يا أيّها العمرُ السريعُ خَذَلتنِي
وَوضَعتَ أحمالاً على أحمَالي

خُذنِي إلى عُمر الصِّغَار لأننِي
لَم أنتهِ مِنْ ضحكةِ الأطفَالِ .

لن تبلغ المجدَ أو تَرقى لِقمتِه
‏إن كُنت تَهتم فِي قيلٍ وفِي قَالوا
‏
‏لاينثَنِي المرءُ عَن تَحقيقِ غَايتِه
‏وإن تَعثر أو مَالت بِه الحَالُ .

تَرَكْتُ ظُنُونَ النَّاسِ عَنّي وَرَأْيَهُمْ
فَقَدْ كَانَ يَكْفِينِي صَحِيحُ ظُنُونِي
وَأَعرِفُ مِنْ نَفْسِي الّذي يَجْهَلُونَهُ

وَأَفْهَمُ ذَاتِي فِي جَمِيعِ شُؤونِي
وَلا أَرقُبُ التَّقْدِيرَ فِي عَينِ نَاقِصٍ
إَذَا كَانَ قَدْرِي كَامِلاً فِي عُيُونِي

فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قلبُهُ
وَلا كُلُّ مَن صَافيتَهُ لَكَ قَد صَفا .

غِبْ مَا تَشَاءُ فَمَا عَلَيْكَ عِتَابُ
‏وارْجِعْ فمِنْ حَقِّ الْحَبِيْبِ إِيَابُ

‏أَنَا لا أَرُدُّ بِبَابِ قَلْبِيَ عَابِرًا
‏أَوَكَيْفَ لوْ وَقَفُوا بِهِ الْأَحْبَابُ؟!

‏إِنْ لَمْ تَجِدْ فِي الكُوْنِ بَابًا لِلهَوَى
‏فَأَنَا وقَلْبِي كُلُّنَا أَبْوَابُ ‌.

وغدًا سَيجرِي دمعُ عينِكَ فَرحةً
‏وتَرى السَّحائِبَ بالأمَانِي أَمطَرتْ

‏وَتَرَى ظُروفَ الأمسِ صَارَت بلسَمًا
‏وَهي الّتي أعيَتْك حِينَ تعسّرَتْ

‏وتَقولُ سُبحانَ الّذِي رفعَ البَلا
‏مِن بعدِ أن فُقِدَ الرجاءُ تيسرتْ .

مَا بَالُ شَهر الصَّـوم يَمضِي مُسرعاً
وشُهـور بَـاقِي الـعَام كَـم تَتَمـهلُ .

؍

عينَاك أرض لا تخون

‏- فاروق جويدة ١٩٨٢.
‏

كان في عينيكِ شيءٌ لا يخون
‏لستُ ادري .. كيف خان

‏- فاروق جويدة ١٩٨٣.

‏جاروا عَلَّيَ وَلَم يوفوا بِعَهدِهِمُ
‏قَد كُنتُ أَحسَبُهُم يوَفونَ إِن عَهِدوا .

أُراعي بُلوغَ الشَّيبِ والشَّيبُ دائِيا
وأُفني اللَّيالي واللَّيالِي فَنائِيا

وما أَدَّعي أَنّي بَريءٌ مِنَ الهَوى
ولَكِنَّني لا يَعلَمُ القَومُ ما بِيا

تَلَوَّنَ رَأسي والرَّجاءُ بِحالِهِ
وفي كُلِّ حالٍ لا تَغُبُّ الأَمانِيا

خَليلَيَّ هَل تَثنَّى مِنَ الوَجدِ عَبرَةٌ
وهَل تُرجِعُ الأَيّامُ ما كانَ مَاضِيا .

قدَّمتَ عُمركَ للأحلامِ قربانَا
لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا

والآن تحمِلُ أحلامًا مُبعثرةً
هل هانَ حُلْمُكَ .. أم أنتَ الذى هانَا .

وكُلُّ بابٍ وإنْ طالتْ مَغالِقُهُ
يومًا لهُ من جميلِ الصَّبرِ مفتاحُ

كم مِن كروبٍ ظنَنّا لا انفراجَ لها
حتّى رأينا جليلَ الهمِّ ينزاحُ

فاصبر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ
للخلقِ ظلٌّ وللأيَّامِ إصباحُ .

أقترب يوم عرفة
أذكر نفسي وأذكركم بأن الصحابة كانوا يجهزون دعواتهم أستعداداً لليوم العظيم، وكان لديهم ثقة ويقين أن ( يوم عرفة ) في العام الذي يليه كل دعواتهم ستكون مستجابة .

يقول أحد الصالحين :
والله مادعوت دعوة في يوم عرفة ودار عليها الحول إلا مثل فلق الصبح .

جهزوا ودثروا أمانيكم .
سِهام عرفة بإذن الله صائبة .