نَادَيْتُ دَمْعِيَ إِذْ جَدَّ الرَّحِيلُ بِهْم
وَالْقَلْبُ مِنْ فَرَقِ التَّوْديِعِ قَدْ وَجَبَا
سَقَطْتَ يَا دَمْعُ مِنْ عَيْني غَدَاةَ نَأى
عَنِّي الْحَبِيبُ وَلَمْ تَقْضِ الَّذِي وَجَبَا

وتشابَكَتْ عندَ اللقاءِ أصابِعي
لا الأرضُ تحمِلُني ولا نبضي
معي لا شيءَ إلا الارتباك أُحِسه
وكأنني كلِّي أذوبُ بأجمعي.

وعانَقتُ كُل الحائِرينَ مُواسيًا
‏وَقَلبي هُنا بينَ الحَنايا مُمَزق .

أقضِي الليالي والليالي ساهِراً
متأمِّلاً ما في السما وأنا حَزينْ
مُتخَيّلاً رسمَ الأحبةِ في السما
أسَروا عيوني والفؤادُ لهم رَهينْ
روحي هُناكَ تَعيشُ بينَ أحبَّتي
وأنا هُنا بَدَني يعيشُ كما السَّجينْ .

دعني أحبك مثلمَا أحبَبتني
من دونِ خوفٍ من نهاياتِ الغدِ
فضياعُ عمري في سبيلكَ هيّنٌ
لكنني أخشى ضياعَكَ من يَدي .

عُصفورَةَ قَلبي نَيسانيّ يَا رَملَ
البَحر وروّحَ الرُوح وَيا غاباتِ
الزَيتوّن يا طَعمَ الثَلّج وطَعمَ
النار ونَكهَةُ شَكّي ويَقيّني

-

‏لَا تَسأل الدَّارَ عَمَّن كَانَ يَسكُنُهَا
‏البَابُ يُخبِرُ أنَّ القَومَ قَد رَحَلُوا

- تغَار الشِمسّ حَيَّن تراكِ صُبحِاً
- و فيَّ لُغِة الهَوىّ عيناكِ فُصِحىّ .