This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#المحاضرة_الرابعة (١)
● قوله تعالى : (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5))
(مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ)
● قوله: (من عِلم) (من) هذه إذا دخلت على اسم (ما) النافية، لأن الجملة أصلها (ما لهم به علم) فـ(من علم) أي مالهم به من بداية ما يُطلق عليه علم. فهي هنا تدل على الابتداء، يعني من بداية ما يطلق عليه علم وهو الحد الأدنى للعلم، مثلما مثلا أقول: "ما عندي من مال"، "ما عندي مال"،
●(ما عندي مال) تعني يعني ما عندي مال كثير، لكن لا تنفي أن يكون عندي بعض المال.
لكن لو قلت (ما عندي من مال) يعني من بداية ما يطلق عليه مال.
فالله تبارك وتعالى في قوله (مالهم به) الضمير يعود على قولهم (اتخذ الله ولدا) مالهم بهذا من علم، وفي نفس الوقت ولا لآبائهم، لأنهم دائما يتمسحون في الآباء، يعني يقولون إنا وجدنا آباءنا، فالله ينفي أن يكون لديهم علم بأن الله قد اتخذ ولدا ولا عند آبائهم من علم.
🏷 ثم وبخهم بقوله: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إن يقولون إلا كذبا)
● (كَبُرَتْ كَلِمَةً) هذا يُخبر به عن شيء ضخم وشيء كبير عظيم ولذلك هو يستعمل في الشدة وفي القوة دائما (كبر مقتا عند الله) ، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم).
هذه الكلمة التي خرجت من أفواههم وهي قولهم (اتخذ الله ولدا).
● قوله (من أفواههم) يريد بها أنهم كيف تجرؤا على نطق هذه الكلمة يعني كيف تجرؤ على هذا؟ وذلك يدل على وقاحتهم، ففيهم وقاحة أن يزعموا أن الله قد اتخذ ولدا (وما لهم به من علم ولا لآبائهم) من قبلهم فمن أين أتوا بهذا القول؟!
(إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
ختم الله الآية الكريمة بقوله (إن يقولون إلا كذبا) بأسلوب الحصر والقصر، (إن) هنا نافية، فهنا حصر وقصر بطريق النفي والإثبات، الإثبات في (إلا).
● ويأتي بقوله (يقولون) مضارع دال على التجدد والحدوث، يعني لم يقل (إن قالوا إلا كذبا) حتى يحصر الكذب في قولهم (اتخذ الله ولدا) فقط، لا. هم في طبيعتهم لا يقولون إلا كذبا أي قول يصدر منهم، يعني ليس هذا القول فقط إنما هم لا يقولون إلا كذبا.
ولفظاعة هذا القول أتى الله بالمضارع أي أنهم لا يقولون أبدا إلا كذبا. والكذب هو: الإخبار بغير الواقع.
🏷 ثم يفرع الله على ذلك (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6))
●(لعل) حرف رجاء، والمراد به هنا: تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم، يعني كما نقول: لعلك تفعل، فكأني أحذر الذي أخاطبه بأن يفعل، فقال الله (فلعلك باخع نفسك).
●(باخع) البخع قيل: إنه عِرق في قفا الحيوان وهو يدل على تمام ذبحه لكنه يتطلب غلظة وقوة في الذبح، فالله يقول لنبيه: فلعللك قاتل نفسك أو مُهلك نفسك على أثر هؤلاء، لماذا؟ إن لم يؤمنوا.
وأتى بقوله (يؤمنوا) بالمضارع للدلالة على وقوع الإيمان في المستقبل، يعني هم إن لم يؤمنوا الآن، أو إن لم يؤمنوا في المستقبل أنت تهلك نفسك لأجلهم وهم لا يستحقون هذا.
●إذن: فلعلك مُهلك نفسك لأجل إعراضهم عنك إن استمروا على عدم إيمانهم.
الآثار جمع أثر والأثر هو: ما يؤثره الإنسان، أو ما يكون أثرا له، يعني هم أعرضوا فإعراضهم له أثر في الأرض، فأنت تُهلك نفسك على هذه الآثار لأنهم أعرضوا عنك؟ لا ينبغي أن تهلك نفسك.
إذن: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) أي آثار خطواتهم في إعراضهم عنك.
أثر الإنسان هو أثره في الأرض وهو ماشي في الأرض الرمل، يعني الإنسان وهو ماشي على الأرض الرمل رجله تؤثر في الأرض، ولذلك كان زمان هناك عِلم اسمه علم الاقتفاء، اقتفاء الأثر، يعني كان فيه ناس تعرف هذا القدم قدم مَن، قدم فلان وإلا فلان، يعني عندما يرون قدمه في الحقيقة ويرون أثرها في الأرض يستطيعون أن يجمعوا بين الأمرين أن هذا الأثر أثر قدمه وإلا ليس أثرا لقدمه.
● آثار ما قدموا من أعمال أعم من الأثر بالنسبة للخطوات، إنما الله تبارك وتعالى يكتب ما قدمنا من عمل وأثر هذا العمل.
● يعني مثلا: واحد قال كلمة طيبة فكان أثر تلك الكلمة على من سمعها أنه اهتدى بها، وأنه أقبل على الله بسبب هذه الكلمة الطيبة، فهذا أثر للكلمة التي قالها فلان، ومثلها الكلمة الخبيثة، قال كلمة خبيثة فرددها الناس واتبعوه فيها.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
● قوله تعالى : (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5))
(مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ)
● قوله: (من عِلم) (من) هذه إذا دخلت على اسم (ما) النافية، لأن الجملة أصلها (ما لهم به علم) فـ(من علم) أي مالهم به من بداية ما يُطلق عليه علم. فهي هنا تدل على الابتداء، يعني من بداية ما يطلق عليه علم وهو الحد الأدنى للعلم، مثلما مثلا أقول: "ما عندي من مال"، "ما عندي مال"،
●(ما عندي مال) تعني يعني ما عندي مال كثير، لكن لا تنفي أن يكون عندي بعض المال.
لكن لو قلت (ما عندي من مال) يعني من بداية ما يطلق عليه مال.
فالله تبارك وتعالى في قوله (مالهم به) الضمير يعود على قولهم (اتخذ الله ولدا) مالهم بهذا من علم، وفي نفس الوقت ولا لآبائهم، لأنهم دائما يتمسحون في الآباء، يعني يقولون إنا وجدنا آباءنا، فالله ينفي أن يكون لديهم علم بأن الله قد اتخذ ولدا ولا عند آبائهم من علم.
🏷 ثم وبخهم بقوله: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إن يقولون إلا كذبا)
● (كَبُرَتْ كَلِمَةً) هذا يُخبر به عن شيء ضخم وشيء كبير عظيم ولذلك هو يستعمل في الشدة وفي القوة دائما (كبر مقتا عند الله) ، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم).
هذه الكلمة التي خرجت من أفواههم وهي قولهم (اتخذ الله ولدا).
● قوله (من أفواههم) يريد بها أنهم كيف تجرؤا على نطق هذه الكلمة يعني كيف تجرؤ على هذا؟ وذلك يدل على وقاحتهم، ففيهم وقاحة أن يزعموا أن الله قد اتخذ ولدا (وما لهم به من علم ولا لآبائهم) من قبلهم فمن أين أتوا بهذا القول؟!
(إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
ختم الله الآية الكريمة بقوله (إن يقولون إلا كذبا) بأسلوب الحصر والقصر، (إن) هنا نافية، فهنا حصر وقصر بطريق النفي والإثبات، الإثبات في (إلا).
● ويأتي بقوله (يقولون) مضارع دال على التجدد والحدوث، يعني لم يقل (إن قالوا إلا كذبا) حتى يحصر الكذب في قولهم (اتخذ الله ولدا) فقط، لا. هم في طبيعتهم لا يقولون إلا كذبا أي قول يصدر منهم، يعني ليس هذا القول فقط إنما هم لا يقولون إلا كذبا.
ولفظاعة هذا القول أتى الله بالمضارع أي أنهم لا يقولون أبدا إلا كذبا. والكذب هو: الإخبار بغير الواقع.
🏷 ثم يفرع الله على ذلك (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6))
●(لعل) حرف رجاء، والمراد به هنا: تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم، يعني كما نقول: لعلك تفعل، فكأني أحذر الذي أخاطبه بأن يفعل، فقال الله (فلعلك باخع نفسك).
●(باخع) البخع قيل: إنه عِرق في قفا الحيوان وهو يدل على تمام ذبحه لكنه يتطلب غلظة وقوة في الذبح، فالله يقول لنبيه: فلعللك قاتل نفسك أو مُهلك نفسك على أثر هؤلاء، لماذا؟ إن لم يؤمنوا.
وأتى بقوله (يؤمنوا) بالمضارع للدلالة على وقوع الإيمان في المستقبل، يعني هم إن لم يؤمنوا الآن، أو إن لم يؤمنوا في المستقبل أنت تهلك نفسك لأجلهم وهم لا يستحقون هذا.
●إذن: فلعلك مُهلك نفسك لأجل إعراضهم عنك إن استمروا على عدم إيمانهم.
الآثار جمع أثر والأثر هو: ما يؤثره الإنسان، أو ما يكون أثرا له، يعني هم أعرضوا فإعراضهم له أثر في الأرض، فأنت تُهلك نفسك على هذه الآثار لأنهم أعرضوا عنك؟ لا ينبغي أن تهلك نفسك.
إذن: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) أي آثار خطواتهم في إعراضهم عنك.
أثر الإنسان هو أثره في الأرض وهو ماشي في الأرض الرمل، يعني الإنسان وهو ماشي على الأرض الرمل رجله تؤثر في الأرض، ولذلك كان زمان هناك عِلم اسمه علم الاقتفاء، اقتفاء الأثر، يعني كان فيه ناس تعرف هذا القدم قدم مَن، قدم فلان وإلا فلان، يعني عندما يرون قدمه في الحقيقة ويرون أثرها في الأرض يستطيعون أن يجمعوا بين الأمرين أن هذا الأثر أثر قدمه وإلا ليس أثرا لقدمه.
● آثار ما قدموا من أعمال أعم من الأثر بالنسبة للخطوات، إنما الله تبارك وتعالى يكتب ما قدمنا من عمل وأثر هذا العمل.
● يعني مثلا: واحد قال كلمة طيبة فكان أثر تلك الكلمة على من سمعها أنه اهتدى بها، وأنه أقبل على الله بسبب هذه الكلمة الطيبة، فهذا أثر للكلمة التي قالها فلان، ومثلها الكلمة الخبيثة، قال كلمة خبيثة فرددها الناس واتبعوه فيها.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الرابعة (٢)
🔖 ومن آثار الإنسان: تربيته لأبنائه، فأبناؤك أثر لك لأنهم يدلون على حسن تربيتك لهم. فيحرص الإنسان على أن يكون له أثر، طلابك أثر من آثارك. يعني أنتم الآن وأنتم تستمعون لتلك المحاضرة أثر من آثاري أسأل الله أن يجعلكم أثرا صالحا لي وأن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والفعل والعمل.
🏷 إذا يعني أنت تقتل نفسك لأجل هؤلاء وعلى أثر هؤلاء، ولأجل أنهم لم يؤمنوا، طيب وإذا لم يؤمنوا في المستقبل، هل ستظل على ذلك؟
هذا معنى (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)
🔖(أسفا) مفعول لأجله لـ (باخع) يعني باخع نفسك لأجل شدة الحزن الذي هو الأسف.
🔖الأسف هو: شدة الحزن، يعني لعلك تهلك نفسك حزنا على هؤلاء.فالله تبارك وتعالى يحذر رسوله صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل.
🏷 ثم ينتقل الله تبارك وتعالى بنا إلى قضية أخرى:
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7))
هذه الآية الكريمة تحير المفسرون في مناسبة ورودها هنا.
■ ما مناسبة ورود هذه الآية هنا بعد قوله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)؟ والله أعلم إما لأن
● بعض المفسرين إما أنه توقف عن الكلام في هذه المناسبة، وإما أنه يعني أراد أن يجد مناسبة فلم يجد ...الخ
لكن -والله أعلم- أن هؤلاء الكافرين كانوا أكثر الناس مالا وملِكا في الدنيا وهم إلى اليوم كذلك، فأراد الله أن يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم لا تنظر إلى ما لديهم من متاع الدنيا، ولا تنظر إلى أن الله تبارك وتعالى أعطاهم من نِعم الدنيا لأنا جعلنا ما على الأرض زينة لها، فكل ما على الأرض زينة، والزينة منتهية، فأي زينة لا تبقى لأن الزينة وقت معين وتنتهي. فبالطبع كل ما على الأرض زينة للأرض، وإنما كانت بين أيديهم لأنه ابتلاء لهم، والله تبارك وتعالى من ابتلائه الفتنة، أن يفتنك الله تبارك وتعالى فيعطيك من نِعم الدنيا الكثير والكثير.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
🔖 ومن آثار الإنسان: تربيته لأبنائه، فأبناؤك أثر لك لأنهم يدلون على حسن تربيتك لهم. فيحرص الإنسان على أن يكون له أثر، طلابك أثر من آثارك. يعني أنتم الآن وأنتم تستمعون لتلك المحاضرة أثر من آثاري أسأل الله أن يجعلكم أثرا صالحا لي وأن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والفعل والعمل.
🏷 إذا يعني أنت تقتل نفسك لأجل هؤلاء وعلى أثر هؤلاء، ولأجل أنهم لم يؤمنوا، طيب وإذا لم يؤمنوا في المستقبل، هل ستظل على ذلك؟
هذا معنى (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)
🔖(أسفا) مفعول لأجله لـ (باخع) يعني باخع نفسك لأجل شدة الحزن الذي هو الأسف.
🔖الأسف هو: شدة الحزن، يعني لعلك تهلك نفسك حزنا على هؤلاء.فالله تبارك وتعالى يحذر رسوله صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل.
🏷 ثم ينتقل الله تبارك وتعالى بنا إلى قضية أخرى:
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7))
هذه الآية الكريمة تحير المفسرون في مناسبة ورودها هنا.
■ ما مناسبة ورود هذه الآية هنا بعد قوله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)؟ والله أعلم إما لأن
● بعض المفسرين إما أنه توقف عن الكلام في هذه المناسبة، وإما أنه يعني أراد أن يجد مناسبة فلم يجد ...الخ
لكن -والله أعلم- أن هؤلاء الكافرين كانوا أكثر الناس مالا وملِكا في الدنيا وهم إلى اليوم كذلك، فأراد الله أن يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم لا تنظر إلى ما لديهم من متاع الدنيا، ولا تنظر إلى أن الله تبارك وتعالى أعطاهم من نِعم الدنيا لأنا جعلنا ما على الأرض زينة لها، فكل ما على الأرض زينة، والزينة منتهية، فأي زينة لا تبقى لأن الزينة وقت معين وتنتهي. فبالطبع كل ما على الأرض زينة للأرض، وإنما كانت بين أيديهم لأنه ابتلاء لهم، والله تبارك وتعالى من ابتلائه الفتنة، أن يفتنك الله تبارك وتعالى فيعطيك من نِعم الدنيا الكثير والكثير.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#المحاضرة_الخامسة (١)
توقفنا في المحاضرة السابقة عند قوله تعالى
(فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) وقلت إن هذا أسلوب تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم، فالله تبارك وتعالى يحذره قائلًا له: فلعلك قاتل نفسك أو مجهد نفسك على آثارهم. الآثار جمع أثر والأثر هو ما يتركه الإنسان بسبب مشيته على الأرض من آثار مشيته. فالله يقول له: فلعلك مُهلك نفسك على هؤلاء وهم أهل مكة كما نعلم.
وهذا يدل على أن الوطن عزيز ، ونعلم كيف كانت مكة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يتمنى أن يؤمن أهلها ولذلك ذكر الله تعالى ذلك في صدر سورة يس ثم ضرب مثلا لأصحاب القرية دلالة على أن هناك من سيؤمن بك ولم يروك ولم يقابلوك ولم تعش بينهم، وفيه إشارة إلى أهل المدينة المنورة.
إذا (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث )
(إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ) هذا أسلوب شرط لكنه وقع هنا في مكان الاعتراض، يعني جملة اعتراضية، ولم يُذكر جوابه نظرا للاكتفاء بما تقدم في صدر الآية. ولذلك يرى البعض أن (الفاء) في قوله (فلعلك باخع نفسك) واقعة في جواب الشرط ، فبذلك يكون أصل الآية هكذا "إن لم يؤمنوا بهذا الحديث فلعلك باخع نفسك على آثارهم أسفا" فهذا تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم.
🏷بعد ذلك قال الله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7))
هذه الآية الكريمة سكت عن مناسبتها الكثير من أهل التفسير لأنهم يرون ما مناسبة هذه الآية؟
ولكن المتدبر يدرك مناسبة هذه الآية:
أن الله عندما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (فلعلك باخع نفسك) أي: مهلك نفسك ( على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) فأراد الله أن يبين أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا بك إذا نظرت لإنعام الله عليهم وإعطائهم الكثير من النعم، ووجدت أن الذين قد آمنوا بك هم من ضعاف المسلمين فاعلم أننا جعلنا ما على الأرض زينة لها، يعني كل ما على الأرض زينة، وزينة للأرض، يعني الأموال والأولاد زينة كما أخبر الله في آية ستأتي في نفس السورة، وكل ما على الأرض من متاع يحبه الإنسان الله تبارك وتعالى جعله زينة، وتلك الزينة التي جعلها الله على الأرض لها هدف وغاية، لأن هذه الزينة كما أخبر الله جل وعلا في سورة آل عمران قال الله تعالى(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث) كل هذا زينة، وقال الله في النهاية(ذلك متاع الحياة الدنيا).
لكن هذه الزينة وما زينه الله في تلك الآية هل يحرُم على الإنسان أن يأخذ من هذه الأشياء التي جعلها الله زينة؟ أم يجوز للإنسان أن يأخذ من هذه الأمور التي جعلها الله زينة؟
لاحظوا : الله تبارك وتعالى عندما ذكر العلة من هذه الزينة التي جعلها الله على الأرض قال (لنبلوهم أيهم أحسن عملا).
منتهية، فأي زينة لا تبقى لأن الزينة وقت معين وتنتهي. فبالطبع كل ما على الأرض زينة للأرض، وإنما كانت بين أيديهم لأنه ابتلاء لهم، والله تبارك وتعالى من ابتلائه الفتنة، أن يفتنك الله تبارك وتعالى فيعطيك من نِعم الدنيا الكثير والكثير.
■ الله تبارك وتعالى ذكر العلة من هذه الزينة التي جعلها الله على الأرض قال (لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) لأن الناس ستنظر إلى الدنيا من زاويتين:
● هناك من ينظر إلى ظاهر الدنيا فيغتر بمظاهرها ويغتر بزينتها وهؤلاء هم الكافرون الذين لم يؤمنوا بالله جل وعلا، ولا برسله.
● ومن الناس من ينظر إلى حقيقة الدنيا وباطنها وأنها زينة يتزين بها في تلك الحياة فيأخذ من هذه الأشياء بالقدر الحلال الذي أحله الله له، لأن طبعا(زين للناس حب الشهوات من النساء) فبالطبع المؤمن زُين له من النساء والبنين أيضا لكن المؤمن يأخذ منها في حدود ما أحل الله له ولا ينظر إلى غير ما أحل الله له. أما غير المؤمن فهو لا يعنيه ما أحله الله ولا ما حرمه الله.
فالمؤمن يأخذ من هذه الأشياء التي هي زينة الأرض بقدر ما أحل الله له فقط. فإذا أخذ هذا القدر فله أجره لأنه يكون ممن أحسن العمل، لأنه آمن وأخلص لله في إيمانه واتبع رسوله، واتبع النبي ولم يبتدع في أمور الدين من عنده، وأخذ من هذه الأمور -التي هي زينة الدنيا وزينة الأرض- أخذ منها بالقدر الحلال فهو ممن أحسن العمل.
لكن الفريق الآخر أساء العمل لأنه لم يؤمن، ولم ينظر إلى الدنيا وإلى حقيقة الدنيا، فهو نظر إلى الظاهر فجعل الدنيا زينة له.
إذا (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) قلت لكم سابقا أن الزينة تنتهي، كل أمر يُتزين به ينتهي ومصيره إلى زوال وفناء، ولذلك رب العباد سيذكر ذلك في الآية التي تلي هذه الآية.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
توقفنا في المحاضرة السابقة عند قوله تعالى
(فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) وقلت إن هذا أسلوب تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم، فالله تبارك وتعالى يحذره قائلًا له: فلعلك قاتل نفسك أو مجهد نفسك على آثارهم. الآثار جمع أثر والأثر هو ما يتركه الإنسان بسبب مشيته على الأرض من آثار مشيته. فالله يقول له: فلعلك مُهلك نفسك على هؤلاء وهم أهل مكة كما نعلم.
وهذا يدل على أن الوطن عزيز ، ونعلم كيف كانت مكة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يتمنى أن يؤمن أهلها ولذلك ذكر الله تعالى ذلك في صدر سورة يس ثم ضرب مثلا لأصحاب القرية دلالة على أن هناك من سيؤمن بك ولم يروك ولم يقابلوك ولم تعش بينهم، وفيه إشارة إلى أهل المدينة المنورة.
إذا (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث )
(إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ) هذا أسلوب شرط لكنه وقع هنا في مكان الاعتراض، يعني جملة اعتراضية، ولم يُذكر جوابه نظرا للاكتفاء بما تقدم في صدر الآية. ولذلك يرى البعض أن (الفاء) في قوله (فلعلك باخع نفسك) واقعة في جواب الشرط ، فبذلك يكون أصل الآية هكذا "إن لم يؤمنوا بهذا الحديث فلعلك باخع نفسك على آثارهم أسفا" فهذا تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم.
🏷بعد ذلك قال الله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7))
هذه الآية الكريمة سكت عن مناسبتها الكثير من أهل التفسير لأنهم يرون ما مناسبة هذه الآية؟
ولكن المتدبر يدرك مناسبة هذه الآية:
أن الله عندما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (فلعلك باخع نفسك) أي: مهلك نفسك ( على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) فأراد الله أن يبين أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا بك إذا نظرت لإنعام الله عليهم وإعطائهم الكثير من النعم، ووجدت أن الذين قد آمنوا بك هم من ضعاف المسلمين فاعلم أننا جعلنا ما على الأرض زينة لها، يعني كل ما على الأرض زينة، وزينة للأرض، يعني الأموال والأولاد زينة كما أخبر الله في آية ستأتي في نفس السورة، وكل ما على الأرض من متاع يحبه الإنسان الله تبارك وتعالى جعله زينة، وتلك الزينة التي جعلها الله على الأرض لها هدف وغاية، لأن هذه الزينة كما أخبر الله جل وعلا في سورة آل عمران قال الله تعالى(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث) كل هذا زينة، وقال الله في النهاية(ذلك متاع الحياة الدنيا).
لكن هذه الزينة وما زينه الله في تلك الآية هل يحرُم على الإنسان أن يأخذ من هذه الأشياء التي جعلها الله زينة؟ أم يجوز للإنسان أن يأخذ من هذه الأمور التي جعلها الله زينة؟
لاحظوا : الله تبارك وتعالى عندما ذكر العلة من هذه الزينة التي جعلها الله على الأرض قال (لنبلوهم أيهم أحسن عملا).
منتهية، فأي زينة لا تبقى لأن الزينة وقت معين وتنتهي. فبالطبع كل ما على الأرض زينة للأرض، وإنما كانت بين أيديهم لأنه ابتلاء لهم، والله تبارك وتعالى من ابتلائه الفتنة، أن يفتنك الله تبارك وتعالى فيعطيك من نِعم الدنيا الكثير والكثير.
■ الله تبارك وتعالى ذكر العلة من هذه الزينة التي جعلها الله على الأرض قال (لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) لأن الناس ستنظر إلى الدنيا من زاويتين:
● هناك من ينظر إلى ظاهر الدنيا فيغتر بمظاهرها ويغتر بزينتها وهؤلاء هم الكافرون الذين لم يؤمنوا بالله جل وعلا، ولا برسله.
● ومن الناس من ينظر إلى حقيقة الدنيا وباطنها وأنها زينة يتزين بها في تلك الحياة فيأخذ من هذه الأشياء بالقدر الحلال الذي أحله الله له، لأن طبعا(زين للناس حب الشهوات من النساء) فبالطبع المؤمن زُين له من النساء والبنين أيضا لكن المؤمن يأخذ منها في حدود ما أحل الله له ولا ينظر إلى غير ما أحل الله له. أما غير المؤمن فهو لا يعنيه ما أحله الله ولا ما حرمه الله.
فالمؤمن يأخذ من هذه الأشياء التي هي زينة الأرض بقدر ما أحل الله له فقط. فإذا أخذ هذا القدر فله أجره لأنه يكون ممن أحسن العمل، لأنه آمن وأخلص لله في إيمانه واتبع رسوله، واتبع النبي ولم يبتدع في أمور الدين من عنده، وأخذ من هذه الأمور -التي هي زينة الدنيا وزينة الأرض- أخذ منها بالقدر الحلال فهو ممن أحسن العمل.
لكن الفريق الآخر أساء العمل لأنه لم يؤمن، ولم ينظر إلى الدنيا وإلى حقيقة الدنيا، فهو نظر إلى الظاهر فجعل الدنيا زينة له.
إذا (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) قلت لكم سابقا أن الزينة تنتهي، كل أمر يُتزين به ينتهي ومصيره إلى زوال وفناء، ولذلك رب العباد سيذكر ذلك في الآية التي تلي هذه الآية.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الخامسة (٢)
إذا نظرة الإنسان إلى الدنيا:
الناس نظروا إلى الدنيا من زاويتين:
● زاوية ظاهر الدنيا وزينة الدنيا فاعتبروها هي الغاية فأخذوها على أنها هي الغاية وهي النهاية.
● وفريق أحسن العمل وفهم أن هذا ابتلاء من الله له فهو أخذ من زينة الدنيا بالقدر الذي أحله الله له فقط، لم ينظر إلى حرام من زينة الدنيا.
وإن شاء الله ستقابلنا آية(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وأنا ذكرتها مرارا الناس يرددونها على أن رب العباد هو الذي جعل المال والبنين زينة الدنيا.
نعم، فمعنى زينة أنها إلى فناء وإلى هلاك فلماذا تغتروا بهذه الزينة!! والله تبارك وتعالى ذكر قوله(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ليس للإخبار بذلك فقط..لا، مقدمة ليقول لنا(والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) يعني (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) هذه مقدمة توصلنا إلى الأهم وهو : الباقيات الصالحات هي خير عند ربك ثوابا وخير أملا، وأنا قلت أن جملة (والباقيات الصالحات) فيها حذف وفيها تقديم وتأخير. المحذوف كلمة الأعمال لأن الصالحات صفة للأعمال، فحذف الله الموصوف وأبقى الصفة دالة على الموصوف. وكلمة (الباقيات) المفروض أنها صفة للأعمال الصالحات فتكون في النهاية أي يكون ترتيب الجملة هكذا: "والأعمال الصالحات الباقيات" لأن (الباقيات) صفة للأعمال الصالحات.
■ حسنا : حذف الموصوف لدلالة الصفة عليه وهي الصالحات فحذفت الأعمال، فلم قُدمت (الباقيات) مع أن موضعها بعد (الصالحات)؟
لتقابل زينة الحياة الدنيا، (الباقيات) تقابل (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فالله يقول: الباقيات الصالحات إذا أردتم أن تقارنوا وأن تميزوا فهي خير عند ربك ثوابا وخير أملا.
إذا(إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) يعني كل ما على الأرض هو زينة وستنتهي هذه الزينة يوما ما، وكل واحد فينا ينظر إلى نفسه وينظر إلى التطورات التي يتعرض لها بعد كِبر سنه.
يعني مثلا مرحلة الشباب كان يأكل ويشرب و...الخ ثم بدأ فيما بعد يُنهى عن طعام ويُنهى عن شراب إلى أن يصل إلى مرحلة انتهت فيها مرحلة الزينة ومرحلة المرح ، كل المراحل التي كانت في الشباب تنتهي مع الدخول في السن والظروف التي يتعرض لها الإنسان.
فأنت كن ممن نجحوا في الاختبار، لأن (لنبلوهم أيهم) (أيهم) تدل على أنهم فريقان:
● فريق أحسن العمل وهم الذين آمنوا بالله وأخلصوا لله في إيمانهم واتبعوا الرسل واتبعو محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من ربه.
● والفريق الآخر أساء العمل. لأن ضد الحسن الإساءة.
ثم يخبر الله بعد ذلك بقوله:
(وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا)
(وإنا لجاعلون) يعبر هنا بـ (إن) الدالة على التوكيد والنصب، ويعبر بـ (جاعلون) وهو اسم فاعل يدل على الثبوت والدوام، يعني الجملة إسمية وليست فعلية مثل (إنا جعلنا) إنما هنا (وإنا لجاعلون ) دليل على أن هذا واقع لا محالة، و لام التوكيد أيضا (وإنا لجاعلون ما عليها) الضمير يعود على الأرض (لجاعلون ما عليها) أي ما على الأرض (صعيدا جرزا).
🔖 ماهو الصعيد الجرز وما الغرض من ذكر الصعيد الجرز؟
● الصعيد: هو سطح الأرض المترب أو غير المترب، ولذلك ربنا لما ذكر الصعيد في التيمم قال (فتيمموا صعيدا طيبا) يعني لا بد أن يكون التراب الذي تتيمم به طيب، فهو ليس صعيدا ليس سطح أرض سطح أرض مُترب يعني فيه تراب.
● الجُرز: هي الأرض القاحلة الأجردة ، الأرض التي انقطع عنها الماء منذ فترة طويلة فحصل فيها يُبس وتشققت وأصبحت هذه الأرض لا زرع فيها ولا ماء يأتي إليها، فالله تبارك وتعالى يخبر بأن هذه الأرض الزينة التي عليها ستفنى وتهلك يوما ما وتتحول الأرض إلى صحراء قاحلة عندما تراها تدرك أنها لم تُنبت يوما.
إذن يشير الله إلى هلاك ما على الأرض من زينة، إلى فناء على الأرض من زينة، أن هذه الأرض بكل ما عليها، وبكل ما فيها ومن فيها هي زينة، والزينة ستفنى وتهلك وتتحول الأرض إلى أرض صعيد يعني سطح أرض، وجُرز يعني أرض يابسة لم يأتها الماء منذ فترة، ولم تنبت منذ فترة طويلة، كأنها أرض تُركت ولم يكن فيها زرع قبل ذلك.
ولذلك رب العباد يوضح لنا الأرض الجرز في قوله تعالى في سورة السجدة (أولم يروا أن نسوق الماء إلى الأرض الجرز) الأرض القاحلة، الأرض اليابسة، الأرض التي كانت أو كادت تموت من قلة الماء، فالله يقول نسوق الماء وهو ماء المطر، أو الماء الذي يأتي من مكان ما إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم. هذا أمر مشاهد، والناس جميعا يرون ذلك.
🔖لكن لماذا قدم (أنعامهم) على (أنفسهم)
يعني لماذا قال (تأكل منه أنعامهم وأنفسهم)؟ أليس تقديم النفس هو الأولى من الأنعام؟
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
إذا نظرة الإنسان إلى الدنيا:
الناس نظروا إلى الدنيا من زاويتين:
● زاوية ظاهر الدنيا وزينة الدنيا فاعتبروها هي الغاية فأخذوها على أنها هي الغاية وهي النهاية.
● وفريق أحسن العمل وفهم أن هذا ابتلاء من الله له فهو أخذ من زينة الدنيا بالقدر الذي أحله الله له فقط، لم ينظر إلى حرام من زينة الدنيا.
وإن شاء الله ستقابلنا آية(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وأنا ذكرتها مرارا الناس يرددونها على أن رب العباد هو الذي جعل المال والبنين زينة الدنيا.
نعم، فمعنى زينة أنها إلى فناء وإلى هلاك فلماذا تغتروا بهذه الزينة!! والله تبارك وتعالى ذكر قوله(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ليس للإخبار بذلك فقط..لا، مقدمة ليقول لنا(والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) يعني (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) هذه مقدمة توصلنا إلى الأهم وهو : الباقيات الصالحات هي خير عند ربك ثوابا وخير أملا، وأنا قلت أن جملة (والباقيات الصالحات) فيها حذف وفيها تقديم وتأخير. المحذوف كلمة الأعمال لأن الصالحات صفة للأعمال، فحذف الله الموصوف وأبقى الصفة دالة على الموصوف. وكلمة (الباقيات) المفروض أنها صفة للأعمال الصالحات فتكون في النهاية أي يكون ترتيب الجملة هكذا: "والأعمال الصالحات الباقيات" لأن (الباقيات) صفة للأعمال الصالحات.
■ حسنا : حذف الموصوف لدلالة الصفة عليه وهي الصالحات فحذفت الأعمال، فلم قُدمت (الباقيات) مع أن موضعها بعد (الصالحات)؟
لتقابل زينة الحياة الدنيا، (الباقيات) تقابل (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فالله يقول: الباقيات الصالحات إذا أردتم أن تقارنوا وأن تميزوا فهي خير عند ربك ثوابا وخير أملا.
إذا(إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) يعني كل ما على الأرض هو زينة وستنتهي هذه الزينة يوما ما، وكل واحد فينا ينظر إلى نفسه وينظر إلى التطورات التي يتعرض لها بعد كِبر سنه.
يعني مثلا مرحلة الشباب كان يأكل ويشرب و...الخ ثم بدأ فيما بعد يُنهى عن طعام ويُنهى عن شراب إلى أن يصل إلى مرحلة انتهت فيها مرحلة الزينة ومرحلة المرح ، كل المراحل التي كانت في الشباب تنتهي مع الدخول في السن والظروف التي يتعرض لها الإنسان.
فأنت كن ممن نجحوا في الاختبار، لأن (لنبلوهم أيهم) (أيهم) تدل على أنهم فريقان:
● فريق أحسن العمل وهم الذين آمنوا بالله وأخلصوا لله في إيمانهم واتبعوا الرسل واتبعو محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من ربه.
● والفريق الآخر أساء العمل. لأن ضد الحسن الإساءة.
ثم يخبر الله بعد ذلك بقوله:
(وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا)
(وإنا لجاعلون) يعبر هنا بـ (إن) الدالة على التوكيد والنصب، ويعبر بـ (جاعلون) وهو اسم فاعل يدل على الثبوت والدوام، يعني الجملة إسمية وليست فعلية مثل (إنا جعلنا) إنما هنا (وإنا لجاعلون ) دليل على أن هذا واقع لا محالة، و لام التوكيد أيضا (وإنا لجاعلون ما عليها) الضمير يعود على الأرض (لجاعلون ما عليها) أي ما على الأرض (صعيدا جرزا).
🔖 ماهو الصعيد الجرز وما الغرض من ذكر الصعيد الجرز؟
● الصعيد: هو سطح الأرض المترب أو غير المترب، ولذلك ربنا لما ذكر الصعيد في التيمم قال (فتيمموا صعيدا طيبا) يعني لا بد أن يكون التراب الذي تتيمم به طيب، فهو ليس صعيدا ليس سطح أرض سطح أرض مُترب يعني فيه تراب.
● الجُرز: هي الأرض القاحلة الأجردة ، الأرض التي انقطع عنها الماء منذ فترة طويلة فحصل فيها يُبس وتشققت وأصبحت هذه الأرض لا زرع فيها ولا ماء يأتي إليها، فالله تبارك وتعالى يخبر بأن هذه الأرض الزينة التي عليها ستفنى وتهلك يوما ما وتتحول الأرض إلى صحراء قاحلة عندما تراها تدرك أنها لم تُنبت يوما.
إذن يشير الله إلى هلاك ما على الأرض من زينة، إلى فناء على الأرض من زينة، أن هذه الأرض بكل ما عليها، وبكل ما فيها ومن فيها هي زينة، والزينة ستفنى وتهلك وتتحول الأرض إلى أرض صعيد يعني سطح أرض، وجُرز يعني أرض يابسة لم يأتها الماء منذ فترة، ولم تنبت منذ فترة طويلة، كأنها أرض تُركت ولم يكن فيها زرع قبل ذلك.
ولذلك رب العباد يوضح لنا الأرض الجرز في قوله تعالى في سورة السجدة (أولم يروا أن نسوق الماء إلى الأرض الجرز) الأرض القاحلة، الأرض اليابسة، الأرض التي كانت أو كادت تموت من قلة الماء، فالله يقول نسوق الماء وهو ماء المطر، أو الماء الذي يأتي من مكان ما إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم. هذا أمر مشاهد، والناس جميعا يرون ذلك.
🔖لكن لماذا قدم (أنعامهم) على (أنفسهم)
يعني لماذا قال (تأكل منه أنعامهم وأنفسهم)؟ أليس تقديم النفس هو الأولى من الأنعام؟
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الخامسة (٣)
ج: قالوا: الأنعام هي تأكل من الزرع قبل أن يكون زرع، إنما هي تأكل من الكلأ، الكلأ الذي هو العشب الصغير، يعني النبات أول ما ينبت الأنعام تأكل منه، الإنسان لا يأكل إلا من الثمرة، يعني لا يأكل الكلأ الذي هو العشب الصغير، ولذلك البعض يرى أن هنا كلمة (وكلأ) محذوفة قبل الزرع، يعني (أولم يروا أن نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به كلأ وزرعا) يبقى الكلأ تأكله الأنعام، والزرع يأكله الإنسان.
■ لكن لا داعي لتقدير محذوف لأن الزرع معروف أنه يمر بمراحل، ففي مرحلته الأولى هو عشب أو كلأ تأكل منه الأنعام إذا الأنعام لأنها تأكل من الزرع قبل الإنسان فقدم الله ذلك إشارة إلى كمال قدرته.
أيضا الإنسان يأكل من الأنعام، يعني الأنعام تأكل من العشب والإنسان يأكل من الأنعام، فكانت الأنعام مأكولا بالنسبة للإنسان، ولذلك
تقدمت لهذين السببين – والله أعلم- (تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون).
ختام هذه الآية (أفلا يبصرون) والآية التي قبلها (أولم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون)
🔖 لماذا كان ختام الأولى (أفلا يسمعون) وختام الثانية (أفلا يبصرون)؟
ج: الآية الأولى تتحدث عن لفت نظرهم إلى القرون التي أهلكها الله جل وعلا من قبلهم وأنا قلت قبل ذلك إن (من) عندما تدخل على (قبلهم) وخاصة في ذكر الأزمنة التي قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإن (من) تدل على تتبع الزمن منذ أن أرسل الله الرسل، يعني (كم أهلكنا من قبلهم من القرون) ابدأوا من أول قوم نوح إلى أن تصلوا إلى عاد وثمود، هذه (من قبلهم).
لأن فيه (كم أهلكنا قبلهم من القرون)
إذا كانت (قبلهم) بدون (من) يكون معنى ذلك أنها تدل على الزمن الذي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وليس من بداية القرون السابقة كلها.
🔖 طيب لماذا (أفلا يسمعون)؟
لأن هذا إهلاك للقرون وإهلاك القرون السابقة هم سمعوا بها أكيد وخاصة القرون التي أهلكت وكانوا يحكونها وكانت قريبة مثل عاد وثمود، وفرعون وما حدث لفرعون، فالله تبارك وتعالى ختم الآية بقوله (أفلا يسمعون) لأنها هلاك القرون السابقة سُمعت القصص التي ذكرت ذلك.
● إنما هنا (أفلا يبصرون) لأن بداية الآية (أولم يروا) فهنا الأمور كلها مرئية - والله أعلم-.
هذا معنى (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ).
هذه الآية تؤكد على أن تلك الأرض بما عليها من زينة وما ترون عليها من زينة ستصبح يوما ما صعيدا جرزا، صعيدا يعني: سطح أرض، و جرزا: يعني لم تشرب ماء منذ زمن طويل، ولم تنبت زرعا منذ زمن طويل.
(وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) يعني هذا يدل على أن هذه الزينة وهذه الأرض بما عليها من زينة ستذهب لذاتها وتنقطع أنهارها فلن يكون هناك أنهار ولن يكون هناك لذة، والآثار الموجودة كلها في الأرض دُرست وزال النعيم، فهذه حقيقة الدنيا لمن عرفها.
والله تبارك وتعالى حذر الإنسان من الاغترار بها (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا) الله تبارك وتعالى يحذر الإنسان في عمومه وليس المؤمن فقط (يا أيها الناس) كل الناس.
وقلت سابقا: أن الله أسند الاغترار إلى الحياة الدنيا ولم يسنده للإنسان مع أن الإنسان هو المراد بالنهي، يعني الأصل فلا تغتروا بالحياة الدنيا فلماذا لم يوجه الله النهي للإنسان؟
لأن الإنسان صاحب العقل السليم لا يغتر بالدنيا لأنه ينظر إلى من حوله وينظر إلى البيوت التي يسكنها ويتأمل من كان ساكن فيها قبل ذلك، ومن كان بالأمس واليوم أصبح غير موجود، يعني الآجال عندما تنتهي الأنفاس وينتهي أجل الإنسان لا يحتاج إلى مرض ولا إلى غير ذلك.
من ثلاثة أيام أحد الإخوة الأفاضل من مصر كلمني وقال: والدي مريض وهو في الأيام الأخيرة فادعُ له، وحتى هاتف أخاه وقال له: انتظر مني اتصالا الليلة لأني أرى أن الوالد في نهاية الوقت ونهاية الأيام فإذا به هو الذي يموت، حضر دوامه عادي جدا وكان في كامل صحته وهاتف أخاه مغربا وتوفي بعد العشاء، وأبوه الذي كان ينتظر موته... ، فآجال لا يدري أحد منا من الذي سيخرج نفسُه الآن ولا يرجع، فإذا كانت الأنفاس قد انتهت فلا يملك أحد أن يعيد لك نفسا واحدا لم يُقدره الله لك، ولا نقطة ماء واحدة لم يقدرها الله لك. فلماذا الناس تتعب نفسها هكذا، والناس ندعوها للتسامح كأننا ندعوها لدين جديد أو لشيء لا يستطاع فلماذا!!
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
ج: قالوا: الأنعام هي تأكل من الزرع قبل أن يكون زرع، إنما هي تأكل من الكلأ، الكلأ الذي هو العشب الصغير، يعني النبات أول ما ينبت الأنعام تأكل منه، الإنسان لا يأكل إلا من الثمرة، يعني لا يأكل الكلأ الذي هو العشب الصغير، ولذلك البعض يرى أن هنا كلمة (وكلأ) محذوفة قبل الزرع، يعني (أولم يروا أن نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به كلأ وزرعا) يبقى الكلأ تأكله الأنعام، والزرع يأكله الإنسان.
■ لكن لا داعي لتقدير محذوف لأن الزرع معروف أنه يمر بمراحل، ففي مرحلته الأولى هو عشب أو كلأ تأكل منه الأنعام إذا الأنعام لأنها تأكل من الزرع قبل الإنسان فقدم الله ذلك إشارة إلى كمال قدرته.
أيضا الإنسان يأكل من الأنعام، يعني الأنعام تأكل من العشب والإنسان يأكل من الأنعام، فكانت الأنعام مأكولا بالنسبة للإنسان، ولذلك
تقدمت لهذين السببين – والله أعلم- (تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون).
ختام هذه الآية (أفلا يبصرون) والآية التي قبلها (أولم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون)
🔖 لماذا كان ختام الأولى (أفلا يسمعون) وختام الثانية (أفلا يبصرون)؟
ج: الآية الأولى تتحدث عن لفت نظرهم إلى القرون التي أهلكها الله جل وعلا من قبلهم وأنا قلت قبل ذلك إن (من) عندما تدخل على (قبلهم) وخاصة في ذكر الأزمنة التي قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإن (من) تدل على تتبع الزمن منذ أن أرسل الله الرسل، يعني (كم أهلكنا من قبلهم من القرون) ابدأوا من أول قوم نوح إلى أن تصلوا إلى عاد وثمود، هذه (من قبلهم).
لأن فيه (كم أهلكنا قبلهم من القرون)
إذا كانت (قبلهم) بدون (من) يكون معنى ذلك أنها تدل على الزمن الذي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وليس من بداية القرون السابقة كلها.
🔖 طيب لماذا (أفلا يسمعون)؟
لأن هذا إهلاك للقرون وإهلاك القرون السابقة هم سمعوا بها أكيد وخاصة القرون التي أهلكت وكانوا يحكونها وكانت قريبة مثل عاد وثمود، وفرعون وما حدث لفرعون، فالله تبارك وتعالى ختم الآية بقوله (أفلا يسمعون) لأنها هلاك القرون السابقة سُمعت القصص التي ذكرت ذلك.
● إنما هنا (أفلا يبصرون) لأن بداية الآية (أولم يروا) فهنا الأمور كلها مرئية - والله أعلم-.
هذا معنى (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ).
هذه الآية تؤكد على أن تلك الأرض بما عليها من زينة وما ترون عليها من زينة ستصبح يوما ما صعيدا جرزا، صعيدا يعني: سطح أرض، و جرزا: يعني لم تشرب ماء منذ زمن طويل، ولم تنبت زرعا منذ زمن طويل.
(وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) يعني هذا يدل على أن هذه الزينة وهذه الأرض بما عليها من زينة ستذهب لذاتها وتنقطع أنهارها فلن يكون هناك أنهار ولن يكون هناك لذة، والآثار الموجودة كلها في الأرض دُرست وزال النعيم، فهذه حقيقة الدنيا لمن عرفها.
والله تبارك وتعالى حذر الإنسان من الاغترار بها (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا) الله تبارك وتعالى يحذر الإنسان في عمومه وليس المؤمن فقط (يا أيها الناس) كل الناس.
وقلت سابقا: أن الله أسند الاغترار إلى الحياة الدنيا ولم يسنده للإنسان مع أن الإنسان هو المراد بالنهي، يعني الأصل فلا تغتروا بالحياة الدنيا فلماذا لم يوجه الله النهي للإنسان؟
لأن الإنسان صاحب العقل السليم لا يغتر بالدنيا لأنه ينظر إلى من حوله وينظر إلى البيوت التي يسكنها ويتأمل من كان ساكن فيها قبل ذلك، ومن كان بالأمس واليوم أصبح غير موجود، يعني الآجال عندما تنتهي الأنفاس وينتهي أجل الإنسان لا يحتاج إلى مرض ولا إلى غير ذلك.
من ثلاثة أيام أحد الإخوة الأفاضل من مصر كلمني وقال: والدي مريض وهو في الأيام الأخيرة فادعُ له، وحتى هاتف أخاه وقال له: انتظر مني اتصالا الليلة لأني أرى أن الوالد في نهاية الوقت ونهاية الأيام فإذا به هو الذي يموت، حضر دوامه عادي جدا وكان في كامل صحته وهاتف أخاه مغربا وتوفي بعد العشاء، وأبوه الذي كان ينتظر موته... ، فآجال لا يدري أحد منا من الذي سيخرج نفسُه الآن ولا يرجع، فإذا كانت الأنفاس قد انتهت فلا يملك أحد أن يعيد لك نفسا واحدا لم يُقدره الله لك، ولا نقطة ماء واحدة لم يقدرها الله لك. فلماذا الناس تتعب نفسها هكذا، والناس ندعوها للتسامح كأننا ندعوها لدين جديد أو لشيء لا يستطاع فلماذا!!
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الخامسة (٤)
الناس ينبغي أن تعي أنها تعيش على تلك الأرض التي هي زينة، التي ستصبح في يوم ما صعيدا جرزا (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) أرض جرداء قاحلة كأنها لم تر الماء قط، وكأنها لم تنبُت يوما قط، وكل ما على الأرض يفنى ويهلك، مهما كانت الزينة كلها فانية، ولذلك متاع الدنيا كما نعلم إما يتركك وإما يذهب عنك، يعني مهما كنت تعيش في نعيم قد يسلب الله منك تلك النعمة، واحذروا سلب النعمة لأن الله تبارك وتعالى إذا لم يجد من الإنسان شكرا عمليا على نعمه التي لا تعد ولا تحصى تُسلب منه هذه النعمة. والأسوأ من سلب النعمة، تعرفون ماذا؟ أن يعطيك الله النعمة ويحرمك لذة التمتع بها، يعني مرحلة أولى تسلب منك النعمة، مرحلة ثانية أعلى وأقوى تكون النعمة بين يديك وتُسلب التلذذ بتلك النعمة وهذا هو معنى قوله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) أنت قد تنظر في الدنيا فتجد أن الناس البعيدة عن ذكر الله وهم أصحاب الأموال وأصحاب التجارات وعندهم الأموال كما يقولون يعني، والفلل والقصور لكنه يُسلب لذة التمتع بهذه النعمة، لا يستطيع أن ينام لحظة كما تنام أنت، أو نعمة النوم يحرم منها، نعمة التلذذ بكل النعم التي بين يديه يُحرم منها، فهناك سلب للنعمة وسلب للتلذذ بالنعمة. إذن كن دائما من الناجحين في الاختبار.
والله تبارك وتعالى من رحمته بعباده يخاطبنا أن هذه الأرض كل ما عليها زينة، وزينة فانية، وزينة هالكة فاحذر. وهي فقط للابتلاء أي الفريقين يُحسن العمل، الذي علِم حقيقة الدنيا. ثم يؤكد بأنه سيجعل ما على الأرض (صعيدا جرزا).
الذي فهم حقيقة الدنيا أخذ من زينتها بالقدر الحلال فقط، ورضي بما قسم الله له، وعلِم أن قدر الله فيه هو الخير.
يعني حتى من لم ينجب أولادا، قدر الله فيك هكذا، والله قال (ويجعل من يشاء عقيما) لحكمة أنت لا تعلمها، وسواء جهلتها أم علمتها فينبغي أن تُسلّم لله الواحد القهار لأن الله يعلم وأنتم لا تعلمون، وكل ما على الأرض زينة سيأتي وقت ويصبح صعيدا جرزا.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن فهموا حقيقة الدنيا وممن استعدوا لليوم الآخر، واستعدوا للموت حتى إذا جاء الموت كانوا على استعداد ويقبلون على ربهم لأن معهم رصيدا يعني هم يعلمون ماذا قدموا، ولا تكونوا كمن إذا جاءه الموت (قال ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت) لماذا تؤخر لهذا الوقت والله تبارك وتعالى من رحمته فتح لنا باب التوبة.
● النسبة البشرية فيك؟ نعم النسبة البشرية فيّ، إذن أنت فقط إذا زلت القدم لا تتلذذ بهذه الزلة إطلاقا لأنك لو تلذذت سترغب النفس في تكرارها، إنما أنت لا تتلذ واستغفر ربك وتب وعد إلى ربك، لو فعلت ذلك عقب الزلة مباشرة حتى لو زلت القدم بعد ذلك في نفس المعصية وتفعل مثلما فعلت في المرة الأولى فالله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) فرب العباد يناديكم بصفة العبودية ويضيفكم إلى ذاته العليا (يا عباي)، وبعدين (الذين أسرفوا على أنفسهم) حتى لم يقل يا عبادي الذين ارتكبوا المعاصي، ولا يا عبادي الذين قصروا في الطاعة، إنما أسرفوا على أنفسهم، إذا رأيت خيرا في نفسك وتريد أن تعود إلى ربك لا تيأس ولا تخف وعُد إلى ربك، ولا تقنط من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.
لكن إياك أن تأخذ قول الله تعالى (إن الله يغفر الذنوب جميعا) لارتكاب المزيد من المعاصي، فهذا استهتار بخبر الله، واستهتار برب العباد، وأنت الآن تنوي المعصية وتحاول أن تستدل من كلام الله، أيضا، لا، (إن الله يغفر الذنوب جميعا) تُقال للنفس التي ترغب في العودة إلى ربها وتتوب وترجع لكنها خائفة من ذنوب ما، لا تخف.. لا تقنط من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياكم من عباده التوابين ومن عباده الأوابين، وأن يغفر لي ولكم وأن يرحمني وإياكم برحمته الواسعة، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين والحمد لله رب العالمين.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
الناس ينبغي أن تعي أنها تعيش على تلك الأرض التي هي زينة، التي ستصبح في يوم ما صعيدا جرزا (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) أرض جرداء قاحلة كأنها لم تر الماء قط، وكأنها لم تنبُت يوما قط، وكل ما على الأرض يفنى ويهلك، مهما كانت الزينة كلها فانية، ولذلك متاع الدنيا كما نعلم إما يتركك وإما يذهب عنك، يعني مهما كنت تعيش في نعيم قد يسلب الله منك تلك النعمة، واحذروا سلب النعمة لأن الله تبارك وتعالى إذا لم يجد من الإنسان شكرا عمليا على نعمه التي لا تعد ولا تحصى تُسلب منه هذه النعمة. والأسوأ من سلب النعمة، تعرفون ماذا؟ أن يعطيك الله النعمة ويحرمك لذة التمتع بها، يعني مرحلة أولى تسلب منك النعمة، مرحلة ثانية أعلى وأقوى تكون النعمة بين يديك وتُسلب التلذذ بتلك النعمة وهذا هو معنى قوله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) أنت قد تنظر في الدنيا فتجد أن الناس البعيدة عن ذكر الله وهم أصحاب الأموال وأصحاب التجارات وعندهم الأموال كما يقولون يعني، والفلل والقصور لكنه يُسلب لذة التمتع بهذه النعمة، لا يستطيع أن ينام لحظة كما تنام أنت، أو نعمة النوم يحرم منها، نعمة التلذذ بكل النعم التي بين يديه يُحرم منها، فهناك سلب للنعمة وسلب للتلذذ بالنعمة. إذن كن دائما من الناجحين في الاختبار.
والله تبارك وتعالى من رحمته بعباده يخاطبنا أن هذه الأرض كل ما عليها زينة، وزينة فانية، وزينة هالكة فاحذر. وهي فقط للابتلاء أي الفريقين يُحسن العمل، الذي علِم حقيقة الدنيا. ثم يؤكد بأنه سيجعل ما على الأرض (صعيدا جرزا).
الذي فهم حقيقة الدنيا أخذ من زينتها بالقدر الحلال فقط، ورضي بما قسم الله له، وعلِم أن قدر الله فيه هو الخير.
يعني حتى من لم ينجب أولادا، قدر الله فيك هكذا، والله قال (ويجعل من يشاء عقيما) لحكمة أنت لا تعلمها، وسواء جهلتها أم علمتها فينبغي أن تُسلّم لله الواحد القهار لأن الله يعلم وأنتم لا تعلمون، وكل ما على الأرض زينة سيأتي وقت ويصبح صعيدا جرزا.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن فهموا حقيقة الدنيا وممن استعدوا لليوم الآخر، واستعدوا للموت حتى إذا جاء الموت كانوا على استعداد ويقبلون على ربهم لأن معهم رصيدا يعني هم يعلمون ماذا قدموا، ولا تكونوا كمن إذا جاءه الموت (قال ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت) لماذا تؤخر لهذا الوقت والله تبارك وتعالى من رحمته فتح لنا باب التوبة.
● النسبة البشرية فيك؟ نعم النسبة البشرية فيّ، إذن أنت فقط إذا زلت القدم لا تتلذذ بهذه الزلة إطلاقا لأنك لو تلذذت سترغب النفس في تكرارها، إنما أنت لا تتلذ واستغفر ربك وتب وعد إلى ربك، لو فعلت ذلك عقب الزلة مباشرة حتى لو زلت القدم بعد ذلك في نفس المعصية وتفعل مثلما فعلت في المرة الأولى فالله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) فرب العباد يناديكم بصفة العبودية ويضيفكم إلى ذاته العليا (يا عباي)، وبعدين (الذين أسرفوا على أنفسهم) حتى لم يقل يا عبادي الذين ارتكبوا المعاصي، ولا يا عبادي الذين قصروا في الطاعة، إنما أسرفوا على أنفسهم، إذا رأيت خيرا في نفسك وتريد أن تعود إلى ربك لا تيأس ولا تخف وعُد إلى ربك، ولا تقنط من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.
لكن إياك أن تأخذ قول الله تعالى (إن الله يغفر الذنوب جميعا) لارتكاب المزيد من المعاصي، فهذا استهتار بخبر الله، واستهتار برب العباد، وأنت الآن تنوي المعصية وتحاول أن تستدل من كلام الله، أيضا، لا، (إن الله يغفر الذنوب جميعا) تُقال للنفس التي ترغب في العودة إلى ربها وتتوب وترجع لكنها خائفة من ذنوب ما، لا تخف.. لا تقنط من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياكم من عباده التوابين ومن عباده الأوابين، وأن يغفر لي ولكم وأن يرحمني وإياكم برحمته الواسعة، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين والحمد لله رب العالمين.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#المحاضرة_السادسة (١)
توقفنا في اللقاء السابق عند قول الله تبارك وتعالى
(أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)
هذه الجملة أو هذه الآية الكريمة بداية الحديث عن قصة أصحاب الكهف.
وعلاقة هذه الآية أو مناسبتها لما قبلها:
أن ما قبلها (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) ونعلم أن المشركين الذي دعاهم للتكذيب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو إنكارهم للبعث والحساب والجزاء، فهم كانوا يرون أن هذا من المُحال أن يبعث الله العباد بعد أن تكون عظاما، والعظام يُفتت ويبلى ... إلخ، وكيف يحييهم الله تبارك وتعالى، فكانوا يرون أن هذا من باب الاستحالة، فلما كان هذا هو شأنهم، فالله تبارك وتعالى ذكر قصة أصحاب الكهف للدلالة على أن الله تبارك وتعالى قادر على البعث والحساب والجزاء، لأنه أنامهم فترته طويلة من الزمن ثم بعثهم مرة أخرى، وهذا يدل على كمال قدرة الله تبارك وتعالى في ذلك، فيبدأ الله الآية الكريمة بقوله (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا).
🔖 في قوله (أم) هذه يسمونها أم المنقطعة التي تكون بمعنى (بل)، و(أم) المنقطعة التي تكون بمعنى (بل) يكون ما بعدها غالبا همزة استفهام أو استفهام يُفهم به المراد من ما بعدها، فيكون التقدير هاهنا (أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا من بين آياتنا) يعني أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا أعجب من بقية الآيات، هناك آيات كثيرة أعجب بكثير من قصة أصحاب الكهف، بل هناك آيات في الإنسان نفسه أعظم دلالة على قدرة الله تبارك وتعالى، ولذلك لفت الله الأنظار إلى ذلك عندما قال (وفي أنفسكم) الإنسان في داخل نفسه كون آخر، كون كامل. هل تعلمون أن كل عضو في داخل الإنسان له درجة حرارة مختلفة عن الآخر، يعني ليست الأعضاء في درجة حرارة مستوية فيها، يعني الكل سواء، أبدا، هناك أعضاء درجة حرارتها لا تقل عن 40 درجة، وهناك أعضاء أخرى تتفاوت بين الارتفاع وبين الانخفاض، وهذه قدرة الله تبارك وتعالى، يعني الإنسان وهو نائم من ذا الذي يحرك هذه الأعضاء التي بداخلك وتعمل ليل نهار؟ يعني أنظر قلبك يعمل، ومعدتك تعمل، والكلى تعمل والكبد يعمل و...، عالم آخر، والإنسان لا يشعر بدلالة قدرة الله على أحواله إلا عندما يفقد هذه النعم. يعني كثير من النعم نعيشها دون أن ندرك أن تلك النعمة من الله تبارك وتعالى، وأفضل دليل على ذلك ما أدركناه بعد أن رأينا هذا الفيروس الذي أصاب الله به العالم، يعني من منا كان يعُدّ خروجه وقت ما يشاء، وعودته إلى بيته وقت ما يشاء نعمة من الله تبارك وتعالى؟ هل كان أحد يشعر بذلك؟ هل كان أحد يشعر أنه يخرج ويأتي ويتحرك، ما أحد كان يشعر أن ذلك نعمة من الله تبارك وتعالى. ففي داخل الإنسان نِعم كثيرة متعددة، بل كون كامل أعظم وأعجب من آيات أصحاب الكهف وهذا هو الذي أراده الله هاهنا: أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا أعجب آية ولا يوجد أعجب منهم؟ أبدا، هناك آيات أعجب من هذه الآية.
( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم)
● الكهف: شق متسع الوسط في جبل، وإذا كان ضيقا فيكون غارا، يعني الفرق بين الغار وبين الكهف أن الكهف أوسع من الغار، والغار أقل في السعة من الكهف.
■ وما معنى الرقيم؟
الرقيم من الرَّقم وهو الكتابة. قيل إن أصحاب الكهف كان معهم كتاب أخذوه معهم إلى كهفهم وكتبوا فيه ما كانوا يدينون به من التوحيد، وأنهم فروا إلى الكهف بدينهم، فرارا من الملك الظالم الجبار. وذكروا في هذا الكتاب الأسباب التي أدت إلى فرارهم بدينهم. وهذا هو معنى الرقيم، لأنه من المرقوم، مرقوم يعني: مكتوب فيه كما قال الله تعالى في آية أخرى (كتاب مرقوم).
(كتاب مرقوم) كتاب الفجار الذي هو فيه سجين وكتاب الأبرار الذي هو في عليين. فمعنى مرقوم يعني مكتوب فيه أحوال أهله، فكتاب الفجار٨ مكتوب فيه مدى خبثهم. وكتاب الأبرار مكتوب فيه مدى براءتهم وعلاقتهم بالله.
● وبالمناسبة: هناك كلمات في القرآن الكريم تتشابه مع بعضها والفرق بينهما حرف مفخم يقابله حرف مرقق، يعني (مرقوم) بالقاف يقابلها (مركوم) بالكاف، الفرق بينهما هو التفخيم والترقيق، التي بالكاف من التراكم يعني عندما كانوا كما يقول الله (وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم) مركوم: يعني متراكم بعضه على بعض، لأن الركام صفة للسحاب كما قال الله تعالى (ألم ترى أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما). وفيه (محظور) و (محذورا) وفيه (عسى) و (عصى) ، وفيه (يسحبون) بالسين و (يصحبون) بالصاد (لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون) ...الخ وهكذا كلمات في القرآن الكريم يكون بين الكلمة والأخرى حرف مفخم وحرف مرقق فينتبه لذلك.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
توقفنا في اللقاء السابق عند قول الله تبارك وتعالى
(أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)
هذه الجملة أو هذه الآية الكريمة بداية الحديث عن قصة أصحاب الكهف.
وعلاقة هذه الآية أو مناسبتها لما قبلها:
أن ما قبلها (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) ونعلم أن المشركين الذي دعاهم للتكذيب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو إنكارهم للبعث والحساب والجزاء، فهم كانوا يرون أن هذا من المُحال أن يبعث الله العباد بعد أن تكون عظاما، والعظام يُفتت ويبلى ... إلخ، وكيف يحييهم الله تبارك وتعالى، فكانوا يرون أن هذا من باب الاستحالة، فلما كان هذا هو شأنهم، فالله تبارك وتعالى ذكر قصة أصحاب الكهف للدلالة على أن الله تبارك وتعالى قادر على البعث والحساب والجزاء، لأنه أنامهم فترته طويلة من الزمن ثم بعثهم مرة أخرى، وهذا يدل على كمال قدرة الله تبارك وتعالى في ذلك، فيبدأ الله الآية الكريمة بقوله (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا).
🔖 في قوله (أم) هذه يسمونها أم المنقطعة التي تكون بمعنى (بل)، و(أم) المنقطعة التي تكون بمعنى (بل) يكون ما بعدها غالبا همزة استفهام أو استفهام يُفهم به المراد من ما بعدها، فيكون التقدير هاهنا (أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا من بين آياتنا) يعني أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا أعجب من بقية الآيات، هناك آيات كثيرة أعجب بكثير من قصة أصحاب الكهف، بل هناك آيات في الإنسان نفسه أعظم دلالة على قدرة الله تبارك وتعالى، ولذلك لفت الله الأنظار إلى ذلك عندما قال (وفي أنفسكم) الإنسان في داخل نفسه كون آخر، كون كامل. هل تعلمون أن كل عضو في داخل الإنسان له درجة حرارة مختلفة عن الآخر، يعني ليست الأعضاء في درجة حرارة مستوية فيها، يعني الكل سواء، أبدا، هناك أعضاء درجة حرارتها لا تقل عن 40 درجة، وهناك أعضاء أخرى تتفاوت بين الارتفاع وبين الانخفاض، وهذه قدرة الله تبارك وتعالى، يعني الإنسان وهو نائم من ذا الذي يحرك هذه الأعضاء التي بداخلك وتعمل ليل نهار؟ يعني أنظر قلبك يعمل، ومعدتك تعمل، والكلى تعمل والكبد يعمل و...، عالم آخر، والإنسان لا يشعر بدلالة قدرة الله على أحواله إلا عندما يفقد هذه النعم. يعني كثير من النعم نعيشها دون أن ندرك أن تلك النعمة من الله تبارك وتعالى، وأفضل دليل على ذلك ما أدركناه بعد أن رأينا هذا الفيروس الذي أصاب الله به العالم، يعني من منا كان يعُدّ خروجه وقت ما يشاء، وعودته إلى بيته وقت ما يشاء نعمة من الله تبارك وتعالى؟ هل كان أحد يشعر بذلك؟ هل كان أحد يشعر أنه يخرج ويأتي ويتحرك، ما أحد كان يشعر أن ذلك نعمة من الله تبارك وتعالى. ففي داخل الإنسان نِعم كثيرة متعددة، بل كون كامل أعظم وأعجب من آيات أصحاب الكهف وهذا هو الذي أراده الله هاهنا: أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا أعجب آية ولا يوجد أعجب منهم؟ أبدا، هناك آيات أعجب من هذه الآية.
( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم)
● الكهف: شق متسع الوسط في جبل، وإذا كان ضيقا فيكون غارا، يعني الفرق بين الغار وبين الكهف أن الكهف أوسع من الغار، والغار أقل في السعة من الكهف.
■ وما معنى الرقيم؟
الرقيم من الرَّقم وهو الكتابة. قيل إن أصحاب الكهف كان معهم كتاب أخذوه معهم إلى كهفهم وكتبوا فيه ما كانوا يدينون به من التوحيد، وأنهم فروا إلى الكهف بدينهم، فرارا من الملك الظالم الجبار. وذكروا في هذا الكتاب الأسباب التي أدت إلى فرارهم بدينهم. وهذا هو معنى الرقيم، لأنه من المرقوم، مرقوم يعني: مكتوب فيه كما قال الله تعالى في آية أخرى (كتاب مرقوم).
(كتاب مرقوم) كتاب الفجار الذي هو فيه سجين وكتاب الأبرار الذي هو في عليين. فمعنى مرقوم يعني مكتوب فيه أحوال أهله، فكتاب الفجار٨ مكتوب فيه مدى خبثهم. وكتاب الأبرار مكتوب فيه مدى براءتهم وعلاقتهم بالله.
● وبالمناسبة: هناك كلمات في القرآن الكريم تتشابه مع بعضها والفرق بينهما حرف مفخم يقابله حرف مرقق، يعني (مرقوم) بالقاف يقابلها (مركوم) بالكاف، الفرق بينهما هو التفخيم والترقيق، التي بالكاف من التراكم يعني عندما كانوا كما يقول الله (وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم) مركوم: يعني متراكم بعضه على بعض، لأن الركام صفة للسحاب كما قال الله تعالى (ألم ترى أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما). وفيه (محظور) و (محذورا) وفيه (عسى) و (عصى) ، وفيه (يسحبون) بالسين و (يصحبون) بالصاد (لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون) ...الخ وهكذا كلمات في القرآن الكريم يكون بين الكلمة والأخرى حرف مفخم وحرف مرقق فينتبه لذلك.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_السادسة (٢)
■ قوله (كانوا من آياتنا عجبا)
(عجبا) مصدر وأصله هنا: كانو من آياتنا العجيبة، يعني أصل عجبا هي العجيبة لكن التعبير بالمصدر فيه دلالة على المبالغة، دائما يدل على المبالغة يعني: كانوا من آياتنا أمرا عجيبا. وكما قلت إن هناك آيات لله في الكون أعجب من هذه الآية. ونعلم أن اليهود هم الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال لكن عن طريق واسطة.
إذا (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) نعم خلق السماوات والأرض والجبال أكبر من ذلك بكثير.
🏷 بعد ذلك يذكر الله تبارك وتعالى تلك القصة:
(إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداإِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10))
● أولا: هذه القصة نجد رب العباد ذكرها إجمالا في هذه الآيات يعني تقريبا ثلاث آيات ذكر فيها ملخصا للقصة كاملة بعد أن قال (فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) قال (فضربنا على أذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) إذا هذه القصة ذكرها الله إجمالا ثم ذكرها تفصيلا، وهذا يدل على إعجاز القرآن الكريم من زاوية أن القصة عند أهل الدنيا لا تعرف هذا الأسلوب، حتى إن أهل القصة في الدنيا الآن يحتجون على قصص القرآن ويقولون إن قصص القرآن غير خاضع لضوابط القصة عندنا.
ومن قال لكم إنه سيكون خاضعا لضوابطكم؟ من الذي يقول هذا؟ القرآن الكريم كلام الله وكل كلمة وكل حرف له دلالة لا بد أن تعلموا هذا. فمن المآخذ أنهم قالوا إن القصة في قصة أصحاب الكهف ذكر الله القصة إجمالا، ثم ذكر التفصيل وهذا غير موجود عندهم.
● ثانيا: يقولون في قصة أصحاب الجنة أن الله ذكر النتيجة قبل أن يسرد القصة، والنتيجة عندهم كما تعلمون تكون آخر شيء في القصة، الله، قال (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون) هذه النتيجة ثم بدأ يصد القصة بعد النتيجة، فهم يرون أن القصة في القرآن الكريم لا تخضع لضوابطهم في قصتهم. حسنا هي لا تخضع لكم أنتم الذين ينبغي أن تخضعوا لها.
🔖 إذن (إذ أوى الفتية إلى الكهف)
(إذ) هنا إما:
● أن يكون متعلقا بالفعل (كانوا) في الآية السابقة (كانوا من آياتنا عجبا) وبدأ يبين هذه الآية التي كانت هي أصحاب الكهف (إذ أوى الفتية)
● وإما أن تكون مفعولا لفعل محذوف تقديره (أذكر) فتكون الجملة استئنافا بيانيا.
والاستئناف البياني إجابة على سؤال مقدر، يعني عندما سمع السامع قول الله تعالى (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فكأنه سأل ما قصة أصحاب الكهف؟ ومن هم أصحاب الكهف؟ وماذا فعل أصحاب الكهف؟
كل هذا ممكن نقدر منه سؤالا، فيذكر الله تبارك وتعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف).
■ معنى أوى إلى المكان يعني: جعل المكان مسكنا، ولذلك (فإن الجنة هي المأوى) المأوى هو المسكن، فهنا أووا إلى الكهف معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى ذكر أنهم جعلوا الكهف مسكنا.
🔖في قوله (إذ أوى الفتية) ذكر كلمة الفتية اسما ظاهرا وهي يصح أن يكون هنا ضمير: إذ أووا إلى الكهف، لأن الآية السابقة ذكرت أصحاب الكهف (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم) فالدخول في القصة إذ أووا إلى الكهف، فلماذا ذكر الله الفتية ولم يذكر الضمير فقط؟
ج: (الفتية) جمع قلة لفتى، يعني كلمة فتى جمع القلة فيها فتية، وجمع الكثرة فِتيان، ولذلك وردت في سورة يوسف في قراءتين (وقال لفتيانه اجعلوا)، (وقال لفتيته اجعلوا) إذن الفتية هم جمع قلة يعني كان عددهم قليل.
وكلمة (فتى) تعني الشاب المكتمل الناضج عقلا وفكرا، يعني كلمة فتى شاب ناضج كمُل في عقله وكمُل في فكره وفي قوته يعني من الفتوة.
● وكلمة الفتية ذُكرت هاهنا أيضا للدلالة على أنهم كانوا أترابا، يعني متساوون في سن متقاربة، التِرب هو المساوي، فالأتراب جمع لكلمة ترب، فهم كانوا أترابا يعني متقاربون في السن، وقد اكتملت فيهم أخلاق الرجولة وسداد الرأي والدفاع عن الحق، يعني لديهم القوة في الدفاع عن الحق.
فهؤلاء الفتية أووا إلى الكهف فقالوا: (ربنا آتنا من لدنك رحمة)
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
■ قوله (كانوا من آياتنا عجبا)
(عجبا) مصدر وأصله هنا: كانو من آياتنا العجيبة، يعني أصل عجبا هي العجيبة لكن التعبير بالمصدر فيه دلالة على المبالغة، دائما يدل على المبالغة يعني: كانوا من آياتنا أمرا عجيبا. وكما قلت إن هناك آيات لله في الكون أعجب من هذه الآية. ونعلم أن اليهود هم الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال لكن عن طريق واسطة.
إذا (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) نعم خلق السماوات والأرض والجبال أكبر من ذلك بكثير.
🏷 بعد ذلك يذكر الله تبارك وتعالى تلك القصة:
(إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداإِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10))
● أولا: هذه القصة نجد رب العباد ذكرها إجمالا في هذه الآيات يعني تقريبا ثلاث آيات ذكر فيها ملخصا للقصة كاملة بعد أن قال (فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) قال (فضربنا على أذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) إذا هذه القصة ذكرها الله إجمالا ثم ذكرها تفصيلا، وهذا يدل على إعجاز القرآن الكريم من زاوية أن القصة عند أهل الدنيا لا تعرف هذا الأسلوب، حتى إن أهل القصة في الدنيا الآن يحتجون على قصص القرآن ويقولون إن قصص القرآن غير خاضع لضوابط القصة عندنا.
ومن قال لكم إنه سيكون خاضعا لضوابطكم؟ من الذي يقول هذا؟ القرآن الكريم كلام الله وكل كلمة وكل حرف له دلالة لا بد أن تعلموا هذا. فمن المآخذ أنهم قالوا إن القصة في قصة أصحاب الكهف ذكر الله القصة إجمالا، ثم ذكر التفصيل وهذا غير موجود عندهم.
● ثانيا: يقولون في قصة أصحاب الجنة أن الله ذكر النتيجة قبل أن يسرد القصة، والنتيجة عندهم كما تعلمون تكون آخر شيء في القصة، الله، قال (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون) هذه النتيجة ثم بدأ يصد القصة بعد النتيجة، فهم يرون أن القصة في القرآن الكريم لا تخضع لضوابطهم في قصتهم. حسنا هي لا تخضع لكم أنتم الذين ينبغي أن تخضعوا لها.
🔖 إذن (إذ أوى الفتية إلى الكهف)
(إذ) هنا إما:
● أن يكون متعلقا بالفعل (كانوا) في الآية السابقة (كانوا من آياتنا عجبا) وبدأ يبين هذه الآية التي كانت هي أصحاب الكهف (إذ أوى الفتية)
● وإما أن تكون مفعولا لفعل محذوف تقديره (أذكر) فتكون الجملة استئنافا بيانيا.
والاستئناف البياني إجابة على سؤال مقدر، يعني عندما سمع السامع قول الله تعالى (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فكأنه سأل ما قصة أصحاب الكهف؟ ومن هم أصحاب الكهف؟ وماذا فعل أصحاب الكهف؟
كل هذا ممكن نقدر منه سؤالا، فيذكر الله تبارك وتعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف).
■ معنى أوى إلى المكان يعني: جعل المكان مسكنا، ولذلك (فإن الجنة هي المأوى) المأوى هو المسكن، فهنا أووا إلى الكهف معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى ذكر أنهم جعلوا الكهف مسكنا.
🔖في قوله (إذ أوى الفتية) ذكر كلمة الفتية اسما ظاهرا وهي يصح أن يكون هنا ضمير: إذ أووا إلى الكهف، لأن الآية السابقة ذكرت أصحاب الكهف (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم) فالدخول في القصة إذ أووا إلى الكهف، فلماذا ذكر الله الفتية ولم يذكر الضمير فقط؟
ج: (الفتية) جمع قلة لفتى، يعني كلمة فتى جمع القلة فيها فتية، وجمع الكثرة فِتيان، ولذلك وردت في سورة يوسف في قراءتين (وقال لفتيانه اجعلوا)، (وقال لفتيته اجعلوا) إذن الفتية هم جمع قلة يعني كان عددهم قليل.
وكلمة (فتى) تعني الشاب المكتمل الناضج عقلا وفكرا، يعني كلمة فتى شاب ناضج كمُل في عقله وكمُل في فكره وفي قوته يعني من الفتوة.
● وكلمة الفتية ذُكرت هاهنا أيضا للدلالة على أنهم كانوا أترابا، يعني متساوون في سن متقاربة، التِرب هو المساوي، فالأتراب جمع لكلمة ترب، فهم كانوا أترابا يعني متقاربون في السن، وقد اكتملت فيهم أخلاق الرجولة وسداد الرأي والدفاع عن الحق، يعني لديهم القوة في الدفاع عن الحق.
فهؤلاء الفتية أووا إلى الكهف فقالوا: (ربنا آتنا من لدنك رحمة)
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_السادسة (٣)
🔖(فقالوا) العطف بالفاء يفيد دلالة دقيقة عندنا وهي: أن أصحاب الكهف أخذوا بالأسباب البشرية أولا، يعني قبل أن يلجؤا إلى الله، وقبل أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء أووا إلى الكهف.
معنى أوى الفتية إلى الكهف ثم (فقالوا) العطف بالفاء يفيد هنا ترتيبا، ومعنى الترتيب أنهم أخذوا بالأسباب البشرية أولا، ثم توجهوا إلى الله بالدعاء.
■ والقصص عندما يذكره الله تبارك وتعالى يذكره ليعطينا العبرة، يعني ينبغي أن نعتبر من هذا القصص، فقبل أن تتوجه إلى الله بالدعاء خذ بالأسباب أولا، يعني تأخذ بالأسباب ثم تتوجه إلى الله بالدعاء. لماذا؟
لأن الأخذ بالأسباب ينتظر منه نتيجة وثمرة، يعني كل واحد يأخذ بالأسباب ينتظر نتيجة وثمرة للأخذ بالأسباب، فالله تبارك وتعالى يعلمنا أنك تأخذ بالأسباب البشرية ثم تتوجه إلى الله تبارك وتعالى، لأن الله جل وعلا هو القادر على أن يعطيك ويمنحك النتيجة والثمرة، يعني النتيجة والثمرة ليست في الأخذ بالأسباب إنما هي من رب العباد.
وأنا تكلمت قبل ذلك في قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) وقلت إن (وإياك نستعين) أسلوب حصر وقصر يعني لا نستعين إلا بك يا الله.
طيب كيف هذا ونحن يستعين بعضنا ببعض في الدنيا؟ بل إن الله أمرنا بالتعاون قال (وتعاونوا على البر والتقوى) فكيف نوفق بين الحصر والقصر في قوله (وإياك نستعين) وبين أننا يلجأ بعضنا لبعض؟
لأنك كل عمل في الدنيا يتطلب أخذا بالأسباب، وكل أخذ بالأسماء تُنتظر منه ثمرة ونتيجة فأنت تأخذ بكل الأسباب البشرية. لكن لا تنتظر نتيجة، ولا ثمرة من مخلوق، النتيجة والثمرة من الله وحدة تبارك وتعالى. فمعنى الحصر والقصر أنه وحده هو الذي يملك أن يعطيك النتيجة والثمرة.
يعني نحن نذهب للطبيب ويعطينا العلاج ..الخ، هذا من باب الأخذ بالأسباب فقط والطبيب لا يملك شفاء لك ولا يملك النتيجة والثمرة التي قد تأتي من وراء هذا العلاج، إنما النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى وحده، فأنت تأخذ بالأسباب كلها ثم لا تطلب ولا تنتظر نتيجة إلا من الله تبارك وتعالى، في كل شؤون حياتك النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى. ولذلك أحيانا الإنسان يأخذ بكل الأسباب البشرية ولا تحصل النتيجة والثمرة بالرغم أنه يكون قد طلبها من الله تبارك وتعالى، لماذا؟
ج: لأنه ركَن إلى الأسباب البشرية، يعني ظن أنه طالما أخذ بالأسباب البشرية فكأن النتيجة بالنسبة له مضمونة، فالله تبارك وتعالى يُعلم هذا الإنسان درسا إياك تتكئ على أسبابك البشرية، الأسباب بذاتها لا تنفعك وإنما لا بد أن تطلب النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى.
ولذلك قلت لكم سابقا إن الله تبارك وتعالى عندما يذكر سفينة نوح التي صنعها دائما يسميها فلك، فلك بمعنى أنها ملجأ ومأوى من أهوال واضطرابات خارجية، الناس تلجأ لها بسبب الأهوال والاضطرابات، والله تبارك وتعالى في سورة القمر ذكر أكبر الأهوال والاضطرابات التي كانت في الخارج (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر) ومع ذلك قلل من شأن السفينة. وبين أنها ذات ألواح ودسر (وحملناه على ذات الواح ودسر) ذات ألواح خشبية، (ودسر) يعني مسامير أو حبال إذا كانت المسامير لم تكن معروفة، يعني الله تبارك وتعالى يقول. هي سفينة عادية، ولذلك خلي بالكم حتى نفهم القرآن سويا عندما ذكر الله تبارك وتعالى (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) تعرفون لماذا هذا الحوار؟ للدلالة على أن السفينة صنعها نوح كما يصنع أي إنسان سفينة، وجاء هنا وبين أنها ذات ألواح ودسر لكن فيها سر ليس موجودا في غيرها ما السر؟ أنها (تجري بأعيننا)
تجري بأعين الله تبارك وتعالى، وما كان بأعين الله فهو في حفظ الله، إذا قلل الله من شأن السفينة وبين أن فيها سرا. ليعلمنا لا تتكئ على الأسباب، خذوا بكل الأسباب البشرية بحيث لا تتركون سببا واحدا إلا وتأخذون به لكن النتيجة والثمرة لا تنتظرها إلا من الله وكأنك لم تأخذ بأي سبب بشري، يعني وأنت تنتظر النتيجة والثمرة من الله إياك أن يرد في بالك أنك أخذت بكل الأسباب، لا.. أطلب النتيجة من الله وحالك يدل على أنك لم تأخذ بأي سبب مع أنك أخذت بكل الأسباب البشرية.
إذا في قوله تعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا) هذه تعطينا دلالة أنهم لم يتوجهوا إلى الله بالدعاء إلا بعد أن أووا إلى الكهف، يعني خذ بالأسباب أولا ثم توجه إلى الله بالدعاء. إنما واحد مريض وفي البيت نائم يقول أنا أدعو الله تبارك وتعالى وأنا متوكل على الله، لا.. أنت لست متوكلا على الله هكذا، أنت متواكل على الله لأنك لو كنت متوكلا على الله لأخذت بكل الأسباب البشرية أحد جناحي التوكل على الله تبارك وتعالى.
إذن علينا الأخذ بالأسباب ثم نطلب النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
🔖(فقالوا) العطف بالفاء يفيد دلالة دقيقة عندنا وهي: أن أصحاب الكهف أخذوا بالأسباب البشرية أولا، يعني قبل أن يلجؤا إلى الله، وقبل أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء أووا إلى الكهف.
معنى أوى الفتية إلى الكهف ثم (فقالوا) العطف بالفاء يفيد هنا ترتيبا، ومعنى الترتيب أنهم أخذوا بالأسباب البشرية أولا، ثم توجهوا إلى الله بالدعاء.
■ والقصص عندما يذكره الله تبارك وتعالى يذكره ليعطينا العبرة، يعني ينبغي أن نعتبر من هذا القصص، فقبل أن تتوجه إلى الله بالدعاء خذ بالأسباب أولا، يعني تأخذ بالأسباب ثم تتوجه إلى الله بالدعاء. لماذا؟
لأن الأخذ بالأسباب ينتظر منه نتيجة وثمرة، يعني كل واحد يأخذ بالأسباب ينتظر نتيجة وثمرة للأخذ بالأسباب، فالله تبارك وتعالى يعلمنا أنك تأخذ بالأسباب البشرية ثم تتوجه إلى الله تبارك وتعالى، لأن الله جل وعلا هو القادر على أن يعطيك ويمنحك النتيجة والثمرة، يعني النتيجة والثمرة ليست في الأخذ بالأسباب إنما هي من رب العباد.
وأنا تكلمت قبل ذلك في قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) وقلت إن (وإياك نستعين) أسلوب حصر وقصر يعني لا نستعين إلا بك يا الله.
طيب كيف هذا ونحن يستعين بعضنا ببعض في الدنيا؟ بل إن الله أمرنا بالتعاون قال (وتعاونوا على البر والتقوى) فكيف نوفق بين الحصر والقصر في قوله (وإياك نستعين) وبين أننا يلجأ بعضنا لبعض؟
لأنك كل عمل في الدنيا يتطلب أخذا بالأسباب، وكل أخذ بالأسماء تُنتظر منه ثمرة ونتيجة فأنت تأخذ بكل الأسباب البشرية. لكن لا تنتظر نتيجة، ولا ثمرة من مخلوق، النتيجة والثمرة من الله وحدة تبارك وتعالى. فمعنى الحصر والقصر أنه وحده هو الذي يملك أن يعطيك النتيجة والثمرة.
يعني نحن نذهب للطبيب ويعطينا العلاج ..الخ، هذا من باب الأخذ بالأسباب فقط والطبيب لا يملك شفاء لك ولا يملك النتيجة والثمرة التي قد تأتي من وراء هذا العلاج، إنما النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى وحده، فأنت تأخذ بالأسباب كلها ثم لا تطلب ولا تنتظر نتيجة إلا من الله تبارك وتعالى، في كل شؤون حياتك النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى. ولذلك أحيانا الإنسان يأخذ بكل الأسباب البشرية ولا تحصل النتيجة والثمرة بالرغم أنه يكون قد طلبها من الله تبارك وتعالى، لماذا؟
ج: لأنه ركَن إلى الأسباب البشرية، يعني ظن أنه طالما أخذ بالأسباب البشرية فكأن النتيجة بالنسبة له مضمونة، فالله تبارك وتعالى يُعلم هذا الإنسان درسا إياك تتكئ على أسبابك البشرية، الأسباب بذاتها لا تنفعك وإنما لا بد أن تطلب النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى.
ولذلك قلت لكم سابقا إن الله تبارك وتعالى عندما يذكر سفينة نوح التي صنعها دائما يسميها فلك، فلك بمعنى أنها ملجأ ومأوى من أهوال واضطرابات خارجية، الناس تلجأ لها بسبب الأهوال والاضطرابات، والله تبارك وتعالى في سورة القمر ذكر أكبر الأهوال والاضطرابات التي كانت في الخارج (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر) ومع ذلك قلل من شأن السفينة. وبين أنها ذات ألواح ودسر (وحملناه على ذات الواح ودسر) ذات ألواح خشبية، (ودسر) يعني مسامير أو حبال إذا كانت المسامير لم تكن معروفة، يعني الله تبارك وتعالى يقول. هي سفينة عادية، ولذلك خلي بالكم حتى نفهم القرآن سويا عندما ذكر الله تبارك وتعالى (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) تعرفون لماذا هذا الحوار؟ للدلالة على أن السفينة صنعها نوح كما يصنع أي إنسان سفينة، وجاء هنا وبين أنها ذات ألواح ودسر لكن فيها سر ليس موجودا في غيرها ما السر؟ أنها (تجري بأعيننا)
تجري بأعين الله تبارك وتعالى، وما كان بأعين الله فهو في حفظ الله، إذا قلل الله من شأن السفينة وبين أن فيها سرا. ليعلمنا لا تتكئ على الأسباب، خذوا بكل الأسباب البشرية بحيث لا تتركون سببا واحدا إلا وتأخذون به لكن النتيجة والثمرة لا تنتظرها إلا من الله وكأنك لم تأخذ بأي سبب بشري، يعني وأنت تنتظر النتيجة والثمرة من الله إياك أن يرد في بالك أنك أخذت بكل الأسباب، لا.. أطلب النتيجة من الله وحالك يدل على أنك لم تأخذ بأي سبب مع أنك أخذت بكل الأسباب البشرية.
إذا في قوله تعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا) هذه تعطينا دلالة أنهم لم يتوجهوا إلى الله بالدعاء إلا بعد أن أووا إلى الكهف، يعني خذ بالأسباب أولا ثم توجه إلى الله بالدعاء. إنما واحد مريض وفي البيت نائم يقول أنا أدعو الله تبارك وتعالى وأنا متوكل على الله، لا.. أنت لست متوكلا على الله هكذا، أنت متواكل على الله لأنك لو كنت متوكلا على الله لأخذت بكل الأسباب البشرية أحد جناحي التوكل على الله تبارك وتعالى.
إذن علينا الأخذ بالأسباب ثم نطلب النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
#المحاضرة_السادسة (٤)
فأصحاب الكهف فعلوا ذلك (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) يعني لم يقولوا (ربنا آتنا من لدنك رحمة) إلا بعد إيوائهم إلى الكهف.
س: هل أووا إلى الكهف لمجرد الإيواء؟
أم أنهم أووا إلى الكهف لسبب معين ولهم غاية؟ الفرار بدينهم من هذا الطاغية المتكبر الجبار، فهم بذلك فروا إلى الله تبارك وتعالى، لأن الإنسان مطالب بأن يفِر إلى الله (ففروا إلى الله) فأنت إذا فررت إلى الله فنِعم الفَرار، ونعم ما فعلت، ونعم ما صنعت.
فالفرار إلى الله نحتاج إليه في هذه الأيام، يا سلام لو أن كل إنسان منا فرّ إلى الله سبحانه وتعالى، هرب من دنياه وهرب من شواغله وجعل نفسه فارا إلى ربه.
●والفرار إلى الله معناه أنك تُخلي قلبك من كل ما يُشغله عن الله، هذه هي الخطوة الأولى في الفرار، فإذا أخليت قلبك من كل ما يُشغله، فأنت بذلك فررت إلى الله تبارك وتعالى، إنما لو كان قلبك مشغولا ومشغولا بأمور دنيا وتقول أنا أعبد ربي وأنا أستقبل شهر رمضان المبارك، أنت بذلك لم تفر إلى الله ولن تنجح في عبادة ربك.
إذا المطلوب من الإنسان الفرار إلى الله تبارك وتعالى.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
فأصحاب الكهف فعلوا ذلك (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) يعني لم يقولوا (ربنا آتنا من لدنك رحمة) إلا بعد إيوائهم إلى الكهف.
س: هل أووا إلى الكهف لمجرد الإيواء؟
أم أنهم أووا إلى الكهف لسبب معين ولهم غاية؟ الفرار بدينهم من هذا الطاغية المتكبر الجبار، فهم بذلك فروا إلى الله تبارك وتعالى، لأن الإنسان مطالب بأن يفِر إلى الله (ففروا إلى الله) فأنت إذا فررت إلى الله فنِعم الفَرار، ونعم ما فعلت، ونعم ما صنعت.
فالفرار إلى الله نحتاج إليه في هذه الأيام، يا سلام لو أن كل إنسان منا فرّ إلى الله سبحانه وتعالى، هرب من دنياه وهرب من شواغله وجعل نفسه فارا إلى ربه.
●والفرار إلى الله معناه أنك تُخلي قلبك من كل ما يُشغله عن الله، هذه هي الخطوة الأولى في الفرار، فإذا أخليت قلبك من كل ما يُشغله، فأنت بذلك فررت إلى الله تبارك وتعالى، إنما لو كان قلبك مشغولا ومشغولا بأمور دنيا وتقول أنا أعبد ربي وأنا أستقبل شهر رمضان المبارك، أنت بذلك لم تفر إلى الله ولن تنجح في عبادة ربك.
إذا المطلوب من الإنسان الفرار إلى الله تبارك وتعالى.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#المحاضرة_السابعة (١)
كنا توقفنا في اللقاء السابق عند قول الله تبارك وتعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) وقلت إنهم أخذوا بالأسباب أولا ثم توجهوا إلى الله بالدعاء.
●وهذا هو الواجب على المؤمن أن يأخذ بالأسباب كلها ثم يتوجه إلى الله بالدعاء، أما لو توجهنا إلى الله بالدعاء وتكاسلنا عن الأخذ بالأسباب فنحن ها هنا كالمتواكلين على الله تبارك وتعالى لأننا لا بد أن نأخذ بالأسباب مع الدعاء لله تبارك وتعالى.
وأيضا عندما طلبوا من الله تبارك وتعالى الدعاء طلبوا قمة أنواع الرحمة (ربنا آتنا من لدنك رحمة) من الرحمة التي هي لخاصة الخاصة.
(وهيئ لنا من أمرنا رشدا)
الرَشد والرُشد في القرآن الكريم:
🔖الرَشد -بفتح الراء والشين- يكون غالبا للأمور الدينية ولا يمنع أن يكون أيضا للأمور الدنيوية، لكن الغالب فيه أن يكون للأمور الدينية (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا)، (واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) وهنا أيضا (وهيئ لنا من أمرنا رشدا) فالرَشد هنا طلبهم في الأمور التي تتعلق بالدين ولا يمنع أن يكون في أمور الدنيا.
●الله تبارك وتعالى بيّن بعد ذلك أنه استجاب دعاءهم فورا (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) الفاء ها هنا تفيد سرعة الاستجابة أن الله تبارك وتعالى استجاب لدعائهم عندما أخذوا بالأسباب وتوجهوا إلى الله بالدعاء، الله تبارك وتعالى استجاب لهم واستجاب لهم بأن حفظهم من هؤلاء القوم الأشرار، وحفظ الله عليهم تمسكهم بدينهم فقال تعالى:
(فضربنا على آذانهم) أي أنمناهم وأغلقنا آلة السمع لأن الأذن هي جارحة السمع، الجارحة التي يسمع بها الإنسان. والأذن في الغالب هي التي توقظ الإنسان من النوم لأن حاسة السمع عندما ينام الإنسان هي تعمل ولذلك لو نادينا على أحد الناس النيام يستيقظ ويقوم، فالله تبارك وتعالى عندما أراد أن يُنيّمهم هذه الفترة ضرب على آذانهم، وضرب على الآذان حتى يجعلهم ينامون ولا يستيقظون من الأصوات التي تدور حولهم.
ونعلم أن حاسة السمع في القرآن تتأخر عن القلب يعني في قوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
تتقدم حاسة السمع على حاسة البصر دائما في القرآن الكريم، الحاسة كحاسة، لكن الأذن وهي الجارحة تتأخر عن جارحة الإبصار، يعني في قوله تعالي (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيدي يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها) ، وأيضا (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها)
السمع كحاسة يتقدم على البصر، والأذن كجارحة تتأخر عن البصر. فما الحكمة في ذلك؟
حاسة السمع تتقدم لأن الطفل يولد وهو يسمع، أما الإبصار الطفل لا يُبصر إلا بعد أسبوع، يعني في الأسبوع الأول لو أشرنا بيدينا أمام عيني الطفل لا يرى شيئا ولا يبصر شيئا، لكنه يسمع من اللحظة الأولى.
السمع أيضا هو وسيلة الدعوة إلى الخير أو إلى الشر، يعني عندما يدعو الإنسان أخاه فإنما يدعوه من طريق السمع.
ولذلك قلت سابقا إن الله تبارك وتعالى عندما ذكر الوعي، والوعي هذا يتعلق بالعقل لأن الوعي فكر وتفكير فهو يتعلق بالعقل لكن الله تبارك وتعالى ذكر الوعي في موضع وحيد في القرآن الكريم وأسنده إلى الأذن قال (وتعيها أذن واعية).
وأيضا هناك سبب طبي آخر في تقديم السمع على البصر، هذا السبب أن مركز الإبصار في الإنسان خلف الدماغ، أما مركز السمع فهو في الجانب الأيسر من الدماغ ولذلك مركز السمع متقدم على مركز الإبصار. واضح.
إذا حاسة السمع كسمع يتقدم للأسباب التي قلتها: 📍رقم واحد أن الطفل يولد به أنه يسمع وهو نائم
📍أيضا أن مركز السمع في الجانب الأيسر من الدماغ أما مركز الإبصار فهو خلف الدماغ من الخلف.
لكن الله تبارك وتعالى عندما يذكر الأذن كجارحة وليست كحاسة سمع، إنما هي ذكرت كجارحة تُذكر بعد العين لأن العين في الأمام والأذن في الجانبين، ففي الترتيب بالنسبة للجوارح البصر مُقدم على السمع ولذلك الأذن تذكر بعد العين.
ولذلك رب العباد عندما أراد لهؤلاء القوم أن يناموا هذه الفترة الطويلة ضرب على آذانهم.
🏷 وهذا يعطينا درسا تربويا مهما:
أن الله تبارك وتعالى عندما يريد لا تسأل أيها العبد كيف سيكون، وكيف سيفعل؟
يعني عندما استجاب لأصحاب الكهف ضرب على أذانهم، هل هم كانوا يتوقعون أن يضرب الله على آذانهم حتى لا يسمعوا وحتى لا يستيقظوا؟ ما كانوا يتوقعون هذا.
فأنت عندما تأخذ بالأسباب ثم تتوجه إلى الله بالدعاء وتكون صاحب يقين وحسن ظن بالله.
فليس المهم أن تدعو الله تبارك وتعالى وفقط، لا، لا بد أن يكون لديك يقين.
وإذا طلبت من الله الرحمة فاطلب قمة أنواع الرحمة وهي من لدنه لأن (لدن) ظرف أقرب من (عند)، يعني فيه (من عندنا) وفيه (من لدنا) الظرف الأقرب هو ( من لدن) والله علمنا أن ندعوه ونطلب منه قمة أنواع الرحمة.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
كنا توقفنا في اللقاء السابق عند قول الله تبارك وتعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) وقلت إنهم أخذوا بالأسباب أولا ثم توجهوا إلى الله بالدعاء.
●وهذا هو الواجب على المؤمن أن يأخذ بالأسباب كلها ثم يتوجه إلى الله بالدعاء، أما لو توجهنا إلى الله بالدعاء وتكاسلنا عن الأخذ بالأسباب فنحن ها هنا كالمتواكلين على الله تبارك وتعالى لأننا لا بد أن نأخذ بالأسباب مع الدعاء لله تبارك وتعالى.
وأيضا عندما طلبوا من الله تبارك وتعالى الدعاء طلبوا قمة أنواع الرحمة (ربنا آتنا من لدنك رحمة) من الرحمة التي هي لخاصة الخاصة.
(وهيئ لنا من أمرنا رشدا)
الرَشد والرُشد في القرآن الكريم:
🔖الرَشد -بفتح الراء والشين- يكون غالبا للأمور الدينية ولا يمنع أن يكون أيضا للأمور الدنيوية، لكن الغالب فيه أن يكون للأمور الدينية (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا)، (واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) وهنا أيضا (وهيئ لنا من أمرنا رشدا) فالرَشد هنا طلبهم في الأمور التي تتعلق بالدين ولا يمنع أن يكون في أمور الدنيا.
●الله تبارك وتعالى بيّن بعد ذلك أنه استجاب دعاءهم فورا (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) الفاء ها هنا تفيد سرعة الاستجابة أن الله تبارك وتعالى استجاب لدعائهم عندما أخذوا بالأسباب وتوجهوا إلى الله بالدعاء، الله تبارك وتعالى استجاب لهم واستجاب لهم بأن حفظهم من هؤلاء القوم الأشرار، وحفظ الله عليهم تمسكهم بدينهم فقال تعالى:
(فضربنا على آذانهم) أي أنمناهم وأغلقنا آلة السمع لأن الأذن هي جارحة السمع، الجارحة التي يسمع بها الإنسان. والأذن في الغالب هي التي توقظ الإنسان من النوم لأن حاسة السمع عندما ينام الإنسان هي تعمل ولذلك لو نادينا على أحد الناس النيام يستيقظ ويقوم، فالله تبارك وتعالى عندما أراد أن يُنيّمهم هذه الفترة ضرب على آذانهم، وضرب على الآذان حتى يجعلهم ينامون ولا يستيقظون من الأصوات التي تدور حولهم.
ونعلم أن حاسة السمع في القرآن تتأخر عن القلب يعني في قوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
تتقدم حاسة السمع على حاسة البصر دائما في القرآن الكريم، الحاسة كحاسة، لكن الأذن وهي الجارحة تتأخر عن جارحة الإبصار، يعني في قوله تعالي (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيدي يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها) ، وأيضا (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها)
السمع كحاسة يتقدم على البصر، والأذن كجارحة تتأخر عن البصر. فما الحكمة في ذلك؟
حاسة السمع تتقدم لأن الطفل يولد وهو يسمع، أما الإبصار الطفل لا يُبصر إلا بعد أسبوع، يعني في الأسبوع الأول لو أشرنا بيدينا أمام عيني الطفل لا يرى شيئا ولا يبصر شيئا، لكنه يسمع من اللحظة الأولى.
السمع أيضا هو وسيلة الدعوة إلى الخير أو إلى الشر، يعني عندما يدعو الإنسان أخاه فإنما يدعوه من طريق السمع.
ولذلك قلت سابقا إن الله تبارك وتعالى عندما ذكر الوعي، والوعي هذا يتعلق بالعقل لأن الوعي فكر وتفكير فهو يتعلق بالعقل لكن الله تبارك وتعالى ذكر الوعي في موضع وحيد في القرآن الكريم وأسنده إلى الأذن قال (وتعيها أذن واعية).
وأيضا هناك سبب طبي آخر في تقديم السمع على البصر، هذا السبب أن مركز الإبصار في الإنسان خلف الدماغ، أما مركز السمع فهو في الجانب الأيسر من الدماغ ولذلك مركز السمع متقدم على مركز الإبصار. واضح.
إذا حاسة السمع كسمع يتقدم للأسباب التي قلتها: 📍رقم واحد أن الطفل يولد به أنه يسمع وهو نائم
📍أيضا أن مركز السمع في الجانب الأيسر من الدماغ أما مركز الإبصار فهو خلف الدماغ من الخلف.
لكن الله تبارك وتعالى عندما يذكر الأذن كجارحة وليست كحاسة سمع، إنما هي ذكرت كجارحة تُذكر بعد العين لأن العين في الأمام والأذن في الجانبين، ففي الترتيب بالنسبة للجوارح البصر مُقدم على السمع ولذلك الأذن تذكر بعد العين.
ولذلك رب العباد عندما أراد لهؤلاء القوم أن يناموا هذه الفترة الطويلة ضرب على آذانهم.
🏷 وهذا يعطينا درسا تربويا مهما:
أن الله تبارك وتعالى عندما يريد لا تسأل أيها العبد كيف سيكون، وكيف سيفعل؟
يعني عندما استجاب لأصحاب الكهف ضرب على أذانهم، هل هم كانوا يتوقعون أن يضرب الله على آذانهم حتى لا يسمعوا وحتى لا يستيقظوا؟ ما كانوا يتوقعون هذا.
فأنت عندما تأخذ بالأسباب ثم تتوجه إلى الله بالدعاء وتكون صاحب يقين وحسن ظن بالله.
فليس المهم أن تدعو الله تبارك وتعالى وفقط، لا، لا بد أن يكون لديك يقين.
وإذا طلبت من الله الرحمة فاطلب قمة أنواع الرحمة وهي من لدنه لأن (لدن) ظرف أقرب من (عند)، يعني فيه (من عندنا) وفيه (من لدنا) الظرف الأقرب هو ( من لدن) والله علمنا أن ندعوه ونطلب منه قمة أنواع الرحمة.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
#المحاضرة_السابعة (٢)
■ (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا)
كلمة (عددا) نعت لكلمة (سنين) نعت يعني صفة لها، يعني هي بمعنى سنين معدودة.
وكلمة معدودة تدل على أن السنين عددها كثير لأن العدد القليل هو الذي لا يُعدّ، يعني حتى الناس يُعبِّرون عن العدد القليل بعدد أصابع اليد، أما تقولون ذلك، أن الشيء الفلاني بمقدار أصابع اليد أو عدد أصابع اليد يعني قليل، إنما (سنين عددا) معدودة، أي: كثيرة.
وذكرها الله في آية متقدمة في نفس السورة وهي في قوله تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) تأملوا دقة التعبير القرآني (ثلاث مائة سنين وازدادو تسعا) هل هي ثلاث مائة وتسع سنين؟
س: طب لماذا لم يقل ثلاث مائة سنين وتسعا؟
(وازدادوا) تدلنا على أن هناك سرا في الأمر.
ما السر؟
أن المجتمع الذي يعيش فيه أهل الكهف كان عندهم العدد بالعدّ الشمسي - الذي نسميه نحن الآن الميلادي - العدد الشمسي الذي هو العدد الميلادي.
وفي قوله ثلاث (مائة سنين وازدادوا تسعا) إشارة إلى أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيكون العدّ عندهم بالعدّ القمري، والتأريخ لهذه الأمة سيكون بالتأريخ القمري.
ونحن عندنا الفرق بين السنة القمرية والسنة الشمسية أحد عشر يوما، وكل مئة سنة يكون الفرق ثلاث سنوات بين السنة القمرية والسنة الشمسية، فلما كانت ثلاث مئة وستزيد على العدّ القمري تسع سنوات، لأن كل مئة يزيد لها ثلاث سنوات. إذا في قوله (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) بيان للفرق بين التأريخ القمري والتأريخ الشمسي.
هذا معنى (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا).
🏷 (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا)
(بعثناهم) البعث هنا بمعنى أنهم كانوا ممنوعين من البعث والتصرف، كانوا نائمين، فلما أراد لهم أن يبتعثوا، وأن يتصرفوا، وأن يتحركوا، أيقظهم من نومهم.
🔖 (لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا)
(لنعلم) بالنون الدالة على تعظيم الله سبحانه وتعالى أي: لنعلم نحن.
هل علم الله تبارك وتعالى لم يكن مسبقا؟
نعم الله تبارك وتعالى خلق كل شيء فقدره تقديرا، فعلم الله سابق.
إذا لماذا قال هنا (لنعلم أي الحزبين)؟
لنعلم علم وقوع الآن، العلم بوقوع الشيء الآن.
إذا هناك علم أزلي، وعلم لوقوع الشيء وظهوره.
🔖 (لنعلم أي الحزبين) ما المراد بالحزبين؟ ما الحزبان؟
الحزبان هما فريقان:
قيل إن الفريق الأول هم الفتية لأن الفتية عندما سُئلوا لأن الله قال في الآية التي ستأتينا (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) فالفتية يظنون أنهم ناموا يوما أو بعض يوم، لأن اليوم أو بعض اليوم هو أقصى مدة ينامها الإنسان، يعني المعروف عند الإنسان أنه أقصى مدة له ينام يوما أو بعض اليوم، فهم قالوا بحسب فهمهم هذا.
والفريق الثاني: هم أهل المدينة التي يعيشون فيها، لأن أهل المدينة كان لديهم تأريخ اختفاء أصحاب الكهف يعني يعلمون متى اختفوا عن المجتمع. فالله تبارك وتعالى قال (لنعلم أي الحزبين).
وقيل إن الحزبين هنا حزبان كافران، وقيل هما حزبان مؤمنان. لكن القول الذي ذكرته هو الذي يتناسب مع سياق الآيات، أنهم الفتية، وأنهم أهل المدينة التي كانوا فيها.
🔖 (أحصى لما لبثوا أمدا)
هل (أحصى) هنا أفعل التفضيل؟ لأن أحصى على وزن أفعل. أم هي فعل ماض؟ لأن الله تبارك وتعالى استعمل (وأحصى كل شيء عددا) بالفعل الماضي، وهناك في سورة المجادلة (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه).
فالبعض يرى أنه فعل ماض، قال به بعض المفسرين.
وبعض المفسرين يقول إن (أحصى) هنا أفعل التفضيل.
● طيب إذا كان أفعل التفضيل علام يدل؟ (أحصى) بمعنى ماذا؟
قالوا: يدل على أيهم أتقن للعدد، أو أتقن للسنين، أيهم أكثر إتقانا.
إذاً.. إذا قلنا إنها أفعل التفضيل فتكون بمعنى أيهم أكثر إتقانا للعدد.
🔖 ما معنى (أمدا)؟
قيل عدد ا، وقيل زمنا، يعني عددا من السنوات أو عددا من الشهور، يعني الأمد هو العدد أو الزمن، والزمن أيضا هو عدد.
هذه (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا).
🏷 هنا الله تبارك ذكر هذه القصة إجمالا في هذه الآيات الثلاث، يعني من أول (إذ أوى الفتية إلى الكهف) إلى قوله (لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) هذه هي القصة، ملخص للقصة، ثم ذكر الله بعد ذلك التفصيل للقصة.
ولذلك أهل القصة في الدنيا يقولون إن هذه القصة مخالفة لضوابط القصة عندهم لماذا؟
يقولون إجمال ثم تفصيل!! لا ينفع فالمستمع عرف القصة إجمالا فلماذا يأتي التفصيل بعد ذلك؟
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
■ (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا)
كلمة (عددا) نعت لكلمة (سنين) نعت يعني صفة لها، يعني هي بمعنى سنين معدودة.
وكلمة معدودة تدل على أن السنين عددها كثير لأن العدد القليل هو الذي لا يُعدّ، يعني حتى الناس يُعبِّرون عن العدد القليل بعدد أصابع اليد، أما تقولون ذلك، أن الشيء الفلاني بمقدار أصابع اليد أو عدد أصابع اليد يعني قليل، إنما (سنين عددا) معدودة، أي: كثيرة.
وذكرها الله في آية متقدمة في نفس السورة وهي في قوله تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) تأملوا دقة التعبير القرآني (ثلاث مائة سنين وازدادو تسعا) هل هي ثلاث مائة وتسع سنين؟
س: طب لماذا لم يقل ثلاث مائة سنين وتسعا؟
(وازدادوا) تدلنا على أن هناك سرا في الأمر.
ما السر؟
أن المجتمع الذي يعيش فيه أهل الكهف كان عندهم العدد بالعدّ الشمسي - الذي نسميه نحن الآن الميلادي - العدد الشمسي الذي هو العدد الميلادي.
وفي قوله ثلاث (مائة سنين وازدادوا تسعا) إشارة إلى أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيكون العدّ عندهم بالعدّ القمري، والتأريخ لهذه الأمة سيكون بالتأريخ القمري.
ونحن عندنا الفرق بين السنة القمرية والسنة الشمسية أحد عشر يوما، وكل مئة سنة يكون الفرق ثلاث سنوات بين السنة القمرية والسنة الشمسية، فلما كانت ثلاث مئة وستزيد على العدّ القمري تسع سنوات، لأن كل مئة يزيد لها ثلاث سنوات. إذا في قوله (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) بيان للفرق بين التأريخ القمري والتأريخ الشمسي.
هذا معنى (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا).
🏷 (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا)
(بعثناهم) البعث هنا بمعنى أنهم كانوا ممنوعين من البعث والتصرف، كانوا نائمين، فلما أراد لهم أن يبتعثوا، وأن يتصرفوا، وأن يتحركوا، أيقظهم من نومهم.
🔖 (لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا)
(لنعلم) بالنون الدالة على تعظيم الله سبحانه وتعالى أي: لنعلم نحن.
هل علم الله تبارك وتعالى لم يكن مسبقا؟
نعم الله تبارك وتعالى خلق كل شيء فقدره تقديرا، فعلم الله سابق.
إذا لماذا قال هنا (لنعلم أي الحزبين)؟
لنعلم علم وقوع الآن، العلم بوقوع الشيء الآن.
إذا هناك علم أزلي، وعلم لوقوع الشيء وظهوره.
🔖 (لنعلم أي الحزبين) ما المراد بالحزبين؟ ما الحزبان؟
الحزبان هما فريقان:
قيل إن الفريق الأول هم الفتية لأن الفتية عندما سُئلوا لأن الله قال في الآية التي ستأتينا (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) فالفتية يظنون أنهم ناموا يوما أو بعض يوم، لأن اليوم أو بعض اليوم هو أقصى مدة ينامها الإنسان، يعني المعروف عند الإنسان أنه أقصى مدة له ينام يوما أو بعض اليوم، فهم قالوا بحسب فهمهم هذا.
والفريق الثاني: هم أهل المدينة التي يعيشون فيها، لأن أهل المدينة كان لديهم تأريخ اختفاء أصحاب الكهف يعني يعلمون متى اختفوا عن المجتمع. فالله تبارك وتعالى قال (لنعلم أي الحزبين).
وقيل إن الحزبين هنا حزبان كافران، وقيل هما حزبان مؤمنان. لكن القول الذي ذكرته هو الذي يتناسب مع سياق الآيات، أنهم الفتية، وأنهم أهل المدينة التي كانوا فيها.
🔖 (أحصى لما لبثوا أمدا)
هل (أحصى) هنا أفعل التفضيل؟ لأن أحصى على وزن أفعل. أم هي فعل ماض؟ لأن الله تبارك وتعالى استعمل (وأحصى كل شيء عددا) بالفعل الماضي، وهناك في سورة المجادلة (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه).
فالبعض يرى أنه فعل ماض، قال به بعض المفسرين.
وبعض المفسرين يقول إن (أحصى) هنا أفعل التفضيل.
● طيب إذا كان أفعل التفضيل علام يدل؟ (أحصى) بمعنى ماذا؟
قالوا: يدل على أيهم أتقن للعدد، أو أتقن للسنين، أيهم أكثر إتقانا.
إذاً.. إذا قلنا إنها أفعل التفضيل فتكون بمعنى أيهم أكثر إتقانا للعدد.
🔖 ما معنى (أمدا)؟
قيل عدد ا، وقيل زمنا، يعني عددا من السنوات أو عددا من الشهور، يعني الأمد هو العدد أو الزمن، والزمن أيضا هو عدد.
هذه (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا).
🏷 هنا الله تبارك ذكر هذه القصة إجمالا في هذه الآيات الثلاث، يعني من أول (إذ أوى الفتية إلى الكهف) إلى قوله (لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) هذه هي القصة، ملخص للقصة، ثم ذكر الله بعد ذلك التفصيل للقصة.
ولذلك أهل القصة في الدنيا يقولون إن هذه القصة مخالفة لضوابط القصة عندهم لماذا؟
يقولون إجمال ثم تفصيل!! لا ينفع فالمستمع عرف القصة إجمالا فلماذا يأتي التفصيل بعد ذلك؟
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah