سَلِم أمُورَكَ للإلهِ فربما
جعل الشدائدَ لِلرَخاءِ سَبِيلا
ـ
وَأرِحْ فؤادكَ مِنْ شِكُوكٍ إنَّهُ
رَبٌ كريمٌ لا يَرُدُ نَزِيلا
ـ
وارْجُ العطاءَ مع البَلاءِ فكَمْ تلا
يُسْرُ عَسِيراً لا يدوم طويلا

صلى عليكَ الله يانورَ الهدى
‏ما دارت الأفلاكُ والأجرامُ
‏صلى عليكَ الله ياخيرَ الورى
‏ما مرت الساعاتُ والايامُ

توكّلتُ في رِزْقي على اللهِ خَالقي
‏وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكّ رازقي
‏وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني
‏ولو كان في قاعِ البحارِ العَوامِقِ
‏سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
‏ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
‏ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
‏وقد قسم الرَّحمنُ رِزقَ الخَلاَئِقِ؟

قَد يُنعِمُ اللَهُ بِالبَلوى وَإِن عَظُمَت
وَيَبتَلي اللَهُ بَعضَ القَومِ بِالنِعَمِ

كُلُّ الصّعابِ بلطفِ اللهِ هيّنةٌ
طمئن فُؤادَكَ لَا حزنٌ ولا قلَقُ

وما الدهرُ إلا جامعٌ ومُفرقُ
‏وما الناسُ إلا راحلٌ ومُودعُ
‏فإنْ نحنُ عِشْنَا يجمَعُ اللهُ بيننَا
‏وَإنْ نحنُ مُتْنَا، فالِقيامَة ُ تَجمَعُ

"وهو الذي تَصفُو القُلوبُ بحُبه
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما" ﷺ

سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا

اقطعْ حبالَكَ من رخيصِ مودةٍ
واسحَبْ يمينَكَ مِن يَدِ الكذّابِ
اثنانِ مهما زاد عفوُكَ عنهما
زاداكَ إجحافًا، وطولَ عذابِ

فَتَذَكَّرُوا الأحْبَابَ عنْدَ دُعَائِكُمْ
‏فالحُبُّ بيْنَ الصَّادِقينَ دُعَاءُ،
‏وتذكَّروا الأموات في دَعَواتِكُم
‏إنَّ الإلهَ سميعُ كلَّ دُعاءِ

قدْ تسهرون وقد تُبْلون بالأرقِ
‏ولا تَنامُون من همٍّ ومنْ قلقِ
‏إنّ الهُمومَ التي آذَتك شِدّتُها
‏يُزِيلُها عنكَ ربُّ الناسِ والفلقِ

قُل للحروفِ إذا سكبتَ عبيرَها
من غير أحمدَ يستحقُّ مدائِح
صلى عليكَ اللهُ ما سارت بنا
أرضٌ وثارَ الشوقُ بينَ جوانِحي

لا تَأسَفنَّ ولا تأسَى إذا ارتحَلُوا
‏فالكُل ماضٍ وما للحُزنِ مُتَّسعُ

كُلُّ الجِراحِ ستُنسى حينَ تلتئِمُ
إلّا الجِراحِ التي يأتي بها الكَلِمُ
جُرحُ اللسانِ شديدٌ في مرارتِهِ
يزدادُ سُمًّا إذا ما خطّهُ القلمُ
فاجعل لِسانِكَ في غمدٍ ليحفَظهُ
لا يجرحنَّ فؤاداً ليس يلتئِمُ
بين الشِفاهِ وأسنانٍ لتسجِنهُ
فلا نراهُ سِوى إن كُنتَ تبتسِمُ

ما دامت الشمسُ تأتي بعدَ ظُلْمَتِنَا
فليعلمِ اليأسُ أنَّ القادمَ الأملُ

ومَا لِلفُؤَادِ إِلَّا اللهُ يُؤنِسُهُ
وغَيرُ اللهِ، مَن لِلنَّفْسِ يَشفِيهَا

في قمةِ الأشغالِ ذكركَ حاضرٌ
في القلبِ أنتَ فهل تُراك تغيبُ
ما أنت إلا قطعةٌ من خافقي
تتباعدُ الدُّنيا وأنتَ قريبُ

‏"صَلّت عَليكَ قلوبٌ أنتَ تَسكُنهَا
وسلّمَ النَاسُ قَاصِيهَا ودانِيهَا"
‏"يا مَن يُحبّ محمدًا وطريقَهُ
بُحْ بالصلاةِ مع السلامِ عليهِ" ﷺ

‏صلى عليك الله يانور الــــهـــدى
‏مـــــا دارت الأفلاكُ والأجـــــرامُ
‏صلى عليكَ الله ياخيرَ الــــورى
‏مــا مرت الساعاتُ والأيــــــامُ

‏فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
‏وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا
‏كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
‏وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا

سَيبعدُ اللّٰهُ همًّا كَان يُشقينا
ويملأُ القَلب أفراحًا ويُرضِينا
فكُلَّما اشتدَّ هـٰذا اللَّيل مِن ألَمٍ
أتاهُ فَجرٌ جديدٌ مِن أمَانِينا