اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
المجلس الرئاسي اليمني والحرب الأهلية اليمنية 1994!!

http://telegram.me/watYm
كتب / د. #حسن_زيد_بن_عقيل

بعد أن تأكد التحالف أن شرعية هادي ــ الأحمر أصبحت عبئًا على الرياض . بدأ التحالف السعودي الإماراتي بالتخلي عنها وعهد برعايته إلى ما يسمى بالمجلس الرئاسي اليمني بقيادة رشاد العليمي. وهو مقرّب من حزب الرئيس صالح ، الذي احتل الجنوب عام 1994 ، وهو أيضاً حليف للسعودية.

هدف التحالف من تشكيل “المجلس الرئاسي اليمني” إحتواء دور الجنوبيين بدأً من المجلس الانتقالي الجنوبي والحراك الجنوبي و قوات العمالقة الجنوبية ، و إحتواء كل التيارات الداعية إلى الاستقلال أو الحكم الذاتي للجنوبيين والتخلي عن إنجازات المجلس الانتقالي الجنوبي والحراك الجنوبي وقوات العملاقة الجنوبية ، وإن كانت هشة و باهتة ، فضلاً عن تقويض اليمن وتفتيته. هذا لا ينفصل أيضاً عن أهداف ورغبة النخبة الشمالية الفاسدة التي حكمت في عهد صالح من 1994 إلى 2011 بالعودة إلى السلطة. دعونا لا ننسى أن رشاد العليمي هو حليف لحزب الاصلاح اليمني وللقوى الإسلامية المتطرفة التي كانت تحت رعاية الرئيس صالح. الدكتور العليمي أكثر فهماً لتلك القوى المتطرفة بفضل المناصب التي شغلها في عهد الرئيس صالح . شغل منصب مدير الأمن لمحافظة تعز عام 1996 ، ووزير الداخلية عام 2001 ، ورئيس اللجنة الأمنية العليا 2006 ، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ، ووزير الإدارة المحلية عام 2008 و مستشار الرئيس هادي من 2014 حتى تعيينه كرئيس للمجلس الرئاسي . من خلال السجل المهني للدكتور العليمي نستطيع ان نؤكد بأنه زعيم النخبة الفاسدة في الشمال ، مدعوم من حلفائه الإقليميين والدوليين السابقين.

بتشكيل المجلس الرئاسي الجديد ، تبدو الرياض عاجزة عن الخروج من المستنقع اليمني. ستواجه السعودية نفس العقبات التي واجهتها مع شرعية هادي السابقة. وعلى وجه الخصوص الابتزاز المالي والفساد والفوضى والفشل في تحقيق أي هدف للسعودية. إن قادة الدول الغربية و دول مجلس التعاون الخليجي يعرفون جيداً أن المشكلة الكبرى في اليمن هي “القيادة”. لقد كانت دائمًا فاسدة وقصيرة النظر . و كذا سوء الإدارة و إساءة استخدام السلطة متجذر بعمق في الاقتصاد السياسي اليمني. أن الفساد الإداري والمحسوبية شائعان في الحياة اليومية وثقافة النخبة الشمالية من عهد الاستعمار العثماني (الإدارة الفاسدة) مروراً بالادارة المصرية وهي الاخرى فاسدة حتى عهد الدكتور رشاد العليمي . الفساد في الإدارة الشمالية ينتقل بالوراثة من جيل إلى جيل ، حتى طوره الرئيس صالح وحدّثه وربطه باستراتيجية أمريكا والسعودية. قبل أن تغرق السعودية أعمق وأعمق في وحل اليمن عليها أن تدرس التجربة الأمريكية في اليمن . الجنرال ديفيد بتريوس القائد السابق للقيادة المركزية للولايات المتحدة يعلم أن الرئيس صالح والعليمي غير أمناء في تعاملاتهما ، بحسب شهادة هاني مجاهد أمام قناة الجزيرة وهو “عميل مزدوج عضو في القاعدة ومخبر لحكومة صالح”. يقول هاني مجاهد إن صالح كان يتلاعب بالولايات المتحدة في ذلك الوقت ، حينها كان العليمي وزير داخليته . وقال جريجوري جونسون ، الخبير الأمريكي في شؤون الحركات الإرهابية ، لشبكة إن بي سي نيوز: إن الرئيس صالح وإدارته مرتبطان بالإرهاب ، وجيفري فيلتمان ، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ، يؤكد ذلك.

انصار الله ، لن يخسروا شيئاً مع رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي ، لا في مفاوضات الحل السياسي ، ولا في استمرار القتال ، بالعكس سيكسبون المزيد. الحوثيون أذكياء بما فيه الكفاية ، وكذلك رشاد العليمي ، وكلاهما مهتم بالمفاوضات ، ولكل منهما رؤية واضحة للحصول على تنازلات لضمان مشاركته في العملية السياسية. رحب كلاهما باقتراح مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن ، هانز جروندبرج ، بوقف إطلاق النار في شهر رمضان ، مما يتيح لهما إعادة ترتيب وضعهما على الأرض ، وأعربا عن استعدادهما لإجراء محادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي ، لكن رفض أنصار الله المشاركة في محادثات الرياض ، ليس رفض المحادثات بذاتها بل رفض للدولة المضيفة للمحادثات ، السعودية.

الخاسرون من تشكيل «مجلس الرئاسة اليمني» هم المجلس الانتقالي الجنوبي والحراك الجنوبي وقوات العمالقة الجنوبية وكل من يسعى للاستقلال أو الحكم الذاتي أو الحكومة الفدرالية للجنوب . يعتبر المجلس الرئاسي موت سريري لكل القوى السياسية في الجنوب. وتتمثل مهمته في احتواء القادة السياسيين في الجنوب عن طريق الترهيب أو الترغيب . هذا يذكرنا بقول الحجاج بن يوسف الثقفي: “أرى رؤوس قد أينعت وحان وقت قطافها “. هذا هو الدور المنوط بالرئيس العليمي ، إما إسكات أو قطف رأس زعماء الجنوب الذين طالبوا باستقلال الجنوب.
مجلس الرئاسة ونظام المحاصصة بين الشمال والجنوب!!

http://telegram.me/watYm
كتب/ د. #حسن_زيد_بن_عقيل

ومن شأن نظام المحاصصة ( الكوتا ) بين الشمال والجنوب الذي يمكن أن يتبناه المجلس الرئاسي أن يقود البلاد إلى اشتباكات عسكرية وسياسية بين حكومة رشاد العليمي وجماعات الحراك الجنوبي المدعومة من الإمارات أو السعودية. المحاصصة الحزبية قد جربها التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية ، ثم واصل الحزب الاشتراكي هذا النهج. وكان حينها المحاصصة من الجنوبيين (ينتمون لحركة القوميين العرب وحركات يسارية أخرى) ومن الشماليين الذين أعلنوا عن حزبهم (الحزب الديموقراطي الثوري اليمني) و من قادته الأخوان عبد الحافظ قايد وسلطان أحمد عمر وعبدالقادر سعيد . لسوء الحظ ، اعلن الحزب الديموقراطي الثوري الشمالي نفسه حزب لليمن كله. لكن زعماء الجنوب لم يعترفوا بتمثيلهم على كل اليمن لأنهم لا يمثلون إلا شمال اليمن العزيز علينا في الجنوب لأن الوضع لم ينضج بعد. المخزي أن مجموعة من السياسيين الشماليين المنتمين إلى أحزاب جنوبية تحالفوا مع أهالي مناطقهم الشمالية “على أساس إقليمي” وعملوا ضد الجنوب ودفعوا ابناء الجنوب لقتال بعضهم البعض. المؤامرات ضد الجنوب متجذرة في معظم الكيانات السياسية في الشمال لأسباب نفسية واجتماعية ، هذا موضوع آخر .

من خلال قراءة وثائق المؤتمر الشعبي العام ، وصف وعرّف نفسه بأنه “منظمة سياسية شعبية تم إنشاؤها لمواصلة مسيرة الوحدة والحركات الوطنية اليمنية”. منذ تأسيسه عام 1982 هو الحزب الحاكم في شمال اليمن ، فإنه يبحث عن دور يلعبه في الحياة السياسية لكل اليمن . هدفه مواصلة دوره القيادي في كل من البرلمان والرئاسة . إنها مهمة تتطلب التشاور المتبادل وأحيانًا الاتحاد مع قوى سياسية وشعبية أخرى (كما حدث مع فصيل عبد ربه منصور هادي). حزب المؤتمر يرى من حق قيادة في تهميش الآخرين (من هم الآخرون؟ أ ليس الجنوبيين) مع استخدام كل أدوات ونفوذ الدولة ، إذا سمحت الظروف الداخلية والإقليمية والدولية بذلك. بعد توحيد اليمن في عام 1990 ، أدرك الإصلاحيون في حزب المؤتمر أنه يتعين عليهم البدء في العمل كحزب حقيقي أو شبه سياسي في نظام تنافسي متعدد الأحزاب. منذ التوحيد حتى الانتخابات البرلمانية عام 1993 ، شارك المؤتمر الشعبي العام في تحالف سيادي مع الحزب الاشتراكي (الحزب الاسمي للجنوب). بعد انتخابات 1993 ، سعى حزب المؤتمر الشعبي العام إلى إضعاف نفوذ وسلطة الحزب الاشتراكي اليمني ووقف نشاطه تدريجياً و إلى الأبد.

من عام 1990 إلى عام 1994 ، أقام المؤتمر الشعبي العام تحالفًا سريًا غير مباشر مع حزب الإصلاح. في أعقاب حرب 1994 ، تمت الإطاحة بالحزب الاشتراكي. عمل حزب المؤتمر الشعبي العام على تقاسم السلطة مع حزب الإصلاح واعتبر جنوب اليمن غنائم حرب للمؤتمر الشعبي العام. لهذا السبب أعلن علماء الشمال أن كل ابناء الجنوب كفّار. وفقًا للشريعة الإسلامية الصنعانية ، رغم أنهم بعيدون عن الإسلام ، فإن كل ما يغتنمه المسلمون في الحرب (أي حرب 1994) من أموال وأسلحة وآلات وأمتعة وعقارات وأرض ونفط وغاز وما شابه ذلك هو حق مسلمو الشمال فيحل لهم حسب قوله تعالى: فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ، “أستغفر الله ، وهذا رأي علمائهم”. والمراد بالغنيمة هي النقود والأموال العينية التي أخذها مجاهدو الشمال في حربهم مع كفار الجنوب عام 1994 ، وهذا حقهم المشروع.

نلتقط صورة لدولة الشمال من الجانب الآخر ، ونلخصها بالرجوع إلى المصدر ، صحيفة “أخبار اليوم” الصادرة في 7 سبتمبر 2016 تقول طلبت شخصيات و قيادات موالين لأنصار الله لقاء صالح الصماد لبحث قضايا المناطق الجنوبية ، رفض قادة انصار الله اللقاء و ابلغوهم ان رئيس المجلس السياسي الصماد منشغل بشؤون الدولة. فيما أكد لهم مصدر مسؤول أن الملف الجنوبي قد تم تسليمه إلى حزب المؤتمر الشعبي العام ولم يعد من اختصاص الحوثيين والصماد ، وعليهم مراجعة حزب المؤتمر. لذلك أحس قادة الجنوب بالحرج و الأسف لتجاهل الحوثيين لمطالبهم رغم محاولاتهم المكثفة التقرب من الحوثيين. بعبارة أخرى ، منذ حرب صيف 1994 ، أصبح الجنوب (غنائم حرب) للمؤتمر الشعبي العام ، وليس من المستغرب أن يقول السيد عبد الملك العجري القيادي الحوثي الآن: “نحن لا نرفض الحوار مع الأطراف اليمنية … فهم شركاء في أي حل سياسي .. إلخ “. نسأل السيد العجري من هي الأطراف على الساحة السياسية الان : انصار الله (يمثل شمال اليمن) والمجلس الرئاسي (ايضا يمثل شمال اليمن) ان شاء الله الحوار الشمالي – الشمالي ينجح ونتمنى لهم التوفيق ، لأن مشاكلهم كثيرة و الصراعات بين أبناء الهضبة والمنطقة الوسطى واسع و متعدد الجوانب ، وذلك منذ الاحتلال العثماني ، عندما تنازل الاتراك عن الهضبة للإمام الزيدية و بقيت المنطقة الوسطى للعثمانيين ، لان تقاليدهم السنية الشافعية تختلف عن زيدية الهضبة أضف الى ذلك الفساد المتأصل في ثقافة النخبة والمتوارثة من جيل إلى
المجلس الرئاسي و ذكرى الوحدة 22 مايو 1990!!

http://telegram.me/watYm
كتب/ د. #حسن_زيد_بن_عقيل

كانت الجماهير اليمنية على وشك تحقيق نصر كبير و احداث تغيير سياسي شامل من خلال ثورة الشباب اليمني 2011 ضد الرئيس علي عبد الله صالح . لكن الأوساط الأمريكية والغربية سارعت إلى إجهاض هذه الثورة بعدة طرق ، أهمها المبادرة الخليجية بتاريخ 3 أبريل 2011. وقد شاء القدر أن الشخص المسمى في المبادرة الخليجية ، عبد ربه منصور هادي ، ليحل محل الرئيس صالح غير كفء ورفضه المحتجون في شمال وجنوب اليمن. قوض هادي النفوذ السياسي للسعودية وجميع دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن وهذا يعني هو فشل للولايات المتحدة و خسارة كبيرة ، أي فشل الولايات المتحدة في منطقة الخليج بأكمله . لم يتمكن التحالف من تشكيل سلطة متماسكة وفعالة بقيادة هادي ــ الأحمر. لأن قيادتهم لم تتلق أي دعم من الشارع أو من أي طبقة سياسية . وقتها كانت الطبقة السياسية ، حليفة صالح سابقاً ، أصبحت هي المنافسة لحزب صالح وتقود ضده التظاهرات ، مثل حزب الإصلاح والحزب الناصري والحزب الاشتراكي. عندها تدخلت الولايات المتحدة بذراعها النشط مع دول الخليج العربي لوقف العنف وطرح مبادرة خليجية. تسارعت الأحداث في 3 يونيو 2011 ، تم تفجير المسجد الرئاسي في محاولة لاغتيال صالح ومساعديه ، بمن فيهم الرئيس الحالي رشاد العليمي وآخرين ، لكنهم نجوا من الموت و توجهوا إلى السعودية للعلاج اثناء العلاج حدثت تغيرات كبيرة. الأحزاب الكبرى ، المؤتمر – الإصلاح – الناصري – الاشتراكي … إلخ لم يكن لها تأثير في المجتمع ، لكن تأثيرها كان فقط على أعضائها لغرض المصلحة الشخصية وليس مصلحة الدولة و إخراجها من الأزمة .

من عام 2012 إلى عام 2015 ، فشلت الولايات المتحدة في إقامة شريك استراتيجي حقيقي في صنعاء أو في إقامة نظام قوي ومستقل يمكن أن يمنحها التفوق على الصين وروسيا وإيران و يؤمن لها المنطقة. لم يتمكن الرئيس هادي والتحالف من تشكيل سلطة متماسكة و فعّالة . لأن المبادرة الخليجية كانت غير موفقة في اختيارها للقيادة السياسية البديلة للرئيس صالح . وعجزت في إبراز وتعيين قادة سياسيين ، قادرين على تحقيق حركة سياسية تؤسس دولة على الرغم من الفرص العديدة التي أتيحت للمبادرة الخليجية. منها تفعيل دور الأحزاب التقليدية ودعمها في بناء الدولة الحديثة . السبب ان النظم الدستورية والتعددية الحزبية ( مثل اليمن ) يتعارضان مع النهج العام لدول مجلس التعاون الخليجي . لذلك تُرك اليمن أسير التجاذبات الإقليمية والحزبية الضيقة والقبلية . لذلك ، أدت التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية المتزايدة التي واجهت حكومة عبد ربه منصور هادي إلى نفق مظلم و وضعت أمامه حل واحد فقط وهو الاستقالة : هذا ما حدث 22 يناير على ما أعتقد . لم يكن هروب الرئيس هادي من صنعاء إلى عدن عفويًا ، كان مخططًا ومنسقًا له من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية – الصهيونية – الغربية. و ذلك بعد أن اتخذ التحالف الأمريكي الخليجي قرار ” الحسم العسكري ” . بعد وصول هادي إلى عدن وفراره السريع إلى السعودية ، بدأ التدخل العسكري في 26 مارس 2015 ، والذي استمر أكثر من سبع سنوات دون تحقيق نصر يذكر .

للأمانة التاريخية ، لم يشكل التدخل العسكري لقوات التحالف في عام 2015 وحده تهديدًا أمنيًا كبيرًا لاستقرار اليمن ، هناك أزمات سياسية سابقة اجتمعت مع تدخل قوى التحالف 2015 ، وشكلت أدوات صلبة دمرت النظام السياسي لدولة الوحدة (1990) ، الذي هو هش أصلاً . و كذا تعطلت المؤسسات الحكومية التي كانت قائمة في الشطرين قبل 1990 . عمليا لم تكن هناك وحدة بين شمال وجنوب اليمن عام 1990. في الحقيقة الذي حدث هو إعلان إفلاس نظامين في عدن وصنعاء من قبل الرئيسين علي البيض وعلي عبد الله صالح وهروبهم إلى الأمام الى الوحدة. اعتمد البلدان الفقيران قبل الوحدة على تحويلات العمالة والمساعدات الدولية ، وانخفضت هذه التحويلات بشكل كبير بعد حرب الخليج . حتى جذبهم نوع ثالث من رأس المال الدولي ، من شركات النفط متعددة الجنسيات . ادى اكتشاف النفط في المنطقة الحدودية منتصف الثمانينيات ، إلى تضييق الخلافات بين النظامين وإضافة بُعد اقتصادي وحافز سياسي جديد للتوحيد. لذلك نجد أن الوحدة السياسية قد تم الإعلان عنها رسميًا في 22 مايو 1990 ، قبل دمج المؤسسات العسكرية والاقتصادية ، وقبل فرض نظام أي من الدولتين رؤيته على الآخر . خلقت هذه الوحدة المرتجلة بيئة تصاعدت فيها التوترات بين مدرستين مختلفتين لمدة ثلاث سنوات انتهت بحرب صيف 1994. بعد ذلك حكم صالح اليمن برمته بأسلوبه وإدارته للخداع “بالرقص على رأس الأفعى” كما يقول وأسلوب المؤامرات في تعامله مع جميع القوى السياسية والاجتماعية ، وكان الفائز من صراعه معهم .
مبررات الجنوبيين للانفصال !… التأريخ والواقع..

http://telegram.me/watYm
كتب / د. #حسن_زيد_بن_عقيل

الخلفية التاريخية للنظام الفيدرالي في اليمن

مع اكتشاف الانسان اليمني للزراعة والتي مثلت تحولا كبيرا في تاريخ الحضارة اليمنية . نشأت مجتمعات يمنية زراعية مستقرة في قرى صغيرة على شكل تجمعات عشائرية . تطورت وتوسعت وأقامت تحالفات بين عدة عشائر تولى زعماؤها واجبات إدارة المصالح العامة. أسست هذه التجمعات عوامل موضوعية لقيام الدولة اليمنية القديمة في أوائل القرن العاشر قبل الميلاد. منذ ذلك الحين وحتى منتصف القرن الرابع الميلادي ظهرت عدة دول في اليمن: معين ، سبأ ، قتبان ، أوسان وحضرموت. ومن ثم آلت كل هذه الاقاليم والمكونات للدولة الحميرية التي حكمت من (110 قبل الميلاد – 527 ميلادية) في ظل الاتحاد الفيدرالي (الإتحاد القبلي).النظام المعترف به في الدولة اليمنية القديمة وفق مفهوم القبيلة الزراعية المستقرة . وتجدر الإشارة هنا إلى أن للقبيلة في اليمن خصوصية تنفرد بها ، و هذا ما أكده دكتور جواد علي ، وهي أنها لا تقوم على قرابة الدم فقط بقدر ما تقوم أيضًا على المصالح الدنيوية المشتركة لأبنائها. هذا انعكس على شكل النظام السياسي للحكومة والتنظيم الإداري للدولة في اليمن منذ القدم ، وهذا الرأي يذهب إليه أيضاً الدكتور محمد عبد القادر بافقيه. في الدول اليمنية القديمة ، ساد النظام الملكي ، كانت سلطة الملك محدودة. تشاركه في إدارة شؤون الدولة مجلس يسمى (المزاود) ومكون من شيوخ (الأقيال) وزعماء العشائر وكبار ملاك الأراضي. يتقاسم هؤلاء الأشخاص السلطة مع الملك ، لا سيما في الأمور السيادية وفي سن القوانين المتعلقة بملكية الارض والضرائب وغير ذلك. اعتاد ملوك اليمن على نظام الشورى عند اتخاذ القرار فيما يريدون عمله سورة النمل 32 [ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَؤُاْ أَفْتُونِى فِىٓ أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ] النظام اليمني تقدمي فيه شيء من الرأي والمشورة وحكم الشعب (الديمقراطية) ، بالقياس إلى حكم الملكية المطلقة في آشور وبابل ومصر وإيران.

شهدت الدولة اليمنية صراع الإمبراطوريات الفرس والرومان ، لذلك تعرضت طوال تاريخها للكثير من المحن ، سواء على مستوى الصراعات الداخلية على السلطة ، أو على مستوى الصراع الدولي على اليمن. هذا أنهك اليمن حتى ضعفت قوتها في مواجهة الظروف الجديدة . غزا كل من الرومان والفرس اليمن للسيطرة على موقعها الجغرافي المهم . بعدها تفرقت المكونات الاجتماعية اليمنية و انتشرت في القرى المتناثرة عند سفح الجبال والسهول والوديان ، وشكلت أسواقًا ومدنًا متباعدة . حتى بعد ظهور الدولة الإسلامية وعصر الاستعمار الحديث . فلا عجب عندما نقول ظهرت دويلات قاتلت من أجل السيادة والنفوذ ، تاريخ هذه الدول أوالدويلات بما فيها الحروب من أقوى الدلائل على وحدة الشعب اليمني والتراب اليمني ، حيث سميت هذه الدول الصغيرة بأسماء عائلية : الصليحية ، الرسولية ، الطاهرية ، الكثيري والقعيطي… إلخ لكن في إطار اليمن. اليمن ، خلال تاريخه الماضي ، لم يشطر رسميا إلا من قبل الغرباء الدولة العثمانية و البريطانية .

اليمنيون و الهوية القومية الحديثة

وتشير المصادر التاريخية مع انتشار الإسلام في اليمن قسّم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) اليمن إلى ثلاثة مخاليف وعين حكامًا وهي : مخلاف الجند ومركزه مدينة الجند ، وكان معاذ بن جبل واليا عليه. ومخلاف صنعاء ، ومركزه مدينة صنعاء ، وكان باذان واليا عليه . ومخلاف حضرموت ، ومركزه حضرموت ، وكان زياد بن لبيد البياضي واليا عليه . بالإضافة إلى تعيينه حاكما عاما لليمن. استمر هذا التقسيم طوال الخلافة الراشدة ، قبل أن يتحوّل الحكم إلى ملك وراثي ارستقراطي ، اسسته الدولة الأموية ، بعدها دخلت اليمن في نفق مظلم ونشأة إمارات صغيرة خاضت حروباً بينية لردحٍ طويلٍ من الزمن .

ونظراً للحروب التي نشبت بين الامارات اليمنية ، بالاضافة الى الايديولوجية الاسلامية ، قوله تعالى [ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ] أي عقيدة إسلامية عالمية لا تعترف بالقومية. لهذا السبب لم تتطوّر عند اليمنيين هوية قومية واضحة . حتى في عصر القوميات ، ظل اليمنيون راسخين على هويتهم العربية الإسلامية الموروثة . يدينون أولاً بالولاء للعشيرة ، ثم للطائفة أو القرية ، أما فكرة الوطن ، أو الولاء للوطن ، هي ظاهرة جديدة كلياً في الثقافة السياسية اليمنية ، ولم تبدأ إلا بعد الغزو العثماني والأوروبي أو قبل ذلك بفترة وجيزة ، ولكن الشعور بالانتماء بالمواطنة اليمنية في ذلك الوقت إنحصرت بين العوام فقط . إما التشطير لم يكن من مفردات الثقافة السياسية اليمنية و غريب عنها. تم خلق واقع التشطير في اليمن إلى الشمال والجنوب كان بفعل النفوذ الأنجلو-عثماني: في عام 1914 .