اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
مقارنة بين سلوك #الإمام وسلوك #الحوثي.. بشاعة التخلص من الخصوم والحلفاء.. وأشياء أخرى

🖋 #فارس_جميل

هناك تشابه حد التطابق بين طريقة الإمام يحيى حميد الدين في التعامل مع القبائل والمواطنين اليمنيين، من خاصمه منهم ومن والاه، تتمثل في الإمعان بالانتقام والبشاعة في القتل، وهدم البيوت، ونهب الأملاك، كسياسة ردع تعتمدها العصابات والجماعات الإرهابية كداعش والقاعدة، وحدها الأدنى نهب الأملاك ومصادرتها عند تغير العلاقة مع الأتباع مهما يكن حجم ما قدموه من خدمات، وما زالت قصائد الموشكي وسواه شاهدة على ذلك حتى اليوم حين خاطب الإمام قائلاً:

لله درك فارسا مغوارا

طعن السقوف ونازل الأحجارا

يا من هدمت الدار فوق صغارها

شكرا، فقد صيرتنا أحرارا

فليس ما قام به الحوثيون من قتل الشيخ الوروري بحرف سفيان، أو قتل وسحل مجاهد قشيرة في عمران بتلك الطريقة، بأمر غريب في تعامل الجماعة مع أتباعها الذين استخدمتهم مؤقتاً، ولا ما مارسوه مع خصومهم كما حدث مع القشيبي عند قتلهم له، وما قاموا به مع جثة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتزوير رواية مقتله، بغريب عن تاريخهم اليوم والأمس منذ أيام عبدالله بن حمزة ويحيى بن الحسين الرسي، وإن كانت هذه المادة ستقتصر على عهد الإمام يحيى حميد الدين لقرب عهده.

على سبيل المثال، قام قائد جيش الإمام عبدالله الوزير بنهب منزل عبدالوهاب نعمان، رغم أن الأخير كان أبرز قادة الإمام عند مهاجمة قلعة المقاطرة، لكن ضرورة كسر شوكته اجتماعياً استدعت نهب أمواله، وهذا الأمر البسيط مقارنة بتجارب آخرين ــ كما سيرد ــ حدث مع الضابط علي الذفيف الذي ساند الحوثيين في قتالهم بدماج وحاشد، فقام الحوثيون بنهب الأسلحة من منزله بعد وفاته في تنكر وقح كعادتهم.

حسب عبدالكريم مطهر، مؤرخ الإمام يحيى حميد الدين، وصف الإمام المقاتلين القبليين الذين جلبهم لقتال أبناء المقاطرة بـ(المجاهدين)، ثم وصفهم لاحقاً بـ"أنصار الحق"، وهو نفس التوصيف الذي وصف به الحوثي مقاتليه في صعدة واشتهروا به محلياً (المجاهدين)، قبل أن تطلق الجماعة على نفسها اسم أنصار الله، وهي تسمية وصف بها الإمام أحمد أتباعه في رسالته للوزير بعد ثورة 1948، وهي نفسها أنصار الحق حق الإمام يحيى من حيث الدلالة، واتهم الإمام المقاطرة بأنهم "تهاونوا بأمور الدين حتى لم يبق لديهم منه ومن تعاليمه ما يعدون به من أهل الإسلام" وهذا تكفير واضح لهم، وما زال الحوثيون يستخدمونه ضد خصومهم بأشكال مختلفة اليوم.

وحسب المؤرخ مطهر، كان الجيش الإمامي يكبر عندما يرى جثث أبناء المقاطرة وقد "شبعت من لحومهم النسور والعقبان"، وكان أنصار حق الإمام يحيى "يغنمون منهم ما لا يحصى، ويجتزون رؤوس كثير من قتلاهم ليحملها الأسرى إلى الإمام".

ويصف المؤرخ العسكري سلطان ناجي تلك الواقعة "اقتيد الأسرى إلى صنعاء مشياً على الأقدام وهم يحملون رؤوس القتلى من أقاربهم ليتلذذ الإمام برؤيتها وهي متعفنة بعد رحلة استمرت قرابة شهر كامل".

ومع هذا فلم يحقق مقاتلو الإمام نصراً على المقاطرة بقوة السلاح ولا بجدارة القتال، بل بالخديعة، حيث كلف الإمام أحد رجال الدين من تعز لإعطاء العهود والمواثيق لمقاتلي المقاطرة بأنه لن يحدث لهم شيء إن قاموا بفتح قلعتهم للإمام، فخانهم، وقام مسلحو الإمام بنهب كل شيء حتى حلي النساء، وهدم المنازل وهم يرددون "يا حجر اليهودي، روحي لا تعودي"، إذ لم تسقط المقاطرة إلا بالخديعة وفي العام الثاني من القتال والمقاومة العنيفة.

عندما قتل الزرانيق بعض جنود الإمام، عقد نجله أحمد صلحاً معهم عام 1926 حتى استعد لغزوهم عام 1928، بجيش ضخم من حاشد والقبائل الأخرى، لكن الزرانيق هزموهم بقوة مرة بعد مرة، حتى اضطر أحمد نفسه للقيام بقيادة الهجوم عليهم، ولكنه هزم أيضاً.

بعد ذلك الفشل تقدم يحيى بن إسماعيل الردمي، أحد قادة جيش الإمام بخطة لغزو الزرانيق، وافق عليها (أحمد يا جناه) كما أطلقوا عليه حينها، وتمكن الردمي فعلاً من دخول بيت الفقيه منتصراً، وأباح هو ونجل الإمام يومها لجيشهم، كما جرت العادة، نهب وحرق واستباحة حرمات الزرانيق لمدة أسبوع كامل، بعدها قام أحمد حميد الدين مباشرة بتصفية حسابه مع الردمي الذي كان صاحب الانتصار الحقيقي واستعجل بإبلاغ الإمام يحيى بذلك قبل أن يقوم هو بالمهمة، ما يحط من قدره وسمعته ويرفع شأن الردمي على حسابه، وكان لا بد من التخلص منه كعادة الأئمة عند ظهور قائد قوي ليس منهم، ولو قاتل معهم بكل إخلاص.

قام أحمد بالقبض على الردمي وطلاء جسمه بالزيت والقطران المغلي وربطه إلى أحد المدافع بعد أن علق عدة زجاجات من الخمور في عنقه، واتهمه بأنه يتعاطى المسكرات، وقام بجلده مائة جلدة على مرأى من جنوده، ولاحقاً تم صلبه في الحديدة لعدة أيام حتى تحللت جثته تحت أشعة شمسها الحارقة، بينما تم اعتقال 800 رجل من الزرانيق وتقييدهم بالسلاسل والقيود الحديدية وجعلهم يمشون على أقدامهم في قيودهم إلى سجن حجة الذي تركهم فيه حتى ماتوا

جميعاً، وهنا