مادة السيرة النبوية_المستوى الرابع (الدفعة 14) برنامج أكاديمية زاد العلمية.
3.92K subscribers
3.4K photos
198 videos
137 files
515 links
Download Telegram
💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎
🩸تعامُلُ النبي صلى الله عليه وسلم مع الصِّغار
💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎💎

✍️الفائدة الأولى: شدَّةُ حُبِّهِ صلى اللهُ عليه وسلم للصِّغارِ :
       عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ مِنْ عُرُسٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالَ: ( اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ  ). رواه البخاري ومسلم.

✍️ الفائدة الثانية: مداعبتُهُم وملاطفتُهُم:
      عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ رضي الله عنها قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، فقَالَ: (مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُوهَا هَذِهِ الْخَمِيصَةَ ؟)، فَأُسْكِتَ الْقَوْمُ.
قَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ، فَأُتِيَ بِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ.
فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا، يا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا.
وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ ، وكانت الطفلةُ الصغيرةُ أمُّ خالدٍ مع أهلها في هِجْرةِ الحبشَةِ، فلذلك داعبَها النبيُّ صلي اللهُ عليه وسلم  بلهْجَةِ أَهْلِ الحبَشَةِ التي تفهَّمَها. رواه البخاري.

✍️الفائدة الثالثة: رَحمةُ الطِّفْلِ والشَّفَقَةُ عليه:
      لما جاءته الغامِديةُ التي زَنَتَ ردَّها حتى تلدَ، فلما وضَعَت وجاءت قَالَ صلى الله عليه وسلم :( إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: إِلَيَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ). رواه مسلم.
لم يأمُرْها أن تسقِطَ هذا الحملَ من الزِّنا، بل أمَرَها أن تذهبَ حتى تلدَ، وترضِعَه حتى تفطمَهُ، ثم دفع بالصَّبي إلى أحد المسلمين؛ ليقوم على رعايته وتربيته؛ إذ لا ذنبَ له  أن يتحملَ آثارَ جريمةِ غيرهِ.

✍️الفائدة الرابعة: مداعبةُ وملاطفةُ الصِّغارِ:
      قال أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ. رواه البخاري ومسلم .
والنُّغيرُ: طائرٌ كان يلعَبُ به.
وعن أنسِ بن مالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كان رسولُ اللهِ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يلاعبُ زينبَ بنتَ أم سلمةَ، ويقول: (يا زوينب، يا زوينب) مرارًا. رواه الضياء في المختارة، وصححه الألباني.
قال ابنُ القيم: " وَقَدْ دَخَلَتْ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَغْتَسِل فَنَضَحَ فِي وَجْههَا، فَلَمْ يَزَلْ مَاء الشَّبَاب فِي وَجْههَا حَتَّى كَبِرَتْ".

✍️ الفائدة الخامسة: المسَابقَةُ بينَ الصِّغارِ:
       كان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَصُفُّ عَبْدَ اللَّهِ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وكثيرًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ رضي الله عنهم، ثُمَّ يَقُولُ: ( مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا).
قَالَ: فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ، فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ، فَيُقَبِّلُهُمْ، وَيَلْزَمُهُمْ. رواه أحمد، وحسنه الهيثمي.

✍️الفائدة السادسة: التسليم على الصبيان:
     لقد كانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ على عظيم قدره، وعلو منزلته، هو الذي يبدأ الأطفال بالسلام حبًّا لهم، ورِفقًا بهم، وتلطُّفًا معهم، ولإشعارهم بمكانتهم وإعطائهم الثقة بأنفسهم.
عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غِلْمَانٍ [يَلْعَبُونَ] فَسَلَّمَ عَلَيْهِ. رواه البخاري ومسلم .
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا. رواه مسلم
لقد كان صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوبِ يدخِلُ السُّرورَ والفرحَ إلى نفوسِ هؤلاءِ الناشئَةِ، ويعْطيهِم الدَّفعَةَ المعنويةَ على التعوُّدِ على محادثة الكبارِ، والرَّد والأخذِ والعَطاءِ معهم، وهذا من حكمته عليه الصلاة والسلام.

✍️الفائدة السابعة: المسحُ على رؤوسِ الصغار :
     كان رسولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  يداعِبُ الأطفالَ، فيمسحُ رُؤوسَهُم، فيشعُرُون بالعَطفِ والحنانِ.
فعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُور الْأَنْصَار، فَإِذَا جَاءَ إِلَى دُورِ الأَنْصَارِ جَاءَ صِبْيَانُ الأَنْصَارِ يَدُورُونَ حَوْلَهُ فَيُسَلِّم عَلَى صِبْيَانِهِمْ، وَيَمْسح عَلَى رُءُوسِهمْ، وَيَدْعُو لَهُمْ. رواه النسائي في الكبرى، وصححه الألباني.
ومن هذه الأحاديثِ نعرفُ كيف كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُشعِرُ هؤلاء الصِّغارَ بالرَّحمةِ والحنانِ، والحبِّ والعَطفِ، وذلك بالمسحِ على رؤوسِهِم، الأمرُ الذي يشعِرُ الطفلَ بوُجُودهِ، وحبِّ الكبارِ له، واهتمامِهِم به.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْهُ.
فَقَالَ: (هُوَ صَغِيرٌ)، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ.  رواه البخاري.

✍️الفائدة الثامنة: المسْحُ على خَدِّ الطِّفلِ:
     عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْأُولَى [ يَعْنِي الظُّهْر]، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا، وَاحِدًا.
قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي.
قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أَوْ رِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ. [وهي الَّتي يُعَدّ فِيهَا الطّيبُ ويُدَّخَرُ]. رواه مسلم.

🕳️صلى الله على سيدنا محمد وعلى ٱله وصحبه عدد كمال الله ومما يليق بكماله🕳️