--------
رياض الصالح الحسين- لا أحد:
فتحت الباب
لم يدخله أحد
لا ضيف، لا امرأة، لا شرطي
فتحت النوافذ
لم يدخلها أحد
لا هواء، لا فراشة، لا أغنية تائهة
فتحت قلبي
لم يدخله أحد
لا نهر، لا رصاصة، لا طير
وها أنذا الآن
مغلقًا ووحيدًا
أنادي
تعالي.
--------
رياض الصالح الحسين- لا أحد:
فتحت الباب
لم يدخله أحد
لا ضيف، لا امرأة، لا شرطي
فتحت النوافذ
لم يدخلها أحد
لا هواء، لا فراشة، لا أغنية تائهة
فتحت قلبي
لم يدخله أحد
لا نهر، لا رصاصة، لا طير
وها أنذا الآن
مغلقًا ووحيدًا
أنادي
تعالي.
--------
الشعر والحاسة الشاعرية، من يوميات بيسوا
12 يوليو، 2018، أحمد بادغيش في الإنتاج الفني والسردي.
كتب في مذكراته، والتي ترجمها الأستاذ (المهدي أخريف)، ونشرتها دار توبقال بعنوان (اليوميات)، نصًا يحكي فيه بداية عن تفاهة الإنسان، يقول فيه:
وحينئذ، ما الإنسان في ذاته؟ أليس سوى حشرة تافهة تطنّ مصطدمة بزجاج نافذة؟ ذلك لأنه أعمى، غير قادر على النظر ولا على التحقق مما يوجد بينه وبين الضوء. لذلك يتحمس مجتهدًا في محاولة الدنو أكثر فأكثر، فكيف للعلم أن يساعده؟ في إمكانية معرفة متانة الزجاج أو هشاشته معًا، والتأكد من مدى سُمك جزء منه ورهافة جزء آخر؛ واحد أثخن وآخر أرهف. بهذا كله ما مدى دنوّك من الضوء أيها الفيلسوف اللطيف؟ وما مقدار ازدياد إمكانات الرؤية لديك؟
هل بوسع الإيمان بأن يجعل رجل الموهبة، أعني الشاعر. في أن يبلغ على نحو معين حد تهشيم الزجاج باتجاه الضوء، ليشعر بالفرح والفتور الناجمين عن الإنوجاد أبعد فأبعد عن الآخرين جميعًا؟ لكن أليس هو نفسه أيضًا أعمى؟ هل تمكن أحد، من الدنو من الحقيقة الأبدية؟
يتابع بعد ذلك قائلًا:
دعوني أمضي باستعارتي نحو الأبد. بعضهم يبتعدون عن الباب الزجاجي في الاتجاه المعاكس، إلى الخلف، ويصيحون عندما يتأكدون من أنهم لم يصطدموا بالزجاج، لأنه ليس خلفهم. ويقولون: «لقد مررنا».
أنا شاعر محفز بالفلسفة، ولست فيلسوفًا ذا مزايا شعرية؛ مفتون أنا بملاحظة جمال الأشياء وبرسم اللامرئي والمتناهي الصغر مما يميز الروح الشعرية للكون.
شعرية الأرض لا تموت أبدًا. في وسعنا القول أن عصورًا سالفة معينة كانت شعرية. لكن بوسعنا القول أن الشعر موجود في كل شيء، في البر وفي البحر، في البحيرة، وعلى ضفة النهر، وموجودة أيضًا في المدينة، لا تنكر ذلك، يبدو جليًا أمام عينيّ وأنا جالس؛ ثمة شعر في ضوضاء السيارات على قارعة الطريق، في أيّما حركة مبتذلة ومضحكة لصبّاغ في الناحية الأخرى من الشارع وهو يلوّن إعلانًا لدكّان اللحّام.
ثم يقول عن الحاسة الشعرية:
الحاسة الأعمق لديّ تهيمن على حواسي الخمس على نحو يجعلني أرى أشياء الحياة، أنا واثق، بصورة مختلفة عن باقي البشر. لقد وُجد أو يوجد، بالنسبة إليّ ثراء في مدلول شيء مضحك وتافه، في مفتاح، باب، مسمار في جدار، في شاربي هر. بالنسبة إليّ ثمة إيماء روحي تام في دجاجة تعبر الطريق مقوقئة، يوجد بالنسبة إليّ مدلول أعمق من خوف الأشخاص في رائحة الصندل، في علبة أعواد ثقاب منسية، في ورقتين وسختين في يوم عاصف تطوفان الهواء، ثم تتبعان شارعًا سفليًا.
ويوضح بعد ذلك سبب استشعاره الشعري لهذه اللحظات البسيطة في الحياة، فيقول:
وذلك لأن الشعر دهشة وحيرة، مثل كائن سقط من السماء ثم تأكد أثناء سقوطه ذاهلًا من سقطته. مثل مَن عرف أشياء الروح وفي مجاهدته لتذكر تلك المعرفة تحقق من أن تلك الأشياء لم تكن كما عرفها ولا وفق تلك الصورة وتلك الشروط، ثم وجد نفسه عاجزًا عن تذكر المزيد.
على الفنان أن يكون رائعًا ونبيلًا، لأن من يُعجب بالجمال لا يجب أن يفتقر إليه. ولا شك في أن ما يسبب ألمًا رهيبًا للفنان هو ألا يجد في نفسه شيئًا مما يبحث عنه بعناء. من يستطيع وهو يتأمل صورة شيلي، وكيتس، بيرون، وميلتون وإدغاربو ومحل إعجاب كما كانوا يمتلكون حرارة العيش والفرح الإلهي، تمامًا كما يليق بأي شاعر، وأي إنسان.
•••••
12 يوليو، 2018، أحمد بادغيش في الإنتاج الفني والسردي.
كتب في مذكراته، والتي ترجمها الأستاذ (المهدي أخريف)، ونشرتها دار توبقال بعنوان (اليوميات)، نصًا يحكي فيه بداية عن تفاهة الإنسان، يقول فيه:
وحينئذ، ما الإنسان في ذاته؟ أليس سوى حشرة تافهة تطنّ مصطدمة بزجاج نافذة؟ ذلك لأنه أعمى، غير قادر على النظر ولا على التحقق مما يوجد بينه وبين الضوء. لذلك يتحمس مجتهدًا في محاولة الدنو أكثر فأكثر، فكيف للعلم أن يساعده؟ في إمكانية معرفة متانة الزجاج أو هشاشته معًا، والتأكد من مدى سُمك جزء منه ورهافة جزء آخر؛ واحد أثخن وآخر أرهف. بهذا كله ما مدى دنوّك من الضوء أيها الفيلسوف اللطيف؟ وما مقدار ازدياد إمكانات الرؤية لديك؟
هل بوسع الإيمان بأن يجعل رجل الموهبة، أعني الشاعر. في أن يبلغ على نحو معين حد تهشيم الزجاج باتجاه الضوء، ليشعر بالفرح والفتور الناجمين عن الإنوجاد أبعد فأبعد عن الآخرين جميعًا؟ لكن أليس هو نفسه أيضًا أعمى؟ هل تمكن أحد، من الدنو من الحقيقة الأبدية؟
يتابع بعد ذلك قائلًا:
دعوني أمضي باستعارتي نحو الأبد. بعضهم يبتعدون عن الباب الزجاجي في الاتجاه المعاكس، إلى الخلف، ويصيحون عندما يتأكدون من أنهم لم يصطدموا بالزجاج، لأنه ليس خلفهم. ويقولون: «لقد مررنا».
أنا شاعر محفز بالفلسفة، ولست فيلسوفًا ذا مزايا شعرية؛ مفتون أنا بملاحظة جمال الأشياء وبرسم اللامرئي والمتناهي الصغر مما يميز الروح الشعرية للكون.
شعرية الأرض لا تموت أبدًا. في وسعنا القول أن عصورًا سالفة معينة كانت شعرية. لكن بوسعنا القول أن الشعر موجود في كل شيء، في البر وفي البحر، في البحيرة، وعلى ضفة النهر، وموجودة أيضًا في المدينة، لا تنكر ذلك، يبدو جليًا أمام عينيّ وأنا جالس؛ ثمة شعر في ضوضاء السيارات على قارعة الطريق، في أيّما حركة مبتذلة ومضحكة لصبّاغ في الناحية الأخرى من الشارع وهو يلوّن إعلانًا لدكّان اللحّام.
ثم يقول عن الحاسة الشعرية:
الحاسة الأعمق لديّ تهيمن على حواسي الخمس على نحو يجعلني أرى أشياء الحياة، أنا واثق، بصورة مختلفة عن باقي البشر. لقد وُجد أو يوجد، بالنسبة إليّ ثراء في مدلول شيء مضحك وتافه، في مفتاح، باب، مسمار في جدار، في شاربي هر. بالنسبة إليّ ثمة إيماء روحي تام في دجاجة تعبر الطريق مقوقئة، يوجد بالنسبة إليّ مدلول أعمق من خوف الأشخاص في رائحة الصندل، في علبة أعواد ثقاب منسية، في ورقتين وسختين في يوم عاصف تطوفان الهواء، ثم تتبعان شارعًا سفليًا.
ويوضح بعد ذلك سبب استشعاره الشعري لهذه اللحظات البسيطة في الحياة، فيقول:
وذلك لأن الشعر دهشة وحيرة، مثل كائن سقط من السماء ثم تأكد أثناء سقوطه ذاهلًا من سقطته. مثل مَن عرف أشياء الروح وفي مجاهدته لتذكر تلك المعرفة تحقق من أن تلك الأشياء لم تكن كما عرفها ولا وفق تلك الصورة وتلك الشروط، ثم وجد نفسه عاجزًا عن تذكر المزيد.
على الفنان أن يكون رائعًا ونبيلًا، لأن من يُعجب بالجمال لا يجب أن يفتقر إليه. ولا شك في أن ما يسبب ألمًا رهيبًا للفنان هو ألا يجد في نفسه شيئًا مما يبحث عنه بعناء. من يستطيع وهو يتأمل صورة شيلي، وكيتس، بيرون، وميلتون وإدغاربو ومحل إعجاب كما كانوا يمتلكون حرارة العيش والفرح الإلهي، تمامًا كما يليق بأي شاعر، وأي إنسان.
•••••
--------
فرناندو بيسوا- التهام الكون:
رغبة فيزيقية في التهام الكون
تستولي على تفكيري أحيانًا
عنفُ سرعة مفرطة
للاستيلاء على السماوات والنجوم
يلاحقني كتأنيب ناجم عن عدم
ارتكاب جريمة.
كمن ينظر إلى البحر
أنظرُ إلى من يرحلون مسافرین
أنظر إلى القطارات نظرتي إلى غریب
أشياءُ ضخمة وحديدية غير معقولة
تحمل أرواحًا
تحمل أحاسيس بالحياة وبذواتها
إلى أماكن واقعية حقًا
إلى أماكن - يصعب تصديقها -
موجودة بالفعل، لا أدري كيف!،
لكن ليس في الفضاء ولا في الزمن
وثمة أناس ذوو حیوات واقعية
تمضي ساعة إثر ساعة مثل حيواتنا نحن...
آه، من أجل إحساس فيزيقي جديد
امتلكت أنا الكون بكامله،
حاسة لمس جديدة جعلتني
أنتمي إلى كينونتي المتسلطة فيزيقيًا،
إلى الكون بكل شموسه ونجومه
والحيوات المتعددة لأرواحه.
--------
فرناندو بيسوا- التهام الكون:
رغبة فيزيقية في التهام الكون
تستولي على تفكيري أحيانًا
عنفُ سرعة مفرطة
للاستيلاء على السماوات والنجوم
يلاحقني كتأنيب ناجم عن عدم
ارتكاب جريمة.
كمن ينظر إلى البحر
أنظرُ إلى من يرحلون مسافرین
أنظر إلى القطارات نظرتي إلى غریب
أشياءُ ضخمة وحديدية غير معقولة
تحمل أرواحًا
تحمل أحاسيس بالحياة وبذواتها
إلى أماكن واقعية حقًا
إلى أماكن - يصعب تصديقها -
موجودة بالفعل، لا أدري كيف!،
لكن ليس في الفضاء ولا في الزمن
وثمة أناس ذوو حیوات واقعية
تمضي ساعة إثر ساعة مثل حيواتنا نحن...
آه، من أجل إحساس فيزيقي جديد
امتلكت أنا الكون بكامله،
حاسة لمس جديدة جعلتني
أنتمي إلى كينونتي المتسلطة فيزيقيًا،
إلى الكون بكل شموسه ونجومه
والحيوات المتعددة لأرواحه.
--------
--------
فرناندو بيسوا- أي معنى:
أي معنی
لوجود کینونة
أي شيء یعنیه وجود کائنات
ما معنى وجود حياة
في نباتات في حيوانات
في بشر
ووجود أشياء يبنيها
الإنسان،
فرح عجيب بأشياء وكائنات
أمام الجهل بكيف أمكن لهذا كله
أن يكون!...
--------
فرناندو بيسوا- أي معنى:
أي معنی
لوجود کینونة
أي شيء یعنیه وجود کائنات
ما معنى وجود حياة
في نباتات في حيوانات
في بشر
ووجود أشياء يبنيها
الإنسان،
فرح عجيب بأشياء وكائنات
أمام الجهل بكيف أمكن لهذا كله
أن يكون!...
--------
--------
فرناندو بيسوا- يوميات في الظل:
أما زلتِ تذكريني؟
أنتِ عرفتني منذ زمن بعيد...
كنت أنا ذلك الطفل الحزين الذي لم يكن يعجبكِ،
والذي صرتِ تهتمين به بالتدريج فيما بعد
(بسبب الضجر، والحزن، وشيء آخر إضافي)
والذي نال إعجابكِ في النهاية، بدون أن تعرفي لماذا
أتذكُرین؟
الطفل الحزين الذي كان يلعب في الشاطئ بهدوء،
وحيدًا، بعيدًا عن الاخرين.
والذي كان يرسل إليكِ من حين لآخر
نظرة حزينة لكن بدون أسی...
أراكِ تنظرين إليَّ مُطرقة من حين لحين...
هل تذكرت؟ أتريدين أن تري إن كنتِ تذكرتِ؟
حسنًا أعرف ذلك...
أما زلت تشعرين - بدون أن تدري- في محيايّ
الهادئ والحزين بالطفل الحزين الذي كان يلعب
دائمًا بعيدًا عن الآخرين والذي كان من حين إلى آخر
ينظر إليكِ بحزن، لكن بدون أسی؟
أعرف أنكِ تنظرين إليَّ، وأنكِ لا تدركين
مدى الحزن الذي يظهرني حزينًا
إذ ما هو بأسى ولا نوسطلجيا، ما هو باستياء ولا غمّ..
آه هو الحزن، حُزنُ ذلك الذي في
الأرض الكبرى لما قبل الولادة،
سيمنحه الله السر
سر الخواء المطلق للأشياء،
ووهم العالم،
هو الحزن العضال لذلك الذي
يعلم بألا فائدة لشيء، لا قيمة لشيء،
أن المجهود استنزاف عبثي
أن الحياة فضاء فارغ،
لأن الخيبة من الوهم تأتي،
والموت هو معنى الحياة....
هذا ما ترينه - لكن ليس هذا فحسب ۔
في محيايّ ويجعلكِ تنظرين إليَّ، مغضية بصركِ
من حين لآخر...
ثمة، علاوة على هذا،
ذلك الفزع الأسود، تلك القشعريرة المظلمة
التي ينبغي أن تستبد بالروح
بفعل وجود سر إلاهي ملفوظ
في الأرض الكبرى لما قبل الولادة، حيث الحياة
كما تومض بعد نحو الأبعد،
والكون الوضاء والمعقد كله ما يزال
في طور الإنشاء.
إذا لم يُعرّفني هذا، فلا شيء يُعرّفني
لأن السر الذي باح لي الله به
لم يكن هذا فحسب.
أبغي أن أكون اليوم، في الجانب اللاواقعي،
الغاية الكامنة في ذلك، واجبي في فهم ما لا يُفهم
شعوري بأن ثمت من بمقدوره الشعور،
انشغالي الأكبر بأن أُمنع - في الطفولة -
هيمنة الأحلام المُهندسة في الضوء،
أجل، هذا هو ما يسبغ شیخوخة سابقة
على طفولتي في محيايّ،
وما يتجاوز فرحي في نظرتي
تنظرين خلسة إليَّ، من حين إلى آخر
ولا تفهميني
وتعاودين النظر، خلسة دائمًا...
بدون إلاه لا حياة ثمة في هذه الحياة
ولن تستطيعي الفهم أبدًا.
--------
فرناندو بيسوا- يوميات في الظل:
أما زلتِ تذكريني؟
أنتِ عرفتني منذ زمن بعيد...
كنت أنا ذلك الطفل الحزين الذي لم يكن يعجبكِ،
والذي صرتِ تهتمين به بالتدريج فيما بعد
(بسبب الضجر، والحزن، وشيء آخر إضافي)
والذي نال إعجابكِ في النهاية، بدون أن تعرفي لماذا
أتذكُرین؟
الطفل الحزين الذي كان يلعب في الشاطئ بهدوء،
وحيدًا، بعيدًا عن الاخرين.
والذي كان يرسل إليكِ من حين لآخر
نظرة حزينة لكن بدون أسی...
أراكِ تنظرين إليَّ مُطرقة من حين لحين...
هل تذكرت؟ أتريدين أن تري إن كنتِ تذكرتِ؟
حسنًا أعرف ذلك...
أما زلت تشعرين - بدون أن تدري- في محيايّ
الهادئ والحزين بالطفل الحزين الذي كان يلعب
دائمًا بعيدًا عن الآخرين والذي كان من حين إلى آخر
ينظر إليكِ بحزن، لكن بدون أسی؟
أعرف أنكِ تنظرين إليَّ، وأنكِ لا تدركين
مدى الحزن الذي يظهرني حزينًا
إذ ما هو بأسى ولا نوسطلجيا، ما هو باستياء ولا غمّ..
آه هو الحزن، حُزنُ ذلك الذي في
الأرض الكبرى لما قبل الولادة،
سيمنحه الله السر
سر الخواء المطلق للأشياء،
ووهم العالم،
هو الحزن العضال لذلك الذي
يعلم بألا فائدة لشيء، لا قيمة لشيء،
أن المجهود استنزاف عبثي
أن الحياة فضاء فارغ،
لأن الخيبة من الوهم تأتي،
والموت هو معنى الحياة....
هذا ما ترينه - لكن ليس هذا فحسب ۔
في محيايّ ويجعلكِ تنظرين إليَّ، مغضية بصركِ
من حين لآخر...
ثمة، علاوة على هذا،
ذلك الفزع الأسود، تلك القشعريرة المظلمة
التي ينبغي أن تستبد بالروح
بفعل وجود سر إلاهي ملفوظ
في الأرض الكبرى لما قبل الولادة، حيث الحياة
كما تومض بعد نحو الأبعد،
والكون الوضاء والمعقد كله ما يزال
في طور الإنشاء.
إذا لم يُعرّفني هذا، فلا شيء يُعرّفني
لأن السر الذي باح لي الله به
لم يكن هذا فحسب.
أبغي أن أكون اليوم، في الجانب اللاواقعي،
الغاية الكامنة في ذلك، واجبي في فهم ما لا يُفهم
شعوري بأن ثمت من بمقدوره الشعور،
انشغالي الأكبر بأن أُمنع - في الطفولة -
هيمنة الأحلام المُهندسة في الضوء،
أجل، هذا هو ما يسبغ شیخوخة سابقة
على طفولتي في محيايّ،
وما يتجاوز فرحي في نظرتي
تنظرين خلسة إليَّ، من حين إلى آخر
ولا تفهميني
وتعاودين النظر، خلسة دائمًا...
بدون إلاه لا حياة ثمة في هذه الحياة
ولن تستطيعي الفهم أبدًا.
--------
--------
فرناندو بيسوا- حزين أنا:
حزينٌ أنا اليوم مثل مرکب
أسود تحت الشمس.
فرحتي مضتْ مع الحقائب
فؤادي عبر منزل السكون يسير
فاتحًا أبوابًا مُترصدًا غُرفًا..
كل هذا الذي لا معنى له
هو معنى حياتي الجوهريُّ..
أذكر جيدًا نظرتها
ما فتئت تخترق وحي
كخطر النار في الليل
أذكر جيدًا نظرتها - ما تبقى..
نعم، ما تبقى فقط يشبه الحياة.
أمس، مررتُ، كأيَّ شخص بالشوارع،
إلى الواجهات نظرت بلا مبالاة،
لم ألتقِ بأصدقاء أبادِلهم الحديث.
بغتة رأيتني حزينًا، حزينًا حتى الموت.
حزينًا إلى حَد بدا لي معه احتمالُ
العيشِ غدًا مستحيلا، ليس
لأنني سأموت أو أقتلُ نفسي
وإنما لأن العيش غدًا سيكون
مستحيلا لا أكثر ولا أقل.
أدخن، أحلم، مستندًا إلى المقعد
يؤلمني العيش مثل وضع غير مريح،
ينبغي أن توجد جُزر هنالك
باتجاه جنوب الأشياء حيث الألم
أكثر لُيونةً،
حيث العيش يُكلف مجهودًا
أقلَّ للتفكير،
وحيث بوسع الناس إغماضُ الأعين
والنوم تحت الشمس، والإفاقة بدون أن
يتوجب عليهم التفكير في واجبات اجتماعية
ولا أيّ يوم من الشهر أو الأسبوع
هو هذا اليوم
أحضن في صدري،
حضني لعدوَّ أخشى الإساءة إليه،
قلبًا مُفرط العفوية
يُحس بكل ما أحلم به كما لو كان واقعيًا
بالقدم يعزف لحن الأغاني
التي يُنشدها تفكيري،
أغاني حزينة كالأزقة عند المطر.
فلتُعطني ورودًا وزنابق
أزهارًا كثيرة، أزهارًا كيفما كانت،
على أن تكون كثيرة،
لا، ولا حتى زهورًا كثيرة،
حدثني فحسب عن إعطائك إيَّاي
أزهارًا كثيرة...
ولا حتى هذا.. أصّغِ فقط إليَّ
بصَبر كُلما طلبت منك إعطائي أزهارًا
لتكن تلك الأزهار التي تعطيني...
آه أحزاني، أحزان المراكب العابرة للنهر
تحت السماء المغمورة بالشمس!
تألُمي من الواقع العاري!
البكاء، أرغب في البكاء كطفل
بالرأس على الذراعين المتقاطعين فوق المائدة
والحياة محسوسة كنسمة تلمس العنق،
على ذلك الوضع متأهبًا للبكاء.
الرجل الذي يَبري قلم الرصاص
من نافذة المكتب تثير انتباهي
الحركةُ المبتذلة ليديه،
وجودُ قلم رصاص يُبْرَی
وأشخاص يبرونه إزاء النافذة
أمرٌ في غاية الغرابة!
والعجيب الأعجبُ هو واقعيةُ
هذه الأشياء!
أنظر إلى الرجل أنسى الشمس والسماء.
واقعية العالم تُسبب لي وجعًا في الرأس.
الزهرة الساقطة على الأرض.
الزهرة الذّاوية (زهرة بيضاء مع اصفرار)
تسقطُ على الأرض...
ما معنى الحياة؟
(أي معنى للحياة؟)
--------
فرناندو بيسوا- حزين أنا:
حزينٌ أنا اليوم مثل مرکب
أسود تحت الشمس.
فرحتي مضتْ مع الحقائب
فؤادي عبر منزل السكون يسير
فاتحًا أبوابًا مُترصدًا غُرفًا..
كل هذا الذي لا معنى له
هو معنى حياتي الجوهريُّ..
أذكر جيدًا نظرتها
ما فتئت تخترق وحي
كخطر النار في الليل
أذكر جيدًا نظرتها - ما تبقى..
نعم، ما تبقى فقط يشبه الحياة.
أمس، مررتُ، كأيَّ شخص بالشوارع،
إلى الواجهات نظرت بلا مبالاة،
لم ألتقِ بأصدقاء أبادِلهم الحديث.
بغتة رأيتني حزينًا، حزينًا حتى الموت.
حزينًا إلى حَد بدا لي معه احتمالُ
العيشِ غدًا مستحيلا، ليس
لأنني سأموت أو أقتلُ نفسي
وإنما لأن العيش غدًا سيكون
مستحيلا لا أكثر ولا أقل.
أدخن، أحلم، مستندًا إلى المقعد
يؤلمني العيش مثل وضع غير مريح،
ينبغي أن توجد جُزر هنالك
باتجاه جنوب الأشياء حيث الألم
أكثر لُيونةً،
حيث العيش يُكلف مجهودًا
أقلَّ للتفكير،
وحيث بوسع الناس إغماضُ الأعين
والنوم تحت الشمس، والإفاقة بدون أن
يتوجب عليهم التفكير في واجبات اجتماعية
ولا أيّ يوم من الشهر أو الأسبوع
هو هذا اليوم
أحضن في صدري،
حضني لعدوَّ أخشى الإساءة إليه،
قلبًا مُفرط العفوية
يُحس بكل ما أحلم به كما لو كان واقعيًا
بالقدم يعزف لحن الأغاني
التي يُنشدها تفكيري،
أغاني حزينة كالأزقة عند المطر.
فلتُعطني ورودًا وزنابق
أزهارًا كثيرة، أزهارًا كيفما كانت،
على أن تكون كثيرة،
لا، ولا حتى زهورًا كثيرة،
حدثني فحسب عن إعطائك إيَّاي
أزهارًا كثيرة...
ولا حتى هذا.. أصّغِ فقط إليَّ
بصَبر كُلما طلبت منك إعطائي أزهارًا
لتكن تلك الأزهار التي تعطيني...
آه أحزاني، أحزان المراكب العابرة للنهر
تحت السماء المغمورة بالشمس!
تألُمي من الواقع العاري!
البكاء، أرغب في البكاء كطفل
بالرأس على الذراعين المتقاطعين فوق المائدة
والحياة محسوسة كنسمة تلمس العنق،
على ذلك الوضع متأهبًا للبكاء.
الرجل الذي يَبري قلم الرصاص
من نافذة المكتب تثير انتباهي
الحركةُ المبتذلة ليديه،
وجودُ قلم رصاص يُبْرَی
وأشخاص يبرونه إزاء النافذة
أمرٌ في غاية الغرابة!
والعجيب الأعجبُ هو واقعيةُ
هذه الأشياء!
أنظر إلى الرجل أنسى الشمس والسماء.
واقعية العالم تُسبب لي وجعًا في الرأس.
الزهرة الساقطة على الأرض.
الزهرة الذّاوية (زهرة بيضاء مع اصفرار)
تسقطُ على الأرض...
ما معنى الحياة؟
(أي معنى للحياة؟)
--------
--------
فرناندو بيسوا- أرق:
لا أنام، ولا أتوقع أن أنام
ولا حتى في الموت أتوقع النوم.
بانتظاري أرقٌ بسعة النجوم،
وتثاؤبٌ غير مُجدٍ بطُول العالم.
لا أنام؛ لا أستطيع القراءة عندما أستيقظ في الليل
لا أستطيع الكتابة عندما أستيقظ ليلاً،
لا أستطيع التفكير عندما أستيقظ،
يا إلاهي لا أستطيع حتى أن أحلم
عندما أستيقظ في الليل.
آه، لو بيدي أفيونُ أن أتحولَ
إلى أي شخص آخر!
لا أنام. راقد أنا، جثة مستيقظة، بها إحساس،
وإحساسي محض أفكار فارغة.
عبري تمر، مشوشةً، أشياء لم تحدث لي،
كل تلك الأشياء التي أندم عليها وألومُ نفسي بسببها-؛
عبري تمر، مشوشةً، أشياء ليس لها وجود،
ومع ذلك أشعر بالذنب والندم تجاهها، فيجفوني النوم.
لا جهد لدي على امتلاك ما يكفي من طاقة
لإشعال سيجارة.
أنظر إلى الحائط المتاخم للغرفة كما لو كان الكون.
هنالك في الخارج يوجد سكونُ ذلك كله.
سکونٌ هائل مرعب في أي مناسبة أخرى،
أي مناسبة أخرى، كان بوسعي الإحساس فيها.
أكتب أبياتًا جذابة بالفعل،
أبياتًا تقول بأنه ليس لدي ما أقول،
أبياتًا تصر على قول هذا،...
أبيات، أبيات، أبيات، أبيات...
أبيات كثيرة...
والحقيقة كلها، والحياة كلها توجد خارج الأبيات
وخارج ذاتي!
بي رغبة في النوم ولا أنام، أحسُّ ولا أعرف
فيم ينبغي لي الإحساس!
إحساسٌ خالص أنا بدون شخص يحس،
تجرید محض لوعي ذاتي بدون موضوع،
عدا ما هو ضروري للإحساس بالوعي،
عدا، ماذا أعرف أنا عدا ماذا...
لا أنام. لا أنام. لا أنام.
أيُّ نعاس شاسع في الرأس كله وعلى العينين
وفي الروح!
أي نعاس في كل شيء عدا القدرة على النعاس!
آه أيها الصباح.. كم تتأخر في القدوم...
تعالَ، عبثًا، تعال،
التجلب لي نهارًا آخر كهذا، يليه ليل
آخر كهذا...
تعال كي تحمل إلي بهجة ذلك الأمل الحزين،
لأنك مبهج، ودائما تجلب أملا،
وفق أدب الأحاسيس التقليدي.
تعال، واحمل الأمل، الأمل،
تعبي ينفذ عبر اللحاف إلى الداخل.
يؤلمني الظهر لكوني غير مضطجع على الجنب.
لو كنت مضطجعا على الجنب لآلمني الظهر
جراء اضطجاعي على الجنب.
تعال، أيها الصباح، صِل!
كم الساعة؟ لا أعلم،
لا طاقة لي لأمد يدي إلى الساعة،
لا طاقة لي للقيام بأي شيء، أي شيء آخر...
سوى هذه الأبيات، المكتوبة
في اليوم الموالي.
نعم، المكتوبة في اليوم الموالي
جميع الأبيات تكتب دائما في اليوم الموالي.
اليل شامل، سکون مطلق، هنالك في
الخارج، سلام يعم الطبيعة كلها.
الإنسانية تستريح وتنسى مَراراتها.
تماما.
الإنسانية تنسى أفراحها ومراراتها.
غالبا ما يقال هذا.
الإنسانية تنسى، الإنسانية تنسی،
حتى وهي مستيقظة تنسی.
تماما.
وأنا لا أنام
1929-3-27
--------
فرناندو بيسوا- أرق:
لا أنام، ولا أتوقع أن أنام
ولا حتى في الموت أتوقع النوم.
بانتظاري أرقٌ بسعة النجوم،
وتثاؤبٌ غير مُجدٍ بطُول العالم.
لا أنام؛ لا أستطيع القراءة عندما أستيقظ في الليل
لا أستطيع الكتابة عندما أستيقظ ليلاً،
لا أستطيع التفكير عندما أستيقظ،
يا إلاهي لا أستطيع حتى أن أحلم
عندما أستيقظ في الليل.
آه، لو بيدي أفيونُ أن أتحولَ
إلى أي شخص آخر!
لا أنام. راقد أنا، جثة مستيقظة، بها إحساس،
وإحساسي محض أفكار فارغة.
عبري تمر، مشوشةً، أشياء لم تحدث لي،
كل تلك الأشياء التي أندم عليها وألومُ نفسي بسببها-؛
عبري تمر، مشوشةً، أشياء ليس لها وجود،
ومع ذلك أشعر بالذنب والندم تجاهها، فيجفوني النوم.
لا جهد لدي على امتلاك ما يكفي من طاقة
لإشعال سيجارة.
أنظر إلى الحائط المتاخم للغرفة كما لو كان الكون.
هنالك في الخارج يوجد سكونُ ذلك كله.
سکونٌ هائل مرعب في أي مناسبة أخرى،
أي مناسبة أخرى، كان بوسعي الإحساس فيها.
أكتب أبياتًا جذابة بالفعل،
أبياتًا تقول بأنه ليس لدي ما أقول،
أبياتًا تصر على قول هذا،...
أبيات، أبيات، أبيات، أبيات...
أبيات كثيرة...
والحقيقة كلها، والحياة كلها توجد خارج الأبيات
وخارج ذاتي!
بي رغبة في النوم ولا أنام، أحسُّ ولا أعرف
فيم ينبغي لي الإحساس!
إحساسٌ خالص أنا بدون شخص يحس،
تجرید محض لوعي ذاتي بدون موضوع،
عدا ما هو ضروري للإحساس بالوعي،
عدا، ماذا أعرف أنا عدا ماذا...
لا أنام. لا أنام. لا أنام.
أيُّ نعاس شاسع في الرأس كله وعلى العينين
وفي الروح!
أي نعاس في كل شيء عدا القدرة على النعاس!
آه أيها الصباح.. كم تتأخر في القدوم...
تعالَ، عبثًا، تعال،
التجلب لي نهارًا آخر كهذا، يليه ليل
آخر كهذا...
تعال كي تحمل إلي بهجة ذلك الأمل الحزين،
لأنك مبهج، ودائما تجلب أملا،
وفق أدب الأحاسيس التقليدي.
تعال، واحمل الأمل، الأمل،
تعبي ينفذ عبر اللحاف إلى الداخل.
يؤلمني الظهر لكوني غير مضطجع على الجنب.
لو كنت مضطجعا على الجنب لآلمني الظهر
جراء اضطجاعي على الجنب.
تعال، أيها الصباح، صِل!
كم الساعة؟ لا أعلم،
لا طاقة لي لأمد يدي إلى الساعة،
لا طاقة لي للقيام بأي شيء، أي شيء آخر...
سوى هذه الأبيات، المكتوبة
في اليوم الموالي.
نعم، المكتوبة في اليوم الموالي
جميع الأبيات تكتب دائما في اليوم الموالي.
اليل شامل، سکون مطلق، هنالك في
الخارج، سلام يعم الطبيعة كلها.
الإنسانية تستريح وتنسى مَراراتها.
تماما.
الإنسانية تنسى أفراحها ومراراتها.
غالبا ما يقال هذا.
الإنسانية تنسى، الإنسانية تنسی،
حتى وهي مستيقظة تنسی.
تماما.
وأنا لا أنام
1929-3-27
--------
—————
ألن غينسبرغ (ت: شريف بقنه)- أغنية:
ثِقَلُ العالَمُ
في الحُبِّ.
تحتَ عبءِ العُزلةِ،
تحت عبءِ الامتعاضِ.
الثِّقَل الّذي نحملُه
هو الحبُّ.
مَنْ يستطيعُ أنْ يُنكرَ؟
أنَّهُ يلامس الجسدَ
في الأحلامِ،
يبني المعجزاتِ
في الأفكارِ،
وثَمَّة عذاباتٌ
حتَّى يُولَد مِن غَوْر الخيال،
ينظرُ مِن القلب
ويحترق بنقاءٍ
لأجل الحياةِ
ولعبءِ الحياةِ،
إنَّه الحبُّ.
لكنَّنا نحمِلُ الثّقلَ
بضجَرٍ،
ولهذا يجب أن يرتاحَ
أخيرًا في أحضانِ الحبِّ،
يجبُ أن يرتاحَ
في أحضان الحبِّ.
لا راحةَ بدون حبٍّ،
لا نومَ بدونِ أحلامٍ
عنِ الحبِّ،
- كُنْ غاضبًا أو هادئًا
مهووسًا بالملائكةِ أو الآلاتِ،
الرغبةُ الأخيرة
هي الحبُّ، -
لا يُمكنُ أن يكونَ مريرًا،
ولا يُمكنُ إنكارُه،
ولا يُمكنُ منعُه
إذا ما تمَّ إنكارُه.
الثّقلُ ثقيلٌ جدًّا.
- يجبُ أن نُعطيَ
ولا ننتظر مقابلًا،
كما تُعطَى الفكرةُ في العزلةِ
بكلِّ روْعتِها
بكلِّ فائضِها.
الأجسادُ الدافئةُ
تضيءُ سويَّةً
في الظَّلامِ،
تتحركُ اليدُ
لمركزِ الجسدِ،
ويقشعرُّ الجلدُ
في سعادةٍ
وتُقْبِلُ الرُّوح
مبهجةً للنَّاظر. -
نعم نعم،
هذا ما أردتُ،
لطالما أردتُ،
لطالما أردتُ،
أنْ أعودَ
الى الجسَدِ
حيثُ ولدتُ.
—————
ألن غينسبرغ (ت: شريف بقنه)- أغنية:
ثِقَلُ العالَمُ
في الحُبِّ.
تحتَ عبءِ العُزلةِ،
تحت عبءِ الامتعاضِ.
الثِّقَل الّذي نحملُه
هو الحبُّ.
مَنْ يستطيعُ أنْ يُنكرَ؟
أنَّهُ يلامس الجسدَ
في الأحلامِ،
يبني المعجزاتِ
في الأفكارِ،
وثَمَّة عذاباتٌ
حتَّى يُولَد مِن غَوْر الخيال،
ينظرُ مِن القلب
ويحترق بنقاءٍ
لأجل الحياةِ
ولعبءِ الحياةِ،
إنَّه الحبُّ.
لكنَّنا نحمِلُ الثّقلَ
بضجَرٍ،
ولهذا يجب أن يرتاحَ
أخيرًا في أحضانِ الحبِّ،
يجبُ أن يرتاحَ
في أحضان الحبِّ.
لا راحةَ بدون حبٍّ،
لا نومَ بدونِ أحلامٍ
عنِ الحبِّ،
- كُنْ غاضبًا أو هادئًا
مهووسًا بالملائكةِ أو الآلاتِ،
الرغبةُ الأخيرة
هي الحبُّ، -
لا يُمكنُ أن يكونَ مريرًا،
ولا يُمكنُ إنكارُه،
ولا يُمكنُ منعُه
إذا ما تمَّ إنكارُه.
الثّقلُ ثقيلٌ جدًّا.
- يجبُ أن نُعطيَ
ولا ننتظر مقابلًا،
كما تُعطَى الفكرةُ في العزلةِ
بكلِّ روْعتِها
بكلِّ فائضِها.
الأجسادُ الدافئةُ
تضيءُ سويَّةً
في الظَّلامِ،
تتحركُ اليدُ
لمركزِ الجسدِ،
ويقشعرُّ الجلدُ
في سعادةٍ
وتُقْبِلُ الرُّوح
مبهجةً للنَّاظر. -
نعم نعم،
هذا ما أردتُ،
لطالما أردتُ،
لطالما أردتُ،
أنْ أعودَ
الى الجسَدِ
حيثُ ولدتُ.
—————
--------
ماريو بينيديتي (ت: شريف بقنه)- أُحبكِ:
يدُكِ هي ما يُربتُ على كتفي
هي مذكّراتي اليومية،
أُحبُّكِ لأنَّ يدَكِ
تعملُ بجِدٍّ مِن أجلِ العدالةِ.
إذا كنتُ أحبكِ، فهذا لأنكِ
حبيبتي وخليلتي وكلُّ شيءٍ،
وعندما نخرجُ في الشَّارع
يدي بيدكِ
نحنُ أكثر مِن اثنينِ.
عيناكِ هُما سحري المجيد
مقابل كلّ الأيَّامِ البائسة،
أُحبُّكِ لِمَا تَبدينَ عليه
وما يبدو منكِ
ويحمله النسيمُ إلى المستقبل.
فمُكِ لكِ ولي
فمكِ الذي لا يُخطئ أبدًا،
أحبكِ لأنَّ فمَكِ
يعرف كيف يهتف مثلَ الثُّوَّار.
إذا كنتُ أُحبكِ، فهذا لأنكِ
حبيبتي وخليلتي وكلُّ شيءٍ،
وعندما نخرجُ في الشارعِ
يدي بيدكِ
نحن أكثر من اثنينِ.
ولوجهكِ النزيهِ
ولخطواتكِ المُشرّدةِ
ولبكائكِ مِن أجل لعالَم،
ولأنَّكِ واحدٌ من البشر، أُحبُّك.
ولأنَّ الحُبَّ ليس مجرّدَ هالةٍ
أو أخلاقًا ساذجةً،
ولأنَّنا زوجينِ
وندرك أنَّنا لسْنا بمفردِنا.
أُحبُّكِ في جَنَّتي
أعنِي بلادي،
حيثُ يعيش النَّاس بسعادةٍ
حتَّى بدون استئذانٍ.
إذا كنتُ أحبُّكِ، فهذا لأنكِ
حبيبتي وخليلتي وكلُّ شيءٍ،
وعندما نخرجُ في الشَّارع
يدي بيدكِ
نحن أكثر مِن اثنينِ.
—————
ماريو بينيديتي (ت: شريف بقنه)- أُحبكِ:
يدُكِ هي ما يُربتُ على كتفي
هي مذكّراتي اليومية،
أُحبُّكِ لأنَّ يدَكِ
تعملُ بجِدٍّ مِن أجلِ العدالةِ.
إذا كنتُ أحبكِ، فهذا لأنكِ
حبيبتي وخليلتي وكلُّ شيءٍ،
وعندما نخرجُ في الشَّارع
يدي بيدكِ
نحنُ أكثر مِن اثنينِ.
عيناكِ هُما سحري المجيد
مقابل كلّ الأيَّامِ البائسة،
أُحبُّكِ لِمَا تَبدينَ عليه
وما يبدو منكِ
ويحمله النسيمُ إلى المستقبل.
فمُكِ لكِ ولي
فمكِ الذي لا يُخطئ أبدًا،
أحبكِ لأنَّ فمَكِ
يعرف كيف يهتف مثلَ الثُّوَّار.
إذا كنتُ أُحبكِ، فهذا لأنكِ
حبيبتي وخليلتي وكلُّ شيءٍ،
وعندما نخرجُ في الشارعِ
يدي بيدكِ
نحن أكثر من اثنينِ.
ولوجهكِ النزيهِ
ولخطواتكِ المُشرّدةِ
ولبكائكِ مِن أجل لعالَم،
ولأنَّكِ واحدٌ من البشر، أُحبُّك.
ولأنَّ الحُبَّ ليس مجرّدَ هالةٍ
أو أخلاقًا ساذجةً،
ولأنَّنا زوجينِ
وندرك أنَّنا لسْنا بمفردِنا.
أُحبُّكِ في جَنَّتي
أعنِي بلادي،
حيثُ يعيش النَّاس بسعادةٍ
حتَّى بدون استئذانٍ.
إذا كنتُ أحبُّكِ، فهذا لأنكِ
حبيبتي وخليلتي وكلُّ شيءٍ،
وعندما نخرجُ في الشَّارع
يدي بيدكِ
نحن أكثر مِن اثنينِ.
—————
--------
فرناندو بيسوا- إلى أبد الجحيم:
لستُ أبكيك يا حبَّي الضائع، لا،
لأنني لم أضعك!
قد أضيعك في الشارع، لكن ليس
بإمكاني أن أضيعك في الكينونة
لأن الكينونة واحدة فيك وفيَّ.
الكثير غيابٌ، لا شيء يضيع!
الأموات جميعهم -بشرًا، أيامًا، رغبات،
غراميات، کراهیات، آلامًا، مسرات-
جميعهم يوجدون بالكاد في قارة أخرى...
ستحين لحظة الرحيل والذهاب إلى رؤيتهم
لاجتماع العائلة والمحبين والأصدقاء
في المجرد، في الواقعي والممكن
في النهائي والإلاهي
هنالك سأجتمع في الحياة والموت
بالأحلام التي لم أحققها،
سأمنح القُبل التي لم تُمنح أبدًا،
سأتلقى الابتسامات التي فاتني تلقيها
سأمتلك في النهاية من الفرح بقدر ما
قاسيتُ من آلام...
آه، أيها الرُبان،
كَم بَقي لرحلة عابرة المحيطات؟
إحمل من في السفينة على العزف -
معزوفات فرحة، مبتذلة، إنسانية مثلما الحياة -
نادِ السفينة بالرحيل، فأنا أريد الرحيل.
يا صوت رفع المرساة، یا حشرجتي،
متى أسمعك في النهاية؟
ارتجاف الخاصرة بسبب خفقان الالات،
- فؤادي في الخفقان النهائي... -
دقة الرواصد، تنهدات الميناء،
مناديل لتوديعي من الميناء حيث يقفون...
إلى ما بعدُ، إلى حين مجيئك، إلى الأبد!
إلى أبد الجحيم، الآن
حتى ما.
--------
فرناندو بيسوا- إلى أبد الجحيم:
لستُ أبكيك يا حبَّي الضائع، لا،
لأنني لم أضعك!
قد أضيعك في الشارع، لكن ليس
بإمكاني أن أضيعك في الكينونة
لأن الكينونة واحدة فيك وفيَّ.
الكثير غيابٌ، لا شيء يضيع!
الأموات جميعهم -بشرًا، أيامًا، رغبات،
غراميات، کراهیات، آلامًا، مسرات-
جميعهم يوجدون بالكاد في قارة أخرى...
ستحين لحظة الرحيل والذهاب إلى رؤيتهم
لاجتماع العائلة والمحبين والأصدقاء
في المجرد، في الواقعي والممكن
في النهائي والإلاهي
هنالك سأجتمع في الحياة والموت
بالأحلام التي لم أحققها،
سأمنح القُبل التي لم تُمنح أبدًا،
سأتلقى الابتسامات التي فاتني تلقيها
سأمتلك في النهاية من الفرح بقدر ما
قاسيتُ من آلام...
آه، أيها الرُبان،
كَم بَقي لرحلة عابرة المحيطات؟
إحمل من في السفينة على العزف -
معزوفات فرحة، مبتذلة، إنسانية مثلما الحياة -
نادِ السفينة بالرحيل، فأنا أريد الرحيل.
يا صوت رفع المرساة، یا حشرجتي،
متى أسمعك في النهاية؟
ارتجاف الخاصرة بسبب خفقان الالات،
- فؤادي في الخفقان النهائي... -
دقة الرواصد، تنهدات الميناء،
مناديل لتوديعي من الميناء حيث يقفون...
إلى ما بعدُ، إلى حين مجيئك، إلى الأبد!
إلى أبد الجحيم، الآن
حتى ما.
--------
--------
فرناندو بيسوا- کون کامل:
أبدأ في معرفة نفسي. أنا غير موجود.
أنا الفاصل بين ما أبغي أن أكون
وما فعله الآخرون بي،
أو نصف ذلك الفاصل، لأن ثمة
حياةً كذلك...
أنا ذلك، في النهاية...
أطفى النور، أغلق البابَ
وكُف عن إحداث ضوضاء بالشبشب
في الممر.
فلأبق وحيدا أنا في الغرفة
مع السكينة الكبرى لنفسي ذاتها.
لديّ کون کامل بتكلفة رخيصة.
--------
فرناندو بيسوا- کون کامل:
أبدأ في معرفة نفسي. أنا غير موجود.
أنا الفاصل بين ما أبغي أن أكون
وما فعله الآخرون بي،
أو نصف ذلك الفاصل، لأن ثمة
حياةً كذلك...
أنا ذلك، في النهاية...
أطفى النور، أغلق البابَ
وكُف عن إحداث ضوضاء بالشبشب
في الممر.
فلأبق وحيدا أنا في الغرفة
مع السكينة الكبرى لنفسي ذاتها.
لديّ کون کامل بتكلفة رخيصة.
--------
--------
فرناندو بيسوا- أعطِني ورودًا:
أعطني ورُودًا، ورُودًا وزنابق،
كل الأزهار جميلة
كل الأزهار مواسية،
لكن في هذه اللحظة من أعصابي
ثمة أزهار مُعينة فحسب تروقني..
لذلك ألقِ عليَّ، ألقِ بكثرة على الرُّوح
زنابق وورودًا وحسب
ورودًا، ورودًا
وزنابق أيضًا
قلبي تحت ظلال الحدائق يبكي
لم أجد من يواسيه
عدا ظلال الحدائِق ذاتها مُتغلغلة
بالبكاء في الروح،
أعطني ورُودًا، ورُودًا
وزنابق أيضًا.
ألمي عتيقٌ
عتاقةَ قارورة عطر غطاها الغبار
ألمي بلا جدوى
كقفص بلا طيور
ألمي حزين صموتٌ
كفضاء في ساحل لا يصل إليه البحر.
من نوافذ القصور الخرِبة
أدنو
أنشغل بالداخل الخارج
كيما أتعزى بالحاضر.
أعطني ورودًا، ورودًا
وزنابق كذلك
مهما أعطيتني من زنابق
لن أتصور الحياة كافية أبدًا
دائما سيظلُّ ينقصني شيء،
دائما سيبقى لي ما أتوق إليه،
مثل مشهد مقفر،
لذلك لا يشغلك ما أفكر فيه
وحتى لو بدا لك ما أطلبه منك،
مع هيأتي المسلولة بلا معنی،
فلتُعطني من ورودك وزنابقك،
أعطني ورودًا، ورودًا،
وزنابق أيضًا...
المرأة التي تبكي
وسط صخب هتافات الجمهور...
البائع المتنقل، ذو المناداة الغريبة
المفعمة فَردية...
رئيس الملائكة المنعزل، التمثال في الكاتدرائية،
نايٌ يفرُّ من ذراعي پان¹ الممدودتين
كل هذا ينحو صوب المركز ذاته،
يسعى إلى الامتزاج والانصهار
في روحي.
أنا أعشق الأشياء كلها
وفؤادي مأوی مفتوح طوال الليل.
لديَّ اهتمام شَرهٌ بالحياة يسعی
إلى فهمها حاسًا بها بشدة.
كل شيء، أحب كل شيء، أحيي كل الأشياء
أخلعُ الإنسانية على الأشياء كلها، على الناس،
على الحجر، الأرواح والآلات،
لكي أضاعف بذلك شخصيتي.
أنتمي إلى الكل لكي أنتمي
أكثر فأكثر إلى ذاتي.
ومطمَحي أن أضم الكون إلى صدري
ضَم المُربية لولِيد.
أحبُّ الأشياء كلها، بعضًا أكثر من بعضٍ،
وليس أبدًا شيئًا أكثر من آخر،
لكن دائما أحبُّ تلك التي أراها
أكثر من تلك رأيتُها أو سأراها.
لا يوجد ما هو أجمل عندي
من الحركة والأحاسيس.
الحياة معرضٌ هائلٌ
والكل أروقة وبهلوانات
أفكر في هذا فأتحنَّن
لكني لا أعرف الراحة أبدًا
أعطني زنابق، مزيدًا من زنابق،
وورودًا كذلك².
¹ إلاه الرعاة عند الإغريق والرومان، برمز للطبيعة ويقدم حاملا للناي عادة.
² واضح تماما هنا -كما في قصائد ومقاطع محددة من قصائد - تأثر کامپوس بأستاذه ألبرتو کایبرو.
--------
فرناندو بيسوا- أعطِني ورودًا:
أعطني ورُودًا، ورُودًا وزنابق،
كل الأزهار جميلة
كل الأزهار مواسية،
لكن في هذه اللحظة من أعصابي
ثمة أزهار مُعينة فحسب تروقني..
لذلك ألقِ عليَّ، ألقِ بكثرة على الرُّوح
زنابق وورودًا وحسب
ورودًا، ورودًا
وزنابق أيضًا
قلبي تحت ظلال الحدائق يبكي
لم أجد من يواسيه
عدا ظلال الحدائِق ذاتها مُتغلغلة
بالبكاء في الروح،
أعطني ورُودًا، ورُودًا
وزنابق أيضًا.
ألمي عتيقٌ
عتاقةَ قارورة عطر غطاها الغبار
ألمي بلا جدوى
كقفص بلا طيور
ألمي حزين صموتٌ
كفضاء في ساحل لا يصل إليه البحر.
من نوافذ القصور الخرِبة
أدنو
أنشغل بالداخل الخارج
كيما أتعزى بالحاضر.
أعطني ورودًا، ورودًا
وزنابق كذلك
مهما أعطيتني من زنابق
لن أتصور الحياة كافية أبدًا
دائما سيظلُّ ينقصني شيء،
دائما سيبقى لي ما أتوق إليه،
مثل مشهد مقفر،
لذلك لا يشغلك ما أفكر فيه
وحتى لو بدا لك ما أطلبه منك،
مع هيأتي المسلولة بلا معنی،
فلتُعطني من ورودك وزنابقك،
أعطني ورودًا، ورودًا،
وزنابق أيضًا...
المرأة التي تبكي
وسط صخب هتافات الجمهور...
البائع المتنقل، ذو المناداة الغريبة
المفعمة فَردية...
رئيس الملائكة المنعزل، التمثال في الكاتدرائية،
نايٌ يفرُّ من ذراعي پان¹ الممدودتين
كل هذا ينحو صوب المركز ذاته،
يسعى إلى الامتزاج والانصهار
في روحي.
أنا أعشق الأشياء كلها
وفؤادي مأوی مفتوح طوال الليل.
لديَّ اهتمام شَرهٌ بالحياة يسعی
إلى فهمها حاسًا بها بشدة.
كل شيء، أحب كل شيء، أحيي كل الأشياء
أخلعُ الإنسانية على الأشياء كلها، على الناس،
على الحجر، الأرواح والآلات،
لكي أضاعف بذلك شخصيتي.
أنتمي إلى الكل لكي أنتمي
أكثر فأكثر إلى ذاتي.
ومطمَحي أن أضم الكون إلى صدري
ضَم المُربية لولِيد.
أحبُّ الأشياء كلها، بعضًا أكثر من بعضٍ،
وليس أبدًا شيئًا أكثر من آخر،
لكن دائما أحبُّ تلك التي أراها
أكثر من تلك رأيتُها أو سأراها.
لا يوجد ما هو أجمل عندي
من الحركة والأحاسيس.
الحياة معرضٌ هائلٌ
والكل أروقة وبهلوانات
أفكر في هذا فأتحنَّن
لكني لا أعرف الراحة أبدًا
أعطني زنابق، مزيدًا من زنابق،
وورودًا كذلك².
¹ إلاه الرعاة عند الإغريق والرومان، برمز للطبيعة ويقدم حاملا للناي عادة.
² واضح تماما هنا -كما في قصائد ومقاطع محددة من قصائد - تأثر کامپوس بأستاذه ألبرتو کایبرو.
--------