اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
في العام التاسع حرب... كيف النهاية؟!

كتب/ #مصطفى_الجبزي

تتسارع التحضيرات لتوقيع هدنة في اليمن لمدة ستة شهور يشرف عليها السعوديون. وتقابل هذه الجهود بإرباك شديد في صفوف اليمنيين سواء في الشرعية او الحوثيون. ليس الارباك فقط سيد الموقف. لكنه هناك عدم رضى من إيقاف الحرب على هذا النحو. فلا الحكومة توصلت الى استعادة الدولة وكسرت شوكة الحوثي. ولا الحوثي وفى بوعده وسيطر على كامل البلاد وتمسك بالسيادة واستقل بقراره عن السعودية التي كان يراها معتدية وحشد الالف من اليمنيين الذين ذهبوا صرعى حربه ودعايته. كما لم ينل الجنوبيون الانفصاليون دولتهم الناجزة.

حصيلة مرة وان كانت العناوين البارزة لتفاعل الناس بين احتفال بنصر لم يتم او هزيمة لم تكتب. تشفٍ وقح وعضب أخرق. الحصيلة الملموسة هي تدمير لاقتصاد البلاد وكنس مكتسبات ممارسات دولتية إدارياً ومؤسسياً ووجدانياً منذ سبعين عاماً في ضربة واحدة.
لذا لا بد من السلام ويجب علينا جميعاً ان ندعو إلى السلام.

أي سلام؟

باختصار: سلام يحقق عدالة انتقالية ويكلل جهود اليمنيين ونضالاتهم في انهاء المركزية واحتكار السلطة والثروة ويعزز المشاركة في صنع القرار ويمكن الناس من مقدراتهم ويسهم في بناء دولة قانون لكل اليمنيين.
وأمام هذا الارباك أود او أقول قولي في عشر نقاط كوني معنياً بما يدور. اكتب هذه النقاط مع ادراكي اني لا اعلم يقيناً بما يدرو في كواليس التفاوض ولا ما يدرو في ذهن الشرعية مع أسفي انها لا تخرج للعلن وتحافظ على تماسك الناس من انهيار غير مبرر تحت وقع الدعاية والتكهنات.

اولاً، ليس في تقارب الحوثي والسعودية نصر لأحد بقدر ما هو مكسب للسعودية التي تحولت في عيون الجميع من دولة شريكة في تحالف عسكري إلى دولة راعية لاتفاق سلم في اليمن. بل ان هذا التقارب هو اساءة لكل دماء من قتِلوا او جرِحوا او بترت اطرافهم وهم يقاتلون في صفوف الحوثي. ثم يخونهم دفعة واحدة ويرفض التفاهم مع ابناء جلدته اليمنيين الذين سيعيش بينهم غدا، ولكن بدأ بتملق السعودية.

ثانياً، ليست هذه اول مرة، بل الحق ان السعودية منذ اليوم الأول سعت إلى مد جسور التواصل مع الطرف المقابل سواء صالح أو الحوثي بدءا من لقاءات ظهران الجنوب، لكن ولأن الحوثي لم يكن يملك قراره فلم تسفر تلك التواصلات عن شيء الا بعد تقارب السعودية مع إيران. وبهذا خسر الحوثي موقفه المستقل واظهر تبعيته لإيران إذا لم نقل انه حصد مراً بان ربط مصيره الى ساق ايران.

ثالثاً، نحن بصدد هدنة مستحقة إنسانياً يجب انجازها. لكن يجب ان تتحقق هدنة عادلة لتكون محورا رئيسا في بناء الثقة وتمهد لعملية سلام. واقل ما يجب من عدل في هذه الهدنة هو الالتزام بشروط الهدنة السابقة خصوصاً فتح طرقات تعز والافراج عن كافة المعتقلين والأسرى والكشف عن مصير المخفيين على رأسهم محمد قحطان.

رابعاً، لا يمكن ان يحل السلام بجرة قلم. لان الحرب فرضت واقعا أكثر تعقيدا وأكبر من النوايا الحسنة. وهنا ينبغي التذكير بان الاخوة في الخليج يجيدون لم شمل الفرقاء والتوقيع على اتفاقات لكنهم لا يوفرون لها الموارد الكافية الفنية واللوجستية لتنجح كما هو الحال في المبادرة الخليجية او اتفاق الرياض الأول والثاني. وهذا لتفاوت الثقافة العامة في التناول مع الشأن العام بين اليمنيين والخليجيين؛ رست الدولة في الخليج وصارت الامور تسير رأسياً نحو الأسفل بسلاسة بينما هذا لم يحدث في اليمن. لذا يجب البحث في تفاصيل التفاصيل واخذ وقت كافي لبناء وهندسة السلام ووضع جداول زمنية وتوسيع خيال المتفاوضين ليتجبنوا الوقوع في اختزالات وعدم التنبؤ لمخاتلات وطرق التملص من الالتزامات.

خامساً: مما فرضته الحرب هو انها عملت على إعادة توزيع السكان في البلاد وتوسعت مدن وظهرت أخرى لم تكن سوى قرية. كما ان المحافظات اخذت تنافس الحكومة في الشؤون الإدارية وإدارة الموارد لذا تشكل واقع فيدرالي أعاد توزيع الثروة وانتعشت مناطق كانت خبوتاً. كان لدينا عاصمة واحدة الان كل مدن اليمن عواصم. هذه المكتسبات - التي تبدو أثاراً جانبية حميدة للحرب - يجب البناء عليها وتأسيس فيدرالية لا ينبغي التفريط فيها لتكن مدخلاً أولياً لمعاجلة مشاكل البلاد المزمنة.

أي اتفاق سلام يجب ان يأخذ بعين الاعتبار بهذه النقطة. ينبغي الحفاظ على التنمية التي تحدث في مناطق الشرق، ينبغي تعزيز وضع مدن كمأرب والمخا وعتق ولحج لتكن تجمعات حضرية حقيقية. لا ينبغي لمناطق مثل شبوة او حضرموت او مأرب ان تتنازل عن الحصة السارية في توزيع موارد الثروات الطبيعية.

سادساً، إذا انتهت الهدنة بتسليم رواتب الموظفين وتوحيد العملة في مناطق اليمن فهذا اكبر مكسب للشرعية لأنها بهذا العمل وصلت إلى 15 مليون مواطني يمني كانوا رهائن الحوثي. وعليها ان تعزز من هذه المكاسب دون التفريط بإدارتها للبنك المركزي. عودة البنك المركزي الى صنعاء ضربة مقتل في جسد وروح الشرعية، ولتكن هناك إدارة مشتركة للبنك في بلد ثالث في هذه المرحلة.
↓↓↓
تسوية الأزمة اليمنية.. الشيطان في التفاصيل! !

كتب / #مصطفى_النعمان
صار من الممكن اليوم القول إن الحرب الإقليمية في اليمن لفظت أنفاسها الأخيرة مع التوقيع على اتفاق بكين بين السعودية وإيران في 10 مارس (آذار) 2023، وهو الاتفاق التاريخي الذي أقحم الصين للمرة الأولى كلاعب سياسي مباشر في المنطقة العربية بعد عقود طويلة من الخجل الدبلوماسي وعدم التدخل للحل أو فض الخلافات، والنأي بنفسها دائماً عن الوساطات ورعاية المصالحات البينية في الإقليم والعالم.

ويشكل الاتفاق عصراً جديداً من العلاقات الدولية والتنافس والصراع بين الدول العظمى على النفوذ في المنطقة.
لكنه وهو الأكثر أهمية أظهر بجلاء التحول المذهل في مرونة السياسة الخارجية السعودية التي منحت الصين هذا الدور الحيوي، وفتحت كل القنوات الخارجية متخلية عن التحفظات والحذر غير المبررين.

لم يكن الانخراط الإيراني في اليمن خافياً قبل اليوم الأول من الحرب، وإن كان بطبيعة الحال قد تصاعد مع اندلاع الحرب، وكان من نتائجها المباشرة تنامي التدخل الإيراني الصريح، مما صعد القلق المبرر في الرياض التي قدرت حينذاك اللجوء إلى التدخل العسكري كحل وخيار وحيدين وضروريين لتقديرها بتعاظم أخطار التغاضي عما يحدث عند جارتها وعلى حدودها الجنوبية.

اليوم لم يعد مجدياً الحديث عما جرى منذ بداية الحرب إلى الثاني من أبريل (نيسان) 2022، الذي أعلن فيه عن هدنة رسمية لمدة شهرين، لأن التفاصيل صارت معروفة بكل تفاصيلها، ولكن المهم هو البحث المعمق في المسارات المقبلة واحتمالات السلام المستدام ومعوقاته.

وكنت قد كتبت في 24 يناير (كانون الثاني) 2023 في هذه المساحة، مقالة بعنوان "الحرب انتهت لكن السلام بعيد".

والواقع أن هذا الاستنتاج ما كان رغبة شخصية وإنما مبني على واقعية مفرطة وإدراك لما أحدثته سنوات الحرب من تهشيم للبنى الاجتماعية، وما أنتجته من تشوهات في العلاقات داخل وبين المناطق المختلفة.

ومشهد كهذا لا أتصور أن معالجته ستكون ممكنة بمجرد اللجوء إليه على رغم أن وقف الحرب هو الخطوة الأولى التي بقيت أدعو لها منذ الأيام الأولى لاندلاعها.

الآن صار من المحتم التفكير في الوسائل المتاحة والممكنة للتوصل إلى صيغ تسهم في الانتقال من حال العداء، الذي أحكم خناقه على المجتمع وجعله منقسماً في كل الاتجاهات والمستويات، إلى حديث عن المواطنة المتساوية والعدالة كأساس للمصالحة الوطنية الداخلية.
ولعل الأولوية هي البدء في إيقاف أو على الأقل تخفيف لغة العداوة في وسائل الإعلام الموجهة من كل الأطراف، ووقف حملات الأحقاد التي كانت تبثها ضد بعضها، ومن الممكن اتخاذ الإجراءات في هذا السياق لأن أغلبها موجه ويعمل بتمويل حزبي أو حكومي.

لقد تسببت الحرب اليمنية في إحداث أضرار فادحة في المجتمع لا يمكن الاكتفاء بالتعامل معها بالقول الكريم "عفا الله عما سلف"، لأن ذلك ربما كان صالحاً في القضايا الشخصية، ولكنه حتماً غير مفيد لاسترداد روح المواطنة والمساواة والعدل.
ومن هنا يجب البدء في استعادة نشاط المهتمين بالعدالة الانتقالية كمبدأ أصيل يؤسس لمصالحة وطنية حقيقية.

وإنني على يقين أن معوقات تثبيت المراحل الأولى من الاتفاق لن يكون يسيراً تجاوزها، لأن منسوب الثقة بين اليمنيين الذين تمترسوا خلف أوهامهم، بلغ حداً مروعاً من الهبوط بسبب الإسفاف والفجور في الخصومة، ونبش قبور التاريخ، وبعث الموتى لاستخدامهم في إثبات أحقية هذا الطرف أو ذاك.
وهذا أمر قبلت الرياض مهمة التدخل في تفاصيله والقيام بدور الساعي لسد الفجوات التي أحدثتها الحرب، وقد عمدت لإنجاز هذه الأمور على التعاون الوثيق مع سلطنة عمان، بما يوفر سانحة مهمة جداً للبدء في تثبيت وقف شامل لإطلاق النار.

اليوم صارت الرياض تقف على مسافة متساوية من كل المتحاربين، وهي دوماً الحاضر الأهم في الأحداث اليمنية والأكثر تأثيراً وتأثراً.

وقد كتبت في 26 مارس 2016 في صحيفة "عكاظ" بمناسبة مرور عام على اندلاع الحرب، أن الوقت قد حان "كي تبتعد القوى السياسية والاجتماعية اليمنية من أوهام القوة التي تختزن داخلها عناصر حروب قادمة، وأن تسهم مجتمعة للدفع الإيجابي لإيجاد توافق داخلي في حدوده الدنيا، يمثل مدخلاً نحو المصالحة الوطنية التي تستطيع ومن الواجب أن تقودها السعودية، وأذكر بدعوتي الأسبوع الماضي لطائف يمني، يكون هدفه الاتفاق على عودة الحياة المدنية وتشكيل حكومة مقبولة داخلياً وإقليمياً، تتولى أولاً التهيئة لانتظام عمل مؤسسات الدولة كي تبدأ عملية نزع سلاح التنظيمات كافة دون استثناء، مما سيتيح إعادة الحياة للعمل السياسي المنضبط الذي يجعل مصلحة اليمن والخليج همه الأول".
↓↓↓
الصبيحي وبن همام.. أنموذجان متفردان!

#مصطفى_النعمان
http://telegram.me/watYm
‏خرج وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي من صنعاء إلى عدن ثم فورا إلى قريته فارا من الاحتفالات والتصريحات.

هي رسالة فاضحة للذين استرخوا في مناصبهم بعيدا عن الناس مكتفين بالغنائم والمرتبات والسفريات..!

‏ولن يفهمها إلا من يعرف قدر نفسه عند الناس ويعتز بكرامته وبساطته وآدميته.

‏ومثله فعل محمد بن همام محافظ البنك المركزي الأسبق.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓
http://telegram.me/watYm
الانتقالي يتنصل من التزاماته السياسية في اتفاق الرياض واتفاق نقل السلطة

#مصطفى_الجبزي
http://telegram.me/watYm
شرع المجلس الانتقالي في اتخاذ خطوات أحادية تحت مسمى حوار جنوبي بني على عجالة ولا يستند إلى مبادئ عدالة انتقالية لان خصوم الانتقالي الجنوبيين تم اقصائهم منذ سنوات وتجريمهم واتهامهم بالإرهاب.
الحوار قيمة عليا لكن له شروطه.

انتهت فعاليات الحوار الجنوبي بمخرجات نظرية باسم الميثاق الجنوبي هي أنضج تصور انتقالي الى الان بخصوص الحريات العامة وشكل السلطة ومبادئ اقتصاد حر وموقع الدين والمذهب، والتعددية السياسية.

لحقتها إجراءات هيكلة للمجلس وضم عضوي مجلس قيادة الى جانب عيدروس الى هيئات المجلس الانتقالي وكذلك وزراء في مخالفة صريحة لالتزاماته السياسية وتنصل عن اتفاق الرياض وضماناته.
لا أريد الخوض في ملابسات انعقاد الحوار وظرفية الصراع السعودي الاماراتي وتفعيل أدوات كل طرف في اليمن.

اتناول أربع نقاط لتوضيح التنصل عن الالتزامات السياسية:

أولاً، بنيت كل هذه الإجراءات الأحادية على أساس التمييز بين مواطني الجمهورية اليمنية بينما ورد في المادة4 من اتفاق الرياض 2019:

"الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لكافة أبناء الشعب اليمني ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي ونبذ الفرقة والانقسام".

ورد في ديباجة الإعلان الرئاسي الخاص بنقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي في 2022: “وتأكيداً على التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه، وتحقيقاً لمتطلبات شعبنا في المحافظة على النسيج الاجتماعي ووقف نزيف الدماء، وتضميداً للجراح، وتجسيداً لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وللمحافظة على وحدة شعبنا في دولة مدنية تحقق الشراكة الواسعة والتوزيع العادل للثروات، وتحمي الجميع.
كما يرد في 6 من الفقرة(و) من المادة 1: تعزيز المساواة بين المواطنين في كافة الحقوق والواجبات وتحقيق الشراكة الواسعة.

اتفاق الرياض وبيان نقل السلطة هما إطار هذه المرحلة الا ان الإجراءات الأحادية لا تلتزم باي من هذه المبادئ المؤسسة لهذه المرحلة الانتقالية وتتعمد نسف المساواة بين المواطنين بل تتعمد إلغاء الوحدة والشراكة.

ثانياً، هذا الميثاق، بحسب قانونيين، مخالف لاتفاق الرياض بخصوص الجيش والأمن الذي ينص على توحيد المؤسستين الامنية والعسكرية بينما تخالفه المادة ٢١ من الميثاق الجنوبي التي تتحدث عن مؤسسة عسكرية جنوبية فيدرالية.

ثالثاً، بخصوص التمثيل. تنص المادة 8 من اتفاق الرياض على "مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الحكومة لمشاورات الحل السياسي النهائي لإنهاء انقلاب الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
الا ان المجلس في الميثاق ينص على مشاركة مستقلة في مخالفة للمادة أعلاه.

رابعاً: مخالفة التعيين في هيئات الانتقالي بنسف مبدأ التوازن في تشكيل المجلس القيادي والتوافق في عمله كما تنص الفقرة هـ من المادة الأولى من اعلان نقل السلطة:
هـ): يلتزم رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بمبدأ المسؤولية الجماعية وسعيهم لتحقيق أعلى درجة من التوافق فيما بينهم."
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓ الرابط
http://telegram.me/watYm
اليمن.. غموض الحاضر والمستقبل..!

كتب/ #مصطفى_النعمان
http://telegram.me/watYm
مر اليمن على امتداد تاريخه بمراحل عصيبة اقترب فيها من حد الوقوع في حال من الانهيار الكامل الذي لم يمنع حدوثه إلا وجود قيادات قدمت المصلحة الوطنية على الذاتية وترفعت عن الغرق في خلافات جانبية ترهق البلاد والمواطنين.

وليس أدل على ذلك من الصراعات التي حدثت بعد قيام ثورة الـ26 من سبتمبر (أيلول) 1962 التي على رغم عمق التباينات في الرؤى بين زعمائها إلا أن هدف حماية الجمهورية والثورة كان المشترك الثابت بينهم والمحدد الصارم والضابط الأوحد لمواقفهم ولعدم تجاوز أهدافها.

حين يجول المرء ببصره في الواقع الحالي فلا بد أن تصيبه الحيرة والحزن للمآل الذي وصل إليه غموض المشهد وانعدام الرؤية، إلى الحد الذي صار فيه البحث في إيجاد المخارج الآمنة، فكرة تبدو خرافية وربما عدمية لأن الخيال السياسي عند "أطراف" الحرب لم يعد يسمح بأكثر مما نراه أمامنا من فوضى عارمة وانحطاط في المستوى الأخلاقي الذي يسبب العجز المحزن ويمنع ابتكار الحلول الناجعة للخروج من رحلة التيه التي بدأت مع مؤتمر ال"موفينبيك"، وأقول التيه لأنها ضخمت الآمال فخرجت عن نطاق الواقع اليمني وحدود الممكن.

لا شك أن الـ21 من سبتمبر 2014 كان تتويجاً لمسار من تراكم الأخطاء بدأ مع دخول المرحلة الانتقالية حيز التنفيذ في الـ21 من فبراير (شباط) 2012 باختيار نائب الرئيس عبدربه منصور هادي مرشحاً وحيداً لمنصب الرئاسة بديلاً عن الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الذي تنازل عما تبقى من مدته الدستورية بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وجرى الاستفتاء الشعبي وانتقلت بموجبه سلطة الرئاسة الدستورية إلى رئيس جديد ظن كثير من اليمنيين أنه سيفي بوعده بعدم الاستمرار في تبوئها أكثر من مدة العامين المنصوص عليها في المبادرة والآلية، ولكن جشع السلطة ومباهجها كانت أقوى من النصوص المكتوبة وابتكر المستشارون تفسيراً شاذاً بأن المقصود بالآلية التنفيذية "المزمنة" هو "إنجاز المهمات" وليس الزمن على رغم أن أي رئيس منتخب مقبل كان يمكنه مواصلة التنفيذ دونما حاجة إلى الرضوخ لرغبة هادي وإرضائه ثم استمراره في السلطة إلى حين إقصائه في السابع من أبريل (نيسان) 2022.

سيظل البحث عن المسار الجاد لإيقاف الحرب اليمنية نهائياً مسألة غير ممكنة حالياً لأن التركيبة التي فوجئ بها اليمنيون في السابع من أبريل 2022 لم تضع الإطار الذي يحقق هذا الأمر، بل يمكنني القول إنها زادت الأوضاع تعقيداً، لأنها لم تضع في الحساب طريقة جادة لحسم الخلافات بين المكونات التي يفترض أنها تسعى إلى تحقيق هدف واحد، وهذا أدى إلى شلل في تسيير أعمال المؤسسات المدنية والعسكرية.

إن حال الهدوء التي يشهدها اليمن حالياً لن تستمر، لأن عوامل إبقائه تحت السيطرة ستنهار سريعاً تحت وطأة الأحوال الاقتصادية والمالية، إذ فقدت أجهزة "الشرعية" القدرة على التحكم في تأمين الإيرادات بسبب التهديدات المستمرة التي يطلقها الحوثيون بضرب المنشآت النفطية في موانئ التصدير، مما تسبب في العجز عن تأمين الحد الأدنى من النقد الذي يكفي لسداد مرتبات موظفي القطاع العام والجيش.

وللأسف فإن هذا الواقع البائس يقابله عدم وجود خطة جادة تضع خطة واقعية وحقيقية لتجاوز هذا العجز، وشرح محافظ البنك المركزي أسبابه في لقاء مذاع، ولعل أهمها عدم ضبط الإنفاق الذي تزامن مع الفارق الكبير بين الإيرادات والنفقات.

وسط الانهيار الكامل في الخدمات كافة التي يحتاج إليها المواطنون تغيب الرؤية السياسية الجامعة والمطلوبة لتحقيق استقرار سياسي بين مكونات "الشرعية" لأن المشاريع التي تنفذ على الأرض متناقضة ولا ترتبط بالمصلحة الوطنية على الإطلاق، بل إنها على العكس من ذلك تزيد من تفتت المجتمع وتدفع به نحو مزيد من التمزق والاحتقان.

وفي ظل هذا الواقع المزري لا يشعر المواطنون بأية خطوات جادة للتخفيف من المعاناة اليومية التي تدفع بهم نحو اليأس الكامل من الركون إلى "مجلس القيادة الرئاسي" و"الحكومة".

الطرف الآخر في صنعاء مصمم على عدم تحمل أية مسؤولية تجاه المواطنين وتحولت كل المؤسسات الحكومية التي يديرها فعلياً المشرفون إلى هياكل خاوية لا تقدم أية خدمة للمواطنين.
^^^
الشرعية واتهامات الفساد.. ماذا لو ؟!

#مصطفى_النعمان
http://telegram.me/watYm
ماذا لو قام وزير المالية ووزير الخدمة المدنية بدحض اتهامات الفساد التي تلاحقهما والشرعية مجتمعة؟!

كل المطلوب صحوة ضمير، أشك أصلا أنهما يتمتعان بها، وقاما بتقديم بيان إلى الناس حول نفقات مجالس القيادة ومستشاريه والنواب، والوزراء والشورى.. وأيضا الهيئات التي أنتجها بيان 7 أبريل 2022.

طبعا ردة الفعل الطبيعية هي أن يقوم الناس بلعنهم جميعا لأنهم لا يستحقون فلسا واحدا، ذاك أنهم لا يقدمون أي فعل إيجابي للناس.

*   *   *

‏المؤسسات التي نتجت عن بيان 7 أبريل تعيش خارج البلاد عبر الزووم والواتساب.. مكتفية بالنواح والصراخ مطالبة "طوب" الأرض لإنقاذها والضغط على الحوثيين..!

‏هذه المؤسسات تمارس العبث والفساد المالي وتعيش في الفنادق وتنفق من المال العام ولا تغفل عن نشر أخبارها التافهة والتقاط الصور.

اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك و المتابعة إضغط الرابط التالي
http://telegram.me/watYm
اليمنيون بين فشلين!!

كتب/ #مصطفى_النعمان
http://telegram.me/watYm
ليست المرة الأولى التي تجري فيها محاصرة مسؤول حكومي في منطقة معاشيق (تستخدمها "الشرعية" مقراً لعملها وإقامتها عند وجودها النادر داخل البلاد)، لكنها تثير أسئلة حول قدرتها وإرادتها ورغبتها بالعمل من داخل البلاد.

ولست هنا في وارد تبرير كسلهم وتخاذلهم، لكن الأمر يشير إلى أن ما حدث في السابع من أبريل (نيسان) 2022، لم ينتج منه إلا مزيد من الفوضى ومكافآت مجزية تصرف على كيانات تعمل خارج الدستور والقانون وبلا لائحة، وفي الوقت نفسه تطالب من دون خجل بموازنات تشغيلية.

في البداية يجب فهم أن الانتقادات الموجهة إلى "الشرعية" لا تعني أبداً مفهومها القانوني والأخلاقي، وإنما المقصود بها من فشلوا في خلق نموذج يلتف المواطنون حوله ويثقون به ويدافعون عنه.

وهذا لا يعني مطلقاً بأن النموذج المقابل الذي أنتجته جماعة "أنصار الله" الحوثية في المناطق التي تسيطر عليها يمكن بـأي حال من الأحوال القول بإمكانية التعامل معه والقبول به، لأنه مناقض لمعايير العصر وضد لرغبات الناس.

ولهذا لا يجب الانشغال في تناول تعاملات "الجماعة" وممارساتها إلا من باب التذكير وليس لعقد المقارنة بين الكيانين، لأنهما في الواقع نموذجان فاشلان وهابطان.

وإذا جاز القول إن اندلاع الحرب في 26 مارس (آذار) 2015 جاء إعلاناً صريحاً لفشل إدارة البلاد منذ فبراير (شباط) 2012 حين جرى الاستفتاء على المرشح الوحيد نائب الرئيس حينئذ عبدربه منصور هادي خلفاً للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي تنازل عن الحكم بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

ومنذ تلك اللحظة استمر الاعتداء الصارخ على الدستور القائم والاستهتار به بتلقائية مهينة وبتفسير متعسف مغلوط أن "المبادرة" و"الآلية" تسبقان في مشروعيتهما كل المواد الدستورية والقوانين، وتسابق المستشارون في تمهيد الطريق لمتوالية الخروقات وكانوا جاهزين لخلق كل المبررات إرضاء لرغبات الرئيس الجديد.

كما أنه من الصحيح القول أيضاً إن أول تعبير عن خروقات ذات "المبادرة" و"الآلية" التي كان هادي يرى فيها ملاذه المريح لكل أخطاء حكمه، جرى اختيار خالد بحاح لتشكيل حكومة هشة أخلت ببنودهما وضمت عدداً من الوزراء الذين لم يمارسوا أبداً العمل الحكومي ولا خبرة لهم في إدارة واحدة من أهم مراحل التحول السياسي، فجاءت لاستكمال مسار الانهيار المخيف الذي كانت معالمه تطل أمام أعين الجميع ولم يدق أحد من الذين شاركوا في حكم تلك الفترة ناقوس الخطر للتنبيه أو ربما لم يرغبوا في مواجهته.

ومرة أخرى كان إرضاء الرئيس هو الأهم والموجه لكل المواقف التي اتخذتها الأحزاب والمستشارون.

اليوم مع استمرار الهدنة الهشة التي بدأت في الثاني من أبريل 2022، فإن الواقع يؤكد أن العمليات العسكرية الكبرى قد توقفت لأسباب إقليمية ودولية لا علاقة لها باليمن.

فالعواصم الكبرى المؤثرة فعلياً منشغلة بقضايا أخطر وأكثر مردوداً من الملف اليمني، كما أنه من الواضح أن الحرب لن تحقق من أهدافها أكثر مما تم إنجازه.

لكن ماذا عن اليمنيين؟

لم تعد مفردات اللغة العربية كافية لوضع توصيف يليق بما يدور في اليمن شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، لكن اليقين هو أن اليمنيين محشورون بين أطراف صارت الحرب تمثل لها ترياقاً للحياة ولو على حساب السموم التي أنبتتها سنوات تسع من الدمار والدماء والفقر والمرض والعوز والاغتراب داخل البلاد وخارجها.

ومما لا جدال حوله فالحق أن الحوثيين بدأوا في دفع البلاد نحو الاضطرابات والاهتزازات التي أحالت البلاد إلى كيانات متناثرة، وهو أمر سيصيبهم رذاذه مهما أسرفوا في التغييرات القسرية على المجتمع والتعليم.

كان هذا المآل متوقعاً من سنوات طويلة بعد بدايات خروج الشباب إلى الساحات في صنعاء وتعز وعدن ثم غيرها من المدن اليمنية لتعذر إصلاح الاختلالات البنيوية داخل المؤسسات التي لم تقو على الصمود أمام أول اختبار جدي، فانهارت هياكلها واكتشف الجميع أنها كانت قائمة على عمود واحد هو علي عبدالله صالح الذي بمجرد ظهور الشروخ في نظامه تبين ضعفه على السطح فانهار المعبد على الجميع، وتمكن الوافد الجديد بما يمتلكه من عقيدة مفرطة في التطرف ضد الآخر من الإمساك بكل السلطة وعزل كل خصومه ومعارضيه ومنتقديه.
^^^^^^^
اليمن.. صراع فوق قارب يغرق بالجميع!!

كتب/ #مصطفى_النعمان
http://telegram.me/watYm
يترآى لي الحل السياسي في اليمن كقارب مهترئ مثقل بالبضائع والركاب يغرق بسرعة أمام أعين الجميع، وسط محيط مضطرب من الأمواج العاتية.

وعوضاً عن تعاون ركابه المصابين بالرعب من فكرة إنقاذهم جميعاً وإبحار القارب مرة أخرى فهم منشغلون في تبادل الاتهامات عن مسؤولية الآخر بإحداث الثقوب والكل يصرخ في وجه الكل ويتمنى غرق خصومه بمظنة أنه سينقذ نفسه، ويمسك الجميع بخناق الآخر ويتبادلون الشتائم واللعنات غير عابئين بمن ينتظرون على الشاطئ وقد أعياهم الجوع والمرض آملين أن يصل القارب محملاً بالغذاء والدواء.

يشهد الجميع أن "الشرعية" قدمت سلسلة من التنازلات ليس من باب الحرص على الوطن والمواطن، وإنما بسبب حال الفوضى التي تعيشها والضعف الذي أصابها والوهن الذي اعتراها، والإعياء الذي أنهكها وإفلاس خزانتها بسبب الفساد والعبث.

وكذلك بسبب تهديد جماعة "أنصار الله" الحوثية بقصف أية ناقلة تصدير للنفط والغاز إذا لم تحصل على حصة من مبيعاته بزعم تمكينها من سداد المرتبات في مناطق سيطرتها.

والواقع يشهد أيضاً أن "الشرعية" كانت حتى عام 2018 في حال أفضل عسكرياً ومالياً وسياسياً، لكنها أضاعت فرصة الدخول إلى مفاوضات سلام من موقع القوة حين كانت تسيطر على كامل محافظتي مأرب والجوف وأجزاء من البيضاء وكان لها الكلمة الفصل حينها في شبوة وسقطرى وعدن، لكنها تكاسلت بوهم أن اعتراف العالم بها كممثل شرعي ووحيد للشعب اليمني سيكفيها مؤنة الاجتهاد والنضال والوجود الدائم إلى جوار الناس وتقمصت الأداء المزري نفسه الذي أودى بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الموت السريري.

في القارب كانت "الجماعة" تراهن على العلل المزمنة التي أدمنتها "الشرعية"، ولم تكن في حاجة إلى أكثر من مراقبتها للموقف الذي أشعرها بالطمأنينة.

كما أنها استغلت متواليات الصراع داخل صفوف "الشرعية" لتتفرغ لإعادة تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها الداخلية، ومنحتها الهدنة فرصة ثمينة بفتح الميناء الرئيس في اليمن (الحديدة) لإدخال المشتقات النفطية ومواد البناء والمواد الغذائية لتحصل منها على إيرادات هي الأعلى والأكثر انتظاماً منذ عام 2015.

ولا يعلم إلا الله والراسخون في العلم أبواب إنفاقها ولا يشعر أي مواطن في مناطق سيطرتها بأثر تلك العائدات.

لا يجوز توقع أي تغيير في موازين القوى على الأرض، لأن كل القيادات التي تمثل "الشرعية" تعيش بعيداً من الناس، وهي قضية حاسمة في أية معركة متوقعة، بينما تمكنت "الجماعة" من إحكام قبضتها بقسوة في مناطق وجودها من دون التزام ولا شعور بالمسؤولية الأخلاقية لتقديم أية خدمات فيها، وفي هذا فإنها تتنافس مع شركائها في القارب.

إن الموقف على حاله الراهنة لا يمكن القبول باستمراره بعد أن وصلت الأوضاع المعيشية للناس في كل بقاع اليمن إلى القاع وصارت أغلى الأماني هي فقط إيقاف السقوط إلى ما دون ذلك المنسوب، وهو ما لا يسعى إليه ركاب القارب بجدية وروح المسؤولية الوطنية، بل إن الأقسى من ذلك هو عجز الركاب الأخلاقي في التخلي ولو جزئياً وموقتاً عن تحقيق المكاسب الذاتية، فما زالوا يرفعون شعارات لا علاقة لها بحياة الناس البائسة.

بعد مرور تسع سنوات على اندلاع الحرب ما زالت "الجماعة" تجر المجتمع معها إلى عصور غابرة وتنبش قبوراً دفنها التاريخ وما عادت إلا ذكرى يراجعها المؤرخون، لكنها لا تحسن من حياة المواطنين ولا تخفف من فقرهم ومرضهم، بل المضحك أنها تستثمر هذه المناسبات لحشد الناس إجبارياً وإلهائهم عن مطالبهم الملحة وتوقف دفع مرتباتهم على رغم قدرتها على ذلك ولو على فترات متقطعة.

وتبرر "الجماعة" عجزها المالي بأن الحرب لم تنته فعلياً وأن البلاد ما زالت تمر بمرحلة هدنة (تجاوزت 18 شهراً حتى الآن)، وذاك أمر غير صحيح لأنها استفادت من هذه الفترة الطويلة جداً لتحصيل موارد مهولة من فوارق أسعار بيع الوقود والضرائب والجبايات ومداخيل كثيرة ابتكرتها وفرضتها بالقوة على التجار والمواطنين بتسميات ما أنزل الله بها من سلطان.

"الشرعية" من ناحيتها تعيش في فقاعة "المناشدات" و"التنديد" و"الاستنكار" وتعول في الأقليم والعالم لإخراجها من المستنقع الذي انزلقت إليه وما عادت قادرة، أو لربما ما عادت ترغب في الخروج منه لاعتيادها على العيش وسطه، ولأنه يعفيها من كل مسؤولياتها تجاه الناس.
^^^^^^
#مقالات...

الملف الإنساني أساس للسلام..

كتب/ #مصطفى_النعمان
http://telegram.me/watYm
بات من الواضح أن الوصول إلى نقطة البداية للمفاوضات التي يعمل المبعوثون الأمميون منذ سنوات على انعقادها بين "الشرعية" وجماعة (أنصار الله) الحوثية، يواجه عقبات كثيرة وخطرة، ليس فقط فقدان الثقة بين اليمنيين وإنما أيضاً عدم جدية الأطراف المحلية في تقديم أي تنازلات كبرى، وانحراف الصراع بينها بعيداً من مصالح الناس وأمنهم وسلمهم الاجتماعي واستقرار حياتهم.

من مآسي الحرب اليمنية أنها تسببت في تهشيم المجتمع وتفتيته على كل المستويات، ما يجعل من الصعب حتى مجرد الظن بأن الدخول في مشاورات أو مفاوضات بين الأطراف اليمنية المتحاربة بات أمراً قريباً، لأنها مع تعاظم أهدافها المتناقضة وتقلص شعورهم بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية يصعب كيف يمكن ردم الهوة بالسرعة التي يتمناها المواطنون.

ولهذا فمن الحكمة التركيز على الجوانب الإنسانية التي تهم كل بيت يمني والسعي إلى تحسين حياته اليومية.

من مظاهر الاختلالات في الأولويات الوطنية الحماس الظاهر لـ"الجماعة" للدخول في حوارات مع الحكومة السعودية التي في المقابل أظهرت استعدادها وقدمت تنازلاً غير مسبوق بالتفاوض المباشر من داخل صنعاء.

وكان هدف الرياض من وراء ذلك هو كسر الجمود الذي أفشل كل المساعي السابقة.

ولا شك أن الرغبة الأكيدة للدخول في مفاوضات مع الرياض برعاية ووساطة سلطنة عمان أمر إيجابي، لكن المؤسف أنها في الوقت نفسه ترفض الجلوس من دون شروط على طاولة واحدة مع خصومها اليمنيين، بل إنها لا تعتبرهم شركاء في الوطن.

هناك اختلال آخر مربك للمشهد في صفوف "الشرعية" هو غياب مرجعية متفق عليها بين أطرافها، وعلى رغم المساعي التي بذلتها الرياض للتخفيف من التجاذبات بينها إلا أن المواقف لم تتبدل.

وهذه عقبة ستظهر آثارها في حال تشكيل وفد مفاوض وإن كان الأمر بعيداً جداً لأن المجلس الانتقالي فرض نفسه كممثل رسمي لما كان يعرف بالقضية الجنوبية وتحولت إلى قضية "شعب"، ويرى أن اعتباراته مختلفة عن بقية مكونات المجلس (الرئاسي) بل إنها لا تتوافق من حيث أولوياتها.

وهكذا تستثمر "الجماعة" ضعف "الشرعية" وما تعانيه من ارتباك وخلل بنيوي، لكنهما على رغم كل ذلك تشتركان في الفساد المالي ونهب المال العام وإنفاقه في غير مقاصده.

كما تتجاهل (الجماعة) الدعوات إلى الجلوس إلى طاولة واحدة برعاية أممية للبحث في كامل الملف الإنساني، الذي لا يجوز أخلاقياً تجاوزه أو تأجيله.

وهي أيضاً على رغم المداخيل الضخمة التي جنتها خلال الأشهر الـ18 الماضية ترفض تحمل أي مسـؤولية ولو جزئية لدفع مرتبات الموظفين في الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها، وتصر على المطالبة بأن يكون دفعها بالكامل عبرها من إيرادات بيع النفط الذي يتم تصديره عبر موانئ شبوة وحضرموت، وتوقف بسبب تهديدات الحوثيين بقصف أي باخرة تقترب منها.

هنا قد يكون من المفيد تكرار القول، إن ما يغيب عن ذهن قيادات "الجماعة" أو ربما أنها لا تكترث به، هو ما يرويه لنا التاريخ عن أن أي نظام حكم يقوم على القسوة وضداً لقناعة غالبية الناس ورضاهم ينتهي إلى زوال.

ويجب التذكير أنها نفسها رفعت في الماضي شعار "المظلومية" للتعبير عما عانته فئة منهم واستغلته لحشد العواطف ضد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، لكنها حولته إلى ظلم للناس بعد أن تمكنت من الإمساك بالسلطة وقوتها.

يتصور الحوثيون أن التوصل إلى تفاهمات مع الرياض سيكون نهاية المطاف، وأنه سيشكل اعترافاً بها كسلطة رسمية، لكن عليها النظر إلى تجربة حركة "طالبان" التي على رغم سيطرتها الكاملة من دون منازع على العاصمة وكل الجغرافية الأفغانية، ومع قبول العالم بها كسلطة أمر واقع إلا أن ذلك لم يمنحها الاعتراف الذي يمكنها التحول من حركة مسلحة إلى نظام مكتمل الأركان يتعامل معه المجتمع الدولي كدولة قائمة بمؤسسات تتعامل مع المنظمات الدولية والحكومات.
^^^^^^^^^
‏هل يحقق الحوثيون وعودهم باستهداف أمريكا واسرائيل؟!

http://telegram.me/watYm
تقرير/ #مصطفى_غليس

تباينت تصريحات دبلوماسيين أحدهما غربي والآخر شرق أوسطي، إزاء التقارير الاخبارية المتداولة عن تعرض مدمرة أمريكية في البحر الأحمر لصواريخ أطلقت من السواحل اليمنية في وقت متأخر من مساء الخميس.

وفيما قال الأول إن جماعة الحوثي أبلغت الجانب الأمريكي بعملية الإطلاق قبل تنفيذها، استبعد الآخر أن تكون الجماعة قد أطلقت فعلا الصواريخ التي قيل أنها من نوع كروز.

وذكرت قناة، CNN الأمريكية نقلا عن مسؤول أمريكي أن السفينة يو إس إس كارني واجهت قذائف عدة أطلقها الحوثيون في اليمن وأطلقت صواريخ ردا على ذلك.
وقال المسؤول إنه من غير الواضح من أين تم إطلاق القذائف لكنها كانت متجهة نحو الشمال، ولا يُعتقد أن قذائف الحوثيين قد أطلقت على السفينة.

وقال الدبلوماسي الغربي إن الحوثيين وعبر ناطقهم الرسمي وكبير مفاوضيهم في الخارج أبلغوا الجانب الأمريكي عبر وسيط عماني وقنوات دبلوماسية ضيقة إنهم مضطرون لإطلاق مجموعة صورايخ لتخفيف الضغط الشعبي على الجماعة.
وأوضح المصدر أن محمد عبدالسلام أبلغ الوسطاء، قبل يومين، أن جماعته المسلحة قررت اتخاذ مثل هذه الخطوة لتحاشي غضب الجماهير، وتعهد بإبلاغ الجانب الأمريكي قبل تنفيذ العملية بساعات لاعتراض الصواريخ التي قال إنها ستكون مفرغة من المتفجرات.


وتأتي الهجمات المفترضة من اليمن والعراق وسوريا، وسط تصاعد القصف الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، بدعم أمريكي وغربي كبير، بعد عملية عسكرية خاطفة نفذتها حركة حماس في الأراضي المحتلة، وعلى إثرها قتل آلاف المدنيين والعسكريين من الجانبين.

ولم يشر الرئيس الأمريكي في خطابه الذي ألقاه من البيت البيضاوي بعد أنباء الهجوم بساعات إلى أي من الهجمات التي أعلنت القوات الأمريكية اعتراضها أو تلك التي قيل إنها استهدفت قواعد أمريكية في سوريا وأخرى للتحالف الدولي في العراق.!

وحتى الآن لم تؤكد أو تنفي جماعة الحوثي أخبار إطلاق الصواريخ بشكل رسمي، لكن وسائل إعلام محلية وإقليمية مقربة منها تناولت في تغطياتها الإخبارية وتقاريرها الصحفية هذه العملية على أنها نصرة للشعب الفلسطيني.

ويتخذ الحوثيون الموالون لإيران من الصرخة المنادية بموت أمريكا وإسرائيل ولعنة اليهود، مع رفع قبضة اليد إلى الهواء، شعارًا لحركتهم التي ذاع اسمها في 2004، بعد تمردها على نظام الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، لكنها لم تنفذ أية عملية عسكرية ضد أمريكا أو إسرائيل حتى الآن.

واستبعد الدبلوماسي الشرق الأوسطي أن تكون جماعة الحوثي قد نفذت أي هجوم يستهدف إسرائيل أو أمريكا، وقال إن الشعار الحوثي يظل مجرد شعار شفوي غير قابل للتنفيذ إضافة لشعارات أخرى مثل مقاطعة البضائع الأمريكية والترويج على نطاق واسع أن أمريكا تقتل الشعب اليمني بدعمها للتحالف الذي تقوده السعودية منذ مارس 2015.

ويخوض الحوثيون والحكومة المعترف بها دوليا حربا بالوكالة بعد انقلاب مسلح قادهم إلى سدة الحكم في صنعاء، لتتوسع الحرب إلى أجزاء واسعة من البلاد خلفت قرابة ربع مليون يمني، وأدخلت البلاد في أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث وفق توصيف الأمم المتحدة.
وتصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لجماعة الحوثي من قبل معارضيها الذين يؤكدون أن زعيم الجماعة يستخدم القضية الفلسطينية لكسب تعاطف اليمنيين بشعاراته وخطبه التي يتوعد في غالبيتها بتحرير الأقصى لكنه يقتل اليمنيين بدلا من ذلك.
ووصف كامل الخوداني ما تناقلته وسائل الاعلام عن استهداف الحوثيين للسفينة الأمريكية وتحركات حزب الله وهجمات الحشد الشعبي بالمسرحيات الإيرانية السمجة.
وقال فهد الشرفي إن رشقة صواريخ (الحوثي) تعني "قبلات محبة".
وقال صالح البيضاني إن كذبة إطلاق الحوثيين لصواريخ ومسيرات نحو إسرائيل، ستتكشف عندما يكثّف المبعوثان الأمريكي والأممي ضغوطهما خلال الأيام القادمة لمنح الحوثيين مزيدا من المكاسب السياسية والاقتصادية.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك http://telegram.me/watYm