رابطة علماء اليمن
1.31K subscribers
212 photos
17 videos
66 files
682 links
هي تجمع للعلماء من سائر المذاهب في اليمن لتوجيه الأمة اليمنية والإسلامية وإرشادها وإيجاد الحلول الشرعية لمشكلاتها والمخارج لقضاياها وإبداء الآراء في الأحداث السياسية المعاصرة وفي مختلف المجالات وكل ما من شأنه أن يحفظ وحدة وأمن واستقلال وكرامة وعزة الأمة
Download Telegram
♦️بيان رابطة علماء اليمن بشأن التصعيد والطغيان الصهيوني الجديد♦️

--- بيان ----

الحمد لله القائل (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) (عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين
وبعد
تتابع رابطة علماء اليمن الممارسات الصهيونية الهمجية والعدوان الممنهج والموجه بحق الشعب الفلسطيني والاستهداف للمسجد الأقصى وتدنيسه من قبل قطعان الصهاينة الذين لم يرقبوا في مؤمن ولا مؤمنة ولا طفل صغير أو شيخ كبير إلا ولا ذمة ويعتدون بوحشية على شعب مسلم على مرأى ومسمع من الأنظمة العربية وما تسمى بالأمم الممتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التي لم تقف متفرجة بل مشجعة بصمتها على هكذا طغيان وأمام هذه الممارسات الوحشية والتصعيد العدواني الجديد تؤكد الرابطة على التالي

أولا: تشيد الرابطة بالمعنويات العالية للشعب الفلسطيني الحر وتبارك مواقف شبابه الحرة التي تعبر عن عنفوان أبناءه وقوة إيمانهم وإرادتهم أمام العدو الصهيوني
ثانيا:تؤيد الرابطة كل الخطوات والمواقف والعمليات والقرارات التي تسهم في ردع الكيان الصهيوني

ثالثا:تستنكر الرابطةحالة الصمت والتواطئ للأنظمة العربية وغير العربية وتدين كل خطوات التطبيع المتسارعة التي تقوم بها أنظمة العمالة في الإمارات والبحرين والسعودية وبقية دول الخليج والسودان وآخرها الخطوات التركية التي تمثلت بزيارة رئيس الكيان الصهيوني إلى اسطنبول وما سيقوم به وزير الخارجية التركي من زيارة لتل أبيب بعد شهر رمضان فكل هذه الخطوات مدانة ووصمة عار وخزي على وجوه المطبعين مع اليهود الغاصبين

رابعا:تدعو الرابطة الشعوب الإسلامية وعلى رأسها النخب العلمية والفكرية والمؤسسات العلماءية لتحمل المسؤولية في هذه المرحلة وأمام هذا التصعيد وتعتبر نصرة القضية والوقوف مع القدس وفلسطين واجبا دينيا ومسؤولية تقع على عاتق الجميع

خامسا: تؤكد الرابطة على أهمية التحرك الإيماني الواعي لفضح قوى النفاق وكشف أنظمة العمالة وأبواق الإنبطاح والتبعية التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية والمتاجرة بها إرضاء للتوجهات الأمريكية والسياسات الصهيونية

سادسا: الوعي بأن الطريق الوحيد والقريب إلى فلسطين هو طريق الإعداد والجهاد وأن الثقافة الكفيلة بدحر وتحرير المسجد الأقصى والأرض المباركة من دنس اليهود هي ثقافة الشهادة

سابعا:تثمن الرابطة كل المواقف المساندة والمتضامنة مع شعب فلسطين وقضيته العادلة وعلى رأسها الموقف الأخوي والمبدأي للجمهوربة اليمنية الذي تمثله حكومة الإنقاذ الوطني وكذلك موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية القوي والمشرف لاسيما أمام مواقف الأعراب المخزية والممالك الخليجية العميلة

ثامنا:تحمل الرابطة كل الأنظمة العميلة والمطبعة مع الكيان الصهيوني الصهيوني كامل المسؤولية عن التداعيات لصلف وغطرسة وهمجية الكيان الصهيوني فلولا مسارعتها في تولي اليهود والتصالح معهم والقبول بهم لما كان هذا التصعيد والصلف والوحشية ولما طال أمد الصراع مع اليهود المحتلين

تاسعا:تدعو الرابطة الشعوب الإسلامية وعلى رأسها الأحرار في محور المقاومة لدعم حركات الجهاد والمقاومة وإمدادهم بالمال والسلاح حتى تحقيق وعد الآخرة الإلهي بالنصر

عاشرا: تؤكد الرابطة على وجوب توحيد صفوف حركات وفصائل الجهاد والمقاومة في فلسطين والبعد عن كل أسباب التنازع التي تخدم الكيان الصهيوني وعملاءه المنافقين

نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الشهر الكريم شهر الفرقان بيننا وبين قوى الشر والطغيان وأن يعجل بالنصر القريب للأمة على كل الأعداء والعملاء.
---صادر عن ---
رابطة علماء اليمن
بتاريخ 14/رمضان /1443هجرية
الموافق 15/إبريل/2022م

https://yemenscholars.com/articles/1505
🔹️ حاجة المؤمنين إلى مغفرة رب العالمين 🔹️

العلامة / عدنان الجنيد

https://yemenscholars.com/articles/1506
---- شهر التقوى ----

ما من أمة من الأمم السابقة استغنت عن مغفرة الله ، ووقفت ضد كل من دعاها إلى طلب المغفرة من الله تعالى من الرسل والأنبياء إلا حلَّ فيهم غضب الله وعقابه في الدنيا قبل الآخرة ، مثل قوم ثمود ، وعاد ، وقوم لوط، وبني إسرائيل ، وفرعون،  وغيرهم من الطغاة والمستكبرين الذين حكى الله لنا عنهم في كتابه الكريم وعن أخبارهم والعقوبات التي حلَّت عليهم .
فالأمة إذا طلبت المغفرة من الله تعالى وعملت بأسبابها ، فلا شك أنها ستحظى بتأييد الله تعالى ونصره ورضاه ، وسوف يسودها العدل والأمان والتراحم والتكافل فيما بينها ، وستكون مهابة عند أعدائها ، أما إذا كانت مستغنية عن مغفرة الله ولم تعمل بأسباب المغفرة ووقعت في مستنقع المعاصي والغفلة ، فإنها قطعاً سيكون حالها كما هو اليوم في ذيل القافلة ، أبناؤها في تمزق وشقاق واختلاف ونفاق ، قد أعمتهم المذهبية وفرقتهم الطائفية ، يعبدون العجول والأعجال وينتظرون خروج الدجال ، في شدة من الخصام والجدال ..
لقد أصبحت الأمة اليوم ذليلةً خاضعةً لأعدائها ؛ لأنها لم تسارع إلى مغفرة الرحمن ولهذا باتت لعبةً بين أيدي الصهاينة والأمريكان ، وعالةً في معاشها على بني الإنسان..
إن الكثير من ‏أبناء هذه الأمة باعوا دينهم ومبادئهم وكل ما يوصلهم إلى مغفرة الله ورحمته ورضوانه بحفنة من المال السعودي و الدولارات الأمريكية ، وهم بهذا يأخذون مقابل بيعهم ذلك عذاب الله ونقمته ، فما أخسرها من صفقة !‏فهؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾.
وهؤلاء - أيضاً - هم من يدعون إلى نار التطبيع بشكل وسيع ، كما قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}.
فالله يدعو إلى ما يوصل إلى المغفرة وهذا الأسلوب إغراء المؤمنين بالتمسك بدينهم و بتعاليم نبيهم صلوات الله عليه وآله وسلم .
إذاً ‏لا سعادة ولا فلاح ولا رقي ‏لهذه الأمة إلا إذا سعت ‏إلى تطبيق ما جاء به القرآن لتحصل من الله على الغفران والرضوان الذي فيه سعادتها في كل وقت وشأن ..
وحتى على المستوى الفردي فالمسلم المؤمن في هذا الوجود بحاجة ماسة إلى مغفرة الإله المعبود ، ‏بل حتى الأنبياء والمرسلون الذين اصطفاهم ‏الله تعالى واجتباهم وقرّبهم وأدناهم وجعلهم محلاً لنظرته ورعايته وسددهم بعصمته  حتى نالوا مرتبة الكمال الإنساني ، ومع ذلك نجدهم مفتقرين إلى مغفرته تعالى ..
 فهذا نبي الله آدم ومعه زوجته-عليهما السلام-  فقد التمسا من ربهما الصفح والمغفرة ، فقد حكى الله عنهما قائلاً : ﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
وهذا نبي الله موسى-عليه السلام- فقد طلب من الله المغفرة في مواقف كثيرة منها: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.
وهذا نبي الله ‏سليمان -عليه السلام- حيث قال _ كما حكى الله عنه: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾.
وهذا نبي الله نوح - سلام الله عليه - فقد طلب المغفرة له ولوالديه ولمن دخل بيته مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ، قال تعالى _ كما حكى عنه: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا﴾.
وهذا نبي الله يونس -عليه السلام- فقد نادى ربه في الظلمات _ كما حكى الله عنه _: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، فهو يقول : يا إلهي إني اعترف بخطئي فتقبل توبتي واغفر ذنبي واغسل حوبتي ..
وهكذا ، ما من نبي من الأنبياء إلا وقد طلب المغفرة من الله تعالى مع أن ذنوبهم ليست كذنوبنا بل هي خلاف الأولى ، أو من باب "سيئات المقربين حسنات الأبرار" ..
ومعلوم أن أنبياء الله ورسوله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - هم قدوة البشرية في كل حركاتهم وسكناتهم ..
فإذا كان هذا حال الأنبياء في افتقارهم إلى مغفرة الله تعالى ، فكيف بمن دونهم من المسلمين ؟! ..
لاشك أن المغفرة بها نجاة المسلمين ، وهي هدف المؤمنين وبغية الصالحين وسعادة الأولياء العارفين ، ولهذا أمر الله تعالى الجميع بالإسراع والمسابقة إلى طلبها، حيث قال:﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ
🔹️ثمرات معرفة الله والافتقار إليه🔹️

العلامة/ حمدي زياد

https://yemenscholars.com/articles/1503

---- شهر رمضان ----

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القائل ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد﴾[فاطر:15].
كيما نكون عبادا لله تعالى محققين لمعنى العبودية قولاً واعتقادا وسلوكا ونكون خاشعين لله ومحبين له سبحانه ومعتمدين على الله.
ومتوكلين عليه وواثقين  به ونسعى في مرضاته ونتفانى في تنفيذ.
أوامره جل في علاه ونلتجئ إليه ملجأً ومعينا  في كل شئون الحياة.
وظروفها وصراعها وكافة هموم الحياه وغمومها يجب أولا وقبل كل شيء أن نعرف الله تعالى حق المعرفة لأن معرفته بعظمته وجلاله.
وقدسيته سبحانه تشدنا إليه حق الانشداد. بمحبة له ورغبة فيما عنده.
ورهبة من عقابه كذلك معرفته سبحانه تبعدنا عمن سواه من الطواغيت وكافة شياطين الإنس والجن بل إن معرفة الله هي جوهر السعادة والروح والرضا أي إن روح الإنسان تظل  محبوسة في غمومها  وهمومها  وآمالها  معذبةً بأوهامها  نحو الدنيا والشهوات والطموحات  التي لا يمكن أن يصل الإنسان إلى طرفها مهما كان، وبعدم الوصول إلى رغبات الدنيا التي لا تنتهي يزداد الغافلون عن ربهم عذاباً فوق عذاب وذنوباً فوق ذنوب، نسأل الله السلامة والعافية من الجهل والنار, لكن من عرفوا الله حق المعرفة تراهم بعكس أولئك المعذبين تراهم في قناعة وإيمان ورضا وطمأنينة وسكينة وانطلاقه مع الله لا يبالون بشـيء من الدنيا وأحوالها لأن عظمة الله قد ملأت قلوبهم فأغنتهم عن كل الأماني وعوضتهم عن كل النقائص ودفعتهم إلى كل ما يرضي الله تعالى ولو كان في ذلك تقديم الأرواح والأولاد والأموال، هذا ومن أجل أن نكون من هؤلاء أهل المعرفة والتقديس لربهم والتعظيم له، والسعداء الأخيار المخلصين الأبرار ندعوا الله بدعائهم دائماً (يامن لا تنقضي عجائب عظمته صلِّ على محمد وآله واحجبنا عن الإلحاد في عظمتك، و يا من لا تنتهي  مدة ملكه صلِّ على محمد وآله واعتق رقابنا من نقمتك، و يا من لا تفنى خزائن رحمته صلِّ على محمد وآله واجعل لنا نصيباً في رحمتك، و يا من تنقطع دون رؤيته الأبصار صلِّ على محمد وآله وأدننا إلى قربك، ويا من تصغر عند خطره الأخطار صلِّ على محمد وآله وكرّمنا عليك، ويا من تظهر عنده بواطن الأخبار صلِّ على محمد وآله ولا تفضحنا لديك يا رب العالمين) بل ندعوا الله تعالى بكل دعاء نافع لأرواحنا إذا عثرنا على صيغة المناجاة إلى تشخص داءنا وتصارح أنفسنا وتعلمنا الصدق الصريح مع ربنا نغتنم ذلك والقرآن خير دليل { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين﴾[الأعراف:23] وكذلك {أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين}[الأنبياء:87] وكم في القرآن من علاج الأرواح من هذا الدعاء الرباني وقد تكون مدرسة زين العابدين عليه السلام وجهتنا في كثير من ذلك (أللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي رَوْعِي مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالْحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ، وَتَفَكُّراً فِي قُدْرَتِكَ، وَتَدْبِيراً عَلَى عَدُوِّكَ، وَمَا أَجْرَى عَلَى لِسَانِي مِنْ لَفْظَةِ فُحْش أَوْ هُجْر أَوْ شَتْمِ عِرْض أَوْ شَهَادَةِ بَاطِل أو اغْتِيَابِ مُؤْمِن غَائِبِ أَوْ سَبِّ حَاضِر، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ نُطْقاً بِالْحَمْدِ لَكَ وَإغْرَاقاً فِي الثَّنَاءِ عَلَيْكَ، وَذَهَاباً فِي تَمْجيدِكَ وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ وَاعْتِرَافاً بِإحْسَانِكَ وَإحْصَاءً لِمِنَنِكَ).
فمن خلال الأخيار من آل محمد نتعلم ألا نحب حياتنا وأعمارنا إن لم تكن لله ومع الله وفي سبيل مرضاته (أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَمَتِّعْنِي بِهُدىً صَالِح لا أَسْتَبْدِلُ بِهِ، وَطَرِيقَةِ حَقٍّ لا أَزِيْغُ عَنْهَا، وَنِيَّةِ رُشْد لاَ أَشُكُّ فِيْهَا وَعَمِّرْنِي مَا كَانَ عُمْرِيْ بِذْلَةً فِي طَاعَتِكَ، فَإذَا كَانَ عُمْرِي مَرْتَعَاً لِلشَّيْطَانِ فَاقْبِضْنِي إلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ إلَيَّ، أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ) وصدق الله القائل {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*  إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} أيها المؤمن اعرف رب العالمين.
ترقى الى كمال الإنسانية دنيا واخره ونحتمي به تعالى دنيا وآخرة ولك أن تتعمق في الثناء على الله كما أثنى على نفسه في آياته البينات.
وقد تعلمنا من رسول الله صلوات الله عليه وآله هذه الالتفاتة المهمة في دعائه (اللهم لا أُحْصِي ثَناءً عليك أنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك) فعلينا أن ننظر ونتأمل كيف يتكلم الله تعالى عن نفسه وعظمته وجلاله وملكه وتدبيره سبحانه وتعالى { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ
🔹️ يوم الفرقان الدرس والدلالات 🔹️

بقلم الأستاذ / مهدي العطاني

--- غزوة بدر الكبرى ---

تطلق تسمية يوم الفرقان على يوم بدرٍ وهو اليوم الذي فرّق الله فيه بين الكفر والإيمان وذلك بإعلاء كلمة الإسلام على الشرك، فالتسمية تسمية إلهية قرآنية لأن معركة بدرٍ فرقت بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين الخير والشر وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل دلالة واضحة على الأهمية الكبرى التي تحتلها معركة بدر من وجهة نظر الإسلام قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾[الأنفال:41] فعلى المسلمين اليوم وخاصَّة في هذا الظرف الحساس من تاريخهم أن يلتفتوا التفاتة صادقة وجادَّة إلى التاريخ النضالي والجهادي لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وأن يتأملوا في غزواته ومعاركه وعلى رأسها معركة بدر التي كانت فيصلاً فارقاً بين الحق المحارَب والمعادَى وبين الباطل المدجَّجِ والمنتفخ، ولله درُّ الإمام زين العابدين علي بن الحسين عندما قال: (كُنَّا نُعَلَّمُ مغازي رسول الله كما نُعَلَّمُ السورة من القرآن) وهذا الكلام الصادر من هذا الإمام العملاق في وعيه وبصيرته وعلمه وعبادته جديرٌ بالتأمل وجديرٌ بأن يؤخذ مأخذ الجد فغزوات الحبيب المصطفى ليست مجرد قصص تقرأ للتسلية والافتخار فقط والحفاظ على التراث فالهدف الأساسي من هذه الغزوات هو أنها ترسخ مبدأ العزة والإباء والثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى وحريٌّ بنا اليوم كوننا من أمة الرسول الأعظم والنبي الأكرم أن نتناسى غزوات رسول الله خاصة معركة بدر بكلِّ وعي بكلِّ استبصار وبكل اهتمامٍ بالغٍ لنأخذ منها أسمى معاني السمو وأرقى معاني النصيحة وأجلى صور الثبات لأن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله يمثل لأمته النموذج العملي الراقي الذي يثير في نفوس متبعيه كل معاني الإعجاب والاعتزاز ولا غرو أن تكون أمته عزيزة بعزة الله وبعزة رسوله الأمين الذي رسم لها معالم العزة ومعالم الكرامة وبذل في سبيل ذلك كل ما لديه من طاقة وجهد وعطاء وتضحية وصدق الله القائل في محكم كتابه العظيم إذ يقول في سورة النساء ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾[النساء:80] ففي هذه الآية المباركة ملمح هامٌّ جداً وهو اعتبارُ طاعة الرسول صلوات الله وعلى الطاعة لله وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا مأمورون بأن ننهج منهجية الرسول في سلمه وحربه ودفاعه وفي جميع مجالات الحياة دون استثناء فلست شخصية المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله مجرد ظاهرة صوتية أو ظاهرةً شكلية فالمولى عز وجل ما أرسل الحبيب المصطفى، وكذلك جميع الرسل إلا ليطاعوا ويُفتدى بهم ويُتَأسَّى بهم، وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول في سورة النساء ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ..﴾[النساء:64]  فلم يرسل الله الرسل وعلى رأسهم الحبيب المصطفى لمجرد التأثير الوجداني والشعائر التعبدية فقط فهذا وهمٌ كبير جداً في فهم دين الله وهو لا يستقيم مع حكمة الله من إرسال الرسل حيث أرسلهم الله سبحانه وتعالى لإقامة منهجه في الحياة، ومن هنا كان تاريخ الإسلام دعوة وبلاغاً ونظاماً وحكماً ودفاعاً واستماتةً لا نظير لها في سبيل المحافظة على المبادئ والقيم والمنهج الذي جاء به الرسول لإقامة منهج الحق والهدى والنور فليس الرسول مجرد واعظ لا يعنيه إلا أن يقول كلمته ثم يمضـي بعد ذلك يستهزئ به المستهزئون ويسخر منه الساخرون ويتطاول عليه المجرمون وهو لا يُجيد سوى الكلام فقط.
إن تمكين منهج الله في الأرض لابد له من دعائم متينة وقوية تقف أمام هواة الظلم والغطرسة والفرعنة ولذلك يقول  الله عز وجل في سورة آل عمران ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين﴾[آل عمران:146]  فهذه رسالات الله على مرِّ الزمان احتاجت إلى قتال الربيين من أجل أن تبقى راسخة متوهجة متجذرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ومن أجل هذه الغاية السامقة لابد من بذل المهج وعدم الضعف أو الاستكانة لأعداء المنهج الإلهي وأعداء رسالات الله وأعداء الحق والعدل والنور ولن تستقيم الحياة إلا بهذا العطاء للأنفس والأرواح والأموال بكل سخاء من أجل إيقاف غلواء الباطل المتبجح والمتعالي ولذلك يقول الله تعالى في محكم كتابه العظيم في سورة البقرة ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز﴾[الحج:40].
❇️ بالتنسيق مع رابطة علماء اليمن ومكتب الإرشاد بالأمانة
✳️ الهيئة العامة للزكاة تنظم اللقاء الموسع للعلماء والخطباء والمرشدين في أمانة العاصمة

صنعاء | سبأ

نظمت الهيئة العامة للزكاة بالتنسيق مع رابطة علماء اليمن ومكتب الإرشاد بأمانة العاصمة اليوم، اللقاء الموسع للعلماء والخطباء والمرشدين في أمانة العاصمة.

وخلال اللقاء بحضور وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة نجيب العجي وأمين العاصمة حمود عباد ونائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين ، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن الخطباء والعلماء هداة الأمة ومصابيح الظلمة وورثة الأنبياء في تبليغ رسالته والصدوع بكلمة الحق في وجه المستكبرين .

وأشار إلى أن العلماء هم الذين أخذ الله عليهم أن يبلغوا آياته ورسالته وأن لا يكتموا الحق مهما كانت المخاوف والصعاب، لأن من كتم الحق فقد خان الله ورسوله.

ولفت إلى أهمية دور الخطباء والعلماء في التوضيح للناس بالقضايا الملتبسة والدعوة للتحرك الجاد وتنسيق كافة الجهود الرسمية والمجتمعية في إطار المسئولية الأخلاقية والدينية لحشد كافة الطاقات للدفاع عن الدين والوطن ومواجهة أعداء الأمة وتوعية الناس بدهاء ودسائس ومخاطر اليهود وأنظمة الصهيونية العالمية وأذنابهم العميلة في المنطقة.

ودعا مفتي الديار اليمنية، الجميع إلى تحمل مسئوليتهم الأخلاقية والدينية والوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي وطرد الغزاة من الأراضي اليمنية والمياه الإقليمية وفضح مخططاتهم.

ولفت إلى أهمية تحمل العلماء لمسؤولياتهم إزاء ما يجري في المقدسات الإسلامية وأرض الحرمين من إباحة للخمور وتدنيسها بالملاهي والمراقص.

وشدد مفتي الديار اليمنية على أهمية دور الخطباء والعلماء في توعية الناس بأهمية الحفاظ على الصلاة وأداء الزكاة وتفريج هموم المحتاجين.

وأشاد بالخطوات الجادة والعزيمة الصادقة لهيئة الزكاة في تحقيق المقاصد الشرعية للزكاة.. داعيا إلى مساندة الهيئة لإنجاح الجهود الرامية لتخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين في كافة ربوع الوطن، وذلك من خلال حث الناس على دفع الزكاة.

ونوه مفتي الديار اليمنية بمشاريع هيئة الزكاة وأثرها الملموس على الفقراء والمحتاجين وفي مقدمتها " مشروع رحماء بينهم" الذي يستهدف مليون أسرة بتكلفة 20 مليار ريال، ومشروع الغارمين، والتمكين الاقتصادي، وكفالة الأيتام والسلال الغذائية، والأفران والمطابخ، وتيسير الزواج، ودعم الإصلاحيات وتكريم العلماء ودعم المراكز العلمية ودعم مشاريع كسوة العيد وتقديم العيدية لأسر الشهداء.

من جانبه أشار رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان إلى أهمية اللقاء مع العلماء والخطباء لمناقشة الجوانب المتصلة بمعالجة هموم المستضعفين من خلال تجسيد شرع الله وإحياء فرائضه.

وأكد أبو نشطان أن استراتيجية هيئة الزكاة تسعى للقضاء على الفقر في المجتمع ما يحتم على الجميع التعاون مع الهيئة لإحياء هذا الركن العظيم.

وأشار الشيخ أبو نشطان، إلى الدور المنوط بالعلماء في التعاون مع هيئة الزكاة من خلال الوعظ والإرشاد والتوعية بأهمية فريضة الزكاة وإعادة الثقة بين الهيئة والمجتمع والتعريف بما تقوم به من مشاريع في جميع المصارف الشرعية.

وقال" استطعنا منذ إنشاء الهيئة تنفيذ مئات المشاريع في جميع محافظات ومناطق الجمهورية على مستوى جميع المصارف الشرعية للزكاة " .. مؤكدا حرص الهيئة على الشفافية في جميع الأعمال إيراداً ومصرفاً.

ولفت إلى أن مشاريع هيئة الزكاة لهذا العام تصرف لا مركزياُ بحيث تصرف كل زكاة محافظة على فقراءها.

فيما أشار مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، إلى أهمية اللقاء في إحياء ركن من أركان الإسلام.

وشدد على دور العلماء والدعاة والنخب والخطباء في إعادة الاعتبار لهذه الفريضة العظيمة وإعادتها إلى موضعها الصحيح في نفوس وقلوب المسلمين كون الزكاة تعود بالفائدة المباشرة على المزكي قبل أن تكون للمصرف.

وأكد العلامة مفتاح أن الزكاة تطهر النفس من الأمراض والكبر والغرور والحسد والحقد والطمع وغيرها وترتقي بالمزكي في إيمانه ووعيه .. لافتا إلى أهمية التوعية المجتمعية باعتبارها مسؤولية الجميع.

بدوره أكد وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني على أهمية اللقاء الموسع لمناقشة دور ومسئولية الخطباء والعلماء تجاه المجتمع وتوضيح كثير من القضايا والأمور الملتبسة عليهم، خاصة الزكاة ووجوب دفعها للدولة ممثلة بهيئة الزكاة.

ودعا العلماء والخطباء إلى حث الناس على الالتجاء إلى الله ليحل الخير والفلاح على الشعب اليمني.

وخرج اللقاء بعدد من التوصيات أكدت في مجملها على ضرورة استشعار المسؤولية تجاه فريضة الزكاة وتقديمها كما أراد الله، والقيام بالواجب الشرعي المنوط بالعلماء والخطباء والمرشدين وتعزيز العمل التوعوي الزكوي وتفعيل رسالة المنبر في هذا المجال.
♦️بيان رابطة علماء اليمن بشأن إحراق نسخ من القران الكريم في السويد♦️

---- نص البيان ----

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمدلله القائل :  (إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ) وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتحبين وبعد: 
فقد تابعت رابطة علماء اليمن قيام بعض المعتوهين في دولة السويد بجريمة إحراق القران الكريم. 
إن رابطة علماء اليمن إذ تدين بشدة هذه الجريمة النكراء تؤكد أن دأب الغرب هو العداوة الشديدة للإسلام والمسلمين وأن هذه الجريمة تأتي في سياق ازدراء الإسلام وكل ما يمت له بصلة فمن الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومرورا بمحاربة الحجاب كما يحصل في فرنسا ووصولا إلى إحراق القران الكريم إضافة إلى سلسلة الجرائم الدموية والاقتصادية التاريخية والمعاصرة وعلى رأسها جريمة زرع النبتة الخبيثة في فلسطين وهو ما يستدعي من جميع الأحرار والشرفاء في العالم الإسلامي الوقوف بحزم وبشكل عملي فاعل ضد هذه التصرفات الهوجاء لأن هذه المواقف اختبار حقيقي لأصحاب الانتماء الصادق للإسلام والغيارى عليه وتعري العملاء والمطبعين. 
إن هذه الجرائم الغربية تستهدف كل المسلمين وهو ما يدعو إلى وحدة الكلمة وتنسيق المواقف الحرة الرسمية والشعبية ورفع حالة الوعي لدى الأمة. 
نسأل الله تعالى أن يعجل بالنصر وأن يجمع كلمة المسلمين على ما يحب ويرضى.
---- صادر عن ----
رابطة علماء اليمن 
التاريخ :- 18 رمضان 1443هجرية
الموافق:- 19 إبريل 2022م

https://yemenscholars.com/articles/1509
الإمام علي(ع) - قدوة الشهداء

بقلم : أ.عبدالله ناصر عامر

---- ذكرى استشهاد الإمام علي(ع) ----

ها هو شهر رمضان, شهر الصيام والقيام والعبادة للواحد الرحمن, يحل على أهل الإيمان من أهل اليمن وهم يتعرضون لعدوان ظالم للعام الثالث على التوالي, وفي نفس الوقت تمر بنا ذكرى فاجعة استشهاد إمام المسلمين ويعسوب المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه, وقد كان أمير المؤمنين سلام الله عليه من أهل هذا الشهر بحق, ولذلك اختاره الله شهيدا في أفضل ليالي هذا الشهر الكريم, عاش أمير المؤمنين سلام الله عليه طيلة تاريخ الإسلام ومنذ أن اعتنقه تواقا إلى أن يفوز بهذا المقام الباذخ مقام الشهداء؛ بل كان سلام الله عليه يُظهر الأسى والأسف حين تمر مواطن كان يتمنى فيها أن تعانقه الشهادة, ولذلك شكى هذه اللوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبشره بأن الشهادة ستأتيه وتحل بساحته, فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : (كيف بك إذا خضبت هذه من هذا ) وأشار صلى الله عليه وآله إلى جبينه ولحيته فأجابه بطل الإسلام علي بن أبي طالب قائلا : (يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر؛ بل هو من مواطن الشكر)؛ لأن عليا عليه السلام يحتسب الشهادة فوزا بمقام عظيم ووسام فخيم عند ملك الأوسمة والنياشين الحقيقية .

هذا الشهيد العظيم والإمام الرباني والإنسان الكامل لم يكن كأي شهيد, أو أي عالم رباني زاهد عابد, أو أي إنسان حر يأبى الضيم ويثور في وجه الطاغوت؛ بل كان سلام الله عليه القدوة في كل ما يتصوره الإنسان من معاني الكمال وخصال الفضل, حتى أن معاوية الخصم والعدو اللدود للإمام سلام الله عليه أحب من أحد أصحاب الإمام الشهيد أن يصفه له بما فيه من خصال العظمة والكمال .

ولقد كانت شهادة الإمام علي (ع) وفوزه بما كان ينتظره بفارغ الصبر في معارك الإسلام , شاء الله أن تأتيه الشهادة وهو في مكان من أطهر الأماكن وهو مسجده عليه السلام في الكوفة, وفي أفضل وقت عند الفجر, وفي أفضل الشهور شهر رمضان, وفي أفضل ليالي شهر رمضان في ليلة من ليالي القدر, ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان, فهو سلام الله عليه الرجل الذي امتلئ قلبه إيمانا أراد الله أن يتم له نوره بأن تكون شهادته على أبلغ وأفضل حال, يرفعه الله بها ويُعلي مقامه حتى يستحق أعظم مقام للشهداء؛ ولأنه سلام الله عليه قدوتهم فقد استحق من الله كرامة ما بلغها شهيد, فقد توج الله جهاده في سبيل دين الله وإقامة شرع الله بشهادة على أبلغ مقام وأفضل حال على صيام ووضوء وخشوع وتذلل لله في صلاته في بيت من بيوت الله .

فشهادة الإمام علي سلام الله عليه كانت وستظل نورا يهتدي به عشاق الشهادة إلى يوم القيامة, وهنا لابد أن نلفت عناية من اختطوا نهج المجاهدين في سبيل الله ورضوا بأن يكون الإمام علي بن أبي طالب قدوتهم وأسوتهم بأن عليهم وهم يخوضون غمار الحياة الجهادية بأن يكون نصب أعينهم هذا الإمام العظيم بما حمله من دين صادق وعلم نافع, وزهد وورع لا يشوبه شائبة رياء, وقوة وصلابة وشجاعة لا يعتريها بطش أو ظلم أو عدوان, ورحمة وشفقة بالرعية لا يطمع بسببها أهل النفاق في نفوذ نفاقهم ورواجه.

فهكذا يجب أن يكون من يطلب الشهادة في ميدان الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله ورفع راية الحق وتنكيس أعلام الباطل, هكذا يجب أن يكون من عشق الحرية الإيمانية ورفض الخضوع للاستكبار والطاغوت .

شهيد المحراب علي بن أبي طالب سلام الله عليه كان قدوة بحق للشهداء العظماء, فقد جمع من خصال الإيمان والإباء والشجاعة والسماحة والصفح والعفو ما لم يتصف به غيره من الشجعان, فعادة البشر أن من كان شجاعا ربما دفعته شجاعته إلى البطش والفتك ولو لمرات معدودة حين تعرُض له عوارض الغضب؛ لكن الامام علي سلام الله عليه بخلاف ذلك تماما, وفي العادة أيضا بأن الشجعان ربما كان بهم من قساوة القلب ما يدعوهم إلى الجفاء والغلظة إلا أن الامام علي سلام الله عليه بخلاف ذلك كله وكان حقا كما قال فيه الشاعر

هو البكاء في المحراب ليلا *** هو الضحاك إن آن الضراب

ولأنه سلام الله عليه حاز القمة في خصال الكمال أحب حتى أعدى أعدائه سماع وصف صفات الكمال فيه فهذا معاوية حين دخل ضرار بن حمزة الصدائي، أحد أصحاب الإمام علي سلام الله عليه طلب منه معاوية أن يُسمعه بعضَ أوصاف الامام سلام الله عليه, فقال ضرار في جوابه على معاوية قَالَ : {فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ وَهُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ وَيَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ} وَيَقُولُ : {يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَبِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ لَا حَانَ حِينُكِ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لَا حَاجَةَ لِي فِي.........لقراءة المزيد أضغط الرابط:-
https://yemenscholars.com/articles/774
رابطة علماء اليمن:
الشهادة في فكر الامام علي "عليه السلام"

بقلم: السيد العلامة/ عبدالمجيد الحوثي

---- ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) ----

أطلقت الشهادة في اللغة على:-

1- "الحضور على الواقع عند و قوعه". و من ثم يقال: يرى الشاهد ما لا يراه الغائب.

(ﻭﺷﻬﺪﻩ ﻛﺴﻤﻌﻪ ﺷﻬﻮﺩا ﺃﻱ ﺣﻀﺮﻩ، ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻫﺪ، ﺟمعه ﺷﻬﻮﺩ، ﺃﻱ ﺣﻀﻮﺭ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﺼﺪﺭ)، وهذا كما قال تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [سورة الكهف : 51] اي لم أحضِرهم عند خلقها حتى يكونوا شهودا عليها، وكما قال تعالى: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي) [سورة البقرة : 133] اي أم كنتم حاضرين حين حضر الموت يعقوب عليه السلام

2- وتقال على معنى "أداء و نقل الواقع إلى الغير":

(ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺷﻬﺪ ﻟﺰﻳﺪ ﺑﻜﺬا ﺷﻬﺎﺩﺓ، ﺃﻱ ﺃﺩﻯ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻫﺪ)، فان كان أداء الشهادة بحق و على مقتضى الواقع سميت شهادة حق كما قال تعالى : (َإِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة الزخرف : 86]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ) [سورة النساء],

وان كانت بخلاف الحق والواقع سميت شهادة الزور كما قال تعالى في وصف المؤمنين: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [سورة الفرقان : 72].

والشهادة في القران الكريم اطلقت على المعاني المتقدمة، وأطلقت ايضا على معان أخر منها:

3-"اقامة الحجة و توضيح الحق للناس و دعوتهم اليه"

حتى لا يكون للناس على الله حجة بان يقولوا لم يدعنا أحد إلى الحق ولو دعانا لأجبنا كما قال تعالى:(رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [سورة النساء : 165]، ثم بعد إقامة الحجة يقومون بأداء الشهادة امام الله يوم القيامة بانهم قد اقاموا الحجة على عباده.

و بهذا المعنى اطلق على الرسل صلوات الله عليهم بأنهم شهداء كما قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا) [سورة النساء : 41]. و كما قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا).[سورة المزمل : 15].

و بهذا المعنى ايضا أطلق على الأئمة الهداة الدعاة الى الحق من آل البيت عليهم السلام بأنهم شهداء على الناس كما قال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).[سورة الحج : 78].

و بهذا المعنى أيضا سمى الله الأمة التي تقوم بدورها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ) [سورة آل عمران : 110]، و اطلق عليها انهم شهداء على الناس ووسمهم بالوسطية فقال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [سورة البقرة : 143].



معنى الشهادة في سبيل الله

بعد أن عرفنا معاني الشهادة في اللغة العربية والقرآن الكريم، ينبغي أن نعلم أن لفظ الشهادة في عرف الشرع قد غلب استعماله في من يقتل في سبيل الله لإعلاء كلمة الله و نصرة دينه و إقامة الحق.

و هو ايضا في هذا الموضع مأخوذ من إقامة الحجة والشهادة لله يوم لقائه بالدعوة للناس الى الحق "و قبولهم، أو رفضهم له"

فدم الشهيد الذي سفك في سبيل الله و روحه الطاهرة التي أزهقت في سبيل الدعوة الى الله و نصرة دينه هي أكبر شاهد على أولئك المجرمين الذين حاربوا الله و رسوله و خالفوا الحق و قتلوا الذين يأمرون بالقسط والحق من الناس كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [سورة آل عمران : 21].

فالشهادة في سبيل الله هي بذل الروح والنفس في سبيل الدعوة الى الحق و إقامة الحجة على الناس بما يقطع العذر لهم أمام الله.
و لكن من المهم جدا ان نعلم انه ليس كل من يقتل في المعركة يعتبر شهيدا و يكتب عند الله شهيدا مهما لم يكن قتاله لل......لقراءة المزيد أضغط الرابط:-
https://yemenscholars.com/articles/441

الإمام علي(ع) - قدوة الشهداء

بقلم : أ.عبدالله ناصر عامر

---- ذكرى استشهاد الإمام علي(ع) ----

ها هو شهر رمضان, شهر الصيام والقيام والعبادة للواحد الرحمن, يحل على أهل الإيمان من أهل اليمن وهم يتعرضون لعدوان ظالم للعام الثالث على التوالي, وفي نفس الوقت تمر بنا ذكرى فاجعة استشهاد إمام المسلمين ويعسوب المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه, وقد كان أمير المؤمنين سلام الله عليه من أهل هذا الشهر بحق, ولذلك اختاره الله شهيدا في أفضل ليالي هذا الشهر الكريم, عاش أمير المؤمنين سلام الله عليه طيلة تاريخ الإسلام ومنذ أن اعتنقه تواقا إلى أن يفوز بهذا المقام الباذخ مقام الشهداء؛ بل كان سلام الله عليه يُظهر الأسى والأسف حين تمر مواطن كان يتمنى فيها أن تعانقه الشهادة, ولذلك شكى هذه اللوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبشره بأن الشهادة ستأتيه وتحل بساحته, فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : (كيف بك إذا خضبت هذه من هذا ) وأشار صلى الله عليه وآله إلى جبينه ولحيته فأجابه بطل الإسلام علي بن أبي طالب قائلا : (يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر؛ بل هو من مواطن الشكر)؛ لأن عليا عليه السلام يحتسب الشهادة فوزا بمقام عظيم ووسام فخيم عند ملك الأوسمة والنياشين الحقيقية .

هذا الشهيد العظيم والإمام الرباني والإنسان الكامل لم يكن كأي شهيد, أو أي عالم رباني زاهد عابد, أو أي إنسان حر يأبى الضيم ويثور في وجه الطاغوت؛ بل كان سلام الله عليه القدوة في كل ما يتصوره الإنسان من معاني الكمال وخصال الفضل, حتى أن معاوية الخصم والعدو اللدود للإمام سلام الله عليه أحب من أحد أصحاب الإمام الشهيد أن يصفه له بما فيه من خصال العظمة والكمال .

ولقد كانت شهادة الإمام علي (ع) وفوزه بما كان ينتظره بفارغ الصبر في معارك الإسلام , شاء الله أن تأتيه الشهادة وهو في مكان من أطهر الأماكن وهو مسجده عليه السلام في الكوفة, وفي أفضل وقت عند الفجر, وفي أفضل الشهور شهر رمضان, وفي أفضل ليالي شهر رمضان في ليلة من ليالي القدر, ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان, فهو سلام الله عليه الرجل الذي امتلئ قلبه إيمانا أراد الله أن يتم له نوره بأن تكون شهادته على أبلغ وأفضل حال, يرفعه الله بها ويُعلي مقامه حتى يستحق أعظم مقام للشهداء؛ ولأنه سلام الله عليه قدوتهم فقد استحق من الله كرامة ما بلغها شهيد, فقد توج الله جهاده في سبيل دين الله وإقامة شرع الله بشهادة على أبلغ مقام وأفضل حال على صيام ووضوء وخشوع وتذلل لله في صلاته في بيت من بيوت الله .

فشهادة الإمام علي سلام الله عليه كانت وستظل نورا يهتدي به عشاق الشهادة إلى يوم القيامة, وهنا لابد أن نلفت عناية من اختطوا نهج المجاهدين في سبيل الله ورضوا بأن يكون الإمام علي بن أبي طالب قدوتهم وأسوتهم بأن عليهم وهم يخوضون غمار الحياة الجهادية بأن يكون نصب أعينهم هذا الإمام العظيم بما حمله من دين صادق وعلم نافع, وزهد وورع لا يشوبه شائبة رياء, وقوة وصلابة وشجاعة لا يعتريها بطش أو ظلم أو عدوان, ورحمة وشفقة بالرعية لا يطمع بسببها أهل النفاق في نفوذ نفاقهم ورواجه.

فهكذا يجب أن يكون من يطلب الشهادة في ميدان الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله ورفع راية الحق وتنكيس أعلام الباطل, هكذا يجب أن يكون من عشق الحرية الإيمانية ورفض الخضوع للاستكبار والطاغوت .

شهيد المحراب علي بن أبي طالب سلام الله عليه كان قدوة بحق للشهداء العظماء, فقد جمع من خصال الإيمان والإباء والشجاعة والسماحة والصفح والعفو ما لم يتصف به غيره من الشجعان, فعادة البشر أن من كان شجاعا ربما دفعته شجاعته إلى البطش والفتك ولو لمرات معدودة حين تعرُض له عوارض الغضب؛ لكن الامام علي سلام الله عليه بخلاف ذلك تماما, وفي العادة أيضا بأن الشجعان ربما كان بهم من قساوة القلب ما يدعوهم إلى الجفاء والغلظة إلا أن الامام علي سلام الله عليه بخلاف ذلك كله وكان حقا كما قال فيه الشاعر

هو البكاء في المحراب ليلا *** هو الضحاك إن آن الضراب

ولأنه سلام الله عليه حاز القمة في خصال الكمال أحب حتى أعدى أعدائه سماع وصف صفات الكمال فيه فهذا معاوية حين دخل ضرار بن حمزة الصدائي، أحد أصحاب الإمام علي سلام الله عليه طلب منه معاوية أن يُسمعه بعضَ أوصاف الامام سلام الله عليه, فقال ضرار في جوابه على معاوية قَالَ : {فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ وَهُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ وَيَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ} وَيَقُولُ : {يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَبِي تَعَرَّضْتِ أَمْ
إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ لَا حَانَ حِينُكِ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لَا حَاجَةَ لِي فِي.........لقراءة المزيد أضغط الرابط:-
https://yemenscholars.com/articles/774
تدعوكم رابطة علماء اليمن لحضور ندوة استشهاد الإمام علي (ع) بعنوان :-
♦️ "الإمام علي (ع) علم الإيمان وميزان الحق "♦️
الزمان :- غد السبت ٢٢-رمضان
🕑 الوقت :- الثانية ظهرا
🕌 المكان :- مركز بدر العلمي
♦️الأفلام والمسلسلات في رمضان.. بين الهادفة والمستهدفة♦️

إعداد: إبراهيم محمد الفيشاني

https://yemenscholars.com/articles/1511
---- شهر التقوى ----

يعتبر شهر رمضان أعظم المحطات الزمنية التي تضاعف فيها أجور الأعمال الصالحة بحسب ما ورد في النصوص المتكاثرة من القرآن وصحيح السنة النبوية المطهرة، وهذا يلقي بنتائجه على الواقع الذي نعيشه كمسلمين وعلى واقع صراعنا مع أعدائنا اليهود والنصارى الذين حذرنا الله منهم وكشف لنا ما يكنونه ضدنا، قال تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)([1]).

استهداف رمضان
وأهل الكتاب يعرفون ما يمثله هذا الشهر بالنسبة لنا وآثاره علينا من الناحية النفسية والمعنوية والتي من أهمها زكاء النفوس، ولذا عملوا عبر وسائلهم على ما يضادّ هذه الآثار، ومعروف فاعلية وسائل إفساد النفوس التي يمتلكونها ونحن في عصر الصورة وتقنية المعلومات التي لا تجعل الإنسان يعايش ما يثير غريزته في بلده فحسب إنما في كل البلدان وعند مختلف الثقافات وفي شتى المناحي المتعلقة بحياتنا، حتى أصبح صوم معظم المسلمين هذه الأيام صوماً شكلياً وروتينياً، وعندما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر) فهذا كان حيث انعدام الوسائل العصرية لإفساد النفوس؛ إذ أن "ربَّ" في اللغة العربية تفيد التقليل، أما اليوم فمعظم الصائمين ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش وقد غزتنا المسلسلات الهابطة المعروضة على القنوات الفضائية إلى داخل بيوتنا وقدمت لنا ثقافة المجتمع الغربي وفي شهر لا يمت لثقافة هذا المجتمع المادي بصلة.

العلة من تكثيف المسلسلات والأفلام في الشهر الكريم
إن المسلسلات والأفلام التي يتم عرضها على القنوات الفضائية يتم إعدادها بشكل يمزق النسيج الداخلي للمجتمع الإسلامي ويضرب الأسرة المسلمة في مقتل؛ ذلك أن هذه المسلسلات والأفلام يتم إعدادها لذلك منذ كتابة النص وحتى الإخراج مروراً باختيار الشخصيات التي تقوم بأدوار معينة فيها، ولنأخذ مثالاً على ذلك الكمّ الهائل من هذه العروض التلفزيونية في شهر الصوم بالذات؛ حتى لا يوقظ هذا الشهر في وعي الأمة الغيرة الإيمانية التي أماتها اليهود والنصارى، وهم يعرفون أنه كفيل بإيقاظها لما يحمله من ميزات وخصائص أهمها "مضاعفة الأجور"، وهل يمكن أن يضاعف الله أجر هذه الأعمال في شهر الصوم دون أن يكون لها أثر في واقع المسلمين العام وبالأخص منه واقع الصراع مع أعداء الإسلام، وقد أخبر المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله أن النافلة فيه بفريضة والفريضة بسبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ولا يمكن أن يضاعف الله أجر عمل دون أن يكون له أثر في واقع حياتنا؛ إذ لو أمكن هذا لانعدمت الحكمة الإلهية من ذلك والله قد أخبر عن نفسه بأنه (... عَزِيزٌ حَكِيمٌ)([2]) (... عَلِيمٌ حَكِيمٌ)([3])، فكل ما شرعه لنا في هذا الدين فهو لحكمة، والحكمة هي "وضع الشيء في مكانه المناسب"، فإذا أمر عزّ وجل فذلك المناسب وإذا نهى فذلك المناسب لنا في الدنيا والآخرة والمتناسب مع الفطرة الإنسانية السليمة، أضف إلى ذلك ان واقع الدراما العربية بشكل عام وما يأتينا من خارج محيطنا الإسلامي لا يعالج إشكاليات بقدر ما يثير سفاسف ولا يحث على قيمة بقدر ما يحط منها، ويترافق مع ذلك مساعي يهودية من خلال ما يتم ما عرضه على الشاشة الفضية، يتم دراستها من قبلهم وبشكل متأنٍ، وقد وصل تزييفهم للحقائق حتى فيما يقدمونه لنا من أفلام وثائقية عن تاريخ الصراع البشري بشكل عام، وكأن الأقوى هو الذي يحق له أن يملك العالم بعيداً عن الله.
إن نسبة ما يقدم لنا من أفلام وثائقية يُنِّمي مارد المادة في نفس الإنسان المسلم ويبعده عن الله خلال شهر رمضان الكريم يفوق بكثير ما يقدم لنا في باقي شهور السنة؛ ذلك أن اليهود والنصارى يعرفون قيمة هذا الشهر أعظم مما نعرفه فهم أهل كتاب، ويعرفون ماذا يعنى أن يكون هذا الشهر ظرفاً زمنياً لنزول القرآن الكريم كما قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ...)([4])، ولذا يستهدفونه بهذه المسلسلات والأفلام، فمن ينظر إلى امرأة متبرجة تثير غريزته على شاشة تلفزيونية أو تلفونية أو كمبيوترية فهو يرتكب معصية لأنه اقترب مما نهى الله عن الاقتراب منه حين قال: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)([5])، والنظر الحرام قُرْبٌ من الزنا والله نهى عن مجرد القرب- كما في الآية السابقة- فضلاً عن الاقتراف والممارسة، ومن ارتكب معصية في رمضان جرح صومه، ومعنى جرح صومه نقص ثوابه أو حرم منه وإن كان صومه في الظاهر صحيحاً كونه لم يتناول أي مفطر من المفطرات.
♦️أنصفوا الناس من أنفسكم قبل فوات الأوان♦️

الأستاذ العلامة / خالد موسى

https://yemenscholars.com/articles/1512
---- شهر التقوى ----

أهمية التعامل بالأنصاف
الأنصاف خلق الأنبياء ، وأوصياؤهم ،والأتقياء ، ومحبيهم ، وأعلام الهدى وألياءهم ، والقادة المستقيمين وأنصارهم ، ونجد لهذا الخلق والمبدأ العظيم حضوره البارز في سيرة النبي وحياة أهل البيت الطاهرين.
هذا الخلق العظيم والمهم مغيب في واقع الأمة ، وأصبح التعامل به نادرا ،ولو تعامل المسلمون بهذا الخلق العظيم لصلحت لهم الكثير من الأمور، وصرفت عنهم الكثير من الشرور، وتفادوا الكثير من المشاكل والإحن، ولسادوا ،وعاشوا راحة الضمير، وهدوء البال وسلكوا مسالك الخير ، ووصلوا إلى السعادة والسيادة والريادة بين الأمم ولكانوا مهوى قلوب الحيارى وقبلة آمال العطاشى التواقين للحياة الكريمة ، و المتطلعين للسعادة و الحرية والعدل والعيش الكريم اللائق بكرامة بني آدم في هذه الحياة دار الابتلاء والفرز التي أرسل الله فيها رسله وأنزل كتبه لتنعم البشرية بالهدى وتتنكبوا طريق الشقاء وتسير في خط الله المستقيم وعلى خطى الدعاة إلى هذا الصراط من أنبياء الله و أولياءه المخلصين له والموقنين بآخرته التي ستكون محطة للتناصف والإنصاف بين الظالمين والمظلومين والمستضعفين والمستكبرين وبين الفقراء والأغنياء والأتباع والرؤساء. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ما من أمير عشرة إلا يؤتى به مغلولاً يوم القيامة حتى يفكه الله بعدله أو يوثقه بجوره.و قَالَ ( عليه السلام ) : إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلَّا بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ وَاللَّهُ تَعَالَى سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ.

رمضان شهر الإنصاف
من أهم الفرص والمحطات الإيمانية والروحانية التي تعزز في نفوس المسلمين خلق الإنصاف محطة شهر الله شهر رمضان الذي تزكوا فيه النفوس وتقبل فيه القلوب إقبالا يختلف عما سواه من الشهور والأيام على الباري سبحانه ، ونجد الإمام زين العابدين في مناجاته الرمضانية المباركة يربي الصائمين والصائمات على خلق الإنصاف في دعاءه الذي كان يدعو به عليه السلام إذا دخل شهر رمضان حيث يقول : وَوَفِّقْنَا فِيهِ لاِنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالاِفْضَالِ وَالْعَطِيَّةِ وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ، وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ، وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا وَأَنْ نُسَالِمَ مَنْ عَادَانَا حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيْكَ وَلَكَ، فَإنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لاَ نُوالِيهِ، وَالحِزْبُ الَّذِي لاَ نُصَافِيهِ.

رسول الله قدوة المنصفين
لنا في رسول الله أسوة حسنة في مكارم الأخلاق ، ونجد في مواقف وسيرة رسول الله خلق الإنصاف حاضرا وماثلا كحجة على كل المسلمين المتنصلين عن الالتزام بهذا الخلق العظيم الذي نحتاج إلى إبرازه في هذه المرحلة الحساسة والضاغطة بآلامها ، وأطماعها ، ومغرياتها ، إلا أن التأسي برسول الله يجب أن يبقى حاضرا وحيا في كل الظروف ولنتأمل جيدا في هذه الرواية والموقف النبوي الذي يعزز في واقع الأمة خلق الإنصاف فعن الفضل بن عباس رحمه الله قال جائنى رسول الله (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله) حين بدا به مرضه، فقال: اخرج، فخرجت إليه، فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال: خذ بيدى، فاخذت بيده حتى جلس على المنبر، ثم قال: ناد في الناس، فصحت فيهم فاجتمعوا إليه فقال: أيها الناس، إنى أحمد إليكم الله، إنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم ; فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهرى فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضى فليستقد منه، ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالى فليأخذ منه، ولا يقل رجل: إنى أخاف الشحناء من قبل رسول الله.إلا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأنى، ألا وإن أحبكم إلي من أخذ منى حقا إن كان له، أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس، وقد أرانى أن هذا غير مغن عنى حتى أقوم فيكم به مرارا " ثم نزل فصلى الظهر،ثم رجع فجلس على المنبر، فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، إن لى عندك ثلاثة دراهم، فقال: أنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه على يمين، فيم كانت لك عندي قال: أتذكر يا رسول الله يوم مر بك المسكين، فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم قال: اعطه يا فضل، فأمرته فجلس، ثم قال: " ايها الناس من كان عنده شئ فليؤده ولا يقل: فضوح الدنيا، فان فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة " فقام رجل فقال: يا رسول الله، عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله، قال: ولم غللتها قال كنت محتاجا إليها، قال: خذها منه يا فضل ثم قال " أيها الناس، من خشى من نفسه شيئا فليقم ادعو له " فقام رجل فقال: يارسول الله، انى لكذاب وإنى لفاحش، وانى لنئوم.فقال: " اللهم ارزقه صدقا وصلاحا، واذهب عنه النوم إذا أراد "
رابطة علماء اليمن تحيي مناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام في ندوة فكرية بعنوان :- ♦️ الإمام علي (ع) عَلَمُ الإيمان وميزان الحق ♦️

https://yemenscholars.com/articles/1510
♦️رابطة علماء اليمن تنظم ندوة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام بعنوان "الإمام علي (ع) علم الإيمان وميزان الحق♦️

---- خبر الندوة ----

عُقدت بصنعاء اليوم ندوة فكرية بذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، نظمتها رابطة علماء اليمن تحت شعار "الإمام علي عليه السلام علم الإيمان وميزان الحق".
وقُدّمت في الندوة ورقتا عمل، استعرض عضو الرابطة العلامة عمار محيي الدين في الورقة الأولى، تعامل الإمام علي عليه السلام مع المخالفين، والمعارضين والمبدأ الذي كان يراعيه الإمام علي مع حقوق معارضيه، حيث كان يقدّم مصلحة الدين فوق كل اعتبار.
 وتناول مناقب الإمام علي، وشجاعته وعلمه، وحكمته ومواقفه ونصرته للدين الإسلامي الحنيف .. مؤكداً أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام لاستلهام الدروس والعبر من سيرته ونهجه وتجسيد صفاته وأخلاقه قولاً وعملاً في واقع الحياة.

فيما تناول عضو الرابطة طه الحاضري في ورقة العمل الثانية بعنوان "الإمام علي علم الإيمان ونبراس الحق"، نبذة من حياة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الجهادية.
وأكد أن العدل، كان محور سياسة الإمام علي عليه السلام، باعتباره المثل الأعلى للإنسان والحجة للارتقاء إلى مصافي الكمال .. مشيراً إلى أهمية أن يحرص أبناء الأمة الإسلامية على حب الإمام علي وتعزيز الارتباط به.
واستعرض الحاضري، مناقب الإمام علي عليه السلام وشجاعته والمكانة التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له، واستلهام الدروس والعبر من سيرته والاقتداء بها وتجسيد مواقفه وصفاته على الواقع.

https://yemenscholars.com/articles/1510
♦️الزكاة والأوقاف : مقاصد دينية وحقوق إنسانية♦️

بقلم أ.الحسين بن أحمد السراجي

https://yemenscholars.com/articles/1513

--- الزكاة و الأوقاف ----


الزكاة والوقف كنت أعتبرهما – قبل تشكيلهما هيئتين - صندوقين هامين لو استُغلت مواردهما الإستغلال الأمثل لتكفلا بميزانية الدولة واستغنينا عن المعونات والمنظمات والهبات والمساعدات وتم صرف مرتبات موظفي الدولة وسيُسهما بشكل مباشر وكبير في نهضة البلاد وإعادة إعمارها وتغطية الفجوة الكبيرة التي أحدثها العدوان اللعين وخلفها الحصار على عموم فئات الشعب اليمني وهذه تحديات تواجهها هيئتا الزكاة والأوقاف .
فقط وفقط يتم وضع اليد على موارد الهيئتين وكذا تصحيح الخلل فيهما وعلى قيادة الهيئتين – وهي قيادة مسئولة - مسئوليات جسام وفي هذه المقالة سأسلط الضوء على الزكاة والوقف من حيث المقاصد الدينية والحقوق الإنسانية متمنياً تحقيق المراد منه .
قبل الولوج في الموضوع أود التأكيد على التالي :
الظروف العدوانية وتداعيات الحصار الخانق وانقطاع المرتبات والحالة المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون تفرض على الهيئتين إعادة النظر في سياستهما فالظرف ليس ظرف استثمارات ومشاريع مهما كان حجمها فالطعام هو المقدس ومكافحة الجوع أعظم مشروع ومواجهة الفقر وعلاج المرضى ومواساة اليتامى والتخفيف عن المنكوبين والمكلومين والنازحين أعظم عند الله من كل المشاريع ومن بناء المساجد وترميمها وفرشها .
ليس ثمة حرمة تفوق حرمة النفس الموحدة وليس أكبر صمود كصمود الشعب اليمني الفقير الذي يعاني والنظر لحاله أفضل وأجدى من كل المشاريع والإستراتيجيات والإستثمارات .
للهيئتين وقيادتهما : لن يعذركم الله لأنكم لا تعلمون فها نحن نعلمكم ولئن شئتم خرجنا معكم لنريكم حال الناس وما وصلوا إليه ثم تحكموا ما هو الأولى والواجب والأوجب .
 
أولاً الزكاة :
شُرعت الزكاة كامتحان رباني كبير وميدان اختبار عسير فيه زكاء النفس ونماء المال وهذا الإمتحان والإختبار لا يفوز فيهما سوى القلة من عباد الله ويهدف لتحقيق مصالح اجتماعية كثيرة منها :
-       الحفاظ على المجتمع من آفات الشح والبخل .
-       مواساة الغني الفقير وسد حاجته وإشراكه في الحياة الاجتماعية لمنحه أكبر قدر من الحياة الكريمة .
-       تقوية أواصر المحبّة والإخاء بين أفراد المجتمع وتنمية قيَم التراحم والتآلف فيما بينهم .
-       تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي الذي له تأثير مهم في وحدة المجتمع ومنعته وقوّته .
-       سلامة المجتمع من الضغائن كالحسد والأحقاد .
-       التقليل من حجم الفوارق الطبقية بين أبناء المجتمع .
-       تقليل عدد السجناء عن طريق الدفع عن المديونين العاجزين عن السداد .
-       الحد من انتشار الجرائم وعمليات السلب والنهب .
-       التشجيع على الجهاد والدفاع عن أراضي المسلمين عن طريق تمويل الجهاد وكفالة ذوي المجاهدين .
 
مقاصد الزكاة من الناحية الاقتصادية :
إخراج الزكاة بالشكل الصحيح ودون مغالطة يُساهم في تطوّر الاقتصاد وازدهاره فالزكاة تسهم في زيادة المال وتطوّر الاقتصاد ، وذلك من خلال ما يأتي :
-       نماء مال الزكاة بالنسبة للمُزكي فالله سبحانه يُبارك المال المُزَكَّى ، وأصل الزكاة التطهير والنماء .
-       تنمية الاقتصاد داخل المجتمع عن طريق حركة المال وعدم احتكاره في يد فئة قليلة .
-       السماح لجميع فئات المجتمع بالعمل والإنتاج والمساهمة في تطوير الاقتصاد ودفع عجلته نحو الأمام .
مصارف الزكاة أوضحها الله سبحانه وتعالى بقوله : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبــْنِ السَّـبـِيلِ فَـرِيضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللـَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) التوبة 60 فإذا تبين أن هذه الأصناف قد حصرها الشارع الحكيم ، تساءلنا : كيف يمكن للزكاة كنظام مالي أن تستجيب لمتطلبات الحياة وأن تقف مع كليات الشريعة المتمثلة في حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال ، والتي هي مقصود الصدقات والتبرعات ؟
وللإجابة على هذا التساؤل يستدعي الأمر النظر في هذه الأصناف الثمانية برؤية واقعية ، تمكن من تفعيل حفظ الزكاة لكليات الشريعة .
 
المقاصد الشرعية لمصارف الزكاة الثمانية :
المقاصد جمع مقصد والمقصد مأخوذ من الفعل قصد ، ومعانيها متنوعة عند أهل اللغة ، ومن هذه المعاني : الإتيان، يقال : قصدت قصده ، أي نحوت نحوه ، ومنها الاستقامة : يقال اقتصد أمره أي استقام (( وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ )) النحل 9 وغيرها من المعاني وأصل الكلمة واستعمالها عند العرب تعني الاعتزام والتوجه نحو الشيء على اعتدال كان ذلك أو جور .
♦️ بيان رابطة علماء اليمن بمناسبة ذكرى يوم القدس العالمي ♦️
https://yemenscholars.com/articles/1514
--- يوم القدس العالمي ---

الحمد لله القائل:سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
والقائل: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا
والقائل: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين وأسوة المؤمنين في جهاد الكفار والمنافقين محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين .. وبعد،،،
تقف رابطة علماء اليمن أمام ذكرى يوم القدس العالمي لهذا العام ، والمسرى الشريف والمبارك والقضية الفلسطينية تواجه التهديد بالتصفية لها والتغييب لمظلومية شعبها والتناسي لتضحيات شهداءها والتنكر لمعاناة جرحاها وآلام أسراها الذي قضو نحبهم وقدموا ما قدموا على طريق تحرير المسجد الأقصى وكل التراب المبارك من الأرض التي باركها الله من دنس اليهود المحتلين.
وأمام المستجدات والتطورات والأحداث المتسارعة في القدس وفلسطين وما يمارسه الكيان الصهيوني اليهودي الغاصب والمحتل من تصعيد واعتداء وما يقوم به من قتل واعتقال وسجن للأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن الذين لم يرقب فيهم إلا ولا ذمة
وأمام خطوات التطبيع والتولي المتسارع والهرولة المكشوفة والارتماء العلني والفاضح في أحضان اليهود والنصارى من قبل أنظمة النفاق والخيانة وعلى رأسها النظامان الإماراتي والسعودي ومن دار في فلكهما من الأنظمة والدول المطبعة وإمام عظمة وأهمية ذكرى يوم القدس العالمي وما تمثله من محطة إيمانية وجهادية ومناسبة أخوية تضامنية جامعة تؤكد الرابطة على التالي:

أولا: تجدد رابطة علماء اليمن وباسم كافة علماء اليمن الربانيين والأحرار التأكيد على موقفها الثابت والمبدأي المناصر للقدس والقضية والمظلومية الفلسطينية كموقف إيماني وديني راسخ لا يقبل التراجع والتبديل والمساومة.

ثانيا: تؤكد الرابطة على أهمية الاستفادة من ذكرى يوم القدس وتحويله إلى منطلق توعوي تعبوي لإحياء القضية الفلسطينية الإحياء الواعي المرتبط بحقائق وبينات القرآن التي ترسخ حالة العداء لليهود والنصارى المتآمرين على أقصانا والمحاربين لديننا وأمتنا.

ثالثا: تدعو الرابطة الأمة الإسلامية وفي مقدمتها العلماء والخطباء والنخب الثقافية والأكاديمية إلى تحمل المسؤولية أمام ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهويد وتهديد وما يواجهه من خطر الحفريات الرامية لهدمه بغية بناء هيكل اليهود المزعوم.

رابعا: تدعو الرابطة إلى الوقوف بحزم وصدق وصرامة وشجاعة في وجه كل المنافقين المطبعين وبيان ما هم عليه من السوء والخبث والمنكر وما يمثلونه من خطر على دين الامة ودنياها وحاضرها ومستقبلها.

خامسا: تدين الرابطة ما أقدم وتجرأ عليه النظام الإماراتي والتركي والمغربي وغيرهم من تقديم لتنازلات والقبول بمساومات والتوقيع لتحالفات لم يكن يحلم بها الكيان الصهيوني وآخرها وقاحةً خطوة موائد الإفطار الرمضانية مع الإسرائيليين في الإمارات وفي تل أبيب.

سادسا: تعتبر الرابطة حالة الانسجام والتلاقي والتحالف بين الكيان الصهيوني وبين الأنظمة العربية والممالك الخليجية المطبعة حالة ارتداد واضح عن الإيمان كما أكد القرآن بقول الله تعالى: يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ. وبقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ.

سابعا: تحمل الرابطة أنظمة التطبيع كامل المسؤولية عن التداعيات والتطورات والجرائم التي سترتكب بحق الشعب الفلسطيني وتعتبرها شريكا في كل قطرة دم تسفك في القدس وفلسطين على أيدي اليهود الغاصبين.

ثامنا: تؤكد الرابطة على أن مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية ورفع شعار البراءة أقل موقف وواجب شرعي كون أمريكا هي النظام الشريك في تأسيس هذا الكيان اللقيط والمؤقت ولولا دعمها والدعم البريطاني والسعودي له لما طال بقاؤه

تاسعا: تؤكد الرابطة على أن المرحلة الراهنة مرحلة إعداد ونفير وإحياء للروحية الجهادية وتوجيه بوصلة العداء لأشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ولا يمكن أن يكون ثمة عدو أشد لأمتنا وديننا من اليهود.

عاشرا: تدعو الرابطة محور الجهاد والمقاومة لبذل المزيد من الجهد والتعاون والتنسيق وإعداد العدة الإيمانية والعسكرية لتحقيق وعد الآخرة بزوال إسرائيل واسترداد الحق المغتصب.
♦️مصداقية أن فلسطين قضية الأمة الأولى والمركزية♦️

https://yemenscholars.com/articles/1515

الكاتب: أ.طه هادي الحاضري

---- يوم القدس العالمي ----

يتساءل الكثير من أبناء الشعوب العربية والإسلامية عن مصداقية أن "القضية الفلسطينية" هي القضية الأولى والمركزية للأمة الإسلامية فيعتبر البعض أن القضية لا تعنيهم أساساً لا من قريب ولا من بعيد ولديهم من القضايا الخاصة ما شغل كل مساحة اهتماماتهم كشعب أو دولة أو نظام أو حركة أو فئة.
والبعض يقول إن أصحاب الشأن الفلسطينيين قد وقّع بعضهم معاهدات اعتراف بإسرائيل، وأنهم مختلفون فيما بينهم فليتحمّلوا مسؤوليتهم وليهتموا بقضيتهم التي تخصهم باعتبار الموضوع شأن فلسطيني داخلي.
والبعض يرى أن اعتبار القضية الفلسطينية القضية الأولى والمركزية هو فقط للمزايدة السياسية والإعلامية وأن مصداقية ذلك يتطلب ممن يُعلن ويتبنى ذلك أن لا يتفاعل مع الأحداث الداخلية لكل بلد وأن لا يثير المشاكل لأن أصحاب هذا الرؤية يعتبرون الخطوات العملية تجاه القضية الفلسطينية في حد ذاتها عبث وعبء ومشكلة بل ويقفون ضد هذه الخطوات ويشتغلون بالمجان لصالح الكيان الصهيوني وكأنهم وكلاء عنه.
والبعض يعتبر أن القضية الفلسطينية قد عفا عليها الزمن وأن إسرائيل أصبحت أمراً واقعاً لا يمكن تغييره ولا بد من أن نعيش الواقع وأن نتعامل معه.
والبعض قد ينظر للقضية من زاوية أخرى ويقول إن واقع كثير من الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية لا تعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى والمركزية بل يسارعون في التطبيع مع الكيان الصهيوني حتى أصبح من الغريب أن يتبنى أحد القضية الفلسطينية بل يصبح من يعتبرها قضيته الأولى والمركزية مذنباً ومتهماً وأنه عميل لإيران التي تتبنى ذلك بشكل رسمي ومعلن حتى أصبحت المقاومة الإسلامية الفلسطينية نفسها تُتهم بذلك جهاراً نهاراً.
والبعض يعتبر نصرة القضية الفلسطينية من باب التفضل ، ولا يعتقد أن له علاقة بها وأن ليس عليه أي ضرر ولا خطر من وجود إسرائيل، وأنه بعيد جغرافياً عنها.
والقليل يعتقدون أن قضية فلسطين قضية جامعة قضية دين وأمة ومصير ومواجهة شاملة ومفتوحة وحضارية مع أعدائنا التاريخيين المذكورين في القرآن الكريم وواجب شرعي ويستشعرون خطورة وجود الكيان الصهيوني على دينهم ودنياهم، فيتحركون عملياً وميدانياً  متحمّلين للمسؤولية من منطلق إسلامي.
ومن باب توضيح مصداقية أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة الإسلامية الأولى والمركزية ولماذا هي كذلك حقيقة سنتناول ذلك في محورين:

المحور الأول: كيف نشأ الكيان الصهيوني ولماذا؟

المحور الثاني: قراءة سريعة للمواقف العربية التاريخية تجاه فلسطين لفهم خلفيات المواقف اليوم.

المحور الأول
كيف نشأ الكيان الصهيوني ولماذا؟

من الأهمية بمكان أن نرجع إلى التاريخ وما جرى فيه من أحداث تتعلق بفلسطين لكي نفهم من خلاله كيف نشأ الكيان الصهيوني ولماذا نشأ ونفهم أيضاً طبيعة هذا الكيان وأهدافه ونسترشد من ذلك كيفية التعامل الصحيح معه استناداً إلى التوجيهات الإلهية في القرآن الكريم الذي قدم رؤية متكاملة واستراتيجية عملية لمواجهة اليهود والنصارى واليهود على وجه الخصوص والذين يتمثلون في هذا العصر في دول على رأسها أمريكا وإسرائيل.
ومن أبرز المحطات التاريخية الفارقة في قضية فلسطين انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897م والمشهور بمؤتمر بازل وهو المؤتمر الافتتاحي للمنظمة الصهيونية، والذي دعا إليه الصحفي اليهودي تيودور هرتزل لمناقشة العمل على إقامة وطن قومي لليهود وكانت الاقتراحات أن يكون هذا الوطن في الأرجنتين أو أوغندا (كينيا حاليًا) أو فلسطين، وقد خرج المؤتمر باختيار فلسطين بدعوى أنها الأرض التي كتبها الله لهم وأنها أرض الميعاد حسب زعمهم واتخذ المؤتمر خطوات عملية لتشجيع اليهود للهجرة إلى فلسطين وربطهم بالحركة الصهيونية واتخاذ السبل والتدابير للحصول على تأييد دول العالم للهدف الصهيوني وتشكيل المنظمة الصهيونية العالمية، وخرج المؤتمر بتشكيل الجهاز التنفيذي (الوكالة اليهودية) لجمع الأموال في صندوق قومي لإرسال مهاجرين يهود لإقامة مستعمرات في فلسطين عبر شراء الأراضي الزراعية من الفلسطينيين.
وفي عام 1907م أي بعد مؤتمر بازل  بعشر سنوات عقدت بريطانيا مؤتمر كامبل بانرمان برئاسة رئيس وزرائها آنذاك هنري كامبل بانرمان والذي تسمى المؤتمر باسمه، وضم هذا المؤتمر الدول الاستعمارية في ذلك الوقت ونخبة كبيرة من المفكرين والسياسيين الأوربيين وكان المؤتمر يهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية واستعراض الأخطار التي تهدد الدول الاستعمارية والحضارة الغربية فتوصلوا بأن الخطر الأكبر هو العالم العربي والإسلامي، والعربي بالذات لعوامل عدّة يملكها منها وحدة التاريخ واللغة والثقافة والدين والهدف والآمال وتزايد السكان..
♦️جمعة مباركة .. تقبل الله الصيام والقيام وصالح الأعمال
اللهم صلِ وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد♦️
♦️بيان رابطة علماء اليمن بشأن رحيل السيد الولي العلامة أحمد بن العباس بن أحمد بن إبراهيم♦️

---- بيان نعي ----

الحمد لله القائل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
والصلاة والسلام على رسول الرحمة والهداية والعلم والتزكية والجهاد والحكمة وعلى عترته الطاهرة ورضوان الله صحبه المنتجبين
وبعد
تنعي رابطة علماء اليمن للشعب اليمني والأمة الإسلامية رحيل السيد الولي الورع الزاهد  العلامة الصابر  أحمد بن العباس بن أحمد بن ابراهيم  الذي وافاه الأجل يوم الاحد  21 من شوال 1443هجرية عن عمر ناهز السادسة والتسعين  عاما بعد حياة حافلة من العلم والتعليم والقضاء والارشاد واستشعار المسؤولية في مواجهة  بوازغ الجهالات ونوازغ الضلالات علمًا وعملاً واستشعارا للمسؤولية  ونصرةً للحق وقيامًا بالقسط   
يعتبر الفقيد من علماء اليمن الذين نهلوا من العلم الأصيل في  العديد من الهجر العلمية في مديرية المدان م عمران  وهو التلميذ النجيب لوالده العباس بن أحمد بن إبراهيم متمم كتاب الروض النضير  كما درس لدى  كثير من العلماء بالهجر العلمية  بمديرية المدان وغيرها حيث درس علوم آل محمد الأصيلة المنسجمة مع ثقافة وموروث اليمن الأصيل ومع الهوية الإيمانية والروحية كما تميز بمواكبته للأحداث  
 وموقفه القوي في الحث على الجهاد والثبات وذكر الله في مواجهة المستكبرين 
وأمام ما يمثله رحيل العلماء الربانيين من فاجعة كبرى وخلو الساحة منهم تدعو الرابطة المعنيين في الدولة وغيرها للمزيد من الاهتمام الجاد في بناء وتأهيل العلماء لنشر العلم النافع والمحافظة على الهوية الإيمانية وإحياء الروحية العلمية الجهادية ومواجهة الأفكار والثقافات الدخيلة والضالة والتصدي للغزو الوهابي التكفيري والغربي الانحلالي وتحصين الشباب والأمة من كل صور وأشكال الضلال
كما تدعو الرابطة الشعب اليمني وفي مقدمته الآباء والأمهات للدفع بأولادهم للالتحاق بالدورات الصيفية واستغلال أوقات الفراغ فيما يحبه الله ويرضاه من طلب العلم النافع والتسلح بالوعي والتحلي بالأخلاق الفاضلة من خلال الحرص على حضور حلقات العلم في المساجد والمراكز الصيفية
نسأل الله تعالى الرحمة الواسعة والمغفرة للفقيد وعزاؤنا لأسرته وطلابه ومحبيه وأن يخلفه علي أسرته وشعبه بأحسن خلافة
--- صادر عن ----
رابطة علماء اليمن
بتاريخ 22/شوال/1443هجرية
الموافق 23/مايو/2022ميلادي

https://yemenscholars.com/articles/1516
♦️ بيان نعي السيد العلامة المجاهد عبد السلام عباس الوجيه ♦️

----- بيان نعي -----

الحمد لله القائل: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ * والصلاة والسلام على رسول الله القائل: (الأجر على قدر المصيبة، فمن أصيب بمصيبةٍ فليذكر مصيبته بي؛ فإنكم لن تصابوا بمثلي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد،،،
أمام هول الفاجعة وعظم المصيبة وفقدان الأمة لعظماءها من العلماء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في وجه الطغاة المستكبرين تنعي رابطة علماء اليمن للشعب اليمني والأمة الإسلامية رحيل أمينها العام السيد العلامة المجاهد عبد السلام عباس الوجيه الذي وافته المنية قبيل فجر يومنا هذا الــ6 السادس من ذي الحجة الحرام 1443هــ الموافق 5/7/2022م متأثرا بمرضه الذي ألم به قبل أشهر وقد تفاقمت حالته الصحية جراء الحصار الآثم ورفض تحالف العدوان والأمم المتحدة السماح له بالمغادرة لتلقي العلاج في الخارج.
لقد كانت حياة الفقيد حياة حافلة بالعطاء العلمي والفكري فقد سخر جل وقته لإحياء التراث الإسلامي الأصيل وتحقيق الكتب القيمة والنفيسة وكان له دور كبير ونشط في إحياء الحركة العلمية في الجامع الكبير وغيره رغم التحديات والتهديدات والأخطار التي تعرض لها من قبل النظام الحاكم في مطلع التسعينات ومن قبل الوهابيين التكفيريين الذي وقف في وجوههم بكل شجاعة ورباطة جأش ومثل جبهة لوحده أمام الحملات الحاقدة والمشاريع الماكرة التي استهدفت النهج العلمي والفكري الأصيل والهوية الإيمانية المرتبطة بالثقلين عبر تاريخ اليمن لقد تميزت سيرة الفقيد بالكثير من المحطات المشرفة والمواقف الشجاعة لا سيما في حروب صعدة الست وفي وجه العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الذي استهدف اليمن كان صوت الفقيد قويا ومرتفعا على مستوى الداخل والخارج وعرف بموقفه القوي والمبدأي المناصر للقضية الفلسطينية ولحزب الله المقاوم في لبنان ولثورة الجمهورية الإسلامية في إيران منذ بداية انطلاقتها. كما عرف الفقيد بصدعه بكلمة الحق في وجه نظام صالح المستبد وجنرلات الحرب الدمويين الذين سعو سعيهم لتصفية نهج آل محمد من اليمن لولا عناية الله ومواقف العلماء الربانيين الذين كان على رأسهم وفي مقدمتهم صادعا بكلمة الحق لا يخاف لومة لائم.

لقد كان الفقيد نصيرا لكل مستضعف وكهفا لكل محتاج وملاذا لكل مظلوم قصده وتواصل به أو طرق بابه ،مشهورا بكرمه وإحسانه الكبير. كان الفقيد رغم مرضه صابرا الصبر الجميل ومحتسبا ومتسلحا بسلاح الذكر والدعاء وحسن الظن بالله والثقة به.

نسأل الله تعالى أن يرحم الفقيد رحمة الأبرار وأن يسكنه مساكن الأخيار وأن يجعل مقامه في مقعد صدق مع المصطفين الأبرار وأن يخلفه على يمننا وأمتنا وأسرته بأحسن خلافة .
----- صادر عن ----
رابطة علماء اليمن
بتاريخ الــ6 من ذي الحجة الحرام
الموافق 5-7-2022م

https://yemenscholars.com/articles/1519