا نُريد أن نُخالفَ أمرَ أهلِ البيتِ في قراءةِ القرآن،
فأهلُ البيتِ أمرونا أن نقرأَ القرآنَ في زمن الغَيبة كما يقرؤهُ الناس،
ولكن حين نُريدُ فهمَ الآياتِ فلابُدّ أن نفهمَها وِفقاً لقراءةِ أهلِ البيت كي تتّضحَ المعاني
• قولُ الآية: {إنّه كان منصورا} هذا هو نصرُ المشروع الحسيني..وهذا النصرُ يتحقّقُ في عصرِ الدولةِ المهدويّة وفي عصرِ الرجعةِ العظيمة التي هي امتدادٌ للدولةِ المهدويّة، كما نقرأ في دعاء يوم الثالث مِن شعبان:
(قتيلِ العَبرةِ وسيّدِ الأُسرةِ الممدودِ بالنُصرةِ يومَ الكرّة -وهي الرجعة - المُعوَّضِ مِن قتلِهِ أنّ الأئمّةَ مِن نسلِهِ والشفاءَ في تُربتِهِ والفوزَ معه في أوبتِهِ - أي في رجعتِه- والأوصياءِ مِن عترتِهِ بعد قائمِهم وغيبتِهِ حتّى يُدركوا الأوتارَ ويثأروا الثأر ويُرضوا الجبّار ويكونوا خير أنصار)
فهذه الكلمات تتحدّثُ عن نصرِ المشروع الحسينيّ الذي يتحقّقُ في زمنِ الرجعة العظيمة،
حين يرجعُ الحسين ويرجعُ الأئمّةُ الأطهار
• قد يسأل سائل:
ألا يتعارضُ قتلُ ذراري قتَلةِ الحسين بفعال آبائهم مع قولِ الله: {ولا تزِرُ وازرةٌ وِزرَ أُخرى}؟
الجواب يُبيّنه إمامُنا الرضا في هذه الرواية:
عن عبدالسلام الهروي يقول:
(قلتُ لأبي الحسن الرضا: يابن رسولِ الله، ما تقولُ في حديثٍ روي عن-الإمام - الصادق أنّه قال:
(إذا خرج القائم قتل ذراري قتَلةِ الحسين بفعال آبائهم؟
فقال: هو كذلك، فقال الهروي: وقول اللهُ عزّ وجلّ :{ولا تزِرُ وازرةٌ وِزرَ أخرى} ما معناه؟ قال الإمام:
صدق اللهُ في جميعِ أقوالِه، ولكنّ ذراري قتَلةِ الحسين يرضون بأفعالِ آبائهم ويفتخرون بها، ومَن رضيَ شيئاً كان كمَن آتاه،
ولو أنّ رجلاً قُتِل بالمشرقِ فرضيَ بقتلِهِ رجلٌ في المغربِ لكان الراضي عند اللهِ عزّ وجلّ شريكُ القاتل،
وإنّما يقتلُهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعلِ آبائهم..)
[البحار: ج52]
الهروي سأل هذا السؤال لأنّه مِن البديهيّاتِ الواضحة في عدلِ اللهِ تعالى وفي المنطق السليم أنّ الذي يُدان هو صاحبُ الجُرم، أما الّذي لم يكن قد أجرم ولم يشترك في الجُرم فلا يُدان، ولا يمكنُ أن يتحمّل أيَّ أثمٍ مِن آثامِ ذلك الفاعل وإن كان الذي ارتكب الجُرمَ آباهُ أو أقربَ الناس إليه،
يعني إذا كان الوالدُ قد أجرم فما ذنبُ الولد؟
فالهروي يسأل:
هل هناك تناقضٌ بين الحديثِ الصادقي وبين هذه الحقيقة؛ (ولا تزِرُ وازرةٌ وِزرَ أُخرى)؟
فالإمام بيّن له السبب وقال:
أنّ ذراري قتَلةِ الحسين يرضون بأفعالِ آبائهم ويفتخرون بها، وهذا يجعلُهم بمنزلةِ القاتل ويجعلُهم شركاءُ له في جُرمِه، كما يقولُ رسولُ الله: (مَن أحبَّ قوماً حُشِر معهم، ومَن أحبَّ عملَ قومٍ أُشرك في عملِهم)
• قولِهِ: (ولكنّ ذراري قتَلةِ الحسين يرضون بأفعالِ آبائهم)
ليس المُراد مِن رضاهم بأفعالِ آبائهم أنّهم رضوا عمليّةَ القتل -وإن كان في نواصبِ هذا الزمان مَن يرضى صراحةً بقتلِ الحسين-
ولكنّ الإمامَ يعني برضاهم أي قبولُهُم بالمنهجِ المُعادي لأهلِ البيت!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن قولِهِ تعالى: {ومَن قُتِل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سُلطاناً فلا يُسرف في القتل} فقال:
(ذلك قائمُ آلِ محمّد، يخرجُ فيقتلُ بدم الحسين، فلو قتل أهلَ الأرضِ لم يكن مُسرفاً، وقولُهُ: {فلا يُسرف في القتل} أيّ لم يكن ليصنعَ شيئاً يكونُ سَرَفاً، ثمّ قال: يقتلُ -واللهِ- ذراري قتلِةِ الحسين بفِعال آبائها)
[كامل الزيارات]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
هذه الآية التي بيّن الإمام معناها بحسبِ قراءةِ العترةِ للقرآن تُقرَأ هكذا: {فلا يُسرفُ في القتل}
يعني الفعلُ المضارع (يُسرف) يكون مرفوع بالضمّة وليس ساكن،
لأنّ (لا) التي تسبِقُهُ هي (لا النافية) وليس (الناهية)
فالمُراد؛ أنّ إمامَ زمانِنا لو قَتل الناسَ جميعاً ثأراً للحُسين ما كان مُسرِفاً، وهذا هو الذي بيّنه أهلُ البيت، كما في الروايةِ أعلاه وكما يقولُ إمامُنا الباقر في روايةٍ أخرى في معنى قولِهِ تعالى: {فلا يُسرف في القتل} قال:
(والإسرافُ في القتل: أن يقتُلَ غيرَ قاتلِهِ، {إنّه كان منصورا} فإنّه لا يذهبُ مِن الدنيا حتّى ينتصرَ برجلٍ مِن آلِ الرسول يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت ظُلماً وجورا)
[تفسير العيّاشي]
وهذا المضمون جاء بنفسِهِ في زيارةِ الحسين حين تقول:
(وأنّك -ياحسين - ثارُ اللهِ في أرضِهِ حتّى يستثيرَ لك مِن جميعَ خلقِهِ)
المراد: يعني أنّنا مُطالبون جميعاً بدمِ الحسين،
فهناك حقٌّ للحسين في أعناقِنا..والذي يثأرُ للحسين مِن جميعِ الخلائق هو اللهُ تعالى، وتكون بداياتُ تحقُّقِ هذا الثأرِ الإلهيِّ على يدِ إمامِ زمانِنا،
هذا على قراءةِ أهلِ البيت
أمّا القراءة التي في المُصحف فإنّ الفعل(يُسرف) مجزوم..وهذا يعني أنّ (لا) التي تسبقِهُ هي (ناهية) تنهى عن الإسرافِ في القتل،
وشتّان بين المعنيين
ونحنُ هنا لا نُريد أن نُخالفَ أمرَ أهلِ البيتِ في قراءةِ القرآن،
فأهلُ البيتِ أمرونا أن نقرأَ القرآنَ في زمن الغَيبة كما يقرؤهُ الناس،
ولكن حين نُريدُ فهمَ الآياتِ فلابُدّ أن نفهمَها وِفقاً لقراءةِ أهلِ البيت كي تتّضحَ المعاني
• قولُ الآية: {إنّه كان منصورا} هذا هو نصرُ المشروع الحسيني..وهذا النصرُ يتحقّقُ في عصرِ الدولةِ المهدويّة وفي عصرِ الرجعةِ العظيمة التي هي امتدادٌ للدولةِ المهدويّة، كما نقرأ في دعاء يوم الثالث مِن شعبان:
(قتيلِ العَبرةِ وسيّدِ الأُسرةِ الممدودِ بالنُصرةِ يومَ الكرّة -وهي الرجعة - المُعوَّضِ مِن قتلِهِ أنّ الأئمّةَ مِن نسلِهِ والشفاءَ في تُربتِهِ والفوزَ معه في أوبتِهِ - أي في رجعتِه- والأوصياءِ مِن عترتِهِ بعد قائمِهم وغيبتِهِ حتّى يُدركوا الأوتارَ ويثأروا الثأر ويُرضوا الجبّار ويكونوا خير أنصار)
فهذه الكلمات تتحدّثُ عن نصرِ المشروع الحسينيّ الذي يتحقّقُ في زمنِ الرجعة العظيمة،
حين يرجعُ الحسين ويرجعُ الأئمّةُ الأطهار
• قد يسأل سائل:
ألا يتعارضُ قتلُ ذراري قتَلةِ الحسين بفعال آبائهم مع قولِ الله: {ولا تزِرُ وازرةٌ وِزرَ أُخرى}؟
الجواب يُبيّنه إمامُنا الرضا في هذه الرواية:
عن عبدالسلام الهروي يقول:
(قلتُ لأبي الحسن الرضا: يابن رسولِ الله، ما تقولُ في حديثٍ روي عن-الإمام - الصادق أنّه قال:
(إذا خرج القائم قتل ذراري قتَلةِ الحسين بفعال آبائهم؟
فقال: هو كذلك، فقال الهروي: وقول اللهُ عزّ وجلّ :{ولا تزِرُ وازرةٌ وِزرَ أخرى} ما معناه؟ قال الإمام:
صدق اللهُ في جميعِ أقوالِه، ولكنّ ذراري قتَلةِ الحسين يرضون بأفعالِ آبائهم ويفتخرون بها، ومَن رضيَ شيئاً كان كمَن آتاه،
ولو أنّ رجلاً قُتِل بالمشرقِ فرضيَ بقتلِهِ رجلٌ في المغربِ لكان الراضي عند اللهِ عزّ وجلّ شريكُ القاتل،
وإنّما يقتلُهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعلِ آبائهم..)
[البحار: ج52]
الهروي سأل هذا السؤال لأنّه مِن البديهيّاتِ الواضحة في عدلِ اللهِ تعالى وفي المنطق السليم أنّ الذي يُدان هو صاحبُ الجُرم، أما الّذي لم يكن قد أجرم ولم يشترك في الجُرم فلا يُدان، ولا يمكنُ أن يتحمّل أيَّ أثمٍ مِن آثامِ ذلك الفاعل وإن كان الذي ارتكب الجُرمَ آباهُ أو أقربَ الناس إليه،
يعني إذا كان الوالدُ قد أجرم فما ذنبُ الولد؟
فالهروي يسأل:
هل هناك تناقضٌ بين الحديثِ الصادقي وبين هذه الحقيقة؛ (ولا تزِرُ وازرةٌ وِزرَ أُخرى)؟
فالإمام بيّن له السبب وقال:
أنّ ذراري قتَلةِ الحسين يرضون بأفعالِ آبائهم ويفتخرون بها، وهذا يجعلُهم بمنزلةِ القاتل ويجعلُهم شركاءُ له في جُرمِه، كما يقولُ رسولُ الله: (مَن أحبَّ قوماً حُشِر معهم، ومَن أحبَّ عملَ قومٍ أُشرك في عملِهم)
• قولِهِ: (ولكنّ ذراري قتَلةِ الحسين يرضون بأفعالِ آبائهم)
ليس المُراد مِن رضاهم بأفعالِ آبائهم أنّهم رضوا عمليّةَ القتل -وإن كان في نواصبِ هذا الزمان مَن يرضى صراحةً بقتلِ الحسين-
ولكنّ الإمامَ يعني برضاهم أي قبولُهُم بالمنهجِ المُعادي لأهلِ البيت!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
Telegram
الثقافة الزهرائية
طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا
في ثقافةِ العترة: زيارةُ عاشوراء مِن أهمِّ وأقوى أدعيةِ الفرج
:
❂ يقولُ إمامُنا الكاظم "عليه السلام": (أفضلُ العبادةِ بعد المعرفةِ انتظارُ الفرج)
وزيارةُ عاشوراء في ثقافةِ العترةِ مِن أهمِّ وأقوى أدعيةِ الفرج،
ولكنّ الشيعةَ غيرُ مُلتفتين لهذه القضيّة
أدعيةُ الفرج عندنا على نحوين:
✦هناك أدعيةٌ تُباشرُ ذِكرَ الفرجِ وشُؤونِهِ،
مثلاً:
حين نقرأ في دعاءِ العهد هذه العبارات:
(فأخرجني مِن قبري، مُؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مُجرّداً قناتي، مُلبيّاً دعوةَ الداعي في الحاضرِ والبادي)
نجد أنّ الموجودَ في زيارةِ عاشوراء أقوى في ذكرِ الفرج مِن هذه التعابير، كهذا المقطع مثلاً مِن الزيارة:
(فأسألُ اللهَ الذي أكرم مقامَك وأكرمني بك أن يرزُقني طلبَ ثارك مع إمامٍ منصورٍ مِن أهلِ بيتِ محمّد)
فهذه العبارة هي دعاءُ فرجٍ مِن أقوى أدعيةِ الفرج، وهي أقوى مِن المعاني التي مرَّ ذِكرُها في دعاءِ العهد، لماذا؟
لأنّ دعاءَ العهد لم يُشِر بوضوح إلى العنوان الأوّل في المشروع المهدوي وهو: "الثأرُ الحسيني"
أمّا زيارةُ عاشوراء فذهبت بشكلٍ مُباشر لهذا العنوان المركزي فقالت:
(فأسألُ اللهَ الذي أكرم مقامَك وأكرمني بك أن يرزُقني طلبَ ثارك مع إمامٍ منصور مِن أهلِ بيتِ محمّد)
• وفي موضعٍ آخر في نفس الزيارة يتسامى معنى الثأر ويتحوّلُ ثأرُ الحسين إلى ثأري، حين تقول الزيارة:
(فأسالُ اللهَ الذي أكرمني بمعرفتِكُم ومعرفةِ أوليائكم ورزقني البراءةَ مِن أعدائكم أن يجعلني معكُم في الدنيا والآخرة، وأن يُثبّتَ لي عندكم قدم صِدقٍ في الدنيا والآخرة، وأسألهُ أن يُبلّغني المقامَ المحمود لكم عند الله، وأن يرزقني طلبَ ثاري مع إمامٍ مهديٍّ ظاهرٍ ناطقٍ بالحقّ منكم)
• قولِهِ: (وأن يرزقني طلبَ ثاري) يعني يتحوّلُ ثأرُ الحسين إلى ثأري، وتلك منزلةٌ أعلى لخادمِ الحسين،
لأنّ زيارةَ عاشوراء هي نصٌّ لمِيثاقِ الخدمةِ الحسينيّة، وتتحدّثُ عن مراتبِ البراءةِ والولاية،
أمّا المقطع الأوّل مِن الزيارةِ يقول: (أن يرزُقني طلبَ ثارك) وهذه منزلةٌ أقلّ لخادمِ الحسين،
فالرتبةُ الأعلى في مُعسكرِ الخدمةِ والنُصرةِ الحسينيّةِ هي في هذه المعاني:
(وأن يرزُقني طلبَ ثاري مع إمامٍ مهديٍّ ظاهرٍ ناطقٍ بالحقِّ منكم)
حتّى هذه العبارة التي تُكرَّرُ في الزيارة:
(الّلهُمّ العن أوّل ظالمٍ ظلم حقّ محمّدٍ وآلِ محمّد، وآخِرَ تابع له على ذلك)
هذه العبارةُ أيضاً هي دعاءُ فرج،
فإنّ آخِرَ تابع لِمَن ظلم حقَّ محمّدٍ وآلِهِ يكون في زمنِ دولتِهم "صلواتُ اللهِ عليهم"
وهذا المضمون يُشبه الدعاءَ الذي نقرؤه في شهر رمضان:
(الّلهُمّ أدخل على أهلِ القبورِ السُرور)
فقد ورد في الروايات أنّ السرورَ إنّما يدخلُ على أهلِ القبور عند ظُهورِ القائم،
وكذا بقيّةُ المعاني الواردة في هذا الدعاء؛
(اللّهُمّ اغنِ كُلَّ فقير، الّلهمّ اشبع كُلَّ جائع، الّلهمّ اكسُ كُلَّ عريان..)
فإنّ كُلَّ فقيرٍ يُغنى وكُلَّ مريضٍ يشفى وكلَّ فاسدٍ مِن أمورِ المسلمين يصلُحُ عند ظهورِ إمام زمانِنا، وهكذا سائر المعاني
فهذا الدعاء الذي نقرؤه في شهرِ رمضان هو مِن أدعية الفرج..ومِثلُ هذا الدعاء أدعيةٌ كثيرة،
ولكنّ أكثرَ الشيعةِ يقرؤون هذا الدعاء ولا يلتفتون إلى أنّ هذه الأدعيةَ أدعيةُ الفرج، والسبب:
لأنّ الثقافةَ السائدة في واقعِنا ليست ثقافةً شيعيّة أصيلة، وإنّما ثقافة مُخترقة ومُتأثّرة كثيراً بالفِكر المخالف
زيارةُ عاشوراء مِن أدعية الفرج..وهذا هو التلاصقُ الوثيق بين المشروعِ الحسيني والمشروع المهدوي،
ولذا فإنّ العباراتِ الموجودةَ في زيارةِ عاشوراء هي ألصقُ بالفرج حتّى مِن دعاء الندبة،
فنحنُ في دعاءِ الندبة نُخاطِب الإمام:
(أين الطالبُ بدمِ المقتولِ بكربلاء)
أمّا زيارةُ عاشوراء فإنّها تتحدّثُ عن مباشرة العمل (مباشرة الجنود الحسينيّين لعملِهم) حين تقول:
(وأن يرزُقني طلبَ ثاري مع إمامٍ مهديٍّ ظاهرٍ ناطقٍ بالحقّ منكم)
فزيارةُ عاشوراء هي أصرحُ مِن كُلِّ أدعية الفرج
علماً أنّ الكلامَ هنا عن زيارةِ عاشوراء لا ينحصرُ في العبارتين الّلتين مرّ ذكرُهما،
زيارة عاشوراء مِن أوّلها إلى آخرها تتحدّث عن الفرج المهدوي كما في هذه العبارة:
(السلامُ عليك يا ثارَ اللهِ وابنَ ثارِه والوِترَ الموتور)
فالمضمون الحقيقيُّ لهذه الألفاظ يُشيرُ لإمام زمانِنا..لأنّ هذه المعاني لا تنطبقُ على الحسين ما لم تكن مُتّصلةً بإمام زماننا،
فإنّ الذي يُدرك الثأرَ الأوّل للحسين هو إمامُ زمانِنا،
وكذلك أهلُ البيت في عصرِ الرجعة التي جعلها اللهُ عِوضاً عن قتلِ الحسين ومِيعاداً للأخذِ بثأرهِ كما نقرأ في دعاء الثالث من شعبان:
(قتيل العَبرةِ وسيّدِ الأُسرةِ الممدودِ بالنُصرةِ يومَ الكرّة، المُعَوّضِ مِن قتلهِ أنّ الأئمّة مِن نسلهِ والشفاءَ في تُربتهِ والفوزَ معه في أوبتهِ والأوصياء مِن عترتهِ بعد قائمهم وغيبتهِ حتّى يُدركوا الأوتار ويثأروا الثأر)
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
:
❂ يقولُ إمامُنا الكاظم "عليه السلام": (أفضلُ العبادةِ بعد المعرفةِ انتظارُ الفرج)
وزيارةُ عاشوراء في ثقافةِ العترةِ مِن أهمِّ وأقوى أدعيةِ الفرج،
ولكنّ الشيعةَ غيرُ مُلتفتين لهذه القضيّة
أدعيةُ الفرج عندنا على نحوين:
✦هناك أدعيةٌ تُباشرُ ذِكرَ الفرجِ وشُؤونِهِ،
مثلاً:
حين نقرأ في دعاءِ العهد هذه العبارات:
(فأخرجني مِن قبري، مُؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مُجرّداً قناتي، مُلبيّاً دعوةَ الداعي في الحاضرِ والبادي)
نجد أنّ الموجودَ في زيارةِ عاشوراء أقوى في ذكرِ الفرج مِن هذه التعابير، كهذا المقطع مثلاً مِن الزيارة:
(فأسألُ اللهَ الذي أكرم مقامَك وأكرمني بك أن يرزُقني طلبَ ثارك مع إمامٍ منصورٍ مِن أهلِ بيتِ محمّد)
فهذه العبارة هي دعاءُ فرجٍ مِن أقوى أدعيةِ الفرج، وهي أقوى مِن المعاني التي مرَّ ذِكرُها في دعاءِ العهد، لماذا؟
لأنّ دعاءَ العهد لم يُشِر بوضوح إلى العنوان الأوّل في المشروع المهدوي وهو: "الثأرُ الحسيني"
أمّا زيارةُ عاشوراء فذهبت بشكلٍ مُباشر لهذا العنوان المركزي فقالت:
(فأسألُ اللهَ الذي أكرم مقامَك وأكرمني بك أن يرزُقني طلبَ ثارك مع إمامٍ منصور مِن أهلِ بيتِ محمّد)
• وفي موضعٍ آخر في نفس الزيارة يتسامى معنى الثأر ويتحوّلُ ثأرُ الحسين إلى ثأري، حين تقول الزيارة:
(فأسالُ اللهَ الذي أكرمني بمعرفتِكُم ومعرفةِ أوليائكم ورزقني البراءةَ مِن أعدائكم أن يجعلني معكُم في الدنيا والآخرة، وأن يُثبّتَ لي عندكم قدم صِدقٍ في الدنيا والآخرة، وأسألهُ أن يُبلّغني المقامَ المحمود لكم عند الله، وأن يرزقني طلبَ ثاري مع إمامٍ مهديٍّ ظاهرٍ ناطقٍ بالحقّ منكم)
• قولِهِ: (وأن يرزقني طلبَ ثاري) يعني يتحوّلُ ثأرُ الحسين إلى ثأري، وتلك منزلةٌ أعلى لخادمِ الحسين،
لأنّ زيارةَ عاشوراء هي نصٌّ لمِيثاقِ الخدمةِ الحسينيّة، وتتحدّثُ عن مراتبِ البراءةِ والولاية،
أمّا المقطع الأوّل مِن الزيارةِ يقول: (أن يرزُقني طلبَ ثارك) وهذه منزلةٌ أقلّ لخادمِ الحسين،
فالرتبةُ الأعلى في مُعسكرِ الخدمةِ والنُصرةِ الحسينيّةِ هي في هذه المعاني:
(وأن يرزُقني طلبَ ثاري مع إمامٍ مهديٍّ ظاهرٍ ناطقٍ بالحقِّ منكم)
حتّى هذه العبارة التي تُكرَّرُ في الزيارة:
(الّلهُمّ العن أوّل ظالمٍ ظلم حقّ محمّدٍ وآلِ محمّد، وآخِرَ تابع له على ذلك)
هذه العبارةُ أيضاً هي دعاءُ فرج،
فإنّ آخِرَ تابع لِمَن ظلم حقَّ محمّدٍ وآلِهِ يكون في زمنِ دولتِهم "صلواتُ اللهِ عليهم"
وهذا المضمون يُشبه الدعاءَ الذي نقرؤه في شهر رمضان:
(الّلهُمّ أدخل على أهلِ القبورِ السُرور)
فقد ورد في الروايات أنّ السرورَ إنّما يدخلُ على أهلِ القبور عند ظُهورِ القائم،
وكذا بقيّةُ المعاني الواردة في هذا الدعاء؛
(اللّهُمّ اغنِ كُلَّ فقير، الّلهمّ اشبع كُلَّ جائع، الّلهمّ اكسُ كُلَّ عريان..)
فإنّ كُلَّ فقيرٍ يُغنى وكُلَّ مريضٍ يشفى وكلَّ فاسدٍ مِن أمورِ المسلمين يصلُحُ عند ظهورِ إمام زمانِنا، وهكذا سائر المعاني
فهذا الدعاء الذي نقرؤه في شهرِ رمضان هو مِن أدعية الفرج..ومِثلُ هذا الدعاء أدعيةٌ كثيرة،
ولكنّ أكثرَ الشيعةِ يقرؤون هذا الدعاء ولا يلتفتون إلى أنّ هذه الأدعيةَ أدعيةُ الفرج، والسبب:
لأنّ الثقافةَ السائدة في واقعِنا ليست ثقافةً شيعيّة أصيلة، وإنّما ثقافة مُخترقة ومُتأثّرة كثيراً بالفِكر المخالف
زيارةُ عاشوراء مِن أدعية الفرج..وهذا هو التلاصقُ الوثيق بين المشروعِ الحسيني والمشروع المهدوي،
ولذا فإنّ العباراتِ الموجودةَ في زيارةِ عاشوراء هي ألصقُ بالفرج حتّى مِن دعاء الندبة،
فنحنُ في دعاءِ الندبة نُخاطِب الإمام:
(أين الطالبُ بدمِ المقتولِ بكربلاء)
أمّا زيارةُ عاشوراء فإنّها تتحدّثُ عن مباشرة العمل (مباشرة الجنود الحسينيّين لعملِهم) حين تقول:
(وأن يرزُقني طلبَ ثاري مع إمامٍ مهديٍّ ظاهرٍ ناطقٍ بالحقّ منكم)
فزيارةُ عاشوراء هي أصرحُ مِن كُلِّ أدعية الفرج
علماً أنّ الكلامَ هنا عن زيارةِ عاشوراء لا ينحصرُ في العبارتين الّلتين مرّ ذكرُهما،
زيارة عاشوراء مِن أوّلها إلى آخرها تتحدّث عن الفرج المهدوي كما في هذه العبارة:
(السلامُ عليك يا ثارَ اللهِ وابنَ ثارِه والوِترَ الموتور)
فالمضمون الحقيقيُّ لهذه الألفاظ يُشيرُ لإمام زمانِنا..لأنّ هذه المعاني لا تنطبقُ على الحسين ما لم تكن مُتّصلةً بإمام زماننا،
فإنّ الذي يُدرك الثأرَ الأوّل للحسين هو إمامُ زمانِنا،
وكذلك أهلُ البيت في عصرِ الرجعة التي جعلها اللهُ عِوضاً عن قتلِ الحسين ومِيعاداً للأخذِ بثأرهِ كما نقرأ في دعاء الثالث من شعبان:
(قتيل العَبرةِ وسيّدِ الأُسرةِ الممدودِ بالنُصرةِ يومَ الكرّة، المُعَوّضِ مِن قتلهِ أنّ الأئمّة مِن نسلهِ والشفاءَ في تُربتهِ والفوزَ معه في أوبتهِ والأوصياء مِن عترتهِ بعد قائمهم وغيبتهِ حتّى يُدركوا الأوتار ويثأروا الثأر)
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
Telegram
الثقافة الزهرائية
طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا
إمامُ زمانِنا يُحدّثُنا عن بعضِ المصائبِ الّتي جرَت على عائلةِ الحسين في رحلةِ السبي المريرة!
:
❂ يقولُ إمامُ زمانِنا في زيارةِ الناحيةِ المُقدّسة وهو يُحدّثُنا عن جانبٍ مِن المصائبِ التي جرت على عائلةِ الحسين في مسيرةِ السبي المريرة، يقول:
(وسُبِيَ أهلُك كالعبيد، وصُفِّدوا في الحديد، فوق أقتابِ المطيّات، تلفحُ وجوهَهُم حرُّ الهاجرات، يُساقون في البراري والفَلَوات، أيديهم مغلولةٌ إلى الأعناق، يُطافُ بهم في الأسواق)!
〰️〰️〰️〰️〰️〰
[توضيحات]
✦ قولُهُ: (وسُبِيَ أهلُك كالعبيد) إنّما يُسبى العبيدُ بهذه الصورة:
(يُشتَمون، يُضرَبون، يُجَرُّون، يُهانون.. لا يُعطى لهم أيُّ شيءٍ مِن وسائلِ الراحة؛ لا طعام ولا شراب!)
بل حتّى حين ينزلون في الطريق فإنّهم يُنزِلونَهُم على الرمضاء وهي الرمالُ المُلتهبة مِن شدّةِ الحرارة،
يُنزلونَهم مِن دون غِطاءٍ ومِن دون خيام!
✦ قولُهُ: (وصُفِّدوا في الحديد) يعني لم يُربَطوا بالحِبال وإنّما رُبِطوا بسلاسلَ ثقيلةٍ مِن الحديد!
والمُراد مِن التصفيدِ في الحديد: يعني ليس بسلاسلَ خفيفةِ الوزن..التصفيدُ يعني التقييدُ بالأرجلِ وبالأيدي وبالرقاب،
والإنسان حين يُصفَّدُ في الحديد لا يستطيع أن يمشي، وحتّى حين يُوضَعُ على النياق لا يستطيعُ التوازن، فيبقى في حالةٍ مِن الاضطراب لخوفِهِ مِن السقوط!
وفوق هذا التصفيدِ بالحديد لا ننسى أنّهم سُبُوا كالعبيد؛ يُضربون، يُرفسون، يُشتَمُون، يُسحَبُون على الأرضِ حُفاة!
لم تتوفر لهم أيُّ وسيلةٍ مِن وسائلِ الراحة!
✦ قولُهُ: (فوق أقتابِ المطيّات) يعني قُيّدوا بالسلاسلِ وهم فوق النِياق الّتي أركبوهُم عليها في بعضِ المقاطع..وأمّا في مقاطعَ أُخرى كثيرة فقد أجبروهم على المشي حُفاة فوق الرمالِ الحارقة،
وقد ورد عن إمامِنا السجّاد يقول: (كانت السلاسلُ والحِبالُ والأغلالُ أوّلُها عندي وآخِرُها عند عمّتي زينب)
وما بين السجّاد والعقيلة هناك النُسوةُ والأطفالُ وبقيّةُ السبايا!
✦ قولُهُ: (تلفحُ وُجُوهَهُم حرُّ الهاجرات)
الهاجرات: هي أشدُّ الأيّامِ حرارةً في الصيف وفي السنةِ كُلّها، فسيّدُ الشُهداء قُتل في أيّام تموز، وهي أشدُّ الأيّامِ حرّاً،
وتُطلَقُ "حرُّ الهاجرة" بالضبط ما بين الساعة12 بعد الزوال ظُهراً بتوقيت الشرق الأوسط إلى الساعة4 عصراً،
في هذا الوقتِ الّلاهبِ والشديدِ الحرارة كانوا يتعمّدون إجبارَ العائلةِ الحسينيّةِ أن تمشي في هذا الوقت!
فتخيّلوا بُنيّاتٍ وأطفالٍ صِغار يُجبرونَهم على المشي الطويل حُفاة، فوق الرمالِ الحارقة.. تلفحُ وُجوهَهُم حرُّ الهاجرات!
ونحنُ نقرأ في أحاديثِ العترة حين يتحدّثون عن السَفَر في تلك الأزمنةِ يصفونه بأنّه قِطعةٌ مِن الجحيم، لِما فيه مِن المشقّةِ والصعوبات، كما يقولُ نبيّنا الأعظم:
(السَفَرُ قِطعةٌ مِن العذاب، إذا قضى أحدُكُم سَفَرهُ فليُسرع الإيابَ إلى أهلِهِ)
[المحاسن]
ولذا كانت للسفرِ أحكامٌ وتفاصيلٌ وأدعيةٌ وأحرازٌ في ثقافةِ العترة..وحين يُسافِرُ المرءُ كان يكتُبُ وصيّتَهُ ويُودِّع أهلَهُ وكأنّ مأتماً حلَّ في دارِهِ..لأنّ كثيرين مِمّن يُسافرون لا يعودون بسببِ مشقّةِ السَفَر!
فإذا كان هذا وصفُ السَفَر حتّى مع توفُّرِ وسائلِ الراحةِ في ذلك الزمان (كتوفّرِ الراحلةِ والماء والطعام) وصفهُ أنّه قطعةٌ مِن العذاب! فماذا نقولُ إذاً عن سَفَرِ العائلةِ الحسينيّةِ الّذي كان طويلاً وفي حرِّ الهاجرات ولم تتوفّر فيه أدنى وسائلِ الراحة!
الّذي جرى على مولاتِنا رقيّة وغير رقيّة مِن بناتِ الحسين لم يكن أمراً سهلاً..فلم تكن القضيّةُ تقتصِرُ على أنّ رقيّةَ ماتت على رأسِ أبيها في خرِبةِ الشام -مع فداحةِ هذه الفاجعة المُوجعة جدّاً -
القضيّة ليست قضيّةَ طشتٍ والرأسُ الشريف في الطشت..وإنّما هي قصّةٌ طويلةٌ مِن الآلامِ المريرة!
فحين يقولُ إمامُ زمانِنا: "وسُبِيَ أهلُك كالعبيد وصُفّدوا في الحديد" يعني أنّ هذا السبيَ كالعبيد جرى على هذه الطِفلة..فقد سُبيت كالعبيد وصُفِّدت في الحديد، وأُصعِدت على أقتابِ المطيّات، ولفح وجهُها حرُّ الهاجرات!
فهؤلاء -كما مرّ - كانوا يتعمّدون أن يسيروا بهؤلاء الأطفال وبالعائلةِ الحسينيّةِ في وقتِ الهاجرة؛ أي في ذُروةِ حرارةِ الشمس!
✦ قولُهُ: (يُساقون في البراري والفَلَوات)
معنى يُساقون: أي يُضرَبون..فإنّ الإنسانَ لا يُساق، وإنّما الّتي تُساق وتُقادُ هي البهيمة، وذلك بأن يُربَطَ الحبلُ في مُقدّمِها وتُقادُ بأن يمشي أحدٌ خلفَها ويضربُها..هكذا تُساق البهائم!
وإمامُ زمانِنا هو الذي يتحدّثُ هنا ويصِفُ حالَ العائلةِ الحسينيّة..وعباراتُ الإمامِ في غايةِ الدقّة، فحين يقول: (يُساقون في البراري والفَلَوات)
يعني يُضرَبون، وليس فقط يُساقون وإنّما يُقادون أيضاً!
تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
والذي يعرضُ صُوراً مؤلمةً جدّاً مِن مشاهدِ السبي لم تُذكرها كُتُب السِيَر!
https://www.facebook.com/share/p/4QCbZRAnktRwkds9/?mibextid=xfxF2i
#الثقافة_الزهرائية
:
❂ يقولُ إمامُ زمانِنا في زيارةِ الناحيةِ المُقدّسة وهو يُحدّثُنا عن جانبٍ مِن المصائبِ التي جرت على عائلةِ الحسين في مسيرةِ السبي المريرة، يقول:
(وسُبِيَ أهلُك كالعبيد، وصُفِّدوا في الحديد، فوق أقتابِ المطيّات، تلفحُ وجوهَهُم حرُّ الهاجرات، يُساقون في البراري والفَلَوات، أيديهم مغلولةٌ إلى الأعناق، يُطافُ بهم في الأسواق)!
〰️〰️〰️〰️〰️〰
[توضيحات]
✦ قولُهُ: (وسُبِيَ أهلُك كالعبيد) إنّما يُسبى العبيدُ بهذه الصورة:
(يُشتَمون، يُضرَبون، يُجَرُّون، يُهانون.. لا يُعطى لهم أيُّ شيءٍ مِن وسائلِ الراحة؛ لا طعام ولا شراب!)
بل حتّى حين ينزلون في الطريق فإنّهم يُنزِلونَهُم على الرمضاء وهي الرمالُ المُلتهبة مِن شدّةِ الحرارة،
يُنزلونَهم مِن دون غِطاءٍ ومِن دون خيام!
✦ قولُهُ: (وصُفِّدوا في الحديد) يعني لم يُربَطوا بالحِبال وإنّما رُبِطوا بسلاسلَ ثقيلةٍ مِن الحديد!
والمُراد مِن التصفيدِ في الحديد: يعني ليس بسلاسلَ خفيفةِ الوزن..التصفيدُ يعني التقييدُ بالأرجلِ وبالأيدي وبالرقاب،
والإنسان حين يُصفَّدُ في الحديد لا يستطيع أن يمشي، وحتّى حين يُوضَعُ على النياق لا يستطيعُ التوازن، فيبقى في حالةٍ مِن الاضطراب لخوفِهِ مِن السقوط!
وفوق هذا التصفيدِ بالحديد لا ننسى أنّهم سُبُوا كالعبيد؛ يُضربون، يُرفسون، يُشتَمُون، يُسحَبُون على الأرضِ حُفاة!
لم تتوفر لهم أيُّ وسيلةٍ مِن وسائلِ الراحة!
✦ قولُهُ: (فوق أقتابِ المطيّات) يعني قُيّدوا بالسلاسلِ وهم فوق النِياق الّتي أركبوهُم عليها في بعضِ المقاطع..وأمّا في مقاطعَ أُخرى كثيرة فقد أجبروهم على المشي حُفاة فوق الرمالِ الحارقة،
وقد ورد عن إمامِنا السجّاد يقول: (كانت السلاسلُ والحِبالُ والأغلالُ أوّلُها عندي وآخِرُها عند عمّتي زينب)
وما بين السجّاد والعقيلة هناك النُسوةُ والأطفالُ وبقيّةُ السبايا!
✦ قولُهُ: (تلفحُ وُجُوهَهُم حرُّ الهاجرات)
الهاجرات: هي أشدُّ الأيّامِ حرارةً في الصيف وفي السنةِ كُلّها، فسيّدُ الشُهداء قُتل في أيّام تموز، وهي أشدُّ الأيّامِ حرّاً،
وتُطلَقُ "حرُّ الهاجرة" بالضبط ما بين الساعة12 بعد الزوال ظُهراً بتوقيت الشرق الأوسط إلى الساعة4 عصراً،
في هذا الوقتِ الّلاهبِ والشديدِ الحرارة كانوا يتعمّدون إجبارَ العائلةِ الحسينيّةِ أن تمشي في هذا الوقت!
فتخيّلوا بُنيّاتٍ وأطفالٍ صِغار يُجبرونَهم على المشي الطويل حُفاة، فوق الرمالِ الحارقة.. تلفحُ وُجوهَهُم حرُّ الهاجرات!
ونحنُ نقرأ في أحاديثِ العترة حين يتحدّثون عن السَفَر في تلك الأزمنةِ يصفونه بأنّه قِطعةٌ مِن الجحيم، لِما فيه مِن المشقّةِ والصعوبات، كما يقولُ نبيّنا الأعظم:
(السَفَرُ قِطعةٌ مِن العذاب، إذا قضى أحدُكُم سَفَرهُ فليُسرع الإيابَ إلى أهلِهِ)
[المحاسن]
ولذا كانت للسفرِ أحكامٌ وتفاصيلٌ وأدعيةٌ وأحرازٌ في ثقافةِ العترة..وحين يُسافِرُ المرءُ كان يكتُبُ وصيّتَهُ ويُودِّع أهلَهُ وكأنّ مأتماً حلَّ في دارِهِ..لأنّ كثيرين مِمّن يُسافرون لا يعودون بسببِ مشقّةِ السَفَر!
فإذا كان هذا وصفُ السَفَر حتّى مع توفُّرِ وسائلِ الراحةِ في ذلك الزمان (كتوفّرِ الراحلةِ والماء والطعام) وصفهُ أنّه قطعةٌ مِن العذاب! فماذا نقولُ إذاً عن سَفَرِ العائلةِ الحسينيّةِ الّذي كان طويلاً وفي حرِّ الهاجرات ولم تتوفّر فيه أدنى وسائلِ الراحة!
الّذي جرى على مولاتِنا رقيّة وغير رقيّة مِن بناتِ الحسين لم يكن أمراً سهلاً..فلم تكن القضيّةُ تقتصِرُ على أنّ رقيّةَ ماتت على رأسِ أبيها في خرِبةِ الشام -مع فداحةِ هذه الفاجعة المُوجعة جدّاً -
القضيّة ليست قضيّةَ طشتٍ والرأسُ الشريف في الطشت..وإنّما هي قصّةٌ طويلةٌ مِن الآلامِ المريرة!
فحين يقولُ إمامُ زمانِنا: "وسُبِيَ أهلُك كالعبيد وصُفّدوا في الحديد" يعني أنّ هذا السبيَ كالعبيد جرى على هذه الطِفلة..فقد سُبيت كالعبيد وصُفِّدت في الحديد، وأُصعِدت على أقتابِ المطيّات، ولفح وجهُها حرُّ الهاجرات!
فهؤلاء -كما مرّ - كانوا يتعمّدون أن يسيروا بهؤلاء الأطفال وبالعائلةِ الحسينيّةِ في وقتِ الهاجرة؛ أي في ذُروةِ حرارةِ الشمس!
✦ قولُهُ: (يُساقون في البراري والفَلَوات)
معنى يُساقون: أي يُضرَبون..فإنّ الإنسانَ لا يُساق، وإنّما الّتي تُساق وتُقادُ هي البهيمة، وذلك بأن يُربَطَ الحبلُ في مُقدّمِها وتُقادُ بأن يمشي أحدٌ خلفَها ويضربُها..هكذا تُساق البهائم!
وإمامُ زمانِنا هو الذي يتحدّثُ هنا ويصِفُ حالَ العائلةِ الحسينيّة..وعباراتُ الإمامِ في غايةِ الدقّة، فحين يقول: (يُساقون في البراري والفَلَوات)
يعني يُضرَبون، وليس فقط يُساقون وإنّما يُقادون أيضاً!
تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
والذي يعرضُ صُوراً مؤلمةً جدّاً مِن مشاهدِ السبي لم تُذكرها كُتُب السِيَر!
https://www.facebook.com/share/p/4QCbZRAnktRwkds9/?mibextid=xfxF2i
#الثقافة_الزهرائية
ما هو موقفُ رسولِ اللهِ مِن الّذين شهدوا واقعةَ الطفِّ ولم يشتركوا في القتال؟
:
❂ يُحدّثنا عبدالله بن رباح القاضي، يقول:
(لقيتُ رجُلاً مكفوفاً -أعمى - قد شهِد قتْلَ الحسين، فسُئل عن بصَرِهِ فقال:
كنتُ شهدتُ قتْلَهُ -أي الحسين - عاشرَ عشرة، غير أنّي لم أطعن برُمح، ولم أضرب بسيف، ولم أرمِ بسهم،
فلمّا قُتِل رجعتُ إلى منزلي وصلّيتُ العِشاء الآخرة ونمت،
فأتاني آتٍ في منامي فقال: أجب رسولَ الله، فقلتُ: ما لي وله، فأخذ بتلابيبي وجرّني إليه، فإذا النبيُّ جالسٌ في صحراء، حاسِرٌ عن ذراعيه، آخذٌ بحرْبةٍ ومَلَكٌ قائمٌ بين يديه وفي يدِه سيفٌ مِن نار يقتلُ أصحابي التسعة، فكلّما ضرب ضربةً التهبت أنفُسُهم ناراً،
فدنوتُ منه وجثوتُ بين يديه وقلتُ: السلامُ عليك يا رسولَ الله، فلم يردّ عليّ، ومكث طويلاً،
ثمّ رفع رأسَهُ وقال:
يا عدوَّ اللهِ انتهكتَ حُرمتي وقتلتَ عِترتي ولم ترْعَ حقّي وفعلتَ وفعلت،
فقُلتُ: يا رسولَ الله ما ضربتُ بسيفٍ ولا طعنتُ برُمح، ولا رميتُ بسهم، فقال: صدقت ولكنّك كثّرتَ السواد،
ادنُ مِنّي، فدنوتُ منه فإذا طستٌ مملوءٌ دماً، فقال لي: هذا دمُ ولدي الحسين، فكحّلني مِن ذلك الدم، فانتبهتُ حتّى الساعة لا أبصرُ شيئاً)
[البحار: ج٤٥]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
الرواية تُحدّثنا عن شخصٍ كان في جيش بني أُميّة، وشهِد قتْلَ الحسين، ولكنّه لم يشترك في القتال،
ورُغم ذلك فإنّ رسولَ اللهِ بنحوٍ صريح بيّن موقفَهُ منه بأنّه لا فرقَ بينه وبين مَن اشتركوا في القتال
هذا الموقفُ الواضحُ مِن رسولِ اللهِ هو ردٌ صريحٌ على تلك العمائمِ الشيعيّةِ الّتي تقول: بأنّه ليس كلُّ مَن حضر لقتالِ الحسين في عاشوراء هو ناصبي!
هؤلاء الذين يتحدّثون بهذا المنطق يُخالفون ثقافةَ أهلِ البيت
لاحظوا الرواية جيّداً،
حين رأى هذا الأعمى رسولَ اللهِ المنام، سلّم على رسولِ الله، ولكنّ رسولَ اللهِ لم يرد السلامَ عليه، وتلك إشارةٌ إلى كُفرِهِ،
فلو كان هذا الأعمى مُسلماً لردَّ عليه رسولُ اللهِ السلام؛ لأنّ ردَّ السلام على المُسلم واجب،
فهل يُخالفُ رسولُ اللهِ أحكامَ رسالتِهِ وهو في مقامِ الأسوةِ للناس؟!
قطعاً لا، ولكنّها إشارة إلى أنّ هذا الأعمى كافرٌ لا يستحقُّ ردَّ السلام،
تماماً كما صنعت الزهراء في مرضِها الذي رحلت فيه بعد الاعتداءِ عليها وعلى دارِها،
فحين دخل عليها الأوّل والثاني وسلّما عليها، لم تردّ السلامَ عليهما، لأنّها تُريد أن تقول أنّهما كافران وليسا مُسلمَين
فالنبيُّ هنا لم يرد السلامَ على هذا الأعمى الّلعين، بل إنّ رسولَ اللهِ وصفه بأنّه: (عدوّ الله) ونسب إليه القتلَ وانتهاكَ الحُرمةِ وكُلَّ ما صنعهُ المُشتركون في القتال،
فرسولُ الله لا يرى فرقاً بين مَن اشترك في القتال وبين مَن حضر المعركة مُتفرّجاً فقط ولم يشارك،
وقد أكّد رسولُ اللهِ هذا المعنى في رواية أخرى يقول فيها:
(فقُبّحت أُمّةٌ ترى أولاد نبيّها يُقتَلون ظُلماً وهم لا يُغيّرون! إنّ القاتل والآمِرَ والشاهد الذي لا يُغيّر كُلّهم في الإثمِ والّلعان سواءٌ مشتركون)
يعني حتّى الذي شهِد قتلَ عترةِ النبيّ ولم يُغيّر فهو كالقاتل بلا فرق!
ويُؤيّد ذلك قولُ سيّدِ الشهداء للرجلين اللذين اعتذرا عن نُصرتِهِ وكانا على مقربةٍ مِن كربلاء، قال لهما:
(انطلقا فلا تسمعا لي واعية، ولا تريا لي سواداً؛ فإنّه مَن سمِع واعيتَنا أو رأى سوادَنا فلم يُجبْنا ولم يُغثْنا، كان حقّاً على اللهِ عزّ وجلّ أن يُكِبّهُ على منخريه في النار)
لاحظوا..إذا كان حتّى الذي لم يشهد المعركة ولكن كان على مقربةٍ مِن كربلاء وسَمِع استغاثةَ الحسين وصُراخَ العائلةِ الحسينيّة ولم ينصر الحسين..فحالُهُ كحال قتَلةِ الحسين بلا فترق،
فكيف بالّذي شهِد المعركة بنفسِهِ وإن لم يُقاتل؟!
فهذا الأعمى الّلعين حين حاول أن يبحثَ عن عُذرٍ لنفسِهِ بأنّه لم يشترك في المعركة..قال له النبي: (ولكنّك كثّرتَ السواد)
أي أنّك وإن لم تشترك في القتالِ فقد كُنتَ رقماً يزيدُ في عدد جيشِ الباطل المُحاربِ للحسين وإن لم تشترك في المعركة،
وهذا يكفي لتكونَ واحداً مِن القَتَلة
وهنا لفتة مُهمّة وهي:
إذا كان تكثيرُ السوادِ في جيشِ الباطل يجعل صاحبَهُ في زُمرة قَتَلةِ الحسين وإن لم يشترك في القتال..فكذلك تكثيرُ السوادِ في زوّارِ وخُدّامِ الحسين يجعل صاحبَهُ في زمرةِ الناصرينَ للحسين وإن لم يُقدّم شيئاً يُذكر
وهذه رسالةٌ لتلك الأصواتِ النشاز التي تنشطُ في أيّامِ الحسين وتُحاربُ الشعائرَ بالتقليلِ مِن قيمةِ الزيارة، أو القولِ بأنّ الزيارةَ لا تُقبَل من الزوّار
نعم زوّارُ الحسين ليسوا ملائكةً ولا معصومين،
زوّارُ الحسين كبقيّةِ الشيعةِ تصدرُ مِنهم المعاصي،
ولكن لو لم يكن مِن هؤلاء الزوّار الذين تُوجَّه لهم الإساءة إلّا تكثيرُهم للسواد في زوّار الحسين نُصرةً منهم لشعيرةِ الزيارةِ لكان كافياً لتكريمِهم
فهم يُشاركون في نُصرةِ مشروع الحسين
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
:
❂ يُحدّثنا عبدالله بن رباح القاضي، يقول:
(لقيتُ رجُلاً مكفوفاً -أعمى - قد شهِد قتْلَ الحسين، فسُئل عن بصَرِهِ فقال:
كنتُ شهدتُ قتْلَهُ -أي الحسين - عاشرَ عشرة، غير أنّي لم أطعن برُمح، ولم أضرب بسيف، ولم أرمِ بسهم،
فلمّا قُتِل رجعتُ إلى منزلي وصلّيتُ العِشاء الآخرة ونمت،
فأتاني آتٍ في منامي فقال: أجب رسولَ الله، فقلتُ: ما لي وله، فأخذ بتلابيبي وجرّني إليه، فإذا النبيُّ جالسٌ في صحراء، حاسِرٌ عن ذراعيه، آخذٌ بحرْبةٍ ومَلَكٌ قائمٌ بين يديه وفي يدِه سيفٌ مِن نار يقتلُ أصحابي التسعة، فكلّما ضرب ضربةً التهبت أنفُسُهم ناراً،
فدنوتُ منه وجثوتُ بين يديه وقلتُ: السلامُ عليك يا رسولَ الله، فلم يردّ عليّ، ومكث طويلاً،
ثمّ رفع رأسَهُ وقال:
يا عدوَّ اللهِ انتهكتَ حُرمتي وقتلتَ عِترتي ولم ترْعَ حقّي وفعلتَ وفعلت،
فقُلتُ: يا رسولَ الله ما ضربتُ بسيفٍ ولا طعنتُ برُمح، ولا رميتُ بسهم، فقال: صدقت ولكنّك كثّرتَ السواد،
ادنُ مِنّي، فدنوتُ منه فإذا طستٌ مملوءٌ دماً، فقال لي: هذا دمُ ولدي الحسين، فكحّلني مِن ذلك الدم، فانتبهتُ حتّى الساعة لا أبصرُ شيئاً)
[البحار: ج٤٥]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
الرواية تُحدّثنا عن شخصٍ كان في جيش بني أُميّة، وشهِد قتْلَ الحسين، ولكنّه لم يشترك في القتال،
ورُغم ذلك فإنّ رسولَ اللهِ بنحوٍ صريح بيّن موقفَهُ منه بأنّه لا فرقَ بينه وبين مَن اشتركوا في القتال
هذا الموقفُ الواضحُ مِن رسولِ اللهِ هو ردٌ صريحٌ على تلك العمائمِ الشيعيّةِ الّتي تقول: بأنّه ليس كلُّ مَن حضر لقتالِ الحسين في عاشوراء هو ناصبي!
هؤلاء الذين يتحدّثون بهذا المنطق يُخالفون ثقافةَ أهلِ البيت
لاحظوا الرواية جيّداً،
حين رأى هذا الأعمى رسولَ اللهِ المنام، سلّم على رسولِ الله، ولكنّ رسولَ اللهِ لم يرد السلامَ عليه، وتلك إشارةٌ إلى كُفرِهِ،
فلو كان هذا الأعمى مُسلماً لردَّ عليه رسولُ اللهِ السلام؛ لأنّ ردَّ السلام على المُسلم واجب،
فهل يُخالفُ رسولُ اللهِ أحكامَ رسالتِهِ وهو في مقامِ الأسوةِ للناس؟!
قطعاً لا، ولكنّها إشارة إلى أنّ هذا الأعمى كافرٌ لا يستحقُّ ردَّ السلام،
تماماً كما صنعت الزهراء في مرضِها الذي رحلت فيه بعد الاعتداءِ عليها وعلى دارِها،
فحين دخل عليها الأوّل والثاني وسلّما عليها، لم تردّ السلامَ عليهما، لأنّها تُريد أن تقول أنّهما كافران وليسا مُسلمَين
فالنبيُّ هنا لم يرد السلامَ على هذا الأعمى الّلعين، بل إنّ رسولَ اللهِ وصفه بأنّه: (عدوّ الله) ونسب إليه القتلَ وانتهاكَ الحُرمةِ وكُلَّ ما صنعهُ المُشتركون في القتال،
فرسولُ الله لا يرى فرقاً بين مَن اشترك في القتال وبين مَن حضر المعركة مُتفرّجاً فقط ولم يشارك،
وقد أكّد رسولُ اللهِ هذا المعنى في رواية أخرى يقول فيها:
(فقُبّحت أُمّةٌ ترى أولاد نبيّها يُقتَلون ظُلماً وهم لا يُغيّرون! إنّ القاتل والآمِرَ والشاهد الذي لا يُغيّر كُلّهم في الإثمِ والّلعان سواءٌ مشتركون)
يعني حتّى الذي شهِد قتلَ عترةِ النبيّ ولم يُغيّر فهو كالقاتل بلا فرق!
ويُؤيّد ذلك قولُ سيّدِ الشهداء للرجلين اللذين اعتذرا عن نُصرتِهِ وكانا على مقربةٍ مِن كربلاء، قال لهما:
(انطلقا فلا تسمعا لي واعية، ولا تريا لي سواداً؛ فإنّه مَن سمِع واعيتَنا أو رأى سوادَنا فلم يُجبْنا ولم يُغثْنا، كان حقّاً على اللهِ عزّ وجلّ أن يُكِبّهُ على منخريه في النار)
لاحظوا..إذا كان حتّى الذي لم يشهد المعركة ولكن كان على مقربةٍ مِن كربلاء وسَمِع استغاثةَ الحسين وصُراخَ العائلةِ الحسينيّة ولم ينصر الحسين..فحالُهُ كحال قتَلةِ الحسين بلا فترق،
فكيف بالّذي شهِد المعركة بنفسِهِ وإن لم يُقاتل؟!
فهذا الأعمى الّلعين حين حاول أن يبحثَ عن عُذرٍ لنفسِهِ بأنّه لم يشترك في المعركة..قال له النبي: (ولكنّك كثّرتَ السواد)
أي أنّك وإن لم تشترك في القتالِ فقد كُنتَ رقماً يزيدُ في عدد جيشِ الباطل المُحاربِ للحسين وإن لم تشترك في المعركة،
وهذا يكفي لتكونَ واحداً مِن القَتَلة
وهنا لفتة مُهمّة وهي:
إذا كان تكثيرُ السوادِ في جيشِ الباطل يجعل صاحبَهُ في زُمرة قَتَلةِ الحسين وإن لم يشترك في القتال..فكذلك تكثيرُ السوادِ في زوّارِ وخُدّامِ الحسين يجعل صاحبَهُ في زمرةِ الناصرينَ للحسين وإن لم يُقدّم شيئاً يُذكر
وهذه رسالةٌ لتلك الأصواتِ النشاز التي تنشطُ في أيّامِ الحسين وتُحاربُ الشعائرَ بالتقليلِ مِن قيمةِ الزيارة، أو القولِ بأنّ الزيارةَ لا تُقبَل من الزوّار
نعم زوّارُ الحسين ليسوا ملائكةً ولا معصومين،
زوّارُ الحسين كبقيّةِ الشيعةِ تصدرُ مِنهم المعاصي،
ولكن لو لم يكن مِن هؤلاء الزوّار الذين تُوجَّه لهم الإساءة إلّا تكثيرُهم للسواد في زوّار الحسين نُصرةً منهم لشعيرةِ الزيارةِ لكان كافياً لتكريمِهم
فهم يُشاركون في نُصرةِ مشروع الحسين
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
Telegram
الثقافة الزهرائية
طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا
الردُّ على القائلين بأنّ "عليَّ بن الحسين" المذكور في زيارةِ عاشوراء هو عليُّ الأكبر شبيهُ رسولِ اللهِ وليس إمامُنا السجّاد
:
❂ نقرأ في آخرِ زيارةِ عاشوراء:
(السلامُ على الحسين وعلى عليِّ بن الحسين وعلى أولادِ الحسين وعلى أصحابِ الحسين)
أكثرُ الشيعةِ يتصوّرون أنّ عليَّ بن الحسين المخصوص بالسلام هنا هو "عليُّ الأكبر" شبيهُ رسولِ الله الذي استُشهِد يومَ الطف،
ويأتي البعض بدليلٍ على ذلك فيقول:
أنّ زيارةَ عاشوراء وردت فيها هذه العبارة المُجملة:
(السلامُ عليك يا أبا عبداللهِ وعلى الأرواحِ الّتي حلّت بفنائك)
ثمّ جاءت بعدها هذه العبارة المُفصّلة: (السلامُ على الحسين وعلى عليِّ بن الحسين وعلى أولادِ الحسين وعلى أصحابِ الحسين)
فمُقتضى قولِ الزيارة: (وعلى الأرواحِ الّتي حلّت بفنائك) يعني الذين استُشهدوا معك ودُفنوا بجوارِك،
وهذا المعنى ينطبق على"عليّ الأكبر" دون الإمام السجّاد
ونقول:
أنّ هذا الدليل ليس صحيحاً،
لأنّ أبا الفضلِ العبّاس هو مِن الأرواح الّتي حلّت بفناءِ الحسين أيضاً..فهو مِن الّذين استُشهدوا مع الحسين ودُفنوا بجوارِه، ولكنّه لم يُذكَر بنحوٍ مخصوصٍ في الزيارة
نعم جاء ذِكرُ العبّاس في العنوان الإجمالي لأصحابِ الحسين؛ فهو سيّدُ أنصارِ الحسين،
ولكنّه لم يُذكَر بالإسم في زيارةِ عاشوراء ولم يُذكَر غيرُه،
الأسماء التي وردت في زيارة عاشوراء هي للأئمّة أصحابِ الكساء فقط(محمّدٌ وعليٌّ وفاطمة وحسنٌ وحسين) كما تقول الزيارة:
(يا أبا عبدالله، إنّي أتقرّبُ إلى اللهِ وإِلى رسولِهِ وإِلى أميرِ المؤمنين وإِلى فاطمةَ وإِلى الحسنِ وإِليك بمُوالاتِك)
وهناك مجموعةُ أسماءِ أعداءِ اللهِ ولا حاجة لذكرها..فهُم لم يُذكروا لخصوصيّةٍ مُعيّنةٍ وإنّما ذُكروا لأجلِ بيان الحقيقة، ولأجلِ تشخيصِ البراءةِ من هذه الكائناتِ النجسةِ المجرمة
فالعبّاس الذي هو قُطبُ عاشوراء لم يُذكَر بنحوٍ مخصوصٍ في الزيارة وكذا العقيلة لم تُذكَر،
والسبب: لأنّ نصَّ زيارةِ عاشوراء خاصٌّ بسيّدِ الشهداء،
وأمّا ذِكْر"أولاد الحسين" في السلام المئوي فلم يأتِ لخصوصيّةٍ لهم في زيارةِ عاشوراء..إنّما جاء ذِكرُهم ليكون قرينةً ومِفتاحاً نعرف مِن خلالِهِ أنّ عليَّ بن الحسين الذي ذُكِر في زيارة عاشوراء هو عليُّ السجّاد وليس عليّ المعروف بالأكبر
لأنّ عليَّ السجّاد هو أحدُ الأئمّة الأربعةَ عشر، وهو نفسُ الحسين بتجلٍّ مِن التجليّات، كما نقرأ في أحاديثِ العترة: (كُلّنا واحد، أوّلُنا محمّد، وآخِرُنا محمّد، وأوسطُنا محمّد، وكلّنا محمّد، فلا تُفرّقوا بيننا)
ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا السجّاد نفسُهُ حين قال له بعضُ أصحابه: (إنّك لَتبكي دهرك، فلو قتلتَ نفسك لما زِدتَ على هذا، فقال لهم: نفسي قتلتُها وعليها أبكي)
• معنى قولِهِ"نفسي قتلتُها": أي أنّ الذي قُتِل في الطفوف هو أنا السّجاد،
فإمامُنا السجّاد هو بعينِهِ الحسين، والحسين هو السّجاد،
فالأئمّةُ المعصومون الأربعةَ عشر كلُّهم نورٌ واحد وحقيقةٌ واحدة، كما نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة:
(وأنّ أرواحَكم ونورَكم وطِينتَكم واحدة طابت وطهُرَت بعضُها مِن بعض)
فالأرواحُ هنا مَردُّها إلى رُوحٍ واحدة وهي الحقيقةُ المُحمّديّة؛ (إنّهم مِنّي وأنا مِنهم)
أيضاً في آيةِ المُباهلة في سورةِ آل عمرآن، يقولُ تعالى: {وأنفُسَنا وأنفُسَكم}
والروايات واضحةٌ في أنّ أميرَ المؤمنين هو نفسُ رسولِ اللهِ بنصِّ آيةِ المُباهلة،
فما كان لرسولِ اللهِ مِن مقاماتٍ ومنازل فهو ثابتٌ لعليٍّ وما كان لعليٍّ فهو لرسولِ الله، وهكذا سائرُ الأئمّة، فما كان لأوّلِهم فهو لآخِرِهم وما لآخِرِهم فهو لأوّلِهم
فعليُّ بن الحسين المذكور في السلام المئوي هو عليُّ السجّاد لأنّه نفسُ الحسين،
وزيارةُ عاشوراء نصٌّ خاصٌّ بالحسين،
فالمصابُ في عاشوراء ليس بالعبّاس ولا بعليٍّ الأكبر ولا بالقاسم،
هؤلاء كُلُّهم وكُلُّ كُلِّهم فِداءٌ لحسينٍ صلواتُ الله عليه،
بل فداءٌ لأصغر شأنٍ مِن شؤون الحسين
وأمّا عنوان"أولاد الحسين" فلم يُذكَر لخصوصيّةٍ في أولادِ الحسين -كما مر - وإنّما ذُكِر لبيان أنّ عليَّ بن الحسين الذي خُصَّ بالذِكرِ هو السجّاد وليس الأكبر
لو كان الحديثُ عن خصوصيّةٍ هنا في السلام المئوي..لَذُكِر العبّاس وذُكرت العقيلة،
ولكنّ العبّاس والعقيلة على عظمتِهم وجلالِهم لم يُذكَروا في الزيارة لأنّ الزيارةَ تتحدّثُ عن الحسين، عن إمامِ زمانِهم،
فكلُّ الخصوصيّات تتلاشى عند فناءِ الحسين
أمّا إمامُنا السجّاد فهو أحدُ الأئمّة الأربعة عشر الذين يصِفُهم الدعاءُ الرجبيّ بهذا الوصف:
(لا فرقَ بينك وبينها -يارب - إلّا أنّهم عبادُك وخلقُك)
فالأئمّةُ المعصومون شيء وغيرُهم شيءٌ آخر
تتمّة الموضوع على #الرابط التالي
والذين يُبيّن لنا في طواياه لماذا لم يُذكر إمامُنا الباقر في زيارة عاشوراء وهو إمامٌ معصوم وكان حاضراً في كربلاء؟
https://www.facebook.com/share/p/Ke1GzERPThtASFMv/?mibextid=xfxF2i
#الثقافة_الزهرائية
:
❂ نقرأ في آخرِ زيارةِ عاشوراء:
(السلامُ على الحسين وعلى عليِّ بن الحسين وعلى أولادِ الحسين وعلى أصحابِ الحسين)
أكثرُ الشيعةِ يتصوّرون أنّ عليَّ بن الحسين المخصوص بالسلام هنا هو "عليُّ الأكبر" شبيهُ رسولِ الله الذي استُشهِد يومَ الطف،
ويأتي البعض بدليلٍ على ذلك فيقول:
أنّ زيارةَ عاشوراء وردت فيها هذه العبارة المُجملة:
(السلامُ عليك يا أبا عبداللهِ وعلى الأرواحِ الّتي حلّت بفنائك)
ثمّ جاءت بعدها هذه العبارة المُفصّلة: (السلامُ على الحسين وعلى عليِّ بن الحسين وعلى أولادِ الحسين وعلى أصحابِ الحسين)
فمُقتضى قولِ الزيارة: (وعلى الأرواحِ الّتي حلّت بفنائك) يعني الذين استُشهدوا معك ودُفنوا بجوارِك،
وهذا المعنى ينطبق على"عليّ الأكبر" دون الإمام السجّاد
ونقول:
أنّ هذا الدليل ليس صحيحاً،
لأنّ أبا الفضلِ العبّاس هو مِن الأرواح الّتي حلّت بفناءِ الحسين أيضاً..فهو مِن الّذين استُشهدوا مع الحسين ودُفنوا بجوارِه، ولكنّه لم يُذكَر بنحوٍ مخصوصٍ في الزيارة
نعم جاء ذِكرُ العبّاس في العنوان الإجمالي لأصحابِ الحسين؛ فهو سيّدُ أنصارِ الحسين،
ولكنّه لم يُذكَر بالإسم في زيارةِ عاشوراء ولم يُذكَر غيرُه،
الأسماء التي وردت في زيارة عاشوراء هي للأئمّة أصحابِ الكساء فقط(محمّدٌ وعليٌّ وفاطمة وحسنٌ وحسين) كما تقول الزيارة:
(يا أبا عبدالله، إنّي أتقرّبُ إلى اللهِ وإِلى رسولِهِ وإِلى أميرِ المؤمنين وإِلى فاطمةَ وإِلى الحسنِ وإِليك بمُوالاتِك)
وهناك مجموعةُ أسماءِ أعداءِ اللهِ ولا حاجة لذكرها..فهُم لم يُذكروا لخصوصيّةٍ مُعيّنةٍ وإنّما ذُكروا لأجلِ بيان الحقيقة، ولأجلِ تشخيصِ البراءةِ من هذه الكائناتِ النجسةِ المجرمة
فالعبّاس الذي هو قُطبُ عاشوراء لم يُذكَر بنحوٍ مخصوصٍ في الزيارة وكذا العقيلة لم تُذكَر،
والسبب: لأنّ نصَّ زيارةِ عاشوراء خاصٌّ بسيّدِ الشهداء،
وأمّا ذِكْر"أولاد الحسين" في السلام المئوي فلم يأتِ لخصوصيّةٍ لهم في زيارةِ عاشوراء..إنّما جاء ذِكرُهم ليكون قرينةً ومِفتاحاً نعرف مِن خلالِهِ أنّ عليَّ بن الحسين الذي ذُكِر في زيارة عاشوراء هو عليُّ السجّاد وليس عليّ المعروف بالأكبر
لأنّ عليَّ السجّاد هو أحدُ الأئمّة الأربعةَ عشر، وهو نفسُ الحسين بتجلٍّ مِن التجليّات، كما نقرأ في أحاديثِ العترة: (كُلّنا واحد، أوّلُنا محمّد، وآخِرُنا محمّد، وأوسطُنا محمّد، وكلّنا محمّد، فلا تُفرّقوا بيننا)
ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا السجّاد نفسُهُ حين قال له بعضُ أصحابه: (إنّك لَتبكي دهرك، فلو قتلتَ نفسك لما زِدتَ على هذا، فقال لهم: نفسي قتلتُها وعليها أبكي)
• معنى قولِهِ"نفسي قتلتُها": أي أنّ الذي قُتِل في الطفوف هو أنا السّجاد،
فإمامُنا السجّاد هو بعينِهِ الحسين، والحسين هو السّجاد،
فالأئمّةُ المعصومون الأربعةَ عشر كلُّهم نورٌ واحد وحقيقةٌ واحدة، كما نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة:
(وأنّ أرواحَكم ونورَكم وطِينتَكم واحدة طابت وطهُرَت بعضُها مِن بعض)
فالأرواحُ هنا مَردُّها إلى رُوحٍ واحدة وهي الحقيقةُ المُحمّديّة؛ (إنّهم مِنّي وأنا مِنهم)
أيضاً في آيةِ المُباهلة في سورةِ آل عمرآن، يقولُ تعالى: {وأنفُسَنا وأنفُسَكم}
والروايات واضحةٌ في أنّ أميرَ المؤمنين هو نفسُ رسولِ اللهِ بنصِّ آيةِ المُباهلة،
فما كان لرسولِ اللهِ مِن مقاماتٍ ومنازل فهو ثابتٌ لعليٍّ وما كان لعليٍّ فهو لرسولِ الله، وهكذا سائرُ الأئمّة، فما كان لأوّلِهم فهو لآخِرِهم وما لآخِرِهم فهو لأوّلِهم
فعليُّ بن الحسين المذكور في السلام المئوي هو عليُّ السجّاد لأنّه نفسُ الحسين،
وزيارةُ عاشوراء نصٌّ خاصٌّ بالحسين،
فالمصابُ في عاشوراء ليس بالعبّاس ولا بعليٍّ الأكبر ولا بالقاسم،
هؤلاء كُلُّهم وكُلُّ كُلِّهم فِداءٌ لحسينٍ صلواتُ الله عليه،
بل فداءٌ لأصغر شأنٍ مِن شؤون الحسين
وأمّا عنوان"أولاد الحسين" فلم يُذكَر لخصوصيّةٍ في أولادِ الحسين -كما مر - وإنّما ذُكِر لبيان أنّ عليَّ بن الحسين الذي خُصَّ بالذِكرِ هو السجّاد وليس الأكبر
لو كان الحديثُ عن خصوصيّةٍ هنا في السلام المئوي..لَذُكِر العبّاس وذُكرت العقيلة،
ولكنّ العبّاس والعقيلة على عظمتِهم وجلالِهم لم يُذكَروا في الزيارة لأنّ الزيارةَ تتحدّثُ عن الحسين، عن إمامِ زمانِهم،
فكلُّ الخصوصيّات تتلاشى عند فناءِ الحسين
أمّا إمامُنا السجّاد فهو أحدُ الأئمّة الأربعة عشر الذين يصِفُهم الدعاءُ الرجبيّ بهذا الوصف:
(لا فرقَ بينك وبينها -يارب - إلّا أنّهم عبادُك وخلقُك)
فالأئمّةُ المعصومون شيء وغيرُهم شيءٌ آخر
تتمّة الموضوع على #الرابط التالي
والذين يُبيّن لنا في طواياه لماذا لم يُذكر إمامُنا الباقر في زيارة عاشوراء وهو إمامٌ معصوم وكان حاضراً في كربلاء؟
https://www.facebook.com/share/p/Ke1GzERPThtASFMv/?mibextid=xfxF2i
#الثقافة_الزهرائية
إمامُنا السجّاد يُخبِرنا لماذا لم يُمسَخ قَتَلةُ الحسين كما مُسِخ أصحابُ السبت،
مع أنّ جريمةَ قتلِ الحسين أعظم وأعظم!
:
هذا الإشكال أثارهُ زُمرةٌ مِن المُنافقين في زمنِ إمامِنا السجّاد، فقالوا:
إذا كان أصحابُ السبتِ الّذين نهاهُم اللهُ أن يصطادوا السمكَ يومَ السبت فعصوا نبيّهم واصطادوا السمكَ بحِيَلٍ شرعيّةٍ في يومِ السبت،
إذا كان هؤلاء قد مُسِخوا قِردةً لمُخالفتِهم أمرَ نبيّهم في مسألةِ صيدِ السمك،
فلماذا لم تنزل عُقوبةُ المَسخِ على قتَلةِ الحسين؟
أليست جريمةُ قتلِ الحسين أعظمُ بكثيرٍ مِن جريمة (صيّدِ السمكِ في اليوم المنهي عنه)؟
بل لا تُقاسُ بمُصيبةِ الحسين أيُّ مُصيبةٍ في الوجود؟
إمامُنا السجّاد أجاب عن هذا الإشكال في الروايةِ التالية:
يقول الإمام مُتحدّثاً عن أصحابِ السبت:
(إنّ اللهَ تعالى مَسخ هؤلاء لاصطيادِ السمك، فكيف ترى عند الله عزّ وجلّ يكونُ حالُ مَن قتل أولادَ رسولِ اللهِ وهَتك حريمَهُ؟!
إنّ اللهَ تعالى وإن لم يمسخهُم في الدنيا..فإنّ المُعَدَّ لهم مِن عذابِ اللهِ في الآخرةِ أضعافُ أضعافِ عذابِ المَسخ،
فقيل له:
يا بن رسولِ الله، فإنّا قد سمِعنا منك هذا الحديثَ فقال لنا بعضُ النُصّاب: فإن كان قتلُ الحسين باطلاً..فهو أعظمُ مِن صيدِ السمكِ في السبت،
أفما كان يغضبُ اللهُ على قاتليهِ كما غَضِبَ على صياديِّ السمك؟
فقال الإمام:
قُل لهؤلاء النُصّاب: فإن كان إبليسُ معاصيه أعظمُ مِن معاصي مَن كفَرَ بإغوائه - يعني معاصي إبليس أعظمُ مِن معاصي الذين أضلّهم- فأهلك اللهُ تعالى مَن شاء منهم كقومِ نوح وفرعون ولم يُهلك إبليسَ وهو أولى بالهلاك،
فما بالهُ أهلك هؤلاء الذين قصّروا عن إبليس في عملِ المُوبقات..وأمهل إبليس مع إيثارِهِ لكشفِ المُخزيات؟!
ألا كان ربّنا عزّ وجلّ حكيماً بتدبيرِهِ وحُكمِهِ فيمن أهلك وفيمن استبقى؟!
فكذلك هولاء الصائدون للسمك في السبت وهؤلاء القاتلون للحسين..يفعلُ في الفريقين ما يعلم أنّه أولى بالصوابِ والحكمة، لا يُسأل عمّا يفعل وهم يسألون..)
[العوالم]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
مُنذ أن بُعِث نبيُّنا الأعظم رُفِع العذابُ المحسوسُ عن الناس،
قد يقعُ العذابُ الحِسيُّ في حالاتٍ مُعيّنة..ولكن بشكلٍ عام قانون نُزولِ العذابِ الحِسيّ (كالمَسخ لِقردة) رُفِع عن الناسِ كرامةً لرسولِ الله،
لكنّ العذابَ الباطني لم يُرفع عنهم مثل عقوبةِ "المَسخ الباطني"
فالمَسخُ نوعان:
• هناك مَسخٌ ظاهري رُفِع عن الناس،
• وهناك مَسخٌ باطنيٌّ لم يُرفَع،
فالمسوخُ بالمَسخ الباطني موجودون بيننا،
والمَسخُ الباطنيُّ أخطرُ بكثيرٍ مِن المَسخِ الظاهري،
فالمَسخُ الباطنيُّ هلاكٌ أُخرويٌّ قطعي!
المسخُ الظاهري ربّما في مرحلةٍ مِن مراحل سَفَرِ الإنسان الطويل عِبرَ هذه العوالم التي يمرُّ بها..رُبّما يستطيعُ الممسوخ مَسخاً ظاهريّاً أن ينجو،
أمّا الممسوخُ مَسخاً باطنيّاً فلن يستطيعَ النجاةَ
ولذا فإنّ المَسخَ الباطنيَّ أخطرُ بكثيرٍ مِن المَسخ الظاهري،
والعذابُ الباطنيُّ أشدُّ وأخطرُ بكثير مِن العذاب الحِسّي الظاهر،
وقد ورد في الروايات أنّ أشدَّ العذابِ عذابُ الحَلْق!
إنّها الطامّةُ الحالِقة حين يُحلَقُ دِينُ الإنسان كما يُحلَقُ الشعر!
فالروايات حدّثتْنا عن"الفتنة الحالقة" وهي فتنةُ حَلْق الدين؛ حين يُسلَبُ الإنسان دِينهُ ولا يبقى منه شيء..وتلك هي العقوبةُ الأشد!
بعضُ العقوبات تمحقُ الثُلثين مِن دين الإنسان، كما جاء في الروايات أنّه مَن تواضع لغنيٍّ طلَباً لِما عنده ذهب ثُلثا دينه
إذا كان الّذي يتواضعُ لغنيٍّ مرّةً واحدة لأجل مالهِ يذهب ثُلثا دِينه..فما بالك بمَن يكونُ طُولِ حياتهِ في حالةِ تضعضعٍ للأثرياء لأجلِ أموالِهم!
مِثلُ هذا الشخص تجاوز عقوبةَ ذهابِ ثُلثي دِينه..فقد مُحِقَ دِينُهُ بالكامل، وتلك هي الفتنةً الحالقة!
هذه الفتنة هي العذابُ الباطنيُّ الّذي لم يُرفَع عن هذه الأُمّة وهو الأخطر..لأنّه يمحقُ الدين ولا يُبقي مِنه شيئاً!
• نقطةٌ أخرى:
قانونُ العقوبةِ والانتقام الذي نزل على أصحابِ السبت فمُسخوا..هذا القانون طُبِّق عليهم بهذه الصورةِ فمُسخوا قِردةً وبعد ذلك هلكوا،
أمّا الذين قتلوا الحسين لم يُطبّق عليهم هذا القانون بشكلٍ مُباشر كأصحابِ السبت..ولم يُطبَّق عليهم بنفس الصورةِ بأن مُسِخُوا قرَدةً ثُمّ هلكوا.. وإنّما طُبِّقَ بنحوٍ آخر،
طُبِّقَ عليهم بأن تسلّطَ عليهم المُختار بعد فترةٍ مِن الزمان
وقد يكونُ هناك أُناسٌ عبر تأريخ البشريّة مِن الأُمم والشعوب لم يُطبَّق عليهم هذا القانون لحكمةٍ إلهيّة نحنُ لا نعلمُها،
فالحِكَمُ الإلهيّةُ بالنسبةِ لنا حقائقُها مجهولة،
قد نتلمّسُ بالتدبُّرِ شيئاً مِن آثارِ الحكمةِ الإلهيّة وشيئاً مِن خصائصها،
نتدبّرُ بالعقول بعد الاستعانةِ بمعارف أهل البيت الذين يُثيرون دفائنَ عُقولِنا بمعارفِهم وحكمتِهم التي تتجلّى لنا مِن خلال دراسة أحاديثِهم صلواتُ الله عليهم
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
مع أنّ جريمةَ قتلِ الحسين أعظم وأعظم!
:
هذا الإشكال أثارهُ زُمرةٌ مِن المُنافقين في زمنِ إمامِنا السجّاد، فقالوا:
إذا كان أصحابُ السبتِ الّذين نهاهُم اللهُ أن يصطادوا السمكَ يومَ السبت فعصوا نبيّهم واصطادوا السمكَ بحِيَلٍ شرعيّةٍ في يومِ السبت،
إذا كان هؤلاء قد مُسِخوا قِردةً لمُخالفتِهم أمرَ نبيّهم في مسألةِ صيدِ السمك،
فلماذا لم تنزل عُقوبةُ المَسخِ على قتَلةِ الحسين؟
أليست جريمةُ قتلِ الحسين أعظمُ بكثيرٍ مِن جريمة (صيّدِ السمكِ في اليوم المنهي عنه)؟
بل لا تُقاسُ بمُصيبةِ الحسين أيُّ مُصيبةٍ في الوجود؟
إمامُنا السجّاد أجاب عن هذا الإشكال في الروايةِ التالية:
يقول الإمام مُتحدّثاً عن أصحابِ السبت:
(إنّ اللهَ تعالى مَسخ هؤلاء لاصطيادِ السمك، فكيف ترى عند الله عزّ وجلّ يكونُ حالُ مَن قتل أولادَ رسولِ اللهِ وهَتك حريمَهُ؟!
إنّ اللهَ تعالى وإن لم يمسخهُم في الدنيا..فإنّ المُعَدَّ لهم مِن عذابِ اللهِ في الآخرةِ أضعافُ أضعافِ عذابِ المَسخ،
فقيل له:
يا بن رسولِ الله، فإنّا قد سمِعنا منك هذا الحديثَ فقال لنا بعضُ النُصّاب: فإن كان قتلُ الحسين باطلاً..فهو أعظمُ مِن صيدِ السمكِ في السبت،
أفما كان يغضبُ اللهُ على قاتليهِ كما غَضِبَ على صياديِّ السمك؟
فقال الإمام:
قُل لهؤلاء النُصّاب: فإن كان إبليسُ معاصيه أعظمُ مِن معاصي مَن كفَرَ بإغوائه - يعني معاصي إبليس أعظمُ مِن معاصي الذين أضلّهم- فأهلك اللهُ تعالى مَن شاء منهم كقومِ نوح وفرعون ولم يُهلك إبليسَ وهو أولى بالهلاك،
فما بالهُ أهلك هؤلاء الذين قصّروا عن إبليس في عملِ المُوبقات..وأمهل إبليس مع إيثارِهِ لكشفِ المُخزيات؟!
ألا كان ربّنا عزّ وجلّ حكيماً بتدبيرِهِ وحُكمِهِ فيمن أهلك وفيمن استبقى؟!
فكذلك هولاء الصائدون للسمك في السبت وهؤلاء القاتلون للحسين..يفعلُ في الفريقين ما يعلم أنّه أولى بالصوابِ والحكمة، لا يُسأل عمّا يفعل وهم يسألون..)
[العوالم]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
مُنذ أن بُعِث نبيُّنا الأعظم رُفِع العذابُ المحسوسُ عن الناس،
قد يقعُ العذابُ الحِسيُّ في حالاتٍ مُعيّنة..ولكن بشكلٍ عام قانون نُزولِ العذابِ الحِسيّ (كالمَسخ لِقردة) رُفِع عن الناسِ كرامةً لرسولِ الله،
لكنّ العذابَ الباطني لم يُرفع عنهم مثل عقوبةِ "المَسخ الباطني"
فالمَسخُ نوعان:
• هناك مَسخٌ ظاهري رُفِع عن الناس،
• وهناك مَسخٌ باطنيٌّ لم يُرفَع،
فالمسوخُ بالمَسخ الباطني موجودون بيننا،
والمَسخُ الباطنيُّ أخطرُ بكثيرٍ مِن المَسخِ الظاهري،
فالمَسخُ الباطنيُّ هلاكٌ أُخرويٌّ قطعي!
المسخُ الظاهري ربّما في مرحلةٍ مِن مراحل سَفَرِ الإنسان الطويل عِبرَ هذه العوالم التي يمرُّ بها..رُبّما يستطيعُ الممسوخ مَسخاً ظاهريّاً أن ينجو،
أمّا الممسوخُ مَسخاً باطنيّاً فلن يستطيعَ النجاةَ
ولذا فإنّ المَسخَ الباطنيَّ أخطرُ بكثيرٍ مِن المَسخ الظاهري،
والعذابُ الباطنيُّ أشدُّ وأخطرُ بكثير مِن العذاب الحِسّي الظاهر،
وقد ورد في الروايات أنّ أشدَّ العذابِ عذابُ الحَلْق!
إنّها الطامّةُ الحالِقة حين يُحلَقُ دِينُ الإنسان كما يُحلَقُ الشعر!
فالروايات حدّثتْنا عن"الفتنة الحالقة" وهي فتنةُ حَلْق الدين؛ حين يُسلَبُ الإنسان دِينهُ ولا يبقى منه شيء..وتلك هي العقوبةُ الأشد!
بعضُ العقوبات تمحقُ الثُلثين مِن دين الإنسان، كما جاء في الروايات أنّه مَن تواضع لغنيٍّ طلَباً لِما عنده ذهب ثُلثا دينه
إذا كان الّذي يتواضعُ لغنيٍّ مرّةً واحدة لأجل مالهِ يذهب ثُلثا دِينه..فما بالك بمَن يكونُ طُولِ حياتهِ في حالةِ تضعضعٍ للأثرياء لأجلِ أموالِهم!
مِثلُ هذا الشخص تجاوز عقوبةَ ذهابِ ثُلثي دِينه..فقد مُحِقَ دِينُهُ بالكامل، وتلك هي الفتنةً الحالقة!
هذه الفتنة هي العذابُ الباطنيُّ الّذي لم يُرفَع عن هذه الأُمّة وهو الأخطر..لأنّه يمحقُ الدين ولا يُبقي مِنه شيئاً!
• نقطةٌ أخرى:
قانونُ العقوبةِ والانتقام الذي نزل على أصحابِ السبت فمُسخوا..هذا القانون طُبِّق عليهم بهذه الصورةِ فمُسخوا قِردةً وبعد ذلك هلكوا،
أمّا الذين قتلوا الحسين لم يُطبّق عليهم هذا القانون بشكلٍ مُباشر كأصحابِ السبت..ولم يُطبَّق عليهم بنفس الصورةِ بأن مُسِخُوا قرَدةً ثُمّ هلكوا.. وإنّما طُبِّقَ بنحوٍ آخر،
طُبِّقَ عليهم بأن تسلّطَ عليهم المُختار بعد فترةٍ مِن الزمان
وقد يكونُ هناك أُناسٌ عبر تأريخ البشريّة مِن الأُمم والشعوب لم يُطبَّق عليهم هذا القانون لحكمةٍ إلهيّة نحنُ لا نعلمُها،
فالحِكَمُ الإلهيّةُ بالنسبةِ لنا حقائقُها مجهولة،
قد نتلمّسُ بالتدبُّرِ شيئاً مِن آثارِ الحكمةِ الإلهيّة وشيئاً مِن خصائصها،
نتدبّرُ بالعقول بعد الاستعانةِ بمعارف أهل البيت الذين يُثيرون دفائنَ عُقولِنا بمعارفِهم وحكمتِهم التي تتجلّى لنا مِن خلال دراسة أحاديثِهم صلواتُ الله عليهم
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
Telegram
الثقافة الزهرائية
طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا