يوسف زمزم الشافعي
2.89K subscribers
221 photos
24 videos
35 files
47 links
Download Telegram
.
"وعلى قدر ذِكر الذاكرين تكون حياتهم"

عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مَثل البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يُذكر الله فيه: مَثل الحي والميت».
صحيح مسلم (779/ 211).

قال الشيخ العارف نوح كلر حفظه الله: "فليس من صبَرَ وواظب على الأذكار والأوراد كمن لم يصبر ولم يواظب، هذا واصلٌ، وهذا فاصلٌ! وعلى قدر ذكر الذاكرين تكون حياتهم الحقيقية، فغيرهم أموات، ولهذا يقول أبو بكر الدقي رحمه الله: (لا حياة في الحقيقة إلا لأهل المعرفة) أي: معرفة الله سبحانه، وما دام العبد واقفًا مع الكائنات والمخالفات والشهوات فهو ميت، والبلد الميت لا يحييه إلا الله برحمته سبحانه". اهـ.
.
.
{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة}

قال أبو سعيد الخراز: "الفتنة: إسباغ النعم على الاستدراج".
وقال أبو القاسم الجنيد: "الفتنة انتكاس القلب، حتى لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا".
وقال النوري: "الفتنة: الاشتغال بشيء دون الله".

تفسير السلمي٥٧/٢
.
.
العلماء والمجاهدون حُرَّاس الإسلام

قال الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله: "{فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم} فجعَلهم فرقتين، أوجب على إحداهما الجهاد في سبيله، وعلى الأخرى التفقُّه في دينه؛ لئلا ينقطع جميعهم إلى الجهاد فتندَرِسَ الشريعة، ولا يتوفروا على طلب العلم فيغلب الكفار على الملَّة، فحرَسَ بيضةَ الإسلام بالمجاهدين، ‌وحفظ ‌شريعة ‌الإيمان بالمتعلِّمين.
وأمَرَ بالرجوع إليهم في النوازل ومسألتهم عن الحوادث، فقال عز وجل {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، وقال تعالى: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}، وقال سبحانه وتعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}".

الفقيه والمتفقه 1/ 69
.
.
الحضور الدائم

قال القاضي حُسين: "كان القفَّال -المروزيُّ- في كثير من الأوقات في الدرس يقع عليه البكاء، ثم يرفع رأسه ويقول: (ما أغفَلنا عما يُراد بنا!) رضي الله عنه".

طبقات الشافعية للسبكي (5/ 55)
.
.
{إنما المؤمنون إخوة}

"كان الفخر ابن عساكر يتورَّع من المرور في رواق الحنابلة؛ لئلا يأثموا بالوقيعة فيه؛ وذلك أنَّ ‌عوامَّهم ‌ُيبغضون ‌بني ‌عساكر؛ لأنهم أعيان الأشعرية الشافعية".
الدارس في تاريخ المدارس 1/ 64

حرَصَ -رحمه الله- على عدم إثمِهم رُغم إساءة عوامِّهم وجهالتِهم.
ثم إن هذا النزاع بين السادة الأشاعرة والسادة الحنابلة كان قد اندرَس -أو كاد- في عهود المتأخرين، عندما اتفق الطرفان على أصول معينة من التنزيه، وإقرار الخلاف في بعض المسائل التي تشدَّد فيها بعض الأشاعرة، وطرحِ بعض آراء التجسيم التي شذَّ فيها بعضُ الحنابلة، والتسليم بأن مصطلح "السنة والجماعة" يشمل الجميع على الشرط المذكور، واستقامت الأمور على هذا حتى أحدثت الفتنةَ بعضُ الطوائف المُحدَثة، بخرق هذه الأصول وإحياء بعض الآراء الشاذة، ثم تبديع من خالفهم!
.
.
{والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبلنا}

"وكان القفَّال رحمه الله قد ابتدأ التعلُّم على كبر السِّن بعدما أفنى شبيبتَه في صناعة الأقفال، وكان ماهرًا فيها"
وكان يقول: "ابتدأتُ التعلُّم وأنا لا أفرِّق بين (اختصرتُ) و(اختصرتَ)".

طبقات السبكي (5/ 54)
.
.
(إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسَها)

"والمراد بحديث النفس: ما لم يبلغ حدَّ الجزم، ولم يستقرَّ، فأما إذا عقَدَ، واستقرَّ عزمُه عليه، فيُؤاخَذُ، حتى لو ‌عزم ‌على ‌ترك ‌واجب، أو فعل محرَّم -ولو بعد سنين- عَصَى الآن".
الشمس البرماوي في "اللامع الصبيح" (13/ 395)، وشيخ الإسلام في "منحة الباري" (5/ 314).
.
.
"تونس وجامع الزيتونة"ص93، 94
الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله

وربما لم يكن الأشهب مستحقًّا لهذا الذم رغم خطئه، ولكن مما لا شك أن هذا التشبيه المذكور لازم لكل متعالم أقحم نفسه -بالاعتراض أو سوء الاعتقاد أو سوء الأدب- بين العلماء، وحسب أنه نِدّ لهم؛ لمجرد قراءته لكتبهم!
ثم مهما بلغتَ من العلم وفُتح عليك إياك أن تقول كلمة تتظاهر فيها باستقلال النظر عمن كنت بالأمس القريب تُجاهد من أجل فهم كلامهم! إياك!
.
.
{إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ}

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "فإن ‌العلم ‌يدل ‌على ‌الله من أقرب الطرق إليه؛ فمن سلك طريقه، ولم يُعرِّج عنه، وصل إلى الله تعالى وإلى الجنة من أقرب الطرق وأسهلها".

جامع العلوم والحكم 2/ 298
.
.
{قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما}

قيل ليحيى بن معاذ الرازي (258هـ) رحمه الله: أخبرني عن الله عز وجل. فقال: الله واحد.
فقيل له: كيف هو؟ فقال: ملك قادر.
فقيل: ‌أين ‌هو؟ فقال: هو ‌بالمرصاد.
فقال السائل: لم أسألك عن هذا.
فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرتك عنه.

القشيرية 1/ 28
.
.
لماذا ضلَّ الخوارج الأوائل مع أنهم كانوا في الظاهر أكثرَ أهل الأرض عبادةً؟ (بعد اعتبار الخذلان وسلب التوفيق)

كثير من طلبة العلم لا يعرفون عن ضلال الخوارج إلا أنهم خرجوا على الصحابة، وقالوا بكفر مرتكب الكبيرة.
لكن السؤال المهم: ما الذي أدى بهم إلى هذا الضلال؟
الجواب من وجهة نظري:
ضلالٌ آخر، وهو:
(الاجتهاد في فهم النصوص وتطبيقها والاستنباط منها) مع أنهم (ليس بأهل لهذا الاجتهاد ولا التطبيق ولا الاستنباط).
فهذا في ظني أساس المشكلة في ضلالهم.
إذن ... ماذا كان يجب على الخوارج؟
كان الواجب عليهم (التقليد) للصحابة؛ لأنهم أعلم منهم بالنصوص ومعانيها وتنزيلها؛ باعتبار مشاهدتهم للتنزيل وكونهم أعلمَ منهم بلغة العرب وفقه نصوص الشرع.
فالاستنباط من النصوص كان (حرامًا) على الخوارج؛ لفقدان أدواته ومتطلباته، فكان الفرض في حقهم هو العمل بقول الله: {فاسألوا أهل الذكر}، وقد كان أهل الذكر في عهدهم: (أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ولك أن تتخيَّل -أخي الكريم- لو أن هؤلاء الخوارج قاموا بهذا الواجب (التقليد للصحابة)، وتركوا هذا المحرَّم (الاجتهاد والاستنباط) وطرحوا العمل بعقولهم المريضة مع فهوم الصحابة (أهل الذكر)، وتركوا العمل ببعض الظواهر التي أوحى إليهم إبليس أن يفهموها على فهمًا حرفيًّا في غير محله، هل كانوا يضلُّون؟!
بالقطع لا، وألف لا.
بل إنهم لما جعلوا أنفسهم مجتهدين يناقشون الصحابة في الأدلة -مع أنهم ليسوا بأهلٍ للنظر فيها- اعترَضوا عليهم بظواهر النصوص، فكفَّروهم!
ولما كانت هذه الظواهر تحتاج إلى تأويل -أي فهمٍ دقيقٍ- أرسَلَ لهم الفقيهُ عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه الفقيهَ عبدَ الله بنَ عباس رضي الله عنهما، الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ (الفقه في الدين وتعلُّم التأويل)، فنجَعَ تأويلُه مع كثير منهم.
إذا علمتَ هذا فلا تستغرب عندما تقرأ لبعض فقهاء المذاهب في (القرن الثالث عشر الهجري) وهم يصفون بعض طوائف المبتدعة التي ظهرت في هذا العصر بـ (الخوارج).
ولا تعترضْ عليهم اعتراضًا سخيفًا فارغًا من الفهم بـ (كيف يصفونهم بذلك مع أنهم لم يخرجوا على الصحابة ولم يكفروا مرتكب الكبيرة؟!)
فقد بيَّنتُ لك أن هذا الضلال وراءه ضلال آخر مشترك بينهم، وأيضًا فلهؤلاء العلماء سَلَف في هذا الاستعمال المجازي لهذا المصطلح فيمن تشدَّد في غير محله.
هذا بصرف النظر عما يُنسب لهذه الطائفة المشار إليها من تكفير وسفك دم وغلو فاحش تشهد بها كتب تاريخهم!
ومع ذلك فهذا المصطلح يجب أن ينضبط إطلاقه، ولا يُعمَّم في كل من رأى رأيًا من آراء هذه الطائفة المحدَثة، {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا}، والحقيقة أن هذا الوصف له حظ ونصيب مِن كل مَن (خرَجَ) عن طريق الفقهاء، سواء كان خروجه ومخالفته بتشدد أو تساهل، إذ الطرفان يشتركان في تحريف الشريعة ولو دون قصد.
{وعلى الله قصد السبيل}
.
.
{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "الهوى شر إله يُعبد من دون الله".

المدخل لابن الحاج١١٦/٣

لعله لأن الهوى إذا استحكم زيَّن لصاحبه أقبح القبائح؛ بسبب سلبه للعقل، وإذا تمكن من القلب كان داءً عُضالًا، حتى يُذهب الدين والدنيا.
.
.
الإجازة بالإفتاء

قال الإمام مالك رحمه الله: "ما أجبتُ في الفتوى حتى سألتُ من هو أعلمُ مني: هل يراني موضعًا لذلك؟ سألتُ ربيعة، وسألتُ يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك.
قيل له: يا أبا عبد الله، فلو نَهَوكَ؟!
فقال: كنت أنتهي؛ لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلًا لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه".

الفقيه والمتفقه 2/ 325
.
.
التجديد ابتغاء وجه الخديوي!

"الجاوي على شرح الورقات" ص98
.
.
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا بالله
نحو 3000 شهيد؛ إثر الزلازل الواقعة في تركيا وسوريا.
اللهم الطف بهم، وارحم موتاهم، واشف مصابهم، وداو جريحهم، واكشف ما ألمَّ بهم، وصبِّرهم، واصرف عنهم، وعافنا وعاف المسلمين في كل مكان.
.
.
ومئات الناس تحت الأنقاض لا يُدرى حالهم
يا لطيف يا لطيف يا لطيف الطف بعبادك
.
.
من حبائل الشيطان: الإلهاء عن ترتيب الأعمال

قال الإمام أبو حامد رحمه الله ونفعنا بأسراره: "‌وتركُ ‌الترتيب ‌بين ‌الخيرات من جملة الغرور، بل قد يتعيَّن على الإنسان فرضان: أحدهما يفوت والآخر لا يفوت، أو نفلان أحدهما يضيق وقته والآخر متسع وقته، فإن لم يحفظ الترتيب كان مغرورًا، ونظائر ذلك أكثر من أن تحصى؛ فإن المعصية ظاهرة، وإنما الغامض تقديم بعض الطاعات على بعض ... ولكن الغرور في الترتيب دقيق خفى لا يقدر عليه إلا العلماء الراسخون في العلم رضى الله عنهم وغفر لهم".

أصناف المغرورين ص59
.
.
(12) ألف شهيد حتى الآن في سوريا وتركيا، وفق آخر الإحصائيات.
اللهم إن الأمر أمرك، ولا معقِّب لحكمك، وأنت الحق العدل في السراء والضراء، ولكن عافيتك أوسع لعبادك، وأنت الغفور الرحيم.
اللهم أغث إخواننا، وكن لهم وليًّا ونصيرًا، وصبرهم، واربط على قلوبهم، وعظِّم أجرهم، واجبر كسرهم، واغفر لنا تقصيرنا واعف عنا وعافنا ونجنا.
يا لطيف يا لطيف يا لطيف
.
.
{إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب}

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوَدُّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ حين يُعطى أهلُ البلاءِ الثوابَ: لو أنّ جلودَهم كانت قُرضت في الدُّنيا بالمقاريضِ». أي: قُطِّعت بآلات القطع.

"سنن الترمذي" (2402)
.
.
عجيبٌ في الصبر والرضا بأمر الله تعالى

كان أبو قلابة البصري صاحب ابن عباس -رضي الله عنهم- من كبار الفقهاء، وطُلِبَ لتولِّي القضاء، ففرَّ بدينه، مع أنه كان من أعلم الناس بالقضاء!
وكان صائمًا في يوم، فلما غربت الشمس لم يكن معه ماء يسُد به عطشَه، فدعا الله، فأتت سحابة فظلَّلته، وأمطرت على جسده، فذهب عطشُه.

ابتلي -رحمه الله- في بدنه، فذهبت يداه، ورجلاه، وبصره، وهو حامد شاكر.
مرَّ عليه رجل فسمعه يقول: "اللهم أوزعني أن أحمدك، حمدًا أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ، وفضَّلتني على كثير ممن خلقت تفضيلًا" !
فذهب إليه وسأله: "فأيُّ نعمة من نعم الله ‌عليك ‌تحمَده ‌عليها؟! وأي فضيلة تفضَّل بها عليك تشكرُه عليها؟!
قال أبو قلابة: وما ترى ما صنع ربي؟ والله لو أرسل السماءَ عليَّ نارًا فأحرقتني، وأمرَ الجبالَ فدمَّرتني، وأمَر البحارَ فغرَّقتني، وأمر الأرضَ فبلعتني، ما ازددتُ لربِّي إلا شكرًا؛ لِمَا أنعَمَ عليَّ من لساني هذا.
ثم علم أبو قلابة أن ابنه الصغير الذي يخدمه ويقوم على أموره قد افترسه السَّبُع فأكل لحمه!
فقال: "الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقًا يعصيه فيعذِّبَه بالنار، إنا لله وإنا إليه راجعون" وشهق شهقة فمات.

باختصار من "الثقات" لابن حبان (5/ 3)
.
.
على أي شيء أصَّلتم أصلَكم؟

"عن حذيفة المرعشي، قال: دخلنا مكة مع إبراهيم بن أدهم، فإذا شقيق البلخي قد حج في تلك السنة، فاجتمعنا في شق الطواف.
فقال إبراهيم لشقيق: على أي شيء ‌أصَّلتم ‌أصلَكم؟
قال: أصَّلنا أصلَنا على أنا إذا رُزقنا أكلنا، وإذا مُنعنا صبرنا.
فقال إبراهيم: هكذا تفعل كلاب بلخ!
فقال له شقيق: فعلى ماذا أصَّلتم؟
قال: أصَّلنا على أنا إذا رُزقنا آثرنا، وإذا مُنعنا شكرنا وحمدنا.
فقام شقيق فجلس بين يدي إبراهيم، فقال : يا أستاذ، أنت أستاذنا".

حلية الأولياء 8/ 37
.