اخبار الوطن ملك الجميع
1.38K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
هذا ما أعدّته صنعاء لـ «المعركة الكبرى»!

http://telegram.me/watYm
تقرير #رشيد_الحداد

أثار إعلان «أنصار الله» الدخول في معركة «طوفان الأقصى»، عدداً من التساؤلات عن القدرات العسكرية الجوّية للحركة، ومدى استعدادها لحرب إقليمية مع دولة الاحتلال قد يطول أمدها، وخياراتها العسكرية في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية والأميركية، خصوصاً أن اليمن لا يزال يعيش حالة حرب منذ تسع سنوات، وتتعرّض قيادته في صنعاء لتهديدات غربية بتفجير جبهات الداخل البالغ عددها 47، والانقلاب على اتفاق خفض التصعيد الذي دخل حيّز التنفيذ مطلع نيسان 2022. لكن المعطيات العسكرية تشير إلى أن استعدادات «أنصار الله» للمشاركة في أيّ معركة إقليمية، تعود إلى عدّة سنوات، وليست وليدة اللحظة، وهي متّسقة وعقيدة الحركة القتالية منذ نشأتها مطلع الألفية الثانية.

ذلك أن القضية الفلسطينية تحتلّ مكانة مهمّة في أدبياتها كافة، فيما المشاركة في القتال ضدّ العدو هدف وضعه مؤسّسها، حسين بدر الدين الحوثي، قبل نحو عشرين عاماً، حاثّاً أنصاره على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأميركية، ومواجهة العدو فكرياً وثقافياً وعسكرياً. ورغم ضخامة المعارك التي خاضتها «أنصار الله» منذ عام 2015، والتي لم يكن حضور العدو الإسرائيلي بعيداً منها، ولكن هذا الانخراط الكامل لم يمنعها من إعداد العدّة للمشاركة في أيّ مواجهة كبرى، إلى حدّ أنه منذ عام 2017، بدأ الحديث عن استهداف ميناء إيلات المطلّ على البحر الأحمر.

وعملت صنعاء، التي تبعد عن جنوب فلسطين المحتلة نحو 1600 كيلومتر، على تطوير قدراتها العسكرية الجوية في السنوات الماضية، وتمكّنت من تعديل عدد من منظومات الصواريخ الروسية لديها، وزيادة مدياتها. وكانت أولى العمليات التي استخدمت فيها صواريخ بعيدة المدى، عملية استهداف مواقع حساسة في مدينة الطائف السعودية التي تبعد عن آخر نقطة إطلاق في اليمن نحو 900 كيلومتر، مطلع أيلول 2016، بواسطة صاروخ باليستيي معدّل من طراز «بركان – 1»، المطوَّر من «سكود سي» الروسي.

وأعقبت تلك الضربة النوعية، أخرى مماثلة استُخدم فيها الصاروخ نفسه، واستهدفت مطار الملك عبد العزيز في جدة غرب المملكة في أواخر العام المذكور. إلّا أن منظومة صواريخ «بركان» عادت وخضعت للتطوير، ليُكشف عن جيل جديد منها عام 2019، أُطلق عليه اسم «بركان – 2» الذي يحمل رأساً متفجّراً أكبر، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، ويعمل بالوقود الصلب.

وفي موازاة ذلك، عمدت صنعاء إلى تطوير عدد من منظومات الطيران المسيّر، بمديات بعيدة وصلت إلى نحو 1500 كيلومتر عام 2019، لتقترب بهذا التطور من بلوغ ميناء إيلات. وبعد تصاعد عمليات «أنصار الله» ضدّ أهداف سعودية عام 2020، وتجاوز صواريخها الرياض ووصولها إلى أبو ظبي، بدأت المخاوف الإسرائيلية تتصاعد من تنامي تلك القدرات، وهذا ما عزّزه أيضاً تزايد تصريحات القادة العسكريين اليمنيين المحذّرة من أيّ اعتداءات إسرائيلية في البحر الأحمر.

وكان عدد من المراقبين قد وصفوا التصريحات المشار إليها بالمبالغ فيها، بخاصة أنها تزامنت مع اشتداد المواجهات على جبهات الداخل وتصاعد القصف المتبادل مع التحالف السعودي – الإماراتي قبل وقف إطلاق النار. لكن وفقاً لأكثر من مصدر في صنعاء تحدّث إلى «الأخبار»، فإن العدو الإسرائيلي شارك بالفعل في الحرب على اليمن، حيث رُصدت تحرّكات لها في جزيرة سقطرى بغطاء إماراتي، وكذلك تحرّكات مماثلة على الساحل الغربي بغطاء من التشكيلات الموالية لأبو ظبي أيضاً.

ومن هنا، توعّد وزير دفاع حكومة الإنقاذ، اللواء محمد العاطفي، العدو الإسرائيلي، عدّة مرّات في الأشهر الماضية، بضربات جوية، وأكد أن قواته أصبحت جاهزة لضرب أيّ هدف داخل الكيان. وبهذا، يتّضح أن رغبة صنعاء في استهداف دولة الاحتلال سابقة لعملية «طوفان الأقصى» بسنوات، وأن «أنصار الله» استعدّت لمثل هذه المعركة بصناعة منظومة حديثة من صواريخ «قدس» بعيدة المدى وغيرها، فيما وضعت، منذ عام 2020، ميناء إيلات نصب عينها، وأدخلته ضمن بنك أهدافها في الأراضي الفلسطينية المحتلّة قبل نحو عامين.
^^^^^^&&