يوسف زمزم الشافعي
2.88K subscribers
219 photos
24 videos
33 files
44 links
Download Telegram
قال الإمام عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله ورضي عنه (1132هـ):

قَد كَفاني عِلمُ رَبِّي ** مِن سُؤالي وَاِختِيارِي
فَدُعائي وَابتِهالي ** شاهِدٌ لي بِافتِقارِي
فَلِهَذا السِرِّ أَدعو ** في يَساري وَعساري
أَنا عَبدٌ صارَ فَخري ** ضِمنَ فَقري واضطراري
قَد كَفاني عِلمُ رَبِّي ** مِن سُؤالي واختِياري

يا إِلَهي ومَليكي ** أَنتَ تَعلَمْ كَيفَ حالي
وَبِما قَد حَلَّ قَلبي ** مِن هُمومٍ واشتِغالي
فَتَدارَكَني بِلُطفٍ ** مِنكَ يا مَولى المَوالي

يا كَريمَ الوَجهِ غِثني** قَبلَ أن يَفنَى اصطِباري
قَد كَفاني عِلمُ رَبِّي ** مِن سُؤالي وَاِختِيارِي

يا سريعَ الغَوثِ غَوثًا ** مِنكَ يُدرِكْني سَريعَا
يَهزِمُ العُسرَ وَيَأتي ** بِالَّذي نرجو جَميعَا
يا قَريباً يا مُجيبَا ** يا عَليمًا يا سَميعَا

قَد تَحَقَّقَت بِعَجزي ** وَخُضوعي وَانكِساري
قَد كَفاني عِلمُ رَبِّي ** مِن سُؤالي وَاختِيارِي

لَم أَزَل بِالبابِ واقِفْ ** فارحمنْ رَبِّي وُقوفي
وَبِوادي الفَضلِ عاكِفْ ** فَأَدِم رَبِّي عُكوفي
وَلِحُسنِ الظَنِّ لازِمْ ** وَهْوَ خِلِّي وَحَليفي

وَأَنيسي وَجَليسي ** طولَ لَيلي وَنَهاري
قَد كَفاني عِلمُ رَبِّي ** مِن سُؤالي وَاِختِياري

حاجَةً في النَفسِ رَبٍّي ** فَاقضِها يا خَيرَ قاضي
وَأَرِح سِرِّي وَقَلبي ** مِن لَظاها وَالشَواظِ
في سُرورٍ وَحُبورِ ** وَإِذا ما كُنتُ راضي

فَالهَنا وَالبَسطُ حالي ** وَشِعاري وَدِثاري
قَد كَفاني عِلمُ رَبِّي ** مِن سُؤالي وَاِختِيارِي
.
خير الفقه

من أمثالهم: ‌(خيرُ ‌الفقه ‌ما حاضرتَ به)

أي: ‌ما ذاكرتَ به غيرَك.
كما قال ابن رفاعة في الأمثال 1/ 123

أو ما حضَركَ في وقت الحاجة إليه.
كما قاله الميداني في مجمع الأمثال 1/ 241.

فالتفسير الأول في طريقة تثبيت الفقه، بمذاكرة الغير، لتقوية الفهم والحفظ.
والتفسير الثاني في فضل تثبيت المحفوظات ليحصل الانتفاع بها وقت الحاجة.

قال البدر الشهاوي حفظه الله: "ومن شكا من نسيان العلم فليواظب على كثرة المراجعة وتعاهد العلم، وليكثر من دعاء: "اللهم افتح علينا فتوح العارفين بحكمتك، وانشرْ علينا رحمتك، وعلمنا ما جهلنا، وذكرنا ما نسينا، يا ذا الجلال والإكرام". اهـ.
اللهم آمين آمين
.
.
من عبارات تقي الدين المقريزي رحمه الله:

"وللبلاد قوانينُ وعوائدُ متى اختلّت فسَد نظامُها".

"رسالة النقود القديمة"، ضمن رسائل المقريزي ص175
.
.
التعظيم يوجب الحضور، والغفلة تقطع الإمداد

قال الإمام أبو حامد رحمه الله ورضي عنه: "وكما لا يصلح لِمسِّ جلدِ المصحف كلُّ يد؛ فلا يصلح لتلاوة حروفه كل لسان، ولا لنيل معانيه كل قلب، ولمثل هذا التعظيم كان عكرمة بن أبي جهل إذا نشر المصحف غُشي عليه ويقول: هو كلام ربي! هو كلام ربي! فتعظيم الكلام تعظيم المتكلم، ولن تحضره عظمة المتكلم ما لم يتفكَّر في صفاته وجلاله وأفعاله".

"إحياء علوم الدين" (1/ 281)
.
.
{قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين}، {وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا}

"عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ أضاءَ منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلَم منها كل شيء" !
سنن الترمذي (3618)

قال العلامة الباجوري: قوله: (أضاء منها كل شيء) أي: استنار من المدينة الشريفة كلُّ شيء، نورًا حسّيّا، ومعنويّا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم نور الأنوار، والسراج الوهاج، ونور الهداية العامة، ورفع الظلمة الطامة. وقوله: (أظلم منها كل شيء) أي: لفقد النور والسراج منها؛ فذهب ذلك النور بموته".
"المواهب اللدنية" (ص654)

{صلوا عليه وسلموا تسليمًا}
.
.
من دلائل النبوة

قال حجة الإسلام رحمه الله ورضي عنه:
"فإن وقع لك الشك في شخص معين، أنه نبي أم لا؟ فلا يحصل اليقين إلا بمعرفة أحواله، إما بالمشاهدة، أو بالتواتر والتسامع؛ فإنك إذا ‌عرفت ‌الطب ‌والفقه، يمكنك أن تعرف الفقهاء والأطباء بمشاهدة أحوالهم، وسماع أقوالهم، وإن لم تشاهدهم.
ولا تعجز أيضًا عن معرفة كون الشافعي رحمه الله فقيهًا، وكون جالينوس طبيبًا، معرفة بالحقيقة لا بالتقليد عن الغير. بل بأن تتعلم شيئًا من الفقه والطب، وتطالع كتبهما وتصانيفهما؛ فيحصل لك علم ضروري بحالهما؛ فكذلك إذا فهمت معنى النبوة، فأكثرت النظر في القرآن والأخبار، يصل لك العلم الضروري بكونه صلى الله عليه وسلم على أعلى درجات النبوة.
واعضد ذلك بتجربة ما قاله في العبادات وتأثيرها في تصفية القلوب، وكيف صدق صلى الله عليه وسلم في قوله: "من أصبح وهمومه هم ّواحد كفاه الله تعالى هموم الدنيا والآخرة".
فإذا جرَّبت ذلك في ألف وألفين وآلاف، حصل لك علم ضروري، ولا تتمارى فيه.
فمِن هذا الطريق اطلب اليقين بالنبوة، لا من قلب العصا ثعبانًا، وشق القمر؛ فإن ذلك إذا نظرت إليه وحدَه، ولم تنضم إليه القرائن الكثيرة الخارجة عن الحصر، ربما ظننت أنه سحر وتخييل، وأنه من الله تعالى إضلال؛ فإنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء".
"المنقذ من الضلال" ص185

{صلوا عليه وسلموا تسليمًا}
.
.
من دلائل النبوة

قال العلامة ابن خلدون رحمه الله:
"ومن علاماتهم أيضًا: أنه يوجد لهم قبل الوحي: خُلًق الخير والزكاة، ومجانبة المذمومات والرجس أجمع.
وهذا هو معنى العصمة. وكأنه مفطور على التنزه عن المذمومات والمنافرة لها، وكأنها منافية لجبلته.
وفي الصحيح: "أنه حمل الحجارة وهو غلام، مع عمه العباس، لبناء الكعبة، فجعلها في إزاره، فانكشف، فسقط مغشيّا عليه، حتى استتر بإزاره، ودُعى إلى مجتمع وليمة فيها عرس ولعب. فأصابه غشي النوم إلى أن طلعت الشمس، ولم يحضر شيئًا من شأنهم.
بل نزّهه الله عن ذلك كله، حتى إنه- بجبلته- يتنزه عن المطعومات المستكرهة؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم، لا يقرب البصل والثوم.
ومن علاماتهم أيضًا: دعاؤهم إلى الدين والعبادة من: الصلاة والصدقة والعفاف. وقد استدلت خديجة رضي الله عنها على صدقه صلى الله عليه وسلم بذلك، وكذلك أبو بكر، ولم يحتاجا في أمره إلى دليل خارج عن حاله وخلقه.
وفي الصحيح أن هرقل-حين جاءه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام أحضر مَن وجد ببلده من قريش، وفيهم أبو سفيان؛ ليسألهم عن حاله. فكان فيما سأل أن قال: بم يأمركم؟ فقال أبو سفيان: بالصلاة، والزكاة، والصلة، والعفاف، إلى آخر ما سأل. فأجابه فقال: إن يكن ما تقول حقّا فهو نبي، وسيملك ما تحت قدمي هاتين.
والعفاف الذي أشار إليه أبو سفيان، هو العصمة.
فانظر كيف أخذ من العصمة والدعاء إلى الدين والعبادة دليلًا على صحة نبوته، ولم يحتج إلى معجزة؛ فدل على أن ذلك من علامات النبوة!
ومن علاماتهم أيضًا: أن يكونوا ذوي حسب في قومهم. وفي الصحيح: «ما بعث الله نبيّا، إلا في منعة من قومه» .ومعناه: أن تكون له عصبة وشوكة تمنعه عن أذى الكفار، حتى يُبلغ رسالة ربه، ويتم مراد الله من إكمال دينه وملته".
" تاريخ ابن خلدون/ المقدمة" 1/ 117

{صلوا عليه وسلموا تسليمًا}
.
.
كانوا يطيلون القيام طوال العام

قال أبو الوليد الباجي رحمه الله: "لم يزل الناس يقومون في بيوتهم طول السنة بهذا المقدار الذي يقومون به في شهر رمضان في المساجد، لكنْ لما أن كان في الناس من لم يجمع القرآن كله جُعل لهم شهر رمضان في السَّنة، يجتمعون فيه في المساجد؛ ليسمع من لم يَجمَع الختمةَ كلامَ ربه".

المدخل لابن الحاج (2/ 135)
.
.
هنا حَطَّتْ حواشي الشافعية رِحالَها

هنا استَودَع سَدَنة المَذهَب علومَها وأسرارَها

هنا ترَكَ أمناءُ المَذهَب وصيَّتَها وعُهودَها

هنا عَجوزٌ تتقاطَر مِن لحيته فروعُ الشافعية وأصولُها

🌕 البَدرُ الشّهاويّ 🌕
حفظه الله ورضي عنه
.
.
مِن عهود مشايخ المذهب: احذر إنكار الكرامات !

سُئل شيخ الإسلام عن بعض الكرامات التي تُذكر، ككون فلان يُنفق من الغيب، أو تُطوى له الأرض، أو يمشي بين القبور فيرى المنعّم والمعذّب، ونحوها.
فهل يجوز إنكار شيء من ذلك؟

فأجاب: بأن ما نُقل من الكرامات وغيرها يجوز أن يكون كرامة لوليّ.
إن ثبَت لم يجز إنكاره.
وإلا فالأَولى عدم إنكاره؛ لأنه أهل لذلك، مع احتمال صدق ناقله.
ومن اعترَضَ عليه أو على غيره بغير طريق شرعيّ يُخشى عليه سوء الخاتمة.
ويكفيه أنه يُحرم بذلك بركتَهم.
ومعلوم أن حسن الظن صنيعة، وسوء الظن حرمان. اهـ .

فتاوى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ص494، 495

.
.
الشمس الحفني رحمه الله ورضي عنه

قال الشيخ حسن المكي رحمه الله: ووقع لى أنى رأیته فى النوم مرة، وقد أعطانى نِصفَین من الفضة، وقال لى :
استعمل علیھا كذا، وضعْھما فى الكیس.
فاستعملتُ ما أمرنى به، ثم انتبھتُ.
فكنتُ فى كل جمعة أرى نِصفَین تحت الكرسي الذى أجلس علیه، وذلك فى الحجاز، ومكثَتْ معى مدة٠
ثم أخبرتُ بھا بعضَ الناس فانقطعتْ!

مناقب الحفناوي ص15
.
لا إلهَ إلَّا اللَّه
.
فائدة شافعية
في بعض ما تختلف فيه العبارات ما بين قولهم: "فيه قولان" و"فيه وجهان"

قال محيي الدين النووي رحمه الله:

"وظاهر كلام بعضهم أنه قولان، وظاهر كلام الآخرين أنه وجهان، ولعلهما قولان ‌مستنبطان ‌من ‌كلام ‌الشافعي؛ فيصح تسميتهما قولين، ووجهين".

المجموع 4/ 531
.
.
نصيحة تختصر أعمار طلاب العلم

"سالك الطریق إلى الله تعالى یتجنّب الأشیاء والأشخاص التي تشوّش الذھن أو توذي القلب أو تكدّره.
ويلازم الأشخاص والأمور التي تحفظ عليه صفاءَ ذھنه وقلبه، فهذا مما يعينه على مقصده.
وهذا ما لم یكن علیه واجب یؤديه لله تعالى؛ فیقوم بما وجب عليه، ثم يُقبل على شأنه".

سيدي العارف بالله الشيخ نوح كلر حفظه الله ونفعنا بأسراره
.
.
صلاة الجماعة

قال سيدي العارف بالله الشيخ نوح كلر حفظه الله ونفعنا بأسراره:
" لا يترك صلاة الجماعة في المسجد مع الإمكان إلا محب للدنيا، لأنه لو كان صادقا في محبته لله تعالى لفعل ما يحبه الله.
وصلاة الشخص في بيته علامة على أن شكره لله ناقص، لأن الشكر يقتضي استفراغ الطاقة في العمل، لا الرضا بالأقل.
والذي يدعي السلوك ثم يترك صلاة الجماعة أو يفرط في أداء صلاة الفجر جماعة في أول وقتها هو شخص يغش نفسه، ولا يمكن أن يكون مريدا أبدا؛ لأن أولى الأوراد بالاعتناء هو صلاة الفرض في جماعة، خاصة جماعة العشاء وجماعة الفجر.
وقد قال سيدي أبو الحسن رضي الله عنه: (إذا رأيت فقيرًا لا يصلي الصلوات الخمس في الجماعة فلا تعبأنّ به).
وهذا الكلام الذي نقوله كالمرآة، فمن رأى غير ما يحب في المرآة، فليستدركْ، وإلا فلا يلومن إلا نفسه!
".
انتهى، بحروفه الشريفة، حفظه الله.
.
.
باب في
حكمة المشايخ الثقات، وخطورة عدم الأخذ عنهم، أو ترك العمل بإرشادهم

كان بعض علماء المالكية "يُنكر على معاصريه من علماء القيروان سُكناهم في مملكة بني عُبيد، وبقاءَهم بين أظهرهم.
وقد كَتب إليهم مرة بذلك. فأجابوه: "اسكتْ؛ لا شيخَ لك" !

قال القاضي عياض رحمه الله: "أي: لأن درسه كان وحده، ولم يتفقَّه في أكثر علمه عند إمام مشهور، وإنما وصل الى ما وصل بإدراكه، ويشيرون أنه لو كان له شيخ يفقِّهه حقيقةَ الفقه لَعَلِم أن بقاءهم مع مَن هناك مِن عامة المسلمين تثبيتٌ لهم على الإسلام، وبقية صالحة للإيمان، وأنه لو خرَج العلماء عن إفريقية لتشرَّق مَن بقي فيها من العامة الألف والآلاف؛ فرجَّحوا خير الشرَّين، والله أعلم".
"ترتيب المدارك" 7/ 103

قلت: يُتأمل بعناية وإنصاف مع النظر لبعض النوازل العامة، وما يقع في بعض بلاد المسلمين من مظالم يترتب على مواجهة بعضها مظالم أشد.
فرّج الله كرب كل مكروب، ونصر الحق وأهله، وخذل الباطل والظلم وأهله.
.
.
فوائد الاشتغال بالنفس، وأضرار الاشتغال بفلان وعلان!

قال ابن حبان رحمه الله:
"من اشتغل بعيوبه عَن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه؛ فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه مَا يرى مثله من أخيه.
وإن من اشتغل بعيوب الناس عَن عيوب نفسه عمِي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه تركُ عيوب نفسه.
وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجزُ منه: مَن عابهم بما فيه!".

"روضة العقلاء" (ص125)

.
.
خطأ الاكتفاء بكتب اللغة في فهم كلام الفقهاء

قال التقي السبكي رحمه الله: "وأما العزم فالمحققون على أنه يُؤاخذ به، وخالف بعضهم وقال: "إنه من الهم المرفوع". وربما تمسَّك بقول أهل اللغة: (هم بالشيء: عزَمَ عليه). والتمسك بهذا غير سديد؛ لأن اللغوي لا يتنزل إلى هذه الدقائق".
قضاء الأرب ص161، الأشباه والنظائر ص34

تعليق:
يقع كثيرًا في الرسائل العلمية والتحقيقات من غير المتخصصين في الفقه أن يكتفوا بتعريف شيء من كتب اللغة، في حين أن الفقهاء لم يقصدوا المعنى المذكور في كتب اللغة هذا، أو قصدوا جزءًا من هذا المعنى فقط، أو استعملوا اللفظ تجوُّزا في معنى معين، أو استعملوا الكلمة بعد تغير دلالتها في بعض العصور.
وكثيرًا ما يكون كلام اللغويين عامًّا على جهة التقريب، كما أن المعاني الاصطلاحية أخص غالبًا من المعاني اللغوية العامة، بل بعض ما يُذكر في كتب اللغة من تعريفات فقهية قد يكون جاريًا على مصطلح مذهب ما دون غيره، وحينئذ فالاكتفاء بها يُحدث كوارث في الفهم.
وعلى هذا فينبغي التأكد قبل تعريف كلمة ما: من أن هذه الكلمة لها مصطلح أخصَّ من المعنى اللغوي، أو أن مراد الفقهاء بها نفس المعنى اللغوي؟ وأصحاب الشروح والحواشي رضي الله عنهم قد سدُّوا هذه الثغرة بفضل الله تعالى.
ويستفاد من هذا أيضًا أنه قد لا يحتج بعموم كلام اللغويين على مسائل الفقه دائمًا.
ومن هذا: يُقطع بأن إقدام غير المتخصصين في المذاهب على تحقيق كتب أو عمل دراسات عن مذاهب معينة يُفضي إلى مشكلات كثيرة، وأخطاء خطيرة، لكن الطمع في الأسماء والشهادات، وتعلق القلب بالمنازل والمكانات، يُعمي ويُضلّ !
نسأل الله السلامة والعافية
.
.

شرط الدخول

قال سيدي أحمد ابن عجيبة رحمه الله:
"الحضرة مقدّسة منزّهة مرفّعة، لا يدخلها إلا المطهرون؛ فحرام على القلب الجنُب أن يدخل مسجد الحضرة، وجنابة القلب: غفلتُه عن ربه".

إيقاظ الهمم ص67
.
.
اعرِفْ شيئًا عن كل شيء، واعرِفْ كلَّ شيء عن شيء

قال الإمام أبو حامد رحمه الله ورضي عنه: "لا يدَعُ طالب العلم فنًّا من العلوم المحمودة، ولا نوعًا من أنواعه، إلا وينظر فيه نظرًا يَطَّلِعُ به على مقصده وغايته، ثم إنْ ساعدَه العمر طلب التبحر فيه، وإلا اشتغل بالأهم منه واستوفاه وتطرف من البقية؛ فإن العلوم متعاونة، وبعضها مرتبط ببعض، ويستفيد منه في الحال الانفكاك عن عداوة ذلك العلم بسبب جهله؛ فإن الناس أعداء ما جهلوا، قال تعالى {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم}".

"إحياء علوم الدين" (1/ 52)
.