كنت أؤمن أن جُلّنار فتاة قوية، ولم يحبها قلبي عبثًا..
وكنت أعلم جيدًا أنها ستتجاوز، عاجلًا أو آجلًا..
لم أكن أنساها من دعوات كثيرة كانت تنبس بها شفتاي في ظلمة الليل..
ما أجلّ خطوتها.. آمنَت بالغيب فغابت..آمنَت بالقدر فتخلّت، ولمّا كان شعار روحها: "ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته"، أدركتُ أن قلبها المتصل بالله لا يضيع..!
أخرجت من جيبي ظرفًا فيه نقود..ابتسمت بينما أطرق باب أسرة مستورة، بيتهم العتيق بجوار مسجد، كنتُ أرتدي قبعة وأتظاهر أنّي عامل توصيل، أقوم بهذه المهمة كل شهر، ولكنها المرة الأولى اللتي آتي فيها نهارًا، فتحت الباب فتاة صغيرة، ذكرتني ابتسامتها بجُلّنار..طفلة!
تعرفونها؟ ضحكات الأطفال..تلك التي تختبئ خلف أيديهم..
الخجولة التي يغمرون بسببها وجوههم في أحضان أمهاتهم ويختلسون النظر..
كانت تبتسم لي..الابتسامة صدقة..وما في الظرف صدقة.. الصدقة تطفئ غضب الله..ابتسمتُ لها مراراً وأنا أناولها الظرف وأقنع والديها أن أحدًا ما طلب أن أوصله لهم..وحال قلبي يقول:
اللهمّ..في سبيلك وفي ميزاننا..
اللهمّ إن أغضبَناك فارضَ عنّا..
ثبّتنا على دينك واغفر خطيئاتنا..
إنك وليّ ذلك والقادر عليه :))
أؤمن أن النهايات التي كتبها الله لنا هي الخير بعينه..
لسنا أكثر حكمة منه، ولو عُرض علينا القضاء لما اخترنا غير المكتوب الذي أراده الله تمامًا..!
أتساءل كيف يعيش من لا يؤمن بقدر الله..أي قلق يسكن قلوب الذين لا يعرفون قسمته العادلة للأرزاق..
كيف كنا سنُبلي لو أننا لم نستيقظ في الصباح ونحن ندرك أن اللطيف الخبير " يُدبّر الأمر"..
قصتي وجُلنار واقعية..لسنا في قلب رواية، إنها الدنيا..الحياة..الواقع..
انقطعت أخبارها عني منذ شهرين..لم أنسها صحيح..لكني لم أعد أتألم فيما لو مرّت بخاطري..
الحب يشفي..!
صلّيت الظهر في المسجد..كنت أشعر بقلبي حاضرًا لا تلهيه دُنيا..وكأني بعده بروح مغسولة..وبينما أخرج من هناك..سمعت صوت صغار يلعبون..وصوتًا جليًا لا يمكن أن أنساه..
صادفتها..
كانت تخرج من مركز تحفيظ القُرآن، يعانقها الصغار من حولها، وتؤنبهم..
"توقفي يا بنت..هههه..ولك!..تعالي من هنا..احذري الشارع يا أميرة"..
غضضتُ بصري..دمعت عيناي..أنت بخير يا جُلّنار..قلبك بخير..الدنيا كلها في خير..لأنك فيها!
#حب_101
#تمكين
#فكرة_وعمل.
وكنت أعلم جيدًا أنها ستتجاوز، عاجلًا أو آجلًا..
لم أكن أنساها من دعوات كثيرة كانت تنبس بها شفتاي في ظلمة الليل..
ما أجلّ خطوتها.. آمنَت بالغيب فغابت..آمنَت بالقدر فتخلّت، ولمّا كان شعار روحها: "ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته"، أدركتُ أن قلبها المتصل بالله لا يضيع..!
أخرجت من جيبي ظرفًا فيه نقود..ابتسمت بينما أطرق باب أسرة مستورة، بيتهم العتيق بجوار مسجد، كنتُ أرتدي قبعة وأتظاهر أنّي عامل توصيل، أقوم بهذه المهمة كل شهر، ولكنها المرة الأولى اللتي آتي فيها نهارًا، فتحت الباب فتاة صغيرة، ذكرتني ابتسامتها بجُلّنار..طفلة!
تعرفونها؟ ضحكات الأطفال..تلك التي تختبئ خلف أيديهم..
الخجولة التي يغمرون بسببها وجوههم في أحضان أمهاتهم ويختلسون النظر..
كانت تبتسم لي..الابتسامة صدقة..وما في الظرف صدقة.. الصدقة تطفئ غضب الله..ابتسمتُ لها مراراً وأنا أناولها الظرف وأقنع والديها أن أحدًا ما طلب أن أوصله لهم..وحال قلبي يقول:
اللهمّ..في سبيلك وفي ميزاننا..
اللهمّ إن أغضبَناك فارضَ عنّا..
ثبّتنا على دينك واغفر خطيئاتنا..
إنك وليّ ذلك والقادر عليه :))
أؤمن أن النهايات التي كتبها الله لنا هي الخير بعينه..
لسنا أكثر حكمة منه، ولو عُرض علينا القضاء لما اخترنا غير المكتوب الذي أراده الله تمامًا..!
أتساءل كيف يعيش من لا يؤمن بقدر الله..أي قلق يسكن قلوب الذين لا يعرفون قسمته العادلة للأرزاق..
كيف كنا سنُبلي لو أننا لم نستيقظ في الصباح ونحن ندرك أن اللطيف الخبير " يُدبّر الأمر"..
قصتي وجُلنار واقعية..لسنا في قلب رواية، إنها الدنيا..الحياة..الواقع..
انقطعت أخبارها عني منذ شهرين..لم أنسها صحيح..لكني لم أعد أتألم فيما لو مرّت بخاطري..
الحب يشفي..!
صلّيت الظهر في المسجد..كنت أشعر بقلبي حاضرًا لا تلهيه دُنيا..وكأني بعده بروح مغسولة..وبينما أخرج من هناك..سمعت صوت صغار يلعبون..وصوتًا جليًا لا يمكن أن أنساه..
صادفتها..
كانت تخرج من مركز تحفيظ القُرآن، يعانقها الصغار من حولها، وتؤنبهم..
"توقفي يا بنت..هههه..ولك!..تعالي من هنا..احذري الشارع يا أميرة"..
غضضتُ بصري..دمعت عيناي..أنت بخير يا جُلّنار..قلبك بخير..الدنيا كلها في خير..لأنك فيها!
#حب_101
#تمكين
#فكرة_وعمل.