كيف نفهم استغفار الأئمة (عليهم السلام) من الذنوب
قبل التعرض لتبين أقوال العلماء لابد معرفة ما معنى الذنب والأستغفار منه وما معنى الأستغفار ... ؟
⚡يقول الله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً﴾سورة الكهف، الآية 49
معنى الذنب :-
الذنب هو مخالفةُ الأوامر الإلهيَّة الواردة في الشَّريعة الإسلاميَّة، من خلال ترك الواجبات أو ارتكاب المحرَّمات التي يُعاقب الله تعالى عليها. فكلُّ مخالفة لتلك الأوامر والنواهي تُعدُّ ذنباً، حتَّى لو كان هذا الذنب في نفسه هيّناً وبسيطاً، فهو عظيم لمخالفته الأوامر والنواهي الربّانية، والخروج عن رَسْمِ الطَّاعة والعبوديَّة.
كبائر الذنوب والصغائر :-
لقد قسّم القرآن الكريم والروايات الشريفة الذنوب إلى نوعين هما: الكبائر والصغائر. ويدلُّ على صحّة هذا التقسيم الآية الشريفة الآتية، في قوله تعالى: ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمً﴾- سورة النساء، الآية 31.
✍يُستفاد من الآية أنّ الكبائر يُقابلها ما هو أدنى منها رتبةً، أي الصَّغائر، فالمنهي عنها هي المعاصي، الصغائرُ والكبائرُ، والسيِّئات في الآية هي الصَّغائر، لمناسبة المقابلة بينها وبين الكبائر. وكبر المعصية إنّما يتحقّق بأهمّية النهي عنها ، ولا يخلو قوله تعالى: ﴿مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ﴾
من دلالة على ذلك.
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ﴾- سورة النجم، الآية 32.
، و"اللَّمَمَ" عبارة عن الصغائر أو نوع خاص منها.
📒رُوي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: (في تفسير الآية)، قال: "الفواحش: الزِّنا والسّرقة، واللمم: الرّجل يلمّ بالذَّنب فيستغفر اللهَ منه. قلتُ: بين الضَّلال والكفر منزلةٌ؟ فقال: ما أكثر عُرى الإيمان" الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص278.
فاللّمَم هو ما يلمُ به العبد من ذنوبٍ صغيرةٍ بجهالةٍ، ثمَّ يندمُ ويستغفرُ ويتوبُ، فيُغفَرُ له.
ويدلّ على ذلك قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً﴾ سورة الكهف، الآية 49.
قبل التعرض لتبين أقوال العلماء لابد معرفة ما معنى الذنب والأستغفار منه وما معنى الأستغفار ... ؟
⚡يقول الله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً﴾سورة الكهف، الآية 49
معنى الذنب :-
الذنب هو مخالفةُ الأوامر الإلهيَّة الواردة في الشَّريعة الإسلاميَّة، من خلال ترك الواجبات أو ارتكاب المحرَّمات التي يُعاقب الله تعالى عليها. فكلُّ مخالفة لتلك الأوامر والنواهي تُعدُّ ذنباً، حتَّى لو كان هذا الذنب في نفسه هيّناً وبسيطاً، فهو عظيم لمخالفته الأوامر والنواهي الربّانية، والخروج عن رَسْمِ الطَّاعة والعبوديَّة.
كبائر الذنوب والصغائر :-
لقد قسّم القرآن الكريم والروايات الشريفة الذنوب إلى نوعين هما: الكبائر والصغائر. ويدلُّ على صحّة هذا التقسيم الآية الشريفة الآتية، في قوله تعالى: ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمً﴾- سورة النساء، الآية 31.
✍يُستفاد من الآية أنّ الكبائر يُقابلها ما هو أدنى منها رتبةً، أي الصَّغائر، فالمنهي عنها هي المعاصي، الصغائرُ والكبائرُ، والسيِّئات في الآية هي الصَّغائر، لمناسبة المقابلة بينها وبين الكبائر. وكبر المعصية إنّما يتحقّق بأهمّية النهي عنها ، ولا يخلو قوله تعالى: ﴿مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ﴾
من دلالة على ذلك.
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ﴾- سورة النجم، الآية 32.
، و"اللَّمَمَ" عبارة عن الصغائر أو نوع خاص منها.
📒رُوي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: (في تفسير الآية)، قال: "الفواحش: الزِّنا والسّرقة، واللمم: الرّجل يلمّ بالذَّنب فيستغفر اللهَ منه. قلتُ: بين الضَّلال والكفر منزلةٌ؟ فقال: ما أكثر عُرى الإيمان" الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص278.
فاللّمَم هو ما يلمُ به العبد من ذنوبٍ صغيرةٍ بجهالةٍ، ثمَّ يندمُ ويستغفرُ ويتوبُ، فيُغفَرُ له.
ويدلّ على ذلك قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً﴾ سورة الكهف، الآية 49.
ومن مجموع هذه الآيات يظهر لنا أنّ الذنوب نوعان: صغيرة وكبيرة، مع أنّ كلّ ذنب مخالف للأوامر الإلهية يُعتبر كبيراً وثقيلاً، ولكن هذا الموضوع لا يُنافي كون بعض الذنوب من حيث آثارها الوخيمةُ أكبر من بعضها الآخر، وعليه يُمكن لنا تقسيمها إلى كبيرة وصغيرة.
🌟الذُّنوب كلُّها شديدة
روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "الذّنوب كلّها شديدة، وأشدُّها ما ينبت عليه الّلحم والدَّم، لأنَّه إمَّا مرحومٌ وإمَّا معذَّبٌ، والجنَّة لا يدخلها إلا طيّب" الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص27.
فالذّنوب كلّها شديدةٌ، أي بحسب ذواتها، لأنَّها مخالفةٌ للأوامر الإلهية، وهذا هو وجه شدّتها، وإن كان بعضها أشدّ من بعضها الآخر، وأشدّها -حسب الرواية- ما ينبتُ عليه اللحم والدم الذي قد يشمل أكل الحرام والإصرار على المعصية من دون تكفيرها بالتوبة.
فالإنسان المرحوم هو من كفّرت ذنوبه بالتوبة أو البلاء في الدنيا، ويُقابله المعذّب، وهو الذي لم تُكفّر ذنوبه بأحد الوجوه المتقدّمة، والجنّة لا يدخلها إلا طيّبٌ، أي طاهرٌ وخالصٌ من الذُّنوب مولي محمد صالح المازندراني، شرح أصول الكافي، ج9، ص244، مع تعليقات: الميرزا أبو الحسن الشعراني
وعليه، فالذنوب كلّها شديدةٌ، وجميعها كبائر، ولا فرق بينها من جهة مخالفة المولى سبحانه وتعالى، وإنّما الكبائر والصَّغائر هي أمورٌ نسبيةٌ لا ذاتيةٌ، وإنّما نُطلِقُ عليها لفظ الصغائر بالإضافة إلى ما هو أكبر منها، ونُطلق عليها لفظ الكبائر بالإضافة والنسبة إلى ما هو أصغر منها-
وعليه، يُفهم من الرواية المتقدِّمة ضرورة تجنُّب كلّ ذنب يُعلَم كونه ذنباً حسب ما نصَّت عليه الشريعة الإسلامية، بل ينبغي تجنُّب كلّ ما يُحتمل أنّه كذلك، وذلك لعظمة مقام الله تعالى وحقّ طاعته، فإنّ الجرأة على ذاته المقدَّسة محتملة حتَّى مع وجود الاحتمالفمن احتمل أنّ في الكأس خمراً فعليه عقلاً أن يمتنع عن شربه، لا لمفسدة الخمر وضرره فحسب، بل لعظمة الله ووجوب طاعته في كلّ الموارد، حتى المحتملة منها.
🌟الذُّنوب كلُّها شديدة
روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "الذّنوب كلّها شديدة، وأشدُّها ما ينبت عليه الّلحم والدَّم، لأنَّه إمَّا مرحومٌ وإمَّا معذَّبٌ، والجنَّة لا يدخلها إلا طيّب" الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص27.
فالذّنوب كلّها شديدةٌ، أي بحسب ذواتها، لأنَّها مخالفةٌ للأوامر الإلهية، وهذا هو وجه شدّتها، وإن كان بعضها أشدّ من بعضها الآخر، وأشدّها -حسب الرواية- ما ينبتُ عليه اللحم والدم الذي قد يشمل أكل الحرام والإصرار على المعصية من دون تكفيرها بالتوبة.
فالإنسان المرحوم هو من كفّرت ذنوبه بالتوبة أو البلاء في الدنيا، ويُقابله المعذّب، وهو الذي لم تُكفّر ذنوبه بأحد الوجوه المتقدّمة، والجنّة لا يدخلها إلا طيّبٌ، أي طاهرٌ وخالصٌ من الذُّنوب مولي محمد صالح المازندراني، شرح أصول الكافي، ج9، ص244، مع تعليقات: الميرزا أبو الحسن الشعراني
وعليه، فالذنوب كلّها شديدةٌ، وجميعها كبائر، ولا فرق بينها من جهة مخالفة المولى سبحانه وتعالى، وإنّما الكبائر والصَّغائر هي أمورٌ نسبيةٌ لا ذاتيةٌ، وإنّما نُطلِقُ عليها لفظ الصغائر بالإضافة إلى ما هو أكبر منها، ونُطلق عليها لفظ الكبائر بالإضافة والنسبة إلى ما هو أصغر منها-
وعليه، يُفهم من الرواية المتقدِّمة ضرورة تجنُّب كلّ ذنب يُعلَم كونه ذنباً حسب ما نصَّت عليه الشريعة الإسلامية، بل ينبغي تجنُّب كلّ ما يُحتمل أنّه كذلك، وذلك لعظمة مقام الله تعالى وحقّ طاعته، فإنّ الجرأة على ذاته المقدَّسة محتملة حتَّى مع وجود الاحتمالفمن احتمل أنّ في الكأس خمراً فعليه عقلاً أن يمتنع عن شربه، لا لمفسدة الخمر وضرره فحسب، بل لعظمة الله ووجوب طاعته في كلّ الموارد، حتى المحتملة منها.
اتّقوا المحقّرات من الذنوب:-
🔗 للشيطان أبوابٌ كثيرةٌ ومداخل مختلفةٌ، يأتي منها ابنَ آدم ويستدرجه إلى المعاصي، وإنَّ أكثر بابٍ يتسلَّلُ منه إلى قلوب الناس هو باب احتقار الذُّنوب واستصغارها من قِبَلهم، وذلك بعد أن ييأس الشيطان من إسقاطهم في كبائر الذنوب يسعى جاهداً لإيقاعهم في الصغائر، بل قد يُصرُّون عليها، لأنّها بحسب تصنيفهم من صغائر الذنوب. لكنّه لو عُلم مدى خطورتها عليهم لما وقعوا فيها ولما أصرّوا عليها،
📒روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "لا تنظروا إلى صغر الذنب، ولكن انظروا إلى مناجترأتم" العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص168.
📒وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: "اتّقوا المحقّرات من الذنوب، فإنّها لا تُغفر"، قلتُ (أي الراوي): وما المحقّرات؟ قال: "الرجل يُذنب الذنب فيقول: طوبى لي لم يكن لي غير ذلك" الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص287.
📒وروي عن الإمام الباقر عليه السلام: "اتّقوا المحقّرات من الذنوب، فإنّ لها طالباً"- م.ن، ص270.
📒وروي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في وصيّته لأبي ذر: "يا أبا ذر، إنّ الرجل ليعمل الحسنة فيتّكل عليها، ويعمل المحقّرات حتَّى يأتي الله وهو عليه غضبان، وإنّ الرجل ليعمل السيّئة فيفرق منها، يأتي آمناً يوم القيامة" العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص79.
✍فالمحقّرات من الذُّنوب هي الذُّنوب التي يحتقرها الإنسان ويستصغرها، ويستهين بها، ويقول حسب ما ورد في بعض الروايات "أُذنِب وأَستغفر"، والله تعالى يقول: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ سورة يس، الآية 12.
فالذي يُحقّر ذنبه ويستسهل أمره، ألا يدري أنّ الذنب مهما كان صغيراً أو حقيراً فإنَّه من حيث كونه معصيةً لله العظيم فإنّه يُعدّ أمراً عظيماً، فلا ينبغي للمؤمن أن يُحقّر شيئاً من الذنوب، فقد لا يُغفر له بسبب تحقيره واستخفافه بها.
والصغيرة قد تقترن بقلّة الحياء وعدم المبالاة بها، وترك الخوف والاستهانة بالله العظيم والإصرار عليها، وهذا - بالمناسبة - ما يمنع من شمول الشَّفاعة للمذنب، فتتحوّل هذه الصغيرة إلى كبيرةٍ من الكبائر..
🔗 للشيطان أبوابٌ كثيرةٌ ومداخل مختلفةٌ، يأتي منها ابنَ آدم ويستدرجه إلى المعاصي، وإنَّ أكثر بابٍ يتسلَّلُ منه إلى قلوب الناس هو باب احتقار الذُّنوب واستصغارها من قِبَلهم، وذلك بعد أن ييأس الشيطان من إسقاطهم في كبائر الذنوب يسعى جاهداً لإيقاعهم في الصغائر، بل قد يُصرُّون عليها، لأنّها بحسب تصنيفهم من صغائر الذنوب. لكنّه لو عُلم مدى خطورتها عليهم لما وقعوا فيها ولما أصرّوا عليها،
📒روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "لا تنظروا إلى صغر الذنب، ولكن انظروا إلى مناجترأتم" العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص168.
📒وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: "اتّقوا المحقّرات من الذنوب، فإنّها لا تُغفر"، قلتُ (أي الراوي): وما المحقّرات؟ قال: "الرجل يُذنب الذنب فيقول: طوبى لي لم يكن لي غير ذلك" الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص287.
📒وروي عن الإمام الباقر عليه السلام: "اتّقوا المحقّرات من الذنوب، فإنّ لها طالباً"- م.ن، ص270.
📒وروي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في وصيّته لأبي ذر: "يا أبا ذر، إنّ الرجل ليعمل الحسنة فيتّكل عليها، ويعمل المحقّرات حتَّى يأتي الله وهو عليه غضبان، وإنّ الرجل ليعمل السيّئة فيفرق منها، يأتي آمناً يوم القيامة" العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص79.
✍فالمحقّرات من الذُّنوب هي الذُّنوب التي يحتقرها الإنسان ويستصغرها، ويستهين بها، ويقول حسب ما ورد في بعض الروايات "أُذنِب وأَستغفر"، والله تعالى يقول: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ سورة يس، الآية 12.
فالذي يُحقّر ذنبه ويستسهل أمره، ألا يدري أنّ الذنب مهما كان صغيراً أو حقيراً فإنَّه من حيث كونه معصيةً لله العظيم فإنّه يُعدّ أمراً عظيماً، فلا ينبغي للمؤمن أن يُحقّر شيئاً من الذنوب، فقد لا يُغفر له بسبب تحقيره واستخفافه بها.
والصغيرة قد تقترن بقلّة الحياء وعدم المبالاة بها، وترك الخوف والاستهانة بالله العظيم والإصرار عليها، وهذا - بالمناسبة - ما يمنع من شمول الشَّفاعة للمذنب، فتتحوّل هذه الصغيرة إلى كبيرةٍ من الكبائر..
نبارك لكم عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر جعلنا الله وإياكم من الثابتين على ولايته السائرين على نهجه كل عام وانتم بخير ❤️😍
💡(الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ )
الحمد الذي أتم النعمة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام
📒في ( مجمع البيان ) روى الطبرسي عن العيّاشي أنّ أبا حنيفة سأل الإمام الصادق عليه السلام عن هذه الآية، فسأله الإمام: « ما النعيمُ عندك يا نعمان ؟! »، قال أبو حنيفة: القُوت من الطعام والماء البارد، فقال له الإمام الصادق عليه السلام: « لَئن أوقَفَك الله يومَ القيامة بين يَدَيه حتّى يسألك عن كلّ أكلةٍ أكلتَها أو شربةٍ شربتَها، لَيطُولنّ وقوفُك بين يديه! »، فسأل أبو حنيفة: فما النعيم جُعلت فداك ؟ قال عليه السلام: « نحنُ ـ أهلَ البيتِ ـ النعيمُ الذي أنعَمَ اللهُ بنا على العباد، وبنا ائْتَلَفوا بعدَ أن كانوا مختلفين، وبنا ألّفَ الله بين قلوبهم وجعلهم إخواناًَ بعد أن كانوا أعداءً، وبنا هداهمُ الله للإسلام، وهو النعمة التي لا تنقطع، واللهُ سائلُهم عن حقّ النعيم الذي أنعَمَ به عليهم، وهو النبيّ وعترته » ( عنه: تفسير نور الثقلين 663:5 / ح 15 ).
┄┉❈«🌺»❈┉┄
💡(الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ )
الحمد الذي أتم النعمة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام
📒في ( مجمع البيان ) روى الطبرسي عن العيّاشي أنّ أبا حنيفة سأل الإمام الصادق عليه السلام عن هذه الآية، فسأله الإمام: « ما النعيمُ عندك يا نعمان ؟! »، قال أبو حنيفة: القُوت من الطعام والماء البارد، فقال له الإمام الصادق عليه السلام: « لَئن أوقَفَك الله يومَ القيامة بين يَدَيه حتّى يسألك عن كلّ أكلةٍ أكلتَها أو شربةٍ شربتَها، لَيطُولنّ وقوفُك بين يديه! »، فسأل أبو حنيفة: فما النعيم جُعلت فداك ؟ قال عليه السلام: « نحنُ ـ أهلَ البيتِ ـ النعيمُ الذي أنعَمَ اللهُ بنا على العباد، وبنا ائْتَلَفوا بعدَ أن كانوا مختلفين، وبنا ألّفَ الله بين قلوبهم وجعلهم إخواناًَ بعد أن كانوا أعداءً، وبنا هداهمُ الله للإسلام، وهو النعمة التي لا تنقطع، واللهُ سائلُهم عن حقّ النعيم الذي أنعَمَ به عليهم، وهو النبيّ وعترته » ( عنه: تفسير نور الثقلين 663:5 / ح 15 ).
┄┉❈«🌺»❈┉┄
أبحاث الشيخ زمان الحسناوي
اتّقوا المحقّرات من الذنوب:- 🔗 للشيطان أبوابٌ كثيرةٌ ومداخل مختلفةٌ، يأتي منها ابنَ آدم ويستدرجه إلى المعاصي، وإنَّ أكثر بابٍ يتسلَّلُ منه إلى قلوب الناس هو باب احتقار الذُّنوب واستصغارها من قِبَلهم، وذلك بعد أن ييأس الشيطان من إسقاطهم في كبائر الذنوب يسعى…
🔗ما هي أسباب الذنوب ؟
لكي نستطيع التعرُّف إلى أسباب الابتلاء بالذّنوب والوقوع بها، ينبغي التنبّه إلى أسباب هذه الذنوب، مع الإشارة إلى أنَّه يوجد العديد من الأسباب والعوامل سوف نقتصر على ذكر عاملين أساسين منها، هما:
⚡️1- ضعف الإيمان في النفس:
إنَّ أهمَّ سببٍ من أسباب الوقوع في المعاصي هو ضعف الرَّادع الدِّيني لدى الإنسان، أو ما يُسمَّى بـ "ضعف الإيمان". فالإيمان أمرٌ يقبل الزيادة والنقصان، والشدّة والضعف، فنحن نشاهد في مجتمعنا كثيراً من النَّاس يشكون من قسوة قلوبهم، ومن قلّة خشوعهم في صلاتهم، ونرى من سلوكيَّات بعضهم غلبةَ حرصهم على الدُّنيا ويأسهم وقنوطهم وحزنهم في الظُّروف والمصائب القاسية، بالإضافة إلى الأنانيَّة والغرور والتعصُّب، إلى غيرها من الأمراض المتعدِّدة، والتي ترجع إلى سببٍ واحدٍ وهو ضعفُ الإيمان، الذي يزدادُ ويشتدُّ عبر الطاعات وينقص ويضعف بالمعاصي، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ سورة التوبة، الآيتان 124 - 125.
ولا شكّ أنّ هذا الضعف أو القوّة في الإيمان لا يولد مع الإنسان، ولا يُجبر عليه أحد، فهذا ينافي مبدأ الاختيار وعقيدة "أمر بين أمرين" التي تعني نفي الجبر والتفويض للنّاس، وإثبات اختيارية التكليف الذي تؤمن به مدرسة أهل البيت عليهم السلام. فمن خلال هذا البيان نفهم أنّ هناك أسباباً تؤدّي إلى ضعف الإيمان، بل إلى تلاشيه في بعض الأحيان، وكأنّه غير موجود.
فما هي تلك الأسباب التي قد تؤدّي إلى اضمحلال الإيمان والتي تجرّ الإنسان إلى الذنوب والمعاصي؟
💡من أبرز أسباب ضعف الإيمان:
🌟- الجهل وعدم المعرفة، فهو من أعظم أسباب ضعف الإيمان.
🌟- غلبةُ الهوى وطولُ الأمل، فغلبة الهوى تجعل الإنسان يميل إلى الشّهوات، وطول الأمل يُنسيه الآخرة ويجذِبُه إلى الدُّنيا.
🌟- مصاحبة السفهاء والفجّار.
🌟- ارتياد أماكن المعصية.
🌟- ترك تعاهد القرآن، وعدم الذهاب إلى المساجد والأماكن المقدَّسة.
🌟- ترك مجالسة العلماء وأهل العبادة.
⚡️2- سيطرة الشهوات والغرائز على الإنسان:
نقصد بها مجموعة الغرائز والقوى الموجودة في باطن الإنسان التي إن لم يعرفها ولم يسعَ إلى تعديلها فإنّها ستؤدّي به إلى الهلاك الحتمي، والوقوع في المعاصي. فينبغي عليه أوّلاً معرفتها والسعي في تعديلها، بمعنى إخراجها عن حدِّ الإفراط والتفريط، لأنّ عدم ذلك سيؤدّي إلى طغيانها وعدم استقرارها، وهذا ما سيدفع بالإنسان إلى ارتكاب المعاصي.
✍إنّ هذه القوى الباطنية المودعة في الإنسان قد تؤثّر سلباً أو إيجاباً على سلوكه وعلاقته بالله تعالى، فالله تعالى أوجد في الإنسان "قوّة العقل" وأعطاها جنوداً، وأوجد فيه "قوّة الجهل" أيضاً وأعطاها جنوداً.
👈فالإنسان في حركته التصاعدية العقلية قد يصل إلى درجة أعلى من درجة الملائكة إذا ابتعد عن الذَّنب بإرادته واختياره وتحكيمه لعقله وسيطرته على غرائزه، وقد يصل في حركته التنازلية من خلال اتّباعه للشهوات إلى درجةٍ يُصبح فيها كالأنعام، بل أضل سبيلاً، كما في قوله تعالى: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلً﴾ سورة الفرقان، الآية 44.
، وما ذلك إلا لأنّه حكَّم هواه على عقله، واتَّبع غرائزه وشهواته النَّفسية
لكي نستطيع التعرُّف إلى أسباب الابتلاء بالذّنوب والوقوع بها، ينبغي التنبّه إلى أسباب هذه الذنوب، مع الإشارة إلى أنَّه يوجد العديد من الأسباب والعوامل سوف نقتصر على ذكر عاملين أساسين منها، هما:
⚡️1- ضعف الإيمان في النفس:
إنَّ أهمَّ سببٍ من أسباب الوقوع في المعاصي هو ضعف الرَّادع الدِّيني لدى الإنسان، أو ما يُسمَّى بـ "ضعف الإيمان". فالإيمان أمرٌ يقبل الزيادة والنقصان، والشدّة والضعف، فنحن نشاهد في مجتمعنا كثيراً من النَّاس يشكون من قسوة قلوبهم، ومن قلّة خشوعهم في صلاتهم، ونرى من سلوكيَّات بعضهم غلبةَ حرصهم على الدُّنيا ويأسهم وقنوطهم وحزنهم في الظُّروف والمصائب القاسية، بالإضافة إلى الأنانيَّة والغرور والتعصُّب، إلى غيرها من الأمراض المتعدِّدة، والتي ترجع إلى سببٍ واحدٍ وهو ضعفُ الإيمان، الذي يزدادُ ويشتدُّ عبر الطاعات وينقص ويضعف بالمعاصي، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ سورة التوبة، الآيتان 124 - 125.
ولا شكّ أنّ هذا الضعف أو القوّة في الإيمان لا يولد مع الإنسان، ولا يُجبر عليه أحد، فهذا ينافي مبدأ الاختيار وعقيدة "أمر بين أمرين" التي تعني نفي الجبر والتفويض للنّاس، وإثبات اختيارية التكليف الذي تؤمن به مدرسة أهل البيت عليهم السلام. فمن خلال هذا البيان نفهم أنّ هناك أسباباً تؤدّي إلى ضعف الإيمان، بل إلى تلاشيه في بعض الأحيان، وكأنّه غير موجود.
فما هي تلك الأسباب التي قد تؤدّي إلى اضمحلال الإيمان والتي تجرّ الإنسان إلى الذنوب والمعاصي؟
💡من أبرز أسباب ضعف الإيمان:
🌟- الجهل وعدم المعرفة، فهو من أعظم أسباب ضعف الإيمان.
🌟- غلبةُ الهوى وطولُ الأمل، فغلبة الهوى تجعل الإنسان يميل إلى الشّهوات، وطول الأمل يُنسيه الآخرة ويجذِبُه إلى الدُّنيا.
🌟- مصاحبة السفهاء والفجّار.
🌟- ارتياد أماكن المعصية.
🌟- ترك تعاهد القرآن، وعدم الذهاب إلى المساجد والأماكن المقدَّسة.
🌟- ترك مجالسة العلماء وأهل العبادة.
⚡️2- سيطرة الشهوات والغرائز على الإنسان:
نقصد بها مجموعة الغرائز والقوى الموجودة في باطن الإنسان التي إن لم يعرفها ولم يسعَ إلى تعديلها فإنّها ستؤدّي به إلى الهلاك الحتمي، والوقوع في المعاصي. فينبغي عليه أوّلاً معرفتها والسعي في تعديلها، بمعنى إخراجها عن حدِّ الإفراط والتفريط، لأنّ عدم ذلك سيؤدّي إلى طغيانها وعدم استقرارها، وهذا ما سيدفع بالإنسان إلى ارتكاب المعاصي.
✍إنّ هذه القوى الباطنية المودعة في الإنسان قد تؤثّر سلباً أو إيجاباً على سلوكه وعلاقته بالله تعالى، فالله تعالى أوجد في الإنسان "قوّة العقل" وأعطاها جنوداً، وأوجد فيه "قوّة الجهل" أيضاً وأعطاها جنوداً.
👈فالإنسان في حركته التصاعدية العقلية قد يصل إلى درجة أعلى من درجة الملائكة إذا ابتعد عن الذَّنب بإرادته واختياره وتحكيمه لعقله وسيطرته على غرائزه، وقد يصل في حركته التنازلية من خلال اتّباعه للشهوات إلى درجةٍ يُصبح فيها كالأنعام، بل أضل سبيلاً، كما في قوله تعالى: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلً﴾ سورة الفرقان، الآية 44.
، وما ذلك إلا لأنّه حكَّم هواه على عقله، واتَّبع غرائزه وشهواته النَّفسية
مراحل التوبة..
👈إن التوبة ليست بلفظ عبارة: "أستغفر الله ربي وأتوب إليه"!.. بل هي عملية أعمق مما نظن، وهذا الاستغفار اللفظي هو أبسط مراحل التوبة.. فالتوبة تمر في ثلاث مراحل، والمراحل كلها لازمة وإن كان هناك كلام حول المرحلة الأولى؛ هل هي لازمة أو غير لازمة!.. أما المرحلتان الثانية الثالثة؛ فإنهما ضروريتان جداً..
📍المرحلة الأولى: الاستغفار.. وهي إظهار الندامة باللسان، كأن يقول التائب: "أستغفر الله ربي وأتوب إليه"!.. أو "إلهي!.. عَفْوَكْ أو عَفُوكَ"؛ أي قصدي أو مقصدي، كلاهما صحيحان.. أو "أسألك عفوك"!.. أو "أسأل عفوك"؛ كلاهما صحيحان أيضاً.. أو "إلهي، التوبة"!.. فكلمة التوبة أيضاً تكفي؛ لأن فيها إظهار للعودة إلى الله عز وجل.. فصيغة الاستغفار، ليست صيغة توقيفية.. وهذه التوبة اللسانية هي أسهل المراحل، وهناك من لا يراها قواماً للتوبة.. ولكن من ندم وعزم؛ فإنه يكفيه هذا المقدار!..
📍المرحلة الثانية: استقذار الحرام.. لابد من التغيير الباطني؛ أي كراهة الحرام.. فالتائب الحقيقي هو الذي يستقذر الحرام، إذا وصل إلى مرحلة أصبح يرى فيها الحرام قبيحاً، ويشعر أن طعمه مر: كأكل للحم الميتة عند الغيبة -مثلاً- عندئذ لا يخشى عليه من العودة لارتكاب هذا الحرام بالخصوص.. ولكن إذا كان الحرام حلواً بالنسبة له، وخوفه من الآخرة ومن الفضيحة؛ هو الذي يجعله لا يرتكب الحرام؛ فإنه قد يعود لارتكاب المعاصي.. كأن يكون قد سمع من العلماء أن المعصية من موجبات تضييق الرزق، فهو يستغفر ربه ولا يعصيه حتى يتوسع رزقه، ألا يقول تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾!.. فإذا صار غنياً، وانتهى الفقر الظاهري؛ فإنه يعود إلى المعاصي؛ لأنه لم يكن يعيش حالة قذارة المنكر.
📍المرحلة الثالثة: التعويض.. إن أخف المعاصي هي التي تكون بين العبد وبين الله عز وجل: كالنظر إلى حرام، أو الاستماع إلى غناء محرم؛ فمن يفعل ذلك: لم يتجاوز على حق أحد، ولم يتضرر أحد من المخلوقين بسبب عمله هذا، إنما الذي يطلبه هو رب العالمين.. وقد جاء في رواية: (قَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُحَاسِبُ الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟.. قَالَ: "اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ".. قَالَ: نَجَوْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ!.. قَالَ: "كَيْفَ ذَلِكَ يَا أَعْرَابِيُّ"؟.. قَالَ: لأَنَّ الْكَرِيمَ إِذَا قَدَرَ عَفَا).. إذن، إذا كان الله عز وجل هو الحسيب؛ فزنا جميعاً؛ لأنه أكرم الأكرمين!.. ولكن المشكلة في حقوق الناس، وتبعات الآخرين..
👈إن التوبة ليست بلفظ عبارة: "أستغفر الله ربي وأتوب إليه"!.. بل هي عملية أعمق مما نظن، وهذا الاستغفار اللفظي هو أبسط مراحل التوبة.. فالتوبة تمر في ثلاث مراحل، والمراحل كلها لازمة وإن كان هناك كلام حول المرحلة الأولى؛ هل هي لازمة أو غير لازمة!.. أما المرحلتان الثانية الثالثة؛ فإنهما ضروريتان جداً..
📍المرحلة الأولى: الاستغفار.. وهي إظهار الندامة باللسان، كأن يقول التائب: "أستغفر الله ربي وأتوب إليه"!.. أو "إلهي!.. عَفْوَكْ أو عَفُوكَ"؛ أي قصدي أو مقصدي، كلاهما صحيحان.. أو "أسألك عفوك"!.. أو "أسأل عفوك"؛ كلاهما صحيحان أيضاً.. أو "إلهي، التوبة"!.. فكلمة التوبة أيضاً تكفي؛ لأن فيها إظهار للعودة إلى الله عز وجل.. فصيغة الاستغفار، ليست صيغة توقيفية.. وهذه التوبة اللسانية هي أسهل المراحل، وهناك من لا يراها قواماً للتوبة.. ولكن من ندم وعزم؛ فإنه يكفيه هذا المقدار!..
📍المرحلة الثانية: استقذار الحرام.. لابد من التغيير الباطني؛ أي كراهة الحرام.. فالتائب الحقيقي هو الذي يستقذر الحرام، إذا وصل إلى مرحلة أصبح يرى فيها الحرام قبيحاً، ويشعر أن طعمه مر: كأكل للحم الميتة عند الغيبة -مثلاً- عندئذ لا يخشى عليه من العودة لارتكاب هذا الحرام بالخصوص.. ولكن إذا كان الحرام حلواً بالنسبة له، وخوفه من الآخرة ومن الفضيحة؛ هو الذي يجعله لا يرتكب الحرام؛ فإنه قد يعود لارتكاب المعاصي.. كأن يكون قد سمع من العلماء أن المعصية من موجبات تضييق الرزق، فهو يستغفر ربه ولا يعصيه حتى يتوسع رزقه، ألا يقول تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾!.. فإذا صار غنياً، وانتهى الفقر الظاهري؛ فإنه يعود إلى المعاصي؛ لأنه لم يكن يعيش حالة قذارة المنكر.
📍المرحلة الثالثة: التعويض.. إن أخف المعاصي هي التي تكون بين العبد وبين الله عز وجل: كالنظر إلى حرام، أو الاستماع إلى غناء محرم؛ فمن يفعل ذلك: لم يتجاوز على حق أحد، ولم يتضرر أحد من المخلوقين بسبب عمله هذا، إنما الذي يطلبه هو رب العالمين.. وقد جاء في رواية: (قَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُحَاسِبُ الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟.. قَالَ: "اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ".. قَالَ: نَجَوْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ!.. قَالَ: "كَيْفَ ذَلِكَ يَا أَعْرَابِيُّ"؟.. قَالَ: لأَنَّ الْكَرِيمَ إِذَا قَدَرَ عَفَا).. إذن، إذا كان الله عز وجل هو الحسيب؛ فزنا جميعاً؛ لأنه أكرم الأكرمين!.. ولكن المشكلة في حقوق الناس، وتبعات الآخرين..
معنى الإستغفار...
📚روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ، وَهُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ: أَوَّلُهَا: اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى.. وَاَلثَّانِي: اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً.. وَاَلثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ؛ حَتَّى تَلْقَى اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَسَ، لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ.. وَاَلرَّابِعُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا؛ فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا.. وَاَلْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ؛ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ اَلْجِلْدَ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ.. وَاَلسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ؛ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ.. فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ).
🖤-(اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ).. ولهذا الأنبياء يستغفرون، والأئمة يستغفرون.. وهذه أدعيتهم مثل: دعاء كميل، ومناجاة التائبين، ودعاء أبي حمزة؛ كلها استغفار!..
🖤-(وَهُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ).. ليس هناك رواية أجمع من هذه الرواية في التوبة، إذ أن بعض الروايات تشير إلى جهة من الجهات فقط، أما هذه الرواية فهي من الروايات الجامعة لأمير المؤمنين (عليه السلام).. هذا الإمام الذي يدّعي بعض الناس أن من موجبات تقاعسهم عن العمل وبقائهم على المعاصي -مع الأسف الشديد- أن أمير المؤمنين سيشفع لهم يوم القيامة.. فهل هذا الأمر يبرر أن يكون الإنسان على الحرام، أو يتقاعس في الواجبات، وأمير المؤمنين على رأس العاملين؟.. فمن يعوّل على الشفاعة من دون بذل جهد، ليسمع كلام إمامه، إن كان هذا هو إمامه حقاً!..
🖤-(أَوَّلُهَا: اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى).. لقد تجاوز الإمام الجانب اللفظي، فلم يقل: أن تقول: "أستغفر الله"!.. بل أولها الندم، والندم يكون في القلب، والإنسان النادم هو الذي يرى قبح الحرام الذي ارتكبه؛ وإلا كيف يندم؟.. فإذن، إن الندم يلازم استقذار المنكر!..
🖤-( وَاَلثَّانِي: اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً).. إن الإنسان الذي يندم يوماً، وفي اليوم التالي يعود إلى ما كان عليه؛ هذا ليس بتائب.. إنما المطلوب هو الندم، الذي يوجب العزم على عدم العود.. ومعنى العزم؛ أي القوة والثبات في الأمر.. وأولي العزم، هم الذين لهم عزيمة صارمة!.. فإذن، يجب أن تكون له عزمة قوية ربانية على عدم العود.
🖤-(وَاَلثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ؛ حَتَّى تَلْقَى اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَسَ، لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ).. يجب أن يؤدي الإنسان إلى المخلوقين حقوقهم في الحياة الدنيا، وما أسهل الاستحلال من البشر في الدنيا!.. فباتصال هاتفي مع من له حقوق مالية عليه؛ يبرئه الذمة.. وكذلك بالنسبة للتبعات الأخلاقية: كأن يكون قد هتك إنساناً أو اغتابه؛ فإنه يطلب منه الحلية ولو بنحو الإجمال!.. فكلمة واحدة كفيلة بأن تخلصه من أهوال جهنم وعذابها مئات السنين.
📚روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ، وَهُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ: أَوَّلُهَا: اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى.. وَاَلثَّانِي: اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً.. وَاَلثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ؛ حَتَّى تَلْقَى اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَسَ، لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ.. وَاَلرَّابِعُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا؛ فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا.. وَاَلْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ؛ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ اَلْجِلْدَ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ.. وَاَلسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ؛ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ.. فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ).
🖤-(اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ).. ولهذا الأنبياء يستغفرون، والأئمة يستغفرون.. وهذه أدعيتهم مثل: دعاء كميل، ومناجاة التائبين، ودعاء أبي حمزة؛ كلها استغفار!..
🖤-(وَهُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ).. ليس هناك رواية أجمع من هذه الرواية في التوبة، إذ أن بعض الروايات تشير إلى جهة من الجهات فقط، أما هذه الرواية فهي من الروايات الجامعة لأمير المؤمنين (عليه السلام).. هذا الإمام الذي يدّعي بعض الناس أن من موجبات تقاعسهم عن العمل وبقائهم على المعاصي -مع الأسف الشديد- أن أمير المؤمنين سيشفع لهم يوم القيامة.. فهل هذا الأمر يبرر أن يكون الإنسان على الحرام، أو يتقاعس في الواجبات، وأمير المؤمنين على رأس العاملين؟.. فمن يعوّل على الشفاعة من دون بذل جهد، ليسمع كلام إمامه، إن كان هذا هو إمامه حقاً!..
🖤-(أَوَّلُهَا: اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى).. لقد تجاوز الإمام الجانب اللفظي، فلم يقل: أن تقول: "أستغفر الله"!.. بل أولها الندم، والندم يكون في القلب، والإنسان النادم هو الذي يرى قبح الحرام الذي ارتكبه؛ وإلا كيف يندم؟.. فإذن، إن الندم يلازم استقذار المنكر!..
🖤-( وَاَلثَّانِي: اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً).. إن الإنسان الذي يندم يوماً، وفي اليوم التالي يعود إلى ما كان عليه؛ هذا ليس بتائب.. إنما المطلوب هو الندم، الذي يوجب العزم على عدم العود.. ومعنى العزم؛ أي القوة والثبات في الأمر.. وأولي العزم، هم الذين لهم عزيمة صارمة!.. فإذن، يجب أن تكون له عزمة قوية ربانية على عدم العود.
🖤-(وَاَلثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ؛ حَتَّى تَلْقَى اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَسَ، لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ).. يجب أن يؤدي الإنسان إلى المخلوقين حقوقهم في الحياة الدنيا، وما أسهل الاستحلال من البشر في الدنيا!.. فباتصال هاتفي مع من له حقوق مالية عليه؛ يبرئه الذمة.. وكذلك بالنسبة للتبعات الأخلاقية: كأن يكون قد هتك إنساناً أو اغتابه؛ فإنه يطلب منه الحلية ولو بنحو الإجمال!.. فكلمة واحدة كفيلة بأن تخلصه من أهوال جهنم وعذابها مئات السنين.
🖤-(وَاَلرَّابِعُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا؛ فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا).. بعض الناس يكون في ذمته من أيام البلوغ، صلاة أو صوم، وهو الآن نادم على ذلك؛ هذا أمر جيد؛ ولكن عليه أن يقضي ما فاته!.. بعض المسنين يكون في الستين من عمره، ولازال عليه قضاء صيام وصلاة من أيام البلوغ؛ فأين هذا من أداء الحق؟..
🖤-(وَاَلْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ؛ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ اَلْجِلْدَ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ).. هذا الأمر غير واجب فقهياً، فالإنسان الذي ذهب إلى بلاد الغرب، وعاش هناك سنوات، وأكل ما أكل من لحوم الخنازير وغيره؛ ليس هناك من يقول: يجب عليه أن يصوم حتى يذيب اللحم.. ولكن مع وجود هذا الحرام في تكوينه؛ كأن عضلاته لا تستجيب لعقله؛ لأنها نبتت على الحرام.. فبعض الذين يمسخون في بلاد الكفر، يصل إلى درجة لا يستوعب ما تقول، وإذا استوعب يقول: لا يمكنني العمل به؛ هؤلاء قست قلوبهم.. وقد عزا سيد الشهداء (عليه السلام) خروج القوم عليه في يوم عاشوراء، إلى امتلاء بطونهم من الحرام، تقول الرواية: (أحاطوا بالحسين من كل جانب، حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج (عليه السلام) حتى أتى الناس فاستنصتهم، فأبوا أن ينصتوا حتى قال لهم: ويلكم!.. ما عليكم أن تنصتوا إليّ فتسمعوا قولي، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشَدين، ومن عصاني كان من المهلَكين، وكلكم عاص لأمري، غير مستمع قولي، فقد مُلئت بطونكم من الحرام، وطُبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟!.. ألا تسمعون..)؟!.. فإذن، الذي يريد التوبة الواقعية؛ يذيب هذا اللحم.
🖤-(وَاَلسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ؛ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ).. من استمتع بالحرام، عليه الآن أن يذيق البدن ألم الطاعة.. فمن ينتهي من الصيام الواجب؛ يصوم صوماً مستحباً في حر الهجير؛ حتى يعوض ما فاته.. ويقوم الليل على ثقل النوم؛ ليصلي صلاة الليل.. هنا لابد من التأكيد على أن هذه الرياضات لابد أن تكون شرعية، فالذين يذيقون أجسامهم بعض الآلام، كالفرق الهندية المعروفة؛ هؤلاء في يوم من الأيام يصابون بالإحباط، والأمراض المزمنة الداخلية والعصبية.. لذا، من المهم أن تكون الرياضة شرعية: كقيام الليل، وصيام النهار، ..الخ.
🖤-(فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ).. بعد كل تلك المراحل، يقول التائب: "أستغفر الله"!.. بينما نحن نقول: "أستغفر الله" وهذه المراحل الست نجعلها وراء ظهورنا!.. وفي رواية موجزة عن الامـام عـلـي (عليه السلام): (الـتـوبـة عـلى أربعة دعائم: ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وعمل بالجوارح، وعزم أن لا يعود).. هذه حفظها أسهل!.. بعد أن يمر بهذه المراحل الأربع؛ عندئذ يكتب الإنسان في زمرة التائبين.
🖤-(وَاَلْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ؛ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ اَلْجِلْدَ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ).. هذا الأمر غير واجب فقهياً، فالإنسان الذي ذهب إلى بلاد الغرب، وعاش هناك سنوات، وأكل ما أكل من لحوم الخنازير وغيره؛ ليس هناك من يقول: يجب عليه أن يصوم حتى يذيب اللحم.. ولكن مع وجود هذا الحرام في تكوينه؛ كأن عضلاته لا تستجيب لعقله؛ لأنها نبتت على الحرام.. فبعض الذين يمسخون في بلاد الكفر، يصل إلى درجة لا يستوعب ما تقول، وإذا استوعب يقول: لا يمكنني العمل به؛ هؤلاء قست قلوبهم.. وقد عزا سيد الشهداء (عليه السلام) خروج القوم عليه في يوم عاشوراء، إلى امتلاء بطونهم من الحرام، تقول الرواية: (أحاطوا بالحسين من كل جانب، حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج (عليه السلام) حتى أتى الناس فاستنصتهم، فأبوا أن ينصتوا حتى قال لهم: ويلكم!.. ما عليكم أن تنصتوا إليّ فتسمعوا قولي، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشَدين، ومن عصاني كان من المهلَكين، وكلكم عاص لأمري، غير مستمع قولي، فقد مُلئت بطونكم من الحرام، وطُبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟!.. ألا تسمعون..)؟!.. فإذن، الذي يريد التوبة الواقعية؛ يذيب هذا اللحم.
🖤-(وَاَلسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ؛ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ).. من استمتع بالحرام، عليه الآن أن يذيق البدن ألم الطاعة.. فمن ينتهي من الصيام الواجب؛ يصوم صوماً مستحباً في حر الهجير؛ حتى يعوض ما فاته.. ويقوم الليل على ثقل النوم؛ ليصلي صلاة الليل.. هنا لابد من التأكيد على أن هذه الرياضات لابد أن تكون شرعية، فالذين يذيقون أجسامهم بعض الآلام، كالفرق الهندية المعروفة؛ هؤلاء في يوم من الأيام يصابون بالإحباط، والأمراض المزمنة الداخلية والعصبية.. لذا، من المهم أن تكون الرياضة شرعية: كقيام الليل، وصيام النهار، ..الخ.
🖤-(فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ).. بعد كل تلك المراحل، يقول التائب: "أستغفر الله"!.. بينما نحن نقول: "أستغفر الله" وهذه المراحل الست نجعلها وراء ظهورنا!.. وفي رواية موجزة عن الامـام عـلـي (عليه السلام): (الـتـوبـة عـلى أربعة دعائم: ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وعمل بالجوارح، وعزم أن لا يعود).. هذه حفظها أسهل!.. بعد أن يمر بهذه المراحل الأربع؛ عندئذ يكتب الإنسان في زمرة التائبين.
🔗 تقسيم الذنوب (من محاضرة للسيد منير الخباز)
الذنوب كما قسمها العلماء على أربعة أقسام: الذنب الشرعي، والذنب الخُلقي، والذنب العقلي، والذنب العرفاني.
ولكل ذنبٍ من هذه الذنوب ما ينسجم معه من المغفرة والعفو.
🔆القسم الأول الذنب الشرعي:
هو عبارة عن مخالفة الأمر أو مخالفة النهي الإلزاميين الواردين عن الشرع المقدس، مخالفة الوجوب أو مخالفة التحريم ذنبٌ شرعيٌ، وهذا مصداق من مصاديق المعصية الحقيقة ولا يمكن صدوره عن المعصوم .
🔆 القسم الثاني الذنب العقلي: وليس الذنب الشرعي كما في مخالفة الوظيفة العقلية في موارد الشبهات الحكمية، كما ذكرنا سابقاً إذا الإنسان اشتبه في أمرٍ هل هو حلال أم حرام؟ ولم يفحص عن دليلٍ على حرمته أو على حلِيته، فاقتحامه في الشبهة الحكمية مخالفٌ للوظيفة العقلية. كما لو شك الإنسان أن حلق اللحية حرام أم حلال؟ ولم يفحص عن دليلٍ على الحرمة ولا على دليلٍ على الحلِية، فاقتحم المورد والمقام وحلق لحيته من دون أن يكون عنده حجةٌ إما على الحرمة أو حجة على الحِلِية، هذا الاقتحام في هذا المورد اقتحامٌ للشبهة الحكمية من دون دليلٍ على الحرمة أو الحلية، هذا المورد لا يُعدُ معصية شرعية أي لا يُعدُ ذنباً شرعياً ولكنه ذنبٌ عقليٌ، لعله في الواقع حرام فيكون خالف نهياً شرعياً ولعله في الواقع حلال فلا يكون قد خالف نهياً شرعياً، فحينئذً خالف الوظيفة العقلية لأنه لا يدري هل هو محرم واقعاً أم محلل، العقل يقول عليك أن تحتاط بما أنك لا تدري أنه محرم أو محلل فمقتضى لزوم دفع الضرر المحتمل أن تحتطاط في هذا المورد، فإذا لم يحتط فقد خالف الوظيفة العقلية ويُعدُ هذا الذنب ذنباً عقلياً.
🔆 القسم الثالث الذنب الخُلِقي:
يعني مخالفة مقتضى الأدب وكمال الأدب مع الله عز وجل، كما فُرِض في قضية آدم عندما نُهي عن الأكل من الشجرة قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾لم يكن النهي نهياً إلزامياً وإنما كان النهي نهياً إرشادياً، فمقتضى الأدب وكمال الأدب وتمام التأدب مع الله عزوجل لا مقتضى الوظيفة الشرعية أن لا يخالف النبي هذا النهي ولو كان نهياً إرشادياً وليس نهياً إلزامياُ ولا تحريمياً، لكن مقتضى كمال التأدب وكمال الارتباط بالآداب والسُنن أن لا يُخالفُ ذلك، ولكنه خالف فهو لا يرتكب ذنباً شرعيا ولا ذنباً عقلياً ولكنه ارتكب ذنباً خُلِقياً وأدبياً، لذلك اعتبره آدم بالنسبة إليه معصيةً كبيرة وعظيمة، وعبر عنها القرآن الكريم باعتبار أنها لا تتناسب مع كمال وجلال مقام النبوة قال تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ فإنه لم يرتكب معصية حقيقية ولم يخالف عصمته ولكنه خالف النهي الإرشادي ولم يُخالف النهي الإلزامي.
🔆القسم الرابع الذنب العرفاني:
هو انشغال المحب عن محبوبه ببعض مالا علاقة له بمحبوبة، هكذا قال بعض الأعلام
ومنهم كبار علمائنا في بعض كلماتهم كما تعرض إلية
✍السيد الطبطبائي ”قُدِس سره“ في الميزان في بعض الآيات وفي بعض الموارد وذكره الطبرسي في مجمع البيان ”أن الإمام علاقته مع ربه علاقة الحب، علاقة فناء المحب في المحبوب وفناء العاشق في المعشوق بحيث يكون ذكره وشكره ووقته وجميع شؤونه منصرفةً في الله عز وجل ومتعلقةً بالله عز وجل“ بما أن علاقة المعصوم بالله علاقة المُحب في المحبوب وعلاقة فناء العاشق بالمعشوق فمجرد أن ينشغل عن محبوبة ولو لحظةٍ عابرة بأكلٍ أو بشربٍ أو بعمل مباحٍ من المباحات أو بسفرٍ أو بتنظيفٍ أو بما أشبه ذلك فهذا يُعدُ ذنباً بالنسبة إليه، انشغاله عن المحبوب ولو بأدنى من هذه المباحات يعتبره ذنباً كبيراً ومعصيةً عظيمة كما يُقال ”حسنات الأبرار سيئات المقربين“ بما أن مقام المقربين أعظم من مقام الأبرار، فما يُعدُ حسنة عند الأبرار فهو سيئةٌ عند المقربين، تفاوت درجات المقام مقام القُرب الزلفى من الله عز وجل موجبٌ لتفاوت العناوين، فما يُعدُ حسنة في حق مقام قد يُعدُ سيئةً في حقِ مقامٍ آخر.
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
الذنوب كما قسمها العلماء على أربعة أقسام: الذنب الشرعي، والذنب الخُلقي، والذنب العقلي، والذنب العرفاني.
ولكل ذنبٍ من هذه الذنوب ما ينسجم معه من المغفرة والعفو.
🔆القسم الأول الذنب الشرعي:
هو عبارة عن مخالفة الأمر أو مخالفة النهي الإلزاميين الواردين عن الشرع المقدس، مخالفة الوجوب أو مخالفة التحريم ذنبٌ شرعيٌ، وهذا مصداق من مصاديق المعصية الحقيقة ولا يمكن صدوره عن المعصوم .
🔆 القسم الثاني الذنب العقلي: وليس الذنب الشرعي كما في مخالفة الوظيفة العقلية في موارد الشبهات الحكمية، كما ذكرنا سابقاً إذا الإنسان اشتبه في أمرٍ هل هو حلال أم حرام؟ ولم يفحص عن دليلٍ على حرمته أو على حلِيته، فاقتحامه في الشبهة الحكمية مخالفٌ للوظيفة العقلية. كما لو شك الإنسان أن حلق اللحية حرام أم حلال؟ ولم يفحص عن دليلٍ على الحرمة ولا على دليلٍ على الحلِية، فاقتحم المورد والمقام وحلق لحيته من دون أن يكون عنده حجةٌ إما على الحرمة أو حجة على الحِلِية، هذا الاقتحام في هذا المورد اقتحامٌ للشبهة الحكمية من دون دليلٍ على الحرمة أو الحلية، هذا المورد لا يُعدُ معصية شرعية أي لا يُعدُ ذنباً شرعياً ولكنه ذنبٌ عقليٌ، لعله في الواقع حرام فيكون خالف نهياً شرعياً ولعله في الواقع حلال فلا يكون قد خالف نهياً شرعياً، فحينئذً خالف الوظيفة العقلية لأنه لا يدري هل هو محرم واقعاً أم محلل، العقل يقول عليك أن تحتاط بما أنك لا تدري أنه محرم أو محلل فمقتضى لزوم دفع الضرر المحتمل أن تحتطاط في هذا المورد، فإذا لم يحتط فقد خالف الوظيفة العقلية ويُعدُ هذا الذنب ذنباً عقلياً.
🔆 القسم الثالث الذنب الخُلِقي:
يعني مخالفة مقتضى الأدب وكمال الأدب مع الله عز وجل، كما فُرِض في قضية آدم عندما نُهي عن الأكل من الشجرة قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾لم يكن النهي نهياً إلزامياً وإنما كان النهي نهياً إرشادياً، فمقتضى الأدب وكمال الأدب وتمام التأدب مع الله عزوجل لا مقتضى الوظيفة الشرعية أن لا يخالف النبي هذا النهي ولو كان نهياً إرشادياً وليس نهياً إلزامياُ ولا تحريمياً، لكن مقتضى كمال التأدب وكمال الارتباط بالآداب والسُنن أن لا يُخالفُ ذلك، ولكنه خالف فهو لا يرتكب ذنباً شرعيا ولا ذنباً عقلياً ولكنه ارتكب ذنباً خُلِقياً وأدبياً، لذلك اعتبره آدم بالنسبة إليه معصيةً كبيرة وعظيمة، وعبر عنها القرآن الكريم باعتبار أنها لا تتناسب مع كمال وجلال مقام النبوة قال تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ فإنه لم يرتكب معصية حقيقية ولم يخالف عصمته ولكنه خالف النهي الإرشادي ولم يُخالف النهي الإلزامي.
🔆القسم الرابع الذنب العرفاني:
هو انشغال المحب عن محبوبه ببعض مالا علاقة له بمحبوبة، هكذا قال بعض الأعلام
ومنهم كبار علمائنا في بعض كلماتهم كما تعرض إلية
✍السيد الطبطبائي ”قُدِس سره“ في الميزان في بعض الآيات وفي بعض الموارد وذكره الطبرسي في مجمع البيان ”أن الإمام علاقته مع ربه علاقة الحب، علاقة فناء المحب في المحبوب وفناء العاشق في المعشوق بحيث يكون ذكره وشكره ووقته وجميع شؤونه منصرفةً في الله عز وجل ومتعلقةً بالله عز وجل“ بما أن علاقة المعصوم بالله علاقة المُحب في المحبوب وعلاقة فناء العاشق بالمعشوق فمجرد أن ينشغل عن محبوبة ولو لحظةٍ عابرة بأكلٍ أو بشربٍ أو بعمل مباحٍ من المباحات أو بسفرٍ أو بتنظيفٍ أو بما أشبه ذلك فهذا يُعدُ ذنباً بالنسبة إليه، انشغاله عن المحبوب ولو بأدنى من هذه المباحات يعتبره ذنباً كبيراً ومعصيةً عظيمة كما يُقال ”حسنات الأبرار سيئات المقربين“ بما أن مقام المقربين أعظم من مقام الأبرار، فما يُعدُ حسنة عند الأبرار فهو سيئةٌ عند المقربين، تفاوت درجات المقام مقام القُرب الزلفى من الله عز وجل موجبٌ لتفاوت العناوين، فما يُعدُ حسنة في حق مقام قد يُعدُ سيئةً في حقِ مقامٍ آخر.
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
حبُّ الله وارتباطه بالإيمان والسُّلوك
الحبُّ والفطرة الإنسانيَّة
📒 جاء عن الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام في مناجاة المحبِّين: "إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبَّتِك، فرامَ منك بدلاً، ومن ذا الذي أنس بقربك، فابتغى عنك حولاً، أسألك حُبَّك، وحبَّ كلِّ عمل يوصلني إلى قُربك، وأن تجعلك أحبَّ إليَّ ممَّا سواك، وأن تجعل حبِّي إيَّاك قائداً إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائداً عن عصيانك. يا أرحم الراحمين"
💡من بديهيَّات الفطرة والعقل والمنطق أنّ الإنسان السويّ يحبُّ من أحسن إليه، فيسعى لإرضائه، اعترافاً بفضله، واستزادة من معروفه، وعلى قدر الإحسان يكون الحبُّ والإخلاص، ومن هنا كان حبُّ الفرد لأبويه، واندفاعه لطاعتهما، لأنَّه يعرف فضلهما عليه، ويقدِّر جهودهما وسهرهما على راحته وحمايته من كلِّ سوء. وهكذا حبُّ التَّلميذ لمعلِّميه الذين يبذلون جهوداً مضنية من أجل تسهيل عمليَّة تعلّمه ونجاحه وبناء مستقبله. فإذا كان هذا شأن الإنسان مع والديه ومعلِّميه وكلِّ من يقدِّم له خدمات وتضحيات، فما عسى أن يكون شأنه مع خالقه الذي وهبه الحياة والعقل والحواسَّ؟
📖 ﴿وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
وما عسى أن يكون شأنه مع خالقه الذي هيّأ له النّعم الَّتي لا سبيل إلى حصرها: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
وما عسى أن يكون شأنه مع خالقه الَّذي سخّر له كلَّ خيرات الأرض وبركات السَّماء.
﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
وهكذا إذا أردنا أن نعدِّد نعم الله تعالى، فإنَّنا لا نستطيع حصرها والإحاطة بها، كما أشارت الآية: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
أمام هذا الحشد الهائل من الإحسان والفضل، ألا يجدر بنا أن نحبّ الله حبّاً لا يعادله حبّ، وأن نخلص له إخلاصاً لا يشابهه إخلاص، وأن نشكره شكراً ليس له حدود، وأن نحمده حمداً أين منه حمد الآباء والمعلِّمين؟
على هذا الأساس يربط الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم الإيمان الصَّادق بهذا الحبّ الخالص، فيقول: "لا يُمْحَضُ* رجل الإيمان بالله حتَّى يكونَ الله أحبَّ إليه من نفسه وأبيه وأمِّه وولده وأهله وماله ومن النَّاس كلِّهم" .
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
الحبُّ والفطرة الإنسانيَّة
📒 جاء عن الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام في مناجاة المحبِّين: "إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبَّتِك، فرامَ منك بدلاً، ومن ذا الذي أنس بقربك، فابتغى عنك حولاً، أسألك حُبَّك، وحبَّ كلِّ عمل يوصلني إلى قُربك، وأن تجعلك أحبَّ إليَّ ممَّا سواك، وأن تجعل حبِّي إيَّاك قائداً إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائداً عن عصيانك. يا أرحم الراحمين"
💡من بديهيَّات الفطرة والعقل والمنطق أنّ الإنسان السويّ يحبُّ من أحسن إليه، فيسعى لإرضائه، اعترافاً بفضله، واستزادة من معروفه، وعلى قدر الإحسان يكون الحبُّ والإخلاص، ومن هنا كان حبُّ الفرد لأبويه، واندفاعه لطاعتهما، لأنَّه يعرف فضلهما عليه، ويقدِّر جهودهما وسهرهما على راحته وحمايته من كلِّ سوء. وهكذا حبُّ التَّلميذ لمعلِّميه الذين يبذلون جهوداً مضنية من أجل تسهيل عمليَّة تعلّمه ونجاحه وبناء مستقبله. فإذا كان هذا شأن الإنسان مع والديه ومعلِّميه وكلِّ من يقدِّم له خدمات وتضحيات، فما عسى أن يكون شأنه مع خالقه الذي وهبه الحياة والعقل والحواسَّ؟
📖 ﴿وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
وما عسى أن يكون شأنه مع خالقه الذي هيّأ له النّعم الَّتي لا سبيل إلى حصرها: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
وما عسى أن يكون شأنه مع خالقه الَّذي سخّر له كلَّ خيرات الأرض وبركات السَّماء.
﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
وهكذا إذا أردنا أن نعدِّد نعم الله تعالى، فإنَّنا لا نستطيع حصرها والإحاطة بها، كما أشارت الآية: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
أمام هذا الحشد الهائل من الإحسان والفضل، ألا يجدر بنا أن نحبّ الله حبّاً لا يعادله حبّ، وأن نخلص له إخلاصاً لا يشابهه إخلاص، وأن نشكره شكراً ليس له حدود، وأن نحمده حمداً أين منه حمد الآباء والمعلِّمين؟
على هذا الأساس يربط الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم الإيمان الصَّادق بهذا الحبّ الخالص، فيقول: "لا يُمْحَضُ* رجل الإيمان بالله حتَّى يكونَ الله أحبَّ إليه من نفسه وأبيه وأمِّه وولده وأهله وماله ومن النَّاس كلِّهم" .
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
📍كثيراً ما يستغفر الأئمّة ربّهم ويطلبون منه العفو، فكيف ينسجم ذلك مع القول بعصمتهم (عليهم السلام) ؟
وبعبارة أُخرى مع أنّنا نذهب إلى عصمة الأئمّة (عليهم السلام) وانّهم منزّهون من الذنب والعصيان والخطأ والخلاف في نفس الوقت نجد في بعض الأدعية الصادرة عنهم يطلبون ربّهم العفو والمغفرة.؟🤔
📖 في دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة: (ثم إني يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي، أنا الذي أخطأت أنا الذي هممت، أنا الذي جهلت..) إلى أن يقول (عليه السلام): (إلهي أمرتني فعصيتك ونهيتني فارتكبت نهيك).
ومثل هذا الاعتراف بالذنب بين يدي الله تبارك وتعالى تكرر كثيراً في أدعيتهم ومناجاتهم (سلام الله عليهم)
📖 كقول الإمام السجاد (عليه السلام) في دعاء أبي حمزة: (أنا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء ولم أراقبك في الملأ أنا صاحب الدواهي العظمى أنا الذي على سيده اجترا، أنا الذي عصيت جبار السما، أنا الذي أعطيت على معاصي الدليل الرُشى، أنا الذي حين بُشرت بها خرجت إليها أسعى، أنا الذي أمهلتني فما ارعويت وسترت عليَّ فما استحييت وعملت بالمعاصي فتعديت).
✍ وهنا يُثار سؤال أو إشكال من جهة المنافاة ظاهراً بين ما نعتقده من عصمة الأئمة (عليهم السلام) وعدم صدور الذنب والمعصية منهم وبين الإقرار والاعتراف الوارد في هذه الأدعية والمناجاة؟
✨الجواب: لقد لفت هذا الإشكال انتباه المفكّرين والمسلمين منذ القديم، وأجابوا عنه بإجابات متعدّدة،
منها :
🔖 1. الإستغفار التربوي التعليمي :
بما أن للدعاء دوراً هاماً و مشهوداً في تربية الناس و حثِّهم على الإبتعاد عن الذنوب و المعاصي و سلوك النهج الإلهي ، فقد إهتمَّ الأئمة المعصومون ( عليهم السلام ) بهذه الوسيلة كل إهتمام ، فقدَّموا للناس كمَّاً هائلاً من الأدعية المؤثرة لمختلف الطبقات و الحالات و المناسبات ، و من خلال هذه الأدعية إستطاع الأئمة ( عليهم السلام ) تعليم الناس الكثير من العلوم والمعارف و الآداب ، و لولا هذه الأدعية لما كنَّا اليوم نعرف كيف نخاطب رب العالمين و نطلب منه العون و المدد في اللحظات الصعبة و الأزمات الحرجة التي نمرُّ بها .
نعم إن الدعاء مدرسة حقيقية أسَّسها أولياء الله عَزَّ و جَلَّ من أنبياء و أئمة من أجل تعليم الناس ، لذا فإستغفارهم في كثير من الأدعية إنما هو بهذا الهدف .
🔖2. الإستغفار لترك الأولى :
و قد يكون إستغفار الأئمة ( عليهم السلام ) و خاصة في الخلوات إعتذاراً منهم إلى الله جَلَّ جَلالُه عن ما بَدَرَ منهم من التقصير ـ حسب ما يرونه ـ بالقياس إلى ما هم فيه من علو المرتبة و عظيم المسؤولية لا لصدور ذنب منهم ، فحسناتُ الأبرار سيِّئات المُقَرَّبين ، كما قيل .
✍ يقول العلاّمة المحقّق علي بن عيسى الاِرْبِلي : الاَنبياء و الاَئمّة تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى ، و قلوبهم مملوءة به ، و خواطرهم متعلّقة بالمبدأ ، و هم أبداً في المراقبة ، كما قال ( عليه السَّلام ) : " اُعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تره ، فإنّه يراك " ، فهم أبداً متوجهون إليه و مُقبِلون بكُلِّهم عليه ، فمتى انحطوا عن تلك المرتبة العالية ، و المنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالأكل و الشرب و التفرّغ إلى النكاح و غيره من المباحات ، عَدّوه ذنباً و اعتقدوه خطيئة و استغفروا منه
🔆 هناك من العلماء من يعلق على الأستغفار التعليمي يقول : هذا الجواب قد يناسب صدور بعض تلك الأدعية لكنه لا يفسّرها كلها، لأن الإمام (عليه السلام) يعبر فيها فعلاً عن وجدانه وعن مشاعره تجاه الخالق العظيم. ويروى هذا الجواب عن ابن طاووس، فقد قال الأربلي في كشف الغمة: ((كنت أرى الدعاء الذي كان يقوله أبو الحسن موسى (عليه السلام) في سجدة الشكر وهو (ربِّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئتَ وعزتك لأكمهتني .. وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمتَ بها عليّ لم يكن هذا جزاك مني) فكنت أفكر في معناه وأقول كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من القول بالعصمة وما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه)).
فاجتمع بالسيد علي بن طاووس (قدس الله روحه) وسأله عن ذلك فقال: ((إن الوزير مؤيد الدين العلقمي رحمه الله سألني عنه فقلت كان يقول هذا ليعلم الناس، ثم إني فكرت بعد ذلك فقلت هذا كان يقوله في سجدته في الليل وليس عنده من يعلّمه)).
ومات السيد ابن طاووس رحمه الله فهداني الله إلى معناه ووفقني على فحواه فكان الوقوف عليه والعلم به وكشف حجابه بعد السنين المتطاولة والأحوال المحرمة والأدوار المكررة من كرامات الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ومعجزاته ولتصح نسبه العصمة إليه عليه السلام وتصدق على آبائه وأبنائه البررة الكرام وتزول الشبهة التي عرضت من ظاهر هذا الكلام.
📍 وتقريره أن الأنبياء والأئمة عليهم السلام تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى وقلوبهم مملوءة به وخواطرهم متعلقة بالملأ الأعلى وهم أبداً في المراقبة كما قال عليه السلام اعبد الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك.
وبعبارة أُخرى مع أنّنا نذهب إلى عصمة الأئمّة (عليهم السلام) وانّهم منزّهون من الذنب والعصيان والخطأ والخلاف في نفس الوقت نجد في بعض الأدعية الصادرة عنهم يطلبون ربّهم العفو والمغفرة.؟🤔
📖 في دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة: (ثم إني يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي، أنا الذي أخطأت أنا الذي هممت، أنا الذي جهلت..) إلى أن يقول (عليه السلام): (إلهي أمرتني فعصيتك ونهيتني فارتكبت نهيك).
ومثل هذا الاعتراف بالذنب بين يدي الله تبارك وتعالى تكرر كثيراً في أدعيتهم ومناجاتهم (سلام الله عليهم)
📖 كقول الإمام السجاد (عليه السلام) في دعاء أبي حمزة: (أنا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء ولم أراقبك في الملأ أنا صاحب الدواهي العظمى أنا الذي على سيده اجترا، أنا الذي عصيت جبار السما، أنا الذي أعطيت على معاصي الدليل الرُشى، أنا الذي حين بُشرت بها خرجت إليها أسعى، أنا الذي أمهلتني فما ارعويت وسترت عليَّ فما استحييت وعملت بالمعاصي فتعديت).
✍ وهنا يُثار سؤال أو إشكال من جهة المنافاة ظاهراً بين ما نعتقده من عصمة الأئمة (عليهم السلام) وعدم صدور الذنب والمعصية منهم وبين الإقرار والاعتراف الوارد في هذه الأدعية والمناجاة؟
✨الجواب: لقد لفت هذا الإشكال انتباه المفكّرين والمسلمين منذ القديم، وأجابوا عنه بإجابات متعدّدة،
منها :
🔖 1. الإستغفار التربوي التعليمي :
بما أن للدعاء دوراً هاماً و مشهوداً في تربية الناس و حثِّهم على الإبتعاد عن الذنوب و المعاصي و سلوك النهج الإلهي ، فقد إهتمَّ الأئمة المعصومون ( عليهم السلام ) بهذه الوسيلة كل إهتمام ، فقدَّموا للناس كمَّاً هائلاً من الأدعية المؤثرة لمختلف الطبقات و الحالات و المناسبات ، و من خلال هذه الأدعية إستطاع الأئمة ( عليهم السلام ) تعليم الناس الكثير من العلوم والمعارف و الآداب ، و لولا هذه الأدعية لما كنَّا اليوم نعرف كيف نخاطب رب العالمين و نطلب منه العون و المدد في اللحظات الصعبة و الأزمات الحرجة التي نمرُّ بها .
نعم إن الدعاء مدرسة حقيقية أسَّسها أولياء الله عَزَّ و جَلَّ من أنبياء و أئمة من أجل تعليم الناس ، لذا فإستغفارهم في كثير من الأدعية إنما هو بهذا الهدف .
🔖2. الإستغفار لترك الأولى :
و قد يكون إستغفار الأئمة ( عليهم السلام ) و خاصة في الخلوات إعتذاراً منهم إلى الله جَلَّ جَلالُه عن ما بَدَرَ منهم من التقصير ـ حسب ما يرونه ـ بالقياس إلى ما هم فيه من علو المرتبة و عظيم المسؤولية لا لصدور ذنب منهم ، فحسناتُ الأبرار سيِّئات المُقَرَّبين ، كما قيل .
✍ يقول العلاّمة المحقّق علي بن عيسى الاِرْبِلي : الاَنبياء و الاَئمّة تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى ، و قلوبهم مملوءة به ، و خواطرهم متعلّقة بالمبدأ ، و هم أبداً في المراقبة ، كما قال ( عليه السَّلام ) : " اُعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تره ، فإنّه يراك " ، فهم أبداً متوجهون إليه و مُقبِلون بكُلِّهم عليه ، فمتى انحطوا عن تلك المرتبة العالية ، و المنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالأكل و الشرب و التفرّغ إلى النكاح و غيره من المباحات ، عَدّوه ذنباً و اعتقدوه خطيئة و استغفروا منه
🔆 هناك من العلماء من يعلق على الأستغفار التعليمي يقول : هذا الجواب قد يناسب صدور بعض تلك الأدعية لكنه لا يفسّرها كلها، لأن الإمام (عليه السلام) يعبر فيها فعلاً عن وجدانه وعن مشاعره تجاه الخالق العظيم. ويروى هذا الجواب عن ابن طاووس، فقد قال الأربلي في كشف الغمة: ((كنت أرى الدعاء الذي كان يقوله أبو الحسن موسى (عليه السلام) في سجدة الشكر وهو (ربِّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئتَ وعزتك لأكمهتني .. وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمتَ بها عليّ لم يكن هذا جزاك مني) فكنت أفكر في معناه وأقول كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من القول بالعصمة وما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه)).
فاجتمع بالسيد علي بن طاووس (قدس الله روحه) وسأله عن ذلك فقال: ((إن الوزير مؤيد الدين العلقمي رحمه الله سألني عنه فقلت كان يقول هذا ليعلم الناس، ثم إني فكرت بعد ذلك فقلت هذا كان يقوله في سجدته في الليل وليس عنده من يعلّمه)).
ومات السيد ابن طاووس رحمه الله فهداني الله إلى معناه ووفقني على فحواه فكان الوقوف عليه والعلم به وكشف حجابه بعد السنين المتطاولة والأحوال المحرمة والأدوار المكررة من كرامات الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ومعجزاته ولتصح نسبه العصمة إليه عليه السلام وتصدق على آبائه وأبنائه البررة الكرام وتزول الشبهة التي عرضت من ظاهر هذا الكلام.
📍 وتقريره أن الأنبياء والأئمة عليهم السلام تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى وقلوبهم مملوءة به وخواطرهم متعلقة بالملأ الأعلى وهم أبداً في المراقبة كما قال عليه السلام اعبد الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك.
فهم أبداً متوجهون إليه ومقبلون بكلهم عليه فمتى انحطوا عن تلك الرتبة العالية والمنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح وغيره من المباحات عدوه ذنباً واعتقدوه خطيئة واستغفروا منه.
ألا ترى أن بعض عبيد أبناء الدنيا لو قعد وأكل وشرب ونكح وهو يعلم أنه بمرأى من سيده ومسمع لكان ملوماً عند الناس ومقصراً فيما يجب عليه من خدمة سيده ومالكه فما ظنك بسيد السادات وملك الأملاك. وإلى هذا أشار عليه السلام أنه ليران على قلبي وأني لأستغفر بالنهار سبعين مرة ولفظه السبعين إنما هي لعد الاستغفار لا إلى الرين وقوله حسنات الأبرار سيئات المقربين👉
ثم قال: ((ونزيده إيضاحاً من لفظه ليكون أبلغ من التأويل ويظهر من قوله (عليه السلام): (وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لأعقمتني) أعقمتني والعقيم الذي لا يولد له والذي يولد من السفاح لا يكون ولداً فقد بان بهذا أنه كان يعد اشتغاله في وقت ما بما هو ضرورة للأبدان معصية يستغفر الله منها وعلى هذا فقس البواقي وكلما يرد عليك من أمثالها)).
📚 وقد ذكر العلامة المجلسي (قدس سره) هذا الوجه ووجوهاً أخرى لفهم صدور هذه الأقوال منهم (عليهم السلام)، قال (قدس سره): ((فأما ما يوهم خلاف ذلك –أي عصمتهم (عليهم السلام)- من الأخبار والأدعية وهي مؤولة بوجوه:- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٢١٠ مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٧ - الصفحة ٢٥٧
باب عصمتهم ولزوم عصمة الإمام
احتجاج هشام بن الحكم، وإثباته عصمة الإمام في البحار
🤍1- أن ترك المستحب وفعل المكروه قد يسمى ذنباً وعصياناً بل ارتكاب بعض المباحات أيضا بالنسبة إلى رفعة شأنهم وجلالتهم ربما عبروا عنه بالذنب لانحطاط ذلك عن سائر أحوالهم كما مرت الإشارة إليه في كلام الأربلي رحمه الله.
🖤2- إنهم بعد انصرافهم عن بعض الطاعات التي أُمروا بها من معاشرة الخلق وتكميلهم وهدايتهم ورجوعهم عنها إلى مقام القرب والوصال ومناجاة ذي لجلال ربما وجدوا أنفسهم لانحطاط تلك الأحوال عن هذه المرتبة العظمى مقصرين، فيتضرعون لذلك وإن كان بأمره تعالى، كما أن أحداً من ملوك الدنيا إذا بعث واحداً من مقربي حضرته إلى خدمة من خدماته التي يحرم بها من مجلس الحضور والوصال فهو بعد رجوعه يبكي ويتضرع وينسب نفسه إلى الجرم والتقصير لحرمانه عن هذا المقام الخطير.
🤎3- إن كمالاتهم وعلومهم وفضائلهم لما كانت من فضله تعالى، ولولا ذلك لأمكن أن يصدر منهم أنواع المعاصي، فإذا نظروا إلى أنفسهم وإلى تلك الحال أقروا بفضل ربهم وعجز نفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السيئات فمفادها أني أذنبت لولا توفيقك، وأخطأت لولا هدايتك)).
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
ألا ترى أن بعض عبيد أبناء الدنيا لو قعد وأكل وشرب ونكح وهو يعلم أنه بمرأى من سيده ومسمع لكان ملوماً عند الناس ومقصراً فيما يجب عليه من خدمة سيده ومالكه فما ظنك بسيد السادات وملك الأملاك. وإلى هذا أشار عليه السلام أنه ليران على قلبي وأني لأستغفر بالنهار سبعين مرة ولفظه السبعين إنما هي لعد الاستغفار لا إلى الرين وقوله حسنات الأبرار سيئات المقربين👉
ثم قال: ((ونزيده إيضاحاً من لفظه ليكون أبلغ من التأويل ويظهر من قوله (عليه السلام): (وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لأعقمتني) أعقمتني والعقيم الذي لا يولد له والذي يولد من السفاح لا يكون ولداً فقد بان بهذا أنه كان يعد اشتغاله في وقت ما بما هو ضرورة للأبدان معصية يستغفر الله منها وعلى هذا فقس البواقي وكلما يرد عليك من أمثالها)).
📚 وقد ذكر العلامة المجلسي (قدس سره) هذا الوجه ووجوهاً أخرى لفهم صدور هذه الأقوال منهم (عليهم السلام)، قال (قدس سره): ((فأما ما يوهم خلاف ذلك –أي عصمتهم (عليهم السلام)- من الأخبار والأدعية وهي مؤولة بوجوه:- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٢١٠ مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٧ - الصفحة ٢٥٧
باب عصمتهم ولزوم عصمة الإمام
احتجاج هشام بن الحكم، وإثباته عصمة الإمام في البحار
🤍1- أن ترك المستحب وفعل المكروه قد يسمى ذنباً وعصياناً بل ارتكاب بعض المباحات أيضا بالنسبة إلى رفعة شأنهم وجلالتهم ربما عبروا عنه بالذنب لانحطاط ذلك عن سائر أحوالهم كما مرت الإشارة إليه في كلام الأربلي رحمه الله.
🖤2- إنهم بعد انصرافهم عن بعض الطاعات التي أُمروا بها من معاشرة الخلق وتكميلهم وهدايتهم ورجوعهم عنها إلى مقام القرب والوصال ومناجاة ذي لجلال ربما وجدوا أنفسهم لانحطاط تلك الأحوال عن هذه المرتبة العظمى مقصرين، فيتضرعون لذلك وإن كان بأمره تعالى، كما أن أحداً من ملوك الدنيا إذا بعث واحداً من مقربي حضرته إلى خدمة من خدماته التي يحرم بها من مجلس الحضور والوصال فهو بعد رجوعه يبكي ويتضرع وينسب نفسه إلى الجرم والتقصير لحرمانه عن هذا المقام الخطير.
🤎3- إن كمالاتهم وعلومهم وفضائلهم لما كانت من فضله تعالى، ولولا ذلك لأمكن أن يصدر منهم أنواع المعاصي، فإذا نظروا إلى أنفسهم وإلى تلك الحال أقروا بفضل ربهم وعجز نفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السيئات فمفادها أني أذنبت لولا توفيقك، وأخطأت لولا هدايتك)).
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
📝 هذا المعنى ذكره الأئمة (عليهم السلام) في أدعيتهم كما في دعاء الصباح عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (اِلـهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ فَمَنِ السّالِكُ بي اِلَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ ، وَ اِنْ اَسْلَمَتْني اَناتُكَ لِقائِدِ الأَمَلِ وَالْمُنى فَمَنِ الْمُقيلُ عَثَراتي مِنْ كَبَواتِ الْهَوى ، وَ اِنْ خَذَلَني نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَ الشَّيْطانِ ، فَقَدْ وَكَلَني خِذْلانُكَ إلى حَيْثُ النَّصَبُ وَ الْحِرْمانُ).
🔖4- إنهم لما كانوا في مقام الترقي في الكمالات والصعود على مدارج الترقيات في كل آن من الآنات في معرفة الرب تعالى وما يتبعها من السعادات فإذا نظروا إلى معرفتهم السابقة وعملهم معها اعترفوا بالتقصير وتابوا منه،
ويمكن أن ينزل عليه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (وإني لاستغفر الله في كل يوم سبعين مرة)
أما كونهم (صلوات الله عليهم أجمعين) في ارتقاء وزيادة حتى بعد وفاتهم فهذا ما نطقت به الروايات لذا ورد الحث على الدعاء لهم بطلب الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود والصلاة عليهم، وورد في ذلك قول الإمام الصادق (عليه السلام): (لولا أنّا نزداد لأنفدنا)
🔖5- إنهم عليهم السلام لما كانوا في غاية المعرفة لمعبودهم فكل ما أتوا به من الأعمال بغاية جهدهم ثم نظروا إلى قصورها عن أن يليق بجناب ربهم عدوا طاعاتهم من المعاصي واستغفروا منها كما يستغفر المذنب العاصي.
ومن ذاق من كأس المحبة جرعة شائقة لا يأبى عن قبول تلك الوجوه الرائقة، والعارف المحب الكامل إذا نظر إلى غير محبوبه أو توجه إلى غير مطلوبه يرى نفسه من أعظم الخاطئين، رزقنا الله الوصول إلى درجات المحبين
📍 وهذا المعنى عرفي أيضاً فإن من حلّ به ضيف عالي الشأن وقدّم له غاية جهده إلا أنه يواصل اعتذاره عن التقصير؛ لأنه يرى أن ما قدّمه وإن كان كل ما يستطيع تقديمه إلا أنه بلحاظ مقام ذلك الضيف يرى كل ما قدّمه موجباً للخجل والاعتذار.
ونضيف وجوهاً أخرى إلى ما ذكره (قدس سره) مع المحافظة على الترتيب.
🔖6- إنهم (عليهم السلام) يستغفرون من الذنوب التي تحسب عليهم بما اجترح أتباعهم، وهذا معنى أخلاقي جرت عليه السيرة العقلائية، فإن المرجع يتحمل أوزار أتباعه إذا أساؤوا، والأب يعتبر نفسه مسؤولاً عما جناه ابنه، والمدير لمؤسسةٍ ما يعتبر نفسه مسؤولاً عن تقصير أحد موظفيه، أو خيانتهم، فيقدم الاعتذار ويتحمّل التبعة وقد يستقيل من موقعه، فالمعصومون (عليهم السلام) يستغفرون الله تعالى من التبعات التي لحقتهم بسبب سوء تصرفات أتباعهم بل هم آباء لهذه الأمة بنص الحديث النبوي الشريف:
(يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة) ووردت في بعض الروايات كما في تفسير القمي بسنده عن عمر بن يزيد قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل في كتابه [لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ] قال (عليه السلام): ما كان له ذنب ولا همَّ بذنب ولكن الله حمّله ذنوب شيعته ثم غفرها له(
لذا وردت الوصايا عن المعصومين (عليهم السلام) لشيعتهم: (كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شيناً).
🔖7- إنهم (عليهم السلام) يعتبرون أنفسهم مذنبين ومقصّرين ما دام يوجد فرد في هذه الدنيا لم يتكامل ولم يحقق العبودية الكاملة في حياته؛ لأن هذا يعني أنهم (عليهم السلام) لم يحققوا هدفهم ولم تنجح وظيفتهم بشكل كامل وهي بسط التوحيد الخالص في الأرض، فكيف إذا كانت أكثر البشرية ضالة [وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ] (يوسف: 103)، وهذا النقص في تحقيق الغرض وإن كان بسبب خارج عنهم لأنه في المتلقي أي في قابلية القابل وليس في فاعلية الفاعل كما يعبّرون، إلا أنهم (عليهم السلام) على أي حال يشعرون بالذنب والتقصير وحرقة القلب لعدم اكتمال أهداف رسالتهم، ويطلبون من الله تعالى العفو والصفح ولذا وردت تطمينات من الله تبارك وتعالى لنبيه وعفو عن مسؤولية هذه النتائج المؤسفة، وتطييب لقلبه (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال تعالى: [فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ( ) نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً] (الكهف:6) وقال تعالى: [لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ] (الشعراء:3).
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
🔖4- إنهم لما كانوا في مقام الترقي في الكمالات والصعود على مدارج الترقيات في كل آن من الآنات في معرفة الرب تعالى وما يتبعها من السعادات فإذا نظروا إلى معرفتهم السابقة وعملهم معها اعترفوا بالتقصير وتابوا منه،
ويمكن أن ينزل عليه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (وإني لاستغفر الله في كل يوم سبعين مرة)
أما كونهم (صلوات الله عليهم أجمعين) في ارتقاء وزيادة حتى بعد وفاتهم فهذا ما نطقت به الروايات لذا ورد الحث على الدعاء لهم بطلب الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود والصلاة عليهم، وورد في ذلك قول الإمام الصادق (عليه السلام): (لولا أنّا نزداد لأنفدنا)
🔖5- إنهم عليهم السلام لما كانوا في غاية المعرفة لمعبودهم فكل ما أتوا به من الأعمال بغاية جهدهم ثم نظروا إلى قصورها عن أن يليق بجناب ربهم عدوا طاعاتهم من المعاصي واستغفروا منها كما يستغفر المذنب العاصي.
ومن ذاق من كأس المحبة جرعة شائقة لا يأبى عن قبول تلك الوجوه الرائقة، والعارف المحب الكامل إذا نظر إلى غير محبوبه أو توجه إلى غير مطلوبه يرى نفسه من أعظم الخاطئين، رزقنا الله الوصول إلى درجات المحبين
📍 وهذا المعنى عرفي أيضاً فإن من حلّ به ضيف عالي الشأن وقدّم له غاية جهده إلا أنه يواصل اعتذاره عن التقصير؛ لأنه يرى أن ما قدّمه وإن كان كل ما يستطيع تقديمه إلا أنه بلحاظ مقام ذلك الضيف يرى كل ما قدّمه موجباً للخجل والاعتذار.
ونضيف وجوهاً أخرى إلى ما ذكره (قدس سره) مع المحافظة على الترتيب.
🔖6- إنهم (عليهم السلام) يستغفرون من الذنوب التي تحسب عليهم بما اجترح أتباعهم، وهذا معنى أخلاقي جرت عليه السيرة العقلائية، فإن المرجع يتحمل أوزار أتباعه إذا أساؤوا، والأب يعتبر نفسه مسؤولاً عما جناه ابنه، والمدير لمؤسسةٍ ما يعتبر نفسه مسؤولاً عن تقصير أحد موظفيه، أو خيانتهم، فيقدم الاعتذار ويتحمّل التبعة وقد يستقيل من موقعه، فالمعصومون (عليهم السلام) يستغفرون الله تعالى من التبعات التي لحقتهم بسبب سوء تصرفات أتباعهم بل هم آباء لهذه الأمة بنص الحديث النبوي الشريف:
(يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة) ووردت في بعض الروايات كما في تفسير القمي بسنده عن عمر بن يزيد قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل في كتابه [لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ] قال (عليه السلام): ما كان له ذنب ولا همَّ بذنب ولكن الله حمّله ذنوب شيعته ثم غفرها له(
لذا وردت الوصايا عن المعصومين (عليهم السلام) لشيعتهم: (كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شيناً).
🔖7- إنهم (عليهم السلام) يعتبرون أنفسهم مذنبين ومقصّرين ما دام يوجد فرد في هذه الدنيا لم يتكامل ولم يحقق العبودية الكاملة في حياته؛ لأن هذا يعني أنهم (عليهم السلام) لم يحققوا هدفهم ولم تنجح وظيفتهم بشكل كامل وهي بسط التوحيد الخالص في الأرض، فكيف إذا كانت أكثر البشرية ضالة [وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ] (يوسف: 103)، وهذا النقص في تحقيق الغرض وإن كان بسبب خارج عنهم لأنه في المتلقي أي في قابلية القابل وليس في فاعلية الفاعل كما يعبّرون، إلا أنهم (عليهم السلام) على أي حال يشعرون بالذنب والتقصير وحرقة القلب لعدم اكتمال أهداف رسالتهم، ويطلبون من الله تعالى العفو والصفح ولذا وردت تطمينات من الله تبارك وتعالى لنبيه وعفو عن مسؤولية هذه النتائج المؤسفة، وتطييب لقلبه (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال تعالى: [فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ( ) نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً] (الكهف:6) وقال تعالى: [لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ] (الشعراء:3).
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
🔖8- في ضوء الحديث المروي في كتاب الخصال للشيخ الصدوق حدثنا أبي رضي الله عنهالخوارج قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي، عن عبد الله بن المغيرة، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لم يعبد الله عز وجل بشئ أفضل من العقل، ولا يكون المؤمن عاقلا حتى يجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير ممن غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، ولا يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله، الذل أحب إليه من العز، والفقر أحب إليه من الغنى، نصيبه من الدنيا القوت، والعاشرة وما العاشرة لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان فرجل هو خير منه وأتقى، وآخر هو شر منه وأدنى، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به، وإذا لقى الذي هو شر منه وأدنى قال: عسى خير هذا باطن وشره ظاهر، وعسى أن يختم له بخير، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده، وساد أهل زمانه.
عقول المعصومين (عليهم السلام) هي أكمل العقول فهذا التواضع وهذا الشعور بأنه أقل الخلق أمام الله تعالى في أعلى درجاته عندهم (عليهم السلام)؛ لأنهم لا ينظرون إلى أنفسهم ولا يتّكلون على أعمالهم مهما عظمت وخلصت ولا يأمنون مكر الله تعالى وهم يتلون خطاب الله لجدهم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) سيد الخلق: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (الزمر:65) ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو عصيت لهويت).
والحكاية المروية عن كليم الله موسى بن عمران (عليه السلام): (إن الله سبحانه أوحى إلى موسى عليه السلام: إذا جئت للمناجاة فاصحب معك من تكون خيراً منه، فجعل موسى لا يعترض (يعرض) أحداً إلا وهو لا يجسر (يجتري) أن يقول: إني خير منه، فنزل عن الناس وشرع في أصناف الحيوانات حتى مر بكلب أجرب فقال: أصحب هذا فجعل في عنقه حبلا ثم جرّ به فلما كان في بعض الطريق شمر الكلب من الحبل وأرسله، فلما جاء إلى مناجاة الرب سبحانه قال: يا موسى أين ما أمرتك به؟ قال: يا رب لم أجده فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي لو أتيتني بأحد لمحوتك من ديوان النبوة (عدة الداعي - ابن فهد الحلي - الصفحة ٢٠٤ ).
🔖9- إن استغفار المعصومين (عليهم السلام) إنما هو من وجود مقتضيات الذنب والمعصية فيهم وإن كانت عندهم الملكة القدسية الرادعة عن توظيفها إلا في طاعة الله تبارك وتعالى، فتعتبر الشهوة الجنسية شراً بمعنى من المعاني، وكذا الغضب لأنها مناشئ الذنوب، ففي الخصال بسنده عن هشام بن الحكم في تفسير عصمة الإمام قال: ((إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة فهذه منتفية عنه
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
عقول المعصومين (عليهم السلام) هي أكمل العقول فهذا التواضع وهذا الشعور بأنه أقل الخلق أمام الله تعالى في أعلى درجاته عندهم (عليهم السلام)؛ لأنهم لا ينظرون إلى أنفسهم ولا يتّكلون على أعمالهم مهما عظمت وخلصت ولا يأمنون مكر الله تعالى وهم يتلون خطاب الله لجدهم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) سيد الخلق: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (الزمر:65) ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو عصيت لهويت).
والحكاية المروية عن كليم الله موسى بن عمران (عليه السلام): (إن الله سبحانه أوحى إلى موسى عليه السلام: إذا جئت للمناجاة فاصحب معك من تكون خيراً منه، فجعل موسى لا يعترض (يعرض) أحداً إلا وهو لا يجسر (يجتري) أن يقول: إني خير منه، فنزل عن الناس وشرع في أصناف الحيوانات حتى مر بكلب أجرب فقال: أصحب هذا فجعل في عنقه حبلا ثم جرّ به فلما كان في بعض الطريق شمر الكلب من الحبل وأرسله، فلما جاء إلى مناجاة الرب سبحانه قال: يا موسى أين ما أمرتك به؟ قال: يا رب لم أجده فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي لو أتيتني بأحد لمحوتك من ديوان النبوة (عدة الداعي - ابن فهد الحلي - الصفحة ٢٠٤ ).
🔖9- إن استغفار المعصومين (عليهم السلام) إنما هو من وجود مقتضيات الذنب والمعصية فيهم وإن كانت عندهم الملكة القدسية الرادعة عن توظيفها إلا في طاعة الله تبارك وتعالى، فتعتبر الشهوة الجنسية شراً بمعنى من المعاني، وكذا الغضب لأنها مناشئ الذنوب، ففي الخصال بسنده عن هشام بن الحكم في تفسير عصمة الإمام قال: ((إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة فهذه منتفية عنه
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
📝 فالأئمة يستغفرون من وجود هذه المقتضيات للذنوب عندهم وإن كانوا بلطف الله تبارك وتعالى لا يستعملونها إلا في ما يرضي الله تبارك وتعالى قيل لهشام بن الحكم : ما معنى قولكم : إن الإمام لا يكون إلا معصوما ؟.. قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن ذلك فقال :
المعصوم هو الممتنع بالله ( أي بتوفيق الله ) من جميع محارم الله ، وقد قال تبارك وتعالى: ﴿وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (آل عمران:101 . ص195معاني الأخبار ص44
🔖10- إن الله تعالى يقول: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ (إبراهيم:34) فإذا كان الإنسان عاجزاً عن معرفة نعم الله وعدّها فكيف يتسنى له شكرها فهو عن أداء الشكر أعجز وفي ذلك ورد في دعاء للإمام السجاد (عليه السلام): (إلهِي أَذْهَلَنِي عَنْ إقامَةِ شُكْرِكَ تَتابُعُ طَوْلِكَ، وَأَعْجَزَنِي عَنْ إحْصآءِ ثَنآئِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ، وَشَغَلَنِي عَنْ ذِكْرِ مَحامِدِكَ تَرادُفُ عَوآئِدِكَ، وَأَعْيانِي عَنْ نَشْرِ عوارِفِكَ تَوالِي أَيدِيكَ، وَهذَا مَقامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النَّعْمآءِ، وَقابَلَها بِالتَّقْصِيرِ، وَشَهِدَ عَلى نَفْسِهِ بِالإهْمالِ وَالتَّضْيِيعِ، وَأَنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ الْبَرُّ الْكَرِيمُ، الَّذِي لا يُخَيِّبُ قاصِدِيهِ، وَلا يَطْرُدُ عَنْ فِنآئِهِ آمِلِيهِ، بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرَّاجِينَ، وَبِعَرْصَتِكَ تَقِفُ آمالُ الْمُسْتَرْفِدِينَ، فَلا تُقابِلْ آمالَنا بِالتَّخْيِيبِ وَالإياسِ، وَلا تُلْبِسْنا سِرْبالَ الْقُنُوطِ وَالإِبْلاسِ.
إلهِي تَصاغَرَ عِنْدَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكْرِي، وَتَضَاءَلَ فِي جَنْبِ إكْرَامِكَ إيَّايَ ثَنآئِي وَنَشْرِي، جَلَّلَتْنِي نِعَمُكَ مِنْ أَنْوَارِ الإِيْمانِ حُلَلاً، وَضَرَبَتْ عَلَيَّ لَطآئِفُ بِرِّكَ مِنَ الْعِزِّ كِلَلاً، وَقَلَّدْتَنِي مِنْكَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ، وَطَوَّقْتَنِي أَطْوَاقَاً لا تُفَلُّ، فَآلاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانِي عَنْ إحْصائِها، وَنَعْمآؤُكَ كَثِيرَةٌ قَصُرَ فَهْمِي عَنْ إدْرَاكِها فَضْلاً عَنِ اسْتِقْصآئِها، فَكَيْفَ لِي بِتَحْصِيلِ الشُّكْرِ، وَشُكْرِي إيَّاكَ يَفْتَقِرُ إلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ: لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَيَّ لِذلِكَ أَنْ أَقُولَ: لَكَ الْحَمْدُ. )
فإذا ضممنا إلى ذلك مقدمة أخرى مأخوذة من وصية الإمام الكاظم (عليه السلام) المشهورة لهشام بن الحكم وفيها (يا هشام: إنّ كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها، وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ): إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشيته فأسكتتهم عن المنطق، وإنّهم لفصحاء عقلاء، يستبقون إلى الله بالأعمال الزكية، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون لهم من أنفسهم بالقليل، يرون في أنفسهم أنّهم أشرار، وأنّهم لأكياس وأبرار.) ينتج وجه جديد لفهم الذنوب وهو العجز عن أداء شكر النعم، ويكون الشعور بالذنب أكبر كلما كانت النعم أكثر، ولذا يشعر الأئمة المعصومون (عليهم السلام) أنهم أكثر الخلق ذنوباً كقوله (عليه السلام): (وما في الورى شخص جنا كجنايتي) لأنهم حُبوا بأعظم النعم فقد أعطاهم الله تعالى منزلة يغبطهم عليها الأولون والآخرون وخلق الكون لأجلهم.
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
المعصوم هو الممتنع بالله ( أي بتوفيق الله ) من جميع محارم الله ، وقد قال تبارك وتعالى: ﴿وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (آل عمران:101 . ص195معاني الأخبار ص44
🔖10- إن الله تعالى يقول: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ (إبراهيم:34) فإذا كان الإنسان عاجزاً عن معرفة نعم الله وعدّها فكيف يتسنى له شكرها فهو عن أداء الشكر أعجز وفي ذلك ورد في دعاء للإمام السجاد (عليه السلام): (إلهِي أَذْهَلَنِي عَنْ إقامَةِ شُكْرِكَ تَتابُعُ طَوْلِكَ، وَأَعْجَزَنِي عَنْ إحْصآءِ ثَنآئِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ، وَشَغَلَنِي عَنْ ذِكْرِ مَحامِدِكَ تَرادُفُ عَوآئِدِكَ، وَأَعْيانِي عَنْ نَشْرِ عوارِفِكَ تَوالِي أَيدِيكَ، وَهذَا مَقامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النَّعْمآءِ، وَقابَلَها بِالتَّقْصِيرِ، وَشَهِدَ عَلى نَفْسِهِ بِالإهْمالِ وَالتَّضْيِيعِ، وَأَنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ الْبَرُّ الْكَرِيمُ، الَّذِي لا يُخَيِّبُ قاصِدِيهِ، وَلا يَطْرُدُ عَنْ فِنآئِهِ آمِلِيهِ، بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرَّاجِينَ، وَبِعَرْصَتِكَ تَقِفُ آمالُ الْمُسْتَرْفِدِينَ، فَلا تُقابِلْ آمالَنا بِالتَّخْيِيبِ وَالإياسِ، وَلا تُلْبِسْنا سِرْبالَ الْقُنُوطِ وَالإِبْلاسِ.
إلهِي تَصاغَرَ عِنْدَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكْرِي، وَتَضَاءَلَ فِي جَنْبِ إكْرَامِكَ إيَّايَ ثَنآئِي وَنَشْرِي، جَلَّلَتْنِي نِعَمُكَ مِنْ أَنْوَارِ الإِيْمانِ حُلَلاً، وَضَرَبَتْ عَلَيَّ لَطآئِفُ بِرِّكَ مِنَ الْعِزِّ كِلَلاً، وَقَلَّدْتَنِي مِنْكَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ، وَطَوَّقْتَنِي أَطْوَاقَاً لا تُفَلُّ، فَآلاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانِي عَنْ إحْصائِها، وَنَعْمآؤُكَ كَثِيرَةٌ قَصُرَ فَهْمِي عَنْ إدْرَاكِها فَضْلاً عَنِ اسْتِقْصآئِها، فَكَيْفَ لِي بِتَحْصِيلِ الشُّكْرِ، وَشُكْرِي إيَّاكَ يَفْتَقِرُ إلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ: لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَيَّ لِذلِكَ أَنْ أَقُولَ: لَكَ الْحَمْدُ. )
فإذا ضممنا إلى ذلك مقدمة أخرى مأخوذة من وصية الإمام الكاظم (عليه السلام) المشهورة لهشام بن الحكم وفيها (يا هشام: إنّ كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها، وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ): إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشيته فأسكتتهم عن المنطق، وإنّهم لفصحاء عقلاء، يستبقون إلى الله بالأعمال الزكية، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون لهم من أنفسهم بالقليل، يرون في أنفسهم أنّهم أشرار، وأنّهم لأكياس وأبرار.) ينتج وجه جديد لفهم الذنوب وهو العجز عن أداء شكر النعم، ويكون الشعور بالذنب أكبر كلما كانت النعم أكثر، ولذا يشعر الأئمة المعصومون (عليهم السلام) أنهم أكثر الخلق ذنوباً كقوله (عليه السلام): (وما في الورى شخص جنا كجنايتي) لأنهم حُبوا بأعظم النعم فقد أعطاهم الله تعالى منزلة يغبطهم عليها الأولون والآخرون وخلق الكون لأجلهم.
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•