يها لينا قبل كِدا
تُغمِض عينيها بخمُول وتفتحهما
تهزّها من ذراعها : إنتي سامعاني وبتعملي الحركات دي يابِت ؟؟
ترتخي جفونها أخيراً وتسقُط فَوق حُضن والدتها
صابرين بِصرخة : مريَم !!!!
بالمُستشفى :
يركُض بين الممرات وصولاً إلى تِلك السيِّدة : روان وين !!
نفيسة : أهدأ ياولدي ؛ روان أدّوها مُهدئ لأنها من فاقَت بتبكِي
يبتلِع ريقه الذي جفّ فجأة , يهرُب من الدموع ويُكمِل : طيّب الدكتور قال شنو ؟
نفيسة : عملو ليها تحاليل , ومُستنيين النتيجَة , على فكرَة آدَم جا
محمّد : جا متين ؟
يخرُج من غُرفة الإنتظار : جيت هسّي يا عريس , يمُد كفّهُ إليه : ألف مبروك
يُغمض عينيه ويزفُر بِعُمق : الموضوع ما زيّ ما إنتَ فاهم أبداً يا آدم
آدَم : أنا ماجاي أعاتبَك هسّي , خلّي أُختي تشِد حيلها ولينا كلام
محمّد : طيّب أنا عايز أدخُل ليها
ينظُر آدَم إلى ساعتِه : مُفترض تكون فاقَت
نفيسَة : عدّت ساعة ؟
آدَم : ونُص
نفيسة : معناها التحاليل بتكون طلعَت ياولدي
آدَم : أيوه صح ؛ طيّب أنا حاجيبها وأجِي
محمّد مُحدّثاً نفيسة : غُرفتها وين؟
نفيسة : تعال
تمشِي ويتبعها
في جهةٍ أُخرى :
يجلسون صفّاً أمام غُرفة الطوارئ
إقبال : أستُر يارب , أستُرنا يارب ماتفضحنا
صابرين : أهدي ياخالتُو , إن شاءالله خِير
إقبال : حيجي من وين الخير بس يا بتّي , حيجي من وين ؛ استغفرالله العظيم
مُنى : إستغفري يا إقبال , البِت هسي حتقوم بالسلامة ماتقلّقي كِدا
تستغفِر مُتحاشيةً النظر إليهِم
ليان بصوت مُنخفض : اليُوم دا ينفع فيلم سينمائي والله
نُور : الناس في شنُو وإنتي في شنو يا ليَان
ليان : لالا جَد ؛ ركّزي في التفاصِيل الحصلَت
نُور : خلاص المُخرجة الجوّاكي قامَت ؟
ليان : وبِقوَّة
تتنهَّد : ياربّي آدَم يكُون نام ولا لِسّه
ليان : إشمعنى يعني
نُور : جا في بالي ماعارفة
ليان بِدهشة : سلامٌ قولاً من ربّ رحيم !
نُور : مالِك ؟
ليان : مُش الجايّ علينا دا آدم؟
تلتفِت حيث تنظُر : آدَم ! , تذهَب إليه ؛ يمشِي ناظراً إلى الأرض فيصطدِم بِها , يرفع نظرهُ إليها : نُور !
نُور : إنتَ بتعمل في شنُو هِنا !
آدَم : إنتي البتعملي في شنو هِنا مُش الليلة عِرس أُختِك ؟
نُور : أسكُت , خلّي موضوع العِرس دا على جمب ورّيني إنتَ الجابَك هِنا شنو ؟ بس مايكُون عمُّو تِعِب؟
آدَم : لالا , روَان
نُور : أُختَك ؟
آدَم : أيوة
نُور : مالها بَس ؟
يتنهَّد : وِصلتَ لقيتها مُغمى عليها
نُور : ياساتِر , عندها شنُو !
آدَم : ماعارف , هسّي جبت التحاليل وماشي أشُوف الدكتور
نُور : كان نفسي أجِي معاك بس مُنتظره زول في الطوارئ برضُو
آدم : مامُشكلة ؛ أدّيني تلفون لمّن تكوني طالعة
نُور : حاضِر ؛ خلِّي بالَك من نفسَك وماتتضايَق
آدَم : حاضِر
يذهَب
تُتابعهُ بِنظرها إلى أن يختفي , تأتي ليان إليها : مالو ؟
نُور : يكسِر الخاطر ؛ أُختو عيّانه
ليَان : إحنا كمان أُختنَا عيّانه !
نُور : دي أُختو اللي إتربّت معاهو ما اللي إكتشفها أمِس
ليان : بطّلي تفكيرِك دا ياخي , كِدا أو كِدا هي أُختِك
نُور : أنا مابيقنعني إسم العلاقة , بيقنعني مواقف الطرفين تجاه بعَض وبَس ؛ حتّى الثعلب عندُو أخو وزوجة و ولَد ؛ بس دا مابينفِي حقيقة إنو مكَّار
ليان : نُور مابتحِسّي أحياناً إنِّك أوفَر ؟
نُور : لأ , أنا واضحَة بس ؛ ودا للأسَف مابيحصل كتير في المجتمع البشرِي
ليان : الحمدلله , براك إعترفتِي إنِّك مابشَر
ترمقها بِنظرة حادّة
ليان : خلاص آسفَة
في جهةٍ أُخرى :
يُقبِّل راحة كفّها بِعُمق , تنزل دمُوعه دافِئة بين أصابعها , تسحَب كفّها منهُ بهدوء
محمّد : روَان
روان : ليه خلِّيت العِرس وجيت
محمّد : دا ما عِرس , دي تمثيليّة !
تمسَح الدمع الذي جفَّ بِخدّيْها : برضُو , ليه جِيت
محمّد : كيف يعني ليه جِيت , مُفترض أواصِل حياتي عادي بعد ما سمعتَ خبر زي دَا ؟
روان : ما إنتَ واصلتَ حياتَك عادي بعد ما قُلتَ ليك إني بمُوت لو عرّستَ عليّ
محمّد : روان , حبيبتي إنتي عارفة كُل الحصَل من البداية لغاية اللحظة دِي !
روان : كُنت بتقدر تتصرَّف , كُنتَ بتقدر تساوِم في أي حاجة تانية غيري , لكن إنتَ رخّصتني يا محمَّد
يضُم كفّها بين كفّيْه : لا أنا ما رخّصتِك ياروان!
تسحبهُ وتصدّ عنه
يبتلع ريقه مِراراً : ماتعملي كِدا ياروان.. عشان خاطرِي
روان : أمشي يا محمَّد
يُفتَح الباب ؛ يدخُل الطبيب بِرفقة آدَم الذي إرتسمَت الدهشة على ملامحه وأبَت أن تزُول
يتقدَّم الطبيب إليهم بإبتسامة : مبروك يا مدام ؛ إنتي حامِل
ترفع رأسها بِدهشة
محمّد : شنُو !
يُتبَع...
تُغمِض عينيها بخمُول وتفتحهما
تهزّها من ذراعها : إنتي سامعاني وبتعملي الحركات دي يابِت ؟؟
ترتخي جفونها أخيراً وتسقُط فَوق حُضن والدتها
صابرين بِصرخة : مريَم !!!!
بالمُستشفى :
يركُض بين الممرات وصولاً إلى تِلك السيِّدة : روان وين !!
نفيسة : أهدأ ياولدي ؛ روان أدّوها مُهدئ لأنها من فاقَت بتبكِي
يبتلِع ريقه الذي جفّ فجأة , يهرُب من الدموع ويُكمِل : طيّب الدكتور قال شنو ؟
نفيسة : عملو ليها تحاليل , ومُستنيين النتيجَة , على فكرَة آدَم جا
محمّد : جا متين ؟
يخرُج من غُرفة الإنتظار : جيت هسّي يا عريس , يمُد كفّهُ إليه : ألف مبروك
يُغمض عينيه ويزفُر بِعُمق : الموضوع ما زيّ ما إنتَ فاهم أبداً يا آدم
آدَم : أنا ماجاي أعاتبَك هسّي , خلّي أُختي تشِد حيلها ولينا كلام
محمّد : طيّب أنا عايز أدخُل ليها
ينظُر آدَم إلى ساعتِه : مُفترض تكون فاقَت
نفيسَة : عدّت ساعة ؟
آدَم : ونُص
نفيسة : معناها التحاليل بتكون طلعَت ياولدي
آدَم : أيوه صح ؛ طيّب أنا حاجيبها وأجِي
محمّد مُحدّثاً نفيسة : غُرفتها وين؟
نفيسة : تعال
تمشِي ويتبعها
في جهةٍ أُخرى :
يجلسون صفّاً أمام غُرفة الطوارئ
إقبال : أستُر يارب , أستُرنا يارب ماتفضحنا
صابرين : أهدي ياخالتُو , إن شاءالله خِير
إقبال : حيجي من وين الخير بس يا بتّي , حيجي من وين ؛ استغفرالله العظيم
مُنى : إستغفري يا إقبال , البِت هسي حتقوم بالسلامة ماتقلّقي كِدا
تستغفِر مُتحاشيةً النظر إليهِم
ليان بصوت مُنخفض : اليُوم دا ينفع فيلم سينمائي والله
نُور : الناس في شنُو وإنتي في شنو يا ليَان
ليان : لالا جَد ؛ ركّزي في التفاصِيل الحصلَت
نُور : خلاص المُخرجة الجوّاكي قامَت ؟
ليان : وبِقوَّة
تتنهَّد : ياربّي آدَم يكُون نام ولا لِسّه
ليان : إشمعنى يعني
نُور : جا في بالي ماعارفة
ليان بِدهشة : سلامٌ قولاً من ربّ رحيم !
نُور : مالِك ؟
ليان : مُش الجايّ علينا دا آدم؟
تلتفِت حيث تنظُر : آدَم ! , تذهَب إليه ؛ يمشِي ناظراً إلى الأرض فيصطدِم بِها , يرفع نظرهُ إليها : نُور !
نُور : إنتَ بتعمل في شنُو هِنا !
آدَم : إنتي البتعملي في شنو هِنا مُش الليلة عِرس أُختِك ؟
نُور : أسكُت , خلّي موضوع العِرس دا على جمب ورّيني إنتَ الجابَك هِنا شنو ؟ بس مايكُون عمُّو تِعِب؟
آدَم : لالا , روَان
نُور : أُختَك ؟
آدَم : أيوة
نُور : مالها بَس ؟
يتنهَّد : وِصلتَ لقيتها مُغمى عليها
نُور : ياساتِر , عندها شنُو !
آدَم : ماعارف , هسّي جبت التحاليل وماشي أشُوف الدكتور
نُور : كان نفسي أجِي معاك بس مُنتظره زول في الطوارئ برضُو
آدم : مامُشكلة ؛ أدّيني تلفون لمّن تكوني طالعة
نُور : حاضِر ؛ خلِّي بالَك من نفسَك وماتتضايَق
آدَم : حاضِر
يذهَب
تُتابعهُ بِنظرها إلى أن يختفي , تأتي ليان إليها : مالو ؟
نُور : يكسِر الخاطر ؛ أُختو عيّانه
ليَان : إحنا كمان أُختنَا عيّانه !
نُور : دي أُختو اللي إتربّت معاهو ما اللي إكتشفها أمِس
ليان : بطّلي تفكيرِك دا ياخي , كِدا أو كِدا هي أُختِك
نُور : أنا مابيقنعني إسم العلاقة , بيقنعني مواقف الطرفين تجاه بعَض وبَس ؛ حتّى الثعلب عندُو أخو وزوجة و ولَد ؛ بس دا مابينفِي حقيقة إنو مكَّار
ليان : نُور مابتحِسّي أحياناً إنِّك أوفَر ؟
نُور : لأ , أنا واضحَة بس ؛ ودا للأسَف مابيحصل كتير في المجتمع البشرِي
ليان : الحمدلله , براك إعترفتِي إنِّك مابشَر
ترمقها بِنظرة حادّة
ليان : خلاص آسفَة
في جهةٍ أُخرى :
يُقبِّل راحة كفّها بِعُمق , تنزل دمُوعه دافِئة بين أصابعها , تسحَب كفّها منهُ بهدوء
محمّد : روَان
روان : ليه خلِّيت العِرس وجيت
محمّد : دا ما عِرس , دي تمثيليّة !
تمسَح الدمع الذي جفَّ بِخدّيْها : برضُو , ليه جِيت
محمّد : كيف يعني ليه جِيت , مُفترض أواصِل حياتي عادي بعد ما سمعتَ خبر زي دَا ؟
روان : ما إنتَ واصلتَ حياتَك عادي بعد ما قُلتَ ليك إني بمُوت لو عرّستَ عليّ
محمّد : روان , حبيبتي إنتي عارفة كُل الحصَل من البداية لغاية اللحظة دِي !
روان : كُنت بتقدر تتصرَّف , كُنتَ بتقدر تساوِم في أي حاجة تانية غيري , لكن إنتَ رخّصتني يا محمَّد
يضُم كفّها بين كفّيْه : لا أنا ما رخّصتِك ياروان!
تسحبهُ وتصدّ عنه
يبتلع ريقه مِراراً : ماتعملي كِدا ياروان.. عشان خاطرِي
روان : أمشي يا محمَّد
يُفتَح الباب ؛ يدخُل الطبيب بِرفقة آدَم الذي إرتسمَت الدهشة على ملامحه وأبَت أن تزُول
يتقدَّم الطبيب إليهم بإبتسامة : مبروك يا مدام ؛ إنتي حامِل
ترفع رأسها بِدهشة
محمّد : شنُو !
يُتبَع...
#بين_نجمة_وقمر
بقلم: إسراء عبد المطلب
الجزء 03
الدّهشة , الضَيف الذي لا يطرُق الباب..بالمُستشفى : ينهَض مُتوجّهاً نَحو الطبيب بنظراتٍ تكاد تخترقه : شنُو ؟ قُلتَ شنو ؟الطَبيب مُؤكداً : المدام حامِل يعُود إلى الخلف مُتكئاً على الحائط , راجياً أن يسندهُ تعتدِل جالسة : أنا؟ أنا حامِل ؟ يعني ؛ قصدي في جنين في بطني ؟ الحمِل اللي بيجي بعدُو بيبي؟ الطبيب ضاحكاً : أيوَة وهُو في حمل غير دا ؟ يمُد إليها بالتحاليل : هدِي التحاليل وإنتي دكتُورة وسِت العارفينتستلمهم بأيدٍ راجفة , ترفع نظرها إلى محمّد بعدمَا أمعنَت في التحاليل ؛ تُفلِت الورَق وتُغطّي فمها بِكفّيهاينظُر إليها غير مُصدِّق , راجياً أن تنطِق هيَ وتُنهي هذهِ الدهشةتنطِق أخيراً , بنبرةٍ بالكاد تُسمَع : محمّد أنا حامِل !يخُرّ ساجداً دُونَ أن يشعُر , يلهجُ لِسانهُ بالحَمد لإنتصارٍ جاءَ في حربٍ كفّوا عن القِتال فيها ! ترفَع وجهها الذي إحتقَن الدمُ فيه من كُثرة البكاء , عالياً , حيث كانت تنظُر دائماً , حيث كانت ترفع كفّيْها دائماً , حيث كانَت تشكُو ضعفها دائماً.. وقِلّة حيلتها , وهَوانُ جُرحها على النّاس ؛ تنظُر عالياً , إلى المكان الذي أودَعت فيه كُل الرّجاء , وإلتمسَت منهُ الرِضى , وإستغفرتهُ عن كُلّ مرةٍ يئسِت فيها , أو لجأَت إلى غيرِه , لم ينسَها , "كان يرَى كُل شيء" ولم يَنسَني ! , تُخبّئ وجهها بِين كفّيها وتُجهِش بالبُكاءيرفَع هوَ من سجُوده الذي طَال , يُهروِل إليها ؛ يحملها عن الفِراش ويدُور بِها , ولِلحظَةٍ بدَا كأن الغُرفة خلَت من الجميعِ عداهُمفتضحَك من بَين دموعها الغزيرَةفي جهةٍ أُخرى : يخرُج الطبيب إليهِم تنهَض إقبال , تتبعها صابرين الطبيب : إنتو أقارِب المريضة ؟تتقدّم إقبال خطوة : أنا أُمّهايُشير إليها أن تلحَق بِه تذهب وراءَهُالطبيب : بِتِّك عاملة عملية إجهاض عِندك عِلِم بالكلام دا؟تنطِق بإرتباك : أيوَة.. لكن قبل شهر تقريباً الطبيب : شهَر ؟ عملية الإجهاض دي ماعدّا عليها 24 ساعَة إقبال : كيف؟؟ كيف كيف يعني ماعدّا عليها 24 ساعة يادكتُور ! الطبيب : زي ماسمعتي, والعملية دي مُستحيل تكون إتعملَت على يد طبيب عمُومي حتّى , دا سبّاك العمَل فيها كِدا , البِت عندها مُضاعفات خطيرةتشهَق بِذُعر : كلام شنُو دا يا دكتُور !الطبيب : الحمدلله إحنا إتدخلنا في الوقت المُناسب ووقّفنا النزيف , حالياً هي مُحتاجة راحة تامّة ؛ سواءاً في المُستشفى أو البيت , مع المعوّضات اللي حكتبها ليها دِي تُحيط رأسها بِكفّيها , تهزّهُ إيجاباً : حاضر يادكتُور , حاضِر بعد مرُور ساعتينيسنِدها , يسيران نَحو بوّابة المُستشفى , بينما يتحدّث هوَ عبر الهاتف : يعني شنو مابتقدر تجِي ؟ السائق : حاجّة آسيا أمرتني أجيب العروس من المُستشفى يا باشمُهندس , مابقدَر أخالِفهايُقطِّب حاجبيه بإستنكار : عروس شنُو ؟ السائق : عروستَك يا باشمُهندسيتذكّرها , يفتح عينيهِ على إتّساعهما : الجّابها المُستشفى شنو ؟ السائق : غِمرَت بعد ما إنتَ مشيتيُفلِت زوجتهُ التي إختلّ إتّزانها , تُثبّت نفسها وتنظُر إليهِ بإستغرابمحمّد : كيف.. كيف يعني؟ أُغمى عليها ؟ السائق : أيوَة محمّد : مُستشفى شنُو !يُمليه إسم المُستشفى , ينظُر حَوله بِعدَم تصديق : طيّب طيّب أقفِل إنتَ يضَع الهاتِف في جَيْبه , يصدّ ذاهباً ؛ يتذكّر روان فيعُود لِيلتفِت روان بِعدم إستيعاب : في شنُو يامحمّد؟يُمسِك بِها ويُجلِسها في كراسي الإنتظار , يُقبِّل جبينها بِدفء : إستنّيني هِنا طيّب؟روان : في شنو طيّب ينهَض ركضاً : ما حأتأخَّر تضَع كفّها على خدها وتتنهَّد يقِف أمام موظّفة الإستقبال : عايز أسأل عن حالة دخلَت الطوارئ قبل شوية الموظّفة : الإسم لو سمحتَيُخرِج وثيقة الزواج من جَيب بِنطالِه : أء.. مريَم يُوسف عبدالرحمنيلتفِت إلى يمينهِ بينما تبحَث هيَ عن الإسم , يُقطِّب حاجبيْه , يُعيد الوثيقة إلى جَيْبه : خلاص شُكراًيُهروِل إليهِم ليَان : نُور ! مُش دا العريس؟!تنظُر إلى حيث تنظُر شقيقتها : أيوه واللهِ ياهُو !يقِف أمامهُم , تنظُر إليه أقبال التي تسنِد مريَم بِصعوبة ؛ بينما ينظُر هوَ إلى تِلك المُغمضَة عينيها وتسير رُغماًيُمسِك بِها ويسندها إليه : عنِّكتبتسِم إقبال إبتسامةً صفراء , ما إن يسندها إليه حتّى تخُور قُواها , ينزل بِكفّه الآخر إلى قدميْها ويحملها يسير أمامهم دُون أن ينطِق بأيّ كلِمة , يأكلهُ الذنب تِجاهها إقبال بصوتٍ مُنخفض : دا شنُو اليوم الماعِرفنا ليهو راس من قعَر دا !مُنى مُربّتةً على كتفِها : قدَّر ولطَف يرِنّ هاتف نُور , فَتبتعِد عنهُم ليان : ماشّه وين !نُور : أسبقُوني بحصّلكُم تخرُج , تقِف أمام بوّابة المُستشفى , يُلوِّح لها فتذهَب نحوهُنُور ناظرةً إلى الفتاة التي تستنِد عَليه : روان مُش كِدا ؟ آدَم : أيوة تُمد كفّها مُصافحة إيّاها : أجر وعافية إن شاءاللهتُصافحها دون إبداء أيّ تعابير : الله يعافِيك نُور : أء.. طيّب أخلّيكُمأنا شكلكم ماشّين ؟ آدم : لا حنستنّى م.
بقلم: إسراء عبد المطلب
الجزء 03
الدّهشة , الضَيف الذي لا يطرُق الباب..بالمُستشفى : ينهَض مُتوجّهاً نَحو الطبيب بنظراتٍ تكاد تخترقه : شنُو ؟ قُلتَ شنو ؟الطَبيب مُؤكداً : المدام حامِل يعُود إلى الخلف مُتكئاً على الحائط , راجياً أن يسندهُ تعتدِل جالسة : أنا؟ أنا حامِل ؟ يعني ؛ قصدي في جنين في بطني ؟ الحمِل اللي بيجي بعدُو بيبي؟ الطبيب ضاحكاً : أيوَة وهُو في حمل غير دا ؟ يمُد إليها بالتحاليل : هدِي التحاليل وإنتي دكتُورة وسِت العارفينتستلمهم بأيدٍ راجفة , ترفع نظرها إلى محمّد بعدمَا أمعنَت في التحاليل ؛ تُفلِت الورَق وتُغطّي فمها بِكفّيهاينظُر إليها غير مُصدِّق , راجياً أن تنطِق هيَ وتُنهي هذهِ الدهشةتنطِق أخيراً , بنبرةٍ بالكاد تُسمَع : محمّد أنا حامِل !يخُرّ ساجداً دُونَ أن يشعُر , يلهجُ لِسانهُ بالحَمد لإنتصارٍ جاءَ في حربٍ كفّوا عن القِتال فيها ! ترفَع وجهها الذي إحتقَن الدمُ فيه من كُثرة البكاء , عالياً , حيث كانت تنظُر دائماً , حيث كانت ترفع كفّيْها دائماً , حيث كانَت تشكُو ضعفها دائماً.. وقِلّة حيلتها , وهَوانُ جُرحها على النّاس ؛ تنظُر عالياً , إلى المكان الذي أودَعت فيه كُل الرّجاء , وإلتمسَت منهُ الرِضى , وإستغفرتهُ عن كُلّ مرةٍ يئسِت فيها , أو لجأَت إلى غيرِه , لم ينسَها , "كان يرَى كُل شيء" ولم يَنسَني ! , تُخبّئ وجهها بِين كفّيها وتُجهِش بالبُكاءيرفَع هوَ من سجُوده الذي طَال , يُهروِل إليها ؛ يحملها عن الفِراش ويدُور بِها , ولِلحظَةٍ بدَا كأن الغُرفة خلَت من الجميعِ عداهُمفتضحَك من بَين دموعها الغزيرَةفي جهةٍ أُخرى : يخرُج الطبيب إليهِم تنهَض إقبال , تتبعها صابرين الطبيب : إنتو أقارِب المريضة ؟تتقدّم إقبال خطوة : أنا أُمّهايُشير إليها أن تلحَق بِه تذهب وراءَهُالطبيب : بِتِّك عاملة عملية إجهاض عِندك عِلِم بالكلام دا؟تنطِق بإرتباك : أيوَة.. لكن قبل شهر تقريباً الطبيب : شهَر ؟ عملية الإجهاض دي ماعدّا عليها 24 ساعَة إقبال : كيف؟؟ كيف كيف يعني ماعدّا عليها 24 ساعة يادكتُور ! الطبيب : زي ماسمعتي, والعملية دي مُستحيل تكون إتعملَت على يد طبيب عمُومي حتّى , دا سبّاك العمَل فيها كِدا , البِت عندها مُضاعفات خطيرةتشهَق بِذُعر : كلام شنُو دا يا دكتُور !الطبيب : الحمدلله إحنا إتدخلنا في الوقت المُناسب ووقّفنا النزيف , حالياً هي مُحتاجة راحة تامّة ؛ سواءاً في المُستشفى أو البيت , مع المعوّضات اللي حكتبها ليها دِي تُحيط رأسها بِكفّيها , تهزّهُ إيجاباً : حاضر يادكتُور , حاضِر بعد مرُور ساعتينيسنِدها , يسيران نَحو بوّابة المُستشفى , بينما يتحدّث هوَ عبر الهاتف : يعني شنو مابتقدر تجِي ؟ السائق : حاجّة آسيا أمرتني أجيب العروس من المُستشفى يا باشمُهندس , مابقدَر أخالِفهايُقطِّب حاجبيه بإستنكار : عروس شنُو ؟ السائق : عروستَك يا باشمُهندسيتذكّرها , يفتح عينيهِ على إتّساعهما : الجّابها المُستشفى شنو ؟ السائق : غِمرَت بعد ما إنتَ مشيتيُفلِت زوجتهُ التي إختلّ إتّزانها , تُثبّت نفسها وتنظُر إليهِ بإستغرابمحمّد : كيف.. كيف يعني؟ أُغمى عليها ؟ السائق : أيوَة محمّد : مُستشفى شنُو !يُمليه إسم المُستشفى , ينظُر حَوله بِعدَم تصديق : طيّب طيّب أقفِل إنتَ يضَع الهاتِف في جَيْبه , يصدّ ذاهباً ؛ يتذكّر روان فيعُود لِيلتفِت روان بِعدم إستيعاب : في شنُو يامحمّد؟يُمسِك بِها ويُجلِسها في كراسي الإنتظار , يُقبِّل جبينها بِدفء : إستنّيني هِنا طيّب؟روان : في شنو طيّب ينهَض ركضاً : ما حأتأخَّر تضَع كفّها على خدها وتتنهَّد يقِف أمام موظّفة الإستقبال : عايز أسأل عن حالة دخلَت الطوارئ قبل شوية الموظّفة : الإسم لو سمحتَيُخرِج وثيقة الزواج من جَيب بِنطالِه : أء.. مريَم يُوسف عبدالرحمنيلتفِت إلى يمينهِ بينما تبحَث هيَ عن الإسم , يُقطِّب حاجبيْه , يُعيد الوثيقة إلى جَيْبه : خلاص شُكراًيُهروِل إليهِم ليَان : نُور ! مُش دا العريس؟!تنظُر إلى حيث تنظُر شقيقتها : أيوه واللهِ ياهُو !يقِف أمامهُم , تنظُر إليه أقبال التي تسنِد مريَم بِصعوبة ؛ بينما ينظُر هوَ إلى تِلك المُغمضَة عينيها وتسير رُغماًيُمسِك بِها ويسندها إليه : عنِّكتبتسِم إقبال إبتسامةً صفراء , ما إن يسندها إليه حتّى تخُور قُواها , ينزل بِكفّه الآخر إلى قدميْها ويحملها يسير أمامهم دُون أن ينطِق بأيّ كلِمة , يأكلهُ الذنب تِجاهها إقبال بصوتٍ مُنخفض : دا شنُو اليوم الماعِرفنا ليهو راس من قعَر دا !مُنى مُربّتةً على كتفِها : قدَّر ولطَف يرِنّ هاتف نُور , فَتبتعِد عنهُم ليان : ماشّه وين !نُور : أسبقُوني بحصّلكُم تخرُج , تقِف أمام بوّابة المُستشفى , يُلوِّح لها فتذهَب نحوهُنُور ناظرةً إلى الفتاة التي تستنِد عَليه : روان مُش كِدا ؟ آدَم : أيوة تُمد كفّها مُصافحة إيّاها : أجر وعافية إن شاءاللهتُصافحها دون إبداء أيّ تعابير : الله يعافِيك نُور : أء.. طيّب أخلّيكُمأنا شكلكم ماشّين ؟ آدم : لا حنستنّى م.
.تُقاطعهُ روان : أنا ما حأستنّى أكتَر , خلينا نمشي يا آدَمآدَم : حاضِر , تعالي نوصّلِك يا نُورنُور : لالا أنا مانازلَه هِنا , مُسافرين البلَد على طُولآدم : طيّب بيننا تلفُونتتراجَع إلى الخلف : أكيِد.. تصبَح على خِير ما إن يمد كفّه إليها , حتّى تصد وتذهَبيُرجعه إلى الخَلف بهدوء في جهةٍ أُخرى , يُمدّدها في السيّارة , يُخرِج الهاتِف من جيْبِه ويبتعِد عنهُم إقبال بأعيُن دامِعة : الله يحمِيك يا بتِّي.. ودعتِك اللهتحتضنها مُنى إليها : بُكرا تاني حتجي تشوفيها , والمسافة بينكُم مابعيدة يا إقبال لزومها شنو الدمُوع دي؟ إقبال : دي بِتّي الطلعتَ بيها من الدُنيا يا مُنى..عنيدَة وراسها قوي وطلّعت عيني 22 سنَة , لكن عذاب معاها أخِير من عذاب بدونهامُنى : البنات ماباقيات يا إقبال , دا مصيرهُم ودي سُنّة الحياةتستغفِر : الحمدُلله..تأتي نُور إليهم : أنا عَن نفسي باقيَة ليان : وأنا كمَان مُنى مُحدّثةً إقبال : إتفضّلي , عالأقل دي وحدَة قدرتي عليها أنا الإتنين ديل أقدَر عليهُم كيف ؟تضحَك تبتسِم مُنى : أيوة كِدا , ما ماخدين منّها شي والله , أضحكِي سايتتخطّاهُم نُور , وتدخُل إلى السيَارة , تنظُر إلى مريَم الغافيَة مُطوّلاً , تمسَح على ملامَح وجهها التي تأخُذ من أبيها الكَثير , تُحدّث نفسها : ليه حاسّاك شايلَة مِنّو حاجة أكبر من الملامِح بِكتير؟تمُد ليان رأسها : ما صِحَت ؟نُور مُشيرة إليها أن تصمُت : لاليان : وبتتعرّفي عليها وهي نايمَة ؟تترجّل عن السيّارة : كُنتَ بتطمّن عليها بَس ما أكتَرتبتسِم وهي تَعي أنّها تُكابر : بتشبَه بابا شديد مُش ؟ نُور : يعني..ليَان : شدييد نُور : خلاص أيوَه شديدتضحَك ترفع نُور كفّيها : أقري ليهُو الفاتحةليَان : حااضِرفي جهةٍ أُخرى :محمّد : أيوَة يا آدم , روان معاك ؟ آدم : أيوهمحمّد : طيّب إنتو وين عشان أجيكُم ؟آدم : إحنا خلاص إتحرّكنا يا محمّد يزفُر : طيّب.. أنا آسِف ؛ قولّيها ماكان بي يدّي ؛ نتلاقى في البيت خلاصآدم : لا ؛ روان حتقعُد معانا كَم يوم لغاية ماتبقى كويسَةمحمّد : كيف الكلام دا ؟ هي عايزَة كِدا؟آدم ناظراً إلى شقيقتهِ الغافية : أيوَةيأخُذ نفساً عميقاً ويزفرُه : طيّب.. اللي يريّحهاآدَم : تمام , مع السلامَة يُغلق قبضة يده بِقوّة مُنفّساً عن غضبِه , يستغفِر ويتّجِه نحَو عرَبتِه تُفيق من غَفوتها : آدَمآدَم : عيُوني روان : ما وِصلنا لِسّه؟آدَم : لِسّه روان : محمّد ما إتّصَل؟آدَم : إتّصَل وقُلتَ ليهو إنّك حتقعدي معانا كَم يُوم روان : كيف ؟آدم : عشان تريّحي أعصابِك شوية ياروانروان : ومنُو القالّيك أنا عايزة أريِّح أعصابي ! أنا ما حَخلِّي ليها راجلي وبيتي كمَان ! رجّعني سريع يا آدَمآدم : رو..تُقاطعه : سريع !بِمنزل آسيَا : تفتَح نفيسة الباب وتدخُل أمامهُم , يدخُل حامِلاً مريَم بين كفّيْه ؛ تنزِل آسيا درجة السُلّم الأخيرَة لِتقِف أمامهم مُكتّفةً يَديْهايزفُر محمّد بِتعَب : أُمّي , ممكن نأجِّل أي نِقاش لِي بُكرا؟آسيا : أنا ماعندي حاجة أقولها ليك أساساً , إتفضحنا واللي كان كَانيتجاوزهَا لِيصعد درجات السلّم وصولاً إلى الغُرفة الجَديدة , يدخُل ويُغلِق الباب بِقدمِه , يضعها بِرفق على الفِراش , تنكمِش على نفسها , يفرِد الغِطاء عليها ويُطفئ الضَوء , يخرُج بخطوات خفيفَة ويُغلِق البابينزِل درجات السلّم بملامحٍ بلَغ التعب مِنها أقصَاه , يدخُل إلى غُرفة الجلوس , تصدّ عنهُ ما إن تراه , يتنهَّد ويجلِس أسفل قدميْها : أُمِّيآسيا : ما أُمَّك يُمسِك بِكفّيها : غصباً عنّي الحصَل دا والله آسيا : اللي هُو شنو الحصَل دا ؟ شنو الحاجة العظيمَة الخلّتَك تطلع من صالة عِرسك قبل نُص الحفلة حتّى ! وتخلِّي بِت الناس بي وراك تتبشتَن وتغمَر ! محمّد : روان حامِلتتبدَّل ملامحها إلى الإستغراب : شنُو !محمّد : روان حامِل يا أُمي , نفيسة إتصلت عليّ وقالت لي إنهم لقوها مُغمى عليها في الغُرفة , ماقدرت أستنّى , مشيت المُستشفى ؛ وعِرفتَ الخبر داتنظُر إليهِ مُطوّلاً مُندهِشة محمّد : كان لزومو شنو بَس كُل العملناهُو دا يا أُمِّي.. ها؟ آسيَا : أنا مابعلَم الغيبمحمّد : ولا أنا يا أُمّي , بس كان ممكن تدّيها فُرصة بدل ماتحرقي قلبها آسيا : تلاتة سنين ماكفاية ؟ فُرصة شنو تاني ! ؛ وأنا ماحرقتَ قلب زول يا ولَد , دا شرِع ربّنا ولو عندها فيهو رأي تجي تجادلني , مالها مافتحت خشمها؟محمّد : يا أُمي إنتي عارفة إنو روان مُستحيل تكسِّر كلامك , لكن دا مامعناهُو إنك تدُوسي عليها كِدا آسيا : كلام شنُو دا يامحمّد ! أنا بدُوس على الناس ياولدِي؟محمّد : العفُو مِنِّك يا أُمي أنا ماقصدي لكن..تُقاطعهُ : إنتَ هسّي بتتناقَش معاي ليه؟ عايز توصَل لشنُو؟محمّد : حيحصَل شنو في البِت دي؟آسيا : ياتُو بِت ؟محمّد : البِت النايمَة فوق دي يا أُمّي آسيا : بِت ؟ دي مرتَك يابليد محمّد : أنا ماعايز أظلمها معايآسيا : بِمعنى ؟محمّد : ننفصِل يا أُمّي قبل ما الموضوع دا يطُول آسيا : إنتَ جنّيت ياولَد ؟ دايرن
ا نرجّعها لأهلها نقولّيهم واللهِ معليش كُنّا دايرينها وغيّرنا رأينَا ؟ محمّد : ماكِدا يا أُمي لكن السبب الكُنّا عايزنّها عشانو خلاص ما بِقى فيآسيا : دي ماعمايَل ود ناس محمّد : بس دي ما رغبتِي من البداية يُمّا دي رغبتِك إنتي !تنهَض : أعمَل البريّحَك يا محمد , مرتَك دي بدل ماتبقى سيدها بِقت هي ستَّك للأسف, أعمَل البريّحَك أنا يدّي برّا الموضوع دا محمد : يُماتخرُج يُغمض عينيهِ طويلاً , يفتحُهما إثر صَوت الباب ؛ ينهَض لِيفتحهُ فَتسبقهُ نفيسة تفتحهُ لِترى روان أمامها محمّد : روان ؟تدخُل , يسير نَحوها ؛ تقِف أمامهُ : آسفَة , آدم هُو القرّر كِدا من راسُو أنا ماكُنت عايزَة أمشي بيتنا يُحيط رأسها بِكفّيه ويُقبّلهُ : أنا الآسِف ياروان , أنا الآسِف إنتي ماتتأسّفِي تبتسِم : كلّمتَ ماما آسيا ؟ يُمسِك بِها ويصعدان الدَرَج : لِسّه..روان بإستغراب : ليه ؟محمّد : لقيتها نامَتتهزّ رأسها بِتفهُّم : مامُشكلة , نكلّمها بُكرا مع بعض يُقبِّل جبينها : حاضِر__في جهةٍ أُخرى : تقِف السيارة أمام باب المنزل أخيراً : مُنى : ليَان , ليلي ترفَع رأسها بأعيُنٍ مُغمَضة : هامُنى : قومي يا ماما وِصلنا تنزل مُستندةً على والدِتها نُور مُربِّتةً على كتِف إقبال : خالتو إقبَال ترفَع رأسها بِفزَع : مريَم!نُور : بِسم الله , دي أنا نُورتزفُر مُستغفِرة : وِصلنا نُور : أيوَة ؛ شُفتي كابُوس ؟إقبال : ماكابُوس , لكن قلبي ما هادِي تترجّل عن السيارة وتُمد كفّها : تعالِي , كُل حاجة حتكون كويسة إن شاءالله ما تقلقِي تُمسِك بيدِها وتنزِل : إن شاءالله يابتِّي , إن شاءالله في جهةٍ أُخرى : تخرُج من الحمام تُحيط بِرأسها مِنشفة : محمّد خلّيت ليك المُوية دافيَة لو عايز تستحمّىيُغلِق خزانتهُ : آي داخِل تجلِس أمام المِرآة , تتوقّف ثانيةً ثُم تسأل : محمّد ؟ يتناوِل منشفتهُ : أيوَة تبتلِع ريقها مِراراً محمّد بإهتمام : أيوه يا روان ؟روان : هِي.. جات هِنا ؟ يُجيبها بِضيق : أيوَة تنطِق بإستنكار : وإنتَ حتبيت هِنا ؟يضَع الملابس والمِنشفة جانباً , يقِف أمامها : أنا ماحأبيت غِير هنا ؛ التمثيليّة دي ماحتستمر كتير أساساً , تمام ؟ تبتسِم بإرتياح : تماميُبادلها الإبتسام , يلتقِط ملابسهُ من طرف السرير ويدخُل إلى الحمّام تُزيح المنشفَة عن شعرها وتبتسِم لصُورتها في المِرآة صباح اليَوم التالِي : تحمِل فرشة أسنانها وتدُور في "الحُوش" : ليه مافي toothbrus holder في المغسلة؟تأتي سُهيلة من المطبخ حاملةً أكواب الشاي : علّقيها في الشُباك ساي , بُكرا إن شاءالله نجيب ليك البتاعَة دي مُنى بِضحكة : تعالي يا ليلي , علّقيها وتعالي أشربي الشايتخرُج تهانِي من المنزِل : صباح الخِيرالجميع : صباح النُور ليان : صباح النُور ياعمّتُوتهاني : تعالي ياحبيبة عمّتُو تقترِب إليها بإهتمامتُناوِلها "تُوب" : هاك ألبسي التُوب دا , عشان البيت بِكُون مفتوح طُول النهار ماتتكشفِي قِدّام الرُجالتنظُر إلى والدتها بإستنكار تنظُر إليها والدتها : شيليهُو ياليلي وتعالي تستلمهُ مِنها وتأتي إلى والدتها , تُحدّثها بِصوت مُنخفض : دا شنُو يا ماما تُوب شنو !مُنى : معليش , سايريها تتنهّد : حااضِر ياعمّتُو , تهمِس لوالدتها : حلُو كِداتُربِّت على ضهرها : فالحَة بِتِّي تأتِي إليهم نُور : صباح الخَير سُهيلة : صباح النُور , أنا بمشي أودّي الشاي الصالُون , أشربُو إنتو ماتستنّوني تلحَق بِها تهاني إلى المطبَخ تجلِس نُور : دا شنُو ؟ مافي كابتشينُو يا أُمّي ؟ليَان : هسّي كُنت حسأل نفس السؤالمُنى : كابتشينُو شنو ! أسمعُوا , إحترموا أنفسكم وماتفضحوني مع الناس نُور بِعدَم فِهم : الكابتشينو عندهُم عيب ولا شنو ؟مُنى : يابناتي الحاجات دي مامتوفّرة عندهُم ماتسبّبو للناس إحراج ! نُور : أيوَة قولي كِدا مامُشكلةليَان : عمّتو عايزاني ألبَس تُوب تستلِم نُور كُوب الشاي : وإنتي عايزه تلبسيهُو ؟ليَان : لا طبعاًتأخذ رشفةً من الشاي : قولي ليها ماعايزَة ألبسُومُنى : دا بدل ماتعقّليها يا نُور !نُور : يا أُمي هي بالغة وعاقلَة وشحطَه هدِي ! هي أدرى بي نفسَهامُنى : خلاص أنا حاجيب ليكُم عبايات بُكرا لو ماعايزين التِيابتضَع نُور الكوب وتنظُر إليها بإستنكار ليان : شنُو ؟؟ مُنى : أيوه حتلبسُو عِبايات نُور : دا قرارِك يعني ؟ مُنى : قراري ولا ماقراري دا الصّح نُور : قرارِك أو قرار غيرِك , أنا البحدّد إذا صَح ولا غلَط مُنى : بِت!ليان : ولا أنا حلبَس عباية , ولو ماعاجبهُم شكلنا كِدا بُكرا حنرجع كنداتأخُذ نُور كُوب الشاي وتنهَض , لِتلحق ليَان بِهاتتنهّد مُنى بِضيقفي جهةٍ أُخرى : تفتَح عينيها بِبُطء , تعُود لِتُغمضهما بِألَم , ترفَع رأسها عن الوِسادة : آآخ تنظُر إلى زفافها الذي غفَت بِه , تدُور بِنظرها في المكان , ترَى حقائبها تملأ الغُرفة , تنزل عن السرير , تحمل الزفاف وتجرّ أقدامها نَحو الحمام , تقِف أمام باب الحمّام وتزفِر بِضجر , تُنزِل سحّاب الفُستان بِصعوبة وتخلعهُ أمام الباب , تدخ
ُل إلى الحمام وتُغلِق الباب في جهةٍ أُخرى :تضَع العِطر في أماكن النَبض بِرفق , ترتدِي حجابها وتنهَض يخرُج من الحمام : إنتي ماشّة المُستشفى الليلة ولا شنُو ؟روان : أيوَةمحمّد : مُش مفترض ترتاحِيروان : يا حبيبي الإجازة ماقبل الشهر التالت على الأقَلمحمّد : عارِف , بس قصدي ترتاحي من تعب أُمبارحتقترِب إليه : لا ما أنا بِقيت كويسة خلاصيبتسِم فتضحَك يُقبِّل خدّها بِخفّة : أسبُقيني للسُفرة طيّب روان : حتتكلَّم معاها؟يهزّ رأسهُ أن نعَمروان : طيب , مُستنياكمحمّد : مابتأخَّر تخرُج وتُغلِق الباب يرتدِي ملابسهُ ويخرُج خلفهَا في جهةٍ أُخرى : تدخُل إليهم إقبال : ناس البيت , أصبحتُو كيفلا تجِد سِوى مُنى , جالسةً في أوسط "الحُوش" وسارِحَة تقترِب إليها : عُووك ترفع رأسها , تبتسِم : إقبال أصبحتي كيفتُصافحها وتجلِس : أنا أصبحتَ طَيبة لكن إنتي شكلك ما أصبحتي لسّه تتنهّد : تقُولي شنو بَس , البنات حيجننّونيإقبال : مالهِن بَس يايمّه بنيّات السرور بناتِك مُنى : واللهِ عنيدات يا إقبال إقبال : إنتي كمان ماتشدّي معاهم , مهما كان ديل تربيَة أبوهم وإنتي عارفَة أبوهم كان بِدلِّع شديدمُنى : دي المُشكلة يا إقبال , دلع أبوهم فيهم خربهُم شديد إقبال : حصَل شنو ؟مُنى : عمّاتهم عايزنّهم يتحجّبو وهُم مُصرّين إنو الصح الحاجة الحيكونوا مُقتنعين بيها بَس إقبال : كلامهم صَاح مُنى : صاح كيف بس إقبال : يعني إنتي دايراهُم يتحجّبو الليلة قدّام عمّاتهم وبُكرا من وراهم يمشُو ساي ؟ معاهُم حَق لازم يقتنعُوامُنى : أيوه يعني حيقتنعُوا متين وكيف؟إقبال : دي غلطة يُوسف , خلّاهم يعيشوا بين الأجانب ويختلطوا بيهم لمّن بقُوا زيّهُممُنى : لا هُم مُلتزمين الحمدلله يا إقبال , من صلاة لي صيام؛ بس موضوع الحِجاب دا العامل ليهم قلَق إقبال : لو كِدا معناها الموضوع مسألة وقِت , خلّيهم ياخدو زمنهُم براهم حيقتنعُو مُنى : إن شاءالله إقبال : أها ماماشّين معاي تصبّحوا على العروس مُنى : باللهِ مُتحرّكين هسي ؟إقبال : آي العربية بتجي هسّي تسوقنَامُنى : خلاص بقُوم أكلّم البنات يجهزُواتنهَض : تمام أنقّوم أصبّح على ديل بي غادِي__في جهةٍ أُخرى : تلفّ المِنشفة حَول نفسها وتخرُج , تطأ الزِفاف وتتجاوزهُ إلى حقيبة ملابسها تفتَحها بحثاً عن شيءٍ ترتدِيه : ياربي الغيارات كانَت هنا ولا في التانيَة , تتأفّف بِضيقيُطرَق الباب تتجاهلهُيفتح الباب بِبُطء ويُطِل بِرأسِه تلتفِت إليه يُغلِق الباب فوراً ما إن يراها بِتلك الهيئةترتبِك , تسحَب رداء الصلاة من طَرف الحقيبة وترتديه تتنَحنَح : خُش يدخُل وعيناه تحتضن الأرض : معليش ماكُنت قاي.تُقاطعه : ما مُشكلة محمّد : أء.. كُنت عايز أتكلَّم معاك شوية , لكن شكلك مافاضية نخلّيها لبعدين مريَم : طيّب , حتمشي وين ؟ عشان أجِيكمحمّد : تِحت , أنزلي السلّم بَس وحتلقي غُرفة السُفرة على يمينِكمريَم بِتساؤل : إنتَ كُنت بايت هِنا؟محمّد : أيوَة تُشير إلى الفِراش وتُكرّر سؤالها : هِنا ؟محمّد بِنفيّ : لالا , في الغُرفة الجمبِكتهزّ رأسها بإستيعاب : كويّسيخرُج ويُغلِق الباب بهدُوء تملأ خدّيها بالهواء وتتأفّف بِضيق : يا رَب في جهةٍ أُخرى تدخُل إلى منزِل عمّتها مُتفّحصة المكان , تُزيح السِتار عن أحد الأبواب , تمُد رأسها إلى الداخل بِفضُول , تلتفِت إليها فتاةٌ بِعُمرها جالسة أمام المِرآة , تبتسِم لهَا ليَان : إنتي سمَر بِت خالتو تهاني مُش كِدا ؟تبتسِم بإستغراب : أيوَة , عرفتيني من وِين ؟تُجيب على نفس حالِها : أُمبارح لمّا دخلنا لقيناك نايمَة والمطبخ مفتُوح والكديسَة شِربَت اللبنتُكمِل عنها بِضحكة : فَ أُمّي أدّتكُم السِي في حقّي وإني مامنّي فايدَة وحيرجّعوني بي خبيزي والكلام دَا تضحَك : يعني شنو حيرجعوك بي خَبيزِكسمَر : أدخُلي أوَّل طيّب واقفة في الباب مالِك ؟ تدخُل بنظرات مُتفّحصة سمَر : يرجعوك بي خبيزِك يعني يطلقوك في يُومِك ليَان بِضحكة : إنتو محور حياتكم الزواج لاحظتَ للنُقطة دي سمَر : وإنتي كَ بِنت مُفترض يكون مِحور حياتِك شنُو ترفَع كتفها الأيمَن وتفتَح كفّها : نفسي مثلاً ؟سمَر : ياستّي , في النهاية مردِّك لي بيت راجلِك ليَان : أيوَة إنتي قُلتيها بي نفسِك , مردِّك ؛ يعني حاجة نهائيّة جداً ؛ إنتي مشيتي وين أصلاً عشان توصلِي للمرحلة الأخيرة دِي سريع كِدا ؟ تنظُر إليها و وجهُها يعلُوه علامات إستفهامٍ كُثُر ليَان : يعني عملتِي شنو في حياتِك ؟ ووصلتِي لِوين وحقّقتي شنو ؟سمَر : مايمِكن حلمي والعايزَه أحقّقو هو الزواج , هو العرِس دا هيِّن؟ليَان : الزواج ما حِلم ! في ناس بتتزوج كُل يوم وكُل ساعة وكُل ثانية حتّى , لكن فتّشي عن زول سافَر للقمر مثلاً ؟ رقم محصُور من الناس !سمَر : إنتي حلمِك شنو طيّب؟توزّع نظرها في المكان : ماعارفة , مرات بشُوف لوحَة فان جوخ حقّت ليلة النجُوم وأقول عايَزه أرسُم , بعدين بقَرا كِتاب لِشمس التبريزي وأقول عايزه أألِّف كِتاب ! مرّات بتمنّى لو إني ألّفت الأُغنيات البحبّها
شديد , أو لحّنتها عالأقَل , مرّات بقُول أنا لازم أكون أيقونة جمال ؛ بس مالازم تكوني عارفة حلمِك شنُو على فكرة! حيجي يُوم وتلقي نفسِك في حاجة مُعيّنة, بس تكوني مؤمنة إنّك ما اتولدتي عشان تعرّسي وبَس وإنو دا أعظم حاجة ممكن تنجزيها , وقتها حتلقي حِلمك سمَر : يعني ما حتعرّسي ولاتحبِّي حتّى ؟ليَان : يا الله ! أنا عِرفتَ ليه نُور بتكرَه الرُجال كِدا ؛ إنتو مخلّيينهُم مِحور حياتكُم بِزيادة حقيقيسمَر : إنتي بتقولي كِدا عشان عشتي برّا وعينِك شافَت الماشفناهُوليان : قصدِك شنو ؟ إنّي عملتَ علاقات وعِشتَ حياتي وكِدا ؟ سمَر : عايزه تقنعيني إنِّك ما عملتي علاقة ؟ تنهَض : أنا ضيّعتَ زمني معاك تصدّقيسمَر : يابِت تعالي إنتي زعلتي ولا شنُو !تقِف أمام الباب : أنا هناك وإنتي هِنا , لكن شوفي تفكيرك كيف وتفكيري كيف , قال عايزه تقنعيني إنك ماعملتي علاقة ! وأقنعِك ليه أصلاً إنتي عيّانه ؟ تصدّ عنها ذاهبةسمَر : يا.. إسمك منُو إنتي إستنّي , أنا ماقصدي الفهمتيهُو والله !في جهةٍ أٌخرى : على طاولة السُفرة آسيَا : مُجتبى دا وين روان : خلّيتُو بيأكل في السمكة حقّتويدخُل إليهم بِرفقة أخيه : صباحُو آسيا : أمِس رِجعتَ الساعة كم ياولَد ؟يسحَب الكُرسي ويجلِس : طيّب ح أعتبرها صباح النُور مامشكلةيجلِس محمّد بِجوار روان , تنظُر إليه مُتسائلة , فيهزّ رأسهُ أنْ لاتهمِس : كيف يعني؟محمّد : ما إتكلّمتَ معاها لِسّهروان : أهاا.. آسيَا : مابتصدِّق إنتَ تلقى الهملَه مُجتبى : كُل الناس كِدا يا أُمي بس بِدرجات مُتفاوتَة تضَع نفيسة الطبَق أمامهُ ضاحكة : أها الليلة محلّي ولا سفَري الفطُوريبتسم ناظراً إليها : لالا محلِّي , ماعندي جامعة الليلة , يُخفِض صوتهُ : دا على أساس إنّي أيام الجامعة بمشي الجامعة يعني , يغمِز لها فتضحَك تتنَحنَح آسيا : أُختَك رسّلت ليكُم التذاكِر دي , تمُد بِها لِمحمّديُقطِّب حاجبيْه مُستنكراً , يستلمهم مِنها : تذاكر شنُو ؟ آسيا : ماعارفة , إتّصل عليها وشوف فهَمها شنُومحمّد مُتسائلاً : ما قالت ليك يعني ؟آسيا : لاتستلِم روان التذاكر منهُ : التذاكر لِ لندن غالباً , أيوَه لندن محمّد : غريبَة عايزانا نسافِر ليها ولا شنُو ؟تدخُل مريَم إلى غُرفة الطعام : السلام عليكم آسيا بإبتسامة : صباح الخير يا عروسة تلتفِت روان إليها , تتفحّصها ثُم تعود لِتنظُر إلى محمد : تسافروا ليها , شهَر عسل وكِدا غالباًتهمّ بالنهوضيُمسِك محمّد بِكفّها : روان آسيا : ماشّه وين ياروان ماتاكلِيتُفلته منه وتنهَض : الحمدلله.. شِبعتَتخرُج لِتجلس في الشُرفةينهَض محمّد : الحمدللهويخرُج لِيصعد إلى غُرفتِهمريَم : واضِح إني سبّبت إزعاج آسيا : لالا بِسم الله إزعاج شنُو , إتفضلي معليش سبقناكِينهَض مُجتبى ليسحَب لها الكُرسيتبتسِم بهدوء : لالا ما مُشكلة , شُكراً يرنّ الجرَس تهمّ نفيسة لِتفتَح تخرُج روان : خلّيك إنتي يا دادا أنا بفتَح, دا بِكُون آدَم في الطّريق :نُور : أنا حدخُل أسلِّم بس وأطلع على طُولمُنى : ليه ؟نُور : ما قُلتَ ليك عندي توقيع عقد مع الشركة الحنتعامَل معاها هِنا يا ماما ! مُنى : واللهِ أنا شُغلِك دا زاتو مابقيت عارفة ليهُو راس من قعَرإقبال : مالِك ومال شُغل الرُجال يابتّي ليَان : أسأليها يا خالتُو إقبالنُور : هسّي توقيع العقد بِقى شُغل رُجال؟ليَان : في بت في الدُنيا دي ياناس تشتغِل مُديرة مبيعات لشركة مواد غذائيّة !نُور : أيوَة , أنا وكتير غيري ؛ لما تفضِي من مُسلسلاتِك خُشّي وأبحثي عن الموضوع تلتفِت إلى هاتفها : حاضِرإقبال لِلسائق : بَس بَس هِنا , أيوه ؛ الله يباركَك ياولديفي جهةٍ أُخرى :تُغلِق باب غُرفة الجلُوس : شُفتها ؟ آدَم : أيوة روان : يعني يُوم ما تخُش علي ضُرّه تخش علي وحدَه زي دِي ؟ أنا البِت دي حاسّه إني شُفتها في مكان قبل كِدا يا آدَمآدَم : حتكوني شُفتيها وين يعنيروان : ماعارفة.. بس الخِلقة دي ماغريبة عليّ ؛ شُفتها كئيبكئيبة كيف ووشّها عامِل زي اليُوم الأسوَد ! آدَم : روان , ممكن تروقي هسّي وتخلينا نتكلّم بي عقُلتتأفأف بأعصاب تالِفة : عُلا مرسله ليهم تذاكر إنتَ مستوعِب !آدم بإستنكار : تذاكر شنو ولِمنُو؟تأخذ نفساً عميقاً, يُمسِك بِكفّها ويُجلِسها؛ تزفُر وتنطِق بإبتسامة : مرسلة للعرسان تذاكر شهر العسَل !آدم : ما للدرجة دِي روان : وحياتَك آدم : يعني عُلا موافقة عالمهزله الحاصلَة دي ؟روان : بِتّ أُمّها ! يُحيط رأسهُ مُحتاراً روان : آدَم أنا حامُوت.. أنا ماعارفة أتصرّف كيف ؛ ماعارفه أهيج في محمّد ولا أقيف معاهُو ولا نكلِّم ماما آسيا مع بعض ولا نعمَل شنُو أنا إحترت إحترت!يُمسِك بكفّيها : أهدِي.. شهِيق ؛ زفير , أيوَه ؛ روقي تنظُر إليها مطوّلاً : خايفَة آدَم : كُل حاجه حتتصلّح , بس حافظي على نفسِك وأعصابِك لأنّك مابراك , يُكمِل ناظراً إلى بطنها : حبيب خالُو معاك في المعركة دِيتبتسِم وتحُيط بطنها آدَم : إنتي عارفَة محمّد بيحبِّك قدُر شنو ؛ صدّقيني هي مسألة وقت , يتفاهَم مع أمُّو
ويفهِّم بت الناس دِي وكُل حاجة حترجع لمكانها , ماتقلقيترتمِي إلى صدرِه , يحتضنها إليه : محمّد لو فرَّط في الدُنيا كلها مابيفرِّط فيكتبتسِم بأعيُن دامِعة : عارفَةآدم : يلّا طيبتبتعد عنهُ , تمسح عينيها من أثر الدموع آدم : يلا عشان ماتتأخّري على دوامِكتنهَض , تتناول حقيبتها من حافّة الطاوِلة وتخرُج ؛ فيخرُج خلفها__في جهةٍ أُخرى :تصِل أخيراً إلى الغُرفة المقصودَة , تطرُق الباب ينطِق : أدخُل تفتح الباب بِرفق وتدخُل بخطواتٍ هادئة , تنظُر إليه , واقفاً أمام النافذة غارقاً في أفكارِه , يلفّه الفضول حَول صمت الشخص الذي دخلَ للتوّ , فيلتفِت : مريَم ؟تتقدَّم إليه : بس ما أكون بقطَع عليه وقت راحتَكيتقدّم إليها أيضاً : لالا ؛ أنا أصلاً كُنت حاجيك هسّي مريَم : أنا كمان عايزاك في موضوع بالمُناسبة , بس بعد ما إنتَ تقُولمحمّد : لالا قُولي مامُشكلة , أحكِي مريَم : لالا أحكِي إنتَ ما مُشكلةمحمّد : حنتعازَم كتير ؟ تلتفِت إلى الأريكَة : طيّب , ممكن أقعُد ؟محمّد : أيوه طبعاً , إتفضلّي تجلِس , تفرك كفّيها بإرتباكيجلِس بِجوارها , ينظُر إليها بإنصات تبتلِع ريقها مِراراً , تنطِق أخيراً : أنا ؛ الحاقُولو ليك هسِّي دا , إنتَ مابتعرفُو , وماكُنت حتعرفُو أبداً يُقطّب حاجبيْه بإستنكار مريَم : بس أنا حأحكيه لسببين , أولاً لأنّي إنغشّيت قبل كِدا وعارفة مُر التجربة دي كويس جداً ؛ تانياً لأنوم اعندي حاجة أخسرها تزداد ملامحهُ تساؤلاً مريَم : أنا كُنت متزوجة قبل كِدا محمّد مُستنكراً : شنُو ؟تبتلِع دمعها وتُكمِل : لمُدّة 6 شهُور بالضبط ؛ هُو منو وقصّتنا شنو أنا ماحدخّلَك في تفاصيل زي دَا , بَس ؛ أنا واللهِ ماخرّابة بيُوت.. وفي حياتي ما إتخيّلتَ إني أكون ضُرّه , لما خالتِي نفيسة المعانا في الحيّ.. الدادا زي مابتسمّوها , جابَت لي شُغل تحفيظ القُرآن عِند أُمَّك قبل أسبوع أو عشرَة أيّام منالليلة , كُنت يادوب طالعَة من صدمَة مُوت مصط.. راجلي السابِق يمسح وجههُ بِحركة متوتّرة ويُنصِت إليها بإستغرابمريَم : ف ماصدّقتَ شُغل ويلهيني , ويبعدني من البيت والحيّ شويّة , ما أكضّب عليك ؛ أنا كُنت عارفة من البداية إنك بتحِب مرتَك , لكن ماكان في يدّي حل تاني , لما أُمَّك طلبت يدّي ماقِدرت غير أوافِق ؛ غير إنّهُم كِدا كِدا كان حيغصبوني , كان في حاجة أكبر لو عرفوها حيقتلوني , ودا كان المهرَب الوحيديرفع راحة سبابتهِ مُقاطعاً حديثها : دقايق دقايق , إنتي كُنتي متزوجة , وراجِلك إتوفّى , ووافقتِي تعرّسي عشان تهرُبي من أهلِك , دا شنُو التناقُض دا ؟ مريم : أهلي ماعارفين إني إتزوّجت.. مُصطفى كان محمد : مُصطفى دا راجلِك الزمان غالباًمريَم : أيوهمحمد : أيوه , كان مالُو ؟مريَم : كان.. مُدمِنمحمد : مُخدّرات ؟مريَم : أيوَه.. وأهلي ماكانو موافقين عليهُو , حتّى لما صرّختَ في نُص الحوش وقُلتَ ليهم أنا ماحعرّس غيرو.. تُزيح ياقة القميض عن عُنقها مُشيرةً إلى علامةٍ مّا وتُكمِل : تشّاني عمّي بالسيخ الحامِي , وقال لي لو بِت أبوك عرّسيهُو يُشيح بنظرِه عن منظر الحَرق : وعرّستيهُو مريَم : أنا بِتّ أبوي وهُو عارِف كِدا كويّس.. محمّد : وعرّستيهُو كيف بدُون أهلِك مريَم : عُرفييتنهَّد مريَم : حِملتَ ينظُر إليها مُرتاباً مريَم : دا الكُنت خايفة يعرفُوه بعد.. بعد ما مُصطفى مات ؛ كانو حيطلّعُوه مِنّي ويحرقُو قلبي.. وبعدين يقتلوني! أنا عارفة إني مُذنبَة , وماعايزة المغفِرة من زُول ؛ كُلّهم كانو.. حتّى صحبتِي الوحيدة , كانت عايزاني أنسى وأعيش وأتزوَّج من أوَّل وجديد وأمسَح مُصطفى من ذاكرتي , أنا ندمانة على الطريق المشيت فيهُو بس ماندمانة على مصطفى , أنا لَو , تبتلِع دموعها بينما تترَقرق في عينيها.. أنا لَو رِجع بيّ الزمن تاني حختارُو تانِي , ولو مات قِدّامي تاني بسبب الزفت اللي كان بيقتُل بيهو نفسو بالبطئ كُنت حسألو مُصطفى بتحبَّني ؟ وحتّى لو حيرُد عليّ تاني بنفس الرد "إنتي منُو.. أنا مابعرفِك" برضُو كُنت حختارو.. أنا ؛ تُحيط وجهها بِكفّيها وتُجهِش بالبُكاء يصدّ عنها بوجهٍ مُتجهِّمترفع رأسها المُحتقِن بالدموع : أنا ما إخترتَ كُل الحصل ليّ دا.. ما إخترتَ إنّي أنزّل جنيني قبل تمثيليّة العرس السخيفة بِي كَم ساعة , وأتزّفَّ وأنا غرقانة في دمِّي , ولا إخترتَ أكُون حَرقة قلب لِوحدة بتحبّ راجلها شديد وماعُمرها قصّرَت في حقُّو , وذنبها الوحيد إنها مابتولِد ؛ ولا إخترتَ إنّي أقعُد قدّامك القعدَة دِي , وبَس تمسَح وجهها : حالياً أنا شفّافة قدامَك وشايفني بِوضوح ؛ عقد الزواج معاك والقرار قرارَك , أنا في كُل الأحوال ماعندي حاجة أخسرها.. لكن إنتَ عندَك مرتَك تنهَض محمّد : طيِّب بعد مانزّلتي الجنين , ليه لسه خايفة من أعمامِك ؟تلتفِت إليه : كُنت , كُنت خايفة تخرُج وتُغلِق الباب خلفها تاركةً وراءها موجٌ من الأفكار والمشاعِر يتلاطَم __في جهةٍ أُخرى : يُطرق الباب , تُهروِل نفيسة لِتفتَح آسيا من غُرفة الجلُوس : منو يا نفيسةنفيسة
: دي أهل العروس يا حاجّةيقِف آدم الذي همَّ بالخرُوج مرتقِباً دخولهم يُقطِّب حاجبيه ما إن يرَى تِلك القامَة المألوفَة , يسير نظرهُ من أسفل البِنطال الأسود الرسمِي حتّى القميص الأبيَض , هذا الشعر المربُوط دائماً , ترفع وجهها فتصطدِم نظراتهم يُعلِّق نظراتهُ المُندهِشة بِها : نُور!تُقطِّب حاجبيْها بإستنكار : آدَم ؟ يُتبَع..
#بين_نجمة_وقمر
بقلم: إسراء عبد المطلب
الجزء 04
يتقدّم بِخطواته المُتردّدة نَحوها , بينما تدُور بِرأسه كلمات نفيسة الأخيرة "ديل أهل العروس" , يعقد حاجبيْه مُتسائلاً : أهل العروس كيف يعني يا نُور ؟
تمِيل برأسها قليلاً وتُضيِّق عينيها : إنتَ.. إنتَ بتعمل شنو هِنا؟
آدَم : دا بيت أُختي !
نُور بإرتباك : ك.. كيف يعني ؟
آدَم : نُور جاوبيني أهل العروس كيف يعني ! البِت الفوق دي علاقتها بيك شنو ؟
تبتلِع ريقها وتُجيب : أُختي
تتبدَّل ملامحه إلى الإستنكار : أُختِك ؟
نُور : إنتَ.. أُختَك
يُقاطعها بملامح جامدة : أُختي الجابو فوقها أُختِك.. أيوَه
تُغطّي جبينها وعينيها بِراحة كفّها
يتجاوزهم ويخرُج , يصدّ الباب خلفهُ بإنفعال
تهمِس ليَان لِوالدتها : شكلنا خِسرنا آدَم
تأخذ نور نفساً طويلاً وتزفرُه بِضيق , تُزيحهم عن طريقها وتخرُج خلفهُ
مُنى : نُور ! يابِت ماشّه وين !
ليَان : خليها يا ماما
تستغفِر والدتها : لا حولَ ولا قوّة إلا بالله
في جهةٍ أُخرى :
تُهروِل خلفهُ : آدَم
يهروِل نحَو سيّارتِه
نُور : آدم وقِّف !
يفتحهَا : أرجعي يا نُور
نُور : أسمعنِي طيّب
يصعَد إلى السيّارة
تفتح الباب وتصعَد بِجانبه : إنتَ غبي ؟
يتحدّث دون أن ينظُر إليها : أنزلي
تتنهّد وهيّ تُؤمّن قِفل الباب : إتحرَّك طيب
ينظُر إليها مُستنكراً
تنظُر إليه بِجديّة : إتحرَّك !
يصبّ إنفعاله على السيّارة وينطِلق
في جهةٍ أُخرى :
آسيَا : إتفضّلوا , إستريحُوا
تجلِس إقبال بنظرات تتأمّل المكان من حَولها , يتبعها الجميع بالجلُوس
آسيا بإستفسار : بتعرفُوا آدَم إنتُو ؟
مُنى : آدَم دا ولدي الماولدتُو
ليَان : صديق العائلة من قبل ما أتولِد أنا
تبتسِم آسيا بِخفُوت : ربّنا يديم المحبّة
مُنى : اللهم آمين يا رَب
آسيَا : فقدتِي مريَم ولا شنو يا إقبال
إقبال : أسكُتي ساي , واللهِ فرَقَت معانا كُلنا
آسيَا : أصلو البنات ماباقيات سُبحان الله
إقبال : آي والله
ليَان : مريَم ما صِحَت لسّه ؟
آسيا : لالا , يحليلها من بدري صاحيَة
إقبال : بتكون ماعِرفَت تنوم , مابتقدَر تنوم في أيّ مكان , تنهَض : هي وين وصفّي لي أوضتها
آسيا : إرتاحي يا إقبال مالِك بسم الله؟ إحنا شايلينّها في عيوننا واللهِ , هسّي بخلّي نفيسة تناديها أقعُدي
تجلِس
تُربّت مُنى على كفّها
تصِيح : نفيسة , يا نفيسَة ؛ المرَه دي أضانها تِقلَت باقي ليّ
تنهَض ليَان : خلاص أنا بنادِيها
آسيا : حنتعِبك , أطلعي السلّم دا طَويل بس حتلقيها أوّل أوضة من اليَمين
ليَان : حاضِر
__
في جهةٍ أُخرى :
نُور : أقولّيك ماعارفة حاجة تقول لي دي أُختِك في النهاية !
آدَم : أيوة دي أُختِك كيف ماتكوني عارفة هي حتعرِّس منُو !
تُغمض عينيها : يا صبر
آدَم بإنفعال : شنُو !!
نُور : إنتَ عارف كويّس إنو ماكان لينا أيّ علاقة بيها قبل موضوع العِرس دَا
آدم : وبعد ماجيتُو ؟
نُور : يا آدم وأنا مكتُوب على جبهتي عرّافه ولا بعلَم الغيب ؟ يعني كُنت حَ أقرا في وش العريس إنو راجِل أُختَك ! قول كلام منطقي الله يرضَى عليك
آدم : طيّب لمّا عرفتي إنها حتتزوّج راجل متزوِّج فضُولِك ماخلّاك تستفسري عن الراجل دَا ؟
نُور : أنا ماعندي فضُول تِجاه أيّ حاجة وإنتَ عارف كِدا كويّس , بعدين إنتَ بتقول أيّ كلام وخلاص بالمناسبة ؛ أفكِّر ليه أساساً هو منُو ومتزوِّج منو ! من الفراغ الفي حياتي يا آدَم !
يملأ خدّيه بالهواء ويزفُر بِضيق
نُور : أنا مقدِّره موقِفَك , بس كمان ماتتصرّف زي الأطفال وتطلِّعنا مُذنبين !
ينظُر إلى النافِذه بِضعف ويتحدّث : أُختي حامِل.. بعد 3 سنين عذاب وحِيرة وكلام يسمّ البدَن , أنا ما مُستعد أخسرها ولا أخسَر ولد أُختِي بسبب البِت دي
تُربِّت على كفّه بِهدوء
يلتفِت إليها
نُور : أنا آسفَة على الحاصِل دا طيِّب
يسحب كفّه بهدوء : وإنتي ذنبِك شنُو بس
تضربهُ بِحقيبتها : هسّي ما كُنتَ مُذنبة وعدوّتَك يا حيوان
يبتسِم بخفُوت : أنا آسِف
نُور : ماتتأسّف , كان غصباً عنَّك أنا عارفَة
ينظُر إليها مطوّلاً
تعقد حاجبيْها بإبتسامة : في شنُو ؟
يصدّ عنها مُديراً مِفتاح السيارة : ولا حاجَة
في جهةٍ أُخرى :
تفتَح الباب وتدخُل بإندفاع : مُفاجأة !
لا يأتيها رَد , تتجوَّل في الغُرفة باحثةً عن مريَم : مريم ؟
تنظُر إلى الفِراش , فارِغ
تفتح الخِزانة : إتخبّيتي جوّه ولا شنُو
تطرُق باب الحمام : مريَم إنتي جوّه ؟
تطرقُه للمرّة الثالثة , تفتحهُ بِبطء : مفتُوح ؟!
تنظُر إلى الداخل باحثةً عنها
تصرُخ مِلئ كُل شيء ما إن ترَاها
تركُض إلى الخارج وصرخاتها تضرِب جدران المنزِل
تنهَض آسيا بِفزع والآخرين : بِسم الله !
تنزِل إليهم ليَان ركضاً , تختبئ في حُضن والدتها راجفَة
مُنى : بسم الله ! ليَان ! مالِك أُمِّي أنا في شنو ؟؟
إقبال : بسم الله مالِك يا ليَان ؟؟
ترتجِف وتُشير إلى الأعلى
تركُض إقبال عَبر السلّم بقلبٍ غير مُطمئن , تلحَق بِها آسيا
مُنى : في شنُو يا ليَان شُفتي شنُو ؟
بقلم: إسراء عبد المطلب
الجزء 04
يتقدّم بِخطواته المُتردّدة نَحوها , بينما تدُور بِرأسه كلمات نفيسة الأخيرة "ديل أهل العروس" , يعقد حاجبيْه مُتسائلاً : أهل العروس كيف يعني يا نُور ؟
تمِيل برأسها قليلاً وتُضيِّق عينيها : إنتَ.. إنتَ بتعمل شنو هِنا؟
آدَم : دا بيت أُختي !
نُور بإرتباك : ك.. كيف يعني ؟
آدَم : نُور جاوبيني أهل العروس كيف يعني ! البِت الفوق دي علاقتها بيك شنو ؟
تبتلِع ريقها وتُجيب : أُختي
تتبدَّل ملامحه إلى الإستنكار : أُختِك ؟
نُور : إنتَ.. أُختَك
يُقاطعها بملامح جامدة : أُختي الجابو فوقها أُختِك.. أيوَه
تُغطّي جبينها وعينيها بِراحة كفّها
يتجاوزهم ويخرُج , يصدّ الباب خلفهُ بإنفعال
تهمِس ليَان لِوالدتها : شكلنا خِسرنا آدَم
تأخذ نور نفساً طويلاً وتزفرُه بِضيق , تُزيحهم عن طريقها وتخرُج خلفهُ
مُنى : نُور ! يابِت ماشّه وين !
ليَان : خليها يا ماما
تستغفِر والدتها : لا حولَ ولا قوّة إلا بالله
في جهةٍ أُخرى :
تُهروِل خلفهُ : آدَم
يهروِل نحَو سيّارتِه
نُور : آدم وقِّف !
يفتحهَا : أرجعي يا نُور
نُور : أسمعنِي طيّب
يصعَد إلى السيّارة
تفتح الباب وتصعَد بِجانبه : إنتَ غبي ؟
يتحدّث دون أن ينظُر إليها : أنزلي
تتنهّد وهيّ تُؤمّن قِفل الباب : إتحرَّك طيب
ينظُر إليها مُستنكراً
تنظُر إليه بِجديّة : إتحرَّك !
يصبّ إنفعاله على السيّارة وينطِلق
في جهةٍ أُخرى :
آسيَا : إتفضّلوا , إستريحُوا
تجلِس إقبال بنظرات تتأمّل المكان من حَولها , يتبعها الجميع بالجلُوس
آسيا بإستفسار : بتعرفُوا آدَم إنتُو ؟
مُنى : آدَم دا ولدي الماولدتُو
ليَان : صديق العائلة من قبل ما أتولِد أنا
تبتسِم آسيا بِخفُوت : ربّنا يديم المحبّة
مُنى : اللهم آمين يا رَب
آسيَا : فقدتِي مريَم ولا شنو يا إقبال
إقبال : أسكُتي ساي , واللهِ فرَقَت معانا كُلنا
آسيَا : أصلو البنات ماباقيات سُبحان الله
إقبال : آي والله
ليَان : مريَم ما صِحَت لسّه ؟
آسيا : لالا , يحليلها من بدري صاحيَة
إقبال : بتكون ماعِرفَت تنوم , مابتقدَر تنوم في أيّ مكان , تنهَض : هي وين وصفّي لي أوضتها
آسيا : إرتاحي يا إقبال مالِك بسم الله؟ إحنا شايلينّها في عيوننا واللهِ , هسّي بخلّي نفيسة تناديها أقعُدي
تجلِس
تُربّت مُنى على كفّها
تصِيح : نفيسة , يا نفيسَة ؛ المرَه دي أضانها تِقلَت باقي ليّ
تنهَض ليَان : خلاص أنا بنادِيها
آسيا : حنتعِبك , أطلعي السلّم دا طَويل بس حتلقيها أوّل أوضة من اليَمين
ليَان : حاضِر
__
في جهةٍ أُخرى :
نُور : أقولّيك ماعارفة حاجة تقول لي دي أُختِك في النهاية !
آدَم : أيوة دي أُختِك كيف ماتكوني عارفة هي حتعرِّس منُو !
تُغمض عينيها : يا صبر
آدَم بإنفعال : شنُو !!
نُور : إنتَ عارف كويّس إنو ماكان لينا أيّ علاقة بيها قبل موضوع العِرس دَا
آدم : وبعد ماجيتُو ؟
نُور : يا آدم وأنا مكتُوب على جبهتي عرّافه ولا بعلَم الغيب ؟ يعني كُنت حَ أقرا في وش العريس إنو راجِل أُختَك ! قول كلام منطقي الله يرضَى عليك
آدم : طيّب لمّا عرفتي إنها حتتزوّج راجل متزوِّج فضُولِك ماخلّاك تستفسري عن الراجل دَا ؟
نُور : أنا ماعندي فضُول تِجاه أيّ حاجة وإنتَ عارف كِدا كويّس , بعدين إنتَ بتقول أيّ كلام وخلاص بالمناسبة ؛ أفكِّر ليه أساساً هو منُو ومتزوِّج منو ! من الفراغ الفي حياتي يا آدَم !
يملأ خدّيه بالهواء ويزفُر بِضيق
نُور : أنا مقدِّره موقِفَك , بس كمان ماتتصرّف زي الأطفال وتطلِّعنا مُذنبين !
ينظُر إلى النافِذه بِضعف ويتحدّث : أُختي حامِل.. بعد 3 سنين عذاب وحِيرة وكلام يسمّ البدَن , أنا ما مُستعد أخسرها ولا أخسَر ولد أُختِي بسبب البِت دي
تُربِّت على كفّه بِهدوء
يلتفِت إليها
نُور : أنا آسفَة على الحاصِل دا طيِّب
يسحب كفّه بهدوء : وإنتي ذنبِك شنُو بس
تضربهُ بِحقيبتها : هسّي ما كُنتَ مُذنبة وعدوّتَك يا حيوان
يبتسِم بخفُوت : أنا آسِف
نُور : ماتتأسّف , كان غصباً عنَّك أنا عارفَة
ينظُر إليها مطوّلاً
تعقد حاجبيْها بإبتسامة : في شنُو ؟
يصدّ عنها مُديراً مِفتاح السيارة : ولا حاجَة
في جهةٍ أُخرى :
تفتَح الباب وتدخُل بإندفاع : مُفاجأة !
لا يأتيها رَد , تتجوَّل في الغُرفة باحثةً عن مريَم : مريم ؟
تنظُر إلى الفِراش , فارِغ
تفتح الخِزانة : إتخبّيتي جوّه ولا شنُو
تطرُق باب الحمام : مريَم إنتي جوّه ؟
تطرقُه للمرّة الثالثة , تفتحهُ بِبطء : مفتُوح ؟!
تنظُر إلى الداخل باحثةً عنها
تصرُخ مِلئ كُل شيء ما إن ترَاها
تركُض إلى الخارج وصرخاتها تضرِب جدران المنزِل
تنهَض آسيا بِفزع والآخرين : بِسم الله !
تنزِل إليهم ليَان ركضاً , تختبئ في حُضن والدتها راجفَة
مُنى : بسم الله ! ليَان ! مالِك أُمِّي أنا في شنو ؟؟
إقبال : بسم الله مالِك يا ليَان ؟؟
ترتجِف وتُشير إلى الأعلى
تركُض إقبال عَبر السلّم بقلبٍ غير مُطمئن , تلحَق بِها آسيا
مُنى : في شنُو يا ليَان شُفتي شنُو ؟
تصرُخ ما إن تتذكّر المشهَد وتُخبّئ وجهها في صدر والدتها
في جهةٍ أُخرى :
تدخُل عَبر باب الغُرفة المفتوح , تقِف أمام باب الحمام المفتوح بخطواتٍ مُتردّدة ؛ تبتلِع دمعها مِراراً : لا يا مريَم.. ماعملتي كِدا.. لا
تتجاوزها آسيا إلى الداخل وترَاها , غارقٌ جسدها الهزِيل في الدماء , والشفرَة مازالت مغروسةً في مِعصمها الأيسَر ؛ تصرُخ بِفزَع , يصِل محمّد إليهم : في شنُو !!! أنا في البيت التاني سامِع الصرِيخ في شنُو !!
تدخُل إقبال لِترى مشهداً قد رسمتهُ من قبل أن تراه , تخُور قواها فتسقُط أرضاً
يتخطّاهم محمّد إلى الداخِل, يصدّ بألَم عن المنظَر
يصفَع نفسهُ ليُفيق من صدمة المشهَد , يهُروِل ليِحملها , يصِيح : جيبو الإسعافات الأوليّة وحصّلوني بيها في السيارة , سريع
يركُض عبر السلّم , تتبعهُ والدتها التي تجرّ خطواتها رُغماً وتُنادي : مُجتبى.. نفيسَة
يفتَح السيارة ويُمدّدها في الخَلف , يُمسِك بِكفّها , يسحَب الشفرَه بِحذر
يُهروِل مُجتبى إليه حاملاً حقيبة الإسعافات الأوليّة
محمّد : أفتحهَا
ينظُر إلى الدم الذي لطّخ أخيه وما زال يقطُر بأعين مشدُوهه ! يصرُخ محمّد : أفتحهَا !!!
في جهةٍ أُخرى :
يقِف أمام بوّابة الشركة : ماورّيتيني موضوع العقد دا
نُور : لما يتِم إن شاءالله ححكِي ليك , تحمِل حقيبتها : يلا أشوفَك
آدم : تمام , خلِّي بالِك من نفسك , وماتوقّعي على حاجة قبل ماتقريها كويس
تنزِل وتُغلِق باب السيارة , تطُل من النافذَة : حتعلّمني الحاجات دي معقولة ؟
يضحَك
فتبتسِم
تذهَب
ينظُر هوَ إلى كفّه الذي لم يستطِح مُصافحتها اليوم أيضاً , لكنّه حَظى بِلمسةٍ مِنها ؛ يبتسِم مُحدّثاً نفسه : ماتتخرفَن , ماتتخرفَن
ينطلِق ضاحكاً
في جهةٍ أُخرى :
تدخُل عبر ممرّ الشركة الطَول ؛ تقِف أخيراً أمام مُوظّفة الإستقبال : لو سمحتِي
الموظفة : أيوة إتفضّلي
نُور ناظرةً إلى هاتفها : عندي موعِد مع راشِد مُوسى
الموظفة : حضرتِك منُو ؟
نُور : نُور يوسف عبدالرحمَن , مندوبة شرِكة "تُملِيها إسم الشركة"
الموظفة : أيوة إتفضّلي
تسير خلف الموظفة بخطوات ثابِتة
في جهةٍ أُخرى :
ينزِل محمّد من سيّارتِه , يحملها ويركُض إلى داخل المُستشفى تاركاً وراءَهُ أبواب السيارة مفتوحة , تتوقّف السيارة الأُخرى في الخلَف لينزل مِنها إقبال وآسيَا , ويلحقُون بِهِ إلى الدّاخل
في جهةٍ أُخرى :
تأتِي إليها بكأسِ ماء , تستلمُه مُنى مِنها : يدّيك العافية
نفيسة : ولَو
تمُدّه إلى ليَان : هاك حبيبة ماما أشربي
تهزّ رأسها راجِفة أنْ "لا"
نفيسة : لا حولَ ولا قوة إلا بالله
تُربِّت مُنى على شعرها بِقلق : ليَان
تهزّ رأسها بِطريقة هستيريّة
مُنى : بسم الله , بسم الله , ليَان !
تُحيط وجهها بِكفّيها وتصرُخ
تنتفِض نفيسة
تحتضنها مُنى إليها : بَس , خلاص عدّا , خلاص عدّا ؛ بَس بَس ؛ بس أُمّي أنا , ماتخوّفيني عليك يا ليَان , يرضَى عليك يا ماما ماتخوّفيني
تُمسِك مِعصمها الأيسَر وتسرَح في الفراغ
تمسَح والدتها على خُصل شعرها بِرفق : بسم الله ياكافي , بسم الله ياشافي , بسم الله
نفيسة : بِسم الله
في جهةٍ أُخرى :
تفتح لها الموظّفة باب المكتَب : إتفضّلي
تدخُل شاكرةً إيّاها , تُلقي التحيّة
يتلتفِت إليها ليرُد التحيّة فيُقطِّب حاجبيْه ناظراً إليها
تتقدَّم إليه , تمُد كفّها مُصافحةً إيّاه : نُور يوسف عبدالرحمَن , موكّلة من قِبَل الشركَة لتوقيع العقد
يتقدّم إليها : إنتي ما مُتذكّراني ؟
تعقد حاجبيْها بإستنكار : عفواً ؟
يُصافحها : الحفلَة ؟
تتسابَق إلى ذاكرتها مشاهد كثيرة : مافاهمَة ؟
يُطيل مُصافحتها : صدمتِي فيني في الحفلة وإنتي طالعة
تعقد حاجبيها , ثُم تفردهما بإستيعاب : أيوَاا
يسحب كفّه إلى جيبِه بإبتسامة : إتذكّرتيني ؟
ترفع عينيها بِحركة طفوليّة : لا !
يضحَك : كيف يعني ؟
نُور : يعني مُتذكّرة إنتي صدمتَ في زول لكن ماعارفة هُو منو , أو إذا كان راجل ولا مرَه أساساً
يرفع حاجبهُ بإستفهام : للدرجة دي كُنتي مستعجلة ؟
نُور : مالأنّو مستعجلة , مابركّز في أي حاجة بس ؛ إلا تكون بِتعنيني
يبتسِم إبتسامة إعجاب : عالعمُوم إتشرّفنا
نُور : شُكراً
يتقدّم نحَو كُرسيِّه : إتفضّلي
في جهةٍ أُخرى :
يصرُخ داخل المُستشفى
آسيا : أهدا يا ولدي , الدكاترة ما حيجُوك طالعين بالطريقة دِي
محمّد : مُستشفى طول بِعرض مافيها دكتور طوارئ واحِد ؟ البِت دمّها حيتصفّى جوّه وأنحنا بنتفرَّج !!
تنظُر آسيا إلى إقبال التي تجلِس في زاوية المُستشفى وكأنّها خارِج العالم , تتنهَّد : إتصرّف يا محمد طيّب
يُحيط رأسهُ
تأتِي من أقصى المُستشفى روان مُتأهّبةً للخروج , تتوقّف بغتةً ما إن ترى محمّد , تُهروِل إليه : محمّد !
يُمسِك بِها : روان !
روان : في شنو يا محمّد بتعملُو في شنو هِنا ؟!
محمّد : دكاترة الطوارئ وين ليه مافي زول يسعِفنا !
روان : في شنو يامحمّد يسعفُو منو !
محمّد : روان البِت.. مريَم
تُقطِّب حاجبيْها : مريَم ؟
في جهةٍ أُخرى :
تدخُل عَبر باب الغُرفة المفتوح , تقِف أمام باب الحمام المفتوح بخطواتٍ مُتردّدة ؛ تبتلِع دمعها مِراراً : لا يا مريَم.. ماعملتي كِدا.. لا
تتجاوزها آسيا إلى الداخل وترَاها , غارقٌ جسدها الهزِيل في الدماء , والشفرَة مازالت مغروسةً في مِعصمها الأيسَر ؛ تصرُخ بِفزَع , يصِل محمّد إليهم : في شنُو !!! أنا في البيت التاني سامِع الصرِيخ في شنُو !!
تدخُل إقبال لِترى مشهداً قد رسمتهُ من قبل أن تراه , تخُور قواها فتسقُط أرضاً
يتخطّاهم محمّد إلى الداخِل, يصدّ بألَم عن المنظَر
يصفَع نفسهُ ليُفيق من صدمة المشهَد , يهُروِل ليِحملها , يصِيح : جيبو الإسعافات الأوليّة وحصّلوني بيها في السيارة , سريع
يركُض عبر السلّم , تتبعهُ والدتها التي تجرّ خطواتها رُغماً وتُنادي : مُجتبى.. نفيسَة
يفتَح السيارة ويُمدّدها في الخَلف , يُمسِك بِكفّها , يسحَب الشفرَه بِحذر
يُهروِل مُجتبى إليه حاملاً حقيبة الإسعافات الأوليّة
محمّد : أفتحهَا
ينظُر إلى الدم الذي لطّخ أخيه وما زال يقطُر بأعين مشدُوهه ! يصرُخ محمّد : أفتحهَا !!!
في جهةٍ أُخرى :
يقِف أمام بوّابة الشركة : ماورّيتيني موضوع العقد دا
نُور : لما يتِم إن شاءالله ححكِي ليك , تحمِل حقيبتها : يلا أشوفَك
آدم : تمام , خلِّي بالِك من نفسك , وماتوقّعي على حاجة قبل ماتقريها كويس
تنزِل وتُغلِق باب السيارة , تطُل من النافذَة : حتعلّمني الحاجات دي معقولة ؟
يضحَك
فتبتسِم
تذهَب
ينظُر هوَ إلى كفّه الذي لم يستطِح مُصافحتها اليوم أيضاً , لكنّه حَظى بِلمسةٍ مِنها ؛ يبتسِم مُحدّثاً نفسه : ماتتخرفَن , ماتتخرفَن
ينطلِق ضاحكاً
في جهةٍ أُخرى :
تدخُل عبر ممرّ الشركة الطَول ؛ تقِف أخيراً أمام مُوظّفة الإستقبال : لو سمحتِي
الموظفة : أيوة إتفضّلي
نُور ناظرةً إلى هاتفها : عندي موعِد مع راشِد مُوسى
الموظفة : حضرتِك منُو ؟
نُور : نُور يوسف عبدالرحمَن , مندوبة شرِكة "تُملِيها إسم الشركة"
الموظفة : أيوة إتفضّلي
تسير خلف الموظفة بخطوات ثابِتة
في جهةٍ أُخرى :
ينزِل محمّد من سيّارتِه , يحملها ويركُض إلى داخل المُستشفى تاركاً وراءَهُ أبواب السيارة مفتوحة , تتوقّف السيارة الأُخرى في الخلَف لينزل مِنها إقبال وآسيَا , ويلحقُون بِهِ إلى الدّاخل
في جهةٍ أُخرى :
تأتِي إليها بكأسِ ماء , تستلمُه مُنى مِنها : يدّيك العافية
نفيسة : ولَو
تمُدّه إلى ليَان : هاك حبيبة ماما أشربي
تهزّ رأسها راجِفة أنْ "لا"
نفيسة : لا حولَ ولا قوة إلا بالله
تُربِّت مُنى على شعرها بِقلق : ليَان
تهزّ رأسها بِطريقة هستيريّة
مُنى : بسم الله , بسم الله , ليَان !
تُحيط وجهها بِكفّيها وتصرُخ
تنتفِض نفيسة
تحتضنها مُنى إليها : بَس , خلاص عدّا , خلاص عدّا ؛ بَس بَس ؛ بس أُمّي أنا , ماتخوّفيني عليك يا ليَان , يرضَى عليك يا ماما ماتخوّفيني
تُمسِك مِعصمها الأيسَر وتسرَح في الفراغ
تمسَح والدتها على خُصل شعرها بِرفق : بسم الله ياكافي , بسم الله ياشافي , بسم الله
نفيسة : بِسم الله
في جهةٍ أُخرى :
تفتح لها الموظّفة باب المكتَب : إتفضّلي
تدخُل شاكرةً إيّاها , تُلقي التحيّة
يتلتفِت إليها ليرُد التحيّة فيُقطِّب حاجبيْه ناظراً إليها
تتقدَّم إليه , تمُد كفّها مُصافحةً إيّاه : نُور يوسف عبدالرحمَن , موكّلة من قِبَل الشركَة لتوقيع العقد
يتقدّم إليها : إنتي ما مُتذكّراني ؟
تعقد حاجبيْها بإستنكار : عفواً ؟
يُصافحها : الحفلَة ؟
تتسابَق إلى ذاكرتها مشاهد كثيرة : مافاهمَة ؟
يُطيل مُصافحتها : صدمتِي فيني في الحفلة وإنتي طالعة
تعقد حاجبيها , ثُم تفردهما بإستيعاب : أيوَاا
يسحب كفّه إلى جيبِه بإبتسامة : إتذكّرتيني ؟
ترفع عينيها بِحركة طفوليّة : لا !
يضحَك : كيف يعني ؟
نُور : يعني مُتذكّرة إنتي صدمتَ في زول لكن ماعارفة هُو منو , أو إذا كان راجل ولا مرَه أساساً
يرفع حاجبهُ بإستفهام : للدرجة دي كُنتي مستعجلة ؟
نُور : مالأنّو مستعجلة , مابركّز في أي حاجة بس ؛ إلا تكون بِتعنيني
يبتسِم إبتسامة إعجاب : عالعمُوم إتشرّفنا
نُور : شُكراً
يتقدّم نحَو كُرسيِّه : إتفضّلي
في جهةٍ أُخرى :
يصرُخ داخل المُستشفى
آسيا : أهدا يا ولدي , الدكاترة ما حيجُوك طالعين بالطريقة دِي
محمّد : مُستشفى طول بِعرض مافيها دكتور طوارئ واحِد ؟ البِت دمّها حيتصفّى جوّه وأنحنا بنتفرَّج !!
تنظُر آسيا إلى إقبال التي تجلِس في زاوية المُستشفى وكأنّها خارِج العالم , تتنهَّد : إتصرّف يا محمد طيّب
يُحيط رأسهُ
تأتِي من أقصى المُستشفى روان مُتأهّبةً للخروج , تتوقّف بغتةً ما إن ترى محمّد , تُهروِل إليه : محمّد !
يُمسِك بِها : روان !
روان : في شنو يا محمّد بتعملُو في شنو هِنا ؟!
محمّد : دكاترة الطوارئ وين ليه مافي زول يسعِفنا !
روان : في شنو يامحمّد يسعفُو منو !
محمّد : روان البِت.. مريَم
تُقطِّب حاجبيْها : مريَم ؟
تفردهمها بإستيعاب : مالها ؟
محمّد : حاولَت تنتحِر
روان : كيف !!
محمّد : جوّه.. جوّه ودمّها حيتصفّى , إتصرّفي ياروان الله يخليك !
روان : محمّد بس قسم الطوارئ عندنا مقفُول ليهو فترَة
محمّد : كيف يعني !! كيف يعني مقفُول !
روان : أهدَا, خلينا ننقلها مستشفى تانية
محمّد : البِت حتموت ! فقدَت دم كتير يا روان !
روان : مافي حل تاني خلينا ننقُلها بِسرعة !!
محمّد : إنتي.. روان
روان : محمّد أنا ماجرّاحة ومابقدَر أخاطِر في حاجة زي دِي
محمّد : مافي غيرِك
روان : إستهدى بالله و..
يصرُخ : حتمُوت !!!! أفهمِي
تنظُر إليه بإستغراب , تلتفِت إلى والدتها التي تجلس في زاوية المستشفى فاقدةً للأمَل , ونظرات آسيا المتوسّلة , قلق محمّد المفرط
ترمِي حقيبتها جانباً وتهُروِل إلى الداخل , تستلِم رداءَها الأبيض , تصرُخ فيتبعها طاقَم العمليَات , تدخُل لِتراها مُمّدة , تنظُر إليها وتتسابَق إلى ذاكرتها مشاهدٌ من عمليّة سابِقة ؛ تتذكّر هذه الملامِح الآن , تتذكّر أين رأتها من قَبل..
في جهةٍ أُخرى :
مٌنى : ما بكَت ولا إتكلّمَت واللهِ من ساعة الحصَل دا
نفيسة : لا حولَ ولا قوة إلا بالله !
يدخُل إليهم مُجتبى : جيبي لي غيارات نضيفة بالله يادادا
نفيسة : حاضِر
ترفع ليان نظرها إلى ملابسه , ما إن ترَى الدَم حتى تبدأ بالصراخ
مُنى : بِسم الله !!
تغُمض عينيها بِشدّة وتصرُخ , إلى أن تفقد وعيها
مُنى : ليَان !! ليان !!
في جهةٍ أُخرى :
راشد : دا العقد , مُترجَم بالإنجليزي برضُو
تستلمهُ مِنه : لا ماعندي مُشكلة في العربي أنا
راشد : بايِن عليك أصلاً
نُور ناظرةً إلى البنُود : ما بحبّ المُجاملات
راشد : لا واللهِ ما مُجاملة دا حقيقَة
نُور : شُكراً , ممكن تدّيني عشرَة دقايق بَس أقرا الشروط
راشد : أيوَة طبعاً أُخدي راحتِك
يرنّ هاتفها : عفواً مِنّك
راشد : أُخدي راحتِك
تُجيب : أيوه يا ماما , في شنُو ؟ تنهَض فزِعَه : شنو ؟؟!
في جهةٍ أُخرى :
النبض بيقِل يا دكتُورة , بنفقِد المريض
روان : جهّزو الصدمة الكهربائيّة بسُرعة !!
يُتبَع..
محمّد : حاولَت تنتحِر
روان : كيف !!
محمّد : جوّه.. جوّه ودمّها حيتصفّى , إتصرّفي ياروان الله يخليك !
روان : محمّد بس قسم الطوارئ عندنا مقفُول ليهو فترَة
محمّد : كيف يعني !! كيف يعني مقفُول !
روان : أهدَا, خلينا ننقلها مستشفى تانية
محمّد : البِت حتموت ! فقدَت دم كتير يا روان !
روان : مافي حل تاني خلينا ننقُلها بِسرعة !!
محمّد : إنتي.. روان
روان : محمّد أنا ماجرّاحة ومابقدَر أخاطِر في حاجة زي دِي
محمّد : مافي غيرِك
روان : إستهدى بالله و..
يصرُخ : حتمُوت !!!! أفهمِي
تنظُر إليه بإستغراب , تلتفِت إلى والدتها التي تجلس في زاوية المستشفى فاقدةً للأمَل , ونظرات آسيا المتوسّلة , قلق محمّد المفرط
ترمِي حقيبتها جانباً وتهُروِل إلى الداخل , تستلِم رداءَها الأبيض , تصرُخ فيتبعها طاقَم العمليَات , تدخُل لِتراها مُمّدة , تنظُر إليها وتتسابَق إلى ذاكرتها مشاهدٌ من عمليّة سابِقة ؛ تتذكّر هذه الملامِح الآن , تتذكّر أين رأتها من قَبل..
في جهةٍ أُخرى :
مٌنى : ما بكَت ولا إتكلّمَت واللهِ من ساعة الحصَل دا
نفيسة : لا حولَ ولا قوة إلا بالله !
يدخُل إليهم مُجتبى : جيبي لي غيارات نضيفة بالله يادادا
نفيسة : حاضِر
ترفع ليان نظرها إلى ملابسه , ما إن ترَى الدَم حتى تبدأ بالصراخ
مُنى : بِسم الله !!
تغُمض عينيها بِشدّة وتصرُخ , إلى أن تفقد وعيها
مُنى : ليَان !! ليان !!
في جهةٍ أُخرى :
راشد : دا العقد , مُترجَم بالإنجليزي برضُو
تستلمهُ مِنه : لا ماعندي مُشكلة في العربي أنا
راشد : بايِن عليك أصلاً
نُور ناظرةً إلى البنُود : ما بحبّ المُجاملات
راشد : لا واللهِ ما مُجاملة دا حقيقَة
نُور : شُكراً , ممكن تدّيني عشرَة دقايق بَس أقرا الشروط
راشد : أيوَة طبعاً أُخدي راحتِك
يرنّ هاتفها : عفواً مِنّك
راشد : أُخدي راحتِك
تُجيب : أيوه يا ماما , في شنُو ؟ تنهَض فزِعَه : شنو ؟؟!
في جهةٍ أُخرى :
النبض بيقِل يا دكتُورة , بنفقِد المريض
روان : جهّزو الصدمة الكهربائيّة بسُرعة !!
يُتبَع..
مساء الخير متابعيني اسفه ع الغياب الطويييل الكان حاصل
بالنسبه لروايه بين نجمه وقمر رأيكم شنو انزل كل الحلقات ورا بعض ولا كل يوم انزل كم حلقه لانو الكاتبه عامله الحلقه الواحده طويله انتو رايكم شنو ع حسب التصويت ح اكمل
بالنسبه لروايه بين نجمه وقمر رأيكم شنو انزل كل الحلقات ورا بعض ولا كل يوم انزل كم حلقه لانو الكاتبه عامله الحلقه الواحده طويله انتو رايكم شنو ع حسب التصويت ح اكمل
Anonymous Poll
88%
انزل الروايه كاملة مره وحده
12%
كل يوم انزل جزء منها
#بين_نجمة_وقمر
بقلم: إسراء عبد المطلب
الجزء 05
يخرُج الطَبيب إليهِم
مُنى : فاقَت ! فاقَت بتّي مُش كِدا ؟
تُحيط نُور ظهر والدتها : أهدِي يا ماما ؛ طمنّنا يا دكتُور ؟
الطَبيب : للأسَف المريضة بتمُر بِي صدمة نفسيّة
نُور : كيف ؟!
مُنى : شنُو؟ ص.. صدمة نفسيّة كيف يعني ؟!
مُجتبى بإهتمام : ممكن تشرح لينا يا دكتُور
الطَبيب : الصدمة النفسية ممكن نقول عنّها جُرح نفسي أو هزّه نفسيّة نتيجة لقلق شديد أو توتّر أو خوف ؛ حالة ممكن يمُر بيها أيّ شخص لو إتعرّض لصدمة عنيفة سواءً إختطاف أو موت شخص قريب وما إلى ذلك , هل المريضة إتعرّضت لحادث مُشابِه أو شهِدت حادثة ؟
مُنى : ا.. أُختها , حاولت تنتحِر
الطبيب : لا حولَ ولا قوّة إلا بالله
نُور : طيّب والعلاج شنو يا دكتُور ؟
الطبيب : الوقت , من بعد ربّنا سبحانه وتعالَى الوقت هو المقياس الوحيد للشفَاء من الصدمة النفسيّة , حتحتاج لِجلسات مع طبيب نفسي مُختَصّ
نفيسة : إن شاءالله حاجة بسيطَة , ماتخافوا
الطبيب : نقُول إن شاءالله , لكن الإستهانة بيها أبداً مافي صالحكم
تجلِس مُنى بِعجز
نُور : طيب يا دكتُور بنقدَر ندخُل ليها ؟
الطبيب : حالياً مافي فايدَة من دخولكم لأنّها ماحتستجيب ليكُم , أنا ماعايز أكتِب ليها أي مُهدّئات لأنها لسّه صغيرة , لكن إنتو حافظوا عليها بعيدة تماماً عن أيّ حاجة ممكن تذكّرها بالحادثة
نُور : حاضر.. حاضر بإذن الله
ينصرِف الطبيب
تجلِس نور بِجانب والدتها : ماما
مُنى : دا شنو القاعِد يحصَل لينا دا
تُقبِّل رأسها بِعُمق وتحتضنها إليها : حتشفَى , حتبقى كويسة ماتخافي
نفيسة : قولي لا حولَ ولا قوّة إلا بالله يا مُنى , كُلها إبتلاءات عايزه الصبُر
مُنى : ونِعمَ بالله.. ونِعمَ بالله
في جهةٍ أُخرى :
تخلَع القفّازات , ترمِي بِها ؛ تمسَح جبينها المُتعرِّق , تخلَع زيّها وتمدّهُ إلى أحد المُساعدين , تخرُج بأنفاسٍ مُتقطّعة
تستنِد إقبال على الحائِط خلفها لِتنهَض ما إن تراها , يُهروِل محمّد إليها , وتراقبها نظرات آسيَا
تزفُر وترفَع نظرها إليهم : لِحقناها.. الحمدلله
تبكِي إقبال الدمع الذي أبَى أن ينزِل مُنذ أن رأتها بِتلك الحال
آسيا : اللهم لك الحَمد , الحمدلله
يحتضنها محمّد بإطمئنانٍ فارقَ قلبهُ مُنذ ساعات, تُربِّت على كتفِه بهدوء
في اليوم التالِي :
تضَع قدمها اليُمنى في العتبة مُستندةً عَليه , يُحيط خصرها ويرفعها لِتصعد إلى داخِل المنزل
تبتعِد عنهُ وهيَ ترى نظرات روان إليهِم : خلاص.. بقدَر أطلع فوق براي
يتجاهل حديثها ويسندها
تدخُل روان إلى غرفة الجلُوس بوجهٍ متجهّم خلف إقبال وآسيَا
في الأعلى :
يُجلسها على الفِراش بِرفق
تنطِق بصوتٍ هادئ دون أن تنظر إليه : شُكراً
يجلِس بجوارها , يُعلّق عينيه بِها : ليه عملتي كِدا
ترفع نظرها إليه : وما أعمل كِدا ليه
محمد : في أسباب كتير تخلّيك ماتعملي كِدا أوّلها إحترامِك لكلمة حرام المُقترنة بالتصرّف دا , إنتي عايشَة كِدا كيف ؟ كُل حاجة بالنسبة ليك مُرتبطة بعاطفتِك ؟ مافِي إحترام للمسموح والممنوع في الدّين ؟ ماعاملة خاطِر لأهلِك والبيحبُوك وممكن يموتوا بِي وراك ؟ خلّيك من دا كلُّو , إنتي فاكرة إنّك كدا بتنصفِي نفسِك على الظُلم العاشتُو وتريّحيها
مريَم : أيوَة.. بنصفها
محمّد : غلطانة
مريَم : إنتَ ماعشتَ الأنا عشتُو ! فَ تسكُت
يبتسِم نصف إبتسامة : عرفتي من وين إنّي ماعشتَ العشتيهُو ؟ لكن عارفَة ؟ دا المقياس ؛ إنّك تحترم أوجاع الناس بدُون ما تنبّش وتفتّش وراهم عشان تعرفها , أو ماتحترمها و تدُوس عليهم بأسئلتَك وإستفهاماتَك الكتيرة , أنا ما أخدَت منّك غير الإنتي حبّيتي تدّيني ليهُو.. ما إستفهَمت غير للأسئلة الطرحتيها وجاوبتي عليها براك , وكُنت مصغي ومُحترِم تجربتِك , لكن أيّاً كان المرّيتي بيهُو , وأياً كان الظُلم الإتعرّضتي ليهُو , فَ أعرفي إنُّو ليك يدّ فيهو ؛ خصوصاً بعد تصرُّفِك الأخير دا
ينهَض
تصِيح بنبرةٍ مُتحشرجة : أنا ماعندي حاجة أعيش ليها !
يلتفِت إليها , يُمسِك بِكفّها ويسحبها خلفهُ , يُجلِسها أمام المِرآة : عايني هِنا كويّس , شايفَة زُول ولا المنظَر قدّامك شفّاف ؟
تنظُر إليه بِعجز : أنا فعلاً شفّافة , أنا مافي حاجة ماليَاني من جوّه , حاسّه , حاسّه إنّي خاويَة !
محمّد : إنتي ماحاسّة كِدا إنتي قرّرتي تحسّي كِدا
تصرُخ : إنتَ مافاهِم !!
محمّد : لا فاهِم , وصدّقيني في فرق كبير بين إنك تكُون مُجبَر وبين إنّك تكون مُستسلِم
تُحيط وجهها بِكفّيها وتبكِي : أنا ماقادرَة أعيش بعد مُصطفَى..
محمّد : وقبلُو ؟ قبلو كُنتي عايشَة كيف ؟
مريَم : بَس إحنا بنمشي لقدّام مابنرجَع لِورا
محمّد : ماممكن نُكون عايشين في كوكب دائري وحياتنا خَط مُستقيم, أكيد بنلف ونرجع لنفس النُقطة .. بس كُل مره مع ناس مُختلفين ومشاعر مُختلفة ؛ كُلّنا كِدا
مريَم : أنا بلف وأرجع لمُصطفى , أنا حاولت ! واللهِ حاولت أتجاوز ؛ حتّى قرار تحفيظ القُرآن كان خطوة في التجاوز دَا
بقلم: إسراء عبد المطلب
الجزء 05
يخرُج الطَبيب إليهِم
مُنى : فاقَت ! فاقَت بتّي مُش كِدا ؟
تُحيط نُور ظهر والدتها : أهدِي يا ماما ؛ طمنّنا يا دكتُور ؟
الطَبيب : للأسَف المريضة بتمُر بِي صدمة نفسيّة
نُور : كيف ؟!
مُنى : شنُو؟ ص.. صدمة نفسيّة كيف يعني ؟!
مُجتبى بإهتمام : ممكن تشرح لينا يا دكتُور
الطَبيب : الصدمة النفسية ممكن نقول عنّها جُرح نفسي أو هزّه نفسيّة نتيجة لقلق شديد أو توتّر أو خوف ؛ حالة ممكن يمُر بيها أيّ شخص لو إتعرّض لصدمة عنيفة سواءً إختطاف أو موت شخص قريب وما إلى ذلك , هل المريضة إتعرّضت لحادث مُشابِه أو شهِدت حادثة ؟
مُنى : ا.. أُختها , حاولت تنتحِر
الطبيب : لا حولَ ولا قوّة إلا بالله
نُور : طيّب والعلاج شنو يا دكتُور ؟
الطبيب : الوقت , من بعد ربّنا سبحانه وتعالَى الوقت هو المقياس الوحيد للشفَاء من الصدمة النفسيّة , حتحتاج لِجلسات مع طبيب نفسي مُختَصّ
نفيسة : إن شاءالله حاجة بسيطَة , ماتخافوا
الطبيب : نقُول إن شاءالله , لكن الإستهانة بيها أبداً مافي صالحكم
تجلِس مُنى بِعجز
نُور : طيب يا دكتُور بنقدَر ندخُل ليها ؟
الطبيب : حالياً مافي فايدَة من دخولكم لأنّها ماحتستجيب ليكُم , أنا ماعايز أكتِب ليها أي مُهدّئات لأنها لسّه صغيرة , لكن إنتو حافظوا عليها بعيدة تماماً عن أيّ حاجة ممكن تذكّرها بالحادثة
نُور : حاضر.. حاضر بإذن الله
ينصرِف الطبيب
تجلِس نور بِجانب والدتها : ماما
مُنى : دا شنو القاعِد يحصَل لينا دا
تُقبِّل رأسها بِعُمق وتحتضنها إليها : حتشفَى , حتبقى كويسة ماتخافي
نفيسة : قولي لا حولَ ولا قوّة إلا بالله يا مُنى , كُلها إبتلاءات عايزه الصبُر
مُنى : ونِعمَ بالله.. ونِعمَ بالله
في جهةٍ أُخرى :
تخلَع القفّازات , ترمِي بِها ؛ تمسَح جبينها المُتعرِّق , تخلَع زيّها وتمدّهُ إلى أحد المُساعدين , تخرُج بأنفاسٍ مُتقطّعة
تستنِد إقبال على الحائِط خلفها لِتنهَض ما إن تراها , يُهروِل محمّد إليها , وتراقبها نظرات آسيَا
تزفُر وترفَع نظرها إليهم : لِحقناها.. الحمدلله
تبكِي إقبال الدمع الذي أبَى أن ينزِل مُنذ أن رأتها بِتلك الحال
آسيا : اللهم لك الحَمد , الحمدلله
يحتضنها محمّد بإطمئنانٍ فارقَ قلبهُ مُنذ ساعات, تُربِّت على كتفِه بهدوء
في اليوم التالِي :
تضَع قدمها اليُمنى في العتبة مُستندةً عَليه , يُحيط خصرها ويرفعها لِتصعد إلى داخِل المنزل
تبتعِد عنهُ وهيَ ترى نظرات روان إليهِم : خلاص.. بقدَر أطلع فوق براي
يتجاهل حديثها ويسندها
تدخُل روان إلى غرفة الجلُوس بوجهٍ متجهّم خلف إقبال وآسيَا
في الأعلى :
يُجلسها على الفِراش بِرفق
تنطِق بصوتٍ هادئ دون أن تنظر إليه : شُكراً
يجلِس بجوارها , يُعلّق عينيه بِها : ليه عملتي كِدا
ترفع نظرها إليه : وما أعمل كِدا ليه
محمد : في أسباب كتير تخلّيك ماتعملي كِدا أوّلها إحترامِك لكلمة حرام المُقترنة بالتصرّف دا , إنتي عايشَة كِدا كيف ؟ كُل حاجة بالنسبة ليك مُرتبطة بعاطفتِك ؟ مافِي إحترام للمسموح والممنوع في الدّين ؟ ماعاملة خاطِر لأهلِك والبيحبُوك وممكن يموتوا بِي وراك ؟ خلّيك من دا كلُّو , إنتي فاكرة إنّك كدا بتنصفِي نفسِك على الظُلم العاشتُو وتريّحيها
مريَم : أيوَة.. بنصفها
محمّد : غلطانة
مريَم : إنتَ ماعشتَ الأنا عشتُو ! فَ تسكُت
يبتسِم نصف إبتسامة : عرفتي من وين إنّي ماعشتَ العشتيهُو ؟ لكن عارفَة ؟ دا المقياس ؛ إنّك تحترم أوجاع الناس بدُون ما تنبّش وتفتّش وراهم عشان تعرفها , أو ماتحترمها و تدُوس عليهم بأسئلتَك وإستفهاماتَك الكتيرة , أنا ما أخدَت منّك غير الإنتي حبّيتي تدّيني ليهُو.. ما إستفهَمت غير للأسئلة الطرحتيها وجاوبتي عليها براك , وكُنت مصغي ومُحترِم تجربتِك , لكن أيّاً كان المرّيتي بيهُو , وأياً كان الظُلم الإتعرّضتي ليهُو , فَ أعرفي إنُّو ليك يدّ فيهو ؛ خصوصاً بعد تصرُّفِك الأخير دا
ينهَض
تصِيح بنبرةٍ مُتحشرجة : أنا ماعندي حاجة أعيش ليها !
يلتفِت إليها , يُمسِك بِكفّها ويسحبها خلفهُ , يُجلِسها أمام المِرآة : عايني هِنا كويّس , شايفَة زُول ولا المنظَر قدّامك شفّاف ؟
تنظُر إليه بِعجز : أنا فعلاً شفّافة , أنا مافي حاجة ماليَاني من جوّه , حاسّه , حاسّه إنّي خاويَة !
محمّد : إنتي ماحاسّة كِدا إنتي قرّرتي تحسّي كِدا
تصرُخ : إنتَ مافاهِم !!
محمّد : لا فاهِم , وصدّقيني في فرق كبير بين إنك تكُون مُجبَر وبين إنّك تكون مُستسلِم
تُحيط وجهها بِكفّيها وتبكِي : أنا ماقادرَة أعيش بعد مُصطفَى..
محمّد : وقبلُو ؟ قبلو كُنتي عايشَة كيف ؟
مريَم : بَس إحنا بنمشي لقدّام مابنرجَع لِورا
محمّد : ماممكن نُكون عايشين في كوكب دائري وحياتنا خَط مُستقيم, أكيد بنلف ونرجع لنفس النُقطة .. بس كُل مره مع ناس مُختلفين ومشاعر مُختلفة ؛ كُلّنا كِدا
مريَم : أنا بلف وأرجع لمُصطفى , أنا حاولت ! واللهِ حاولت أتجاوز ؛ حتّى قرار تحفيظ القُرآن كان خطوة في التجاوز دَا
.. بس بعدها إكتشفتَ إنو جوّاي حِتّة مِنُّو , إكتشفت إني حامِل ! برضُو نسيت.. وعدِّيت , حتّى إني إتخلّصت منُّو , إتخلّصت من آخر حاجة بتربُطني بيهُ ؛ لقيت نفسي بتذكّرو أكتَر , وبفقدُو أكتَر , بتمنّى لو إني فِضلتَ حامل منُّو عالأقل ! أنا لو شرطّت صورة ليهُو بَس ببكِي عليها أكتر ما ببكي على فِكرة إنو مات ! فِكرة إنّي أنساه وأرميه برّا حياتي دي بتحسّسني إني صِفر , صفر على الشمال
محمّد : أنا ماعارف مين منّكم كان على حَق ولا حَ أحكُم عليهُو لأنّو كان مُدمِن , لكن كلامِي ليك ؛ أيّاً كان الحصَل ماكان صَح تلغي حُبِّك لِي نفسك عشان تحبّيهُو للدرجة دِي , لأنّو أوّل ماخسرتيهُو عاينتِي لقيتي إنّك خسرتي نفسِك برضُو , إنِّك تكُوني آلاف الأصفار إلى المالانِهاية على الشِمال , ولّا صِفر واحد بَس حقيقي على اليمين ؛ دا قرارِك إنتي
يصدّ ذاهباً
تتحسّس مِعصمها المُحاط بالضِمادَة
وتُبلّله بِدمعِها
في جهةٍ أُخرى :
جالسةً في مُنتصف الفِراش , تحتضن ساقيْها سارحة في الفراغ
خلف ظهرِها تجلس والدتها , تُحرِّك أسنان المِشط بين خُصلات شعرها الطَويل بِلونِ البُن , تُزيحهُ عن وجهها وتُقبِّل خدّها بِحُب , تنكمِش على ذاتها رافضةً هذا القُرب
تتنهّد وتُفلِت المِشط : ليَان , حبيبة ماما ؛ أنا إشتقتَ لصوتِك يابتّي ماحتتكلّمي معاي ؟
تنهَض نُور من الكُرسي وتقترِب إليها : ليَان , عايزانا نرجَع كندا ؟ نرجع بُكرا ؟
مُنى : نمشي هسّي حبيبة ماما لو إنتي عايزَة , بس ورّينا الله يرضى عليك
تصد عنهم وتدفن خدّها في الوِسادة , تنكمِش على ذاتها وتنظُر إلى أبعد مِمّا تراهُ العَين ؛ تتذكّر منظر الدِماء التِي كانت تُكوّن هالةً حَول مريَم , مِعصمها الذي يحتضن الشفرَة , تُغمض عينيها بِشدّة وتنفض رأسها لِتذهب عنهُ هذهِ الذكريات
تُحيط مُنى رأسها بِخوف : بِسم الله , بسم الله عليك أُمّي أنا
تعُود نُور إلى كُرسيّها , تجلِس وتتنهَّد بِضيق
في جهةٍ أُخرى :
يطرُق الباب , تأذَن لهُ بالدخُول فيدخُل
تنظُر إليه مُستغرِبة : من متين بتدُق باب غُرفتنا قبل ماتدخُل ؟
يُغلِق الباب ويستنِد إليه بِظهرِه : من لمّا بقيتي تدخُليها بدُوني وإحنا جايين مع بعض
روان : إحنا ماجينا مع بعض , إنتَ جيت معاها هِي
يتقدّم إليها : أُوب أُوب أُوب ! على كِدا إنتي زعلانة منّي شديد ؟
روان : ماتهظِّر , الوضع أساساً مابيستحمَل الهِظار يا محمَّد ؛ خلاص قُول لماما آسيَا وقُولّيها ويا دار ما دخلِك شَر , ليه بنطوِّل في المواضيع !
يحكّ شعره : أنا ماقُلتَ ليك , لكن أُمّي عارفة إنِّك حامِل
تُقطِّب حاجبيْها بإستنكار : كيف ؟ عارفة ؟
محمّد : أيوة
روان : وعادِي ؟
محمّد : أكيد ماحتقُول لَي أمشي طلِّق بِت الناس
روان : وماتقُول ليك ليه ؟ مش دا سبب المصيبة دي أساساً !
محمّد : مُصيبة ؟
روان : أيوة مُصيبة , من جات ومافي من وراها غير البلاوي.. دا غير الإكتشفتُو عنّها أُمبارح
ينظُر إليها مُتسائلاً : إكتشفتِي شنُو ؟
تنهَض إليه : البِت دي.. حاولت تجهِض قبل كِدا يا محمّد , يعني كانَت حامل ؛ تتذكّر اليُوم الأنا جيت فيهُو مُتأخ..
يُقاطعها : ما سألتي نفسِك ليه حاولَت تنتحر يا روان ؟
روان : محمّد أنا بحكي ليك في شنو وإنتَ بتقُول في شنو !
محمّد : أنا عارِف دا كلُّو
تشهَق : عارِف !
محمّد : أيوَة
روان : محمّد إنتَ فاهم حجم الحاجة الإنتَ عارفها دِي ؟
محمّد : عارِف
روان : ماما آسيَا لو عِرفَت ماحتخلّيها ثانية واحدة في البيت دَا !
محمّد : وماحتعرِف
روان بإستنكار : كِيف ؟
محمّد : ماحتعرِف !
روان : محمّد أنا مقدّرة إنَّك خايف تحصَل مشاكِل لكن صدّقني دا الحَل الوحيد عشان نتخلَّص مِنّها !
محمّد : إنتي كيف بتتكلّمِي كدا ؟
روان بعدم إستيعاب : بتكلَّم كيف ؟
محمّد : كأنِّك ما روان
روان : عشان عايزة أحافِظ عليك بقيت ما روان ؟
محمّد : لأ , عشان بتتعاملي مع مأساة إنسان أدّت بيهُو للإنتحار بِهوان , وإنتي المُفترض دكتُورة
روان : إنتَ زعلان لأنّي ما سألتَ ليه حاولت تنتحر ؟ عايزني أخلّي زواجي اللي بيخرَب وأسأل عن سبب تصرّفها الغبِي دا ؟ طيّب يامحمّد.. ليه حاولَت تنتحِر ؟
يتنهَّد : أنا طالِع
تُمسك بِذراعه : محمّد
يُفلته مِنها , يستلِم مفاتِيحهُ ويخرُج
تأخذ نفساً عميقاً وتزفرُه , تجلِس في مُقدّمة السرير , تُحيط طرفيْه بِكفيّها وتشدّه مُفرغةً غضبها بهِ
في جهةٍ أُخرى :
يفتَح الباب ويخرُج مُهرولاً , ما إن يزفر الهواء الذي إحتشد بِرئتيْه حتّى يراها , جالسةً على عتبة الباب
محمّد : مريَم ؟
تلتفِت إليه
محمّد : شنو المقعدِك هنا
مريَم : إتخنقتَ من البيت , مابيدخُل ليهُو هوَى
محمّد : قُومي طيّب, إنتي أساساً مُحتاجة تغيّري جَو
مريَم : وين ؟
محمّد : تعالي بَس
مريَم : دقايق طيّب أجيب تُوبي من جوّه
يُغلِق الباب ويسحبها من كفّها
مريَم : راسي مكشُوف حمشي وين كِدا !
في جهةٍ أُخرى :
يُطرَق الباب
مُنى : أطلعي شوفي منُو يا نُور
تنهَض , تفتَح
محمّد : أنا ماعارف مين منّكم كان على حَق ولا حَ أحكُم عليهُو لأنّو كان مُدمِن , لكن كلامِي ليك ؛ أيّاً كان الحصَل ماكان صَح تلغي حُبِّك لِي نفسك عشان تحبّيهُو للدرجة دِي , لأنّو أوّل ماخسرتيهُو عاينتِي لقيتي إنّك خسرتي نفسِك برضُو , إنِّك تكُوني آلاف الأصفار إلى المالانِهاية على الشِمال , ولّا صِفر واحد بَس حقيقي على اليمين ؛ دا قرارِك إنتي
يصدّ ذاهباً
تتحسّس مِعصمها المُحاط بالضِمادَة
وتُبلّله بِدمعِها
في جهةٍ أُخرى :
جالسةً في مُنتصف الفِراش , تحتضن ساقيْها سارحة في الفراغ
خلف ظهرِها تجلس والدتها , تُحرِّك أسنان المِشط بين خُصلات شعرها الطَويل بِلونِ البُن , تُزيحهُ عن وجهها وتُقبِّل خدّها بِحُب , تنكمِش على ذاتها رافضةً هذا القُرب
تتنهّد وتُفلِت المِشط : ليَان , حبيبة ماما ؛ أنا إشتقتَ لصوتِك يابتّي ماحتتكلّمي معاي ؟
تنهَض نُور من الكُرسي وتقترِب إليها : ليَان , عايزانا نرجَع كندا ؟ نرجع بُكرا ؟
مُنى : نمشي هسّي حبيبة ماما لو إنتي عايزَة , بس ورّينا الله يرضى عليك
تصد عنهم وتدفن خدّها في الوِسادة , تنكمِش على ذاتها وتنظُر إلى أبعد مِمّا تراهُ العَين ؛ تتذكّر منظر الدِماء التِي كانت تُكوّن هالةً حَول مريَم , مِعصمها الذي يحتضن الشفرَة , تُغمض عينيها بِشدّة وتنفض رأسها لِتذهب عنهُ هذهِ الذكريات
تُحيط مُنى رأسها بِخوف : بِسم الله , بسم الله عليك أُمّي أنا
تعُود نُور إلى كُرسيّها , تجلِس وتتنهَّد بِضيق
في جهةٍ أُخرى :
يطرُق الباب , تأذَن لهُ بالدخُول فيدخُل
تنظُر إليه مُستغرِبة : من متين بتدُق باب غُرفتنا قبل ماتدخُل ؟
يُغلِق الباب ويستنِد إليه بِظهرِه : من لمّا بقيتي تدخُليها بدُوني وإحنا جايين مع بعض
روان : إحنا ماجينا مع بعض , إنتَ جيت معاها هِي
يتقدّم إليها : أُوب أُوب أُوب ! على كِدا إنتي زعلانة منّي شديد ؟
روان : ماتهظِّر , الوضع أساساً مابيستحمَل الهِظار يا محمَّد ؛ خلاص قُول لماما آسيَا وقُولّيها ويا دار ما دخلِك شَر , ليه بنطوِّل في المواضيع !
يحكّ شعره : أنا ماقُلتَ ليك , لكن أُمّي عارفة إنِّك حامِل
تُقطِّب حاجبيْها بإستنكار : كيف ؟ عارفة ؟
محمّد : أيوة
روان : وعادِي ؟
محمّد : أكيد ماحتقُول لَي أمشي طلِّق بِت الناس
روان : وماتقُول ليك ليه ؟ مش دا سبب المصيبة دي أساساً !
محمّد : مُصيبة ؟
روان : أيوة مُصيبة , من جات ومافي من وراها غير البلاوي.. دا غير الإكتشفتُو عنّها أُمبارح
ينظُر إليها مُتسائلاً : إكتشفتِي شنُو ؟
تنهَض إليه : البِت دي.. حاولت تجهِض قبل كِدا يا محمّد , يعني كانَت حامل ؛ تتذكّر اليُوم الأنا جيت فيهُو مُتأخ..
يُقاطعها : ما سألتي نفسِك ليه حاولَت تنتحر يا روان ؟
روان : محمّد أنا بحكي ليك في شنو وإنتَ بتقُول في شنو !
محمّد : أنا عارِف دا كلُّو
تشهَق : عارِف !
محمّد : أيوَة
روان : محمّد إنتَ فاهم حجم الحاجة الإنتَ عارفها دِي ؟
محمّد : عارِف
روان : ماما آسيَا لو عِرفَت ماحتخلّيها ثانية واحدة في البيت دَا !
محمّد : وماحتعرِف
روان بإستنكار : كِيف ؟
محمّد : ماحتعرِف !
روان : محمّد أنا مقدّرة إنَّك خايف تحصَل مشاكِل لكن صدّقني دا الحَل الوحيد عشان نتخلَّص مِنّها !
محمّد : إنتي كيف بتتكلّمِي كدا ؟
روان بعدم إستيعاب : بتكلَّم كيف ؟
محمّد : كأنِّك ما روان
روان : عشان عايزة أحافِظ عليك بقيت ما روان ؟
محمّد : لأ , عشان بتتعاملي مع مأساة إنسان أدّت بيهُو للإنتحار بِهوان , وإنتي المُفترض دكتُورة
روان : إنتَ زعلان لأنّي ما سألتَ ليه حاولت تنتحر ؟ عايزني أخلّي زواجي اللي بيخرَب وأسأل عن سبب تصرّفها الغبِي دا ؟ طيّب يامحمّد.. ليه حاولَت تنتحِر ؟
يتنهَّد : أنا طالِع
تُمسك بِذراعه : محمّد
يُفلته مِنها , يستلِم مفاتِيحهُ ويخرُج
تأخذ نفساً عميقاً وتزفرُه , تجلِس في مُقدّمة السرير , تُحيط طرفيْه بِكفيّها وتشدّه مُفرغةً غضبها بهِ
في جهةٍ أُخرى :
يفتَح الباب ويخرُج مُهرولاً , ما إن يزفر الهواء الذي إحتشد بِرئتيْه حتّى يراها , جالسةً على عتبة الباب
محمّد : مريَم ؟
تلتفِت إليه
محمّد : شنو المقعدِك هنا
مريَم : إتخنقتَ من البيت , مابيدخُل ليهُو هوَى
محمّد : قُومي طيّب, إنتي أساساً مُحتاجة تغيّري جَو
مريَم : وين ؟
محمّد : تعالي بَس
مريَم : دقايق طيّب أجيب تُوبي من جوّه
يُغلِق الباب ويسحبها من كفّها
مريَم : راسي مكشُوف حمشي وين كِدا !
في جهةٍ أُخرى :
يُطرَق الباب
مُنى : أطلعي شوفي منُو يا نُور
تنهَض , تفتَح
الباب لِترى سمَر أمامها , تخرُج إليها وتُغلِق باب الغُرفة خلفها
سمَر : عندِك ضيف برّا
تعقد حاجبيْها : ضِيف ؟
في جهةٍ أُخرى :
جالساً , مُباعداً بَين ساقيْه , عيناهُ تحتضنانِ الأرض وكفّاه يحتضنان بعضها
تدخُل نُور إليه بإستغراب : آدَم ؟
ينهَض , يمدّ كفّه مُتردداً
تُصافح كفّه الذي لم يصِل إليها بَعد , يبتسِم بإرتباك
نُور : الجّابَك شنُو !
آدَم : مش المفروض يكون في إتفضّل بدَل السؤال دَا ؟
تضحَك : معليش , إتفضَّل أقعُد
يجلِس : ماقدرت أنُوم من لمّا قُلتي لَي الحصَل مع ليان
تجلِس : الحمدلله على كُل حال
آدَم : هي كيف هسّي ؟
نُور : على حالها
آدَم : طيّب لقيتو مُعالِج نفسي يتابع معاها ؟
نُور : ما فتّشنا أصلاً , إحنا مفكّرين نرجع يا آدَم
آدم : طيّب, أنا حقطَع الإجازة وأرجع معاكُم
نُور : لالا.. لا يا آدَم , إنتَ أُختَك هِنا مُحتاجاك
آدم : أُختي الهِنا معاها أُمّها وأبوها بَس أخواتي الهِناك براهُم
نُور : بالنسبة لِماما اللي تَم تجاهُلها
آدم بِضحكة : هِي كمان بتِّي
نُور : جدّو آدَم !
يضحَك
تبتسِم
آدَم : ماتضايقي رُوحِك.. فترة وحتعدِّي
نُور : أنا بَس مابقيت فاهمَة شي , بَين مريَم وليَان وناس البلَد والشُغل , حقيقي ضِعت
آدَم : صح ما قُلتي لي , حصل شنو في موضوع العقد ؟
تضرِب جبينها : يا الله .. نسيتُو بِطريقة !
__
في جهةٍ أُخرى :
تلفّ الحجاب حَول وجهِها
محمّد : مابيمشّي الحَال ؟
مريَم : لا هِي ماشاء الله الدكتُورة ذوقها حلو في اللِبس , لكن طرحة زي دي مع جُلباب زي دَا ماتنفع
محمّد : مالو فُستانِك ؟
مريَم : فُستان شنو دا جُلباب !
محمّد : إنتو مُعقّدين شديد.. مافارقة كتير على فِكرة
مريَم : لا دا غالباً عِندك إنتَ بس , الزمن دا حتّى الأولاد بِقت تفرق معاهم التفاصيل دي وتفاصيل أتفَه من دِي كمان
محمّد : صدّقيني كُل واحد حياتُو فيها تفاصِيل كفاية تغنيهُو عن الإنتباه للفُستان اللي إنتي لابساه.. إذا كان فُستان أو جُلباب أو شوّال فحَم حتّى
تنظُر إلى المنظَر أمامها : إحنا مُفترض نسكُت في حضرة المشهد دَا
ينظُر إلى البحر أمامهُ , يأخذ نفساً عميقاً ويزفرُه : ننزِل ؟
مريَم : لا.. خلّيني هِنا دام ربّنا سترني بالسيارة دِي
يبتسِم بِخفّة , يفتَح النوافِذ
تُعلِّق نظرها بالبحر أمامَها : كَان..
يلتفِت إليها بإصغاء
تُكمِل : كان لمّا يشوف البحَر, أو موية جاريَة في أيّ مكان زي اللي بتتردّ فيهُو الروح , بيبتسِم من جوّاه ؛ ويقُول لي أنا حاسس إنو ربّنا بيدّيني فُرصة تانية طالمَا بقدَر أشوف المنظر دا وأسبِّح من عظَمتُو
محمّد : شنو الودّاهُو على طَريق الإدمان
مريَم : نفس السبب اللي ودّاني على طريق الإنتحار, بَس هو كان جبَان أكتر من إنُّو يتخلّص من نفسو في كَم ساعة
محمّد : أنا ماعارِف السبب اللي ودّاك على طريق الإنتحار يا مريَم
مريَم : النّاس , النّاس سبب كُل حاجة ؛ عارِف الكوكب لو مافيهُو ناس ؟ كان حيبقى جنّة ! أي حاجة مافيها ناس جنّة
محمّد : لو ما بنستخدِم بعض كشمّاعات لأغلاطنا , الكوكب حيبقى جنّة
تنظُر إليه , تصدّ عنهُ وتأخذ نفساً عميقاً , تزفرهُ ولا ترتاح
تفتَح الباب وتنزِل
يلحَق بِها
تقِف , فيقِف خلفها
تتحدّث ودمعها ينزل هادِئاً على خدّيها : كان وحِيد.. ماكان في اُم تواسِيه ولا أبو يواسِيه وهُم بيقولو ليهُو إنتَ مامعروف ليك أصل ولا فصِل.. ولمّا رمُو ليهُو أصلو في وشّو زي الذنب , وقالُو ليهُو فكِّر في وحدَه من مقامَك.. بتّنا بِت عرَب مابتعرِّسك إنتَ لو كِملوا الرُجال
تلتفِت إليه : بَس هُو كان راجِل ! هُو ربّنا حددّ الرجولة لأصل مُعيّن وإستثنى الباقي ؟
محمّد : دي كانَت مُشكلتهم معاهُو ؟
مريَم : مُشكلتهم ما كانَت , مُشكلتهم لِسّه , مُصطفى أدمَن ومات ! أنا رِجعت من المُوت.. عشان أستمر وأخرّب علاقة إتنين ماليهم أي ذنب في اللي حصَل لي , بَس هُم مُشكلتهم لِسّه إنتَ فاهم ؟ هُما مابيوقّفهم مُوت زول أو مرحلة الزُهد في الحياة اللي بيوصَل ليها بِسببهم , تصرُخ بنبرةٍ مُتحشرجة : هُمّا لسّه , ماكفّاهم كُل القتلُوه عايزين يقتلُو فيني حبُّو , عايزينو يبقى نكِره زي ماهُمّا شايفينُو حتى في حياتِي , حياتي أو خشبَة المسرَح اللي ربّنا خلقها عشان يمثّلو كُل الأدوار اللي بيشتهُوها فيها إنتهَت من بدرِي , ولسّه بيمثّلو فيها , لسّه مُصرّين يختّوني في دُور أنا مابشبهُو وماعايزاه !!
يُراقب حركة كفّها المُرتعِش أثناء الحديث , يسحَبها إليه
تُخبّئ وجهها في صدرِه وتبكِي كُل الحديث الذي مازال يخنق صَوتها , يحتضنها إليه مُربِّتاً على ظهرها , وكفّها الذي بَين أصابِعه
يبتلِع دمعهُ بِصعوبة : أنا آسِف
تبتعِد عنهُ وتمسَح دموعها
محمّد : مريَم
تهرُب بعينيها عنهُ
محمّد : أنا بَس حبّيت أهدِّيك , إتضايقتِي
مريَم : مافِي مُشكلة.. أنا بَس ؛ ماعايزة أرجع للبيت دَاك
محمّد : ياتُو بيت ؟ بيتنا ؟
مريَم : أيوة
محمّد : أودّيك بيتكُم طيّب ؟
مريَم : البلَد ؟ لا خلا
سمَر : عندِك ضيف برّا
تعقد حاجبيْها : ضِيف ؟
في جهةٍ أُخرى :
جالساً , مُباعداً بَين ساقيْه , عيناهُ تحتضنانِ الأرض وكفّاه يحتضنان بعضها
تدخُل نُور إليه بإستغراب : آدَم ؟
ينهَض , يمدّ كفّه مُتردداً
تُصافح كفّه الذي لم يصِل إليها بَعد , يبتسِم بإرتباك
نُور : الجّابَك شنُو !
آدَم : مش المفروض يكون في إتفضّل بدَل السؤال دَا ؟
تضحَك : معليش , إتفضَّل أقعُد
يجلِس : ماقدرت أنُوم من لمّا قُلتي لَي الحصَل مع ليان
تجلِس : الحمدلله على كُل حال
آدَم : هي كيف هسّي ؟
نُور : على حالها
آدَم : طيّب لقيتو مُعالِج نفسي يتابع معاها ؟
نُور : ما فتّشنا أصلاً , إحنا مفكّرين نرجع يا آدَم
آدم : طيّب, أنا حقطَع الإجازة وأرجع معاكُم
نُور : لالا.. لا يا آدَم , إنتَ أُختَك هِنا مُحتاجاك
آدم : أُختي الهِنا معاها أُمّها وأبوها بَس أخواتي الهِناك براهُم
نُور : بالنسبة لِماما اللي تَم تجاهُلها
آدم بِضحكة : هِي كمان بتِّي
نُور : جدّو آدَم !
يضحَك
تبتسِم
آدَم : ماتضايقي رُوحِك.. فترة وحتعدِّي
نُور : أنا بَس مابقيت فاهمَة شي , بَين مريَم وليَان وناس البلَد والشُغل , حقيقي ضِعت
آدَم : صح ما قُلتي لي , حصل شنو في موضوع العقد ؟
تضرِب جبينها : يا الله .. نسيتُو بِطريقة !
__
في جهةٍ أُخرى :
تلفّ الحجاب حَول وجهِها
محمّد : مابيمشّي الحَال ؟
مريَم : لا هِي ماشاء الله الدكتُورة ذوقها حلو في اللِبس , لكن طرحة زي دي مع جُلباب زي دَا ماتنفع
محمّد : مالو فُستانِك ؟
مريَم : فُستان شنو دا جُلباب !
محمّد : إنتو مُعقّدين شديد.. مافارقة كتير على فِكرة
مريَم : لا دا غالباً عِندك إنتَ بس , الزمن دا حتّى الأولاد بِقت تفرق معاهم التفاصيل دي وتفاصيل أتفَه من دِي كمان
محمّد : صدّقيني كُل واحد حياتُو فيها تفاصِيل كفاية تغنيهُو عن الإنتباه للفُستان اللي إنتي لابساه.. إذا كان فُستان أو جُلباب أو شوّال فحَم حتّى
تنظُر إلى المنظَر أمامها : إحنا مُفترض نسكُت في حضرة المشهد دَا
ينظُر إلى البحر أمامهُ , يأخذ نفساً عميقاً ويزفرُه : ننزِل ؟
مريَم : لا.. خلّيني هِنا دام ربّنا سترني بالسيارة دِي
يبتسِم بِخفّة , يفتَح النوافِذ
تُعلِّق نظرها بالبحر أمامَها : كَان..
يلتفِت إليها بإصغاء
تُكمِل : كان لمّا يشوف البحَر, أو موية جاريَة في أيّ مكان زي اللي بتتردّ فيهُو الروح , بيبتسِم من جوّاه ؛ ويقُول لي أنا حاسس إنو ربّنا بيدّيني فُرصة تانية طالمَا بقدَر أشوف المنظر دا وأسبِّح من عظَمتُو
محمّد : شنو الودّاهُو على طَريق الإدمان
مريَم : نفس السبب اللي ودّاني على طريق الإنتحار, بَس هو كان جبَان أكتر من إنُّو يتخلّص من نفسو في كَم ساعة
محمّد : أنا ماعارِف السبب اللي ودّاك على طريق الإنتحار يا مريَم
مريَم : النّاس , النّاس سبب كُل حاجة ؛ عارِف الكوكب لو مافيهُو ناس ؟ كان حيبقى جنّة ! أي حاجة مافيها ناس جنّة
محمّد : لو ما بنستخدِم بعض كشمّاعات لأغلاطنا , الكوكب حيبقى جنّة
تنظُر إليه , تصدّ عنهُ وتأخذ نفساً عميقاً , تزفرهُ ولا ترتاح
تفتَح الباب وتنزِل
يلحَق بِها
تقِف , فيقِف خلفها
تتحدّث ودمعها ينزل هادِئاً على خدّيها : كان وحِيد.. ماكان في اُم تواسِيه ولا أبو يواسِيه وهُم بيقولو ليهُو إنتَ مامعروف ليك أصل ولا فصِل.. ولمّا رمُو ليهُو أصلو في وشّو زي الذنب , وقالُو ليهُو فكِّر في وحدَه من مقامَك.. بتّنا بِت عرَب مابتعرِّسك إنتَ لو كِملوا الرُجال
تلتفِت إليه : بَس هُو كان راجِل ! هُو ربّنا حددّ الرجولة لأصل مُعيّن وإستثنى الباقي ؟
محمّد : دي كانَت مُشكلتهم معاهُو ؟
مريَم : مُشكلتهم ما كانَت , مُشكلتهم لِسّه , مُصطفى أدمَن ومات ! أنا رِجعت من المُوت.. عشان أستمر وأخرّب علاقة إتنين ماليهم أي ذنب في اللي حصَل لي , بَس هُم مُشكلتهم لِسّه إنتَ فاهم ؟ هُما مابيوقّفهم مُوت زول أو مرحلة الزُهد في الحياة اللي بيوصَل ليها بِسببهم , تصرُخ بنبرةٍ مُتحشرجة : هُمّا لسّه , ماكفّاهم كُل القتلُوه عايزين يقتلُو فيني حبُّو , عايزينو يبقى نكِره زي ماهُمّا شايفينُو حتى في حياتِي , حياتي أو خشبَة المسرَح اللي ربّنا خلقها عشان يمثّلو كُل الأدوار اللي بيشتهُوها فيها إنتهَت من بدرِي , ولسّه بيمثّلو فيها , لسّه مُصرّين يختّوني في دُور أنا مابشبهُو وماعايزاه !!
يُراقب حركة كفّها المُرتعِش أثناء الحديث , يسحَبها إليه
تُخبّئ وجهها في صدرِه وتبكِي كُل الحديث الذي مازال يخنق صَوتها , يحتضنها إليه مُربِّتاً على ظهرها , وكفّها الذي بَين أصابِعه
يبتلِع دمعهُ بِصعوبة : أنا آسِف
تبتعِد عنهُ وتمسَح دموعها
محمّد : مريَم
تهرُب بعينيها عنهُ
محمّد : أنا بَس حبّيت أهدِّيك , إتضايقتِي
مريَم : مافِي مُشكلة.. أنا بَس ؛ ماعايزة أرجع للبيت دَاك
محمّد : ياتُو بيت ؟ بيتنا ؟
مريَم : أيوة
محمّد : أودّيك بيتكُم طيّب ؟
مريَم : البلَد ؟ لا خلا
ص بيتكُم أهوَن
يبتسِم : طيّب رأيِك شنو أحجز ليك في فُندق ؟
مريَم : ما للدرجة دِي
محمّد : لالا يلّا
مريَم : عايِن , لا ماعايزَة كِدا أنا
يفتَح قِفل السيارة : أركبِي
تفتح الباب بإستسلام وتصعَد
__
مساءً :
آدَم : دا المكَان ؟
نُور : أيوة شكلُو هو
آدَم : مُتأكِّدة ؟
نُور : أيوة دا العنوان !
آدَم : شكلُو مكان رومانسِي ما كافِيه عادي يعني
تنظُر إليه بإستنكار
آدَم : خلاص أنا غلطَان
تنزِل , ينزل خلفها
تخرُج إحداهُنّ من المطعَم , تُهروِل نَحو الشارع باكِيَة , لِيصطدِم كتفها بِكتف آدَم
تلتفِت إليها نُور
آدَم : آسِف.. يراها باكيَة : ف.. في مُشكلة ؟
تتجاوزهُ وتُشير لِسيّارات الأُجرة
يلتفِت إليها : يا أُخت !
نُور هامسةً لهُ : خلّيها يا آدَم إحنا مالنا !
يُشير لها بِيده أن تنتظِر : إستنّي بَس
يقطَع الشارع إليها
تتنهَّد نُور بِضجر : وقتها أفلام البنات دِي يعني ؟ يا آدَم !
يمُد لها بِمندِيل
الفتاة بصوتٍ مُتحشرِج : لو سمحتَ خلّيني في حالي
آدَم : طيّب.. بَس لو عايزَه نصيحتي ماتمشِي باكية , كِدا أي زول ممكن يستضعفِك ويأذّيك
تصرُخ في وجهِه : وإنتَ مالَك !
يضَع المنديل داخِل كفّها ويتراجَع , تُلقِي بهِ أرضاً وتسِير مُهرولةً بِلا هُدى
نُور : إنتَ كِدا جِنتل يعني ؟
آدَم : أبداً , أنا عملت المُفترض يعملوا أي زول وبَس
نُور : آدَم , إحنا في السودان ؛ مافِي كندا , مُتذكّر الحاجة دي ولا حقعُد أذكِّرَك بيها كتير ؟
آدَم : يا نُور دا تصرّف إنساني , التصرفات الإنسانية ماداخلة ضِمن إيطار الدولة أو الدّين حتّى ؛ مفهُوم ؟
نُور : ما لأنّو المُجتمع الإنتَ بتتعامل معاهُو ماعندُو الثقافة دي يبقى إنتَ بتبذل نفسَك في الفاضي , شُفتَ قِلّة ذوقها معاك وكيف رمَت المنديل؟ تلقاها قايلاك عايز تعاكِسها
يضحَك
نُور : واللهِ جد أسألني أنا من العقليات المريضَة دِي
آدَم : يلّا ندخُل طيِّب ؟
في جهةٍ أُخرى :
" ماما نفيسة قالت لي أستناك ونتفاهَم ؛ بَس أنا إتكلّمتَ كتِير يا محمّد , ماعاد في حاجة تنقال ؛ بس في حاجات كتير لازَم تتعمِل , لما تقدَر تخُتّني أنا والفِي بطني في المكان البنستحقّو جوّه عين أي زول ماراضِي.. حتلقاني في بيت أُبوي ؛ تعال سُوقنِي"
تطوِي الورقَة وتضعها فوق وِسادته ؛ تجرّ حقيبتها وراءها وتتسحّب وصولاً إلى باب المنزِل , ما إن تخرُج حتّى يغشاها ضَوء السيّارة القادِمة نَحوها , تفتَح عينيها بِصعوبة , يسحَب مِفتاح السيّارة ويترجّل عنها بِحاجبان معقُودان
تبتلِع ريقها مِراراً
ينظُر إليها مُستنكِراً : روان.. ماشّه وِين؟
يُتبَع..
يبتسِم : طيّب رأيِك شنو أحجز ليك في فُندق ؟
مريَم : ما للدرجة دِي
محمّد : لالا يلّا
مريَم : عايِن , لا ماعايزَة كِدا أنا
يفتَح قِفل السيارة : أركبِي
تفتح الباب بإستسلام وتصعَد
__
مساءً :
آدَم : دا المكَان ؟
نُور : أيوة شكلُو هو
آدَم : مُتأكِّدة ؟
نُور : أيوة دا العنوان !
آدَم : شكلُو مكان رومانسِي ما كافِيه عادي يعني
تنظُر إليه بإستنكار
آدَم : خلاص أنا غلطَان
تنزِل , ينزل خلفها
تخرُج إحداهُنّ من المطعَم , تُهروِل نَحو الشارع باكِيَة , لِيصطدِم كتفها بِكتف آدَم
تلتفِت إليها نُور
آدَم : آسِف.. يراها باكيَة : ف.. في مُشكلة ؟
تتجاوزهُ وتُشير لِسيّارات الأُجرة
يلتفِت إليها : يا أُخت !
نُور هامسةً لهُ : خلّيها يا آدَم إحنا مالنا !
يُشير لها بِيده أن تنتظِر : إستنّي بَس
يقطَع الشارع إليها
تتنهَّد نُور بِضجر : وقتها أفلام البنات دِي يعني ؟ يا آدَم !
يمُد لها بِمندِيل
الفتاة بصوتٍ مُتحشرِج : لو سمحتَ خلّيني في حالي
آدَم : طيّب.. بَس لو عايزَه نصيحتي ماتمشِي باكية , كِدا أي زول ممكن يستضعفِك ويأذّيك
تصرُخ في وجهِه : وإنتَ مالَك !
يضَع المنديل داخِل كفّها ويتراجَع , تُلقِي بهِ أرضاً وتسِير مُهرولةً بِلا هُدى
نُور : إنتَ كِدا جِنتل يعني ؟
آدَم : أبداً , أنا عملت المُفترض يعملوا أي زول وبَس
نُور : آدَم , إحنا في السودان ؛ مافِي كندا , مُتذكّر الحاجة دي ولا حقعُد أذكِّرَك بيها كتير ؟
آدَم : يا نُور دا تصرّف إنساني , التصرفات الإنسانية ماداخلة ضِمن إيطار الدولة أو الدّين حتّى ؛ مفهُوم ؟
نُور : ما لأنّو المُجتمع الإنتَ بتتعامل معاهُو ماعندُو الثقافة دي يبقى إنتَ بتبذل نفسَك في الفاضي , شُفتَ قِلّة ذوقها معاك وكيف رمَت المنديل؟ تلقاها قايلاك عايز تعاكِسها
يضحَك
نُور : واللهِ جد أسألني أنا من العقليات المريضَة دِي
آدَم : يلّا ندخُل طيِّب ؟
في جهةٍ أُخرى :
" ماما نفيسة قالت لي أستناك ونتفاهَم ؛ بَس أنا إتكلّمتَ كتِير يا محمّد , ماعاد في حاجة تنقال ؛ بس في حاجات كتير لازَم تتعمِل , لما تقدَر تخُتّني أنا والفِي بطني في المكان البنستحقّو جوّه عين أي زول ماراضِي.. حتلقاني في بيت أُبوي ؛ تعال سُوقنِي"
تطوِي الورقَة وتضعها فوق وِسادته ؛ تجرّ حقيبتها وراءها وتتسحّب وصولاً إلى باب المنزِل , ما إن تخرُج حتّى يغشاها ضَوء السيّارة القادِمة نَحوها , تفتَح عينيها بِصعوبة , يسحَب مِفتاح السيّارة ويترجّل عنها بِحاجبان معقُودان
تبتلِع ريقها مِراراً
ينظُر إليها مُستنكِراً : روان.. ماشّه وِين؟
يُتبَع..
#بين_نجمة_وقمر
بقلم: إسراء عبد المطلب
الجزء 06
تَسير , ويَسير خلفها بِخطوة ؛ تراهُ جالساً هُناك فَتُشير إلى مكانِه لِيتبعها آدَم
تتقدّم , تمُد كفّها مُصافحةً إيّاه , يتفحّصهُ آدم بنظراتٍ غَير مُطمئنّة
يُصافح نُور ونظراتهُ تكاد تَطير إليها : نُوّرتِي
نُور : شُكراً
يمُدّ آدم كفّه مُصافحاً إيّاه
نُور : راشِد آدم , آدم راشِد
راشد : إتشرّفتَ بيك
آدم مُجاملاً : الشرَف ليّ
راشِد : إتفضّلوا إتفضّلوا , إستريحُوا
تجلِس نُور : جِبت الأوراق المُفترض أوقّعها ؟
راشِد : على طُول كِدا؟ نشرَب حاجة الأوّل طيب؟
نُور : أيوة مافي مُشكلة نشرَب حاجة , بس أنا مُحتاجة أقراها لآخر مرّة قبل التوقيع
راشِد : شكلِك شكّاكة جداً
تنظُر إليه بِجديّة : حريصَة
راشد : عفواً مِنّك
نُور : ولا يهمَّك
يُخرِج الورَق ويمُدّه إليها : إتفضّلي يا ستِّي
تلتفِت إلى آدَم فيستلمهُ عنها
ينظُر إليهم بإستغراب , يرفَع يدهُ مُشيراً إلى النادِل : لو سمحتَ
__
في جهةٍ أُخرى :
يجُرّ الحقيبة إلى داخِل الغُرفة ويُغلِق الباب خلفهُ , يتنهَّد وهُو يراها واقفةً أوسَط الغُرفة تحتضن كفّاها الخائفان , يتقدَّم إليها , يُحيط أكتافها بِيديْه : روَان
ترفَع نظراتها الخجِله إليه : أنا آسفَة
محمّد : ليه دايماً بتعتذري قبل مانتناقش؟ ما يمكن أكُون أنا الغلطان
روان : بخَاف
محمّد : بتخافِي من شنو بَس ؟
روان : بخَاف نتناقَش , بخاف أخالفَك في أيّ حاجة يا محمّد وتخلِّيني
يشدّ قبضتهُ عليها : من متين وإنتي خايفَة كِدا ؟
روان : من بدري.. من لمّا جات !
محمّد : أنا مُستحيل أخلِّيك , حاولي تستوعبي الجُملة دِي !
تتحدّث بنبرةٍ مُتحشرجة : بَس إنتَ قُلت مُستحيل تعرِّس
يتنهَّد : دا ما كان قراري
تنظُر إليه بِضعف : يبقى ماعندك قرار خاص من اليوم القِبلت فيهُو إنو قرارتها تمشي علينا !
محمّد : روان دي أُمِّي
روان : وأنا أُم ولدَك أو بِتِّك
محمّد : إنتي عارفَة ظروفها.. عارفة أقل تعب تتعرَّض ليهو ممكن يوصّلنا لِشنو ؟
روان : محمّد ماتلغيني ! أنا كمان ماكويسَة ! وماحكُون كويسة طالما البِت دي هِنا
محمّد : هي ما هِنا
تقطّب حاجبيْها : وِين ؟
محمّد : حتبيت في مكان تانِي
روان : مشَت لأهلها ؟ بس أُمّها لسه قاعدَه هِنا
محمّد : لا.. مامشَت لأهلها
روان : طيّب؟
محمّد : قالَت ماحابة ترجع هِنا
روان : فَ ؟
محمّد : خلّيتها تبيت في فُندق قَريب و..
تُقاطعه بإنفعال : جَد ؟ ماحابّة تبيت هِنا, فَ نبيّتها برّا ؛ هي ليها عِين لسّه تحِب وما تحِب ! دي وحدَة ماعندها أخلاق وأُمّها لسه بتداري وتغطّي على فضايحها ؛ إنتَ كيف بتتصرّف معاها بالأريحيّة دِي !!
محمّد : روان
تُكمِل : أُمّك أجبرتَك عليها آمنّا بالله , أُمَّك كمان أجبرتَك تتعامل معاها بالحِنيّة دِي ؟؟ لَو كانَت مجبُورة عليك كان قُلتَ معليش لكن دِي وحده جايّه تلصِّق بلاويها فيك , مابعيد تكُون لسّه حامِل وتقُول إنو مِنَّك !
يصرُخ : روان !!!
تنظُر إلى عروق وجههِ التي برزَت بِخَوف
محمّد : قبل ماتعرفي الحصَل معاها , وقبل ماتعرفي العاشَتُو , أوعِك ؛ أوعِك تتكلّمي حرِف واحد عنّها
يصدّ عنها ذاهباً
تقِف بِعجزٍ باكية : محمّد ماتمشِي
يقِف
تُغطّي وجهها بِكفّيها : الله يخلّيك.. ماتمشي
يأخذ نفساً عميقاً ويزفرُه , يلتفِت إليها
يقترِب ليحضتنها إليه , تتشبّث بهِ
يمسَح على ظهرِها
روان : ماتخلِّي الموقف يكُون أهم من العلاقة
يبتسِم وهوَ يتذكّر هذا الحديث حيثُ قالهُ هوَ لها مُنذ زمَن
يُقبّل رأسها
تتشبّث بهِ أكثر
محمّد : أنا بَس , أحياناً بحِس إنّي مابعرفِك لما تتكلّمي كِدا
تبكِي : أنا آسفَة , آسفَة ليك وليها ؛ دا غصباً عنِّي يا محمّد , أنا آسفَة بس ماتخلّيني
يُبعد وجهها عن صدرِه , يطبَع فوق جبينها قُبلة بِمثابة إعتذار : دمعتِك بقت قريبة شديد
روان : غصباً عنّي
يُمسِك بكفّيها : خلّينا ننسَى.. كُل حاجة ؛ ونرُوق , وبُكرا نطلَع لمكان هادِي ونتكلَّم , رأيِك شنو ؟
تبتسِم من بين دموعها : موافقة
يُقبّل خدّها بِدفء , ينحنِي ليرفَع قدميْها عن الأرض ؛ ويحملها
تنظُر إليه ضاحكة : محمّد !
يضمّ شفاهه ويهمِس لها : أُشش
فتضحَك مِلئ كُل شيء
في جهةٍ أُخرى :
يمُد كفّه مُصافحاً إيّاه
يهمِس آدَم بِضيق : دي المرّه الكَم يسلِّم عليك؟
تضحَك , تُصافحهُ وتنهَض
راشِد : حيتصلو عليك من الشركة ويدّوك المواعِيد حقّت المصنع , عشان تتابعِي الشُغل بِنفسِك
نُور : تمَام
آدَم : يلا يانُور ؟
نُور : يلا
آدَم : عن إذنَك
راشد : إتفضّلوا طبعاً..
يسيران بِجانب بعضهما وعيناه تُراقبها هيَ فقط
آدم : ما أدّيتيهُو يدِّك ذِكرى يعني ؟
تضحَك , تُحيط فمها بِكفّها : بَس يا سخيف
آدم : سكتنَا
صباح اليَوم التالي :
مُنى : إقبال لسه ماجات من أهل راجِل مريَم ؟
تهانِي : برِي , هُو غير دلعها الزايِد دا في البِت شنو الجاب لينا البلاوي
مُنى : الله لا جاب بلاوي ياتهانِي قولي حاجة كويسة من الصبَاح
تهاني :
بقلم: إسراء عبد المطلب
الجزء 06
تَسير , ويَسير خلفها بِخطوة ؛ تراهُ جالساً هُناك فَتُشير إلى مكانِه لِيتبعها آدَم
تتقدّم , تمُد كفّها مُصافحةً إيّاه , يتفحّصهُ آدم بنظراتٍ غَير مُطمئنّة
يُصافح نُور ونظراتهُ تكاد تَطير إليها : نُوّرتِي
نُور : شُكراً
يمُدّ آدم كفّه مُصافحاً إيّاه
نُور : راشِد آدم , آدم راشِد
راشد : إتشرّفتَ بيك
آدم مُجاملاً : الشرَف ليّ
راشِد : إتفضّلوا إتفضّلوا , إستريحُوا
تجلِس نُور : جِبت الأوراق المُفترض أوقّعها ؟
راشِد : على طُول كِدا؟ نشرَب حاجة الأوّل طيب؟
نُور : أيوة مافي مُشكلة نشرَب حاجة , بس أنا مُحتاجة أقراها لآخر مرّة قبل التوقيع
راشِد : شكلِك شكّاكة جداً
تنظُر إليه بِجديّة : حريصَة
راشد : عفواً مِنّك
نُور : ولا يهمَّك
يُخرِج الورَق ويمُدّه إليها : إتفضّلي يا ستِّي
تلتفِت إلى آدَم فيستلمهُ عنها
ينظُر إليهم بإستغراب , يرفَع يدهُ مُشيراً إلى النادِل : لو سمحتَ
__
في جهةٍ أُخرى :
يجُرّ الحقيبة إلى داخِل الغُرفة ويُغلِق الباب خلفهُ , يتنهَّد وهُو يراها واقفةً أوسَط الغُرفة تحتضن كفّاها الخائفان , يتقدَّم إليها , يُحيط أكتافها بِيديْه : روَان
ترفَع نظراتها الخجِله إليه : أنا آسفَة
محمّد : ليه دايماً بتعتذري قبل مانتناقش؟ ما يمكن أكُون أنا الغلطان
روان : بخَاف
محمّد : بتخافِي من شنو بَس ؟
روان : بخَاف نتناقَش , بخاف أخالفَك في أيّ حاجة يا محمّد وتخلِّيني
يشدّ قبضتهُ عليها : من متين وإنتي خايفَة كِدا ؟
روان : من بدري.. من لمّا جات !
محمّد : أنا مُستحيل أخلِّيك , حاولي تستوعبي الجُملة دِي !
تتحدّث بنبرةٍ مُتحشرجة : بَس إنتَ قُلت مُستحيل تعرِّس
يتنهَّد : دا ما كان قراري
تنظُر إليه بِضعف : يبقى ماعندك قرار خاص من اليوم القِبلت فيهُو إنو قرارتها تمشي علينا !
محمّد : روان دي أُمِّي
روان : وأنا أُم ولدَك أو بِتِّك
محمّد : إنتي عارفَة ظروفها.. عارفة أقل تعب تتعرَّض ليهو ممكن يوصّلنا لِشنو ؟
روان : محمّد ماتلغيني ! أنا كمان ماكويسَة ! وماحكُون كويسة طالما البِت دي هِنا
محمّد : هي ما هِنا
تقطّب حاجبيْها : وِين ؟
محمّد : حتبيت في مكان تانِي
روان : مشَت لأهلها ؟ بس أُمّها لسه قاعدَه هِنا
محمّد : لا.. مامشَت لأهلها
روان : طيّب؟
محمّد : قالَت ماحابة ترجع هِنا
روان : فَ ؟
محمّد : خلّيتها تبيت في فُندق قَريب و..
تُقاطعه بإنفعال : جَد ؟ ماحابّة تبيت هِنا, فَ نبيّتها برّا ؛ هي ليها عِين لسّه تحِب وما تحِب ! دي وحدَة ماعندها أخلاق وأُمّها لسه بتداري وتغطّي على فضايحها ؛ إنتَ كيف بتتصرّف معاها بالأريحيّة دِي !!
محمّد : روان
تُكمِل : أُمّك أجبرتَك عليها آمنّا بالله , أُمَّك كمان أجبرتَك تتعامل معاها بالحِنيّة دِي ؟؟ لَو كانَت مجبُورة عليك كان قُلتَ معليش لكن دِي وحده جايّه تلصِّق بلاويها فيك , مابعيد تكُون لسّه حامِل وتقُول إنو مِنَّك !
يصرُخ : روان !!!
تنظُر إلى عروق وجههِ التي برزَت بِخَوف
محمّد : قبل ماتعرفي الحصَل معاها , وقبل ماتعرفي العاشَتُو , أوعِك ؛ أوعِك تتكلّمي حرِف واحد عنّها
يصدّ عنها ذاهباً
تقِف بِعجزٍ باكية : محمّد ماتمشِي
يقِف
تُغطّي وجهها بِكفّيها : الله يخلّيك.. ماتمشي
يأخذ نفساً عميقاً ويزفرُه , يلتفِت إليها
يقترِب ليحضتنها إليه , تتشبّث بهِ
يمسَح على ظهرِها
روان : ماتخلِّي الموقف يكُون أهم من العلاقة
يبتسِم وهوَ يتذكّر هذا الحديث حيثُ قالهُ هوَ لها مُنذ زمَن
يُقبّل رأسها
تتشبّث بهِ أكثر
محمّد : أنا بَس , أحياناً بحِس إنّي مابعرفِك لما تتكلّمي كِدا
تبكِي : أنا آسفَة , آسفَة ليك وليها ؛ دا غصباً عنِّي يا محمّد , أنا آسفَة بس ماتخلّيني
يُبعد وجهها عن صدرِه , يطبَع فوق جبينها قُبلة بِمثابة إعتذار : دمعتِك بقت قريبة شديد
روان : غصباً عنّي
يُمسِك بكفّيها : خلّينا ننسَى.. كُل حاجة ؛ ونرُوق , وبُكرا نطلَع لمكان هادِي ونتكلَّم , رأيِك شنو ؟
تبتسِم من بين دموعها : موافقة
يُقبّل خدّها بِدفء , ينحنِي ليرفَع قدميْها عن الأرض ؛ ويحملها
تنظُر إليه ضاحكة : محمّد !
يضمّ شفاهه ويهمِس لها : أُشش
فتضحَك مِلئ كُل شيء
في جهةٍ أُخرى :
يمُد كفّه مُصافحاً إيّاه
يهمِس آدَم بِضيق : دي المرّه الكَم يسلِّم عليك؟
تضحَك , تُصافحهُ وتنهَض
راشِد : حيتصلو عليك من الشركة ويدّوك المواعِيد حقّت المصنع , عشان تتابعِي الشُغل بِنفسِك
نُور : تمَام
آدَم : يلا يانُور ؟
نُور : يلا
آدَم : عن إذنَك
راشد : إتفضّلوا طبعاً..
يسيران بِجانب بعضهما وعيناه تُراقبها هيَ فقط
آدم : ما أدّيتيهُو يدِّك ذِكرى يعني ؟
تضحَك , تُحيط فمها بِكفّها : بَس يا سخيف
آدم : سكتنَا
صباح اليَوم التالي :
مُنى : إقبال لسه ماجات من أهل راجِل مريَم ؟
تهانِي : برِي , هُو غير دلعها الزايِد دا في البِت شنو الجاب لينا البلاوي
مُنى : الله لا جاب بلاوي ياتهانِي قولي حاجة كويسة من الصبَاح
تهاني :
هُو في بلاوي أكتر من دِي دايرَه تجي ؟ التُرابة في خشُمنا كان كدِي
تأتي نُور إليهم : البِت حاولت تنتحِر على فِكرة ماهربَت مع حبيبها
تهاني : سجمِي! لا أخير تهرُب!
نُور : بي عقليّتكُم دي ماتستغربُو بناتكُم يهربوا وحدَه ورا التانية
تفتح عينيها على إتّساعهُما
مُنى بنظرة مُحذِّره
تنظُر إلى والدتها : شنُو ؟ مابغيِّر كلامي عشان زُول أنا
تهانِي : بتِّك دي أقدري على لسانها يا مُنى , عشان الفاتِح أخُوي مايقطعُو ليها
تنهَض
نُور : خُفتَ أنا كِدا ؟
مُنى : بِت!
نُور : شنو؟
مُنى : الله يهديك يابتّي
تنهَض : آمين ؛ أنا خاشّة أشوف ليَان
مُنى : شيلي معاك الشاي دا يمكن ربّنا يهديها وترضَى تدخّل حاجة في خشمها
نُور : حاضِر
تدخُل إلى غُرفة شقيقتها , تُقطِّب حاجبيْها وتفتح عيناها بِقلق : ليَان ؟
تخرُج لِتبحث عنها في أرجاء المنزل , تزفُر بإرتياح ما إن تراها واقفةً أمام الباب الخَلفي , تسير نحوها بخطواتٍ خفيفة
نُور : صباح الخير
تضَع كوب الشاي جانباً : كالعادة ماشيَة حفيانه , تذهَب إلى الغُرفة وتُحضِر لها خُفّاً , تأتي لتضعهُ أسفَل قدميْها : رجُولِك الفرحانة بيها دي حتتشقَق هِنا , ماتمشي حفيانه
تُحرِّك السُكّر في الشاي : اشتقتَ للنيسكافيه , ما إشتقتي ليهُو ؟
تلتفِت إلى شقيقتها التي تتحدّث خلفها , ترتمِي إلى حُضنها
تُحاوِطها نُور بِقلق : ليَان !
تتشبّث بِها وتبكِي
نُور : ليَان , ليان إنتي بتبكِي !
تصِيح لوالدتها بِفرح : ماما , ماما ليلي بكَت !!
في جهةٍ أُخرى :
أفاقَت باكِراً , وملَّت الإنتظار , تنظُر عبر النافِذة إلى الشارِع ؛ لا تأتِي سيّارتهُ لِتأخذها ؛ لا تعرِف هيَ طريق العَودة , ولا تملك مايُعيدها
تعبَث بأغراض الفندق , تجلِس أمام المِرآة حتى تحفظ تقاطيع وجهها , تغسِل وجهها للمرّة الواحِدة بعد الألف ؛ تتنهّد وتجلِس على حافّة البانيُو
في جهةٍ أُخرى :
تُثبّت الدبّوس بين أسنانها وتصِيح : محمّد !
لا ينهَض
تلف الحِجاب حَول وجهها : محمّد ماتتمَلمَل لي , يلا أصحَى ؛ إنتَ ماشايِف الساعة بِقَت كم ؟
ينهَض فزِعاً : كَم ؟
روان : 11 !
ينفض الفِراش عنهُ ويهروِل إلى الحمام
روان : محمّد غِياراتَك مكويّة هِنا إستحمّى بسُرعة بَس
محمّد : حبيبتي أنا عندي مشوار مُهم أوّل
تستلِم الدبوس من بَين أسنانها وتنهَض إليه , تقِف أمام باب الحمام : مشوار شنُو ؟
يولّيها ظهرهُ ويتحدّث إليها : المشروع.. طوّلت ماطلّيت على العُمّال
روان : دا وقتُو يا محمد ؟ مُش على أساس حنفطُر برّا
محمّد : ساعة زمَن بس وحياتِك
روان : طيب أستنّاك هِنا ؟
محمد : لالا.. إنتي أمشي ؛ أنا بحصِّلك
روان : طيّب , ماتتأخَّر
محمّد : حااضِر
في جهةٍ أُخرى :
يرنّ الجرَس , تُهروِل نفيسة إلى الباب
آسيَا من سُفرة الطعام : منُو يا نفيسة
نفيسة : صاحبة مريَم يا حاجّة , إتفضلي إتفضلي
تدخُل بخطواتٍ حذِره : السلام عليكم
تتفحّصها نظرات مُجتبى بإستغراب
إقبال : صابرين !
تقترِب لِتُقبّلها : خالتو إقبال , كيف حالِك
إقبال : بخير يابتّي, إنتي إزيّك وأهلِك كيف
صابرين : الحمدلله.. حمدلله على سلامة مريَم كمان
إقبال بِتنهيدة : الله يسلمك يابتّي , قدَّر ولطَف
آسيَا : إتفضّلي يا بتّي
صابرين : لالا يدّيك العافية سبقتكُم , بالهنَا ؛ هي وِين ؟
إقبال : في غُرفتها ماطلعت من امبارِح والله
آسيَا : إستنيها في غُرفة الضيُوف يابتّي , هسّي بخلّي نفيسة تناديها ليك , ودّيها غُرفة الضيوف يا مُجتبى
ينهَض معها , تسير خلفهُ
يلتفِت إليها وكأنهُ تذكّر شيئاً : إنتي بتقرِي في ياتُو جامعة ؟
تنظُر إلى ملامحه المألوفة : إنتَ ولد هندسة المجنُون ؟
يضحَك : سُمعة سابقة الإسم ماشاء الله
تضحَك : هُم بيقولوا كِدا
يُصافحها : مُجتبى
تُصافحهُ : صابرين
في جهةٍ أُخرى :
يُمرِّر المِفتاح ويدخُل إليها مُسرِعاً : مريَم
تنهَض وتخرُج من الحمام
ينظُر إليها بأسَف : أنا آسِف
مريَم : على شنُو
محمّد : خلّيتك تنتظري المُدّة دي كُلّها
مريَم : لا أصلاً كُنت مُستمتعة بالجَوّ
محمّد : نزلتي فطرتِي طيب ؟
مريَم : لا
محمّد : ليه؟
مريَم : ممكن ترجّعني البيت هسّي ؟
محمّد : عايني, أنا بالجد آسِف
مريَم : إنتَ بتعتذر ليه هسّي ! مافي حاجة تعتذر عليها ! لو سمحتَ خلينا نمشي
محمّد : طيب تفطُري؟
مريَم : ماعايزه أتسمَّم
يتنهّد
تجلِس على حافّة السرير : أنا أصلاً ماكُنتَ عايزه أجِي , إنتَ أصرِّيت ؛ أصرّيت عشان تخلّيني براي يعني ؟
ينظُر إليها مُتسائلاً : كُنتي عايزاني أقعُد معاك ؟
مريَم : أنا ماقُلتَ كِدا
محمّد : طيّب؟
مريَم : بس لو مابتقدَر تجي ترجّعني بدري ماتجيبني من الأوّل , أنا ماكنت قادرة أمشي أي مكان أصلاً بي هدُومي وشكلي دَا !
محمّد : أنا آسِف طيّب
مريَم : آسِف دي تقُولها لمرَتِك اللي بتتلهَّف على كلمة منَّك , أنا ماعايزة منّك أي تبرير , يكفي إنّك ماتدخّلني في حياتَك بَس, ولاتجيبني فُندق ولا جِن أحمر ؛ خلّيني في حالِي
تخ
تأتي نُور إليهم : البِت حاولت تنتحِر على فِكرة ماهربَت مع حبيبها
تهاني : سجمِي! لا أخير تهرُب!
نُور : بي عقليّتكُم دي ماتستغربُو بناتكُم يهربوا وحدَه ورا التانية
تفتح عينيها على إتّساعهُما
مُنى بنظرة مُحذِّره
تنظُر إلى والدتها : شنُو ؟ مابغيِّر كلامي عشان زُول أنا
تهانِي : بتِّك دي أقدري على لسانها يا مُنى , عشان الفاتِح أخُوي مايقطعُو ليها
تنهَض
نُور : خُفتَ أنا كِدا ؟
مُنى : بِت!
نُور : شنو؟
مُنى : الله يهديك يابتّي
تنهَض : آمين ؛ أنا خاشّة أشوف ليَان
مُنى : شيلي معاك الشاي دا يمكن ربّنا يهديها وترضَى تدخّل حاجة في خشمها
نُور : حاضِر
تدخُل إلى غُرفة شقيقتها , تُقطِّب حاجبيْها وتفتح عيناها بِقلق : ليَان ؟
تخرُج لِتبحث عنها في أرجاء المنزل , تزفُر بإرتياح ما إن تراها واقفةً أمام الباب الخَلفي , تسير نحوها بخطواتٍ خفيفة
نُور : صباح الخير
تضَع كوب الشاي جانباً : كالعادة ماشيَة حفيانه , تذهَب إلى الغُرفة وتُحضِر لها خُفّاً , تأتي لتضعهُ أسفَل قدميْها : رجُولِك الفرحانة بيها دي حتتشقَق هِنا , ماتمشي حفيانه
تُحرِّك السُكّر في الشاي : اشتقتَ للنيسكافيه , ما إشتقتي ليهُو ؟
تلتفِت إلى شقيقتها التي تتحدّث خلفها , ترتمِي إلى حُضنها
تُحاوِطها نُور بِقلق : ليَان !
تتشبّث بِها وتبكِي
نُور : ليَان , ليان إنتي بتبكِي !
تصِيح لوالدتها بِفرح : ماما , ماما ليلي بكَت !!
في جهةٍ أُخرى :
أفاقَت باكِراً , وملَّت الإنتظار , تنظُر عبر النافِذة إلى الشارِع ؛ لا تأتِي سيّارتهُ لِتأخذها ؛ لا تعرِف هيَ طريق العَودة , ولا تملك مايُعيدها
تعبَث بأغراض الفندق , تجلِس أمام المِرآة حتى تحفظ تقاطيع وجهها , تغسِل وجهها للمرّة الواحِدة بعد الألف ؛ تتنهّد وتجلِس على حافّة البانيُو
في جهةٍ أُخرى :
تُثبّت الدبّوس بين أسنانها وتصِيح : محمّد !
لا ينهَض
تلف الحِجاب حَول وجهها : محمّد ماتتمَلمَل لي , يلا أصحَى ؛ إنتَ ماشايِف الساعة بِقَت كم ؟
ينهَض فزِعاً : كَم ؟
روان : 11 !
ينفض الفِراش عنهُ ويهروِل إلى الحمام
روان : محمّد غِياراتَك مكويّة هِنا إستحمّى بسُرعة بَس
محمّد : حبيبتي أنا عندي مشوار مُهم أوّل
تستلِم الدبوس من بَين أسنانها وتنهَض إليه , تقِف أمام باب الحمام : مشوار شنُو ؟
يولّيها ظهرهُ ويتحدّث إليها : المشروع.. طوّلت ماطلّيت على العُمّال
روان : دا وقتُو يا محمد ؟ مُش على أساس حنفطُر برّا
محمّد : ساعة زمَن بس وحياتِك
روان : طيب أستنّاك هِنا ؟
محمد : لالا.. إنتي أمشي ؛ أنا بحصِّلك
روان : طيّب , ماتتأخَّر
محمّد : حااضِر
في جهةٍ أُخرى :
يرنّ الجرَس , تُهروِل نفيسة إلى الباب
آسيَا من سُفرة الطعام : منُو يا نفيسة
نفيسة : صاحبة مريَم يا حاجّة , إتفضلي إتفضلي
تدخُل بخطواتٍ حذِره : السلام عليكم
تتفحّصها نظرات مُجتبى بإستغراب
إقبال : صابرين !
تقترِب لِتُقبّلها : خالتو إقبال , كيف حالِك
إقبال : بخير يابتّي, إنتي إزيّك وأهلِك كيف
صابرين : الحمدلله.. حمدلله على سلامة مريَم كمان
إقبال بِتنهيدة : الله يسلمك يابتّي , قدَّر ولطَف
آسيَا : إتفضّلي يا بتّي
صابرين : لالا يدّيك العافية سبقتكُم , بالهنَا ؛ هي وِين ؟
إقبال : في غُرفتها ماطلعت من امبارِح والله
آسيَا : إستنيها في غُرفة الضيُوف يابتّي , هسّي بخلّي نفيسة تناديها ليك , ودّيها غُرفة الضيوف يا مُجتبى
ينهَض معها , تسير خلفهُ
يلتفِت إليها وكأنهُ تذكّر شيئاً : إنتي بتقرِي في ياتُو جامعة ؟
تنظُر إلى ملامحه المألوفة : إنتَ ولد هندسة المجنُون ؟
يضحَك : سُمعة سابقة الإسم ماشاء الله
تضحَك : هُم بيقولوا كِدا
يُصافحها : مُجتبى
تُصافحهُ : صابرين
في جهةٍ أُخرى :
يُمرِّر المِفتاح ويدخُل إليها مُسرِعاً : مريَم
تنهَض وتخرُج من الحمام
ينظُر إليها بأسَف : أنا آسِف
مريَم : على شنُو
محمّد : خلّيتك تنتظري المُدّة دي كُلّها
مريَم : لا أصلاً كُنت مُستمتعة بالجَوّ
محمّد : نزلتي فطرتِي طيب ؟
مريَم : لا
محمّد : ليه؟
مريَم : ممكن ترجّعني البيت هسّي ؟
محمّد : عايني, أنا بالجد آسِف
مريَم : إنتَ بتعتذر ليه هسّي ! مافي حاجة تعتذر عليها ! لو سمحتَ خلينا نمشي
محمّد : طيب تفطُري؟
مريَم : ماعايزه أتسمَّم
يتنهّد
تجلِس على حافّة السرير : أنا أصلاً ماكُنتَ عايزه أجِي , إنتَ أصرِّيت ؛ أصرّيت عشان تخلّيني براي يعني ؟
ينظُر إليها مُتسائلاً : كُنتي عايزاني أقعُد معاك ؟
مريَم : أنا ماقُلتَ كِدا
محمّد : طيّب؟
مريَم : بس لو مابتقدَر تجي ترجّعني بدري ماتجيبني من الأوّل , أنا ماكنت قادرة أمشي أي مكان أصلاً بي هدُومي وشكلي دَا !
محمّد : أنا آسِف طيّب
مريَم : آسِف دي تقُولها لمرَتِك اللي بتتلهَّف على كلمة منَّك , أنا ماعايزة منّك أي تبرير , يكفي إنّك ماتدخّلني في حياتَك بَس, ولاتجيبني فُندق ولا جِن أحمر ؛ خلّيني في حالِي
تخ
رُج أمامه
يستغفر ويخرُج خلفها
في جهةٍ أُخرى :
ينتهي إحتفالهُم الصغير بِها بِتصفيق الجميع , تبتسِم بهدوء وتنكمِش إلى حُضن والدتها
نُور : ليلي , عايزَة ترجعي كندَا ؟
تهز رأسها أن لا
مُنى : ليه بَس حبيبة ماما
تتحسّس مِعصمها وتشرد بِذهنها عنهُم
تُمسك مُنى بِكفّها وتُقبّله
ليَان : عايزه أشوف.. مريَم
تتنهّد نُور بِضيق
مُنى : مريَم بِقَت كويسة يا ماما
تُحيط وجهها بِكفّيها
تُزيحهم نُور : بَس , بَس ؛ تحتضنها إليها
تتشبّث بِها بِخَوف : حاضِر.. حنشوف مريَم حاضِر
في جهةٍ أُخرى :
تفتَح باب السيّارة لِتنزل
محمّد : أنا حمشِي أتكلّم مع روان وأجي عشان نتكلَّم
تنظُر إليه بعدَم إهتمام , وتنزِل
يتنهّد : أنا ماببرِّر ليك تصرّفاتي أنا بدِّيك خبَر
تسير نحو الباب دُون أن تلتفِت إليه
يُدير مفتاح السيارة بِغضب وينطلِق
__
في جهةٍ أُخرى :
تتأمّل النافذة مُنذ ساعَة تقريباً , تلتفِت أخيراً إلى الداخل المُزدحِم بالثُنائيات , تتنهَّد من قدُوم النادِل للمرّة الألف وهيَ تُؤجِّل الطلب , تحمِل حقيبتها وتهمّ بالذهاب حتى تصطدِم بِقامتهِ الطويلة أمامها ' تزفُر
محمّد : إتأخّرتَ ؟
تجلِس : لا في وقتَك تماماً
يبتسِم : بقيت أراقُوز والله
روان : ليه ؟ إنتَ اساساً طوّلت ماشُفتَ شُغلَك
يتنَحنَح : طلبتِي ؟
روان : لا طبعاً
محمّد : ليه ؟
روان : كيف ليه , مُش حنفطُر مع بعض إحنا
يلتفِت بحثاً عن النادِل : معقولة تقعُدي المُدّة دي كُلها جعانة ياروان , أنا لازِم أراجِع شهادتِك بتاعة الطِب دي
تضحَك : عايز تكلّمني عن شنُو طيب ؟
يلتفِت إليها ويصمُت
في جهةٍ أُخرى :
تجمع خُصل شعرها
يُناولها ربطَة الشعر , تربطهُ بِعشوائيّة
آدَم : سترونق إندبندنت وومن فعلاً يعني , حسمتِي شغلانَة بتاعة ساعتين قدّام المِراية في دقيقتين قدّام مِراية عربيّة
تضَع حقيبتها جانباً : شُفتَ كيف ؟
آدم : لكن البدلَة شغّاله
نُور : بدلَة في عينَك يا حيوان أنا راجِل ؟!
آدم : دا سؤال برضُو ؟
نُور : ما حرُد عليك
يضحَك ويُدير مِفتاح السيّارة : الشركة مُش كِدا ؟
نُور : أيوة الشركة أوّل
آدم : بِسم الله
تضحَك وهيَ تنظُر إليه : لايِق عليك تكُون سوّاق تصدِّق ؟
آدم : ليك إنتي بَس
يعلوا صوت ضحكها دُون أن تنتبِه لِما قالهُ
يحكّ رأسهُ وينطلِق
في جهةٍ أُخرى :
روان : ما هُو مافِي أي منطِق تاني لكلامَك دا غير إنَّك عايز تبقى مُعالِج نفسي !
محمّد : يا روان دي حالة إنسانيّة وربّنا جابها في طريقي , أتجاهلها ؟
روان : إنتَ حتدخُل الجنّة يعني لو ساعدتها !
محمّد : مابعِيد ! إنتي عارفة ياتُو عمَل حيدخّلِك الجنة ؟
روان : محمّد ماتنرفزنِي , البِت دي ماحتطوِّل في البيت وإنتَ وعدتنِي بِكدا
محمّد : أهلها ماحيرحموها لو رِجعَت ليهُم يا روان , مابعيد يعرّسوها لِواحد يعذّبها ليل ونهار لأنها غِلطت قبل كِدا , ومابعيد تحاول تنتحِر تاني والمرّة دِي الله أعلَم تطلع مِنّها !
تصرُخ : إحنا مالنا !!!
تنظُر للناس من حَولها , تُخفِض نبرتها : إحنا مالنا؟؟؟ عِندها رَب أرحم بيها مِنّنا !
محمّد : حاولي تتمالكي أعصابِك , مافي نِقاش بينجَح بالطريقة دِي
روان : عاجباك ؟
يُقطِّب حاجبيْه بإستنكار : شنُو ؟
روان : لو عاجباك ورّيني ! بدَل مانلِف وندور في موضوع فارِغ زي دَا عشان ماتطلّقها !
محمّد : بقيت كُل مابحكي ليك حاجة , بندَم
يحمِل مفاتيحهُ , يضَع الحِساب وينهَض
تُحيط رأسها بِكفّيها
في جهةٍ أُخرى :
يسِير معها عَبر ممرّ المبنَى الطَويل : لكن التصميم متعُوب عليهُو
نُور بإعجاب : شدِيد
تتخطّاهم إحدى الفتيات فتحتَك كتفها بِكتف آدم , يسقُط الكِيس الذي تحملهُ وتنتثِر مجوهراتٌ كثيرة مِنه
نُور بإستغراب : مُش دي البِت الأُمبارح ؟
ترفع نظرها إلى آدَم الذي إنحنى ليجمَع ما إنتثَر مِنها , يُقطِّب حاجبيْه وهوَ ينظُر إليها , تجمع أغراضها وتنهَض سريعاً
نُور : أيوَه دا فِلم هندي جديد حيكتسِح الساحَة ولا شنُو ؟ معقُول صُدفة ؟
آدَم : يعني حاكُون لاحِقها يا نُور ؟
نُور : أو هِي لاحقاك
آدم : روح كُونان الجوّاك دي بتطلع في أوقات غريبة
تضحَك
آدَم : يلّا الراجل مُستنيك
نُور : ماركّزت على الدهَب الكتير الوقَع ؟ شكلها حراميّة تصدِق
آدَم : حرام عليك
نُور : حرام عليّ شنو يعني حتكُون إستلمت ميراث قبل دقيقتين
آدَم : مابعيد
في جهةٍ أُخرى :
تنزِل عن الكُرسي لِتجثُو على رُكبتيْها , تُمسِك بِكفّ رفيقتها : مريَم
تنظُر إليها بِبرود : أيوه يا صابرين
صابرين : عايزه تهرُبي ؟
تُقطِّب حاجبيْها بإستنكار : أهرُب ؟
صابرين : أيوه , من البلَد ومن البيت دَا ومن كُل حاجة ؟
مريَم : كان وين السؤال دَا لما كُنا أنا ومُصطفى مالاقيين مكان نقعُد فيهُو؟
صابرين : مريَم مُصطفى ماقدرِك , إنتي إتحدّيتي كُل حاجة ومشيتي وراهُو , بَس هُو ماقَدرِك أفهمي
مريَم : لو عايزَة تقعُدي معاي إتكلّمي عنُّو كويّس أو ماتجيبي سيرتُو
تتنهّد : حاضِر , ماحجيب سيرت
يستغفر ويخرُج خلفها
في جهةٍ أُخرى :
ينتهي إحتفالهُم الصغير بِها بِتصفيق الجميع , تبتسِم بهدوء وتنكمِش إلى حُضن والدتها
نُور : ليلي , عايزَة ترجعي كندَا ؟
تهز رأسها أن لا
مُنى : ليه بَس حبيبة ماما
تتحسّس مِعصمها وتشرد بِذهنها عنهُم
تُمسك مُنى بِكفّها وتُقبّله
ليَان : عايزه أشوف.. مريَم
تتنهّد نُور بِضيق
مُنى : مريَم بِقَت كويسة يا ماما
تُحيط وجهها بِكفّيها
تُزيحهم نُور : بَس , بَس ؛ تحتضنها إليها
تتشبّث بِها بِخَوف : حاضِر.. حنشوف مريَم حاضِر
في جهةٍ أُخرى :
تفتَح باب السيّارة لِتنزل
محمّد : أنا حمشِي أتكلّم مع روان وأجي عشان نتكلَّم
تنظُر إليه بعدَم إهتمام , وتنزِل
يتنهّد : أنا ماببرِّر ليك تصرّفاتي أنا بدِّيك خبَر
تسير نحو الباب دُون أن تلتفِت إليه
يُدير مفتاح السيارة بِغضب وينطلِق
__
في جهةٍ أُخرى :
تتأمّل النافذة مُنذ ساعَة تقريباً , تلتفِت أخيراً إلى الداخل المُزدحِم بالثُنائيات , تتنهَّد من قدُوم النادِل للمرّة الألف وهيَ تُؤجِّل الطلب , تحمِل حقيبتها وتهمّ بالذهاب حتى تصطدِم بِقامتهِ الطويلة أمامها ' تزفُر
محمّد : إتأخّرتَ ؟
تجلِس : لا في وقتَك تماماً
يبتسِم : بقيت أراقُوز والله
روان : ليه ؟ إنتَ اساساً طوّلت ماشُفتَ شُغلَك
يتنَحنَح : طلبتِي ؟
روان : لا طبعاً
محمّد : ليه ؟
روان : كيف ليه , مُش حنفطُر مع بعض إحنا
يلتفِت بحثاً عن النادِل : معقولة تقعُدي المُدّة دي كُلها جعانة ياروان , أنا لازِم أراجِع شهادتِك بتاعة الطِب دي
تضحَك : عايز تكلّمني عن شنُو طيب ؟
يلتفِت إليها ويصمُت
في جهةٍ أُخرى :
تجمع خُصل شعرها
يُناولها ربطَة الشعر , تربطهُ بِعشوائيّة
آدَم : سترونق إندبندنت وومن فعلاً يعني , حسمتِي شغلانَة بتاعة ساعتين قدّام المِراية في دقيقتين قدّام مِراية عربيّة
تضَع حقيبتها جانباً : شُفتَ كيف ؟
آدم : لكن البدلَة شغّاله
نُور : بدلَة في عينَك يا حيوان أنا راجِل ؟!
آدم : دا سؤال برضُو ؟
نُور : ما حرُد عليك
يضحَك ويُدير مِفتاح السيّارة : الشركة مُش كِدا ؟
نُور : أيوة الشركة أوّل
آدم : بِسم الله
تضحَك وهيَ تنظُر إليه : لايِق عليك تكُون سوّاق تصدِّق ؟
آدم : ليك إنتي بَس
يعلوا صوت ضحكها دُون أن تنتبِه لِما قالهُ
يحكّ رأسهُ وينطلِق
في جهةٍ أُخرى :
روان : ما هُو مافِي أي منطِق تاني لكلامَك دا غير إنَّك عايز تبقى مُعالِج نفسي !
محمّد : يا روان دي حالة إنسانيّة وربّنا جابها في طريقي , أتجاهلها ؟
روان : إنتَ حتدخُل الجنّة يعني لو ساعدتها !
محمّد : مابعِيد ! إنتي عارفة ياتُو عمَل حيدخّلِك الجنة ؟
روان : محمّد ماتنرفزنِي , البِت دي ماحتطوِّل في البيت وإنتَ وعدتنِي بِكدا
محمّد : أهلها ماحيرحموها لو رِجعَت ليهُم يا روان , مابعيد يعرّسوها لِواحد يعذّبها ليل ونهار لأنها غِلطت قبل كِدا , ومابعيد تحاول تنتحِر تاني والمرّة دِي الله أعلَم تطلع مِنّها !
تصرُخ : إحنا مالنا !!!
تنظُر للناس من حَولها , تُخفِض نبرتها : إحنا مالنا؟؟؟ عِندها رَب أرحم بيها مِنّنا !
محمّد : حاولي تتمالكي أعصابِك , مافي نِقاش بينجَح بالطريقة دِي
روان : عاجباك ؟
يُقطِّب حاجبيْه بإستنكار : شنُو ؟
روان : لو عاجباك ورّيني ! بدَل مانلِف وندور في موضوع فارِغ زي دَا عشان ماتطلّقها !
محمّد : بقيت كُل مابحكي ليك حاجة , بندَم
يحمِل مفاتيحهُ , يضَع الحِساب وينهَض
تُحيط رأسها بِكفّيها
في جهةٍ أُخرى :
يسِير معها عَبر ممرّ المبنَى الطَويل : لكن التصميم متعُوب عليهُو
نُور بإعجاب : شدِيد
تتخطّاهم إحدى الفتيات فتحتَك كتفها بِكتف آدم , يسقُط الكِيس الذي تحملهُ وتنتثِر مجوهراتٌ كثيرة مِنه
نُور بإستغراب : مُش دي البِت الأُمبارح ؟
ترفع نظرها إلى آدَم الذي إنحنى ليجمَع ما إنتثَر مِنها , يُقطِّب حاجبيْه وهوَ ينظُر إليها , تجمع أغراضها وتنهَض سريعاً
نُور : أيوَه دا فِلم هندي جديد حيكتسِح الساحَة ولا شنُو ؟ معقُول صُدفة ؟
آدَم : يعني حاكُون لاحِقها يا نُور ؟
نُور : أو هِي لاحقاك
آدم : روح كُونان الجوّاك دي بتطلع في أوقات غريبة
تضحَك
آدَم : يلّا الراجل مُستنيك
نُور : ماركّزت على الدهَب الكتير الوقَع ؟ شكلها حراميّة تصدِق
آدَم : حرام عليك
نُور : حرام عليّ شنو يعني حتكُون إستلمت ميراث قبل دقيقتين
آدَم : مابعيد
في جهةٍ أُخرى :
تنزِل عن الكُرسي لِتجثُو على رُكبتيْها , تُمسِك بِكفّ رفيقتها : مريَم
تنظُر إليها بِبرود : أيوه يا صابرين
صابرين : عايزه تهرُبي ؟
تُقطِّب حاجبيْها بإستنكار : أهرُب ؟
صابرين : أيوه , من البلَد ومن البيت دَا ومن كُل حاجة ؟
مريَم : كان وين السؤال دَا لما كُنا أنا ومُصطفى مالاقيين مكان نقعُد فيهُو؟
صابرين : مريَم مُصطفى ماقدرِك , إنتي إتحدّيتي كُل حاجة ومشيتي وراهُو , بَس هُو ماقَدرِك أفهمي
مريَم : لو عايزَة تقعُدي معاي إتكلّمي عنُّو كويّس أو ماتجيبي سيرتُو
تتنهّد : حاضِر , ماحجيب سيرت
ُو ؛ جاوبي علي بَس
مريَم : أهرُب لشنو ؟ ولمنُو ؟ ومِن منُو ؟ أنا ماعندي حاجة أخسرها ولا أخسَر عشانها ياصابرين
صابرين : تهرُبي عشان نفسِك , عشان المكان دا مابيشبهِك ولا بيشبهِك إنّك تكُوني زوجة تانيَة ولا قِناع البرود الإنتي لابساهو دا حقِّك !
مريَم : أنا عايزَة أنُوم
صابرين : بطّلي ! بطّلي تهرُبي خلاص ! كُل حاجة في حياتك مُتوقِّفة على الإنتي شايفاهُو صَح وبَس ؟ إنتي عارفة بسبب إنِّك قررتي تنتحري وتنهِي حياتِك بيدِّك , أُختِك دخلَت في صدمة نفسيّة !
تُقطِّب حاجبيْها : شنُو ؟!
صابرين : ليَان , هي الشّافتِك في الحمَام, ومن وقتها مابتنطُق
تنهَض بأعيُن مشدوهة , تهروِل نَحو الباب
صابرين : ماشّه وين !
تفتحهُ وتخرُج مُسرِعة
__
في جهةٍ أُخرى :
يطرُق الباب
آسيَا : أدخُل
يدخُل إليها : أمسيتي كيف يا أُمي
آسيَا : محمّد.. تعَال
يتقدَّم إليها
آسيَا : في حاجة ؟ ماقاعِد تجيني في الأوضة ساي إنتَ
يبتلِع ريقهُ مِراراً , ثُم ينطِق أخيراً : أنا عايز التذاكِر حقّت السفَر الرّسلتها أُختِي , تاريخها لسّه ما جا مُش كِدا ؟
يُتبَع...
مريَم : أهرُب لشنو ؟ ولمنُو ؟ ومِن منُو ؟ أنا ماعندي حاجة أخسرها ولا أخسَر عشانها ياصابرين
صابرين : تهرُبي عشان نفسِك , عشان المكان دا مابيشبهِك ولا بيشبهِك إنّك تكُوني زوجة تانيَة ولا قِناع البرود الإنتي لابساهو دا حقِّك !
مريَم : أنا عايزَة أنُوم
صابرين : بطّلي ! بطّلي تهرُبي خلاص ! كُل حاجة في حياتك مُتوقِّفة على الإنتي شايفاهُو صَح وبَس ؟ إنتي عارفة بسبب إنِّك قررتي تنتحري وتنهِي حياتِك بيدِّك , أُختِك دخلَت في صدمة نفسيّة !
تُقطِّب حاجبيْها : شنُو ؟!
صابرين : ليَان , هي الشّافتِك في الحمَام, ومن وقتها مابتنطُق
تنهَض بأعيُن مشدوهة , تهروِل نَحو الباب
صابرين : ماشّه وين !
تفتحهُ وتخرُج مُسرِعة
__
في جهةٍ أُخرى :
يطرُق الباب
آسيَا : أدخُل
يدخُل إليها : أمسيتي كيف يا أُمي
آسيَا : محمّد.. تعَال
يتقدَّم إليها
آسيَا : في حاجة ؟ ماقاعِد تجيني في الأوضة ساي إنتَ
يبتلِع ريقهُ مِراراً , ثُم ينطِق أخيراً : أنا عايز التذاكِر حقّت السفَر الرّسلتها أُختِي , تاريخها لسّه ما جا مُش كِدا ؟
يُتبَع...