Forwarded from القرآن الكريم
﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ﴾ [البقرة: ٢٥٠]
﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ﴾
خطبة الجمعة - طوفان.wav
205.4 MB
مسجد العودة - شمال غزة.
الشيخ أمجد عكاشة.
اليوم ال 13 لمعركة طوفان الأقصى.
الشيخ أمجد عكاشة.
اليوم ال 13 لمعركة طوفان الأقصى.
إنّ أهم شيء تفعله معارك غزة مع عدوّها، طيلة الأعوام، هو النقلة النوعيّة في الأمل، إثر العمَل، الدؤوب والمستمر، وحالة اليقين التي تترسّخ، بأن التحرير قادم لا محالة، وهو أمر قريب، قاب قوسين أو أدنى.
ما فعلَته مقا.ومة غـ.زة، هو أنها نسَفت كل مراكمات القوّة الإسرا.ئيلية من استخبا.راتية وعسـ.كرية على مدار عقود من الزمن، تلاشَت أمامهَا صروح الوَهم بأنّ عدوّها أقوى جيش في المنطقة، فعلَت ما عجز العالَم عن فِعله، مرّغت أنفَ الجَبَروت والطّاغية بالتراب، ولَم تُبقِ له كرامَة.
وفي طوفـ.ان القـ.دس تحديدًا، شعرَت أمريكا بتهديد صريح وواضح لوجودها في الشرق الأوسط، وشعر الغرب بأنّ الأزمة التي رحّلها إلى أرضِ فلسـ.طين في الأربعينات، ستعود إليه، فجمعوا وحشدوا قوّاتهم، ودعموا وهددوا وتوعّدوا، ونشروا الأكاذيب عبر إعلامهم، صحيح أننا سئمنا من هذه البروباغاندا المتكررة، إلا أنهم في هذه المرة كان شعورهم داخليًّا ليس سطحيًّا عابرًا، بل عميقًا وممتلئًا بالتوتر والرعب، والمؤمن في مثل هذه الأحوَال يستحضِر قول اللّٰه تعالى: ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ﴾، فماذا ستفعل كل هذه القوى إن تسلّح المرءُ بيقينِه بالله، وأن اللّٰه مؤيّده وناصره.
يحاوِلون.. وعبثًا يحاوِلون، استردادَ هيبةٍ ضاعَت، يريدونَ أن يجمعوا صورَة النّصر من وراء الجُدُر المحصّنة؛ فيقتلونَ بطائراتهم الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، وحينمَا التقى الجمعَان على الأرضِ ولّوا هاربين، ورأيتهم بالآلاف قتلَى، وبالمئاتِ أسرى، فكيفَ يلوّحونَ بدخول برّي؟ هذا مجرّد محاولة، ضمن المحاولات، بأن يردّوا لأنفسهم اعتبارًا أمام جبهَة داخليّة لا تؤمن بهم، وإنهم وإن قصفوا كلّ شبرٍ في غزة -كما يفعلون- فـعبثًا يحاولون، لا شيء يمحو نصرَ 7 أكتوبر المؤزّر من ذاكرة الثائرين، وسيبقى في التاريخ يشهُد أن زوالَهم صارَ واقعًا، واحتضار وجودهم بدأ.
نحنُ ندفع الثمن غاليًا، نقفُ في طابور الشهداء، ولا نعلم متى يحينُ دَورنا، ننام ونصحو على القصف والدمار حولَنا وعلينَا، والفقد الأليم، حسبنا فيمن سبقونا أن ما عندَ اللّٰه خَير، وهذا كلّه اصطفاء، اصطفانا اللّٰه من بين كل عبادِه لهذه البقعة ندافع عن شرف الأمة دينها وأقصاها ومسرى رسولها، واصطفى من بيننا شهد.اء: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ﴾.
فاللهمّ لا تقبضنا إلا وأنتَ راضٍ عنّا، واربط على قلوبنا، فنحنُ بشر، نحِن لأحبابنا، ونخافُ على أطفالِنا ونسائنا، وارزقنا الثبات.
مَحمُود عبداللّٰه
اليوم الـ17 لمعركة طوفان الأقصى.
8 ربيع ثاني 1445هـ.
23 أكتوبر 2023م.
ما فعلَته مقا.ومة غـ.زة، هو أنها نسَفت كل مراكمات القوّة الإسرا.ئيلية من استخبا.راتية وعسـ.كرية على مدار عقود من الزمن، تلاشَت أمامهَا صروح الوَهم بأنّ عدوّها أقوى جيش في المنطقة، فعلَت ما عجز العالَم عن فِعله، مرّغت أنفَ الجَبَروت والطّاغية بالتراب، ولَم تُبقِ له كرامَة.
وفي طوفـ.ان القـ.دس تحديدًا، شعرَت أمريكا بتهديد صريح وواضح لوجودها في الشرق الأوسط، وشعر الغرب بأنّ الأزمة التي رحّلها إلى أرضِ فلسـ.طين في الأربعينات، ستعود إليه، فجمعوا وحشدوا قوّاتهم، ودعموا وهددوا وتوعّدوا، ونشروا الأكاذيب عبر إعلامهم، صحيح أننا سئمنا من هذه البروباغاندا المتكررة، إلا أنهم في هذه المرة كان شعورهم داخليًّا ليس سطحيًّا عابرًا، بل عميقًا وممتلئًا بالتوتر والرعب، والمؤمن في مثل هذه الأحوَال يستحضِر قول اللّٰه تعالى: ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ﴾، فماذا ستفعل كل هذه القوى إن تسلّح المرءُ بيقينِه بالله، وأن اللّٰه مؤيّده وناصره.
يحاوِلون.. وعبثًا يحاوِلون، استردادَ هيبةٍ ضاعَت، يريدونَ أن يجمعوا صورَة النّصر من وراء الجُدُر المحصّنة؛ فيقتلونَ بطائراتهم الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، وحينمَا التقى الجمعَان على الأرضِ ولّوا هاربين، ورأيتهم بالآلاف قتلَى، وبالمئاتِ أسرى، فكيفَ يلوّحونَ بدخول برّي؟ هذا مجرّد محاولة، ضمن المحاولات، بأن يردّوا لأنفسهم اعتبارًا أمام جبهَة داخليّة لا تؤمن بهم، وإنهم وإن قصفوا كلّ شبرٍ في غزة -كما يفعلون- فـعبثًا يحاولون، لا شيء يمحو نصرَ 7 أكتوبر المؤزّر من ذاكرة الثائرين، وسيبقى في التاريخ يشهُد أن زوالَهم صارَ واقعًا، واحتضار وجودهم بدأ.
نحنُ ندفع الثمن غاليًا، نقفُ في طابور الشهداء، ولا نعلم متى يحينُ دَورنا، ننام ونصحو على القصف والدمار حولَنا وعلينَا، والفقد الأليم، حسبنا فيمن سبقونا أن ما عندَ اللّٰه خَير، وهذا كلّه اصطفاء، اصطفانا اللّٰه من بين كل عبادِه لهذه البقعة ندافع عن شرف الأمة دينها وأقصاها ومسرى رسولها، واصطفى من بيننا شهد.اء: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ﴾.
فاللهمّ لا تقبضنا إلا وأنتَ راضٍ عنّا، واربط على قلوبنا، فنحنُ بشر، نحِن لأحبابنا، ونخافُ على أطفالِنا ونسائنا، وارزقنا الثبات.
مَحمُود عبداللّٰه
اليوم الـ17 لمعركة طوفان الأقصى.
8 ربيع ثاني 1445هـ.
23 أكتوبر 2023م.
لا يزيح صخرة الحزن الثقيلة عن القلوب، إلا التسليم لأمر الله، والرضا بقضاء الله، والإيمان بأن كل ما يصيب الإنسان من نِعَم ونِقَم فهي نصيبه وقَدره.
إن الشدّة التي تمُر بهَا غـ.زة عن بكرة أبيها، ليست كغيرها، هذا فقد أخيه، وذاك قُصِف بيته، وأخرى ارتقى زوجها، وعدد لا بأس بهِ سمّوه "الناجي الوحيد" عليه أن يكمل حياتَه بعد فقد الأب والأم وكل الأهل، والبيت، بَل إن عائلاتٍ بأكملها مُسِحت من السجل المدني، ومنّا مَن أُخرِج من بيته قسرًا واضطرارًا ويعيش في مراكز الإيواء التي لا تقي حرّ صيفٍ ولا بردَ شتاء، وانقطاع الماء والكهرباء، وطوابير الخبز التي يقضي فيها الناس جلّ نهارهم لأجل أرغفة لا تكفي البيوت المكتظّة بالأقارب غيرَ يومٍ واحد، والليل وما أدراكَ ما ليل غزّة في الحروب، مساءات مضاءَة بنيران الصواريخ والقذائف التي لا تتوقف لحظة.
ولو فصّلنا في أحوالِنا هنا ما كَفتنا أوراق الأرض، ألوان الابتلاءات التي نذوقها تفطر القَلب، وتحتاجُ يقينًا راسخًا، وإيمانًا عميقًا، وصبرًا لا تهزّه الخُطوب.
أنت جنديّ من جنودِ اللّٰه في هذه الحرب الضروس، جعَلَك في هذه البقعة من الأرض، لك ثغر، وتقف في جبهَتِك تواجِه كل المخاطِر، وروحك في أي لحظة قد تفقدها؛ فلا تبرَح أخِي، هي أيّام ثِقال على القَلب، والصبر عليها أصعَب، وألا تشكو اللّٰهَ وقدَرَه لخلقِه، هذا والله فضل من اللّٰه لا يُؤتيه إلا قليل من عبادِه، فاسأل اللّٰه الثبات، وأن يربط على قلبِك، وأن يُفرِغَ على قلبِكَ صبرًا، وتذكّر ما أعدّ ربّك للصابرين، وآنِس نفسَك بجناتِ خُلدٍ للسابقين من الشهـ.داء، وأنهم في رياضٍ ورياحين، زالت كل كروبهم وأعباء حياتهم، مستبشرين ومنتظرين، بأن يلحق بهم رَكب الصالحين، فاللهمّ اجعلنا منهم.
"طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها
صَفوًا مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ
وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها
مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ
وَإِذا رَجَوتَ المُستَحيل فَإِنَّما
تَبني الرَجاءَ عَلى شَفيرٍ هارِ"
مَحمُود عبداللّٰه
اليوم الـ19 لمعركة طوفان الأقصى.
10 ربيع ثاني 1445هـ.
25 أكتوبر 2023م.
إن الشدّة التي تمُر بهَا غـ.زة عن بكرة أبيها، ليست كغيرها، هذا فقد أخيه، وذاك قُصِف بيته، وأخرى ارتقى زوجها، وعدد لا بأس بهِ سمّوه "الناجي الوحيد" عليه أن يكمل حياتَه بعد فقد الأب والأم وكل الأهل، والبيت، بَل إن عائلاتٍ بأكملها مُسِحت من السجل المدني، ومنّا مَن أُخرِج من بيته قسرًا واضطرارًا ويعيش في مراكز الإيواء التي لا تقي حرّ صيفٍ ولا بردَ شتاء، وانقطاع الماء والكهرباء، وطوابير الخبز التي يقضي فيها الناس جلّ نهارهم لأجل أرغفة لا تكفي البيوت المكتظّة بالأقارب غيرَ يومٍ واحد، والليل وما أدراكَ ما ليل غزّة في الحروب، مساءات مضاءَة بنيران الصواريخ والقذائف التي لا تتوقف لحظة.
ولو فصّلنا في أحوالِنا هنا ما كَفتنا أوراق الأرض، ألوان الابتلاءات التي نذوقها تفطر القَلب، وتحتاجُ يقينًا راسخًا، وإيمانًا عميقًا، وصبرًا لا تهزّه الخُطوب.
أنت جنديّ من جنودِ اللّٰه في هذه الحرب الضروس، جعَلَك في هذه البقعة من الأرض، لك ثغر، وتقف في جبهَتِك تواجِه كل المخاطِر، وروحك في أي لحظة قد تفقدها؛ فلا تبرَح أخِي، هي أيّام ثِقال على القَلب، والصبر عليها أصعَب، وألا تشكو اللّٰهَ وقدَرَه لخلقِه، هذا والله فضل من اللّٰه لا يُؤتيه إلا قليل من عبادِه، فاسأل اللّٰه الثبات، وأن يربط على قلبِك، وأن يُفرِغَ على قلبِكَ صبرًا، وتذكّر ما أعدّ ربّك للصابرين، وآنِس نفسَك بجناتِ خُلدٍ للسابقين من الشهـ.داء، وأنهم في رياضٍ ورياحين، زالت كل كروبهم وأعباء حياتهم، مستبشرين ومنتظرين، بأن يلحق بهم رَكب الصالحين، فاللهمّ اجعلنا منهم.
"طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها
صَفوًا مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ
وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها
مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ
وَإِذا رَجَوتَ المُستَحيل فَإِنَّما
تَبني الرَجاءَ عَلى شَفيرٍ هارِ"
مَحمُود عبداللّٰه
اليوم الـ19 لمعركة طوفان الأقصى.
10 ربيع ثاني 1445هـ.
25 أكتوبر 2023م.
السلام عليكم،
أحيَاء، ولا أحد إلا الله يعلم كيف،
وماذا نعيش في كل يوم وليلة، أو كيف نتخيّل لحظاتنا الأخيرة.
على كل حال، إن كنّا من أهل الدنيا، ستعلمون بعد انتهاء هذه الحرب الطاحنة، وإن كنت من أهل الآخرة، فالدعاء وصية بيننا.
أحيَاء، ولا أحد إلا الله يعلم كيف،
وماذا نعيش في كل يوم وليلة، أو كيف نتخيّل لحظاتنا الأخيرة.
على كل حال، إن كنّا من أهل الدنيا، ستعلمون بعد انتهاء هذه الحرب الطاحنة، وإن كنت من أهل الآخرة، فالدعاء وصية بيننا.
السلام عليكم،
أحيَاء، رغم كل اللحظات الأخيرة،
وما زالت الحرب مستمرة..
الدعاء وصية بيننا.
أحيَاء، رغم كل اللحظات الأخيرة،
وما زالت الحرب مستمرة..
الدعاء وصية بيننا.
أنظُر إلى الحيَاة التي تحاوِل أن تعود، وللتأقلم المُحزِن، لقد مرّ وقت طويل على بدء الحرب، ومضى من أعمارنا ما قد مضى، وكلّما حاولت تذكّر أو ترتيب الأحداث، فشلت، كَم هائل من المواقف عِشناها، ولم نتخيّل تجاوز كل تلك اللحظات، إنها 7 أشهر، هل يعِي عقلك ما أقول؟ 7 أشهر ونَحنُ فقط نموت وننزح ونجوع ونواجه الموت أو نهرب منه، قضينا أيامنا بين القذائف والأحزمة النارية والمربّعات التي تُباد دفعة واحدة، نجونا.. ثم حمَلنا قالونات المياه وسِرنا نبحث عن القطرة لكيلوات، وهل نتوضأ بها أم نسقي أطفالَنا؟ وهي غير صالحة للشرب أو الوضوء! نجَونا لنحيَا بظروف بدائية وقاسية.
مؤسفة فكرة أننا نقضي عمرنَا على هذا الحال، والجميع يشاهِد ويعيش حياة طبيعيّة تمامًا، إنهم يدرسون ويتخرّجون ويعملون ويتزوّجون وينجبون، وأنتَ تبحث عن حطبٍ وخَشب توقد به النار، لتطهو طعامًا لا تعرف من أيّ أرضٍ خرج، أعشاب لم نسمع بها طيلة حياتنا، أكلناها، بخُبزٍ من الأعلاف!
يا رب، هذا قلبي، تعرفه، راضٍ رغم مأساةِ العَيش، وكَدر الحَال، راضٍ كما لو أنّه لم تحدث كل هذه الحرب والحياة أفضل من الطبيعيّة، لأن أقدارَك نافذة، ولأن "من رضي فله الرضا"، رضيت يا رب، ولم أخرج من شمال غزة بنيّةِ الصمود وإفشال المخططات، ومواجهة الواقع بصَدرٍ عارٍ لا يحمل إلا حبّك والتسليم لك، وكم كتبتَ لي من حيوات لا أُحصي عدّها، فاكتب لي الأجر على هذا الصبر والرضا.
يا رب، هذا أنا، عبدك الضعيف، طَمئِن قلبِي دائمًا،
ولا تقبضني إلا وأنتَ راضٍ عنّي.
مَحمُود عبداللّٰه
25 أبريل 2024م
اليوم ال202 للحرب.
مؤسفة فكرة أننا نقضي عمرنَا على هذا الحال، والجميع يشاهِد ويعيش حياة طبيعيّة تمامًا، إنهم يدرسون ويتخرّجون ويعملون ويتزوّجون وينجبون، وأنتَ تبحث عن حطبٍ وخَشب توقد به النار، لتطهو طعامًا لا تعرف من أيّ أرضٍ خرج، أعشاب لم نسمع بها طيلة حياتنا، أكلناها، بخُبزٍ من الأعلاف!
يا رب، هذا قلبي، تعرفه، راضٍ رغم مأساةِ العَيش، وكَدر الحَال، راضٍ كما لو أنّه لم تحدث كل هذه الحرب والحياة أفضل من الطبيعيّة، لأن أقدارَك نافذة، ولأن "من رضي فله الرضا"، رضيت يا رب، ولم أخرج من شمال غزة بنيّةِ الصمود وإفشال المخططات، ومواجهة الواقع بصَدرٍ عارٍ لا يحمل إلا حبّك والتسليم لك، وكم كتبتَ لي من حيوات لا أُحصي عدّها، فاكتب لي الأجر على هذا الصبر والرضا.
يا رب، هذا أنا، عبدك الضعيف، طَمئِن قلبِي دائمًا،
ولا تقبضني إلا وأنتَ راضٍ عنّي.
مَحمُود عبداللّٰه
25 أبريل 2024م
اليوم ال202 للحرب.
إن أفضل ما تحمله معك في حقيبتك وأنت في سفر الحياة، زادك من الصبر، والتسليم، أقول هذا من خبرتي المتواضعة بالشدائد والأيام المريرة وضغط الحياة والطموحات ذات الطرق الوعرة، كثيرة العثرات، ويزيدُ يقيني بهذا مع دخولنا شهرنا التاسع من الحرب الضروس، التي أخذت منّا أحبابنا فُرادَى وجمَاعات، وقتَلَت كُلّ جميل، كائنًا حيًّا أو جمادًا، ولم تُبقِ لنا غير الذكريَات.
سيصعب عليك أن تستوعب بأنك لم تألف الطريق إلى البيت، كل شيءٍ مدمّر ومختلف ومخيف، مشهَد الدمار المستمر والفظيع بكلّ ألوانه القاتمة، وأشكاله المُريعة، يقطع نِياط القلب، ويزيد الأمر سوءًا وصولك إلى حارتك التي قضيت فيها طفولتك وقد اختفت ملامحها، وبيتك، واجهة جديدة، وهي أنه ليس له واجهة، ومدخل جديد وهو أنه ليس له مدخل، وتصميم داخلي جديد، وهو أنه ليس هناك غرف، ولا صالون، ولا مطبخ، أو دورات مياه، ولا أثاث، إنما ساحة ممتلئة بالركام ومخلّفات القذائف والصواريخ، والآليّات!
أين ذهبت الأرائك التي تجلسون عليها سويّة تتسامرون في الليالي الطويلة، أين "كل ما يمت للمطبخ بصلة"؟ أين شجَيرات النعنع والريحان؟ أين مكانك المفضّل؟ أين سريرك الذي طالما سرقك من العالم، ونِمت عليه هادئ البال مرتاحًا، وأين الدولاب؟ وملابسك؟ وكتبك؟ وزجاجة العطر التي تحبّها.
أين أنت؟ هل هذا هو البيت؟
أفضل العدّة: الصبر على الشدة.
التولول والبكاء والنحيب لن يفيد، وأن تشكو ربّك للناس لن ينفعك بشيء، وأن تسخط على القضاء كلما تذكرت دفء البيت، ومواقفك مع أحبتك، لن يُعيد لك بيتك ولا الذين رحلوا. اِعلم أن العوض من اللّٰه سيكون مدهشًا، قصور الجنّة أجمل، برفقة مَن سبقونا، الأمرُ ليس سهلًا، وهذا هو الاختبار.
المهم أننا لم نُبتَلى في ديننا، وكل شيءٍ هيّن.
مَحمُود عبداللّٰه
7 يونيو 2024م
الشهر التاسع من الحرب.
سيصعب عليك أن تستوعب بأنك لم تألف الطريق إلى البيت، كل شيءٍ مدمّر ومختلف ومخيف، مشهَد الدمار المستمر والفظيع بكلّ ألوانه القاتمة، وأشكاله المُريعة، يقطع نِياط القلب، ويزيد الأمر سوءًا وصولك إلى حارتك التي قضيت فيها طفولتك وقد اختفت ملامحها، وبيتك، واجهة جديدة، وهي أنه ليس له واجهة، ومدخل جديد وهو أنه ليس له مدخل، وتصميم داخلي جديد، وهو أنه ليس هناك غرف، ولا صالون، ولا مطبخ، أو دورات مياه، ولا أثاث، إنما ساحة ممتلئة بالركام ومخلّفات القذائف والصواريخ، والآليّات!
أين ذهبت الأرائك التي تجلسون عليها سويّة تتسامرون في الليالي الطويلة، أين "كل ما يمت للمطبخ بصلة"؟ أين شجَيرات النعنع والريحان؟ أين مكانك المفضّل؟ أين سريرك الذي طالما سرقك من العالم، ونِمت عليه هادئ البال مرتاحًا، وأين الدولاب؟ وملابسك؟ وكتبك؟ وزجاجة العطر التي تحبّها.
أين أنت؟ هل هذا هو البيت؟
أفضل العدّة: الصبر على الشدة.
التولول والبكاء والنحيب لن يفيد، وأن تشكو ربّك للناس لن ينفعك بشيء، وأن تسخط على القضاء كلما تذكرت دفء البيت، ومواقفك مع أحبتك، لن يُعيد لك بيتك ولا الذين رحلوا. اِعلم أن العوض من اللّٰه سيكون مدهشًا، قصور الجنّة أجمل، برفقة مَن سبقونا، الأمرُ ليس سهلًا، وهذا هو الاختبار.
المهم أننا لم نُبتَلى في ديننا، وكل شيءٍ هيّن.
مَحمُود عبداللّٰه
7 يونيو 2024م
الشهر التاسع من الحرب.
يمرّ الوقتُ بثقلٍ شديد، وهَا نحن نبدأ شهرًا عاشرًا، والحرب مستمرّة..
السلوى: كل المتاعب أجورٌ عند الله،
وأن صفحتنَا حين تُطوى سنذهب إلى الجنة،
فهُناك المستراح.
السلوى: كل المتاعب أجورٌ عند الله،
وأن صفحتنَا حين تُطوى سنذهب إلى الجنة،
فهُناك المستراح.
يُصادف اليوم ذكرى آخر مرة خرجنا فيها معًا، فجأة قررنا أن نتمشّى، فالتقَينا عند مفترق العيون، وسارَت خُطانا مرورًا بشارع البحر، وركبنا سيّارة نحو الجنوب، ومرّت بِنا من شارع "نيتساريم" وشارع صلاح الدين، وتجاوزنا المحافظة الوسطى، واجتزنا دير البلح، ووصلنا خانيونس، ثمّ عدنا إلى مدينة غزة، وعند مفترق الأزهر افترقنا.
لقد كان وقتًا رائعًا، ومليئًا بالأحاديث الماتعة والنقاشات الجادة والطريفة، وعرَّفتَني عليكَ أكثر من أي وقتٍ مضى، وأقرأتُك تجربتي مع كتاب "معنى الحياة في العالم الحديث" ونشرت يومها عن ذلك الكتاب، وبقيتُ أتذكّر خروجي معكَ ذلك اليوم وكأن له نكهة مختلفة.
الآن أتمنى لو أنك تعود، وتعكّر لي مزاجي -كعادتك-، وتُراضيني فأرضى، ليتك تعود، فترى ما حلّ يا صديقي بمفترق العيون، وشارع البحر، وهذا الذي نصَبوه بين الشمال والجنوب في شارع "نيتساريم" ولو تعلم كم أصبح بعيدًا ذلك الجنوب الذي زرناه بعد غروب الشمس، لقد كلّف حتى الآن أكثر من 50 ألف شهيد، و92 ألف مصاب، وغزة كاملة بأحلامها وطموحاتها وذكرياتها.
استشهدتَ في أسابيع الحربِ الأولى، وها هي تكاد تختم عامَها الأول، يا عِظَم حظّك، لم تنزح، ولَم تُصَاب، ولم تجُع، ولم تتحسّر على أحبابك، ورحلَت معك كلّ عائلتك، ولم تشاهد خيانة العالم، أدعو لكَ دائمًا.
لعلّ اللقاء قريب، يا صافي القلب، وصفيّ قلبِي.
مَحمُود عبداللّٰه
4 سبتمبر 2024م
لقد كان وقتًا رائعًا، ومليئًا بالأحاديث الماتعة والنقاشات الجادة والطريفة، وعرَّفتَني عليكَ أكثر من أي وقتٍ مضى، وأقرأتُك تجربتي مع كتاب "معنى الحياة في العالم الحديث" ونشرت يومها عن ذلك الكتاب، وبقيتُ أتذكّر خروجي معكَ ذلك اليوم وكأن له نكهة مختلفة.
الآن أتمنى لو أنك تعود، وتعكّر لي مزاجي -كعادتك-، وتُراضيني فأرضى، ليتك تعود، فترى ما حلّ يا صديقي بمفترق العيون، وشارع البحر، وهذا الذي نصَبوه بين الشمال والجنوب في شارع "نيتساريم" ولو تعلم كم أصبح بعيدًا ذلك الجنوب الذي زرناه بعد غروب الشمس، لقد كلّف حتى الآن أكثر من 50 ألف شهيد، و92 ألف مصاب، وغزة كاملة بأحلامها وطموحاتها وذكرياتها.
استشهدتَ في أسابيع الحربِ الأولى، وها هي تكاد تختم عامَها الأول، يا عِظَم حظّك، لم تنزح، ولَم تُصَاب، ولم تجُع، ولم تتحسّر على أحبابك، ورحلَت معك كلّ عائلتك، ولم تشاهد خيانة العالم، أدعو لكَ دائمًا.
لعلّ اللقاء قريب، يا صافي القلب، وصفيّ قلبِي.
مَحمُود عبداللّٰه
4 سبتمبر 2024م
السلام عليكم،
أمس شفت صاحبي سامي، ربنا يحفظه، وهو من أصدقائي المقرّبين من الطفولة.
بيحكيلي أنه ليش ما بتنشر؟ أكيد بتكتب..
قلت: بكتب بين الحين والآخر، لكن مـ بحبش المشاركة، وبصراحة تقريبا مـ فش جدوى من النشر..
حكالي ي راجل انشر، يمكن شخص واحد يتأثر، ويتغيّر، وهاد كافي.
في نَص كتبته قبل يومين، احتمال أنشره بعد شوي، بس عشان خاطر سامي.
أمس شفت صاحبي سامي، ربنا يحفظه، وهو من أصدقائي المقرّبين من الطفولة.
بيحكيلي أنه ليش ما بتنشر؟ أكيد بتكتب..
قلت: بكتب بين الحين والآخر، لكن مـ بحبش المشاركة، وبصراحة تقريبا مـ فش جدوى من النشر..
حكالي ي راجل انشر، يمكن شخص واحد يتأثر، ويتغيّر، وهاد كافي.
في نَص كتبته قبل يومين، احتمال أنشره بعد شوي، بس عشان خاطر سامي.
في الآونة الأخيرة، بدأ الواحد منّا يتأقلَم مع الحيَاة الجديدة، وصِرت أفتح الانترنت بَين الحين والآخر، فلاحظت كثرة انتشار مقاطع مصوّرة لغزة قديمًا، بشوارعها وأحيائها ومطاعمها، الناس والبحر والشتاء والصباحات النشيطة والمساءات الآمنة، ويُرفقون معها عبارات أو مقاطع صوتية تعبّر عن حبّهم وحنينهم.
غزة ليست أجمَل مدن الأرض، إنها مُثقَلة دائمًا بالحروب والحصار، وكان ناسُها يسعَونَ فيهَا بكلّ كِفاحهم وطموحهم في الحيَاة، والظروف لم تكُن أبدًا مناسبة، كانت صعبَة دائمًا، الذي يريد بناء بيته بحاجة إلى سنين عمره يعمل فيها دؤوبًا ليلَ نهار، كي يرصّ حجرينِ على حجرين، والذي يريد الالتحاق بالجامعة كانَت تنهَال عليهِ المَصاريف والتكاليف من كلّ حدَبٍ وصَوب، والرسوم الباهظة والإدارات التي لا ترحم طالبًا ولا والدًا، والشاب الذي يسعى لزوجة صالحة تسكّن روحَه، كانت تغرق روحُه في الهموم إثر محاولاته لسنين طويلة يجمع فيها المَهر وبقيّة التكاليف.
لم تكن حياة الغزّي سهلَة، لكنها كانت ممكنة، وصارت مستحيلَة، لا تُطاق، ورغم ذلك فإنه يحاول، مع حياة تفتقر لأدنى مقوّمات الحياة، وأساسيات العَيش، وبديهيّات الأمس وثانوياته.
اللهمّ منكَ العوَض الجَميل، والفرَج القريب.
مَحمُود عبداللّٰه
19 سبتمبر 2024م
غزة ليست أجمَل مدن الأرض، إنها مُثقَلة دائمًا بالحروب والحصار، وكان ناسُها يسعَونَ فيهَا بكلّ كِفاحهم وطموحهم في الحيَاة، والظروف لم تكُن أبدًا مناسبة، كانت صعبَة دائمًا، الذي يريد بناء بيته بحاجة إلى سنين عمره يعمل فيها دؤوبًا ليلَ نهار، كي يرصّ حجرينِ على حجرين، والذي يريد الالتحاق بالجامعة كانَت تنهَال عليهِ المَصاريف والتكاليف من كلّ حدَبٍ وصَوب، والرسوم الباهظة والإدارات التي لا ترحم طالبًا ولا والدًا، والشاب الذي يسعى لزوجة صالحة تسكّن روحَه، كانت تغرق روحُه في الهموم إثر محاولاته لسنين طويلة يجمع فيها المَهر وبقيّة التكاليف.
لم تكن حياة الغزّي سهلَة، لكنها كانت ممكنة، وصارت مستحيلَة، لا تُطاق، ورغم ذلك فإنه يحاول، مع حياة تفتقر لأدنى مقوّمات الحياة، وأساسيات العَيش، وبديهيّات الأمس وثانوياته.
اللهمّ منكَ العوَض الجَميل، والفرَج القريب.
مَحمُود عبداللّٰه
19 سبتمبر 2024م
قرأتُ في قناة أخي البراء، نقلًا عن سفيان الثوري:
"إن الله إذا أبغض عبدًا أسكنه الثغور،
وابتلاه بالمعاصي".
توقفتُ لحظات أمام هذه الكلمات، إنها صعبَة، ومخيفة، وتذكّرتُ حالنَا في غزة، تحت نيران هذه الحَرب، وثغرنا العظيم الذي أسكننا فيه ربُّنا سبحانَه، وراحَت منّا أعمارنا، وأموالنا، وفقدنا أبنائنا، وأصدقائنا، وبيوتنا، وتعرّضنا لكلّ أنواع الموتِ وألوانِه، ضُرِبنا بالقنابل الثقيلة، وقُصِفنا مرّات لا تُحصى بالقذائف العشوائية، ونزَحنَا تاركين خلفنَا البيت والحارة والشارع والذكريات، وما لا تعوّضنا إياه الدنيا، وجُعنَا، واضطررنا مرّات عديدة أخرى للنزوح، مفترشين الأرصفة، وملتحفينَ السماء، ووقفنا على طوابير الماء الطويلة، وسِرنا كيلوات نبحث عن الحطب، ونعيشُ حياة بدائية جدًّا، في عصر التكنولوجيا والتطوّر، وتحت عينِ العالم النائمة، يحدُث كل هذا، فتخيّل شعور الخذلان، ومأساة العيش، وصعوبة الحال، ثم لا تُؤجَر، وتذهب الحسنَات في مهبّ الريح!
نرى اليوم احتكار السلَع، والسرقات، والتوزبع غير العادل، والتلفيق والكذب، والسخط على قدر الله، وعدم شكره على مئات النعم التي أغدقها علينَا وإن حفّتنا البلايا، والبُعد عن الدين، وإلباس النصوص الدينية غير ما أراد الله لها، وخِطابات تستغفل الناس، بدل توعيتهم! وصرتَ تشمّ روائح عطور النساء بشكلٍ فظيع، وتجدهم يجهرون بالمعاصي وكأنّ شيئًا لم يكن؛
فتعجَب مِن قومٍ خصّهم الله بهذا الثغر!
أي مصيبة أعظم من أن يقع عليك البلاء،
ويذهب منك الأجر!
مَحمُود عبداللّٰه
25 سبتمبر 2024م
"إن الله إذا أبغض عبدًا أسكنه الثغور،
وابتلاه بالمعاصي".
توقفتُ لحظات أمام هذه الكلمات، إنها صعبَة، ومخيفة، وتذكّرتُ حالنَا في غزة، تحت نيران هذه الحَرب، وثغرنا العظيم الذي أسكننا فيه ربُّنا سبحانَه، وراحَت منّا أعمارنا، وأموالنا، وفقدنا أبنائنا، وأصدقائنا، وبيوتنا، وتعرّضنا لكلّ أنواع الموتِ وألوانِه، ضُرِبنا بالقنابل الثقيلة، وقُصِفنا مرّات لا تُحصى بالقذائف العشوائية، ونزَحنَا تاركين خلفنَا البيت والحارة والشارع والذكريات، وما لا تعوّضنا إياه الدنيا، وجُعنَا، واضطررنا مرّات عديدة أخرى للنزوح، مفترشين الأرصفة، وملتحفينَ السماء، ووقفنا على طوابير الماء الطويلة، وسِرنا كيلوات نبحث عن الحطب، ونعيشُ حياة بدائية جدًّا، في عصر التكنولوجيا والتطوّر، وتحت عينِ العالم النائمة، يحدُث كل هذا، فتخيّل شعور الخذلان، ومأساة العيش، وصعوبة الحال، ثم لا تُؤجَر، وتذهب الحسنَات في مهبّ الريح!
نرى اليوم احتكار السلَع، والسرقات، والتوزبع غير العادل، والتلفيق والكذب، والسخط على قدر الله، وعدم شكره على مئات النعم التي أغدقها علينَا وإن حفّتنا البلايا، والبُعد عن الدين، وإلباس النصوص الدينية غير ما أراد الله لها، وخِطابات تستغفل الناس، بدل توعيتهم! وصرتَ تشمّ روائح عطور النساء بشكلٍ فظيع، وتجدهم يجهرون بالمعاصي وكأنّ شيئًا لم يكن؛
فتعجَب مِن قومٍ خصّهم الله بهذا الثغر!
أي مصيبة أعظم من أن يقع عليك البلاء،
ويذهب منك الأجر!
مَحمُود عبداللّٰه
25 سبتمبر 2024م
مَحمُود
طرد الكتب ذاك، حتى اللحظة لم أستلمه من أخي الشيخ محمود، وهو ما زال حتى اللحظة في الشمال، إلى أن يأذن الله بفرج، ولقاء قريب.
كتبك تعرضت للحصار قرابة ال20 يوم، وفصل بينها وبين مقر القوّات المتوغلة جدار واحد فقط.
ونزحَت مرة، بس مرة، ترَف..
وتخيّل نجت من الشهادة رغم كل اللي حولها إما تمزّق من الشظايا أو اختفى!
ونزحَت مرة، بس مرة، ترَف..
وتخيّل نجت من الشهادة رغم كل اللي حولها إما تمزّق من الشظايا أو اختفى!
يا جماعة، لا أنصحكم بمتابعة القناة لمجرّد ذكرها في قناة الحبيب براء، النشر في الحضيض :)