‏فلا تغرَّك عِينايَ التي أمتَنَعَت
عَن البُكاءِ فدَمعُ القلبِ مُنهمر

وَكَيفَ لِشَمسٍ أَن تَعودَ لِناظِري
وَقَد غِبتَ عَنِّي يا ضِياءَ عِتمَتي

ولو أني خُلِقتُ بغير قلبٍ
لكنتُ أُحبُّها بالكِليتين

حَريق حَوِلي وَلست أدري
هَل النّار مِنهُ أَم تِلك مِنَي

‏ويلُفُّني وجعُ الحَنينِ وأدَّعِي
صبرًا ، وجَوفِي بالأَسَى يتقطَّعُ

أنتَ المُرادُ وَسَيفُ لحظِكَ قاتِلي
لكن فَمي عَن شَرحِ حالي مُلجَمُ

وَلقد تركتُ الهَوى مِن بَعدك
أيوجَد هَوى ليهتَوى غَيرِ هَواك؟

تَفْنى اللّذاذَةُ ممن نالَ شَهوتهُ
لَاخَيْرَ فِي لَذْةٍ مِن بَعْدها النّارُ

لا تُفكِر كَيفّ غّابْ خَلفَ أسَتارَ الغِيابْ
لا يَغِيبُ القَلبُ الا أن رأى حُباً جَديِدا

فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ يُدني أَحِبَّتي
إِلَيَّ كَما يُدني إِلَيَّ مَصائِبي

‏ويلُفُّني وجعُ الحَنينِ وأدَّعِي
صبرًا ، وجَوفِي بالأَسَى يتقطَّعُ

أغدًا تشرق أضواؤك في ليل عيوني ؟
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني

‏فلا تغرَّك عِينايَ التي أمتَنَعَت
عَن البُكاءِ فدَمعُ القلبِ مُنهمر

وَكَيفَ لِشَمسٍ أَن تَعودَ لِناظِري
وَقَد غِبتَ عَنِّي يا ضِياءَ عِتمَتي

‏وعِشْ خاليًا فالحُبّ راحتُهُ عَنًا
وأَوّلُهُ سُقْمٌ وآخرُهُ قَتْلُ

أودُّ بلقاءٍ حقيِقي معَك، نفذَت
مخيِّلتي من تصويرِ لقاءٍ يجمعُنا

‏فَلا النَفسُ تَخليها الأَعادي فَتَشتَقى
وَلا النَفسُ عَمّا لا تَنالُ تَطيبُ

خَيَالُكَ فِي عَيْنِي وَذكْرُكَ فِي فَمي
وَمَثوَاكَ فِي قَلَْبِي فَأَيْنَ تَغِيبُ ؟

‏أَتَدْرِى أَيُّ جُرْحٍ بَاتَ أَقْسَى
‏بَأَنْ تَطْوِي حَدِيثًا لَيْسَ يَنْسَى

‏يَا ليْت أنَّا إذَا اشتَقنَا لِمَن رَحَلُوا
‏نَغْفوا فيَأتُونَنا في الحَال زُوّارَا