🌱 رَبِّیَ ٱلله🌱

915 views10:42

يقول ابنُ جريرٍ رحمه الله-:

نُقدِّس لك، أي: ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطَّهارة من الأدناس، وما أضاف إليك أهلُ الكفر بك، يعني: نُنزهك عن ذلك.

لذا في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد صلاة الوتر: سبحان الملك القدوس ٣ مرات.

ما هو التقديس ؟
التقديس: التطهير.
سُميت الجنة بحظيرة القدس ، لأنها مطهرة من كل عيوب الدنيا ، لا في كبر ، ولا في ضعف بصر ، ولا في شيب ، ولا في إنحاء ظهر ، ولا في ابن عاق ، ولا في زوجة سيئة ، ولا في دخل قليل ، ولا في فقر ، ولا في مرض ، سميت الجنة بحظيرة القدس لأنها مطهرة من كل عيوب الدنيا.

وجبريل سماه الله في القرآن الكريم ، روح القدس ، قال تعالى (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ) [النحل:102] .
لأنه مطهر من كل عيوب التبليغ ، لا ينسى ، ولا يغيّر ، ولا يبدّل ، ولا يضيف ، ولا يحذف ، ولا يبالغ ، لأنه مطهر من كل عيوب التبليغ.

وقدّس الرجل ربه قال إذا عظّمه ، وكبّره ، وطهّر نفسه بتوحيده وعبادته سبحانه وتعالى.

قال تعالى يصف الملائكة في حالهم مع الله :
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ [البقرة:30] .
أي: نطهّر أنفسنا من كل العيوب ، حتى نُقبل عليك يا ربنا .

الملوك في الدنيا، أي إنسان أعلن لهم الولاء يقبلونه ولا ينتبهون إلى سلوكه ، أي إنسان رفع صورتهم يقبلونه ، أي إنسان أرسل لهم برقية تأييد يقبلونه ..

لكن الواحد الديان سبحانه وتعالى، إن لم تكن مستقيمًا ، إن لم طاهرًا ، إن لم تكن رحيمًا، إن لم تكن منصفًا، إن لم تكن متواضعًا، لا يقبلك!

الولاء لملوك الدنيا شيء ، والولاء لله عز وجل شيء آخر.
" إن الله طيِّب ، لا يقبلُ إلا طيبًا " [مسلم] .

التقديس نفي وإثبات ، يجب أن تنفي عنه كل ما لا يليق به ، لكن النفي يجب أن يكون مجملاً ، يعني مستحيل أن تمدح مَلكاً وأن تقول هو لا يكذب ، ولا يرتكب فاحشة ، وليس لئيمًا، وليس بخيلًا!
التفصيل في النفي لا يليق بذات الله عز وجل، منزه عن العيوب ، أما التفصيل في الإثبات وارد ، هو رحمٰن رحيم ، غفور رحيم ، واحد أحد ، فرد صمد ، كبير متعال ، عدل.
فيجب أن تفصّل في إثبات الكمالات له ، ويجب أن تجمل في نفي العيوب عنه ، هذا من التقديس .

القدوس: هو المطهَّر عن كل صفات الكمال البشري، أحيانًا يتوهم الإنسان أن الله كالأب! كما تقول النصارى، وهو سبحانه منزه عن ذلك.

وهناك من يتوهم أن الله كالقاضي العدل في الدنيا، لالا ، هو سبحانه منزه عن ذلك ، فالإنسان بحسب ثقافته ، بحسب علاقاته ، يتصور العدل بقاضٍ ، والرحمة بـ أب.
فتجده إذا أراد أن ينزه الله عز وجل ، وأن يقدسه، ينسب له صفات الكمال البشري!!!

قال العلماء : الله عز وجل قدوس ، أي: منزه عن صفات الكمال البشري .

من عرف اسم " القدوس " لا يتذلل لقوي ولا لغني من الخلق ، ولا يتضعضع أمامهم ، لأن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغنائه عن الناس.

فالمَلك سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا كل يوم في الثلث الأخير من الليل، وينادي عباده، ليس بينه وبينهم وسطاء ولا شفعاء، فمن قدّسه الله طهّره من الالتفات لغيره سبحانه، قام الليل وطلب من المَلك سبحانه مباشرة حاجاته كلها.

فكان من الظنون التي كانت مشهورة جدا عند العرب أن الله عظيم ولا يستطيع كل أحد أن يقف على بابه! يعني من عظمته أنه لا يستطيع كل أحد أن يقف على بابه، فابتدأوا بظن أنهم ظنوا في الله أنه يماثل ملوك الدنيا وأنه لا يُوصَل إليه إلا عن طريق الوسائط! والشفعاء!

يعني نقطة البداية في مسألة الشرك هي
الظن.

واقعيًّا ما هو حادث اليوم في الشرك في العالَم الإسلامي، يعني مثل عبادة القبور،
مبني على ظنون، يعني قبر السيدة زينب قبر عبد القادر الجيلاني قبر السقّاف، الخ.
هم ظنوا أنهم ينفعوهم، وهذا ظن خطأ في الأولياء والصالحين وأن لهم مكانة عند الله فجعلوهم وسطاء!!

إذن نحن بعد صلاة الوتر ووقت نزول رب العالمين الملك العظيم إلى سماء الدنيا، نقدّسه عن أن يكون مثل ملوك البشر، فليس هناك وسطاء بيننا وبينه ونطلب منه في ذاك الوقت ما نريد بعزة.
فلذلك نقول سبحان الملك القدوس يعني مقدَّس عما يُظَن فيه من الظنون السيئة.

مثلًا في دراسة كتاب التوحيد أن من كمال توحيد الانسان ألّا يطلب الدعاء.
فالمسألة من جهة الظن وليست من جهة الحُكم، يعني ليس محرّمًا طلب الدعاء لكن من كمال التوحيد عدم طلب الدعاء،
يعني الشريعة تقول لك من كمال التوحيد ألّا تطلب الدعاء من الغير، لأن الشريعة تريد منك أن تكون محسنًا الظن بالله، ومن إحسانك الظن بالله مستحضرًا كمال صفاته، ومن استحضارك لكمال صفاته أنه سميع قريب مجيب سبحانه وتعالى وأنه غنيّ وأنه حكيم.

811 viewsedited 13:18