الطب العربي الحديث
4.85K subscribers
1.32K photos
171 videos
170 files
2.34K links
الطب العربي الحديث


http://vps159368.vps.ovh.ca
Download Telegram
#تاريخ_الطب




كان طلبة الأزهر يشربون القهوة لإعانتهم على السهر في طلب العلم

وعند نهاية القرن السادس عشر كانت القاهرة تعجّ بالمقاهي، وهو ما لاحظه الرحّالة الأوروبيون، ومنهم هنري كاستيلا الذي زار القاهرة العام 1600، ورأى "وجود العديد من الحانات التي يشرب فيها الناس طوال النهار ماءً ساخناً أسود اللون"، ولاحظ رحالة آخر، يدعى يوهان فيلد الذي زار مصر في الفترة 1606- 1610، أثناء وجوده في دمياط وجود ما أسماه "قهوة خانات"؛ أي المقاهي؛ حيث "كان الناس يترددون عليها ليشربوا ماءً مغلياً أسود اللون"، وفي الجامع الأزهر كان طلبة الأزهر يشربونها لإعانتهم على السهر في طلب العلم.



تابع 👇👇👇👇👇 المنشورات
#تاريخ_الطب




انتشرت القهوة في اليمن، ثم انتقلت فيما بعد إلى بلاد الحجاز، ثم إلى الأناضول، والشام، ومصر، ويمدّنا ابن طولون في كتابه "مفاكهة الخلان في حوادث الزمان" بمعطيات عن بداية انتشار القهوة والمقاهي في دمشق، وقد كان ذلك على يد الشيخ علي بن محمد الشامي الذي أتى من الحجاز إلى دمشق سنة 1539؛ حيث "أشهر شرب القهوة فاقتدى به الناس وكثرت يومئذ حوانيتها".
وافتتح أول محلّين لتقديم القهوة بالأستانة في عهد السلطان سليمان القانوني العام 1554، وكان صاحباها رجلين من الشام؛ حيث جاء الأول من حلب، والآخر من دمشق، وذلك في منطقة "تخته قلعة" باسطنبول، وتردّد الشبان الأتراك بكثافة على هذا المقهى، كما وجد فيه الشعراء والمثقفون متنفساً جديداً للاستمتاع بمشروبهم المفضل واستمرار مناقشاتهم، فضلاً عن لعب الشطرنج والنرد، وشيئاً فشيئاً تردد الناس من كل المستويات على هذا المقهى وغيره من المقاهي التي انتشرت في المدينة، إلى درجة أنّ الكثير من ضباط السرايا والباشوات وكبار الموظفين قد أصبحوا رواداً دائمين للمقاهي في اسطنبول.





تابع 👇👇👇👇👇👇 المنشورات
 #تاريخ_الطب




في سنة 1511، وبينما كان حاكم مكة المملوكي خاير بك عائداً إلى بيته ليلاً، شاهد جمعاً من الناس قد انتحوا جانباً من المسجد الحرام مستغرقين في كؤوس الشراب، وما إن شاهدوه حتى قاموا بإطفاء الفوانيس، مما زاد من شكوكه، فلما سأل عن شرابهم أجيب بأنّها القهوة التي جلبت حبوبها من اليمن وانتشر تناولها بمكة في أماكن يرتادها الرجال وأحياناً النساء، وحينها قرر خاير بك اللجوء إلى ممارسة سلطاته التي كان من ضمنها الحسبة، فأمر بجمع كبار فقهاء مكة، وبعد أن شرح لهم تكرر اجتماع الناس في أماكن شرب القهوة مع ضرب العود والدف أحياناً، أفتوا بأنّ حب البن حكمه حب بقية النباتات، أما اجتماع الناس على شرب القهوة، فإنه "حرام" وعلى هذا فيجب أن يحرّم شربها.
ولم يكتف خاير بك بهذا؛ بل جمع شهادات أخرى لأطباء وأناس عاديين شهدوا أنّ القهوة "مفسدة للبدن المعتدل"، وأنّ شربها "يجرّ إلى المعصية وإلى تغير الحواس والتباس العقل



تابع 👇👇👇👇👇المنشورات
#تاريخ_الطب




وفي سنة 1572 صدر حكم سلطاني من السلطان سليم الثاني جاء إلى القاهرة يقضي بـ "منع المنكرات والمسكرات والمحرمات، ويُغلق أبواب الحانات والخانات، ومنع استعمال القهوة، والتجاهل بشربها، وهدم كوانينها وكسر أوانيها"، وصحب تنفيذ هذا الفرمان السلطاني بطش وشدة من "العسس"، ويروي المؤرخ الجزيري المعاصر لهذه الأحداث:
"وضربوا وأشهروا، وهدموا البيوت، وكسروا أوانيها.. ولم يبلغنا فعلهم مثل ذلك في أواني الخمر والحشيش"





تابع 👇👇👇👇👇 المنشورات
#تاريخ_الطب




و بعد أن استوجب خاير بك من الفقهاء شروط حرمة القهوة، أمر أن ينادي المنادي في شوارع مكة بأنّ شرب القهوة "محرم شرعاً"، ولهذا فقد توجب معاقبة شاربيها، وتم إغلاق كل محال بيع القهوة وإحراق حبوب البن كافة في مخازن التجار في مكة المكرمة.
غير أن السلطان الغوري (1446-1516) أبدى دهشته مما يحدث في مكة المكرمة، فقد كان شرب القهوة في القاهرة مباحاً بشهادة الفقهاء والأطباء أيضاً، الأمر الذي دفعه إلى مخاطبة خاير بك بضرورة الرجوع عن قراره بتحريمها، مع الاستمرار في سياسته لمنع الفوضى الناجمة عن رواد المقاهي.
وهكذا استعاد أهالي مكة حرية شرب القهوة، غير أنّ بعضهم لم يكتف بتناولها فحسب؛ بل كثيراً ما قاموا بأحداث شغب في شوارع المدينة، من ذلك ما حدث العام 1524، ليأمر قاضي مكة من جديد بإغلاق كل المقاهي، غير أنه لم يمنع شرب القهوة في المنازل، وفيما بعد أعيد فتح المقاهي بعد استتباب حال الأمن وتعهد أصحابها إقرار النظام



تابع 👇👇👇👇 المنشورات
#تاريخ_الطب



الجدال حول حرمة القهوة استمر قرابة قرنين
وبعدها شهدت الفتاوى المحرمة تراجعاً تدريجياً، خصوصاً وأنّ عامة الناس في المدن والحواضر الكبرى، من اسطنبول إلى مكة، إلى القاهرة، استمروا في شرب القهوة في الشوارع والمقاهي، وحتى عند صدور فرمانات التحريم، كانوا يشربونها سراً في المنازل




تابع 👇👇👇👇 المنشورات
#تاريخ_الطب



السلطان سليمان القانوني أصدر مرسوماً في العام 1543 إلى إحدى القوافل المتجهة إلى مكة المكرمة ينصّ على عدم السماح بشرب القهوة، غير أنّ أهالي المدينة لم ينصاعوا هذه المرة لأوامر السلطان العثماني.