مني على إستحياء و كأنه لم يصدق ما يجري ..
صعد على دراجته النارية و قام بتشغيلها و الفرح بوجهه يكاد يطير بخدوده العتيقة نحو السماء ..
نظرت إليه و هو يدعو لي بالبركة فحزنت و قررت أن أهزم ذلك البخيل الذي يختبئ بداخلي لأناديه قبل أن يتحرك بدراجته و بصوت عالي : أستاذ نبيل !!
فز أستاذي حين سمعني أذكر إسمه ثم أطفأ دراجته ليسألني بتعجب : تعرفنا ، أنت إبن من ما عرفتكش يا أستاذ !؟
تقدمت نحوه و قلت له : أنا واحد من طلابك يا أستاذ نبيل !!
بسرعة أزاح الحرج و الحزن ملامح الفرح من وجهه ثم قال لي : أيش إسمك يا إبني !؟
قلت له : عصام ، درستنا قبل حوالي عشرين سنة ..
ضحك الأستاذ ضحكة خفيفة ثم قال : الله على أيام ، ربنا يوفقك و يفتح عليك و يحفظك يا إبني و اشكرك لكرمك معي ، أي خدمات يا عصام !؟
مددت يدي نحوه و صافحته ثم قبلت رأسه !!
أستغرب الأستاذ من تصرفي ذلك ، غير أنني قطعت لحظته تلك حين وضعت كل ماتبقى من نقود كانت في جيبي ( قرابة الستين ألف ريال ) في جيب جاكته المتهالك !!.
انتفض أستاذي كالأسد ليخرج النقود من جيبه بعزة و سرعة كي يردها لي بشئ من الغضب ويقول لي : أيش تعمل يا إبني ، لا لا الله يرضي عليك ، الحمدلله مستورة معي !؟
لكنني أرجعتها لجيبه و أنا أحلف عليه ألا تعود و قلت له : يا أستاذ نبيل أنا لا أعطيك الفلوس أنت ، أنا أعطيها لهذه اليد اللي علمتنا !!
ابتسم الأستاذ نبيل إبتسامة حزينة ليتذكر عبارته المشهورة معانا حين كان يدرسنا و قال لي : قول اليد اللي كانت تخبطكم !!
ضحكت وقلت له : لا بالعكس يا أستاذ ، لو مش عصاك يا أستاذ ما تعلمنا و وقعنا رجال ..
حاول مراراً إعادة المبلغ إلا أنني حلفت بالطلاق أن لا يعود ريال واحد لجيبي !!
طأطأ الأستاذ رأسه بحزن مستسلماً ، ثم كتم أنفاسه حتى لا يبكي ، غير أن تلك النظارة لم تنجح في إخفاء إحمرار عيناه و تلك الدموع التي أثق حتماً أنها نزلت من مقلتيه بعد مغادرته ..
.… ..
لا تنسوا : في كل مدينة بهذا الوطن عشرات الآلاف إن لم يكن المئات حالهم كحال الأستاذ نبيل ، إبحثوا عنهم ، ستجدوهم ببساطة حولكم ، يكافحون و يعملون ، هم أناس عزيزون و نزيهون يصارعون الفقر بشراسة في ظل هذه الحرب و الغلاء الفاحش فلا تنتظروا منهم أن يمدوا أيديهم لكم ، حتماً هم لن يمدوها و إن ماتوا جوعاً ، بادروا أنتم و أكرموهم ، لا شئ سيبقى لكم في رصيدكم بعد رحيلكم من وجه هذه التعيسة سوى ما تقدموه لهم ...
شكراً عصام و كل كريم يبادر كما بادرت ..
من صفحة #جازم_غانم_سالم
...
شارك هذه الرسالة كي تصل للجميع لعل البعض يستفيد منها
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام للإشتراك إضغط الرابط التالي http://telegram.me/watYm
صعد على دراجته النارية و قام بتشغيلها و الفرح بوجهه يكاد يطير بخدوده العتيقة نحو السماء ..
نظرت إليه و هو يدعو لي بالبركة فحزنت و قررت أن أهزم ذلك البخيل الذي يختبئ بداخلي لأناديه قبل أن يتحرك بدراجته و بصوت عالي : أستاذ نبيل !!
فز أستاذي حين سمعني أذكر إسمه ثم أطفأ دراجته ليسألني بتعجب : تعرفنا ، أنت إبن من ما عرفتكش يا أستاذ !؟
تقدمت نحوه و قلت له : أنا واحد من طلابك يا أستاذ نبيل !!
بسرعة أزاح الحرج و الحزن ملامح الفرح من وجهه ثم قال لي : أيش إسمك يا إبني !؟
قلت له : عصام ، درستنا قبل حوالي عشرين سنة ..
ضحك الأستاذ ضحكة خفيفة ثم قال : الله على أيام ، ربنا يوفقك و يفتح عليك و يحفظك يا إبني و اشكرك لكرمك معي ، أي خدمات يا عصام !؟
مددت يدي نحوه و صافحته ثم قبلت رأسه !!
أستغرب الأستاذ من تصرفي ذلك ، غير أنني قطعت لحظته تلك حين وضعت كل ماتبقى من نقود كانت في جيبي ( قرابة الستين ألف ريال ) في جيب جاكته المتهالك !!.
انتفض أستاذي كالأسد ليخرج النقود من جيبه بعزة و سرعة كي يردها لي بشئ من الغضب ويقول لي : أيش تعمل يا إبني ، لا لا الله يرضي عليك ، الحمدلله مستورة معي !؟
لكنني أرجعتها لجيبه و أنا أحلف عليه ألا تعود و قلت له : يا أستاذ نبيل أنا لا أعطيك الفلوس أنت ، أنا أعطيها لهذه اليد اللي علمتنا !!
ابتسم الأستاذ نبيل إبتسامة حزينة ليتذكر عبارته المشهورة معانا حين كان يدرسنا و قال لي : قول اليد اللي كانت تخبطكم !!
ضحكت وقلت له : لا بالعكس يا أستاذ ، لو مش عصاك يا أستاذ ما تعلمنا و وقعنا رجال ..
حاول مراراً إعادة المبلغ إلا أنني حلفت بالطلاق أن لا يعود ريال واحد لجيبي !!
طأطأ الأستاذ رأسه بحزن مستسلماً ، ثم كتم أنفاسه حتى لا يبكي ، غير أن تلك النظارة لم تنجح في إخفاء إحمرار عيناه و تلك الدموع التي أثق حتماً أنها نزلت من مقلتيه بعد مغادرته ..
.… ..
لا تنسوا : في كل مدينة بهذا الوطن عشرات الآلاف إن لم يكن المئات حالهم كحال الأستاذ نبيل ، إبحثوا عنهم ، ستجدوهم ببساطة حولكم ، يكافحون و يعملون ، هم أناس عزيزون و نزيهون يصارعون الفقر بشراسة في ظل هذه الحرب و الغلاء الفاحش فلا تنتظروا منهم أن يمدوا أيديهم لكم ، حتماً هم لن يمدوها و إن ماتوا جوعاً ، بادروا أنتم و أكرموهم ، لا شئ سيبقى لكم في رصيدكم بعد رحيلكم من وجه هذه التعيسة سوى ما تقدموه لهم ...
شكراً عصام و كل كريم يبادر كما بادرت ..
من صفحة #جازم_غانم_سالم
...
شارك هذه الرسالة كي تصل للجميع لعل البعض يستفيد منها
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام للإشتراك إضغط الرابط التالي http://telegram.me/watYm
Telegram
اخبار الوطن ملك الجميع
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة